گروه نرم افزاری آسمان

صفحه اصلی
کتابخانه
شاهنامه فردوسی
جلد دوم
السید الشریف الجرجانی الأستر آبادي( 740 816








السید الشریف الجرجانی الأستر آبادي( 740 816 ه)
علی بن محمد المعروف بالسید الشریف الجرجانی من المتضلّعین فی الأدب العربی، المعدود من کبار المتکلّمین علی المنهج
سنۀ 789 ه، غادرها الجرجانی وألقی عصا « تیمور » وأتم دروسه فی شیراز، ولمّا دخلها « أسترآباد » قرب « تاکو » الأشعري ولد فی قریۀ
رحله فی سمرقند، ولکنّه عاد أیضاً إلی شیراز بعد موت تیمور.( 1) وهو یعادل التفتازانی فی التوغّل فی العلمین،الأدب والکلام. لکن
الشریف أدق نظراً منه، وآثاره العلمیۀ تعرب عن تخصصه فی بعض العلوم، ومشارکته فی کثیر منها. آثاره العلمیۀ
1. شرحه الکبیر علی مواقف القاضی عضد الدین الإیجی وهو شرح مبسوط، بلغ الغایۀ فی توضیح ما ذکره القاضی، وقد طبع کراراً،
وأخیراً فی ثمانیۀ أجزاء، فی أربعۀ مجلدات. 2. الکبري والصغري فی المنطق. 3. الحواشی علی المطول للتفتازانی. 4. التعریفات. إلی
. 2 .5/ غیر ذلک من التآلیف البالغۀ نحو خمسین کتاباً. و قد برز جمیع ما عنونّاه إلی الطبع.( 2) 1 . الأعلام: 7
.5/ 5 ;الأعلام: 7 / لاحظ روضات الجنات: 300
( 365 )
علاء الدین علی بن محمد القوشجی مؤلّف
علاء الدین علی بن محمد القوشجی مؤلّف شرج التجرید الجدید(... 879 ه)
یقال کان « حافظ الطیر » علی بن محمد القوشجی الحنفی فلکی ریاضی، متکلم بارع، أصله من سمرقند. والقوشجی کلمۀ ترکیۀ بمعنی
ملک ماوراء النهر، یحفظ له البزاة، ثمّ ذهب إلی کرمان فقرأ علی علمائها وصنّف فیها شرح التجرید « الغ بک » أبوه من خدام الأمیر
قد بنی رصداً فیها، ولم یکمله فأکمله القوشجی، ثمّ ذهب إلی تبریز فأکرمه « الغ بک » للطوسی، وعاد إلی سمرقند. وکان
سلطان بلاد الروم، لیصلح بینهما فاستبقاه محمد خان عنده، « محمد خان » وأرسله فی سفارة إلی السلطان « الأمیر حسن الطویل » سلطانها
فأقام « أیا صوفیا » فأعطاه محمدخان مدرسۀ ،« الفتحیۀ » ورسالۀ فی علم الهیئۀ أسماها « المحمّدیۀ » فألّف له رسالۀ فی الحساب أسماها
بالآستانۀ، وتوفی فیها، ودفن فی جوار الصحابی أبی أیوب الأنصاري. آثاره العلمیۀ
تألیف المحقّق الطوسی، وقد شرحه ببسط و استیعاب، وخالفه فی « تجرید العقائد » و هو شرح لکتاب « شرح التجرید » من أشهر آثاره
مواضع لا توافق منهجه الأشعري، ولکنّه أنصف فی موارد حیث شرح العبارة ولم یزد علیها بشیء. یقول فی مقدّمۀ الکتاب: إنّ کتاب
التجرید الذي صنّفه فی هذا الفن المولی الأعظم، والحبر المعظم، قدوة العلماء الراسخین، أسوة الحکماء المتألهین، نصیر الحقّ والملۀ
الدین، محمد بن محمد الطوسی قدّس الله نفسه، و روّح رمسه تصنیف مخزون بالعجائب، وتألیف مشحون بالغرائب، فهو وإن کان
صغیر الحجم، وجیز النظم، فهو کثیر العلم، عظیم الاسم، جلیل البیان، رفیع المکان، حسن النظام، مقبول الأئمّۀ العظام، لم تظفر بمثله
علماء الأعصار، ولم یأت بشبهه الفضلاء فی القرون والأدوار، مشتمل علی إشارات إلی مطالب هی الأُمهات، مشحون بتنبیهات ( 366
(
علی مباحث هی المهمات، مملوّ بجواهر کلّها کالفصوص، ویحتوي علی کلمات یجري أکثرها مجري النصوص، متضمن لبیانات
معجزة، فی عبارات موجزة، وتلویحات رائقۀ لکمالات شائقۀ، یفجر ینبوع السلاسۀ من لفظه، ولکن معانیه لها السحرة تسجد، وهو فی
الاشتهار کالشمس فی رائعۀ النهار، تداولته أیدي النظار، وسابقت فی میادینه جیاد الأفکار. ثمّ أشار إلی أنّ شمس الحقّ والملۀ والدین
محمد الإصفهانی قد شرحه قبله، فهو قدر طاقته حام حول مقاصده، وبقدر وسعه جال فی میدان دلائله وشواهده، وأنّ السید الشریف
صفحۀ 145 من 151
الجرجانی علّق علی ذلک الشرح حواشی تشتمل علی تحقیقات رائقۀ، ولکن مع ذلک کان کثیراً من مخفیات رموز ذلک الکتاب
إلی آخر ما أفاده فی مقدمۀ الکتاب. ثمّ أهدي کتابه إلی سلطان عصره أبی سعید الکورکانی. ولهذا الشرح حواش من « باقیاً علی حاله
المحقّقین کالمحقّق الأردبیلی وغیره،وهذا الکتاب أبسط کتاب فی الکلام الأشعري بعد شرح المواقف. کما أنّ له تآلیف أُخري
ترجمۀ اضافیۀ للقوشجی « المدرس » ذکرت فی الأعلام ومعجم المؤلفین وغیرهما من کتب التراجم، و فی کتاب ریحانۀ الأدب لشیخنا
فلاحظه.( 1) ذکر جماعۀ من الأشاعرة
عند البحث عن الکلابیۀ أصحاب عبد الله بن « ابن أبی بشر » وممّا یناسب إلفات النظر إلیه، أنّ ابن الندیم عنون الشیخ الأشعري باسم
محمد بن کلاب القطان، وعنوان البحث یعطی أنّه من أصحابه ومقتفی منهجه، ولم یذکر من تلامیذ الأشعري إلاّ شخصین، وقال:
و کان یستعین بهما، علی المهاترة والمشاغبۀ، وقد کان فیهما علم علی مذهبه، ولا « سیراف » ومن أصحابه: الدمیانی،وحمویه من أهل »
.4/ 7 ;ریحانۀ الأدب: 495 / 5 ;معجم المؤلفین: 227 / کتاب لهما 1 . الأعلام: 9
( 367 )
1) ولکن ابن عساکر الدمشقی (المتوفّی 571 ه) ذکر أعیان مشاهیر أصحابه، وخصّ لهم باباً و قال: باب ذکر جماعۀ من أعیان ).« یعرف
مشاهیر أصحابه، إذ کان فضل المقتدي یدل علی فضل المقتدي به، ثمّ ذکر فهرس أسمائهم علی النحو التالی: الطبقۀ الأُولی من
أصحاب الأشعري
1. أبو عبد الله بن مجاهد البصري. 2. أبو الحسن الباهلی البصري. 3. أبو الحسین: بندار بن الحسین الشیرازي الصوفی. 4. أبو محمد
الطبري المعروف بالعراقی. 5. أبو بکر القفال الشاشی. 6. أبو سهل الصعلوکی النیسابوري. 7. أبو زید المروزي. 8. أبو عبد الله بن
خفیف الشیرازي. 9. أبوبکر الجرجانی المعروف بالإسماعیلی. 10 . أبو الحسن عبد العزیز الطبري. 11 . أبو الحسن علی الطبري. 12 . أبو
جعفر السلمی البغدادي النقاش. 13 . أبو عبد الله الإصبهانی. 14 . أبو محمد القرشی الزهري. 15 . أبو بکر البخاري الاودنی. 16 . أبو
منصور بن حمشاد النیسابوري. 17 . أبو الحسین بن سمعون البغدادي المذکر. 18 . أبو عبد الرحمن الشروطی الجرجانی. 19 . أبو علی
. الفقیه السرخسی. 1 . فهرست ابن الندیم: 271
( 368 )
هؤلاء أصحاب الشیخ أبو الحسن الأشعري الذین تتلمذوا علیه، وارتووا من مهل علمه، ویعدّون من الطبقۀ الأُولی للأشاعرة، وأمّا الطبقۀ
تبیین » الثانیۀ، وهم أصحاب أصحابه، ممّن سلکوا مسلکه فی الأُصول وتأدّبوا بآدابه، فقد جاء بأسمائهم وترجمتهم ابن عساکر فی کتابه
وها نحن نأتی بأسمائهم، ومن أراد الوقوف علی حیاتهم وکتبهم، فعلیه الرجوع إلیه، وهؤلاء عبارة عن: الطبقۀ الثانیۀ « کذب المفتري
من أصحابه
20 . أبو سعد بن أبی بکر الإسماعیلی الجرجانی. 21 . أبو الطیب بن أبی سهل الصعلوکی النیسابوري. 22 . أبو الحسن بن داود المقري
. 24 . أبو علی الدقاق النیسابوري شیخ أبی القاسم القشیري. 25 ( الدارانی الدمشقی. 23 . القاضی أبو بکر بن الطیب بن الباقلانی.( 1
الحاکم أبو عبد الله بن البیع النیسابوري. 26 . أبو نصر بن أبی بکر الإسماعیلی الجرجانی. 27 . الأُستاذ أبو بکر بن فورك الإصبهانی.
28 . أبو سعد بن عثمان النیسابوري الخرکوشی. 29 . أبو عمر محمد بن الحسین البسطامی. 30 . أبو القاسم بن أبی عمرو البجلی
البغدادي. 31 . أبو الحسن بن ماشاذه الإصبهانی. 32 . أبو طالب بن المهتدي الهاشمی. 33 . أبو معمر بن أبی سعد الجرجانی. 34 . أبو
حازم العبدوي النیسابوري. 35 . الأُستاذ أبو إسحاق الإسفرائینی. 36 . أبو علی بن شاذان البغدادي. 37 . أبو نعیم الحافظ الإصبهانی.
1 . وقد تعرفت علی حیاته وتآلیفه فیما سبق.
( 369 )
38 . أبو حامد أحمد بن محمد الاستوائی الدلوي. الطبقۀ الثالثۀ من أصحابه
صفحۀ 146 من 151
المراد من هذه الطبقۀ من لقی أصحابه وأخذ العلم عنهم، وإلیک أسماء من ذکرهم وترجمهم ابن عساکر: 39 . أبو الحسن السکري
البغدادي. 40 . أبو منصور الأیوبی النیسابوري. 41 . أبو محمد عبد الوهاب البغدادي. 42 . أبو الحسن النعیمی البصري. 43 . أبو طاهر بن
45 . أبو ذر الهروي الحافظ. 46 . أبو بکر الدمشقی المعروف ( خراشۀ الدمشقی المقري. 44 . الأُستاذ أبو منصور النیسابوري البغدادي.( 1
بابن الجرمی. 47 . أبو محمد الجوینی والد الإمام أبی المعالی. 48 . أبو القاسم بن أبی عثمان الهمدانی البغدادي. 49 . أبو جعفر
السمنانی قاضی الموصل. 50 . أبو حاتم الطبري المعروف بالقزوینی. 51 . أبو الحسن رشا بن نظیف المقري. 52 . أبو محمد الإصبهانی
المعروف بابن اللبان. 53 . أبو الفتح سلیم بن أیوب الرازي. 54 . أبو عبد الله الخبازي المقري النیسابوري. 55 . أبو الفضل بن عمروس
البغدادي المالکی. 56 . الأُستاذ أبو القاسم الإسفرایینی. 57 . الحافظ أبو بکر البیهقی. الطبقۀ الرابعۀ من أصحابه
58 . أبو بکر الخطیب البغدادي. 1 . وقد تعرفت علی ترجمته فیما سبق.
( 370 )
59 . الأُستاذ أبو القاسم القشیري النیسابوري. 60 . أبو علی بن أبی حریصۀ الهمدانی الدمشقی. 61 . أبو المظفر الإسفرائینی. 62 . أبو
إسحاق إبراهیم بن علی الشیرازي. 63 . الإمام أبو المعالی الجوینی. 64 . أبو الفتح نصر بن إبراهیم المقدسی. 65 . أبو عبد الله الطبري.
الطبقۀ الخامسۀ من أصحابه
66 . أبو المظفر الخوافی النیسابوري. 67 . الإمام أبو الحسن الطبري المعروف بالکیا الهراسی. 68 . الإمام حجۀ الإسلام أبو حامد
( 69 . الإمام أبو بکر الشاشی. 70 . أبو القاسم الأنصاري النیسابوري. 71 . الإمام أبو نصر بن أبی القاسم القشیري.( 2 ( الطوسی الغزالی.( 1
72 . الإمام أبو علی الحسن بن سلیمان الإصبهانی. 73 . أبو سعید أسعد بن أبی نصر بن الفضل العمري. 74 . أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن یحیی بن جنی العثمانی الدیباجی. 75 . القاضی أبو العباس أحمد بن سلامۀ المعروف بابن الرطبی. 76 . الإمام أبو عبد الله
. الفراوي النیسابوري. 77 . أبو سعد إسماعیل بن أحمد النیسابوري المعروف بالکرمانی. 78 . الإمام أبو الحسن السلمی الدمشقی. 79
قواعد » : أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم ماشاذه 1 . قد تعرفت علی ترجمته، وعلی آرائه فی کتابه
2 . وقد رفع بعض أصحاب هذا الإمام شکوي عن الحنابلۀ، وقد . وقد نقل ابن عساکر مفتتح هذا الکتاب، فی تبیینه: 299 ،« العقائد
عرفت نص الشکوي وفیها خطوط الأئمّۀ بتصحیح مقاله.
( 371 )
80 . أبو الفتح محمد بن الفضل بن محمد بن المعتمد الإسفرائینی. 81 . أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصیصی. هؤلاء
هم الذین ذکر ابن عساکر أسماءهم وشیئاً من حیاتهم، وقد أدرك هو نفسه عدة من الطبقۀ الخامسۀ، بعضها بالمعاصرة وبعضها بالرؤیۀ
والمجالسۀ. ثمّ إنّ تاج الدین أبا نصر عبد الوهاب بن علی السبکی قد استدرك علی ابن عساکر الطبقات الأُخري التی لم یدرکها ابن
عساکر، وقد ذکر ابن عساکر خمس طبقات لأصحابه فاستدرك علیه الطبقتین التالیتین وقال: ومن السادسۀ
84 . شیخ الإسلامی عز الدین بن عبد السلام. 85 . الشیخ أبو عمرو بن ( 83 . سیف الدین الآمدي.( 2 ( 82 . الإمام فخر الدین الرازي.( 1
87 . الخسرو شاهی.( 3) ومن السابعۀ « التحصیل والحاصل » الحاجب المالکی. 86 . شیخ الإسلام عز الدین الحصیري الحنفی، وصاحب
88 . شیخ الإسلام تقی الدین ابن دقیق العید. 89 . الشیخ علاء الدین الباجی. 90 . الشیخ الإمام الوالد تقی الدین السبکی. 91 . الشیخ
صفی الدین الهندي. 92 . الشیخ صدر الدین بن المرحل. 1 . وقد تعرفت علی ترجمتهما. 2 . وقد تعرفت علی
وهی غیر الواقعۀ فی آذربیجان. « مرو » ترجمتهما. 3 . نسبۀ إلی خسروشاه وهی قریۀ من قري
( 372 )
. 93 . ابن أخیه الشیخ زین الدین. 94 . الشیخ صدر الدین سلیمان عبد الحکم المالکی. 95 . الشیخ شمس الدین الحریري الخطیب. 96
الشیخ جمال الدین الزملکانی. 97 . الشیخ جمال الدین بن جملۀ. 98 . الشیخ جمال الدین ابن جمیل 99 . قاضی القضاة شمس الدین
صفحۀ 147 من 151
السروجی الحنفی. 100 . القاضی شمس الدین بن الحریري الحنفی. 101 . القاضی عضد الدین الإیجی الشیرازي.( 1) وهاهنا نجعجع
بالقلم عن الإفاضۀ،ونترك أسماء الباقین من الأشاعرة إلی کتب التراجم، وقد وقفت علی ترجمۀ أعیانهم ومشاهیرهم الذین استثمروا
المنهج ونضجوه،ودافعوا عنه بحماس. ***
إلی هنا وقفت علی حیاة الإمام الأشعري ومنهجه الکلامی وترجمۀ الشخصیات البارزة الذین أرسوا ما شیّده، ونضجوا منهجه، ولکن
الذین جاءُوا بعدهم فی أقطار الشرق والغرب ما راموا إلاّ تحریر ما ورثوه من مشایخهم وأساتذتهم، ولم یضیفوا علیها شیئاً قابلًا للذکر.
تمّ الجزء الثانی من الکتاب ویلیه الجزء الثالث فی تبیین عقائد الماتریدیۀ والمعتزلۀ إن شاء الله تعالی . والحمد لله ربّ العالمین
. 3 373 / 1 . السبکی، طبقات الشافعیۀ الکبري: 372
( 373 )
فتوي شاذة عن الکتاب والسنّۀ
فتوي شاذة عن الکتاب والسنّۀ
8 المرقم /3/ بعد أن خرجت الملازم من الطبع وانتهینا إلی هذا المقام وقفنا علی فتوي لعبد العزیز بن عبد الله بن باز المؤرخ 1407
717/2 جواباً علی سؤال عبدالله عبد الرحمن یتعلّق بجواز الاقتداء والائتمام بمن لا یعتقد بمسألۀ الرؤیۀ یوم القیامۀ، فأفتی بأنّ من ینکر
رؤیۀ الله سبحانه وتعالی فی الآخرة لا یصلّی خلفه، وهو کافر عند أهل السنّۀ والجماعۀ، وأضاف أنّه قد بحث هذا الموضوع مع مفتی
الأباضیۀ فی عمان: الشیخ أحمد الخلیلی فاعترف بأنّه لا یؤمن برؤیۀ الله فی الآخرة، ویعتقد أنّ القرآن مخلوق، واستدلّ لذلک بما
ذکر الطبري وغیره أنّه قیل لمالک: إنّ قوماً یزعمون أنّ الله لا یُري یوم القیامۀ فقال مالک : :« حادي الأرواح » ذکره ابن القیم فی کتابه
السیف السیف. وقال أبو حاتم الرازي: قال أبو صالح کاتب اللیث: أملی علی عبد العزیز ابن سلمۀ الماجشون رسالۀ عما جحدت
الجهمیۀ فقال: لم یزل یملی لهم الشیطان حتی جحدوا قول الله تعالی: (وُجُوهٌ یَومَئِذ ناضِرَة *إلی ربّها ناظرة) . وذکر ابن أبی حاتم عن
الأوزاعی أنّه قال: إنی لأرجو أن یحجب الله عزّوجلّ جهماً وأصحابه عن أفضل ثوابه، الذي وعده أولیاءه حین یقول: (وُجُوهٌ یَومَئِذ
( ناضِرَة* إلی ربّها ناظرة) . إلی أن نقل عن أحمد بن حنبل و قیل له فی رجل یحدّث بحدیث عن رجل ( 374
عن أبی العواطف أنّ الله لا یُري فی الآخرة فقال: لعن الله من یحدث بهذا الحدیث الیوم، ثمّ قال: أخزي الله هذا. و قال أبو بکر
المروزي: من زعم أنّ الله لا یري فی الآخرة فقد کفر، وقال: من لم یؤمن بالرؤیۀ فهو جهمی، والجهمی کافر. وقال إبراهیم بن زیاد
الصائغ: سمعت أحمد بن حنبل یقول: الرؤیۀ من کذّب بها فهو زندیق. وقال: من زعم أنّ الله لا یُري فقد کفر بالله، وکذّب بالقرآن،
وردّ علی الله أمره، یستتاب فإن تاب وإلاّ قتل.... تحلیل لهذه الفتیا
1. إنّ هذه الفتوي لا تصدر عمّن یجمع بین الروایۀ والدرایۀ، وإنّما هی من متفرعات القول بأنّ الله مستقر علی عرشه فوق السماوات،
وأنّه ینزل فی آخر کلّ لیلۀ نزول الخطیب عن درجات منبره( 1)، وأنّ العرش تحته سبحانه یئط أطیط الرحل تحت الراکب( 2) ویفتخر
بتلک العقیدة ابن زفیل فی قصیدته النونیۀ ویقول: بل عطلوا منه السماوات العلی والعرش أخلوه من الرحمان( 3) ومثل تلک العقیدة
تنتج أنّ الله تعالی یري کالبدر یوم القیامۀ، والرؤیۀ لا تنفک عن الجهۀ والمکان، تعالی عن ذلک کلّه. 2. إنّ النبی الأکرم صلَّی الله
علیه وآله وسلَّم کان یقبل إسلام من شهد بوحدانیته سبحانه ورسالۀ النبی صلَّی الله علیه وآله وسلَّم ولم یر أنّ النبی الأکرم یأخذ
الإقرار بما وراء ذلک، مثل رؤیۀ الله وما شابهه، وهذا هو البخاري یروي فی صحیحه : أنّ الإسلام بنی علی خمس ولیس فیه شیء من
الإقرار بالرؤیۀ،وهل النبی ترك ما هو مقوم الإیمان والإسلام؟!. 3. إنّ الرؤیۀ مسألۀ اجتهادیۀ تضاربت فیها أقوال الباحثین من
المتکلّمین والمفسرین، وکلّ طائفۀ تمسّ کت بلفیف من الآیات، فتمسّک المثبت بقوله سبحانه: (إِلی ربّها ناظرة)وتمسّک النافی بقوله
سبحانه: (لا تُدْرِکُهُ الَأبْصار وَهُوَ یُدْرِكُ الَأبْصار وَهُوَ اللَّطیفُ 1 . نقله وسمعه السیاح الطائر الصیت ابن بطوطۀ
صفحۀ 148 من 151
3 . من قصیدة ابن زفیل النونیۀ، والمراد منه هو ابن القیم. لاحظ السیف الصیقل للسبکی. . عن ابن تیمیۀ. 2 . السنّۀ: 80
375 ) الخَبیر) . )
فکیف یکون إنکار النافی رداً للقرآن، ولا یکون إثبات المثبت رداً له؟! فإذا جاز التأویل لطائفۀ لما یکون مخالفاً لعقیدته، فکیف لا
یسوغ لطائفۀ أُخري؟! ولیست رؤیۀ الله یوم القیامۀ من الأُمور الضروریۀ التی یلازم إنکارها إنکار الرسالۀ ولا إنکار القرآن، بل کل
طائفۀ تقبل برحابه صدر المصدرین الرئیسیین، أعنی: الکتاب والسنّۀ، ولکن یناقش فی دلالتهما علی ما تدّعیه الطائفۀ الأُخري، أو
تناقش سند الروایۀ وتقول: إنّ القول بالرؤیۀ عقیدة موروثۀ من الیهودوالنصاري، أعداء الدین، وقد دسّوا هذه الروایات بین أحادیث
المسلمین، فلم تزل مسلمۀ الیهود والنصاري یتحینون الفرص لتفریق کلمۀ المسلمین،وتشویه تعالیم هذا الدین، حتی تذرعوا بعد وفاة
النبی بشتی الوسائل إلی بذر بذور الفساد، فأدخلوا فی الدین الحنیف ما نسجته أوهام الأحبار والرهبان. 4. إنّ الاعتقاد بشیء من الأُمور
من الظواهر الروحیۀ لا تنشأ جذوره فی النفس إلاّ بعد تحقّق مبادئ ومقدّمات توجد العقیدة، فما معنی قول من یقول فی مقابل المنکر
ینم عن طبیعۀ قاسیۀ، ونفسیۀ « السیف السیف » للرؤیۀ: السیف السیف، بدل أن یقول: الدراسۀ الدراسۀ، الحوار الحوار؟!! ألیس شعار
خالیۀ من الرحمۀ والسماحۀ؟! وأنا أجلّ إمام دار الهجرة عن هذه الکلمۀ. 5. إنّ مفتی الدیار النجدیۀ لم یعتمد إلاّ علی نقول وفتاوي
( ذکرها ابن القیم فی کتابه دون أن یرجع إلی تفسیر الآیات واحدة واحدة، أو یناقش المسألۀ فی ضوء السنّۀ. ( 376
فما أرخص مهمۀ الإفتاء ومؤهّلات المفتی فی هذه الدیار. وفی الختام، إنّ ما نقله عن ابن القیم یعرب عن جهله المطبق فی مسألۀ
الرؤیۀ، فإنّ نفی الرؤیۀ شعار أئمّۀ أهل البیت، وشعار الإمام أمیر المؤمنین علی علیه السَّلام فی خطبه، وکلمه قبل أن یتولد الجهم
ولأجل ضیق المقام اکتفینا بهذا القدر، ومن أراد التبسّط .« العدل والتنزیه علویان، والجبر والتشبیه أمویان » : وأذنابه،ولأجل ذلک اشتهر
فی البحث فلیرجع إلی الصفحۀ 191 239 من هذا الکتاب، و
تعریف