گروه نرم افزاری آسمان

صفحه اصلی
کتابخانه
شاهنامه فردوسی
جلد دوم
الحجاب






المقدمه
بسم اللّه الرحمن الرحیم یا أیُّها النَّبیُّ قُلْ لأزواجِکَ و بَناتِکَ و نِسآءِ المؤمِنینَ یُدنِینَ عَلیهنَّ من جلبیبهنَّ ذلک أدنی أَن یُعرَفنَ فلا
سورة الأحزاب / الآیۀ 59 الحجاب کلمۀ مقدّسۀ تعتزّ بها کل امرأة مؤمنۀ « صدق اللّه العلیّ العظیم » . یُؤذَیْنَ و کانَ اللّه غفورا رحیما
عفیفۀ. المرأة التی امنت بالإسلام و قوانینه وایقنت انّ الاسلام لمیشرّع شیئا إلاّ لمصلحۀ تعود بالنفع علی افراده. باتت المرأة المؤمنۀ
علی یقین بأنّ الحجاب الذي غرس محبّته الاهل فی ارواحنا و قلوبنا انما هو عزّ و کرامۀ للمرأة. فقد أصبحت المرأة المؤمنۀ و الحجاب
کالتوامین اللذین ولدا لقلب واحد و جسدین و من المستحیل أن ینفکّا، فکل واحد یضخ الحیاة الحیاة للآخر. بالحجاب تنال المرأة
کامل حرّیتها و تمارس کلّ ما علیها من واجبات تنال حقوقها و هی آمنۀ مطمئنّۀ. و قد اصبح العالم علی یقین بأنّ الحرّیۀ التی ینادي
بها المجتمع المتحلل انما هی خطۀ هادفۀ و هدفها لئیم و المستهدف المرأة. ما کانت و لاتکون الحرّیۀ بالتحلل. فالحرّیۀ لیست
باستغلال المرأة و جمالها و تسخیرها لاشباع رغبۀ الرجل و لیست الحرّیۀ بتشبّه النساء بالرجال و الرجال بالنساء، فکل کائن یختلف
صفحه 82 از 109
تکوینا عن الآخر. إنما لحرّیۀ بتطبیق العدالۀ الإلهیۀ حتّی ینال کل من الرجل و المرأةَ حقوقۀ و یعرف واجباته. انّ الحجاب أمر یفرضه
العقل قبل الشرع، المرأة الواعیۀ تدرك انّ صلاحها لایکون إلاّ بالستر و هو أغلی ما یملک الانسان المؤمن و قد ضرب سیّدالشهداء
أعلی مراتب العفۀ و الطهارة حینما سقط مضرّجا بدماءه الطاهرة و روحی و ارواح العالمین لترابه المقدّس الفداء و اخذ القوم
.« اقصدونی و اترکوا حرمی » : یسارعون، فیقصدون خیمه حتی یسلبوا نساءه و اهل بیته، فقال علیهالسلام
آیات الحجاب وتفسیرها
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ .«30» سورة النور قُل لِّلْمُؤْمِنِینَ یغُضُّوا مِنْ أَبْ َ ص ارِهِمْ وَیَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِکَ أَزْکَی لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَ بِیرٌ بِمَ ا یَصْ نَعُونَ
یَغْضُ ضْنَ مِنْ أَبْ َ ص ارِهِنَّ وَیَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْیَضْ رِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَی جُیُوبِهِنَّ وَلَا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلاَّ
لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِی إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِی أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَکَتْ
أَیْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِینَ غَیْرِ أُولِی الْإِرْبَۀِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِینَ لَمْ یَظْهَرُوا عَلَی عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا یَضْ رِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِیُعْلَمَ مَا یُخْفِینَ مِن
سبب النزول جاء فی کتاب الکافی حول سبب نزول أوّل آیۀ من .«31» زِینَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَی اللَّهِ جَمِیعاً أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ
الآیات السابقۀ، عن الامام الباقر علیهالسلام قال: استقبل شابّ من الأنصار إمرأة بالمدینۀ و کانت النساء یقنعن خلف آذانهنّ، فنظر الیها
و هی مقبلۀ، فلمّا جازت نظر إلیها و دخل زفاف قد سمّاه یعنی فلان، فجعل ینظر خلفها و اعترض وجهه عظم فی الحائط او زجاجۀ
فشقّ وجهه، فلمّا مضت المرأة نظر فإذا الدماء تسیل علی ثوبه و صدره، فقال: و اللّه لآتینّ رسول اللّه صلیاللهعلیهوآلهوسلم و لأخبرنّه،
قل للمؤمنین یغضّوا » : قال: فآتاه فلمّا رآه رسول اللّه صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال له: ما هذا؟ فأخبره، فهبط جبرئیل علیهالسلام بهذه الآیۀ
قل للمؤمنین یغضّوا من أبصارهم و » ( 1) التفسیر( 2 )« من أبصارهم و یحفظوا فروجهم ذلک أزکی لهم إنّ اللّه خبیر بما یصنعون
و تعنی فی الأصل: التنقیص و تطلق غالبا علی تخفیض « ردّ » من باب « غضّ » مشتقّۀ من « یغضّوا » الحکم الأوّل: کلمۀ .« یحفظوا فروجهم
الصوت و تقلیل النظر، لهذا لم تأمر الآیۀ أن یغمض المؤمنون عیونهم، بل أمرت أن یغضّوا من نظرهم. و هذا التعبیر الرائع جاء لینفی
« الفرج » « حفظ الفروج » : غلق العیون بشکل تام بحیث لایعرف الإنسان طریقۀ بمجرّد مشاهدتۀ إمرأة لیست من محارمه. الحکم الثانی
الفتحۀ و الفاصلۀ بین شیئین، إلاّ أنّها هنا وردت کنایۀ عن العورة حفظ الفروج، هو تغطیته عن الانظار، قال الامام الصادق علیهالسلام :
ثمّ تحذر الآیۀ الذین ینظرون « ذلک ازکی لهم » (3).« کلّ آیۀ فی القرآن فیها ذکر الفروج فهی من الزنا، إلاّ هذه الآیۀ فإنّها من النظر »
و» الإشارة إلی مسألۀ الحجاب فی أربعۀ احکام: 1 .« إنّ اللّه خبیر بما یصنعون » : بشهوة و یرون عملهم هذا بأنه غیر متعمّد، فتقول
لایحقّ للنساء الکشف عن زینتهنّ المخفیۀ، و إن کانت لاتُظهر اجسامهنّ. أي لایجوز لهنّ الکشف « لایبدین زینتهنّ إلاّ ما ظهر منها
« خِمار » جمع « خُمُر » کلمه « ولیضربن بخمرهنّ علی جیوبهنّ » عن لباس یتزیّنّ به تحت اللباس العاديّ أو تحت العباءة بنصّ القرآن. 2
« الجیوب » یطلق بصورة اعتیادیۀ علی الشیء الذي تستخدمه النسوة لتغطیۀ رُؤوسهنّ، و ،« الغطاء » فی الاصل تعنی « حجاب » علی وزن
بمعنی یاقۀ القمیص، و احیانا یطلق علی الجزء الذي یحیط بأعلی الصدر. و یستنتج من هذه الآیۀ أنّ « غیب » علی وزن « جیب » جمع
النساء کُنّ قبل نزولها، یرمین أطراف الخمار علی التفسیر أکتافهنّ أو خلف الرأس بشکل یکشف فیه عن الرقبۀ و جانبا من الصدر،
فأمرهنّ القرآن برمی أطراف الخمار حول اعناقهنّ، أي فوق یاقۀ القمیص لیسترن بذلک الرقبۀ و الجزء المکشوف من الصدر. (و
یستنتج هذا المعنی أیضا عن سبب نزول الآیۀ الذي ذکر). 3 تشرح الآیۀ فی حکمها الثالث الحالات التی یجوز للنساء فیها الکشف
5 « أو أبنائهنّ » - 4 « أو آباء بعولتهنّ » - 3 « أو آبائهنّ » - 2 « لبعولتهنّ » - 1 «... ولایبدین زینتهنّ إلاّ » عن حجابهنّ و اظهار زینتهنّ، فتقول
أو » - أي النساء المسلمات، 10 « أو نسائهنّ » - 9 « أو بنی أخواتهنّ » - 8 « أو بنی إخوانهنّ » - 7 « أو إخوانهنّ » - 6 « أو أبناء بعولتهنّ » -
أي الرجال الذین لارغبۀ هنیۀ عندهم اصلًا. 12 « أو التابعین غیر أولی الاربۀ من الرجال » - الظهور بین الجواري 11 « ماملکت أیمانهنّ
تقصد النساء المسلمات « نساءهنّ » أي لم یبلغوا مرحلۀ بروز الرغبۀ و القدرة بالجنسیۀ « أو الطفل الذین لم یظهروا علی عورات النساء » -
صفحه 83 از 109
فلسفتۀ من المحتمل ان یصفن - غیر المسلمات - لأزواجهنّ . روي عن الامام الصادق علیهالسلام فی کتاب (من لایحضره الفقیه):
صرّحت بعض « أو ما ملکت ایمانهن » (4)«. لاینبغی للمرأة أن تکشف بین یدي الیهودیۀ و النصرانیۀ فإنّهنّ یصفن ذلک لأزواجهنّ
الاحادیث بأنّ ذلک یعنی فقط الجواري حتّی لو کنّ غیر مسلمات، و لایشمل هذا الحکم العبید ففی حدیث للامام امیر المؤمنین علی
التفسیر المعتمد هو ما جاء فی احادیث مؤکدة عن « أو التابعین غیر اولی الاربۀ » (5)«. لاینظر العبد الی شعر سیّدته » : علیهالسلام
من أنّ القصد هنا هو الأبله من الرجال الذي لایحسّ برغبۀ « هو الاحمق الذي لایأتی النساء » : الامامین الباقر و الصادق علیهماالسلام
جنسیۀ أبدا، و یستفاد منهم فی الاعمال البسیطۀ و خدمۀ الافراد، و عبارة التابعین تؤکّد هذا المعنی. 4 وتبیّنالآیۀ رابعالاحکام فتقول
أي علی النساء ان یتحفّظن کثیرا و یحفظن عفّتهنّ، و یبتعدنَ عن کلّ شیء یثیر نار « ولایضربن بارجلهن لیعلم مایخفین من زینتهنّ »
و توبوا إلی اللّه جمیعا أیها المؤمنون » الشهوة فی قلوب الرجال، حتّی لایتّهمن بالانحراف عن طریق العفه، و یجب مراقبۀ التصرف
و توبوا أیّها الناس ممّا ارتکبتم من ذنوب فی هذا المجال، بعد ما اطلعتم علی حقائق الاحکام الاسلامیۀ. سورة « لعلکم تفلحون
الاحزاب یَا أَیُّهَا الْنَّبِیُّ قُلْ لاِءَزْوَاجِکَ وَبَنَاتِکَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِینَ یُدْنِینَ عَلَیْهِنَّ مِن جَلَابِیبِهِنَّ ذلِکَ أَدْنَی أَن یُعْرَفْنَ فَلَا یُؤْذَیْنَ وَکَانَ اللَّهُ
فی سبب نزول الآیۀ: إنّه کان سبب نزولها أنَّ النساء کنّ یخرجن الی « علی بن ابراهیم » سبب النزول جاء فی تفسیر «59» غَفُوراً رَّحِیماً
المسجد و یصلّین خلف رسول اللّه صلیاللهعلیهوآلهوسلم و إذا کان باللیل خرجن إلی صلاة المغرب و العشاء الآخرة و الغداة، یقعد
( الشبّان لهنّ فی طریقهنّ فیؤذونهنّ و یتعرّضون لهنّ فأنزل اللّه الآیۀ الکریمۀ.( 6
التفسیر
و المعرفۀ التی ذکرتها الآیۀ یوجد رأیان فی تفسیرها : الرأي الذي یرتبط بموضعنا هو: أنَّ الهدف هو أن لاتتساهل المسلمات فی أمر
الحجاب کبعض النساء المتحلّلات و المتبرجات المسلوبات الحیاء و رغم التظاهر بالحجاب، هذا التبرّج یغري السفلۀ و الأراذل و یلفت
و هی قماش أطول من الخمار « الملحفۀ » فقد ذکر المفسرّون و أرباب اللغۀ عدّة معانٍ له: 1. أنّه « الجلباب » انتباههم. أمّا المراد من
یغطی الرأس و الرقبۀ و الصدر. 2. أنّه المقنعۀ و الخمار. 3. أنّه القمیص الفضغاض الواسع( 7). و مع أنّ هذه المعانی تختلف عن بعضها
یُقرأ بکسر الجیم و فتحها. إلاّ أنّ الأظهر المراد هو « الجلباب » إلاّ أنّ العامل المشترك فیها أنّها تستر البدن. و تجدر الإشارة إلی أنّ
أن یقربن الجلباب « یُدنین » الحجاب الذي یکون أکبر من الخمار و أقصر من العباءة، کما ذکر ذاك صاحب لسان العرب. و المراد من
إلی أبدانهنّ لیکون أستر لهنّ، لا أنّ یدعنه کیف ما کان بحیث یقع من هنا و هناك فینکشف البدن، و بتعبیر أبسط أن یلاحظن
ثیابهنّ و یحافظن علی حجابهنّ. و یستفاد من هذه الآیۀ أنّ حکم الحجاب بالنسبۀ للحرائر کان قد نزل من قبل، إلاّ أنّ بعض النسوة
کنّ یتساهلن أي تطبیقه. فنزلت الآیۀ المذکورة للتأکید علی الدقّۀ فی التطبیق. و لمّا کان نزول هذا الحکم قد أقلق بعض المؤمنات ممّا
کان منهنّ قبل ذلک، فقد أضافت الآیۀ فی نهایتها (و کان اللّه غفورا رحیما) فکلّ ما بدر منکنّ إلی الآن کان نتیجۀ الجهل فإنّ اللّه
سیغفره لکنّ، تبن الی اللّه و إرجعن إلیه، و نفذن واجب العفّۀ و الحجاب جیّدا.( 8) تعلیقات 1 - إبدأ بنفسک! الأمر الذي ورد فی
الآیات مورد البحث حول رعایۀ الحجاب الاسلامی بدقّۀ، و أمر النبی صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن یبلّغ هذا الامر، أوّل ما بدأ بنساء النبی،
ثمّ بناته، ثمّ المؤمنات، و هو إشارة الی أنّک یجب أن تبدأ بنفسک و أهل بیتک فی أيّ برنامج إصلاحی، و هذا خطّ لکلّ مصلحی
البشر. و بدأ بالزوجات عندما دار الأمر بین الزوجات و البنات، و ذاك لأنّهنّ أقرب الی الرجل، لأنّ البنات یتزّوجنّ و ینتقلن الی بیوت
الازواج. 2 العلاج من طریقین: لمّا کانت المفاسد الاجتماعیۀ لاتنبعث من علّۀ واحدة غالبا، فلذلک یجب أن تبدأ مکافحتها من جمیع
الجوانب. و الطریف فی الأمر أنّ الآیات المذکورة، و من أجل الوقوف أمام مضایقات الطائشین قدأمرت المؤمنات اوّلًا ان لا یترکن
ذریعۀ بید الطائشین، ثمّ أوقفتهم عند حدهم بتهدیدهم أشدّ تهدید و هذا ایضا برنامج دائمی للجمیع بأنّ الصدیق لابدّ من إصلاحه، و
یَا نِسَاءَ النَّبِیِّ لَسْتُنَّ کَأَحَ دٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ « و هناك حجاب أخر غیر حجاب الجسد و هو حجاب القول » . یوقف العدوّ عند حدّه بقوة
صفحه 84 از 109
9) التفسیر( 10 ) ان اللّه تعالی أصدر اوّل أمر فی مجال )«32» اتَّقَیْتُنَّ فَلاَ تَخْ َ ض عْنَ بِالْقَوْلِ فَیَطْمَعَ الَّذِي فِی قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلَا مَعْرُوفاً
« فلاتخضعن بالقول فیطمع الذي فی قلبه مرض » : العفّۀ، و یؤکّد علی مسألۀ دقیقۀ لتتّضح المسائل الأخري فی هذا المجال تلقائیا، فیقول
بل تکلّمن عند تحدّثکنّ بجدّ و بأسلوب عادّي، لا کالنساء المتمیعات اللائی یسعین من خلال حدیثهنّ الملیء بالعبارات المحرّکۀ
للشهوة، و الّتی قدتقترن بترخیم الصوت و أداء بعض الحرکات المهیّجۀ، أن یدفعن ذوي الشهوات إلی الفساد و إرتکاب المعاصی. إنّ
تعبیر بلیغ جدّا، و مؤدّ لحقیقۀ أنّ الغریزة الجنسیۀ عند ما تکون فی حدود الإعتدال و المشروعیّۀ فهی عین « الذي فی قلبه مرض » التعبیر
السلامۀ، أمّا عندما تتعدّي هذا الحدّ فإنّها ستکون مرضا قدیصل إلی حدّ الجنون، و الذي یُعبّرون عنه بالجنون الجنسی، و قد ف ّ ص ل
العلماء الیوم أنواعا و أقساما من هذا المرض النفسی الذّي یتولّد من طغیان هذه الغریزة، و الخضوع للمفاسد الجنسیّۀ و البیئات المنحطّۀ
الملوّثۀ. و یبیّن الأمر الثانی فی نهایۀ الآیۀ فیقول عزّوجلّ یجب علیکنّ التحدّث مع الآخرین بشکل لائق و مرضی للّه و رسوله، و مقترنا
إشارة .« و قلن قولًا معروفا » : إشارة إلی طریقۀ التحدّث، و جملۀ « لاتخضعن بالقول » إنّ جمله .« و قلن قولًا معروفا » : مع الحقّ و العدل
له معنی واسع یتضمّن کلّ ما قیل، إضافۀً إلی أنّه ینفی کلّ قول باطل لافائدة فیه ولا هدف من « القول المعروف » إلی محتوي الحدیث
ورائه، و کذلک ینفی المعصیۀ و کلّ ماخالف الحقّ. ثمّ إنّ الجملۀ الأخیرة قدتکون توضیحا للجمله الأولی لئلّا یتصوّر أحد أنّ تعامل
نساء النبّی مع الأجانب یجب أن یکون مؤذیا و بعیدا عن الأدب الاسلامی، بل یجب أن یتعاملن بأدب یلیق بهنّ، و فی الوقت نفسه
یکون خالیا من کلّ صفۀ مهیّجۀ. و لا شکّ أنّ هذا الحکم عامّ، و الترکیز علی نساء النبی من باب التأکید الأشدّ، تماما کما تقول
لعالم: أنت عالم فلاتکذب، فلا یعنی هذا أنّ الکذب مجاز و مباح للآخرین، بل المراد أنّ العالم ینبغی أن یتّقی هذا العمل بصورة
آکد.
فلسفه حجاب
1 الحجاب فی اللغۀ و الاصطلاح 2 مسألۀ الحجاب عند الشهیدة بنت الهُدي 3 فلسفۀ الحجاب عند الفقیۀ ناصر مکارم الشیرازي 4
فلسفۀ الحجاب عند الشهید المطهري 5 فلسفۀ الحجاب عند السیّد أیّوب الحائري 6 فلسفۀ الحجاب عند السیّد فضل اللّه 7 فلسفۀ
الحجاب عند الشیخ الجوادي الآملی الحجاب فی اللّغۀ قال ابن منظور فی لسان العرب، الحجاب: السّتر، حجب الشی یحجبه حجبا و
حجابا و حجبه، ستره و قد احتجَبَ و تحجّب إذا إکتن من وراء حجاب. و امرأة محجوبۀ: قد سُترت بستر و حجاب الجوف: ما یحجب
بین الفؤاد و سائره، قال الأزهري: فی جلدة بین الفؤاد و سائر البطن. و الحجاب: اسم ما احتُجِبَ به، و کلّ ما حال بین شیئین حجاب، و
و من بیننا و بینک حجاب، معناه: و من بیننا و بینک حاجز فی النِّحلۀ و الدّین، و هو مثل قوله » : الجمع حُجُب لاغیر. و قوله تعالی
إلاّ انّا معنی هذا، أنّا لانوافقک فی مذهب، و احتجب الملک عن الناس، و ملک محجّب، و کل شیء منع « قلوبنا فی أکنّۀ » : تعالی
شیئا، فقد حجبه کما تحجب الإخوة الأمّ عن فریضتها، فانّ الإخوة یحجبون الأمّ عن الثلث الی السّ دس و حجاب الشمس ضوؤها، و
الأفق. و الحجاب: ما أشرف من الجبل. الحجاب فی الاصطلاح لایختلف عمّا وضع له فی اللّغۀ و المراد به الستار الذي یحجب مفاتن
المرأة و عدم إظهارها أمام الرجل، و لایشترط فی الستار أو الحجاب أن یکون عباءه کما هو معروف عندنا فی العراق بل له صور
عدیدة و اشکال مختلفۀ، حسب عرف و تقالید المجتمع، لکن لایخرج من أنّ المراد منه هو ستر جسم المرأة و مایتّصل به من مفاتن
تؤلّب الشهوة و تثیر الغریزة.( 11 ) مسألۀ الحجاب عند الشهیدة العالمۀ بنت الهدي إنّ جاذبیۀ المرأة و سحرها أقوي و أشدّ تأثیرا من
جاذبیۀ الرجل و سحره لذلک کان حجاب المرأة أوسع و أشمل من حجاب الرجل. فالمرأة التی تظهر فی المجتمع بمظهر إنسانۀ بدون
إشارات و هوامش تشیر الی أنوثتها، تکون مساویۀ للرجل. علی العکس تماما من المرأة الغربیۀ التی إن قال لها الرجل أنّها حرَّة فی
تصرّفاتها و فی کلّ شیء تکون فی الواقع مقیّدة بإرضاء الرجل، أي رجل کان و اشباع رغباته، إذ فرض علیها تظاهرها بأنوثتها باسم
الحرّیۀ علی ما یتطلّب ذلک من تعب و جهد و علی ما یسنفذ ذلک وقت المرأة. فهل من الإنسانیۀ أن تکون المرأة سلعۀ تُعرض لعیون
صفحه 85 از 109
و تحت أیدي المواشط مع « الکوافیر » الرجال المتعطّشۀ؟ و هل أنّ من مستلزمات إنسانیۀ المرأة أنّ تصرّف الساعات الطول فی محلّات
ما یلزم ذلک من استهلاك وقت مادّي و معنوي؟( 12 ) فلسفۀ الحجاب عند الفقیۀ ناصر مکارم الشیرازي هل من الصحیح أن تستغلّ
النساء للتلذّذ من جانب الرجال عن طریق السمع و النظر و اللمس و باستثناء المجامعۀ) و ان یکن تحت تصرّف جمیع الرجال، أو أن
تکون هذه الأمور خاصّۀ لازواجهنّ؟ إنّ النقاش یدور حول هذا السؤال: هل یجب بقاء النساء فی سباق لانهایۀ له فی عرض اجسامهنّ،
و تحریک شهوات و أهواء الرجال؟ أو یجب تصفیۀ هذه الأمور من أجواء المجتمع، و تخصیصها بالأسرة و الحیاة الزوجیۀ؟! الإسلام
یساند الأسلوب الثّانی و یعتبر الحجاب جزء من هذا الأسلوب، فی الوقت الذي یساند فیه الغربیون و المتغرّبون الشهوانیون الأسلوب
الأوّل! یقول الاسلام: إنَّ الأ مور الجنسیۀ سواء کانت مجامعۀ أو استلذاذا عن طریق السمع أو البصر أو اللمس خاصّ بالازواج، و محرّم
تشیر الی هذه المسألۀ انّ فلسفۀ الحجاب « ذلک ازکی لکم » علی غیرهم، لأنّ ذلک یؤدّي إلی تلویث المجتمع و انحطاطه و عبارة
لیست خافیۀ علی احد للأسباب التالیۀ: 1 - تعري النساء و مایرافقۀ من تجمیل و تدلل - یحرك الرجل - و یحطم اعصابه، و تراهم قد
غلب علیهم الهیاج العصبی و اعصاب الانسان محدودة التحمّل، و لاتتمکّن من الاستمرار فی حالۀ الهیاج و حالۀ الهیاج المستمر تسبب
الأمراض النفسیۀ . 2 - ارتفاع نسب الطلاق و تفلک الأسرة فی العالم، بسبب زیادة التعرّي، لأنّ الناس أتباع الهوي غالبا . 3 - انتشار
الفحشاء و ازدیاد الأبناء غیر الشرعیین و هی من نتائج الغاء الحجاب . و عندما نسمع انّ الولادات غیر الشرعیۀ فی بریطانیا بلغت بحسب
احصائیاتهم خمسمائۀ ألف طفل کلّ عام، و أنّ علماءها حذّروا المسؤولین من مغبۀ هذا الوضع، لیس لأنّه - کما یقولون - بسبب
مخالفته للقضایا الأخلاقیۀ و الدینیۀ، و إنّما بسبب الخطر الّذي أو جده هؤلاء الأبناء لأمن المجتمع، فقد وجدوا أنّهم یمثّلون القسم
فعندما یرغب المجتمع الغربی فی تعرّي المرأة، من الطبیعی أن « ابتذال المرأة » الأعظم من ملفّات القضایا الخاصّ ۀ بالجرائم. 4 - قضیّۀ
یتبعه طلبها لأدوات التجمیل و التظاهر الفاضح و الانحدار السلوکی، و تسقط شخصیّۀ المرأة فی مجتمع یرکّز علی جاذبیتها الجنسیۀ،
لیجعلها وسیلۀ اعلامیّۀ یروّج بها لبیع سلعۀ او لکسب سائح. و من المؤسف أنّ تلّعب المرأة باسم الفن، و تشتهر و تکسب المال الوفیر،
( و تنحطّ الی حدّ الابتذال فی المجتمع لیرحب بها مسیّروا هذا المجتمع المنحط خلقیا، فی المهرجانات و الحفلات الساهرة؟!( 13
مصطلح الحجاب عند الشهید: لابدّ لنا قبل تقدیم استنتاجنا فی هذا المجال من التنبیۀ إلی مسألۀ و هی: ما المدلول اللغوي لکلمۀ
الحجاب بما تعنیۀ فی عصرنا الحاضر من ستر المرأة؟ کلمۀ الحجاب تأتی بمعنی الستر تارة، و تأتی بمعنی الحاجز و الحاجب تارة
أخري. اکثر ما تستعمل بمعنی الساتر و الحاجب. و تدلّ علی مفهوم الستر باعتبار ان الساتر وسیلۀ للستر. و ربما امکن القول انه لیس
کل ستر حجابا فی اصل اللغۀ، و انما الحجاب هو ما یفصل تماما فصل الستر عمّا وراءه. فقد وصف القرآن الکریم فی قصۀ سلیمان،
14 ) أي بعد الفصل التام بینها و بین الناظر و الغشاء الذي یحجز بین القلب و )« حتی توارت بالحجاب » غروب الشمس علی النحو التالی
فلاتطولنّ احتجابک عن » : و قد کتب الإمام علی علیهالسلام فی عهده لمالک الاشتر یقول « الحجاب الحاجز » الجوف یُسمّی
15 ) فالاحتجاب یعنی هنا الخفاء و العزلۀ؛ بمعنی أن لایطول اختفاؤك فی دارك عن الرعیۀ، و لاتجعل الحرس و الحجاب )« رعیّتک
یف ّ ص لونک عن الناس. و انما اجعل نفسک فی وضع یستطیع الناس فیه ردؤتیک و مقابلتک و تقدیم شکواهم الیک و لکی لاتکون
فصل فی الحجاب کیف یقع فی الدول و انه یعظم » بمعزل عن مجریات الأمور. و قد أورد ابن خلدون فی مقدّمته فصلًا تحت عنوان
و یُبیّن فیه أنّ الحکومات فی بدایۀ تکوینها لاتجعل حائلًا أو حاجزا یفصلها عن أبناء الشعب إلاّ انّ هذا الحائل بین الحاکم « عند الهرم
و المحکوم یأخذ بالتضخم تدریجیا الی ان تنجم عنه عواقب وخیمۀ. فقد استخدم ابن خلدون کلمۀ الحجاب هنا بمعنی الحائل و
الحاجب لابمعنی الستر. إنّ استخدام ابن خلدون لفظۀ کلمۀ الحجاب هنا، بمعنی ستر المرأة استخدام جدید نسبیا. فالکلمۀ الّتی کانت
مستخدمۀ قدیما خاصۀ فی مصطلح الفقهاء هی کلمۀ الستر بدلًا عن الحجاب. حیث استخدم الفقهاء کلمۀ الستر فی مباحث النکاح و
الصلاة. و لم یستخدموا کلمۀ الحجاب. یا حبّذا لو أنّ هذه الکلمۀ لم تستبدل، و یقینا نستخدم کلمۀ الستر علی الدوام؛ لأنّ المعنی
اللغوي الحجاب کما قُلنا هو الحاجز و الحائل، و حینما یستخدم فی موضع الستر فإنه یعنی أنّ جسد المرأة یقع خلف حاجز أو وراء
صفحه 86 از 109
ساتر. و من هنا توهّم بعض الناس أنّ الاسلام أراد للمرأة ان تبقی علی الدوام خلف ساتر، و تبقی حبیسۀ البیت و لایحفّ الخروج منه.
إن الستر الذي شرّعه الاسلام للمرأة ، لایعنی عدم خروجها من البیت و بقاءها حبیسۀ الدار. نعم کان مثل هذا العرف سائدا قدیما فی
بلدان کایران و الهند، ولکن لاوجود لمثل هذا العرف فی الاسلام. حجاب المرأة فی الاسلام ، یعنی أنّها یجب أن تستر بدنها حینما
تتعامل مع الرجال، و ان لاتُظهر زینتها و فتنتها أمام أنظارهم. ردّ السید أیّوب الحائري عندما سئل عن فلسفۀ الحجاب فقال:( 16 ) قد
یَا أَیُّهَا الْنَّبِیُّ قُلْ لاِءَزْوَاجِکَ وَبَنَاتِکَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِینَ یُدْنِینَ عَلَیْهِنَّ مِن » : فرض اللّه الحجاب علی النساء بآیتین: الأولی قوله تعالی
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ یَغْضُ ضْنَ مِنْ » : 17 ) و الآیۀ الثانیۀ قوله تعالی )«. جَلاَلبِیبِهِنَّ ذلِکَ أَدْنَی أَن یُعْرَفْنَ فَلاَ یُؤْذَیْنَ وَکَ انَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِیماً
18 ) تستنتج من الآیتین انّ الشریعۀ ).«... أَبْصَارِهِنَّ وَیَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْیَضْ رِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَی جُیُوبِهِنَّ
الاسلامیۀ انّما أمرت المرأة المسلمۀ بالحجاب و نهتها عن التبرّج و السفور و الاختلاط المریب، حرصا علی کرامتها و صیانتها من
ذلک ادنی أن یعرفن » دوافع الاساءة و التغریر و وقایۀ للأسرة و للمجتمع الاسلامی من المفاسد. فالقرآن یبیّن فلسفۀ الحجاب و حکمته
حیث انّ الحجاب یستر محاسن المرأة و مفاتنها، و یحیطها بهاله من الحصانۀ و المنعۀ، نفیها تلصص القواة و الداعریی و « فلایؤذین
تحرشاتهم الاجرامیۀ العابنۀ، لصون النساء و کرامتهنّ فالحجاب، جعل لحفظ و صیانۀ المرأة و هو یضمن بقاء الأسرة و المجتمع و
سلامتها من جهات متعدّدة فکریۀ و خلقیۀ و أمنیۀ و هذه الفوائد العدیدة المذکورة و غیرها جعلت الحجاب ضرورة من ضروریات
الاسلام. و علی المرأة ان تعلم أنّ الحجاب لایرتبط بها و بحقوقها فقط، حتی تتخلّی عنه، و لایرتبط أیضا بالرجل و الزواج کی یقول
انّی اسمح لزوجتی أو ابنتی ان لاتتحجب، بل الحجاب حق اللّه لأنّ حرمۀ المرأة و قداستها یعتبر من حقوق اللّه لذا یجب علی الکل و
بالأخص علی المرأة أن تحافظ علی حق اللّه و علی هذا الاساس اوجب الاسلام الحجاب علی المرأة. هذا و انّ الحجاب لیس مانعا من
طلب العلم و العمل الاجتماعی و السیاسی و غیر ذلک و لاینافی حریّۀ المرأة ایضا ، لأنّ المرأة انّما التزمت بالحجاب لأنها عرفت
فوائده و اقتنعت به، و اعتقدت بأنه من حقوق اللّه تجب المحافظۀ علیه و تعرّفت علی المضرّات الخلقیۀ و الاجتماعیۀ للسفور و التبرّج
فتجنبه، إذن هی لیست مجبرة و لامضطرة علی ذلک من قبل أي شخص و الشاهد علی ما ذکرنا مشارکۀ المرأة للرجل فی مختلف
شؤون الحیاة بالشکل الذي ألّفه المجتمع الایرانی المسلم، فإنه مظهر حضاري تقدّمی، قلّ مثیله فی المجتمعات الشرقیۀ المجاورة .
فلسفۀ الحجاب عند السیّد محمد حسین فضل اللّه طرحه من خلال سؤال طُرِحَ علیه : الحجاب أحد أهمّ مفردات الهویّۀ فی شخصیّۀ
المرأة المسلمۀ و صورتها، ما فلسفۀ تشریعه کواجب ملزم؟ للوقوف علی الخلفیۀ الفلسفیۀ لتشریع الحجاب فی الاسلام، لابدّ من الاجابۀ
بادي ذي بدء، عن السؤال التالی: هل هناك ضرورة لایجاد ضوابط لعلاقۀ الرجل بالمرأة ام لا؟ ام انّ العلاقۀ بینهما تدخل فی إطار
حریّۀ کلّ منهما الفردیۀ، الّتی لایحق لأحد من الناس أو لأيّ من القوانین التحکم فیها؟ هناك اتّجاه موجود فی الفلسفات الغربیۀ،
یعصی للانسان حرّیۀ کاملۀ فی علاقته بالجنس الآخر، باعتبار انّ الجنس شأن خاصّ بالرجل و المرأة، یحقّ لهما ممارستۀ دون أیۀ
ضوابط او شروط. أمّا الاسلام، و غیره من الأدیان و الخطوط الفکریۀ، فیضع قیودا مُعیّنۀ علی الحرّیۀ الفردیۀ فی هذا المجال، لأنّ
الحرّیۀ المطلقۀ فیه تخلّف الفوضی، و هذا ما ینعکس سلبا علی المجتمع فی ما یتّصل بالأنساب و العائلۀ. من هنا فإنّ الاسلام یؤکّد
علی جانب الالتزام فی حرکۀ الحرّیۀ الفردیۀ، و یهیّیء الجوّ النفسی لضمان انضباط الإنسان أمام غرائزه فی الوقت نفسه، عبر جملۀ من
التشریعات التی تحقق ذلک. و هنا، یدخل تشریع الحجاب کواجب مع غیره من التشریعات التی تمنع الإنسان من أن یعیش حالۀ
طواريء نفسیۀ امام نداء الغریزه، و یأخذ موقعه فی هیکلیۀ الضوابط التشریعیۀ المتکاملۀ التی تجعل من الانضباط الاخلاقی أمرا ممکنا
و واقعیا. کیف یلعب الحجاب دوره فاك فی الضبط الأخلاقی؟ یهیّی الحجاب الجوّ النفسی لمقاومۀ تأثیر الأجواء الداعیۀ الی
الانحراف فی الخارج، و ایجاد مناعه داخلیۀ فی الرجل و المرأة ضدّ تلک الاجواء. فهو - أي الحجاب - سیوحی للمرأة بأنّ علیها
تقدیم نفسها کإنسان، و یساعدها علی تحقیق ذلک بعزله مفاتنها الانثویۀ عن الانظار، و یوحی للرجل، فی المقابل، بأنّ علیه أن لاینظر
الی المرأة إلاّ کإنسان. بحجبه جسدها عن نظره. و هکذا فإن الحجاب یشکّل وسیلۀ لسدّ المنافذ التی تهیء جوّ الانحراف بنسبۀ
صفحه 87 از 109
عالیۀ.( 19 ) فلسفۀ الحجاب عند الشیخ الجوادي الآملی بیّن الشیخ فلسفۀ الحجاب من القرآن ، فیقول: بناأً علی هذا فلیس هناك فرق
بین المرأة و الرجل فی أيّ قسم و أيّ بعد من الابعاد للسیر إلی مدارج الکمال، ولکن یجب أن تکون الأفکار قرآنیۀ، أي کما انّ
القرآن جمع بین الکمال و الحجاب و الفکر و العفاف، نجمع نحن ایضا فی النظام الاسلامی بین الکتاب و الحجاب، أي انّ عظمۀ
عندما یتکلّم القرآن الکریم بشأن الحجاب یقول : إنّ الحجاب عبارة عن نوع من « ان لایرین الرجال و لایراهنّ الرجال » : المرأة هی فیما
الاحترام و الحرمۀ للمرأة فی أن لاینظر الیها غیر المحارم بنظرة حیوانیۀ، لذا یري النظر الی النساء غیر المسلمات بدون قصد الفساد
جائزا و علۀ ذلک هی انّ النساء غیر المسلمات لیس لهنّ حظّ من هذه الحرمۀ. إذا کان شخص عاجزا عن تشخیص قواعد القیم، من
و لایبدین زینتهنّ إلاّ » : الممکن أن یعتبر الحجاب قیدا - معاذ اللّه - فی حین أنّ القرآن الکریم عندما یذکر مسألۀ لزوم الحجاب یقول
22 ) و )(21)« ذلک أدنی أن یعرفن فلایؤذین » 20 ) انّما یبیّن علّۀ و فلسفۀ الحجاب هکذا )« ما ظهر منها و لیضربن بخمرهنّ علی جیوبهنّ
من ناحیۀ أخري بین سماحۀ الشیخ انّ الحجاب حق اللّه و لایحقّ لأحد و ان کان أقرب الأقربین علی المرأة ان یجوز لهما خلع
فی العالم الغربی و المناطق المتبلیۀ بالقانون الغربی إذا تلوثّت المرأة المتزوجۀ و أعطی زوجها رضی، تعلن قوانینهم » : الحجاب فیقول
انّ الملّف اغلق امّا فی الاسلام فلیس هکذا، حرمۀ المرأة لاتختصّ بالمرأة نفسها و لیست هی للزوج و لاهی خاصۀ بأخیها و أبناءها.
کلّ هؤلاء إذا وافقوا فالقرآن لایرضی، لأنّ حرمۀ المرأة و حیثیۀ المرأة مطروحۀ بوصفها حق اللّه و اللّه سبحانه خلق المرأة برأسمال
العاطفۀ، حتی تکون معلّمۀ الرقۀ و تأتی بدعوة العاطفۀ إذا ترك مجتمع ما درس الرقۀ و العاطفۀ هذا و ذهب وراء الغریزة و الشهوة
الاسلام یأتی بالمرأة الی الساحۀ فی ظلّ الحجاب و سائر الفضائل حتی تصبح » : 23 ) و یقول )« یبتلی بنفس الفساد الذي ظهر فی الغرب
معلّمۀ فی العاطفۀ و الرقۀ و اللطف و الصفاء و الوفاء...، والعالم المعاصر سلب الحجاب من المرأة حتّی تدخل الی السوق بوصفها لعبه
(24)«. و تؤمن الغریزة... لذا ترون فی الغرب الشفقۀ قلیلۀ
تاریخ الحجاب
1 الحجاب فی انجیل عیسی علیهالسلام 2 الحجاب عند الیونان و الرومان 3 الحجاب عند الیهود 4 الحجاب فی بلاد فارس 5
و» : الحجاب عند عرب الجاهلیۀ 1 الحجاب فی إنجیل عیسی ورد فی الإنجیل - سفر التکوین - الآیۀ ( 60 ) من الاصحاح الراّبع عشر
2 الحجاب عند الیونان و (25)«. قالت للعبد من هذا الرجل الماشی فی الحقل للقائنا، فقال العبد هو سیّدي، فأخذت البرقع و تغطّت
الرومان لوتعمّقنا فی مسألۀ الحجاب لرأیناها عند الیونان فی بادئ الأمر و من الیونان انتقلت إلی بقیّۀ المجتمعات و لذا تري الحضارة
الیونانیۀ دامت زمنا طویلاً و ازدهرت مادامت المرأة محافظۀ علی سترها و حجابها، تمّ انحطت و تدهورت تلک الحضارة العریقۀ
بسبب إباحۀ الحرّیۀ المطلقۀ للمرأة، فألقت حجابها و أطلقت یدیها لتعبن - بإسم الحرّیۀ - بشؤون الرجال و الدولۀ و تدخلها المباشر
إنّ عمران المملکۀ الرومانیۀ کان » ، فی شؤون السیاسۀ إلی أن سقطت تلک الدولۀ العظیمۀ الی الهاویۀ تقول دائرة المعارف الکبري
سببه عدم اختلاط المرأة بالرّجل فی میادین العمل یوم کانت النساء یشتغلن فی بیوتهنّ و نحن - أي النساء - یغالین فی الحجاب
لدرجۀ انّ الدایۀ - القابلۀ - لا تخرج من دارها الا مخفورة و وجهها ملثم باعتناء زائد و علیها رداء طویلًا بلامس الکعبین و فوق ذلک
کان النساء یستعملن » : فی مسألۀ الحجاب و أهمّیته « لاروس » 26 ) و ینقل عن دائرة المعارف )«. محلّه عباءه لاتسمح برؤیۀ شکل قوامها
الخمار إذا خرجن و تخفین وجوههنّ و کانت النساء تستعمله فی القرون الوسطی و استمّر الی القرن الثالث عشر حیث صار النساء
یخففن منه الی أن صار کما هو الآن نسیجا خفیفا یستعمل لحمایۀ الوجه من التراب و البرد، و قد کان لترك الحجاب و استقرار المرأة
3 الحجاب عند الیهود (27)«. فی البیت أقبح نتائج السوء فی الدولۀ الرومانیۀ، اذ أديّ ذلک إلی سقوط تلک الدولۀ العظیمۀ و تأخّرها
کان فی وسع الرجل ان یطلّق زوجته، إذا عصت أوامر الشریعۀ الیهودیۀ، بأن سارت أمام » :« ق ّ ص ۀ الحضارة » فی « ویل دیورانت » یقول
الناس عاریۀ الرأس، أو غزلت الخیط فی الطریق العام، أو تحدّثت الی مختلف أصناف الناس، أو اذا کانت عالیۀ الصوت، أي إذا
صفحه 88 از 109
4 الحجاب فی (28).« کانت تتحدّث فی بیتها و یستطیع جیرانها سماع ما تقول، و لم یکن علیه فی هذه الأحوال ان یرد الیها بائنتها
کان للمرأة فی بلاد فارس مقام سام فی أیّام زرادشت کما هی عادة القدماء، فقد کانت تسیر بین الناس بکامل هویّتها » بلاد فارس
ثم انحطت منزلتها بعد داریوش، و خاصۀ بین الأغنیاء، فأمّا المرأة الفقیرة فقد احتفضات بحرّیتها فی التنقّل » : ثمّ یقول .« سافرة الوجه
لاضطرارها إلی العمل، و امّا غیر الفقیرات فقد کانت العزلۀ المفروضۀ علیهنّ فی أیّام حیضهنّ کلّها تمتدّ حتّی تشمل جمیع حیاتهنّ
الاجتماعیۀ، و کان ذلک أساس نظام البردة عند المسلمین. و لم تکن نساء الطبقات العلیا یجرؤن علی الخروج من بیوتهنّ إلاّ فی
هوادج مسجفۀ، و لم یکن یسمح لهنّ بالاختلاط بالرجال علنا. و حرّم علی المتزوجات منهنّ أن یرین أحدا من الرجال و لو کانوا
أقرب الناس الیهنّ کآبائهن او إخوانهنّ. و لم تذکر النساء قطّ او یرسمن فی النقوش أو التماثیل العامۀ فی بلاد فارس
5 الحجاب عند عرب الجاهلیۀ لقد عرفت العرب فی جاهلیّتها الحجاب و کانت تعتبره من سنن الخلقۀ ، أي (30)(29).«... القدیمۀ
المحبۀ، فالبنت عندهم إذا بلغت سنّ الزواج تعرّض علی الحی لیرغب فی نکاحها من اراد الزواج ، ثمّ تحجب و لاتحسر عن وجهها الاّ
عندنزول المصیبۀ.( 31 ) و اتّخذ الحجاب صورا مختلفۀ، یضیق و یتّسع معناه حسب عادات و تقالید القبائل العربیۀ فی الجزیرة منها
البرقع، و النقاب، و القناع. و ربّما یتّسع معنی الحجاب، فیشمل الخباء و خدر المرأة، و کثیرا ما تطرّق الشعراء هاتین الکلمتین. و علی
ما یبدو إنّ هذا النوع من الحجاب کان له هالۀ کبیرة من القدسیۀ و المنزلۀ، حیث انه مأوي و ستر المرأة و الذي لایمکن الأجنبی أن
یصله. و هناك صور أخري للحجاب: کالإزار و الملحفۀ و الدرع و الجلباب و الهودج و هو محمل المرأة و من هنا یبدو أنّ عرب أبی
هلیۀ کانت تفرض علی نسائها الحجاب و تعتبره سُنّۀ یجب الأخذ به، و عندما جاء الاسلام أقرّما کان متعارفا علیه لما فیه من فائدة
اجتماعیۀ و محاسن خلقیۀ. إذا یتبیّن انّ الحجاب لیس بدعۀ ابتدعها الاسلام بل هو قانون کان موجود عند کل الشعوب و الأدیان و
لیس کل محجبۀ هی مسلمۀ و نحن نشاهد الراهبات فی کنائس المسیح و هنّ یتحجّبن و یسترن اجسادهنّ من الأجانب. یقول السید
الحجاب یحفظ الکیان الاجتماعی ککل من الانهیار و السقوط، و لتهذیب النفس و تکریم الخلق و الاعراض عن » : عبدالرسول الغفّار
الدنس و الحفاظ علی ملامح الرجولۀ الانسانیۀ و انوثۀ المرأة السامیۀ، فالحضارات القدیمۀ ما کانت تضرب القناع علی المرأة لغرض
(32). « اسقاط إنسانیتها و الحطّ من کرامتها و انّما تکریم لها
اسئله و شبهات
1 شبهۀ انّ الاسلام یبخس حق المرأة و یسیئ إلی کرامتها و یحجبها عن المجتمع بتشریعه للحجاب 2 کیف تحفظ کرامۀ المرأة عند
الإمام الخمینی قدسسره 3 مکانۀ المرأة عند الشهیدة العالمۀ بنت الهدي 4 المرأة عند الأدیان و القومیات الأخري 5 مکانۀ المرأة
عند غیر الاسلام فی الزمن الماضی و الحاجز 6 متی یجب الحجاب علی المرأة؟ 7 لماذا یحارب الغرب و الدول العلمانیۀ الحجاب؟
8 هل انّ الحجاب فرض علی المرأة فقط؟ 9 ما هی اسباب السقوط؟ 10 یقولون انّ الحجاب تسرّب العرب من الفرس 11 ما هو
حکم المصافحۀ فی الاسلام؟ هل انّ الحجاب یحول دون طلب العلم؟ 12 حوار مع صدیقین حول الحجاب و شبهات الأعداء 13
الحجاب و العفاف 14 هل ان حبّ الستر من الامور الفطریۀ؟ ما هو دور الحجاب و الدین فی حفظ کرامۀ المرأة؟ أو شبهۀ: انّ
الاسلام یبخس حقّ المرأة، و یسیء الی کرامتها و یحجبها عن المجتمع بتشریعه الحجاب. الجواب: 1 من القرآن ان الاسلام هو الذي
انقذ المرأة و منحها کامل حقوقها واعتبرها مساویۀ للرجل ولکن لیس بالتشبه و التحدّي و انّما بالإنسانیۀ لافرق بینها أبدا و جعل
یَاأَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُم مِن ذَکَرٍ وَأُنثَی وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ » : التفاضل بینهم علی اساس التقوي حیث یقول تعالی
33 ) و تتجلّی المساوات و العدالۀ الحقیقیۀ فی الاسلام أکمل الأدیان و أسماها حیث ). « أَکْرَمَکُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ
34 ) و غیرها من الآیات )« وَمَن یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَکَرٍ أَوْ أُنْثَی وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِکَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّۀَ وَلَا یُظْلَمُونَ نَقِیراً » : یقول تعالی
العدیدة حیث اوجبت علی المرأة ما اوجبت علی الرجال إلاّ الأمور أو الاحکام التی لاتتناسب و طبیعتها کالجهاد فجعلت جهادها بیتها
صفحه 89 از 109
و اطفالها و حرّمت علی المرأة ما حرّمت علی الرجل ، فکلاهما انسان متساویان فی الانسانیۀ و العقل و المنطق الاّ انّ الطبیعۀ فرّقت
وَالْمُؤْمِنُونَ » : بینهما بأشیاء لدیمومیۀ الحیاة و استمرارها ، فالمرأة تأمر بالمعروف و تنهی عن المنکر کالرجل تماما ، قال تعالی
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُ هُمْ أَولِیاءُ بَعْضٍ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَیُقِیمُونَ الصَّلَاةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَیُطِیعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِکَ
35 ) و غیرها من الآیات العدیدة التی تصرح بأنّ المرأة انسانۀ لها کرامتها و عزتها و لافضل للذکر )« سَیَرْحَمُهُمْ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ
علیها ، لانه ذکر و قد ضرب اللّه فی کتابه العظیم مثلًا کمریم علیها السلام لکلّ مؤمن و مؤمنۀ بلافرق؛ و آسیۀ التی رأت قصرها
قبل وفاتها و مکانتها عنداللّه و اصبحت بضعۀ الرسول صلیاللهعلیهوآلهوسلم بایمانها و ذوبانها فی ذات اللّه ، سیّدة الکون من نساء و
أمّا بَعدُ، ایُّها » : رجال. 2 من السنۀ التی یوصی بالنساء و قد أوصی نبیّ الرحمۀ بالنساء فی حجّۀ الوداع حیث قال صلیاللهعلیهوآلهوسلم
الناس، فإنَّ لکم علی نسائکم حقا، و لهنّ علیکم حقا، و استوصوا بالنساء خیرا، فانّهنّ عندکم عوان، و انّکم انّما أخذ تموهنّ بأمانۀ اللّه
36 ) و قال صلیاللهعلیهوآلهوسلم : فی أحادیث عدیدة یأامر بها باکرام النساء و عدم الإساءة لهنّ فقال صلیاللهعلیهوآلهوسلم فی احد ).
37 ) و قد أولی الصادق الأمین عنایۀ خاصۀ لابنتۀ ). « ما أکرم النساء إلاّکریم و لا أهانهنّ إلا لئیم » : أحادیثه صلیاللهعلیهوآلهوسلم
الزهراء علیهاالسلام و کان یکرمها و یحبّها ، فاذا حضرت قام إلیها احتراما و قبّلها و اجلسها مکانه حتّی یعلّم الأمّۀ درسا عملیا کیف
تتعامل مع المرأة و تکرمها ، لأنّها صانعۀ الأجیال و کنز الرحمۀ. ما هو دور الحجاب و الدین فی حفظ کرامۀ المرأة؟ - هل انّ
الحجاب یحجب المرأة عن المجتمع و یعیقها عن مزاولۀ عملها؟ الجواب الإسلام دین التکامل و السموّ و تشریعاته کلّها حکیمۀ
لمصلحۀ راجعۀ بالنفع علی الانسان نفسه . منها احکام ظاهرة و منها باطنۀ لایعلمها الا اللّه و الراسخون فی العلم ، عندما شرّع اللّه
الحجاب أراد الحفاظ علی المرأة. الاسلام ینظر إلی المرأة علی کونها انسانۀ ابدا و دائما ، فهی الجوهرة الّتی یحافظ علیها من
اللصوص؛ و الوردة التی حماها صاحبها حتّی لاتعبث بها أیدي العابثین فیذهب بهاءها و تذبل. نعم أوجب الإسلام الستر ، أمرها بالعلم
و التعلّم و ان أحبّت العمل لاکن مع المحافظۀ علی الحجاب و هو لایکلّفها أو یعیقها بل علی العکس انّ ارتداء الحجاب یوفّر لها
الوقت الکثیر و یحمیها من مضایقات الرجال و هذا بدیهی الإسلام کرم المرأة التی هی نصف المجتمع بها تستقرّ الأسرة ، فهی
بعاطفتها تکون سکنا للزوج و الحضن الرحوم الذي یضمّ الأطفال شرّع اللّه الحجاب ، لکی لاتهان کرامۀ المرأة و لاتبتذل المجتمع
الذي یحارب الحجاب و یساعد علی الانحلال مجتمع رکیک لایقوم علی منطق العقل و لاحتّی علی أساس عرفی أو مبدء. المرأة فی
المجتمع الغربی مبتذلۀ وسیلۀ لإرضاء رغبات الرجال العوبۀ تلعب علیها النفوس الشرهۀ ، یأخذ منها الرجل مایرید و یترکها رخیصۀ أله
لاغیر. امّا مجتمعنا الذي یحکمه العقل أوّلًا ثمّ الدین لایسمح بقیام علاقۀ الاّ ضمن الحدود الشرعیۀ و بالشروط الّتی وضعها الشارع
فالمرأة معززة مکرمۀ ، شرّع اللّه الحجاب لیکون لها درعا واقیا یحافظ علیها و یصونها لتبقی عزیزة کریمۀ ، کما أراد لها الإسلام . امّا
المجتمع الذي یأمر بالتعريّ فیستغلّ المرأة للحصول علی المال و اطفاء نار الشهوة الجامحۀ لاغیر . صرّح موسیو فردینان دریفوس ،
أحد اعضاء مجلس الفرنسی ، منذ بضع سنین تدان حرفۀ البغاء لم تعد الآن عملًا شخصیا، بل لقد أصبحت تجارة برأسها، و حرفۀ
منظمۀ بفضل ما تجلب و کآلاتها من الأرباح الغزیرة. فلها فی هذه الأیّام و کلاء یهیّئون (المواد الخام)، و آخرون یتجوّلون فی البلاد،
و لها الآن اسواق منظّمۀ، تُستورد فیها و تصدر منها الفتیات و الصبایا کالأموال التجاریۀ. و اکثر ما یطلب فی هذه الأسواق من الأموال
38 ) امرا تتقوز له الأرواح و الأبدان ولکنّه لیس بغریب علی مجتمع جرّد الانسان من روحه من نفحۀ الایمان و ).« هو بنات دون العاشرة
جعله جسدا له لاغیر ، لافرق بینه و بین البهائم الّتی لایهمّها سوي عشبها و لذّتها ؛ مجتمع جعل کلّ تحرکات الانسان و دوافعۀ من
انّ المحرّك و الدافع الأساسی لنشاط الانسان - فی نظرهم هو العامل الجنسی، و اما » : أجل الجنس کما صرّح بذلک فلاسفتهم
و جعل الغرب التمدّن علی أساس الخمر و الانغماس فی الاعمال الجنسیۀ من » . « الاخلاق و الفلسفۀ و العلم و الدین و الفن الاّ مظاهر
39 ) ولکنّه یحسّ فی قرارة ذاته انه فقد شیء و هو کلّ شیء و یبقی نداء الفطرة و الضمیر یرن )؛« أجل أن ینسی الانسان الغربی ذاته
فی سمعه و روحه یدعوه للرجوع و التوبۀ بین یدي الحق تعالی.
صفحه 90 از 109
المراه عند الادیان والقومیات الاخري
المرأة فی الاسلام و فی ظلّ الإمام الراحل (قدّس اللّه سرّه) کیف تحفظ کرامۀ المرأة عند الإمام الراحل؟ المرأة و الرجل هما نفس
یا ایّها الناس اتقوا ربّکم الّذي » : واحدة لافرق بینهما ، کلاهما انسان بلافرق . و قد بیّن لنا القرآن العظیم هذه الحقیقۀ حیث قال تعالی
خلقکم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالًا کثیرا و نساء و اتقوا اللّه الذي تسآءلون به و الأرحام انّ اللّه کان علیکم
40 ) و قد ادّعی الأعداء بانّ الاسلام یحتقر المرأة و یمنعها حقوقها و شاء اللّه أن یولد القائد الامام لیبیّن للعالم انّ الإسلام هو )« رقیبا
للمرأة » : أکمل الأدیان و افضلها ، و ما یبثّه الأعداء فهو کذب و افتراء . فقد بیّن المکانۀ السامیۀ التی یمنحها الإسلام للمرأة حیث قال
و کحدّ علی انّ للمرأة حقوق کما للرّجل ، فکلاهما انسان و « منزلۀ سامیۀ و هی تتمتّع بمکانۀ متعالیۀ و لها فی نظر الاسلام مقام سام
لایشکّ فی انسانیتۀ ولکن هناك فروق طبیعیۀ اقتضتها الحکمۀ الإلهیۀ لیکون کل من الرجل و المرأة سکنا للآخر ، لیشکّلا الأسرة
لایوجد تباین فی الحقوق » : المؤمنۀ و یحفظا النسل الصالح و انّ هذا التفاوت لیس منقصۀ للمرأة ، بل هو کرامۀ حباها اللّه بها ، فقال
الإنسانیۀ بین المرأة و الرجل. لأنّ کلیهما انسان ، فللمرأة حق المشارکۀ فی تحدید مصیرها کالرجل. أجل ثمّۀ تفاوت بین المرأة و
و قد اشار . « الرجل فی بعض الحالات التی لاتمسّ کیانهما الانسانی. انّ القضایا التی لاتتعارض مع مکانۀ المرأة و شرفها مباحۀ للمرأة
الإمام الی الدور المهمّ للمرأة وحی ام فحظیت منه بالعنایۀ الفائقۀ ، لأنّها المدرسۀ التی تخرج الإنسان المؤمن و فضّلها علی الأب فقال:
اما بالنسبۀ الی بناء المجتمع فلم یمنع الامام من عمل المرأة متأسّی بجدّه المصطفی « (انّ شرف الأمومۀ اعظم من شرف الأبوّة
صلیاللهعلیهوآلهوسلم الذي جعل من المرأة عالمۀ و ادیبۀ و شاعرة و ممرّضۀ ولکن بشرط أن تراعی حق اللّه تعالی و المحافظۀ علی
و عند ما أراد الأعداء توهین النساء المؤمنات ؛« فی ظل العفۀ العامۀ یمارسن نشاطهنّ الاجتماعیۀ و السیاسیۀ » : حجابها و عفّتها ، فقال
بأنّ الحجاب یعیقهنّ عن العمل أرشدهنّ قدس اللّه سرّه إلی الحجاب الاسلامی و لایشترط فیه الشادور بل من الممکن أن یکون
المانتو و البنطلون الذي لایحکی عن مفاتن المرأة أسهل و افضل للمرأة التی تعمل بوظائف تتطلب منها کثرة الحرکۀ حیث قال:
بل تستطیع المرأة ان تختار أيّ لباس « الشادور » یجب علی المرأة المسلمۀ ان تکون محجّبۀ لکن لیس بالضرورة ان یکون الحجاب »
41 ) و قد بیّنت المحامیۀ الهندسیۀ نیلوفر سعید اختر ، دور الإمام فی ازدیاد اعداد المسلمین و ازدیاد المحجّبات )«. یحقّق لها حجابها
انّ الإمام الراحل وضع علامۀ استفهام حول نظرة الغرب السلبیۀ للمجتمع و تشجیعه علی نشر الفاحشۀ، کاستغلال النساء » : حیث قالت
المخدّرات، الشذوذ الجنسی، العیش بدون زواج، کلّها امراض یعیشها المجتمع الغربی و لیس هناك حلّ إلاّ فی ظلّ رسالۀ الإسلام
محیی « قدس اللّه سره » 42 ) المرأة عند عظماء الاسلام 2 کیف تحفظ کرامۀ المرأة عند الإمام الراحل؟ الإمام الخمینی ). « الخالدة
تعالیم الإسلام إنّ الإمام الخمینی هو القائد المفدي و الأب الروحی ، هو الذي أحیا الإسلام و تعالیمه هو الذي حقّق حلم الانبیاء
لاقامته للدولۀ الإسلامیۀ و التی اصبحت بجهود الإمام الراحل و قیادة الخامنئی محطّ انظار و قلوب المسلمین تهوي الیها القلوب و تلجأ
انّ المرأة یجب أن تظلّ » : الیها الارواح ، فقد عزّز الإمام الراحل و بیّن مکانۀ المرأة الحقیقیۀ فی الإسلام ، فقد قال نقلًا عن ولده البار
و لن تنال المرأة هذا المقام السامی الاّ بتطبیق الاحکام « لقد کرّمنا بنی آدم » : فی مقامها الانسانی السامی ، لأنّ اللّه تعالی خلقها کریمۀ
و من جملتها الحفاظ علی الحجاب و العفاف حتی لاتصبح العوبۀ بید الجهلاء و للمحافظۀ علی شخصیۀ و کرامۀ المرأة . قال الإمام:
إنّ المرأة هی نصف المجتمع یجب أن یحافظ علی شخصیّتها و ان یصنع منها انسانۀ جادّة عاملۀ و انّها لیست وسیلۀ بید الرجل من »
نعم رفع الإمام من قیمۀ المرأة کما « أجل ممارسۀ شهواته، و انّ الإسلام لایخالف أیّۀ ظاهرة من مظاهر التمدّن و الحضارة الاخلاقیۀ
صنع نبی الرحمۀ و سمی بها الی مدارك الکمال و العلم و الاخلاق ، لانها صانعۀ الأسره و الاجیال و الأسرة حی نواة المجتمع و کلما
انّ القرآن یبنی الانسان و المرأة » : قویت النواة قوي المجتمع ، فهی الأمّ التی تربّی الطفل و المدرسۀ التی تخرج القادة؛ فقال الإمام
المرأة هی الکائن الوحید » : و قد اشار اشارة خاصۀ الی دورها العظیم فی حضانۀ الطفل و جهادها فی تربیته ، فقال الإمام « تبنیّ الانسان
صفحه 91 از 109
الذي بمقدوره أن یرفع المجتمع من احضانه افرادا بفضل برکات وجودها ، یأخذ بید المجتمع، بل المجتمعات علی طریق الاستقامۀ و
انّ حضن الأمّ » : و قد أکد الإمام علی قدره المرأة فی تربیۀ الطفل و فضلها علی غیرها من المربّین ، فقال الإمام « القیم الإنسانیۀ السامیۀ
هو أعظم مدرسۀ یتربّی فیها الطفل، ممّا یسمعه الطفل من الأمّ یختلف عن ما یسمعه من المعلّم ، اذ إنه یستمع منها أفضل من المعلّم و
و أمّا ما یبّثه الأعداء من شبهۀ و هی انّ الإسلام یفرّق بین الرجل و المرأة ، فقال .« یتربّی فی حضن الأمّ افضل من جوار الأب و المعلّم
. « لافرق بین المرأة و الرجل ، فکلاهما انسان، اما مایوجد من فوارق طبیعیۀ بینهما فلاعلاقۀ له بالطبیعیۀ الإنسانیۀ لکلا الجنسین » : الامام
و اما بالنسبۀ الی مشارکۀ المرأة فی ادارة شؤون البلاد و القیام فی مختلف الأعمال فانّ الاسلام لایمنع من أي عمل تحفظ به کرامۀ
« ینبغی للنساء المشارکۀ فی إدارة شؤون البلاد مثل ما یفعل الرجل، لابدّ من المساهمۀ فی اعمار البلاد » : المرأة و عفّتها ، فقد قال الإمام
. و خیر مثال ما تراه فی الجمهوریۀ الإسلامیۀ کیف أصبحت المرأة استاذة و جرّاحۀ بل رَقَتَ الی البرلمانات و أصبحت نائبۀ لرئیس
الإسلام » : تقول « الشهیدة بنت الهدي تبیّن مکانۀ المرأة فی الإسلام » ( الجمهوریۀ و هی علی أکمل و أسمی صور الحجاب و العفۀ.( 43
هو الدین الوحید الذي جاء لکی یعطی الصنفین الذکر و الأنثی حقّه فی الحیاة و هو الدین الوحید الذي أصلح عقلیۀ الصنفین و بعث
فی الأذهان فکرة اعطاء حقوق المرأة و حفظ کرامتها. و من ناحیۀ أخري فتح أمامها أبواب العلم و المعرفۀ و أباح لها ان تتعلّم ما تشاء
من العلوم المقدّسۀ کقرائۀ القرآن و دراسته و تفسیره إذا أمکنها ذلک . و قدجاء فی الروایات عن رسول اللّه صلیاللهعلیهوآلهوسلم انّه
و قد أشاد القرآن بالمرأة و خ ّ ص ها فی آیات کثیره تبیّن مکانتها فی المجتمع : « طلب العلم فریضۀ علی کل مسلم و مسلمۀ » : قال
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّی لَا أُضِ یعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْکُم مِن ذَکَرٍ أَوْ أُنْثَی بَعْضُکُم مِن بَعْضٍ( 44 ) * مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِن ذَکَرٍ أَوْ أُنثَی وَهُوَ »
مَنْ عَمِلَ سَیِّئَۀً فَلَا یُجْزَي إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً » * (45)«97» مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیَاةً طَیِّبَۀً وَلَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا کَانُوا یَعْمَلُونَ
46 ) خصّ الإسلام المرأة بآیات کثیرة لکی تشعر )««40» مِن ذَکَرٍ أَوْ أُنثَی وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِکَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّۀَ یُرْزَقُونَ فِیهَا بغَیْرِ حِسَابٍ
المرأة المسلمۀ بمسؤولیتها فی المجتمع ولکی یشعر المجتمع بوجودها و باعتبارها عضوا أساسا فی حیاته، ولکی لاتشغل امکانیاتها
العاطفیۀ و التکوینیۀ استغلالًا ظالما. و علی هذا الأساس ، فانّ المرأة المسلمۀ قدحصلت فی ظلّ الإسلام علی حقوق و امکانیات لم
تحصل علیها أیۀ امرأة سواها فی شتّی القوانین و التشریعات و قد ارتفع الاسلام بالمرأة لحسابها الخاص و لمجرد کونها انسانۀ و
نعم هذه هی الصورة الحقیقۀ للمرأة و « المرأة عند الأدیان و القومیّات الأخري » .« أعطاها حقّها الطبیعی فی کل ادوار حیاتها الاجتماعیۀ
الاسلام. اما فی باقی الأدیان و القومیّات النظرة الی المرأة علی انّها ناقصۀ فی انسانیّتها و یشکّکون ¨ المکانۀ التی حظیت بها فی ظلّ
فی کونها انسانۀ حیث کان القانون الرومانی یقسّم الموجودات إلی اشخاص و أشیاء، الأشخاص الرجال من ذوي الأملاك و الأشیاء
هم العبید و الحیوانات و النساء؛ اما أوربّۀ المسیحیّۀ تنظر إلی المرأة انها ینبوع المعاصی و اصل السیئۀ و الفجور. و هی للرجل باب من
أبواب جهنّم من حیث هی مصدر تحریکه و حمله علی الآثام و منها انبجست عیون المصائب الانسانیۀ جمعاء و قد قال ترتولیان أحد
إنّها مدخل الشیطان إلی نفس الإنسان، و إنها دافعۀ بالمرء الی » : اقطاب المسیحیۀ الأوَل و ائمّتهم مبیّنا نظریۀ المسیحیۀ فی المرأة
47 ) و قد ظلّت النظرة الدونیۀ لطبیعۀ المرأة حاکمۀ فی ).« الشجرة الممنوعۀ، ناقضۀ لقانون اللّه و مشوهۀ لصورة اللّه ، أي الرجل
المجتمع خصوصا و انّ الدین المسیحی الذي تأثّر بحضارة روما کان یري ایضا أنّ طبیعۀ المرأة ادون من طبیعۀ الرجل و حتّی حول
روحها حیث یوجد نقاش فی کنائسهم هل هی روح انسان ، و العقل یقارن. 1 فی الزمن الماضی: إنَّ المرأة قبل الإسلام کانت
مضطهدة بانواع الاضطهاد، ففی عصر الحضارات الیونانیۀ و المصریۀ و الرومانیۀ و الإیرانیۀ، حیث اعترف بالمرأة بأنّها انسان و ذلک
أثر ظهور الأدیان السماویۀ و بمرور الزمن شارکت المرأة حیاة الرجل دون الاعتراف لها بالشخصیۀ الحقوقیۀ و کانت خاضعۀ لإرادة
الرجل کلیا( 48 ). و فی الیونان القدیم: کانت المرأة تعدّ کالبضائع و السلم التجاریۀ تباع و تشتري فی الأسواق و لایحقّ لها الحیاة بعد
وفاة الزوج( 49 ). و عند الرومان: کان للأب فی امره الحق فی بیع ابنته، بل و القضاء علیها عند الضرورة، غیر أنّ هذا الحق الأبوي کان
یفوّض بعد زواج البنت إلی زوجها، باعتباره مالکا للمرأة بحکم القانون. و فی الهند: کانت المرأة تحرق مع جثمان زوجها و هی علی
صفحه 92 از 109
قید الحیاة، کی تتخلّص روح الزوج من العزلۀ و الانفراد( 50 ). و فی الجزیرة العربیۀ، کان بعض العرب یئد البنات خوفا من أن یقعن
بید العدو وینجبن له الاطفال، لذلک کنّ یتعرّضن للوأد بعد الولادة( 51 ) و منهم من کان یقتل البنات خشیۀ إملاق( 52 ) و النساء کنّ
محرومات من الإرث لعدم اشتراکهنّ فی الحروب( 53 ) و کانت العرب ترث النساء و تعتبرها قسما من ترکۀ المتوفّی( 54 ) و کانوا
یرغمونهنّ علی البغاء لیکسبن لهم مالًا( 55 ) فجاء النور و سنّ القانون الذي من خلاله نالت المرأة کامل حقوقها و حور المرأة من
2 فی العصر الحاضر: زمن تطوّر العلوم الصناعیۀ و .(56)« یا ایّها النّاس اتقو ربّکم الذي خلقکم من نفس واحدة » : العبودیۀ للرجل
التجاربۀ اصبحت المرأة بهیمۀ یطأها الرجل متی یحب و المصرف للمواد الاستهلاکیۀ الذي یکسب من خلاله التجار الأموال عن طریق
لقد تمکّن اعداء » : اغراءها بمواد التجمیل و الموضۀ . قال الدکتور سعد الدین السید صالح عمید کلیۀ أصول الدین بجامعۀ الازهر
الإسلام من دفع المرأة المسلمۀ الی التبرّج و اظهار زینتها و مفاتنها تحت عنوان براق هو (تحریر المرأة) و انشأوا لها بیوت الازیاء
العالمیۀ التی یدیرها حفنۀ من الیهود، یتفنون فی اظهار مفاتن المرأة و جمالها عن طریق المودیلات الجدیدة فی العالم، تحت عنوان
الموضۀ التی تجري وراءها المرأة لاهثۀ تبحث عن آخر خطوطها، و من خلال الموضۀ دفعوها الی السفور و الکشف عن وجهها و
غدالنساء اللاتی لایملکون من وسائل الکسب » : و یقول الکاتب جورج رائیلی عن احوال الحرّیه التی نالتها المرأة فی انکلترا .« ذراعیها
و هل انّ فی تکلیف المرأة قبل الرجل غصب لحقّها؟ عند ما تبلغ الفتاة سنّ .« غیر أن یبعن اجسامهنّ، هناك کثرة کاثرة لاتزال تزداد
التکلیف ، أي تتم تسع سنوات قمریۀ یجب علیها اداء التکالیف و منها الحجاب و هی بذلک تسبق الصبی بستّ سنوات. و انّ مسألۀ
تکلیف المرأة و الفتاة قبل الفتی بستّ سنوات أثیرت من قبل الأعداء کشبهۀ ضدّ الإسلام و انّه یفرّق بین الرجل و المرأة حیث یوجب
علی الفتاه الّتی هی اضعف تکوینا من الرجل أمور لاتطیقها و یلزمها بالحجاب و هو بذلک یغصبها حقوقها. الجواب 1. انّ الإسلام
الدین الوحید الذي کرّم المرأة و منحها کامل حقوقها و جعلها السیدة العزیزة و الریحانۀ الجمیلۀ و یعبر نبی الرحمۀ
البنات حسنات و البنون نعمۀ فانّما یثاب علی » : صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن الفتاة بانّها حسنۀ حیث یقول صلیاللهعلیهوآلهوسلم
انّ اللّه تبارك و تعالی رأف علی الأناث منۀ علی » : 57 ). و قال ایضا صلیاللهعلیهوآلهوسلم )« الحسنات و یسأل عن النعمۀ
58 ). علاوة علی تأکید الباحثون بأنّ الفتاة تنضبح فکریا و تصل الی مرحلۀ الهدوء قبل الفتی و هذا ما اثبتته التجارب. 2. فی )« الذکور
جمال » : تکلیف المرأة قبل الرجل أفضلیه لها و دلالۀ علی اعتناء الشارع المقدّس بها حیث یقول الشیخ الجوادي الآملی فی کتابه
ان اللّه استقبل المرأة ستّ سنوات قبل الرجل ، أ لیس هذا دلالۀ علی افضلیۀ المرأة؟ و انّ الدین یقول بصراحه » :« المرأة و جلالها
للذکر : اذهب و العب ستّ سنوات ولکنه یستقبل الأنثی،کما یقال للاطفال فی مجمع علمی : اذهبوا و العبوا ، فهنا لیس مکانکم
ولکنه یسمح للکبار بالدخول! طبعا الأیّام التی تحرم فیها المرأة من الصلاة اذا تدارکتها بهذه السنوات فلیس امامها مشکلۀ . و یقول
انّ البلوغ شرف و المرأة تصل الی هذا الشرف قبل الرجل و لو نفذت التکالیف الإلهیۀ فانّ المرأة تقطع » : الشیخ ایضا فی نفس الکتاب
3. إنّ الإسلام لایرهق الفتاة بتکلیفها روحیا أو .«( قسما کبیرا من الطریق قبل أن یدخل الرجل الطریق و یسیر فی الصراط المستقیم( 59
جسدیا بل علی العکس ، فانّ الروح تجد سعادتها فی أداء الفرائض حیث تلتقی مع خالقها ، ففی هذه اللحظۀ تجدّد الروح العهد مع
بادءها و تشحن بالطاقۀ و القوة التی تستعین بها علی تحمّل البلایا و الآلام و تستعین بها لمواجهۀ الشیطان. و امّا انّ فی التکلیف عبأ
عضلی فقد اثبت الطب و العلم انّ فی التکلیف صحۀ و قوة للجسد فالصلاة التی هی مجرد حرکات تجبر الشخص علی القیام ببعض
الحرکات التی تجدّد بنفسه النشاط و الحیویۀ و الصیام فهو راحۀ و سلامۀ للبدن ، راحۀ للمعدة التی هی بیت الداء ، کما قال
و اما لفرض الحجاب فانّ الحجاب ستر المرأة به نال مناها .« المعدة بیت الداء و الحمیۀ رأس کل دواء » : امیرالمؤمنین علیهالسلام
ترتقی إلی الکمال و العلم تحفظ شخصیّتها و عفافها أصبحت استاذة و قدوة ادیبۀ و مفکرة و هذا کلّه بفضل الإسلام و تشریعاته
المقدسۀ بقیت وردة متفتحۀ دائما و ابدا ذات بهاء و جمال و هذا کلّه بفضل حجابها الذي جعلها انسانۀ کاملۀ فی مستوي انسانیۀ
الرجل بلافرق. انّ الهجوم علی الحجاب لم یأتِ من الغرب فقط و انّما من الشرق الاوسط نفسه من الدول العلمانیۀ کما تفعل ترکیا فی
صفحه 93 از 109
منع المسلمات من ارتداء الحجاب و یعهدو الی حرِ مهنَ من وظائفهنّ حتّی یتخلنْ عن الحجاب و العقیدة و ایضا نري ذلک فی الدّول
الّتی تدّعی الإسلام و الحقیقۀ انّها تحارب الإسلام بکل الطرق یتفنون فی الإغراء و اذا لم ینفع تفننوا فی طرق تعذیب الإنسان المؤمن
الذي یحمل فی روحه روح الإسلام واحد الطرق التی استخدمتها هذه الحکومات هی منع الحجاب بالترویج للثقافۀ المنحطۀ و تبیّنها
علی انّها حضارة و تقدم و کل من تخلّف عن هذه الثقافۀ فهو متخلّف و رجعی و جاهل ، لکن هیهات أن تجدي هذه الوسائل نفع ،
فالعقیدة الراسخۀ التی تربّت علیها المرأة المؤمنۀ و اصبحت موقنۀ ان خیرها و صلاحها لایکون الاعن طریق التمسّک بهذه العقیدة
لاتضمحل بهذه السهولۀ و بعد أن یأس الکفر من الترویج إلی الثقافۀ المنحطۀ استخدموا اسلوب القوة و هنا تجلّی الایمان و العقیدة
الصادقۀ المأخوذ من السماء الخاضعۀ لأوامر الحق تعالی علی أکمل وجوهها ، فقد اقتدن المؤمنات بأمّهاتهنّ فی صدر الإسلام بالزهراء
البتول علیهاالسلام بسمیّۀ التی لم تابه بتعذیب ابو سفیان وجلاوزته رسمن صورة الإسلام المشرق مرّة اخري و سجلن اعلی مراتب
التضحیۀ و الفداء عند ما تصدت العلویۀ الطاهرة لطاغیۀ زمانها و جلاوز متحدّیه کل التهدیدات مقدّمۀ روحها فداءا للإسلام و تعالیمه
و هنا نسأل انفسنا هل یمکن للمرأة المؤمنۀ ان تتخلّی عن الحجاب و تبقی مؤمنه و یأتینا الجواب من القرآن بأنّ هذا لایجوز من یعمل
أُسَارَي تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَیْکُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ » : هذا ، فله الخزي فی الحیاة الدنیا و العذاب فی الآخرة حیث یقول تعالی
الْکِتَابِ وَتَکْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ یَفْعَلُ ذلِکَ مِنْکُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیَا وَیَوْمَ الْقِیَامَۀِ یُرَدُّونَ إِلَی أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ
60 ) و هنا یکون السؤال لماذا الحرب ضدّ الحجاب؟ و الجواب لایخفی علی من نوّر اللّه قلبه بالایمان العدوّ الذي بات )« عَمَّا تَعْمَلُونَ
علی یقین بانّ المجتمع الذي یرید ارضاخه لأوامره و نواهیه و استعباد افراده و استغلال خیراته هذا المجتمع صعب قوي و لا یرضخ
بسهولۀ، لانه یملک الایمان فأخذ العدوّ یبحث عن منشأ هذا الایمان لیهده و بعد أن بذل العدوّ الجهد فی معرفۀ منشأ الایمان تیقنوا انّ
المنشأ ، هو العفۀ ، عفّۀ الفرد المؤمن سواء کان رجل أو امرأة ، فأخذوا یحاربوا العفۀ، و اکمل صور العفۀ هو الحجاب ، بل الستر
المفروض علی المرأة ، و الرجل علی حدٍّ سواء؛ ان قوة المجتمع بقوة افراده وقوة الفرد تکمن فی روحه و الروح هی التی تسیر الجسد
تمدّه بالطاقۀ حتی توصله الی الکمال و السعادة و هذا لایتم الاّ تطبیق تعالیم و آداب الاسلام ، فرض اللّه الحجاب او الستر تکون اصّح
قل للمؤمنین یغ ّ ض وا من أبصارهم و یحفظوا فروجهم... و قل » : علی المرأة و الرجل فیجب علی کلیهما حجب الحواس عن الحرام
61 ). فکل من المؤمن و المؤمنه مسوؤل عن حفظ بصره عن النظرة لأنّها سهم من سهام ابلیس کما )«... للمؤمنات یغضن من اَبصارهنّ
النظرة سهم مسموم من سهام ابلیس، فمن ترکها خوفا من اللّه تعالی أعطاه اللّه ایماناً یجد حلاوته فی » : قال صلیاللهعلیهوآلهوسلم
63 ) و المؤمن مسوؤل ایضا )« ایّاکم و النظرة فانها تزرع فی القلب شهوة و کفی بها فتنۀ » 62 ). و قال عیسی بن مریم علیهما السلام )« قلبه
64 ) توقیا لحدوث الدیبۀ فی نفس الذي فی قلبه مرض و کل عضو من اعضاء البدن )« فلاتخضعن بالقول... وقلن قولا معروفا » عن نطقۀ
شهد علیهم سمعهم و أبصارهم و جلودهم » : الإنسان المؤمن مسؤول عنه و یشدّ علیه یوم القیامۀ نفس العضو حیث یقول الحق تعالی
65 ) غایۀ ما فی الأمران ستر المرأة أوسع من )« بما کانوا یعملون و قالوا لجلودهم لِمَ شهدتم علینا قالوا انطقنا اللّه الذي انطق کلّ شی
الواقع انّ الحجاب لیس وقفاً علی المرأة دون الرجل فی » : ستر الرجل؛لأانّ المرأة إکثر إثارة من الرجل؛ کما قالت الشهیدة بنت الهدي
انّ معالم أنوثۀ » ؛«... الشریعۀ الاسلامیۀ و کل نظرا لکون المرأة اقوي سحرا و أعمق تأثیرا کان حجابها أعم و أشمل من حجاب الرجل
66 )؛ و الإسلام لم یجعل من الحجاب أداة لتقیید المرأة، أو حبسها عن المجتمع، لکنه )«... ألمرأة أعم و أوسع من معالم ذکورة الرجل
جاء به لوقایتها من مفاسد المجتمع؛أي التبرّج و التحلّل و مضارة، فالمرأة المسلمۀ فی صدر الاسلام کانت تشهد الحروب، لتطیب و
تداوي و تشجع و تحرض، و هی فی الوقف نفسه متقنعۀ بخمارها و شترها، أي متلفعۀ بإزارها و نقابها و لم یثنها عن أن تقوم بدورها
67 ). حجاب القلب و ثمّۀ حجاب آخر یجب علی المؤمن و المؤمنۀ حجبه و صدّه عن الهوي و الشیطان )« الفعّال فی المجتمع المسلم
یخوض المؤمن الصراع، فامّا أن یخرج منتصر و یجعل من قلبه الحرم المقدّس للّه تعالی أو یخمر الصراع، فیصبح عبدالهوي و
لابد للانسان أن یرکّز انتباهه علی » : الشیطان، یسیر بأوامرهم و قد عبّر الإمام الراحل عن هذا الأمر بأحلی و أروع التعابیر حیث یقول
صفحه 94 از 109
اصلاح القلب و یجعل مبتغاه اکماله حتی ینال منتهی السعاده الروحانیۀ و المراتب العالیۀ الغیبیۀ و اذا ما کان هو أیضا من أصحاب
العلم و الدقائق و الحقائق لکان همّه الوحید فی غضون سیره فی الآفاق و الانفس تحسین حالاته النفیسۀ فلو کانت من المهلکات
اذا لم یخرج قلب المؤمن من الفطره » : لأصلحها و لو کانت من المنجیات لبذل الجهد فی سبیل تکمیلها( 68 ) و یقول قدّس اللّه سرّه
الّتی فطرها اللّه و التی عجنها الحقّ المتعال بیدیه الجمالیۀ و الجلالیۀ أربعین صباحا و خمرها، فیسیر لامحال علی ضوء فطرة
التوحیدٍ( 69 ). ما هی اسباب السقوط؟ 1 - الابتعاد عن اللّه تعالی. ابتعاد الانسان عن اللّه تعالی، قتل النفحۀ الروحانیۀ و الانغما فی
الحنس و المادة یبتعد عن اللّه فیحس بالفراغ القاتل الذي یملأ قلبه یرید سدّه فلیجأ الی الطریف الخاطیء ظنّا منه انه علی صواب
ولکنه یوقن فی قرارة نفسه انه علی خطأ ولکن یغالط نفسه و یضلّ ضائع فی الطرقات الظلماء، یسرق لیحصل علی المادة التی ینفقها
فی الضیاع فی الشراب و اللهو، یغصب الفقیر حقّه حتی یحقق لنفسه جوینسافیه ذاته ظنّا منه انه یجد الواحه ینفق کل ما یملک فی
تحقیق الحظه الحیوانیه للحظه یضیع بها الشاب و الشابۀ شرفه و عفته، یلهث لتحقیق تلک اللحظۀ و یعیش الاحتقار داخل روحه فهو
محتقر منبوذ فی نفسه قبل المجتمع، اغروه باستماع الغناء و الرقص و اوهموه انه یحصل علی الهدوء و السکینۀ فتوترت الاعصاب و
اخذ یعتدي علی کل من یراه، خدعوها بالشهرة و قالوا لها انک بالشهرة سوف تحصیلن علی الأموال الکثیرة التی تحلّ کل مشاکلک
ولکنها کانت تحسّ فی قرارة نفسها انّ کیانها قد ضاع بین نظرات المعجین و لمساتهم فهذا یواعدها لیلًا و هذا یواعدها نهاراً و ما بعد
اوّلها هذا » : الوعد الاّ الضیاع و الانتحار. یورد الکاتب الانکلتري جورج رائیلی اسباب سقوط مجتمعه فی کتابه تأریخ الفحشاء فیقول
الولوع الفاحش بالتبرّج الذي قد بعث فی نفس کل فتاة اشدّ الحرص علی الأزیاء الفاتنۀ الغالیۀ من أحدث الطراز، و ادوات الزینۀ و
الزخرفۀ من شتّی الانواع و هذا من أکبر اسباب هذه الفحشاء غیر المحترفۀ، فکل له عینان بصیرتان ینظران من تمر به لیل نهار من
مئات الفتیات و الاّ فها کثیرا ما یکون علیهنّ من الملا بس الفاخرة الثمنیۀ مالا یمکن أن تتّسع له مکاسبهنّ الطیبۀ ؛ و الثانی الحرّیۀ
الضالّۀ فهی یدا فی ایجاد هذه الاحوال، فقد بلغ من ضعف رعایۀ الآباء و رقابتهم لبناتهم أن قد تهّیأ لهنّ من الحرّیۀ و الانطلاق ما لم
یکن میسورا حتّی للأبناء قبل ثلاثین عاما و السبب الآخر الاختلاط فقد عمّت بسببه الفوضی الجنسۀ، فالنساء لایزلن یتنافسن علی
الاشغال التجاریۀ و وظائف المکاتب و الحرف المختلطۀ، حیث تسنح لهنّ فرص الاختلاط بالرجال صباح مساء و قد حطّ ذلک من
هل » : یقول الشهید المطهري .«( المستوي الخلقی فی الرّجاء و النساء، ثم اطلق العلاقۀ الشهوانیۀ بین الجنسین من کل القیود الخلقیۀ ( 70
انّ خروج المرأه الی میدان العمل بوضع اعتیادي غیر مثیرا فضل ام خروجها بعد ساعات من التجمّل و الوقوف امام المرأة، ثم تخرج
لیکون کل سعیها باتّجاه جذب قلوب الرجال الیها، و تحویل الشباب الذین ینبغی أن یمثّلوا المظهر الحقیقی لإدارة و حزم و فعّالیۀ
اعلم أنّ » : اسباب السقوط 2 - عبادة الشهوة یقول الإمام الراحل قدسسره .«( الأمّۀ إلی موجودات طائشۀ شهوانیۀ لا ارادة لها( 71
الانسان اذا أصبح مقهورا لهیمنۀ الشهوة و المیول النفیسۀ کان رقه و عبودیته و ذلّته بقدر مقهوریته لتلک السلطات الحاکمۀ علیه، و
معنی العبودیۀ لشخص هو الخضوع التام له و اطاعته و الانسان المطیع للشهوات المقهور للنفس الأمارة یکون عبدا منقادا لها، و فی
هذه الحال تزول عن نفسه العزّة و الکرامۀ و الحرّیۀ و یحلّ محلها الذلّ و الهوان و العبودیۀ... و لاجل البلوغ الی شهواته النفیسه یتحمّل
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتّبعوا » : 72 ). یقول تعالی )« الذّل و المنّۀ و لاجل الترفیۀ عن البطن و الفرج یستسیع الهوان
73 ). یصبح الانسان عبدا لشهوته بعد أن کان حاکم علی شهوته، اصبح محکوماً و عبدا لها، یتذلّل من )« الشهوات فسوف یلقون غیّا
جلها، یهین کرامته ذهبت عزّته من اجل إرضاء الفرج و البطن و هظی بعذاب اللّه فی الآخرة و الذلّ و ذهاب العقل الرشید فی الدنیا،
74 )، و خلع الحجاب مقدّمه لإرضاء الشهوة )« قرین الشهوة مریض النفس معلول العقل » : کما قال مولی الموحدین علی علیهالسلام
الّتی سوف تجرّ بعدها الویلات علی الإنسان فیسقط کما سقط الکثیر و کل من یرفع شعار التعرّي فهو عبد لشهوته التی أمرته بهذا
من » : الفعل اشباعا لنهمها و الذي یتبع الشهوات فسوف لاتجر علیه غیر الافات الجسدیۀ و الروحیۀ کما قال الإمام علی علیهالسلام
الحیاء خصلۀ ثابتۀ من جنود العقل، و دوره هامّ فی تحصین الانسان و » 3 ذهاب الحیاء .(75)« تسرّع الشهوات تسرّعت الیه الآفات
صفحه 95 از 109
حفظه من الانزلاف و السقوط، و قد یتفق کثیرا أنّ الانسان یندفع الی ذنب من الذنوب فلا یتمکّن العقل من صدة عن ارتکاب الذنب،
إذ الحیا عصمۀ منحها اللّه الانسان حی نقیه من «( لولا انه یستحی من اللّه تعالی، او من الناس فیردعه الحیاء عن اقتراف الذنب( 76
الذنوب و السقوط و اعظم الحیاء هو من اللّه تعالی فی السّر و العلانیۀ لأنّ اللّه تعالی لایخفی علیه شیء، کل شیء حاضر عند اللّه
تعالی، فالذي یتیقّن بأنّ اللّه یعلم ببصره و سمعه و لمسه یستحی من اللّه أن یسخرها فی معصیۀ، اللّه عن الإمام موسی بن جعفر
نعم و من خلال العین و السمع .«( رحم اللّه من استحیی من اللّه حق الحیاء فحفظ الرأس و ماحوي و البطن و ما وعی( 77 » : علیهالسلام
و الأذن یذنب الانسان بنظره او سماع اللّغو او التکلم فی اللغو و الحیاء یمنع الانسان من هذه الذنوب، لانه یقف بین یدي ربّه و خالقه
و مانحه کل النعم، فاذا اعطانا شخص هدیۀ کیف نستحی منه و نردّ الجمیل و الاحترام، فکیف بالذي عطاءه لاتحدّه حدود، ألیس
بالأجدر بنا أن نستحی منه و نحفظ حواسّنا و نسترها و نحجبها عن ارتکأب الذنوب و المعاصی؛ و نفس الحیاء هی نعمۀ اعطاها اللّه
تعالی للانسان لیتزّین بها و یغض بها. 4 عدم الخوف من اللّه تعالی الخوف من اللّه من اهمّ العصم التی أودعها اللّه تعالی فی نفس
ثمرة الخوف » : الانسان؛ إذ الخوف عصمۀ و امان للإنسان من السقوط فی الذنوب و المعاصی کما جاء عن أمیرالمؤمنین علیهالسلام
78 ) فالانسان الذي یملک العصمۀ أي الخوف من اللّه تعالی و من ناره لایفعل المعصیۀ و لایفکّر بها، و الانسان الذي یخاف )« الأمان
اللّه یکون قلبه مطمئن لم یرتکب الذنوب فلدیه عصمۀ منحها اللّه له و حافظ علیها و قوّاها بایمانه و الذي لایملک الخوف من اللّه أو
قتل هذه الملکۀ فی روحه لایوجد رادع یردعه عن المعاصی من النظرة المحرّمۀ الی ماتجر بعدها من السقوط و الخوف من اللّه ملازم
انّ من العبادة شدة الخوف من اللّه ( 79 )، اذ کلّما زاد ایمان الانسان زاده خوفه. 5 فقدان » : للإیمان، لذا قال الصادق علیهالسلام
وقایۀ النفس من عصیان » ، و هی فی العرف و فی اصطلاح الاخبار و الاحادیث تعنی ،« المحافظۀ » التقوي التقوي هی: من الوقایۀ بمعنی
80 ). اذا التقوي هی )« حفظ النفس حفظا تامّا عن الوقوع فی المحظورات بترك الشبهات » او انّها ؛« أوامر اللّه و نواهیه و ما یمنع رضاه
الانسان الراغب فی صحۀ النفس، » : الواقی للانسان و الحافظ له من الوقوع فی الدرك الاسفل فی الدنیا و الآخرة و یقول الامام الراحل
و المترفق بحاله،إذا تنبّه أنّ وسیلۀ الخلاص من العذاب تنحصر فی امرین : الاول: الاتیان بما یصلح النفس و یجعلها سلیمۀ. الآخر: هو
الامتناع عن کل ما یضرّها و یؤلمها. و من المعلوم انّ ضرر المحرّمات اکثر تأثیرا فی النفس من أي شیء آخر، و لهذا کانت محرّمۀ
کما انّ الواجبات لها أکبر الأثر فی مصلحۀ الأمور، و لهذا کانت واجبه و أفضل من أيّ شیء و مقدّمه علی کلّ هدف و ممهّدة للتطور
الی ماهو أحسن .( 81 ) و من التقوي لباس الحجاب بأکمل صوره، لانه من الواجبات و ترکه من المحرّمات و الالتزام بالستر الذي
فرضه الشارع و حفظ الجسد و الروح من الفواحش یحفظ الانسان من السقوط و یقیه من التسافل و یرفعه الی مدارج الکمال؛ و عن
یا جابر انّ أهل التقوي هم الأغنیاء، أغنا هم القلیل من الدنیا، فمؤنتهم یسیرة، ان نسیت الخیر ذکروك، و ان » : الامام الباقر علیهالسلام
82 ). یقولون انّ الحجاب تسربّ للعرب من الفرس )« عملت به أعانوك، أخّروا شهواتهم ولذّاتهم خلفهم، و قدّموا طاعۀ ربّهم امامهم
(بلاد فارس) الجواب هذا لایمکن لعدة امور 1- انّ الجزیرة العربیۀ أو مکۀ بالذات هی مهد الانبیاء و الصالحین و منهم الخلیل
علیهالسلام فهی مرکز التوحید و النقطۀ التی انطلق منها نورالهدایۀ الی ربوع المعمورة فهل من الممکن أن نقول بأنّ النساء المؤمنات
کزوجات الانبیاء و غیرهنّ من الصالحات القانتات کآمنۀ السیدة الطاهرة و غیرها لم یکن یتسترن و هو أمر موجود فی الفطرة و النفس
تمیل الیه. 2- حتی و ان لم یکن قد شرع الحجاب من السماء فی زمن الانبیاء و فی بدایۀ دعوة المصطفی صلیاللهعلیهوآلهوسلم فانّ
العرب و من صفاتهم البارزه الغیرة علی النساء و قولنا هذا لایمنع أن تکون للعرب صفات ممقوتۀ، ذمّهم القرآن علیها، شأنهم فی
و الدنیا کاسفۀ النور، ظاهرة الغرور، ...» : ذلک شأن باقی الأمم. بل انّ الدنیا کلّها کانت مظلمۀ حیث یصفها أمیرالمؤمنین علیهالسلام
83 ) و الدلیل علی وجود الغیرة لدي العرب و انهم )«... علی علوحین اصفرار من ورقها، و ایاس من ثمرها و اغورار من ماءها
حیث ،« لایسمحون لنساءهم بالتبرّج قول الامام الحسین علیهالسلام حین هاجموا أهله: ان لم یکن لکم دین فکونوا عربا کما تزعمون
انّ الامام طالبهم بعروبتهم التی یجب أن تمنعهم عن التصدّي للنساء بغضّ النظر عن الشریعۀ المقدّسۀ. و بالطبع لم تکن کل النساء
صفحه 96 از 109
تلتزم بالأمر الفطري العرفی و هو التستر بصورة صحیحه، حیث انّ بعضهم أو اکثرهنّ کنّ یبدین نحورهنّ و یبعدن الخمار الی خلف
الاذن، فامرهنّ اللّه تعالی بضرب الخمار، أي غطاء الرأس علی الجلباب، أي الصدر و ستره مع حرمۀ اخراج الزینۀ و أي جزء من البدن
ماعدا الوجه و الکفّین؛ اي انّ الشریعۀ أو جبت الحجاب بالصورة الکمالیۀ الصحیحۀ. 3- و الأمر الآخر هو انّ الذي کان عند الفرس او
الیهود او الروم لم یکن سترو أنما کان حجب للمراة، لأنّهم کانوا یحتقرونها و لایسمحوا لها بمزاولۀ الاعمال الاجتماعیۀ أو التعلیم بل
کانت المرأة منغمسۀ فی ظلمۀ الجهل و التخلّف و لایسمحوا لها بالمشارکۀ فی أي شیء أو عمل یثبت جدارتها و یعبّر عن هذا المعنی
الی انّ اجراءات حادّة کانت تتّخذ إزاء المرأة الحائض فی ضوء تعالیم « و یذهب ویل دیورانت » : الشهید المطهّري حیث یقول
المجوسیۀ، فقد کانت تحبس فی غرفه، و کان الجمیع یفرون من معاشرتها و کانت هذه الاجراءات السبب الرئیسی لظهور الحجاب فی
84 ). و یعبّر الشارع المقدّس عن المحیض )« ایران القدیمۀ، کما کانت هذه الاجراءات الحادة تتّخذ إزاء المرأة الحائض بین الیهود
85 ) فقد عبّر القرآن العظیم عن الحیض انه اذيً کما )« و یسألونک عن المحیض قل هو أذي فاعتزلوا النساء فی المحیض » : بقوله تعالی
یتأذّي أي شخص من أي حاله مرضه، فلایجب أن تحمّل المرأة ما لاتطیق فی هذه الحالۀ و یستحبّ لها الوضوء و استقبال القبلۀ و
عن انس بن مالک انّ الیهود کانت اذا حاضت منهم إمرأة اخرجوها من البیت، و لم یؤاکلوها، و لم یشاربوها و لم یجامعوها » . الذکر
و یسألونک عن المحیض قل هو أذي فاعتزلوا النساء » فی البیت، فسئل رسول اللّه صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن ذلک، فانزل اللّه سبحانه
86 )، اذا )« جامعوهنّ فی البیوت و اصنعوا کلّ شیء غیر النکاح » : الی آخر الآیه فقال رسول اللّه صلیاللهعلیهوآلهوسلم « فی المحیض
الحجاب الذي کان عند الفرس و الیهود و الروم لم یکن حجاب هدفه ستر المرأة و انما کان یرید حجب المرأة و استحقارها. و اما
ذلک ازکی ...» الاسلام فقد رسم بنوره الصورة الملکوتیۀ التی لایستطیع أي مخلوق أن یرسمها، فقد اکمل و اتقن ذلک بقوله تعالی
یرید اللّه التزکیۀ و الطهارة حیث یعیش الکل بأمان و ستر و قد اثبتت الشهیدة العالمۀ بنت الهدي کذب هذا الإدّعاء بقولها: «... لکم
انّ آیۀالحجاب الذي فرضه الاسلام یختلف عن الحجاب الذي کان متبعا عند الفرس من قبل، فهو بتعبیر اصح ستر و لیس حجابا »
87 ) و مراجعۀ تفسیر آیۀ غضّ البصر تؤکد هذا المعنی )«... بالمعنی الذي یحجب المرأة عن الحیاة، کما کان یحجبها الفرس القدماء
الذي جَاءَ فی کلام الشهیدة بنت الهدي. و فی کلام آخر لها، تؤکّد علی انّ الذي یبث هذه الشبهات ما هو الاّ الاعداء و لیس لدیهم
فاعلمی یا أخیۀ أنّ هناك من » : هدف غیر اضعاف عقائد المؤمنین و ترك الالتزام بالواجبات حتّی یعمّ الفساد و الانحلال، حیث تقول
یترقّب بک و بسلوکک الفرص، و انّ هناك من یودان یزحزحک عن رأیک بأیۀ وسیلۀ ممکنۀ و لو عمل المستحیل و انّ هناك ممّن
و هناك من لم یجدن لدیهنّ القوّه الکافیۀ و الجرأة الوافیۀ » ... لم یساعد هنّ الحظّ علی تعقیم أرواحهنّ، یودن لو یشترین سفورك
لمواجهۀ التیّار المنحرف فیتمنّین بل و یسعین الی فل صمودك و الی تضعضع روحیاتک بأيّ ثمن لکی لایکون لک السبق علیهنّ
89 ). ما هو حکم المصافحۀ فی )« و دّوا لو تکفرون کما کفروا، فتکونون سواء، فلاتتخذّوا منهم اولیاء » ( فانّ الغد لک لامحالۀ ( 88
الاسلام؟ قطعا و بلاشک المصافحۀ محرمۀ ولکن الأعداء ادخولها علی أوطاننا الاسلامیۀ علی انها ظاهر من مظاهرة التقدّم و اغتربها
لتبین لهم الذي » : بعض ضعاف النفوس و کانت الحجّۀ هو انّ حکم المصافحۀ لم یرد فی القرآن حرمته علی أنّ اللّه تعالی صرّح و قال
90 ) اذان القرآن نزل علی قلب المصطفی بصورة مجملۀ و فیه متشابه و محکم کذلک و ناسخ و منسوخ و کل ذلک )« اختلفوا فیه
مردة الی النبی و اهل بیته علیهمالسلام و اهل العلم حیث ورد فی السنۀ النبویۀ تحریم المصافحۀ و کل لمس عن عمد حتیّ و ان لم
یکن به ریبۀ عن سعدان بن مسلم، قال: قال ابو عبداللّه جعفر الصادق علیهالسلام أتدري کیف بایع رسول اللّه صلیاللهعلیهوآلهوسلم
إلی «... جمعهنّ حوله ثم دعا (بتوربرام) فصبّ فیه نضوحا ثمّ غمس یده » : قال علیهالسلام « اللّه اعلم و ابن رسوله أعلم » : النساء؟ قلت
الطاهرة أطیب من أن یمسّ بها کف انثی لیس له « اغمسن أیدیکنّ ففعلن فکانت ید رسول اللّه صلیاللهعلیهوآلهوسلم » : أن قال
بمحرّم( 91 ). و هذه الظاهرة هی احد المقدّمات التی رسمها العدو لاستأصال العفاف و بالتدریج الی خلع الحجاب و قد تأثّر بهذه
و کم من اللواتی مشین ...» : الحملۀ الهوجاء قسم و لکنّهم سرعان ما أبدوا الأسف عندما عرفوا الحقیقۀ کما تقول الشهیدة الطاهرة
صفحه 97 از 109
وراء النفیر الأجنبی و نزعن حجابهنّ فی غفلۀ و غرور أخذن یتراجعن و بدأن یستفقن من کابوس المفاهیم الخاطئۀ التی أملاها علینا
92 ) هل ان الحجاب یحول دون )«! الاستعمار الغاشم، بعد أن أراد أن یستعمرنا فیء کل شیء حتّی فی اعزوا طهوما عندنا و هو المرأة
طلب العلم؟ انّ الدین لیس مانع من طلب العلم و ما عسی أن یکون المثقّف و العالم حقا غیر المتدیّن انّ الدین هو الثفافۀ الناصعۀ التی
یمتلکها الانسان و نري ذلک عملیا حیث انّ النخبۀ المثقفۀ حقا هم المتدّینون الذین یحملون مباديء و تعالیم السماء امثال الامام
الراحل رائد العلم و قائد العلماء و امثال الشهید الصدر و غیر هم ممنّ حمل الثقافۀ و العلم فی عقله و روحه الطاهرة، و لیس المثّقف
الذي یلهث وراء الملبس و الموضۀ لیلحق برکب ادعیاء الثقافۀ الزائفۀ و علی العلم السلام اذا کان قدر العالم بلباسه و حذاءه انّ الغرب
أو العدو هو الذي یحول دون طلب العلم للمرأة و الرجل حیث یشغل وقتهم بالأمور الزائفۀ، فیکون الجسد و الروح مشغول بمواکبۀ
التقوم و المسارعۀ إلی اقتناء المودیل الجدید حتی، لایسبقه احد، فقد قتل العقل و الإراده و سار خلف الهوي الخداع و تقول رائدة
فما أجدرنا الیوم إذا تمتحن رسالتنا الحبیبۀ بشتّی المحن، أن ترفع مشعل الدعوة الإسلامیۀ، و » : العلم و الفصیلۀ الشهیدة بنت الهدي
نستثمر علومنا و تعلّمنا فی سبیل الدعوة الی سبیله بالحکمۀ و الموعظۀ الحسنۀ، و أن نذکر دائما و أبدا انّ بنی الرحمۀ
صلیاللهعلیهوآلهوسلم قد أوصانا بطلب العلم و جعله فریضۀ علی کل مسلم و مسلمۀ... و ثم ارادها ان تتعلّم جوهر الاسلام علی حقیقته
93 ). حوار مع صدیقتی حول الحجاب و شبهات الاعداء( 94 ) أختی الحبیبۀ خدعوك و أوهموك و صدقتهم و نفذت ما )«... الرائعۀ
یریدون هم یریدون لک الوقوع فی وادي یصعب الخروج منه الاّ برحمۀ من اللّه صدقتهم و کذبت ضمیرك و فطرتک السلیمۀ صور
و لک التقدّم بالتبرّج و العصیان صدقتهم، فهم شیاطین کثیره أین ما تلتفتین حولک کالذابّ التی تنتظر فریستها تقع حتی تنقض علیها.
اختی الحبیبۀ أخیک و لحبّ بک نصحتک ولکن بلاجدوي. جعلت من شعرك و جسدك سلعۀ ینظر إلیها کل اتا و رائحا تراك
العیون الطاهرة فتأسّف و تراك العیون الشرهۀ فتستمتع لهذا المنظر و بلاثمن حذرتک قلت لک: انّ هنا لک نظرات قذرة تلاحقل
ولکنک کذبتنی و صدقتهم فهم کثیرون و انا واحدة اخذوا منک ما یریدون و انت غافلۀ تحسبین انک تحسنین صنعا، وسائل
الاعلان، التلفزیون، الرادیو، المجله: الجریدة، الکتاب، کلّها تبث الأکاذیب و تنادي بالحّریۀ الکاذبۀ احذري یریدون أن یجعلوا منک
سلعۀ و وسیلۀ لاشباع غرائزهم و تصریف البضائع الاستهلاکیۀ من مکیاج و اکسوارات و یجعلونک تلهثین وراء الموضۀ حتی یحققوا
مآربهم یجعلوا الدنیا حلبۀ صراع الکل یسعی لتحقیق الفوز من خلال المادة و الجنس یعطوك حرّیتک بالضبط کما نالت المرأة
الغربیۀ حرّیتها. عزیزتی احذري و کونی واعیۀ. حبیبتی جرفَکِ السیل الذي یهدم کلّ ما یجده امامه لیرمیه بوادي المهملات وادي
عمیق صعب الخروج. أحالوا دون کسبک العلم فلقد أخذت تستنفذین اغلب وقتک فی همّک و شغلک الوحید و هو مظهرك
انفقتی مالک و وقتک فی طلب مواد التجمیل و الموضۀ التی أخذ العدو و علی رأسهم الیهود یتفنون فی تصمیم الازیاء المبرزة
لمفاتن المرأة حتّی تصبح محطّ انظار الرجل و تستطیع جذب العدد الأکبر من الشباب حفقوا ما یریدون و أخذوا منک کلّ شی و
أنت لاتشعرین خدعوك بکلمات ماکرة ظاهرها جذاب و جمیل و باطنها لئیم، لو أیقنته لفررت منه بقوة کفرارك من السبع الضاري
الذي یریدان یفترسک احذري فالهدف لیس أنت فحسب بل انا و انت و کلّ الاخوات المؤمنات الهدف مجتمعنا الهدف دیننا
الحبیب یردّون تمزیقه و طمس العقیدة و المبدء تلویث المجتمع و جعله نظیر مجتمعهم الحیوانی الذي غاب عنه العقل و الدین فغدي
بهیمی لایفهم و لایعی شیء غیر الجنس و تهیبج الاعصاب و الصخب. ولکنک و للأسف لم تعلمی و لم تصمتی امام المغریات و
الوساوس الشیطانیۀ المنمقۀ ما هذا کم انتِ جاهله و رجعیۀ لاتکونی معقدة اخلعی ما علیکِ من غطاء، انظري الثقافۀ المنفتحۀ و
الحضارة و تمتعی بشبابک و جمالک واخلعی اساطیر الجدات و انطلقی الحجاب الذي یعیقک عن تحقیق اهدافک کلمۀ من مئات و
آلاف الکلمات التی یبثّها شیاطین الإنس و الجنّ امامک عدوان ابلیس الذي تحدّي الانسان و تحدي العقل بالشهوة و الهوي و تربصّ
95 ). و العولمۀ الفاسدة التی ترفعها إمریکا حتی )« لاغوینّهم اجمعین الاّ عبادك منهم المخلصین » : لخلیفۀ اللّه علی هذه الأرض و قال
تصبح قطب الوجود المسیطرة علی الارض و الانسان ترید أن تغلب العقل بالإغراء و الهوي شیاطین حاقدین و انت صدقتهم وصنعت
صفحه 98 از 109
ما یریدون؛ حبیبتی ما هذا اللباس الذي لایلیق بک و انت ابنۀ الاسلام ا ءهذه هی الحرّیۀ أ هکذا تنالین حقوقک؟ أم هکذا تتساوین
مع الرجل؟ بل علی العکس؟ انت الآن اصبحت عبده له بعد ما حرّرك الاسلام اصبحت مبتذلۀ بعد ما کرمک الاسلام و جعلک
الریحانۀ النقیۀ عزیزتی لیست حقوقک بأن تنافسی الرجل فأنت انسانۀ لک تکوینک الطبیعی و هو له تکوینه الخاص؛ انت لاتستطیعین
ان تصعدي فوق الحلبۀ و ترفعی الاثقال او تتصارعی کما یفعل الرجل، فهو لیس امر لایقلبه العقل و الدین و العرف فقط بل هو امر
تتقز زمنه الروح، أنت تبدین جمالک و مفاتنک امام الرجال الاجانب قالت: انا احب ان ابدو جمیلۀ، انت الا تحبین ان تصبحی مثلی
الا تغارین من الباقیات؟ قلت: معاذ اللّه الذي منّ علینا بالهدایۀ و الستر هذه هی سیاسۀ الاستعمار یدخل فی کل مکان کالشبح الذي
یخترق الحجب و لایصدّه الا الایمان. یشوّهون سمعۀ الاسلام و یبثّون الأدعادات الکاذبۀ و یطرحون الشبهات حتی یضعفوا قوّتنا
نتمسّک بالحبل المتین بکل ما اتانا اللّه من قوة یریدون قطعه من خلال المرآة بالسیطرة علی افکارها و استغلال الجانب العاطفی الذي
هو تجلّی لرحمۀ اللّه زرعها فی قلب المرأة یریدون منها أن تعطی العاطفۀ الی کل من هب و دبّ حتی تصبح حرّة، إمراً اعجیب هدفا
دنیء کیف سمحوا لانفسهم باستغلال العاطفۀ التی منحها تعالی للمرأءة حتی تشیع بها أسرتها و اطفالها و شعارهم الحرّیه التی حظیت
بها المرأة الغربیۀ فغدت فی داخل العارضۀ عاریۀ و یاتی الرجل و یختار أیّهنّ تعجبه و تشبع رغبته حتی ینال منها ما یرید مقابل مبلغ
من المال؛ أ هذه هی الحرّیۀ التی نالت بها المرأة حقوقها یاتري أصبحت مساویه للرجل أم أصبحت عبدة للرجل و الحکم للعقل
الرشید. انظري عزیزتی إلی العیون التی نلاحقک بشراهۀ أنّهاتأخذ کلّ شی تأخذ سترك و عفافک و بعده الدنیا و ما فیها لاتساوي
فرد تعل خرف أتریدین ان تفعی فی شباك الأعداء القاتلۀ التی تعیش علی مص دماء ضحایاها و من ثمّ ترمی بهم فی سلۀ المهملات
حیث لم تعد تنفع لم تعد تصلح للاغداء و زال ما کان علیها من ماء الشباب و اصبحت غیر قادرة علی جذب الرجل الیها، نعم هذه
هی نظرة العدو للمرأة سلعۀ رخیصۀ یحصلوا من خلالها علی الاموال و یشبعوا غرائر هم الجنسیۀ بل انّ نظرة العدو للانسانیۀ کافۀ
بلافرق بین رجل و امرأة طفل أو صغیر هو حیوان لاغیر لایوجد شیء فی موازینهم یسمّی انسانیۀ عاطفۀ طاهرة مجتمع أسرة مقدسۀ.
روّجوا الفساد و الدعارة حوّلوا الانسان الذي حباه اللّه تعالی بالعقل و أودعه الامانۀ المقدّسۀ و جعله خلیفۀ الأرض و سخّرله السماء و
الأرض لخدمته اله و وسیلۀ لتحقیق الهدف و هو السیطرة و استعباد الانسان، جعلوه یلهث وراء الجنس و المادّة ظنا منه انه علی صواب
و انه سوف، ینال السعادة ولکن حدث العکس و هی الحقیقۀ التی لاتخفی علی الانسان الواعی انتشرت الأمراض التی لاعلاج لها
بسبب اطلاق العنان للشهوه الجامهۀ التی لاتشبع بل تجوع بکثرة الممارسۀ و کثرة عملیات الانتحار بعد الضیاع. الحجاب و العفاف انّ
من اهمّ الملکات التی تنشأ فی قلب الإنسان المؤمن نتیجۀ التزامه و تمسّ که بتعالیم السّماء و خاصۀ الالتزام بالحجاب هو العفاف، قال
96 ). قال أمیرالمؤمنین علیه السلام : )« لاعی القلب من الایمان « السکوت » الحیاء و العفاف الغیّ اعنی عی اللسان » : الصادق علیهالسلام
98 ). و المؤمن و المؤمنۀ بالإلتزام )« ما من عبادة افضل من عفۀ بطن و فرج » : 97 ). و قال الباقر علیهالسلام )« افضل العباده العفاف »
بالحجاب الباطنی و هو الروح و القلب و السیطرة علی طائر الخیال و الظاهري حجاب العین و اللسان و السمع و ستر العورة و تحصینها
و ستر کل الجسد للمرأة ما عدا قرص الوجه و اللّفین یملأ قلب المؤمن بالعفاف و الطهارة فکل عضو من اعضاء بنی آدم یزنی کما
99 )، و یقول السید المرجع )« لکلّ عضو من أعضاء ابن آدم خطّ من الزنا: فالعینان تزیّنان و زناهما النظر » : قال صلیاللهعلیهوآلهوسلم
و من الناس من یسلس قیادة الی الشهوة الجنسیۀ فتراه یکثر من التزوّد بها، حتّی لیکاد لجعل نفسه من الهالکین » : محمود الشیرازي
تضعف قواه و ترکد نشاطاته. و منهم من یزم هذا النشاط بزمام من المنع و التجنّب، فیبقی عزبا أو قریبا منه الی أن یدرکه الأجل
المحتوم و کلاهما خارجان عن نطاق الاعتدال، ماء لان الی الیمین او الیسار و الاسلام یحبّ الإکثار من الشهوة الجنسیۀ لایحبّ
الافراط بل فی حدود المصلحۀ و التوقی من المحرّمات، فانّ الشهوة الجنسیۀ لو لم تشبع من الحلال لطلب الحرام و لو بنظرة او لمسۀ او
قل للمؤمنین یغ ّ ض وا من أبصارهم، و یحفظوا فروجهم و قل للمؤمنات » : 100 ) لهذا السبب منع الاسلام عن تهیج الشهوة )« کلمۀ
101 ) اذابتین انّ العفه هی حفظ الشهوة و عدم اطلاق العنان لهما الاّ بالحلال الطیب من )« یغضضن من أبصارهن و یحفظن فروجهنّ
صفحه 99 از 109
و لیستعفف الذین » : الطعام او النکاح و أوجب الحق تعالی علی من لم یجرکّف نفسه و منعها بالعفۀ و التعفّف. حیث قال تعالی
و بهذا « و جعلناکم أمۀ وسطاً » 102 ) و النتیجۀ ان اللّه یرید لامته الوسطیۀ فی کلّ شیء )«... لایجدون نکاحا حتی یغنیهم اللّه من فضله
قل من حرّم زینۀ اللّه » یحرز الانسان صلاحه و یسیر علی الخط الوسط من دون أن یمیل متزن لایحرّم نفسه و یسلک طریق الرهبانیۀ
الاسلام من حیث الاساس حارب بشدّه التفکیر الرهبانی و » : 103 ) و یقول الشهید المطهري )« التی اخرج لعباده و الطیبات من الرزق
هذه الحقیقۀ یذعن بها حتی المستشرقون و الاوروبّیون( 104 )؛ و لایطلق زمام الشهوة الجانحۀ باسم الحرّیۀ المتحللۀ و من ثمّ یصبح
العفۀ هی وسط بین تسلیس القیاد للبطن و الفرج و ذمّهما بالمنع من المقدار المعتاد، » عبدا للشهوة تقوده حیث تشتهی و ترید و أخیرا
105 ) هل انّ حب الستر من الامور الفطریۀ؟ یخلق اللّه تعالی الانسان صفحۀ بیضاء تقبل ما یبذر فیها مستعدة للخیر و ).« افضل الأمور
هو الحال و الکیفیۀ التی خلق الناس و هم متّصفون « فطرة اللّه التی فطر الناس علیها » : الصلاح و یبیّن الإمام الراحل معنی الفطرة و یقول
بها و التی تعد من لوازم وجودهم و هی من الالطاف التی خصّ اللّه تعالی بها الانسان من بین جمیع المخلوقات و اما تفسیر الفطرة
بالتوحید، هذا من قبیل بیان المصداق و فی تفاسیر اخري الفطرة هی الدین و الدین یشمل التوحید و المبادي، و یضیف الفطرة لیس
مقصورة علی التوحید بل انّ جمیع المبادي، الحقۀ هی من الأمور التی فطر اللّه تعالی الانسان علیها( 106 ). و المیل إلی الستر و حبّه من
الأمور الفطریۀ الموصولۀ بالانسان الی الجمال و الکمال و هی تنمو و تتقوي بالتربیۀ الی أن تأخذ شکلها و الشرعی و هذا المیل
موجود فی نفس الإنسان؛ و الدلیل علیه انّنا نري اُناس لایملکون الدین و الایمان ولکنّهم یشمئزون من التعرّي و یستقبحونه و العقل
علاوه علی الروح یستقبح التعرّي و بعتبره من الأمور القبیحۀ و نحن لدینا قاعدة تقول: القبیح ما قبّحه العقل و الحسن ما حسّنه العقل و
الستر و العفاف من الأمور التی یستحسنها العقل و منذ بدء الخلقۀ من أبینا آدم و حواء خلق الستر و اللباس و الدلیل علی ذلک کتاب
بدت » اللّه حیث یحکی لنا کیف انّ آدم و حوّاء عند ما ارتکبا المخالفۀ تساقط عنهما لباسهما فأخذا یستران نفسیهما من ورق الجنۀ
یا بنی أدم قد انزلنا علیکم لباسا یواري سؤاتکم و » : 107 ) و قال تعالی )« لهما سوءاتهما و طفقا یخصفان علیهما من ورق الجنّۀ
یستفاد من هذه الآیۀ جیّدا انهما قبل « فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوء آتهما » : 108 ) و یؤیّد هذا الکلام تفسیر العّلامۀ بقوله )« ریشا
ارتکابهما لهذه المخالفۀ لم یکونا عارین بل کانا مستورین بلباس لم یرد فی القرآن ذکر عن حقیقه ذلک اللباس و یصف و ما کتبه
بعض الکتّاب المسلمین من انّ ادم کان عاریا منذ البدایۀ، فهو خطأ تبیّن نشأ مما ورد فی التوارة المحرّفۀ و علی کلّ حال فانّ القرآن
یقول انّ آدم و حواء لما وجدا نفسهما عاریین عمدا فورا الی ستر نفسیهما بورق الجنۀ( 109 ) و اما فائدة اللباس فهی لستر السؤات
یا بنی آدم قد انزلنا علیکم لباسا یوادي » : ولیبد و الانسان اکثر اناقه و جمالا حتی تخفی عیوبه الجسدیۀ حیث یقول بشأن هذه العلامۀ
ولکن فائدة اللباس الذي ارسلناه لکم لاتقتصر علی ستر البدن و اخفاء العیوب و السوءآت بل للتجمیل و الزینۀ ایضا حیث « سوء آتکم
یجعل أجسامکم أجمل ممّا هی علیه( 110 ) إذن تبیّن من معنی الفطرة و من الأدلۀ العقلیۀ و النقلیۀ انّ الستر من الأمور الفطریۀ التی
أودعها الحق تعالی فی نفس الانسان و بطلان ما یحکیه الیهود حول عري آدم و حواء حیث ان اللّه تعالی أبی ان یخلق خلیفته و
لایعلّمه الستر و هو الذي علّمه کلّ شیء حیث عجزت الملائکۀ من النطق بالأسماء و المعرفۀ التی اودعها الحق تعالی فی عقل آدم
.« علیهالسلام و علم آدم الأسماء کلّها
تجلیات الحجاب
-1 الحجاب و العفاف و بضعۀ المصطفی صلیاللهعلیهوآلهوسلم 2- زینب الکبري عقیلۀ بنی هاشم « قدوة النساء فی الایمان و العقیدة »
علیهالسلام 3- مریم العذراء علیها السلام 4- بنت الهدي الشهیده العالمۀ 5- وطنی الجریح و الحجاب 6- العودة الی اللّه تعالی
الحجاب و العفاف و بضعۀ المصطفی علیهالسلام اکمل و اجمل صور الحجاب لکلّ مخلوقات اللّه تعالی تتجلّی فیک سیّدتی من أین
تأخذي العقیدة و المبدأ؟ من أین تعلّمت الحجاب؟ الی من تنتمین؟ من الزهراء المتفانیۀ فی سبیل اللّه من الزهراء الی الزهراء. ما دمت
صفحه 100 از 109
انتمی الیک یا طهر الاطهار یا کوکب العصمۀ و الایمان، فلن و لم أبال بأکاذیب الأعداء، انتمی الیک بروحی و جسدي و قلبی و کل
ما أملک، انت المعنی الذي لاینضبّ و انت الحبل الموصول الی اللّه انت النور الإلهی سرّ اللّه روح المصطفی و قلب المرتضی، حجر
العصمۀ و الطهارة، سیّدتی یا من تجلّی بک جمال و جلال اللّه تعالی، الزهراء الطاهرة هی قدوة للناس و الرجال، فقد ضربت اعلی
الأمثلۀ فی الایمان و الصبر و الحجاب و العفاف و تجلّی ذلک فعلًا و قولًا فی اقوالها علیها السلام أمرت المرأة بالعفاف وحنتها علی
111 ) و ممّا یروي عن ) ؛« خیر للمرأة ان لاتري رجلًا و لا یراها رجل » : تجنّب المخالطۀ الزائدة مع الرجال حیث قالت علیهاالسلام
استأذن علیها أعمی « إنّ فاطم علیهاالسلام بنت رسول اللّه صلیاللهعلیهوآلهوسلم » : قداستها و عفافها قول أمیرالمؤمنین علیهالسلام
فحجبته، فقال لها النبی صلیاللهعلیهوآلهوسلم لِمَ حجبته و هو لایراك؟ فقالت یا رسول اللّه ان لم یکن یرانی فأنا أراه و هو یشمّ الریح،
فقال النبی صلیاللهعلیهوآلهوسلم أشهد انّک بضعۀ منّی( 112 ) سلام اللّه علیک سیّدتی انظري اختی المؤمنۀ کیف بلغت السیّدة
الزهراء أعلی آیات العفۀ و الحجاب، فهی تعلمنا دروس عملیّه فی أنّ المرأة سوي عفافها لاتملک شی و لاتنال کرامتها الا بالحجاب و
العفاف و عن أبی جعفر عن جابر بن عبداللّه الانصاري، قال: خرج رسول اللّه صلیاللهعلیهوآلهوسلم یرید فاطمه علیهاالسلام و أنا معه،
فلمّا انتهینا إلی الباب وضع یده علیه، ثم قال: السلام علیکم. فقالت فاطمه: معی؟ فقالت: یا رسول اللّه لیس علیّ قناع، فقال: یا فاطمۀ
قالت: ؟« أدخل » : و علیک السلام یا رسول اللّه قال » : فقالت ،« السلام علیکم » : خذي فضل ملحفتک فقنعی بها رأسک. فقالت ثم قال
113 ).و هذا )«... قال: جابربن عبداللّه فدخل رسول اللّه و دخلت ؟« أنت و من معک » : قالت ؟« أنا و من معی » : نعم یا رسول اللّه قال »
درس أخذ تتعلّمه من المصطفی الذي یأبی أن یدخل أجنبی علی ابنته و هی غیر محجبۀ و من الزهراء التی هی نور عیون المصطفی
هذا عملها یفتخر به الخالق و یباهی به ملائکۀ السماء، فهی تصلّی فی الأرض ولکن نور خشوعها ینور لملائکۀ السماء. و نحو ذلک
روي ابونعیم بالاسناد عن جابر بن سمرة، قال: جاءالنبی صلیاللهعلیهوآلهوسلم فجلس فقال: انّ فاطمۀ وجعۀ، فقال القوم: لوعدناها.
یا نبی اللّه » : فقال ،« شدّي علیک ثیابک، فانّ القوم جاء یعودونک » : فقام فمشی حتی انتهی الی الباب و الباب علیها مصفق، قال فنادي
فدخل و دخل القوم، فقعدوا ساعۀ « شدّي بهذا رأسک » : ما علیّ الاّ عبادءة، قال: فأخذ رداءه ،فرمی به إلیها من وراء الباب، فقال
فخرجوا، فقال القوم: تاللّه نبینا صلیاللهعلیهوآلهوسلم علی هذا الحال، قال: فالتفت، فقال صلیاللهعلیهوآلهوسلم أما انّهاسیدة النساء یوم
114 ) نعم اخت المؤمنۀ فقدوتنا و سیّدتنا الزهراء هی شهیدة العفۀ و الطهارة علّمتنا دروساً لاتنسی فی العفۀ و الطهارة، فقد )« القیامۀ
جعلت علیها السلام من الباب ستر لها و حجاب یحول بینهما و بین أعداء اللّه ممّا أدّي الی الضرر بها، لأنّ دفعۀ الباب کانت من الشدّة
بحیث أثّرت بها صلوات ربی علیها حیث انّها کانت تحمل جنینها المحسن فی احشائها و اثره دفعت الباب اسقطت الطفل و مرضت
حتی استشهدت هذا ما کان عنها علیهاالسلام فی حیاتها الطاهرة و عندما مرضت علیهاالسلام وأحسّت بأنّ مرضها مرض المنیۀ أبت
لنفسها أن یرفع الرجال جثمانها الطاهر علی اکتافهم، فشدّ الکفن علی جسدها الطاهر فیبان القوام الذي لم یره الاجنبی طوال حیاتها
الا تجعلی لی شیئا یسترنی فانّی استقبح ما » : علیهاالسلام فاشتکت لأسماء بنت عمیس لها و ما یلج فی قلبها فقالت علیهاالسلام لأسماء
فقالت أسماء: انّی رأیت شیئا یصنع بالحبشۀ و صنعت لها هیئۀ النعش، فقالت ،« یصنع بالنساء یطرح علی المرأة الثوب فیصفها
فکان نعشها اول نعش احدث الاّ انّها لم تکن حبیسۀ الدار، لاتهتّم بأمور .« اصنعی لی مثله، استرینی سترك اللّه من النار » : علیهاالسلام
المسلمین فحینما أحسّت صلوات ربی علیها بالخطر الذي یهدّد الاسلام خرجت علیهالسلام أو تحدثت مع من أقام الفتنۀ و انقلب علی
لما بلغ فاطمۀ علیهاالسلام اجتماع أبی بکر علی منعها فدك، لاثت خمارها علی » : عقبیه و غصبها و زوجها و اولادها، یقول الرواة
رأسها و اشتملت بجلبابها و اقبلت فی لمۀ من حفدتها أعوانها و خدمها و نساء قومها، تطأ ذیولها، ما تخرم مشیتها مشیۀ رسول اللّه
115 ). و هذا إذا دلّ فانما یدّل علی انّ المرأة )«... صلیاللهعلیهوآلهوسلم فدخلت علیه و هو فی حشد من المهاجرین و الأنصار و غیرهم
لایجوز لها أن تمسّک عن الباطل و انّ الاسلام لم یحرم خروج المرأة من دارها اذا کانت محجبۀ محتشمه و انّما حرّم الخروج مع
التبرّج. ینب الحوراء بنت امیرالمؤمنین علیهالسلام و الزهراء علیهاالسلام زینب الحوراء بنت امیرالمؤمنین علیهالسلام و الزهراء
صفحه 101 از 109
علیهاالسلام الثمر الطیب للشجرة المبارکۀ شجرة العصمۀ و الطاهرة بطلۀ العقیدة و العفاف المرأة المؤمنۀ التی وقفت بوجه طاغیۀ زمانها
و هی علی اکمل صور الحجاب و العفاف؛ البطلۀ التی أثبتت للعالم بأن الاسلام لایرید المرأة ان تکون حبیسۀ دارها بل هی بجنب
اخیها الرجل صفّا الی صفّ، یأمرون بالمعروف و ینهون عن المنکر و یطلبون الاصلاح و خیر الاسلام و المسلمین؛ المرأة الصبورة
التی خاضت بحرالدم و خرجت منتصرة رأت أمامها أمام عینیها یقتل و یمثّل بجسده الطاهر، فما کان منها الاّ أن تملأ یدیها بدم
الطهارة و العصمۀ و ترمی به نحو السماء و تقول: الهی ان کان هذا یرضیک فخذ حتی ترضا بروح سخیۀ لم تبخل من أجل رفع رأیه
الاسلام باغلی و اعز ما لدیها اخوها و امامها اخوتها انباءها بل اغلب اهل بیتها صابرة راضیۀ لم تهزّها الصعاب وقفت بوجه اعداء اعلاء
اللّه مخاطبۀ أظننت یا یزید حیث أخذت علینا اقطار الأرض و آفاق السماء فاصحبنا نساق کما تساق الأسرا، انّ بنا هواناً علی اللّه و بک
علیه کرامۀ( 116 ) و کان لخطبها علیهاالسلام الأثر الکبیر فی قلوب المسلمین حیث ایقظت الضمائر النائمۀ و کانت حرکتها الثوریۀ فی
تحریض الناس علی الظالم الطاغی من أهمّ الأسباب التی اطاحت بعرش الظالم الغاصب و حتّی فی اللحظۀ التی فقدت بها أعزّ احبّتها
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِکَۀُ یَا مَرْیَمُ إِنَّ » « مریم العذراء » . لم تنس لقاءها مع ربّها فی سکوت اللیل و هدوء الاعداء حیث خمدت عیونها الجائرة
117 ) اصطفاها )«43»« یَا مَرْیَمُ اقْنُتِی لِرَبِّکِ وَاسْجُدِي وَارْکَعِی مَعَ الرَّاکِعِینَ » «42»« اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَی نِسَاءِ الْعَالَمِینَ
تعالی علی نساء عالم زمانها و اصطفی زهراء النور و العترة الطاهرة علی نساء العالمین من الأوّلین و الآخرین. مریم القانتۀ العابدة
الزاهدة التی نذرتها والدتها قبل ولادتها محرّرا، یکون خادم فی بیت اللّه و لما وضعتها انثی قالت، ربی لیس الذکر کالأنثی، أي انّ
الأنثی تکون اضعف بقواها البدنیۀ فلا تطیق الخدمۀ و ان لیس لدیها القدرة علی تقدیمها الخدمات فی کل الاوقات و إلی کل الناس
و عاشت مریم داخل البیت المقدس و زکریا یکفّلها و یرعاها عابدة زاهدة قانتۀ، یأتیها رزقها فی محرابها المقدس و لما بشّرها اللّه
118 ) حیاء )«23»« فَأَجَاءَهَا الْمخَاضُ إِلَی جِ ذْعِ النَّخْلَۀِ قَالَتْ یَا لَیْتَنی مِتُّ قَبْلَ هذَا وَکُنتُ نَسْیاً مَنْسِیّاً ...» : بکلمته و اتاها المخاض قالت
أمن من قومها، ماذا تقول لهم و هی الطاهرة المطهرة، خافت من أن یرموها بالبهتان و الإثم، فانطق اللّه عیسی و هو فی المهد حتی
قَالَ إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ آتَانِیَ الْکِتَابَ » «29»« فَأَشَارَتْ إِلَیْهِ قَالُوا کَیْفَ نُکَلِّمُ مَن کَانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیّاً » یبعد التهمۀ عن والدته الطاهرة الزکیۀ
119 ). هی السیدة الجلیلۀ رائدة الفضیلۀ و التقوي شهیدة المبدأ و العقیدة، هی التی انارت لنا دروبنا بکتاباتها النّیرة )«30»« وَجَعَلَنِی نَبِیّاً
فی ظلمۀ النظام الفاسد الذي اظلم الدنیا علینا و عثا بالارض فساد و ظنّ انه لایوجد أحد یجرء أن یقف بوجهه. فی هذا الوقت، برزت
المرأة الرسالیۀ المضحیۀ من أجل الدین و العقیدة غیر مبالیۀ بالتهدید و الاعتقال، ماضیۀ فی درب الشهادة بقدمیها مخلصۀ النیۀ متوکّلۀ
مسلّمۀ أمرها للّه ناظرة فی عین اللّه و رضاه غایتها و مناها، فنالت ما ترید انارت الدروب لاخواتها فی العقیدة و ارعبت العدّو بصمودها
و ...» : و فوق کل هذا و رضواناً من اللّه أکبر، فلقد اثنی علیها الامام المفدي الخمینی العظیم و اشار الی مکانها العلمی حیث قال
و استشهدت راضیۀ مرضیۀ شاکیۀ الی « شقیقته المکرمۀ المظلومۀ... و التی کانت من اساتذة العلم و الاخلاق و مفاخر العلم و الادب
اللّه الامها و ظلم عباده، تارکۀ بصماتها علی التأریخ فی صفحته البیضاء منتسبۀ الی الزهرا علیهاالسلام رغم أنف الطغاة کانت ترید خیر
الاسلام و المسلمین، ترید حکومۀ اسلامیۀ و هذا السبب الذي جعل النظام الذي عاش علی مصّ الدماء یقتلها و أشار الی هذ الامام
واستشهد المرحوم آیۀ اللّه الصدر علی ید هذا الحزب، لانه کان یشکو ظلمهم و کان یرید اقامۀ الحکومۀ » : الراحل حیث قال
أرادا أن یمحیا الظلم فتکالب علیهم العدو البغیض و « الاسلامیۀ... کما استشهدت شقیقته المکرمۀ المظلومۀ علی أیدي حزب العبث
سارع فی قتلهما؛ لأنّه أیقن انّ الغلطۀ التی ارتکبها حیث ترك الامام المقدس یخرج من النجف سالما و یقیم جمهوریۀ اسلامیۀ لن و
لم یکررها و لم یسمح بقیام جمهوریۀ اسلامیۀ ارضاء لأسیاده من الیهود و الامریکان الکفرة الحاقدین فقد اثنی علیهم الامام الراحل
لاعجب ان ینال الشهادة هؤلاء العظام، امثال الشهید الصدر و اخته المظلومۀ الذین » : کثیرا من بیان له عقیب استشهاد هما حیث یقول
120 ) نعم اختی ).« امضوا عمرا من الجهاد فی سبیل العظام، الاسلامیۀ علی ید اشخاص جناة قضوا حیاتهم بامتصاص الدماء و الظلم
العزیزة، قدّمت الشهیدة کتابات هی من اروع ما یکتب الکاتب و اشعار تطالب بالمبدأ و العقیدة و مقالات تبعثر بها خطط العدو
صفحه 102 از 109
نحن الذین جرفتنا الحضارات المختلفه و اندفعنا فی » : الحاقد حیث تقول مطالبۀ بالتمسک بتعالیم السماء و عدم الانجراف الی الاجنبی
تقلید نا الاعمی لکل ما هو اجنبی غریب، فنسینا أنّ لنا من مبدأعنا السامی ما یرتفع بنا عن و هدة التطفل، و ان فیه من الامکانیات
الاصلاحیۀ ما یصوننا عن التذبذب بین الافکار المستوردة و الاصلاحات المعکوسۀ، التی یوحیها إلینا الاستعمار بشتّی انواعه و اشکاله،
121 ) وطنی بلد الجراح )«. و التی لایراد منها الاّ تفسیخ مجتمعنا الاسلامی، لیسهل النفوذ الیه من ثغراته المفتوحۀ و من جوانبه المفکّکۀ
و المأسی وطنی الذي ضمّ فی تربته المقدّسه اجساد الائمۀ الاطهار، وطنی مهد خلافۀ الامیرالمنصوص علیه من اللّه وطنی هو التربۀ
وطنی الأرض الموعودة للمستضعفین و المظلمومین، هذه الاسباب هی التی جعلت من وطنی ،« عج » التی ولد بها المهدي الموعود
مقصد انظار کل الاعداء، فتکالبت علیه البلایا و الاهات من کل جانب و فی کل زمان علی شیعته المظلومۀ حتی غدي یفتخر بانّه بلد
الخمسۀ ملایین شهید نساء و اطفال و رجال صمد المؤمنون بوجه الأعداء و خططهم و اوّلها الترویج للسفور و التبرّج و خلع الحجاب
الذي یمثّل العقیدة الراسخۀ التی زرعت بذرتها فی الفطرة و سقیت و تغذّت بالتربیۀ الصالحۀ، اعتقد الاعدا، بأنّ النساء المؤمنات یلبسن
الحجاب تماشیا مع الموضۀ أو رغبۀ تأتی و تروح، لذلک ملئوا وسائل الاعلان بالترویج للسفور و التبرّج ولکنّهم انتکسوا عند ما رأوا
التزام المؤمنین رجالًا و نساءا بالعفۀ و الطهارة و انه لیس من السهل جرفهم الی ساحل التحلل و الخلاعۀ، فاستخدموا الحرب النفسیۀ
لماذا تغطین رأسک؟ هل انت قرعۀ؟ و لماذا تردین العباءة و الجبّه( 122 ) هل انت مشوهۀ؟ لماذا لاتشرب الخمر؟ هل انت جبان؟ هذه
وسائل العدو و اکثر من هذا، لکنّ الفرد المؤمن الواعی أدرك انّ هذه خطۀ دینئۀ هدفها الایقاع به و المستهدف الدین العظیم؛ ثم
لجاءوا الی القوّة خطوة فخطوة ممنوع دخول الطالبۀ الی المدرسۀ او الکلیۀ و هی محجبۀ و تطرد الموظفۀ او المعلّمۀ المحجبۀ من
وظیفتها ثم الخطوة الأخیرة و هی الاعتقال و الاعدام لا لشیء الا انّ الشاب أبی التخلی عن العقیدة و العفۀ و الشابۀ أبت التخلی عن
انّنا یجب أن نکون أکثر تفاؤلًا » : حجابها و کرامتها و ما کان دور المعلّمۀ القدوة الا ان تزرع الأمل بقلوب المؤمنین حیث تقول
بالمستقل و یقینا بحاجۀ المجتمع الی الاسلام لما اصبح جلیّا خیبۀ المجتمعات غیر الاسلامیۀ، و لااقصد المجتمعات الاجنبیۀ فقط، بل
اعنی مجتمعات فی قلب الدول التی تسمّی اسلامیه و هی أبعد ما تکون عن روح الاسلام و معناه الصحیح فهی تضج بالمشاکل و تعجّ
إذا تطهرت معاهدنا من النفوذ » : 123 ). و قد بنت الشهیدة کیف یتخلّص المؤمنون من العدو حیث قالت )«... بالعثرات و الکبوات
الأجنبی و ارتفع شبابنا عن وهدة الجنس و تسامی عن حضیض الرذیلۀ، و اذا عمّت النظرة الخیرة و شاعت الفکرة الانسانیۀ الفاضلۀ، و
124 ). العودة إلی اللّه یذنب الانسان فی البدء نقطۀ سوداء یسهل محیها لوث )«... اذا اکتسبت فتیاتنا شیئا من صمود امّهاتهنّ المسلمات
نظره او سمعه او لمسه بالذنب ولکنه عاد و ندم ماذا یرید؟ یرید التوبۀ و الرجوع الی رحاب اللّه الواسعۀ و فی معنی التوبۀ یقول امامنا و
اعلم أن التوبۀ من المنازل المهمّۀ الصعبۀ و هی عبارة عن الرجوع من عالم المادّة الی روحانیۀ النفس بعد » : معلّمنا الراحل قدسسره
أن حجبت هذه الروحانیۀ و نور الفطرة بغشاوات ظلمانیۀ من جراء الذنوب و المعاصی. أودع اللّه تعالی فی النفس نور الاستعداد و
الأهلیۀ لنیل أيّ مقام رفیع او وضیع و انشأ فطرتها علی الاستقامۀ... و عندما تجترح سیّئۀ تحصل فی القلب ظلمۀ و سواد و کلما ازدادت
المعاصی تضاعفت الظلمۀ و السواد، إلی ان یغشی الظلام و السواد القلب کله. و ینطفی نور الفطرة و یبلغ مرتبۀ الشقاء الأبدي. فاذا
125 ) و التوبۀ یجب أن تکون بأرکانها )« انتبه الانسان قبل ان یستوعب الظلام القلب کله، ثمّ اجتاز منزل الیقظۀ و دخل علی منزل التوبۀ
روي فی نهج البلاغۀ انّ قائلًا قال بحضرته علیهالسلام : استغفراللّه فقال علیهالسلام » : و شرائطها التی یبیّنها لنامولی المتقین علیهالسلام
ثکلتک امّک أتدري ما الاستغفار؟ ان الاستغفار درجۀ العلیّین و هواسم واقع علی ستّۀ معان: اوّلها الندم علی ما مضی؛ الثانی العزم » : له
علی ترك العودة الیه ابدا؛و الثالث أن تؤدّي إلی المخلوقین حقوقهم تلقی اللّه سبحانه املس لیس علیک تبعۀ الرابع ان تعمد إلی کلّ
فریضۀ علیک ضیعتها فتؤدّي حقها؛ و الخامس أن تعمد الی اللحم الذي نبت علی السحت فتذیبه بالأحزان حتّی تلصق الجلد بالعظم و
ینشأ بینهما لحم جدید؛ و السادس أن تذیق الجسم ألم الطاعۀ کما أذقته حلاوة المعصیۀ فعند ذلک تقول استغفراللّه .( 126 ) فتح اللّه
لناباب التوبۀ حتی نعود إلیه، بسط یدیه بالرحمۀ و المغفرة، مهما کان الذنب عظیم فانّ رحمۀ اللّه اکبر و اعظم و رحمته سبقت کلّ
صفحه 103 از 109
شیء نداء الفطرة یدعونا الی العودة و صرخۀ الضمیر لاتطاق و هل یوجد شیء لایرجع اللّه تعالی یتود إلینا و تتبغض و نبتعد ملئت
الکون نعمه و رزقه عمّ الکون کلّه یأکل من رزقه البر و الفاجر أفلا یقبلنا حین نعود، حاشاللّه فلنخرج من ظلمۀ المعصیۀ إلی الطاعۀ،
إلی رحاب اللّه الواسعۀ، نتقرّب إلی اللّه بنیّۀ خالصۀ، بقلب احترق من الندم واراده، صمّمت علی عدم العودة الی المعصیۀ و عیون
غارت من البکاء من خشیته تعالی فلنحرق القلوب و نذرف الدموع عسی ان یقلبنا فی ردصابه الواسعۀ فلو فقدناه فقدنا کلّ شیء و اذا
حظینا برضاه ظفرنا بکل شیء الهی ما اروع ان أسعی الیک فاحجب عنکء فتنطلق الیک روحی من قیود اسرها و تهرب الیک نفس
127 ). و فیالخاتمۀ نقول :ان اللّه )« من ثقل حدیدها إطی ماعدت ارغب الا فی رضاك و لااطمع الافی عفوك و لااسعی الاّ الی فنائک
تعالی خلقالانسان لهدف وغایۀ و حکمۀ و جعله مختار و أتمّ علیهالحجۀ بالهدایۀالفطریۀ و بعثۀالانبیاء مبشّرین ومنذرین و هادیین. و
من المسائل الّتی اولاها الشارع المقدس عنایۀ قاشقده هی مسألۀ الحجاب لحضورتها و دورها الفعّال فی الحفاظ علی الفرد و الأسرة و
المجتمع. زرع اللّه تعالی حبّ التستر و العفاف فی قلب الانسان لو لاتدخل التربیۀ فتقلع جذوره و یبقی نداء الضمیر و صرخۀ الحق
تعلو و لایعلی علیها. و من اهمّ فوائد الحجاب هی المحافظۀ علی الأسرة و حفظ کرامۀ المرأة من الابتذال و الفساد و الرجل من الوقوع
فی الحرام و لو نظرة سهم من سهام ابلیس و کم من نظرة لحقتها حسرة. و قد حاولت أن اطرح مسألۀ الحجاب بأسلوب محبب إلی
اختی فی العقیدة و الایمان. اختی التی منحها اللّه من صفاته الکمالیۀ و الجمالیۀ من الرحمۀ و العاطفۀ لکی تکون سکنی لأسرتها
« والحمدللّه رب العالمین » الرابطۀ المقدّسۀ فی الاسلام. راجیۀ قبول الجهد الیسیر من الحق تعالی
فهرس المصادر والمواضیع
- فهرس المصادر 1- القرآن العظیم 2- تفسیر القرآن، الأمثل، ناصر مکارم الشیرازي؛ 3- مسألۀ الحجاب، الشهید مرتضی المطهري؛ 4
نظام حقوق المرأة فی الاسلام، الشهید مرتضی المطهري؛ 5- المؤتمر العالمی لمکانۀ المرأة من وجهۀ نظر الامام الخمینی قدسسره ،
مجموعۀ مقالات؛ 6- المرأة المعاصرة، عبد الرسول عبدالحسن الغفار؛ 7- المرأة مع النبی فی حیاته و تشریعاته، الشهیدة بنت الهدي؛
-8 المرأة فی الاسلام و ایران، مهدي المهریزي؛ 9- عشرون سؤالًا و شبهۀ حول المرأة، ایوب الحائري؛ 10 - المرأة فی ظلّ الاسلام،
مریم نور الدین فضل اللّه 11 - الحجاب، ابوالأعلی المودودي؛ 12 - سیدة النساء (فاطمۀ الزهراء)، علی موسی الکعبی؛ 13 - عذراء
العقیدة و المبدأ (بنت الهدي)، جعفر حسینی نزار؛ 14 - اعداد من مجلۀ الطاهرة؛ 15 - الأربعون حدیث؛ الامام الخمینی قدسسره ؛
- -16 الهوي فی حدیث اهل البیت، محمد مهدي الآصفی؛ 17 - فلسفۀ الاخلاق الاسلامیۀ، السید ابراهیم الموسوي الزنجانی؛ 18
الفضیلۀ الاسلامیۀ، السید محمد الشیرازي؛ 19 - جامع السعادات، محمد مهدي النراقی؛ 20 - العقیلۀ زینت و الفواطم، حسین الشاکري؛
-21 نهج البلاغۀ، الامیرالمؤمنین علیهالسلام ؛ 22 - اصول الکافی، للکلینی؛ 23 - دینا المرأة، السید فضل اللّه 24 - جمال المرأة و
- جلالها سماحۀ الشیخ الجوادي الآملی. فهرس المواضیع آیۀ الحجاب الأهواء المقدّمۀ الفصل الاول: آیات الحجاب و تفسیرها 1
- 32 . الفصل الثانی فلسفۀ الحجاب 1- الحجاب فی اللغۀ و الاصطلاح 2 ، 2- سورة الأعراف الآیات 59 .31 ، سورة النور: الایات 30
مسألۀ الحجاب عند الشهیدة بنت الهدي 3- فلسفۀ الحجاب عند الفقیه ناصر مکارم الشیرازي 4- فلسفۀ الحجاب عند الشهید المطهري
-5 فلسفۀ الحجاب عند السیّد أیّوب الحائري 6- فلسفۀ الحجاب عند السید فضل اللّه 7- فلسفۀ الحجاب عند الشیخ الجوادي الفصل
- الثالث: تاریخ الحجاب 1- الحجاب فی إنجیل عیسی علیهالسلام 2- الحجاب عند الیونان و الرومان 3- الحجاب عند الیهود 4
الحجاب فی بلاد فارس 5- الحجاب عند عرب الجاهلیۀ الفصل الرابع: اسئلۀ و شبهات حول الحجاب و الإجابۀ علیها 1- شبهۀ: انّ
الاسلام یبخس حق المرأة و یسیء الی کرامتها و یحجبها عن المجتمع بتشریعه الحجاب 2- کیف تحفظ کرامۀ المرأة عند الامام
5- مکانۀ المراه الخمینی قدسسره 3- مکانۀ المرأة عند الشهیدة العالمۀ بنت الهدي 4- المرأة عند الادیان و القومیات الاخري ص 19
عند غیر الاسلام فی الزمن الماضی و الحاضر 6- متی یجب الحجاب علی المرأة؟ 7- لماذا یحارب الغرب و الدول العلمانیۀ الحجاب؟
صفحه 104 از 109
-8 هل انّ الحجاب فرض علی المرأة فقط؟ 9- ماهی اسباب السقوط؟ 10 - یقولون انّ الحجاب تسرّب للعرب من الفرس 11 - ماهو
- حکم المصافحۀ فی الاسلام؟ هل انّ الحجاب یحول دون طلب العلم؟ 12 - حوار مع صدیقین حول الحجاب و شبهات الاعداء 13
- الحجاب و العفاف هل ان حب الستر من الهمور الفطریۀ؟ الفصل الخامس تجلیّات الحجاب لقدرة النساء فی الایمان و العقیدة 1
الحجاب و العفاف و بضعۀ المصطفی صلیاللهعلیهوآلهوسلم 2- زینب الکبري عقیلۀ بنی هاشم علیهالسلام 3- مریم العذرا علیهالسلام
-4 بنت الهدي الشهیدة العالمۀ 5- وطنی الجریح و الحجاب الخاتمۀ
پاورقی ها
14 ، تفسیر نور الثقلین، و المیزان، و روحالمعانی، مع بعض الإختلاف فی تفسیر الآیۀ موضع البحث. 2. الامثل: / 1. وسائل الشیعۀ: 39
4. من .(588-3/ 11/75 ، الشیخ ناصر مکارم الشیرازي. 3. أصول الکافی، و تفسیر علی بن ابراهیم (وفق ما نقله نور الثقلین: 587
5. وسائل الشیعه، الباب 124 ، من مقدمات النکاح، الحدیث . لایحضره الفقیه، جسما ذکره تفسیر نورالثقلین، المجلد 3، صفحه 593
7. راجع : لسان العرب، مجمع البحرین، مفردات الراغب ، القطر .301 - 348 / الثامن. 6. الأمثل ، الشیخ ناصر مکارم الشیرازي : 13
.11 .354-353 / 10 . الأمثل ناصر مکارم الشیرازي : 13 . 9. الأحزاب، الآیۀ 32 .351 - المحیط، و تاج العروس. 8. الأمثل ، ص 348
. 12 . من کتاب المرأة مع النبی فی حیاته و تشریعاته . 13 . تعریف الحجاب فی اللغۀ و الاصطلاح من کتاب المرأة المعاصرة، ص 37
هذا مأخوذ من تفسیر الأمثل للشیخ الفقیۀ ناصر مکارم الشیرازي ، المجلد الحادي عشر . 14 . سورة ص، الآیۀ 03 ، نهج البلاغۀ،
15 . هذا من کتاب الاستاذ الشهید (مسألۀ الحجاب) . 16 . هذا من جواب السیّد أیّوب عند ما سئل عن فلسفۀ الحجاب فی . الکتاب 53
19 . دنیا المرأة ، السید فضل اللّه ، حاوره: سهام حمیۀ . 18 . النور: 31 . کتاب عشرون سؤال و شبهۀ حول المرأة. 17 . الأحزاب ، 59
.23 . 22 . جمال المرأة و جلالها، ص 401 . 21 . سورة الأحزاب، الآیۀ: 59 . 20 . سورة النور، الآیه: 31 .130- اعتدته: من بلبل ، ص 131
26 . هذا من کتاب . 25 . الإصحاح الرابع و العشرون، الآیۀ: 65 . 24 . جمال المرأة و جلاها، ص 350 . جمال المرأة و جلالها، ص 400
28 . قصّۀ الحضارة، . الشهید الاستاذ الشهید المطهري ، مسألۀ الحجاب و من کتاب المرأة المعاصرة . 27 . البرهان من القرآن ، ص 253
.32 . 30 . الشهید المطهري ، مسألۀ الحجاب . 31 . الرسائل الثلاث، ص 3 . 441- 29 . قصۀ الحضارة، ج 2، ص 442 .34- ج 14 ، ص 35
35 . السیرة . 1- التوبۀ، آیۀ 71 . 34 . النساء، آیۀ 124 . الحجاب عند عرب الجاهلیۀ من کتاب المرأة المعاصرة 33 . الحجرات، الآیۀ 13
37 . الحجاب ، ص 81 ، ابوالأعلی المودودي . 38 . حقوق المرأة فی .13 / النبویۀ لابن هشام: 51 ، ط الحلبی . 36 . وسائل الشیعۀ : 14
. 40 . اقوال الامام من مجلۀ الطاهرة ، العدد 117 ، سنۀ 1420 ه . 41 . الاسلام ، الشهید آیۀ اللّه مرتضی المطهّري . 39 . النساء، الآیۀ 1
لقاء مع السیّدة فی مجلۀ الطاهره ، العدد 1201 ، سنۀ 1421 ه 42 . اقوال الامام أخذته من مقال للإمام فی حقوق المرأة و مکانتها ،
22 ، ابو - 46 . الحجاب ، ص 21 . 45 . سورة غافر، الآیۀ 40 . 44 . النحل، الآیۀ 97 . "مجموعه مقالات . " 43 . سورة آل عمران، الآیۀ 195
.49 . 48 . حقوق المرأة فی الاسلام و اورّبا: 41 ، ط 1978 . الأعلی المودودي. 47 . حقوق المرأة فی الاسلام و اورّبا: 27 ، ط 1978
52 . راجع : . 51 . راجع : سورة الاسراء: 31 . 50 . راجع : سورة النحل: 58 و 59 . روح الدین الاسلامی، عفیف عبدالفتاح طبارة: 340
56 . الحرّ العاملی ، وسائل . 55 . راجع : سورة النساء: 10 . 54 . راجع : سورة النور: 33 . 53 . راجع : سورة النساء: 19 . سورة النساء: 7
. 58 . کتاب جمال المرأة و جلالها ، للشیخ الجوادي الآملی. 59 . البقرة، آیۀ 85 .6 / 57 . الکلینی، اصول الکافی : 6 .104 / الشیعۀ : 15
64 . سورة فصّلت الایۀ . 63 . الاحزاب الایه 32 .2/ 62 . جامع السعادات : 12 .2/ 61 . جامع السعادات : 12 . 60 . النور الایۀ 20 و الایۀ 31
67 . الامام الخمینی فی کتابه: الاربعین . 66 . روایۀ الفضیلۀ تنقصر، ص 105 . 65 . روایۀ: الفضیلۀ تنقص، ص 104 . 20 و الآیۀ 21
.70 .116- 69 . الحجاب أبو الاعلی المودودي، ص 115 . 68 . الامام خمینی فی کتابه: الاربعین حدیث، ص 456 . حدیث، ص 542
73 . غرر . 71 . الأربعون حدیث، ص 284 للإمام الراحل. 72 . مریم: 59 . من کلام الشهید المطهري فی کتابه: مسألۀ الحجاب، ص 78
صفحه 105 از 109
75 . تعریف الحیاء للشیخ الاصفی فی کتابۀ: الهوي. 76 . بحار الانوار: .2/ 74 . غرر الحکم للآمدي 201 .78-77 / الحکم للآمدي: 2
79 . تعریف التقوي من کتاب: الاربعون حدیث للامام . 78 . فلسفۀ الأخلاق الإسلامیّۀ، ص 220 .3/ 77 . میزان الحکمۀ: 186 .7/305
82 . نهج البلاغۀ/الخطبۀ 178 . یصف . 81 . تحف العقول: 208 . 80 . قول الامام من کتابۀ الاربعون حدیث، ص 237 . الراحل، ص 220
.122- بها امیرالمؤمنین حال الدنیا حین بعث للّه نبیه صلیاللهعلیهوآلهوسلم . 83 . الخطبه فی طبعۀ صبحی الصالح الخطبۀ 89 ، ص 121
86 . سنن ابوداود، ص 67 ، الجزء الأوّل بشأن سبب نزول . 85 . سورة البقرة الآیۀ 222 . 84 . مسألۀ الحجاب للشهید المطهري، ص 24
90 . سورة . 89 . النساءء الآیۀ/ 89 . ص 92 .150- 88 . عذرا العقیدة و المبدأ، ص 149 .113- الآیۀ. 87 . روایۀ امرأتان و رجل، ص 112
92 . مجلۀ الاضواء الاسلامیۀ، عدد 7، سنۀ 2، شوّال . 91 . وسائل الشیعۀ الحر العاملی، مجلد 14 ( ج 7)، ص 154 . النحل، الآیۀ 64
1381 ه ، 1961 م. 93 . مجلۀ الاضواء الاسلامیۀ: العدد الاول للسنۀ الأولی، ذو الحجّۀ 1379 ه 1960 م. 94 . هذا الموضوع من تجاربی
.99 98 . اصول الکافی ج 2 ص 80 2/ 97 . اصول الکافی: 79 96 . اصول الکافی ج 2 ص 106 .83- الخاصۀ 95 . سورة، ص الآیۀ 82
103 . سورة الأعراف، آیۀ . 102 . النور: 33 .31- 101 . النور: 30 .100 - 100 . الفضیلۀ الاسلامیۀ، ص 99 جامع السعادات ج 2 ص 12
.107 .206- 106 . الاربعون حدیث الامام الخمینی ص 205 . 105 . الفضیلۀ الاسلامیۀ، ص 100 . 104 . مسألۀ الحجاب، ص 36 .32
111 . المناقب، . 110 . الامثل المجلد الخامس ص 6 .594-4/ 109 . الأمثال ،مکارم الشیرازي: 593 . 108 . الأعراف: 26 . الأعراف: 22
380 . و النوادرالراوندي: 13 . و بحار الانوار. 113 . الشیخ الکلینی الکافی / 112 . المناقب ابن المغازلی: 428 .3/ ابن شهرآشوب: 341
2، دار الکتب العلمیۀ. 115 . خطبه الزهراء فی مسجد النبی. 116 . من کتاب العقیلۀ زینب و / 114 . حلیۀ الاولیاء،ابو نعیم: 42 5/528
. 30 ، 119 . سورة مریم، الآیات: 29 . 118 . سورة مریم، الآیۀ 23 . 117 . سوره آل عمران الایه 42 و الایه 43 ص 55 . الفواطم، ص 38
9 م 121 . مجلۀ الاضواء الاسلامیۀ، عدد 4، السنه الاولی، /4/ 120 . خطب الامام القائد بعد استشهاد الشهید الصدر و أخته العلویۀ 1981
1380 ه ، ص 1960 م. 122 . نساء بلدي فی الریف یلبس الثوب الطویل الذي یغطی کلّ الجسد و السراویل و الجوراب و غطاء الرأس
الشیلۀ و فی المدینۀ العباءة او الجبۀ وصی تخاط من القمائن التحنینی تغطی کل الجسد مع الجوراب و الربطۀ. 123 . مجلۀ الاضواء
الاسلامیۀ، عدد 1، السنۀ الثانیۀ، ربیع الأوّل 1381 ه ، 1960 م، بنت الهدي. 124 . مجلۀ الاضواء الاسلامیۀ، عدد 9، السنه الاولی، ربیع
، 126 . نهج البلاغۀ" قصار الحکم،"ص 417 . الاول 1380 ه ، 1960 م. بنت الهدي. 125 . الأربعون حدیث، للامام الخمینی، ص 301
. الشیخ صبحی الصالح. 127 . الشهیدة بنت الهدي فی قصۀ: لیتنی کنت اعلم، ص 120
درباره مرکز