گروه نرم افزاری آسمان

صفحه اصلی
کتابخانه
شاهنامه فردوسی
جلد پنجم
اشاره



ص: 1

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

الفصل الرابع : تأهّب الإمام لمواجهه الناکثین4 / 1اِستِشارَهُ الإِمامِ أصحابَهُ فیهِمکان معاویه قد أخضع الشام لسلطته عدّه سنین ، بیدٍ مبسوطه وهیمنه قیصریّه ، ولم یردعه أحد من الخلفاء الماضین عن أعماله قطّ . وکان یعرف أمیرَ المؤمنین علیه السلام حقّ معرفته ، ویعلم علم الیقین أنّه لا یتساهل معه أبدا . فامتنع عن بیعته ، ورفع قمیص عثمان ، ونادی بالثأر له مستغلّاً جهل الشامیّین ، وتأهّب للحرب (1) . فتجهّز الإمام علیه السلام لقمع هذا الباغی ، وعیّن الاُمراء علی الجیش ،وکتب إلی عمّاله فی مصر ، والکوفه ، والبصره یستظهرهم بإرسال القوّات اللازمه . وبینا کان یعدّ العدّه لذلک بلغه تواطؤ طلحه والزبیر وعائشه فی مکّه ، وإثارتهم للفتنه ، وتحرّکهم صوب البصره ، (2) فرأی علیه السلام أنّ إخماد هذه الفتنه أولی ، لذلک دعا وجهاء أصحابه واستطلع آراءهم . ویستوقفنا حقّا اُسلوب هذا الحوار ، وآراء أصحابه ، وموقفه الحاسم علیه السلام من قمع البغاه ، وقد اشترک فی الحوار المذکور : عبد اللّه بن عبّاس ، ومحمّد بن أبی بکر ، وعمّار بن یاسر ، وسهل بن حُنیف ، واقترح عبد اللّه بن عبّاس علیه أن یأخذ معه اُمّ سلمه أیضا ، فرفض صلوات اللّه علیه ذلک ، وقال : «فَإِنّی لا أری إخراجَها مِن بَیتِها کَما رَأَی الرَّجُلانِ إخراجَ عائِشَهَ» . (3) ولِمَ ذاک ؟ ذاک لأنّه علیه السلام لم یفکّر إلّا بالحقّ ، لا بالنصر کیفما کان .

.

1- .راجع : ص 412 (ح 2377 استعداد الإمام لحرب معاویه قبل حرب الجمل) .
2- .تاریخ الطبری : ج 4 ص 455 ، الکامل فی التاریخ : ج 2 ص 312 و 323 .
3- .الجمل : ص 239 .

ص: