گروه نرم افزاری آسمان

صفحه اصلی
کتابخانه
جلد اول
الجزء الأول
مقدّمۀ







اشارة
إن حبّ الإنسان للاستطلاع وعقله الملی بالتّساؤلات یدفعانه إلی التّساؤل حول المواضیع المختلفۀ وصولًا إلی الحقیقۀ وإزالۀ الإبهام
عنها، ذلک أن أحد أفضل السبل للکشف عن المجهولات والتوصل إلی الحقائق هو التوجه بالأسئلۀ إلی الذین أُوتوا نصیباً کافیاً من
لذا فان الإسلام وهو دین الفطرة المنسجم مع العقل والمنطق لا یکتفی *«1» « فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ » العلم. یقول تعالی
بتأیید هذا الأمر الفطري المعروف والمتبع من قبل العقلاء، فحسب، بل إنه یحث الناس إلیه بطرق مختلفۀ حتی إنه یلزمهم به فی بعض
الموارد علی أن یکون الدافع إلی الأسئلۀ إلهیاً ومنطقیاً ولا تکون الغایۀ منها العناد والتظاهر وإظهار الفضل والانتقاص من الآخرین.
الاستفتاء
(الاستفتاء) کلمۀ تطلق علی نوع خاص من الأسئلۀ تتعلق بالمسائل والأحکام ص: 6 الشرعیۀ والعملیۀ، تطرح
علی المختصین ومراجع التقلید العظام.
جذور الاستفتاء
تمتد جذور الاستفتاء إلی صدر الإسلام فقد ولد توأماً لتکلیف المسلمین بالتکالیف والأحکام العملیۀ کالصلاة والصوم .. الخ حیث
کان المسلمون یتوجهون إلی الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله بأسئلۀ حول تلک الأحکام لا زال الکثیر منها موجوداً حتی أن القرآن
وقد إتسع .«1» « یَسْتَفْتُونَکَ قُلِ اللَّهُ یُفْتِیکُمْ فِی الْکَلالَۀِ » : یورد اللفظ نفسه فی ذکره لبعض الاستفسارات حول الارث وذلک بقوله
نطاق هذا الموضوع أکثر فی عصور الأئمۀ علیهم السلام خاصّۀ فی زمن (أو عصر) الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام حتی إن
قسماً کبیراً من الروایات الفقهیۀ التی وصلتنا عن المعصومین علیهم السلام کان علی هیئۀ سؤال وجواب أو ما یسمی استفتاء.
جاذبیۀ الاستفتاء
صفحۀ 14 من 183
للإستفتاء- بل لکل سؤال وجواب- جذّابیۀ خاصۀ بمعنی أن النّاس یف ّ ض لون کتب الأسئلۀ والأجوبۀ علی الکتب الأخري وکذلک
الاستفتاءات علی الرسائل العملیۀ، وربّما کان السبب فی ذلک أن القارئ یجد فی هذه الکتب ما یریده وهو لا ما یملیه علیه المؤلف.
تماماً کما یعدّ الم ّ ض یف المائدة وفق ما یشتهیها الضیف لا کما یریدها هو. والاستفتاءات غذاء الروح البشریۀ المعد وفق رغبۀ السائل
وذوقه واحتیاجه.
هذا الکتاب:
هیئۀ استفتاء المرجع المعظم آیۀ اللَّه العظمی مکارم الشّیرازي مدّ ظله العالی علی مدي سنوات » هذا الکتاب محصّلۀ اجتماعات عقدتها
عدیدة. وقد أخذت هذه الاجتماعات- التی عقدت بحضوره الشّریف ومشارکۀ مجموعۀ من العلماء المحترمین فی الحوزة العلمیۀ
بقم- علی عاتقها مسؤولیۀ التصدّي للاجابۀ علی الاستفتاءات التی کانت ترد مکتب آیۀ اللَّه العظمی من داخل البلاد وخارجها حیث
کانت تجري الاجابۀ علیها بعد البحث والتحقیق الکافیین. ثم جري انتقاء مجموعۀ من الأسئلۀ الجدیدة من بین الرسائل وأخرجت
للناس علی هیئۀ هذا الکتاب وعرضت للانتفاع العام. جدیر بالذکر ان کثرة الاستفتاءات استلزمت عقد اجتماعین للاستفتاء یومیاً وکان
المرجع المعظم یجیب علی الأسئلۀ بصبر وأناة حتی أن الإجابۀ علی سؤال واحد کانت تستغرق إجتماعاً کاملًا أحیاناً. وهنا لابدّ من
التعبیر عن الشکر والتقدیر للجهود الخیرة التی بذلها أعضاء هیئۀ الاستفتاء الموقّرون للمرجع المعظم، والترحم علی أرواح الذین لحقوا
منهم بالرفیق الأعلی
ملاحظات هامۀ
جدیر بنا أن نلفت أنظار القراء الأعزاء إلی بعض النقاط: 1- ذکرنا ان أسئلۀ هذه المجموعۀ طرحت أولًا علی هیئۀ استفتاء المرجع
المعظم، ولکن لما کان سماحته یولی المسائل العلمیۀ وبخاصۀ المسائل الشرعیۀ ص: 8 والاستفتاءات عنایۀ
خاصۀ فقد تقرر إعادة عرض المسائل علیه مرة أخري وبالفعل، فبعد إنتهاء الاجراءات التمهیدیۀ علی الاستفتاءات والتی استغرقت سنۀ
کاملۀ، بدأت قراءة الاستفتاءات بحضور المرجع المعظم وجرت إعادتها علی حضرته حیث قام بدوره باجراء بعض الاصلاحات کما
قام حضرته بمطالعۀ وإصلاح بعض الأسئلۀ عند بیت اللَّه الحرام والحرم النبوي (رزقنا اللَّه وإیاکم زیارتهما) أثناء سفره إلی مکۀ
المکرمۀ لأداء العمرة المفردة. 2- استفتاءات هذه المجموعۀ لا تقتصر علی ایران الإسلامیۀ، بل هی حصیلۀ الرّسائل الواردة من العالم
- الإسلامی کافۀ، فإذا کانت بعض المسائل لا تتفق مع الجو السائد فی البلد الإسلامی فالأرجح أنها مسائل قادمۀ من البلدان الأخري 3
حذفت التفاصیل الشخصیۀ الخاصۀ بالسائل والواردة فی متن الرسالۀ حفظاً لأسرار السائلین کما عرضت بعض المسائل بعد تلخیصها.
-4 لما کان النص الحالی قد عرض علی حضرة المرجع المعظم وقام باصلاح بعض المسائل فان الأجوبۀ الواردة فی هذا الکتاب
مرجحۀ علی الأجوبۀ التی لدي القرّاء إذا کان ثمۀ اختلاف. فی الختام نتقدم بالشکر والامتنان لکل الذین أعانونا علی إعداد هذه
المجموعۀ وعلی الخصوص حجۀ الإسلام محمد الرّبانی الذي لم یأل جهداً فی مساعدتنا فی مقابلۀ الجزء الأکبر من هذا الکتاب
وکذلک الأخ الفاضل کاظم الخاقانی دام مشکوراً ونحن بانتظار الاقتراحات البنّاءة لقرائنا الکرام. رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ
الْعَلِیمُ قم- الحوزة العلمیۀ أبو القاسم علیان نژادي جمادي الأولی 1417 ه ق
[أقسام الکتاب