گروه نرم افزاری آسمان

صفحه اصلی
کتابخانه
شاهنامه فردوسی
جلد سوم
الجهمیّۀ
الجهمیّۀ







الحرکات الرجعیۀ
الحرکات الرجعیۀ ونعنی بها الحرکات الفکریۀ الّتی ظهرت بین المسلمین بین القرنین الثانی والثالث، وهی ترمی إلی إرجاع الاُمّۀ إلی
العقائد السائدة فی العصر الجاهلی بین المشرکین وأهل الکتاب، من القول بالجبر والتجسیم إلی غیر ذلک من البضائع الفکریّۀ
المستوردة منهم إلی أوساط المسلمین . ولأجل إیقاف القاريء علی نماذج من هذه الحرکات، نبحث عن عدّة مناهج زرعت شروراً
فی المجتمع الإسلامی، وبقیت آثارها إلی العصر الحاضر لکن بتغییر الاسم والعنوان، وتحت غطاء مخدع. والسبب الوحید لبثّ هذه
السموم هو إقصاء العقل عن ساحۀ العقائد وإخضاعه لکلّ رطب ویابس یتّسم بسمۀ الحدیث، ولیس بحدیث، بل یعدّ من مرویات
العهدین وأقاصیص الأحبار والرهبان. وإلیک بیان هذه الحرکات واحدة تلو الاُخري: الجهمیّۀ وسماتها: الجبر والتعطیل
جهم بن صفوان، أبو محرز السمرقندي الضالّ المبتدع، رأس » : مؤسّسها جهم بن صفوان السمرقندي(ت 128 ه). قال الذهبی
( الجهمیّۀ، هلک فی زمان ( 140
الجهمیّۀ أتباع جهم بن صفوان التّرمذي مولی راسب، » : 1). قال المقریزي ) « صغارالتّابعین، و ما علمته روي شیئاً، لکنّه زرع شرّاً عظیماً
و قتل فی آخر دولۀ بنی أُمیّۀ، و هو: 1- ینفی الصفات الإلهیۀ کلّها، ویقول: لا یجوز أن یوصف الباري بصفۀ یوصف بها خلقه. 2- أنّ
الإنسان لا یقدر علی شیء و لا یوصف بالقدرة، ولا الإستطاعۀ. 3- أنّ الجنّۀ و النار یفنیان، و تنقطع حرکات أهلهما. 4- أنّ من عرف
اللّه ولم ینطق بالإیمان لم یکفر، لأنّ العلم لا یزول بالصمت، و هو مؤمن مع ذلک. وقد کفّره المعتزلۀ فی نفی الاستطاعۀ. وکفّره أهل
السنّۀ بنفی الصفات و خلق القرآن ونفی الرؤیۀ. 5- وانفرد بجواز الخروج علی السلطان الجائر. 6- وزعم أنّ علم الله حادث لا بصفۀ
یوصف بها غیره( 2). وقد ذکر ابن الأثیر فی حوادث سنۀ ( 128 ه) کیفیّۀ قتله بید نصر بن سیّار، ومن أراد فلیرجع إلیه( 3). وقد نسب
وکان جهم مع ضلالاته الّتی ذکرناها » : إلیه عبد القاهر البغدادي، أُصولًا تقرب ممّا نسب إلیه المقریزي فی خططه علی ما عرفت. وقال
، 2 . الخطط المقریزیۀ: ج 3 . یحمل السّلاح و یقاتل السلطان 1 . میزان الاعتدال: ج 1 ص 426 رقم الترجمۀ 1584
. 3 . الکامل لابن الأثیر: ج 5 ص 342 345 . ص 349 ولاحظ ص 351
( 141 )
وخرج مع السریج بن حارث( 1) علی نصر بن سیّار و قتله سلم بن أحوز المازنی فی آخر زمان بنی مروان، وأتباعه الیوم ب(نهاوند)،
وخرج إلیهم فی زماننا إسماعیل بن إبراهیم بن کبوس الشیرازي الدیلمی، فدعاهم إلی مذهب شیخنا أبی الحسن الأشعري، فأجابه قوم
منهم وصاروا مع أهل ا( 2)لسنّۀ. وقد نسب إلیه الشهرستانی عدّة أُمور نذکر منها أمرین: 1- إنّ الإنسان لا یقدر علی شیء، ولا یوصف
بالإستطاعۀ و إنّما هو مجبور علی أفعاله لا قدرة له، والله هو الّذي یخلق الأفعال فیه علی حسب ما یخلق فی سائر الجمادات، وتنسب
إلیه الأفعال مجازاً کما تنسب إلی الجمادات، کما یقال أثمرت الشّجرة، وجري الماء، و تحرّك الحجر، وطلعت الشّمس و غربت، و
تغیّمت السماء و أمطرت، واهتزّت الأرض و أنبتت، إلی غیر ذلک، والثّواب و العقاب جبر. کما أنّ الأفعال کلّها جبر. قال : وإذا ثبت
الجبر فالتکلیف إذاً جبر. 2- إنّ حرکات أهل الخلدین تنقطع، و الجنّۀ والنار تفنیان بعد دخول أهلهما فیهما، وتلذّذ أهل الجنّۀ بنعیمها،
وتألّم أهل النار بجحیمها، إذ لا تتصوّر حرکات لا تتناهی آخراً، کما لا تتصوّر حرکات لا تتناهی أوّلًا. وحمل قوله تعالی (خالدین
فیها) علی المبالغۀ و التأکید دون الحقیقۀ فی التخلید. کما یقال خلد الله ملک فلان، واستشهد علی الانقطاع بقوله تعالی: (خَالِدِینَ فِیهَا
مَا دَامَتِ السَّمواتُ وَالأرضُ إلاّ ما شاءَ رَبُّکَ) (هود / 107 ) فالآیۀ اشتملت علی شریطۀ واستثناء، والخلود و التأبید لا شرط فیه
ولااستثناء( 3). وقد نقل الشهرستانی عنه أُموراً أُخر، مضی بعضها فی کلام غیره. أقول: قاعدة مذهبه أمران: 1 . فی
صفحۀ 63 من 196
. 3 . الملل والنحل: ج 1، ص 87 88 . تاریخ الطبري: الحارث بن سریج وهو الصحیح. 2 . الفرق بین الفرق: ص 212
( 142 )
الأوّل: الجبر ونفی الاستطاعۀ و القدرة، فالجهم بن صفوان رأس الجبر و أساسه، ویطلق علیه و علی أتباعه الجبریّۀ الخالصۀ فی مقابل
الجبر هو نفی الفعل حقیقۀ عن العبد و إضافته إلی الربّ تعالی، والجبریّۀ أصناف، فالجبریۀ » : غیر الخالص منها. قال الشهرستانی
الخالصۀ هی الّتی لا تثبت للعبد فعلًا و لا قدرة علی الفعل أصلًا. والجبریّۀ المتوسطۀ هی الّتی تثبت للعبد قدرة غیر مؤثّرة أصلًا. فأمّا
1). یلاحظ علیه: أنّ الفرق الثلاث کلّهم جبریّون من غیر )« من أثبت للقدرة الحادثۀ أثراً مّا فی الفعل وسمّی ذلک کسباً فلیس بجبري
أو مثبتها، لکن قدرة غیر مؤثّرة، بل مقارنۀ لإیجاده سبحانه فعل العبد وعمله، أو « الجهم » فرق بین نافی القدرة والاستطاعۀ کما علیه
مؤثّرة فی اتّصاف الفاعل بکونه کاسباً و الفعل کسباً، لما عرفت من أنّ القول بالکسب نظریّۀ مبهمۀ جدّاً لا ترجع إلی أصل صحیح،
وأنّ القول بأنّه سبحانه هو الخالق المباشر لکلّ شیء لا یترك لنظریّۀ الکسب مجالًا للصحّۀ، لأنّ الکسب لو کان أمراً وجودیّاً فالله هو
خالقه و موجده (أخذاً بانحصار الخلق فی الله)، وإن کان أمراً عدمیّاً اعتباریاً، فلا یخرج الفاعل من کونه فاعلًا مجبوراً( 2). وعلی أيّ
تقدیر، فالقول بالجبر و إذاعته بین الناس وانقیادهم له کان حرکۀ رجعیّۀ إلی العصر الجاهلی، وقدکان الجبر سائداً علی مشرکی العرب
و غیرهم( 3). الثانی: تعطیل ذاته سبحانه عن التوصیف بصفات الکمال و الجمال ومن هنا نجمت المعطّلۀ. ولکنّه لم یتبیّن لی صدق ما
نسبه إلیه البغداديّ والشهرستانی من أنّه قال : لا یجوز أن یوصف الباري تعالی بصفۀ یوصف بها خلقه، لأنّ ذلک یقتضی تشبیهاً،
. فنفی کونه حیّاً عالماً و أثبت کونه قادراً، فاعلًا، خالقاً، لأنّه لا یوصف شیء من خلقه بالقدرة والفعل والخلق( 4). 1
4 . الملل والنحل: . 3 . راجع: الجزء الأول ص 232 . 2 . راجع: الجزء الثانی من کتابنا هذا ص 130 153 . الملل والنحل: ج 1، ص 86
. ج 1 ص 86
( 143 )
هی الصفات الخبریۀ، کالید، والعین، والرجل، وما أشبهها، مما أصرّ أهل الحدیث « بصفۀ یوصف بها خلقه » وأظنّ أنّ مراده من قوله
والحشویۀ علی توصیفه سبحانه بها، بالمعنی اللغوي الملازم للتجسیم و التشبیه. هاتان قاعدتا مذهب الجهم، وأمّا غیرهما ممّا نسب إلیه،
فمشکوك جدّاً، وبما أنّه استدلّ لمذهبه فی مورد عدم الخلود فی الجنّۀ والنار بما عرفت من الآیۀ، فنرجع إلی توضیح الآیۀ فنقول:
جعل الجهم الاستثناء فی الآیۀ دلیلًا علی عدم الخلود. یلاحظ علیه: أنّه استدلّ بالآیۀ علی عدم الخلود بوجهین: الأوّل: تحدید الخلود
بمدّة دوام السماوات والأرض وهما غیر مؤبّدتین بال ّ ض رورة قال سبحانه: (مَا خَلَقْنَا السَّمواتِ وَالأرْضَ وَ مَا بَیْنَهُمَا إلاّ بِالحقِّ وَ أَجَلٌ
مُسَمَّی) (الأحقاف/ 3) وقال تعالی: (وَالسَّمواتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمِینِهِ) (الزمر / 67 ). الثانی: الاستثناء الوارد فی الآیۀ من الخلود بقوله: (إلاّ ما
شاء ربّک) فی کلا الموردین: نعیم الجنّۀ و عذاب الجحیم. أمّا الأوّل: فالإجابۀ عنه واضحۀ، لأنّ المراد من السماوات والأرض فیها،
لیس سماء الدنیا و أرضها، بل سماء الآخرة و أرضها، والاُولیتان فانیتان، والاُخریتان باقیتان والله سبحانه یذکر للنظام الآخر أرضاً و
سماءً غیر ما فی الدنیا. قال تعالی: (یَوْمَ تُبَدَّلُ الأرْضُ غَیْرَ الأرْضِ وَالسَّمواتُ وَبَرَزُوا للّهِ الوَاحِ دِ القَهّارِ)(إبراهیم/ 48 ) وقال حاکیاً عن
أهل الجنّۀ: (وَقَالُوا الحَمْدُ للّهِ الّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثنَا الأرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّۀِ حَیْثُ نَشَاءُ) (الزمر/ 74 ) فللآخرة سماء وأرض، کما أنّ
فیها جنّۀ وناراً ولهما أهل، وتحدید بقاء الجنّۀ والنار وأهلها بمدّة دوام السماوات والأرض راجع إلی سماء الآخرة و أرضها وهما
مؤبّدتان غیر فانیتین، و إنّما تفنی سماء الدنیا و أرضها، وأمّا السماوات الّتی تظلّل الجنّۀ مثلًا و الأرض الّتی تقلّها وقد أشرقت بنور ربّها
( فهما ثابتتان غیر زائلتین. ( 144
أضف إلی ذلک أنّه سبحانه وصف الجنّه بأنّها عنده وقال: (مَا عِنْدَکُمْ یَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللّهِ بَاق) (النحل/ 96 ) فالجنّۀ باقیۀ غیر فانیۀ، ولا
یفترق عنها الجحیم ونارها. وأمّا الإشکال الثانی فالجواب عنه فی مورد الجنّۀ أوضح من الآخر، لأنّه یذکر فیها قوله (عَطَاءً غَیْرَ مَجْذُوذ)
الظّاهر فی دوام النعمۀ وعدم تحقّق المشیئۀ. توضیح ذلک أنّه سبحانه یقول فی مورد أهل النار: (فَأَمّا الَّذِینَ شَ قُوا فَفِی النَّارِ لَهُمْ فِیهَا
صفحۀ 64 من 196
.(107- زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ * خَالِدِینَ فِیهَا مَا دَامَتِ السَّمواتُ وَالَأرْضُ إلاّ مَا شَاءَ رَبُّکَ إِنَّ رَبَّکَ فَعّالٌ لِمَا یُریدُ) (هود 106
و یقول فی أهل الجنّۀ: (وَأَمَّا الَّذِینَ سُعِدُوا فَفِی الجَنَّۀِ خَالِدِینَ فِیهَا مَا دَامَتِ السَّمواتُ وَالأرْضُ إلاّ مَا شَاءَ رَبُّکَ عَطَاءً غَیْرَ مَجْ ذُوذ)
.( (هود / 108
تري أنّه سبحانه یذیّل المشیئۀ فی آیۀ الجنّۀ بقوله: (عَطَاءً غَیْرَ مَجْذُوذ)( 1) الدالّ علی عدم انقطاع النعمۀ، وأنّ تلک المشیئۀ أي مشیئۀ
الخروج لا تتحقّق. وعلی کلّ تقدیر، فالجواب عن الاستثناء فی الآیتین هو أنّ الاستثناء مسوق لاثبات قدرة الله المطلقۀ، وأنّ قدرة الله
سبحانه لا تنقطع عنهم بإدخالهم الجنّۀ والنار، وملکه لا یزول ولا یبطل، وأنّ قدرته علی الاخراج باقیۀ، فله تعالی أن یخرجهم من الجنّۀ
و إن وعد لهم البقاء فیها دائماً، لکنّۀ سبحانه لا یخرجهم لمکان وعده، و الله لا یخلف المیعاد. نعم قوله سبحانه فی آیۀ النّار (إِنَّ رَبَّکَ
« الجهمی » فَعّالٌ لِمَا یُریدُ) یشیر إلی تحقّق المشیئۀ فی جانب النار کما فی المسلمین العصاة دون المشرکین و الکفار. التطویر فی لفظ
لمّا کان نفی الصفات عن الله، والقول بخلق القرآن ونفی الروٌیۀ، ممّا نسب إلی 1 . مقالات الاسلامیین: ج 2 ص 494
. ، والفرق بین الفرق ص 211
( 145 )
رمزاً لکلّ من قال بأحد هذه الاُمور، وإن کان غیر قائل بالجبر ونفی « الجهمیّ » منهج الجهم وقد عرفت أساس مذهبه فیما مرّ، صار لفظ
والقرآن کلام الله » : القدر. ولأجل ذلک ربّما تطلق الجهمیّۀ و یراد منها المعتزلۀ أو القدریّۀ، وعلی هذا الأساس یقول أحمد بن حنبل
لیس بمخلوق، فمن زعم أنّ القرآن مخلوق فهو جهمی کافر، ومن زعم أنّ القرآن کلام الله و وقف ولم یقل مخلوق ولا غیر مخلوق،
فهو أخبث من الأوّل، ومن زعم أنّ ألفاظنا بالقرآن و تلاوتنا له مخلوقۀ، والقرآن کلام الله، فهو جهمیّ، ومن لم یکفِّر هؤلاء القوم
1). نعم، القوم و إن نسبوا إلی الجهم کون القرآن مخلوقاً، لکنّه بعید جدّاً، لأنّه مات فی آخر دولۀ الأمویین ولم )« کلّهم فهو مثلهم
( تکن المسألۀ معنونۀ فی تلک الأیّام، وإنّما طرحت فی العصر العبّاسی خصوصاً فی عصر المأمون. وقد ألّف البخاري والإمام أحمد( 2
کتابین فی الردّ علی الجهمیۀ وعنیا بهم المعتزلۀ. والمعتزلۀ یتبرّأون من هذا الاسم. ویتبرّأ بشر بن المعتمر أحد رؤساء المعتزلۀ من
الجهمیّۀ فی ارجوزته إذ یقول: ننفیهم عنّا ولسنا منهم * ولا هم منّا ولا نرضاهم إمامهم جهم وما لجهم * وصحب عمرو ذي التقی
ظلم و اعتساف، « جهمیّۀ » والعلم( 3) ویرید عمرو بن عبید الرئیس الثانی للمعتزلۀ بعد واصل بن عطاء. وعلی کلِّ تقدیر، فعدُّ المعتزلۀ
ولم یذکر أحد منم الجهم من رجالهم، وقد أرسل واصل بن عطاء، حفص بن سالم إلی خراسان، وأمره 1 . السنّۀ
. 2 . طبع مع کتاب السنّۀ له. 3 . فجر الاسلام: ص 287 288 . لأحمد بن حنبل: ص 49
( 146 )
حتّی قطعه( 1). * * * مقاتل بن سلیمان المجسِّم « ترفد » بلقائه فمناظرته و إنّه لقیه فی مسجد
إنّ القضاء علی العقل فی ساحۀ العقائد، والاعتماد علی النّقل المحض الّذي انقطع أثره بعد رحلۀ رسول الله صلَّی الله علیه و آله و
سلَّم إلی عصر أبی جعفر المنصور إلاّ شیئاً لا یذکر أیّد هذه الحرکات الرجعیّۀ لو لم نقل إنّۀ أنتجها. ومن رافع ألویۀ التشبیه
والتجسیم، وناقل أقاصیص الأحبار والرهبان فی القرن الثانی، هو مقاتل بن سلیمان الذي کان هو و جهم بن صفوان فی مسألۀ التنزیه
والتشبیه علی طرفی نقیض، فالأوّل غلا فی التنزیه حتی عطّل، وذاك غلا فی الاثبات حتی شبّه فهذا معطّل وذاك مشبّه، وقد مُلئت
کان یأخذ من » : کتب التفاسیر بأقوال مقاتل و آرائه فلیعرف القارئ مکانه فی الوثاقۀ وتنزیه الربّ عن صفات الخلق. قال ابن حبّان
أفرط » : قال أبو حنیفۀ .« الیهود والنصاري فی علم القرآن الّذي یوافق کتبهم، وکان یشبّه الربّ بالمخلوقات، و کان یکذب فی الحدیث
وقال .« کان کذّاباً » : وقال وکیع .« جهم فی نفی التشبیه، حتّی قال إنّه تعالی لیس بشیء، وأفرط مقاتل فی الاثبات حتّی جعله مثل خلقه
.(2)« قال سفیان بن عیینۀ: سمعت مقاتلاً یقول: إن لم یخرج الدجّال فی سنۀ خمسین و مائۀ فاعلموا أنّی کذّاب » : البخاري
2 . لم یخرج الدجال فی هذه السنۀ ولا بعدها، فهل یبقی الشک . 1 . طبقات المعتزلۀ للقاضی عبد الجبار: 97 163
صفحۀ 65 من 196
فی أنه کذّاب؟ نعم، مات هو فی تلک السنۀ فبموته مات الدجل والکذب القائم به.
( 147 )
کان دجّالًا جسوراً. سمعت أبا الیمان یقول: قدم هیهنا فلمّا أن صلّی الإمام أسند » : وقال الجوزجانی .« کان مقاتل یکذب » : وقال النسائی
ظهره إلی القبلۀ وقال: سلونی عمّا دون العرش، وحدّثت أنّه قال مثلها بمکّۀ، فقام إلیه رجل، فقال: أخبرنی عن النّملۀ أین أمعاؤها؟ تم
( 149 ) ( الکلام فی الجهمیۀ ( 148
الکرامیّۀ
الکرامیّۀ
الحرکات الرجعیّۀ
ساقط الحدیث علی بدعته، أکثر عن أحمد » : وهذه الفرقۀ منسوبۀ إلی محمّد بن کرّام السجستانی شیخ الکرامیۀ (م 255 ). قال الذهبی
خذل، حتّی التقط من المذاهب أردأها، ومن الأحادیث » : قال ابن حبّان .« الجویباري ومحمّد بن تمیم السعدي وکانا کذّابین
قال ابن کرّام: الإیمان قول باللسان، و إن اعتقد الکفر بقلبه فهو مؤمن. ومن » : و قال ابن حزم .« أوهاها...وجعل الإیمان قولًا بلا معرفۀ
بدع الکرّامیّۀ قولهم فی المعبود تعالی إنّه جسم لا کالأجسام و قد سُقت أخبار ابن کرّام فی تأریخی الکبیر. وله أتباع و مریدون وقد
1). یلاحظ علیه: أنّ ما )«. سجن فی نیسابور لأجل بدعته ثمانیۀ أعوام، ثم أخرج وسار إلی بیت المقدس، ومات بالشام سنۀ 255 ه
أسماه مؤمناً سمّاه القرآن منافقاً. قال سبحانه ( إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّکَ لَرَسُولُ اللّهِ وَاللّهُ یَعْلَمُ إِنَّکَ لَرَسُولُهُ وَاللّهُ یَشْهَدُ إِنَّ
. المُنَافِقِینَ لَکَاذِبُونَ)(المنافقون/ 1). 1 . میزان الاعتدال: ج 4 ص 21
( 150 )
وقاعدة مذهبه التجسیم، وتوصیف الواجب باُمور حادثۀ، وکلّ ما یذکره أصحاب الملل والنحل یرجع إلی هذا الأصل، وأمّا أصنافهم
فقد ذکر البغدادي أنّ للکرّامیۀ بخراسان ثلاثۀ أصناف:حقائقیۀ، والطزائقیۀ و اسحاقیۀ( 1) وذکر الشهرستانی لها اثنتی عشرة فرقۀ و أنّ
اُصولها ستّۀ. وکانت الحرکۀ الکرّامیۀ، حرکۀ رجعیۀ بحتۀ حیث دعا أتباعه إلی تجسیم معبوده، وأنّه جسم له حدّ ونهایۀ من تحت
والجهۀ الّتی منها یلاقی عرشه. وقال البغدادي: وهذا شبیه بقول الثنویۀ: إنّ معبودهم الّذي سمّوه نوراً، یتناهی من الجهۀ التی تُلاقی
الظلام وإن لم یتناه من خمس جهات. ومن عقائده: أنّ معبودهم محلّ للحوادث و زعموا أنّ أقواله و إراداته، و إدراکاته للمرئیات،
وإدراکاته للمسموعات، وملاقاته للصفحۀ العلیا من العالم، أعراض حادثۀ فیه، وهو محلّ لتلک الحوادث الحادثۀ فیه( 2). ومن غرائب
فی تفسیر قول الله عزّ وجلّ: ( إذا السماء انفطرت ) : أنّها « عذاب القبر » آرائه أنّه وصف معبوده بالثِّقل و ذلک أنّه قال فی کتاب
انفطرت من ثقل الرحمان علیها. إلی غیر ذلک من المضحکات والمبکیات فی الاُصول والفقه. وقد ذکر البغدادي آراءه الفقهیّۀ أیضاً
و ذکر فیه ق ّ ص ۀ عجیبۀ من أرادها فلیرجع إلیه( 3). إنّ للکرّامیۀ نظریات فی موضوعات اُخر، ذکرها البغدادي، وقد بلغت جرأتهم فی
تلک الغرانیق العلی، وإنّ شفاعتها » : حتّی قال بعده « ومناة الثالثۀ الاُخري » باب النبوّة حتّی قال بعضهم: إنّ النّبیّ أخطأ فی تبلیغ قوله
4 . 3 . الفرق بین الفرق: ص 218 225 . 2 . الملل والنحل: ج 1 ص 108 . 4). 1 . الفرق بین الفرق: ص 215 )« ترتجی
. . الفرق بین الفرق: ص 222
( 151 )
مع أنّ قصّۀ الغرانیق اقصوصۀ ابتدعها قوم من أهل الضلالۀ وقد أوضحنا حالها فی محاضراتنا باسم سیّد المرسلین صلَّی الله علیه و آله و
فلاحظ. ونکتفی بهذا النزر فی بیان عقائدهم وکلّها ولید إقصاء العقل والمنطق عن ساحۀ العقائد والاکتفاء بالروایات، مع ما فیها « سلَّم
من أباطیل و ترّهات وضعها الأعداء، واختلقتها الأهواء فهی من أسوأ الحرکات الرجعیۀ، الظاهرة فی أواسط القرن الثالث.
صفحۀ 66 من 196
( 153 ) ( تم الکلام فی الکرّامیۀ ( 152
( الظاهریۀ ( 1
( الظاهریۀ