گروه نرم افزاری آسمان

صفحه اصلی
کتابخانه
شاهنامه فردوسی
جلد ششم
الفصل الثانی عشر دور الشیعۀ فی بناء الحضارة






( 527 ) ( الفصل الثانی عشر دور الشیعۀ فی بناء الحضارة الإسلامیۀ وازدهار العلوم ( 526
الحضارة تقابل البداوة، وتطلق علی الاقامۀ فی الحضر وهی الکلمۀ الدارجۀ فی أیّامنا هذه علی ألسن الخطباء وقلم الکتّاب وکلمۀ
التمدّن هی الّتی کانت رائجۀ سابقاً . ولقد شهدت الحیاة البشریۀ علی هذا الکوکب (الأرض) حضارات متعدّدة، لکلٍّ میزاتها
وخصائصها الّتی ضبطها التاریخ، وأفصحت عنها الاکتشافات الأثریۀ. ومن مشاهیر هذه الحضارات: الحضارة الصینیۀ المصریۀ البابلیۀ
الیونانیۀ الرومانیۀ الفارسیۀ وأخیراً الحضارة الغریبۀ ولکل انطباعاتها الخاصۀ . وأمّا الحضارة الإسلامیۀ فهی الّتی تتوسّط بین
الحضارة الأخیرة (الغربیۀ) وما تقدّمها. وهی أکبر الحضارات فی تاریخ الإنسان وأکثرها اهتماماً بالعلم والفلسفۀ والأدب والفنون. وهی
الأساس الوطید الّذي قامت علیه حرکۀ النهضۀ الاوربیۀ. ولقد وضع عشرات من العلماء موسوعات وکتب لبیان ما قدّمته الحضارة
الإسلامیۀ من خدمات جلیلۀ إلی المجتمع البشري فی المجالات المختلفۀ . ولیست الحضارة الإسلامیۀ حضارة عربیۀ ابتدعتها العرب،
بمواهبها وتجاربها بل حضارة الشعوب الإسلامیۀ من عرب و فرس وترك وغیرهم من القومیات، الذین ذابوا فی الإسلام ونسوا
( قومیاتهم ومشخّصاتهم العنصریۀ والبیئیۀ. وکلّما ( 528
تُستخدم الحضارة العربیۀ یراد منها الحضارة الإسلامیۀ. التی انبثقت بطلوع فجر الإسلام فی الجزیرة العربیۀ وانتشرت بانتشاره بسرعۀ
عجیبۀ فخفقت رایاتها فی بقاع واسعۀ من العالم فامتدّت من حدود الصین شرقا، إلی المحیط الأطلسی غربا . إنّ الحضارة الحقیقۀ تتمیّز
بانعدام الهمجیۀ والفوضی الاجتماعیۀ، وباستغلال الموارد الطبیعیۀ والمواهب البشریۀ إلی أقصی الحدود. کما تتمیز بتقدّم العلوم
وازدهار الآداب والفنون، وسموّ المطامح الإنسانیۀ وحلول التنظیم الاجتماعی . إنّ الحضارة تتألّف من عناصر أربعۀ: 1- الموارد
الاقتصادیۀ . 2- النظم السیاسیۀ . 3- التقالید الخلقیۀ . 4- متابعۀ العلوم والفنون . وهی تبدأ حیث ینتهی الاضطراب والقلق لأنّه إذا ما
أمن الإنسان من الخوف تحرّرت فی نفسه دوافع التطلّع وعوامل الابداع والانشاء وبعدئذ لا تنفک الحوافز الطبیعیۀ تستنهضه للمضی
فی طریقه إلی فهم الحیاة وازدهارها( 1) . وما ذکره ذلک العالم الباحث من اُسس الحضارة وأرکانها یرجع إلی تفسیر الحضارة
بالمعنی الجامع الشامل للحضارة الإلهیۀ والمادّیۀ. وأمّا بالنظر إلی الحضارة المرتکزة علی الاُسس الدینیۀ فمن أهم أرکانها توعیۀ
الإنسان فی ظلال الاعتقاد باللّه سبحانه والیوم الآخر. حتّی یکون هو الدافع إلی العمل والالتزام بالسلوك الأخلاقی والدینی. فالحضارة
المنقطعۀ عن التوعیۀ الدینیۀ حضارة صناعیۀ
. 3 / 1 . ویل دورانت: قصۀ الحضارة 1
( 529 )
لا إنسانیۀ، وتمدّن مادّي ولیس بالهی . إنّ مؤسّس الحضارة الإسلامیۀ هو النبیّ الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم وقد جاء بسنن
صفحۀ 180 من 235
وقوانین دفعت البشریۀ إلی مکارم الأخلاق ومتابعۀ العلوم والفنون، واستغلال الموارد الطبیعیۀ وتکوین مجتمع تسود فیه النظم
الاجتماعیۀ المستقیمۀ. ولا یشک فی ذلک من قرأ تاریخ الإسلام وتاریخ النبیّ الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم خصوصاً إذا قارن
بین حیاة البشریۀ بعد بزوغ شمس الإسلام بما قبلها . ثمّ إنّ المسلمین شیدوا أرکان الحضارة الإسلامیۀ فی ظل الخطوط الّتی رسمها
النبیّ الأکرم من خلال القرآن والسنّۀ فأصبح لهم قوّة اقتصادیۀ، ونظم سیاسیۀ، وتقالید دینیۀ وخلقیۀ وأصبحت العلوم والفنون تتطوّر
وتتقدم. وقد قاموا بترجمۀ کتب الیونانیین والفرس وغیرهم إلی لغتهم فصارت الحضارة الإسلامیۀ مزدهرة. بفضل هذه العلوم
وتطویرها. فصارت المکتبات عامرة بآلاف الکتب المتنوّعۀ . انّ لکلّ حضارة طابعاً خاصاً. فلبعضها طابع اقتصادي ولاُخري طابع
عسکري، ولثالث طابع فنّی معماري وهکذا، ولکن الحضارة الإسلامیۀ تتمتّع بمجموع هذه الممیزات فلم تترك میزة دون اُخري .
والّذي یطیب لنا فی هذا الفصل، ذکر مشارکۀ الشیعۀ فی بناء هذه الحضارة خصوصاً فیما یرجع إلی الرکن الرابع وهو متابعۀ العلوم
والفنون، وأمّا الأرکان الثلاثۀ الباقیۀ فغیر مطلوبۀ لنا فی هذا الفصل وذلک: لأنّ الموارد الاقتصادیۀ شارك فیها المسلمون انطلاقاً من
( دوافعهم النفسیۀ من خلال الاهتمام بالاُمور التالیۀ: 1- التنمیۀ الزراعیۀ بأنواعها المختلفۀ من الحبوب والفاکهۀ وغیرهما. ( 530
-2 استخراج المعادن الذهبیۀ، والفضّیۀ، والأحجار، النفیسۀ الکریمۀ، کالفیروز، والعقیق، والزمرّد واللؤلؤ والمرجان. 3- إحداث القنوات
المائیۀ وبناء السدود. وتقسیم الماء، ومحاربۀ طغیانه. 4- تربیۀ الحیوانات الألیفۀ وصید السمک والطیور. 5- صناعۀ الألبسۀ والأقمشۀ
والستور والسجاد . 6- صناعۀ الورق وکتابۀ الکتب ونشرها فی العالم . 7- ایجاد المواصلات البرّیۀ والبحریّۀ، وتنظیم حرکۀ الملاحۀ،
ومحاربۀ قطاع الطرق واللصوص فی البحر والبر . 8- العنایۀ الفائقۀ بالتجارة وعقد الاتّفاقیات التجاریۀ مع البلدان المجاورة، إلی غیر
ذلک ممّا یوجب ازدهار الوضع الاقتصادي، فلا یصحّ ابعاد قوم عن تلک الساحۀ وتخصیص الازدهار الاقتصادي بطائفۀ دون اُخري
فإنّ الإنسان حسب الفطرة والدافع الغریزي، ینساق إلی ذلک . وأمّا النظم السیاسیۀ فقد نضجت فی الدولتین الامویۀ والعباسیۀ فی
حقول شتی: الادارة والعسکریۀ البریۀ منها والبحریۀ، فقد قامت کل دولۀ فی مصر الخلفاء بواجبها من غیر فرق بین الدول الشیعیۀ منها
کالحمدانیین والبویهیین والفاطمیین وغیرهم کالسامانیۀ والسلاجقۀ والغزاونۀ وهکذا . وأمّا التقالید الخلقیۀ فقد کانت منبثقۀ من صمیم
الإسلام ومأخوذة من الکتاب والسنّۀ وأمّا التقالید القومیۀ لقد افسح الإسلام لها المجال إذا لم تکن معارضۀ لمبادئ الشریعۀ والمثل
الأخلاقیۀ الإسلامیۀ . فلأجل ذلک نرکز علی الرکن الرابع من هذه الأرکان الأربعۀ للحضارة، وهو متابعۀ العلوم والفنون فهی الطابع
الأساسی للحضارة الإسلامیۀ وبها تتمیّز عن ما تقدّم علیها وعن ما تأخّر عنها، فنأتی بموجز عن دور الشیعۀ فی بناء هذا الرکن أي
( ازدهار ( 531
العلوم والفنون لیظهر أنّهم کانوا فی الطلیعۀ وکان لهم الدور الأساسی . إنّ الحضارة الإسلامیۀ تستمد من الکتاب والسنّۀ فکل من قدّم
خدمۀ للقرآن لفظاً ومعنی، صورة ومادة فقد شارك فی بناء الحضارة الإسلامیۀ ومثله السنّۀ وإلیک البیان . 1- قدماء الشیعۀ وعلم
النحو:
إنّ دراسۀ القرآن بین الاُمۀ ونشر مفاهیمه، یتوقّف علی معرفۀ العلوم الّتی تعد مفتاحاً له إذ لولا تلک العلوم لکانت الدراسۀ ممتنعۀ،
ونشرها فی ربوع العالم غیر میسور، جدّاً. بل لولا هذه العلوم ونضجها لحرم جمیع المسلمین حتّی العرب منهم من الاستفادة من القرآن
الکریم. لأنّ الفتوحات فرضت علی المجتمع العربی الاختلاط مع بقیۀ القومیات وسبَّب ذلک خطراً علی بقاء اللغۀ العربیۀ وکان العرب
عند ظهور الإسلام یعربون کلامهم علی النحو الّذي فی القرآن إلاّ من خالطهم من الموالی والمتعرّبین، ولکن اللحن لم یکثر إلاّ بعد
الفتوح وانتشار العرب فی الآفاق فشارع اللحن فی قراءة القرآن فمست الحاجۀ الشدیدة إلی ضبط قواعد اللغۀ( 1) . فقام أبو الأسود
الدؤلی بوضع قواعد نحویۀ بأمر الامام أمیرالمؤمنین علیه السلام فأبو الأسود إمّا واضع علم النحو أو مدوّنه وکان من سادات
التابعین، صاحب علیّاً وشهد معه صفین. ثمّ أقام فی البصرة. یقول الشیخ أبو الحسن سلامۀ الشامی النحوي: إنّ علیاًدخل علیه أبوالأسود
یوماً. قال: فرأیته مفکّراً، فقلت له: مالی أراك مفکّراً یا أمیرالمؤمنین؟ قال: إنّی سمعت من بعض الناس لحناً وقد هممت أن أضع کتاباً
صفحۀ 181 من 235
أجمع فیه کلام العرب. فقلت: إن فعلت ذلک أحییت
. 219 / 1 . جرجی زیدان: تاریخ آداب اللغۀ العربیۀ 1
( 532 )
أقواماً من الهلاك فألقی إلیّ صحیفۀ فیها: الکلام کلّه إسم وفعل وحرف. فالإسم ما دلّ علی المسمّی، والفعل ما دلّ علی حرکۀ
المسمّی، والحرف ما أنبأ عن معنی ولیس بإسم ولا فعل وجعل یزید علی ذلک زیادات قال: واستأذنته أن اصنع فی النحو ما صنع فأذِن
وأتیته به فزاد فیه ونقص، وفی روایۀ أنّه ألقی إلیه الصحیفۀ وقال له: انح نحو هذه فلهذا سمّی النحو نحوا( 1) . ومن المعلوم انّ هذه
القواعد لم تکن تسد الحاجۀ الملحّۀ. ولکن أبا الأسود قام باکمالها وضبطها وبتمییز المنصوب من المرفوع والاسم من الفعل بعلامات
نسمّیها الاعراب فالروایات مجمعۀ علی أنّ أبا الأسود (وهو شیعی المذهب توفّی سنۀ 69 ) إمّا مدوّن علم النحو أو واضعه وأضحی ما
دوَّنه مصدراً لهذا العلم فی العصور الّلاحقۀ وهناك کلام لابن الندیم دونک لفظه. یقول: قال محمّد بن إسحاق: زعم أکثر العلماء أنّ
النحو اُخذ عن أبی الأسود الدؤلی وأنّ أبا الأسود أخذ ذلک عن أمیرالمؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام . ثمّ نقل عن الطبري
وقال: انّما سمّی النحو نحواً لأنّ أبا الأسود الدؤلی قال لعلی علیه السلام وقد ألقی علیه شیئاً من اُصول النحو قال أبو الأسود:
2- وإذا کان أبو الأسود الدؤلی واضعاً للنحو فالخلیل بن أحمد الفراهیدي هو . ( واستأذنته أن أصنع نحو ما صنع، فسمّی ذلک نحواً( 2
المنقّح له والباسط له. قال أبوبکر محمّد بن الحسن الزبیدي: والخلیل بن أحمد، أوحد العصر، وفرید الدهر، وجهبذ الاُمۀ واُستاذ أهل
الفطنۀ الّذي لم یر نظیره ولا
1 . حسن الصدر: تأسیس الشیعۀ 51 ولقد بلغ الغایۀ فی ذلک المجال فنقل کلمات المؤرّخین فی ما قام به الأمام وتلمیذه فی تأسیس
علم النحو .
( 2 . ابن الندیم: الفهرست 66 وللکلام صلۀ من أراد فلیرجع إلی المصدر . ( 533
عرف فی الدنیا عدیلۀ، وهو الّذي بسط النحو ومدّ اطنابه وسبب علله وفتق معانیه وأوضح الحجاج فیه، حتّی بلغ أقصی حدوده وانتهی
إلی ابعد غایته... وسیوافیک انّ الخلیل من أصحاب الامام الصادق ومن شیعته . ثمّ إنّ علماء الفریقین شارکوا فی نضج هذا العلم
وایصاله إلی القمۀ . ولیس للمصنف بخس حق طائفۀ لمصالح اُخري ولکن لمّا کان الهدف هو بیان دور الشیعۀ فی تطویر العلوم
وتتبّعها نذکر من خدم علم النحو من قدماء الشیعۀ فقط منهم. 1- عطاء بن أبی الأسود: قال الشیخ الطوسی فی باب أصحاب الحسین
2- أبو جعفر . ( بن علی: ومنهم ابن أبی الأسود الدؤلی. وقال الحافظ السیوطی فی الطبقات: عطاء، استاذ الأصمعی وأبو عبیدة( 1
محمّد بن الحسن بن أبی سارة الرواسی الکوفی: قال السیوطی: هو أوّل من وضع من الکوفیین کتاباً فی النحو وسمّاه الفیصل وهو
اُستاذ الکسائی والفرّاء( 2) . قال النجاشی: روي هو وأبوه عن أبی جعفر وأبی عبداللّه علیهما السلام وله کتاب الوقف والابتداء،
3- حمران بن أعین أخو زرارة بن أعین: کان نحویاً إماماً فیه، عالماً بالحدیث واللغۀ . ( وکتاب الهمز، وکتاب اعراب القرآن( 3
والقرآن، أخذ النحو والقراءة عن (ابن) أبی الأسود، وأخذ عنه الفراء وحمزة أحد السبعۀ وأخذ الحدیث عن الامام السجاد والباقر
والصادق. وآل أعین بیت کبیر بالکوفۀ من أجلّ بیوت الشیعۀ ولأبی غالب الزراري
. 1 . تأسیس الشیعۀ 65
. 2 . تأسیس الشیعۀ 67
( 534 ) . 200 برقم 884 / 3 . النجاشی: الرجال 2
4- أبو عثمان المازنی: بکر بن . ( رسالۀ فی ترجمۀ آل أعین قال: کان حمران من أکابر مشایخ الشیعۀ وکان عالماً بالنحو واللغۀ( 1
محمّد: قال النجاشی: کان سید أهل العلم بالنحو والعربیۀ واللغۀ ومقدمته بذلک مشهورة، وکان من علماء الإمامیۀ، قد تأدّب علی ید
5- ابن السکیت: یعقوب . (3) إسماعیل بن میثم( 2) له فی الأدب کتاب التصریف، کتاب ما یلحن فیه العامۀ، التعلیق. مات سنۀ 248
صفحۀ 182 من 235
بن إسحاق السکیت: کان مقدّماً عند أبی جعفر (الجواد) وأبی الحسن (الهادي) علیهما السلام وکانا یختصّانه. وله عن أبی جعفر
علیه السلام روایۀ ومسائل، وقتله المتوکّل لأجل تشیّعه، وأمره مشهور، وکان وجیهاً فی علم العربیۀ واللغۀ، ثقۀ، مصدّقاً، لا یطعن علیه.
وله کتب: إصلاح المنطق، کتاب الألفاظ، کتاب ما اتّفق لفظه واختلف معناه، کتاب الأضداد، کتاب المذکّر والمؤنّث، کتاب
المقصور والممدود،و...( 4) . وسبب قتله: انّ المتوکل سأله یوماً وهو یعلّم ابنیه وقال: یا یعقوب أیّهما أحبّ إلیک، ابناي هذان، أم
فأمر المتوکّل فسلّوا لسانه من قفاه فمات، وقد خلّف بضعۀ « انّ قنبراً خادم علی خیر منک ومن ابنیک » : الحسن والحسین؟ فأجابه
وعشرین أثراً فی النحو واللغۀ والشعر( 5) واستشهد سنۀ 244 .
1 . أبو غالب: رسالۀ فی آل أعین 2 3 بتلخیص .
2 . وهو من أئمّۀ المتکلّمین فی الشیعۀ .
272 برقم 277 وذکره ابن الندیم فی أخبار النحویین واللغویین 90 والخطیب البغدادي فی تاریخ مدینۀ بغداد / 3 . النجاشی: الرجال 1
. ج 7 برقم 3529
. 425 برقم 1215 / 4 . النجاشی: الرجال 2
( 424 وترجمه ابن خلکان: فی وفیاته، ویاقوت فی طبقات الادباء وغیرهما . ( 535 / 5 . جرجی زیدان: تاریخ آداب اللغۀ العربیۀ 1
-6 ابن حمدون: أحمد بن إبراهیم بن إسماعیل بن داود بن حمدون: قال النجاشی: الکاتب الندیم، شیخ أهل اللغۀ ووجههم. اُستاذ
7- أبو إسحاق النحوي: ثعلبۀ . ( أبی العباس( 1) وکان خصیصاً بسیدنا أبی محمّد العسکري وأبی الحسن قبله. له کتب ثمّ ذکر کتبه( 2
بن میمون: قال النجاشی: کان وجهاً فی أصحابنا، قارئاً، فقیهاً، نحویّاً، لغویّاً، راویۀ، وکان حسن العمل، کثیر العبادة والزهد، روي عن
الصادق والکاظم( 3). وبما أنّ الامام الکاظم توفّی عام مائۀ وثلاث وثمانین، فهو من أهل المائۀ الثانیۀ . 8- قتیبۀ النحوي، الجعفی،
الکوفی: قال النجاشی: المؤدب المقري، ثقۀ، عین، روي عن الصادق( 4) وذکره السیوطی فی بغیۀ الوعاة ووصفه فی تأسیس الشیعۀ
9- إبراهیم بن أبی البلاد: قال النجاشی: کان ثقۀ، قارئاً، أدیباً، روي عن الصادق والکاظم علیهما .( بأنّه إمام أهل النحو واللغۀ( 5
10 - محمّد بن سلمۀ الیشکري: قال النجاشی: جلیل من أصحابنا الکوفیین، عظیم القدر، فقیه، قارئ، لغوي، راویۀ، خرج . ( السلام ( 6
إلی البادیۀ، ولقی العرب وأخذ
1 . یرید ثعلب ( 200 291 م) .
. 237 برقم 228 / 2 . النجاشی: الرجال 1
. 294 برقم 300 وذکره ابن حجر فی لسان المیزان ج 2 برقم 332 / 3 . النجاشی الرجال 1
. 185 برقم 867 / 4 . النجاشی: الرجال 2
. 5 . تأسیس الشیعۀ 76
( 536 ) . 102 برقم 31 / 6 . النجاشی: الرجال 1
عنهم، وأخذ عنه: یعقوب بن السکیت، ثمّ ذکر کتبه( 1) وبما أنّه شیخ ابن السکیت فهو أهل المائۀ الثانیۀ وأوائل الثالثۀ . 11 - أبو
عبداللّه النحوي: الحسین بن أحمد بن خالویه، سکن حلب ومات بها، وکان عارفاً بمذهبنا، مع علمه بعلوم العربیۀ، واللغۀ، والشعر، وله
کتب ومن کتبه: مستحسن القراءات والشواذ، کتاب فی اللغۀ( 2). ووصفه السیوطی فی الطبقات إنّه إمام اللغۀ والعربیۀ، وغیرهما من
العلوم الأدبیۀ، دفن ببغداد سنۀ 314 ه . 12 - أبو القاسم التنوخی: قال الشیخ رشید الدین ابن شهر آشوب: انّه من جملۀ الشعراء
المجاهرین بالشعر فی مدح أهل البیت، وقال یاقوت: کان فی النحو وحفظ الأحکام وعلم الهیئۀ والعروض قدوة، وکان یحفظ من اللغۀ
والنحو شیئاً عظیما( 3) . ما ذکرناه نماذج من أئمّۀ اللغۀ من الشیعۀ الامامیۀ فی القرون الاُولی، وأمّا من ولیهم من الأئمّۀ فحدّث عنهم
ولا حرج، فإنّ ذکر أسمائهم ونبذ من حیاتهم یدفعنا إلی تألیف مفرد، وقد کفانا فی ذلک ما کتبه السید الصدر فی هذا المجال، فقد
صفحۀ 183 من 235
بلغ النهایۀ، وقد ذکر أئمّۀ النحو من الشیعۀ إلی القرن السابع( 4) فبلغ 140 إماماً واُستاذاً ومؤلّفاً فی الأدب العربی ولا سیما النحو وبینهم
شخصیات بارزة کالشریف المرتضی (ت 436 ه) والشریف الرضی وابن الشجريّ الّذي یقول فی حقه السیوطی: کان أوحد زمانه،
وفرد أوانه فی علم العربیۀ ومعرفۀ اللغۀ وأشعار العرب توفّی 542 .
. 218 برقم 897 / 1 . النجاشی: الرجال 2
. 188 برقم 159 / 2 . النجاشی: الرجال 1
. 3 . تأسیس الشیعۀ 91
( 537 ) . 4 . لاحظ تأسیس الشیعۀ 39 137
ونجم الأئمّۀ الرضی الاستر آبادي، إلی غیر ذلک من الشخصیات البارزة . 2- قدماء الشیعۀ وعلم الصرف:
إنّ أوّل من دوّن الصرف أبو عثمان المازنی وکان قبل ذلک مندرجاً فی علم النحو، کما ذکره فی کشف الظنون، وشرحه أبو الفتح
عثمان بن جنّی المتوفّی فی 392 ه( 1) وأبسط کتاب فی الصرف، ما کتبه نجم الأئمۀ أعنی محمّد بن الحسن الاسترآبادي الغروي، له
شرح الشافیۀ فی الصرف، کما له شرح الکافیۀ فی النحو وکلا کتابیه جلیل الخطر محمود الأثر، قد جمع بین الدلائل والمبانی، قال فی
کشف الظنون: للکافیۀ شروح أعظمها شرح الشیخ رضیّ الدین محمّد بن الحسن الطوسی الاستر آبادي النحوي قال السیوطی: لم
یؤلّف علیها، بل ولا فی غالب کتب النحو مثله جمعاً وتحقیقاً فتداوله الناس واعتمدوا علیه وله فیه أبحاث کثیرة ومذاهب ینفرد بها فرغ
من تألیفه سنۀ 683 . أقول: فرغ من شرح الکافیۀ سنۀ 686 فی النجف الأشرف، کما هو مذکور فی آخر الکتاب .
ولنکتف بهذا المقدار فی مساهمۀ الشیعۀ، مع غیرهم فی بناء الأدب العربی وتجدید قواعده وارسائها فی مجالی النحو والصرف، وفیما
ذکرنا غنی وکفایۀ . 3- قدماء الشیعۀ وعلم اللغۀ:
ونرید بعلم اللغۀ، الاشتغال بألفاظ اللغۀ من حیث اُصولها، واشتقاقها، ومعناها وهو یطلب لنفسه تألیف معاجم لغویۀ إمّا فی موضوعات
خاصّۀ کالخیل
. « کافیۀ » 249 مادة / 1 . کشف الظنون 1
( 538 )
والشاة والوحوش والإنسان فقد اُلّف حولهما کتب تحتوي کلّ منها أسماء الحیوانات وأعضائها، ومن الإنسان أعضائه وأسماؤه. أو
موضوعات عامۀ وأوّل من ألّف فی القسم الثانی هو: 1- أبو عبدالرحمان الخلیل بن أحمد البصري الفراهیدي الأزدي: سید أهل
الأدب، هو أوّل من ضبط اللغۀ وأوّل من استخرج علم العروض إلی الوجود، فهو أسبق العرب إلی تدوین اللغۀ وترتیب ألفاظها علی
جمع فیه ما کان معروفاً فی أیّامه من ألفاظ اللغۀ وأحکامها، وقواعدها، ورتّب ذلک علی حروف « العین » حروف المعجم فألّف کتابه
« واي » الهجاء، لکنّه رتّب الحروف حسب مخارجها من الحلق، فاللسان، فالأسنان، فالشفتین، وبدأ بحرف العین وختمها بحروف العلّۀ
وسُمِّی الکتاب بأوّل لفظ من ألفاظه( 1) . وکان الکتاب مخطوطاً عزیز النسخۀ، لکنّه رأي النور أخیراً وطبع محقّقاً. لم یشک أحد من
(2) علمائنا أنّ الخلیل کان شیعیّاً وعن المرزبانی أنّه ولد عام مائۀ من الهجرة وتوفی سنۀ 170 أو 175 وقال ابن قانع أنه توفّی سنۀ 160
قال النجاشی « الخلیلی » قد ألّف کتاباً فی الإمامۀ، أورده بتمامه محمّد بن جعفر المراغی فی کتابه واستدرك علیه ما لم یذکره وأسماه
کان یتعاطی الکلام، له کتاب مختار الأخبار، کتاب « المراغی » محمّد بن جعفر بن محمّد: أبو الفتح الهمدانی الوادعی المعروف ب
الخلیلی فی الامامۀ، وکتاب ذکر المجاز من القرآن( 3) . قال العلّامۀ فی الخلاصۀ: کان خلیل بن أحمد أفضل الناس فی الأدب

. 1 . آداب اللغۀ العربیۀ 427 428
. 403 برقم 3739 / 2 . المامقانی: تنقیح المقال 1
صفحۀ 184 من 235
( 539 ) . 318 برقم 1054 / 3 . النجاشی: الرجال 2
وقوله حجّ ۀ فیه واخترع علم العروض، وفضله أشهر من أن یذکر وکان إمامیّ المذهب( 1) . وقال ابن داود: الخلیل بن أحمد شیخ
2- أبان بن تغلب بن رباح الجُرَیري: من أصحاب . ( الناس فی علوم الأدب فضله وزهده أشهر من أن یخفی، کان إمامیّ المذهب( 2
الباقر والصادق، قال النجاشی: کان قارئاً من وجوه القرّاء، فقیهاً، لغویاً، سمع من العرب وحکی عنهم( 3) وقال یاقوت: ذکره أبو جعفر
3- ابن حمدون . ( الطوسی فی مصنفّی الامامیۀ. وقال: هو ثقۀ جلیل القدر عظیم المنزلۀ وقال: کان قارئاً، فقیهاً، لُغویّاً، نبیهاً ثبتا( 4
4- أبوبکر محمّد بن الحسن بن درید الأزدي: الأدیب اللغوي، صاحب . ( الندیم: شیخ أهل اللغۀ ووجههم واُستاذ أبی العباس ثعلب( 5
علی منوال « جمهرة اللغۀ » الجمهرة فی اللغۀ مات هو وأبو هاشم الجبّائی فی یوم واحد فقال الناس: مات علم اللغۀ والکلام. ألّف کتاب
-5 الصاحب بن عباد: عظیم الشأن، جلیل القدر فی العلم والأدب، وألّف . (6)« جوهرة الجمهرة » واختصره الصاحب وسمّاه « العین »
عشر مجلدات وقد عرفت تلخیص « المحیط » : الصدوق ( 306 381 ) کتابه عیون أخبار الرضا علیه السلام لأجله، ومن کتبه فی اللغۀ
الجوهرة. وأمّا تشیّعه فحدّث
. 1 . العلامۀ الحلّی: الخلاصۀ، القسم الأول 67
. 2 . ابن داود الحلّی: الرجال، القسم الأول 88 برقم 574
. 73 برقم 6 / 3 . النجاشی: الرجال 1
. 107 / 4 . یاقوت: معجم الاُدباء 1
. 56 / 5 . الطوسی: الفهرست 11
( 540 ) . 195 / 6 . الخطیب البغدادي: تاریخ بغداد 2
عنه ولا حرج . وکم له من قصائد فی مدح أهل البیت نذکر منها ما یلی: ألم تعلموا انّ الوصی هو الذي * أتی الزکاة وکان فی
المحراب ألم تعلموا انّ الوصی هو الذي * حکم الغدیر له علی الأصحاب( 1)ولنکتف بهذا المقدار فانّ المقصود اراءة نماذج من کبار
4- قدماء الشیعۀ وعلم . ( القدماء الذین شارکوا المسلمین فی تأسیس العلوم العربیۀ وتطویرها وأمّا التفصیل فیرجع إلی محالّه( 2
العروض:
إذا کانت الشیعۀ هی الّتی ابتکرت علم النحو بهدایۀ من باب علم النبی الأکرم علیه السلام ولحسن الحظ أنّها المبتکرة أیضاً لعلم
العروض واستخراجه إلی الوجود وإلیک المؤسّسین والمؤلّفین فیه بوجه موجز . 1- الخلیل بن أحمد الفراهیدي البصري قال ابن
-2 . ( خلّکان: هو الّذي استنبط علم العروض وأخرجه إلی الوجود، وحصر أقسامه فی خمس دوائر یستخرج منها خمسۀ عشر بحراً( 3
کافی الکفاة الصاحب بن عباد الطائر الصیت، له کتاب الاقناع فی
66 وله قصائد اُخري مذکورة فیه . / 1 . الغدیر 4
2 . لاحظ تأسیس الشیعۀ للسید الصدر فقد ترجم فیه 24 شخصاً کلّهم من أقطاب علم اللغۀ وللمناقشۀ فی بعض ما ذکره وان کان
مجالا لکنّه لا ینقص عن عظم الجهد الّذي بذله فی طریق منشوده .
( 541 ) . 244 برقم 220 / 3 . وفیات الأعیان 2
العروض( 1) وقد توإلی التألیف بعده إلی عصرنا هذا، ومن أراد التفصیل فلیرجع إلی المعاجم حول مصنّفات الشیعۀ . ومن أبرز ما اُلّف
فی العروض أخیراً أثران: أحدهما: للسید الشریف هبۀ الدین الشهرستانی 1301 1386 أسماه: رواشح الفیوض فی علم العروض وقد
طبع فی طهران 1324 . ثانیهما: منظومۀ رصینۀ قیّمۀ قلّما رأي الدهر مثلها للشیخ مصطفی التبریزي ( 1298 1338 ) شرحها العلّامۀ أبو
وإلیک مستهلّها: « اداء المفروض فی شرح ارجوزة العروض » المجد الشیخ محمّد رضا الاصفهانی ( 1286 1362 ) وأسماها
الحمدللّه علی اسباغ ما * أولی لنا من فضله وأنعما وخصّنا منه بواف وافر * من بحر جوده المدید الزاخر صلّی علی نبیّنا المختار * ما
صفحۀ 185 من 235
عاقب اللیل علی النهار وآله معادن الرسالۀ * بهم یداوي علل الجهالۀ خذها ودع عنک رموز الرامزة * کعادة تجلی علیک بارزة
تجمع کل ظاهر وخاف * فی علمی العروض والقوافی( 2) ولنکتف بهذا المقدار والمقصود عرض موجز من مشاطرتهم غیرهم فی
تتبّع العلوم وتطویرها .
. 132 / 1 . کشف الظنون 1
5- قدماء الشیعۀ وطرائف الشعر: ( 542 ) . 2 . نحتفط منها بنسخۀ بخط السید الامام الخمینی قدس سره وفرغ من نسخها عام 1346
لا نرید من الشعر فی المقام، الألفاظ المسبوکۀ، والکلمات المنضَّدة علی أحد الأوزان الشعریۀ. وانّما نرید منه ما یحتوي علی
المضامین العالیۀ، فی الحیاة ویبث روح الجهاد فی الإنسان أو الّذي یشتمل علی حجاج فی الدین أو تبلیغ للحق. وعلی مثل هذا الشعر
بنیت الحضارة الإنسانیۀ وهو مقیاس ثقافۀ الاُمّۀ ورقیّها وله خلود عبر القرون لا تطمسه الدهور والأیّام . فلو نري فی الذکر الحکیم،
تندیداً بالشعراء لقوله عزّوجلّ: (والشُّعَراءُ یَتَّبِعُهُمُ الغاوون)( 1)فانّما یرید بها الشعراء المأجورین الذین یتغافرون بالأباطیل فیجعلون من
الشعر تجارة، ویصنعون من الظالم مظلوماً، ومن المظلوم ظالماً ولأجل ذلک قال سبحانه: (ألَمْ تَرَ أنَّهُمْ فِی کُلِّ واد یَهیمُونَ * وأنَّهُمْ
یَقُولُونَ ما لا یَفْعَلُونَ)( 2) . فإذا کان المراد من الشعراء هذه الطائفۀ المثلی، الذین لا یقصدون بشعرهم وأدبهم وطرائفهم إلاّ ترویج
الحق ودعمه ونشره فی الملاء، فنري فی الشیعۀ طبقۀ راقیۀ منهم فی القرون الاُولی وکان أئمۀ أهل البیت یقدّرون جهودهم ویرحبّون
بهم بکل حفاوة کما نطق به التاریخ فی حقّ الفرزدق ومیمیته وهاشمیات الکمیت، وعینیۀ الحمیري وتائیۀ دعبل، لقد حظوا جمیعاً
بتقدیر واحترام الأئمۀ وصار عملهم فی هذا المجال اسوة الشیعۀ . وإلیک أسماء قلیل من شعراء الشیعۀ مع ذکر ابیات من شعرهم
الخالد .
. 1 . الشعراء / 224
1- قیس بن سعد بن عبادة: ( 543 ) . 2 . الشعراء / 225 226
وهو سید الخزرج، الصحابی الجلیل، کان زعیماً مطاعاً، کریماً ممدوحاً، وکان من شیعۀ علی علیه السلام بعثه علی أمیراً علی مصر
سنۀ 36 وهو وأبوه وأهل بیته من الذین لم یبایعوا ابابکر وقالوا لا نبایع إلاّ علیّاً( 1) . ومن أشعاره الّتی أنشدها بین یدي أمیرالمؤمنین
علیه السلام : قلتُ لمّا بغی العدو علینا * حسبنا ربّنا ونعم الوکیل حسبنا الّذي فتح البصر * ة بالأمس والحدیث الطویل یوم قال النبی
:( 2- الکمیت ( 60 126 ( من کنت مولا * ه فهذا مولاه خطب جلیل انّما قاله النبی علی الاُمّۀ * حتم ما فیه قال وقیل( 2
وهو الکمیت بن زید شاعر مقدم، عالم بلغات العرب، خبیر بأیّامها من شعراء مضر. وکان معروفاً بالتشیّع لبنی هاشم مشهوراً بذلک
وقد حظی بتقدیر الأئمۀ لا صحاره بالحق، ولجهاده فی سبیله، وهاشمیاته المقدّرة ب 578 بیتاً أخلد ذکراه فی التاریخ وهی مشتملۀ علی
میمیۀ وبائیۀ ورائیۀ وغیرها . وإلیک أبیاتاً من عینیته: ویوم الدوح دوح غدیر خم * أبان له الولایۀ لو اُطیعا ولکن الرجال تبایعوها * فلم
أر مثلها خطراً مبیعا
. 462 / 1 . الطبري: التاریخ 3
( 544 ) . 2 . المفید: الفصول المختارة 87 ، الکراجکی: کنز الفوائد 234 ، سبط ابن الجوزي: تذکرة الخواص 20
إلی أن قال: أضاعوا أمر قائدهم فضلّوا * وأقومهم لدي الحدثان ریعا تناسوا حقّه وبغوا علیه * بلا ترة وکان لهم قریعا فقل لنبی اُمیّۀ
. ( حیث حلّوا * وإن خفت المهنَّد والقطیعا ولقد طبع دیوان الکمیت غیر مرة وشرحه الاُستاذ محمّد شاکر الخیاط والاُستاذ الرافعی( 1
:( -3 السید الحمیري (ت 173
أبو هاشم إسماعیل بن محمّد الملقّب بالسید، الشاعر المعروف، ومن المکثرین المجیدین، ومن الثلاثۀ الذین عدّوا أکثر الناس شعراً
وکان متفانیاً فی حبّ العترة الطاهرة فلم یکن یري لمناوئیهم حرمۀ وقدراً « أبو العتاهیۀ » و « بشار » و « السیّد » فی الجاهلیۀ والإسلام وهم
وکان یشدّد النکیر علیهم فی کل موقف ویهجوهم بألسنۀ حداد فی کل حول طول . ومن قصائده المعروفۀ، عینیته وقد شرحها عدة
صفحۀ 186 من 235
4- دعبل ( من الأدباء ومستهلّلها: لاُم عمرو باللوي مربَع * طامسۀ أعلامها بلقعُ تروع عنها الطیر وحشیَّۀ * والوحشُ من خیفته تفزعُ( 2
:( الخزاعی (ت 246
أبو علی دعبل بن علی الخزاعی وهو من بیت علم وفضل وأدب، یرجع نسبه
. 180 212 / 1 . إقرأ حیاة الکمیت فی الغدیر 2
( 545 ) . 213 289 / 2 . إقرأ ترجمۀ السید فی الغدیر 2
إلی بدیل بن ورقاء الخزاعی الّذي دعا فی حقّه النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم . قال النجاشی: أبو علی الشاعر المشهور فی
أصحابنا، صنّف کتاب طبقات الشعراء ومن أراد التوغّل فی حیاته وسیرته، فلیقرأ النواحی الأربعۀ من حیاته: 1- تهالکه فی ولائه لأهل
البیت علیهم السلام . 2- نبوغه فی الشعر والأدب والتاریخ وتآلیفه . 3- روایته للحدیث والرواة عنه ومن یروي عنهم . 4- سیرته مع
الخلفاء ثم ملحه ونوادره وثم ولادته ووفاته( 1) . وإلیک نزراً من تائیته المعروفۀ: تجاوبن بالأرنان والزفراتِ * نوائح عجم اللفظ
والنطقات إلی أن یقول: هم نقضوا عهد الکتاب و * فرضه ومحکمه بالزور والشبهات ولم تک إلاّ محنۀ قد کشفتهم * بدعوي ضلال
:( من هن وهنات تراث بلا قربی وملک بلا هوي * وحکم بلا شوري بغیر هدات 5- أبو فراس ( 320 357
أبو فراس الحرث ابن أبی العلاء قال الثعالبی: کان فرد دهره، وشمس عصره، أدباً وفضلا وکرماً ونبلا ومجداً وبلاغۀ وبراعۀ وفروسیۀ
وشجاعۀ وشعره مشهور سائر بین الحسن والجودة، والسهولۀ والجزالۀ، والعذوبۀ والفخامۀ، والحلاوة والمتانۀ( 2) .
. 369 368 / 1 . لاحظ حیاته فی الغدیر 2
( 546 ) . 2 . یتیمۀ الدهر 270
وتبعه فی اطرائه والثناء علیه ابن عساکر. ومن قصائده المعروفۀ المیمیۀ. الّتی مستهلّها . الحق مهتضم والدین مخترم * وفی آل رسول
اللّه مقتسم والناس عندك لا ناس فیحفظهم * سوم الرعاة ولا شاء ولا نعم إلی أن قال: باللرجال أما لله منتصر * من الطغاة أما لله منتقم
بنو علی رعایا فی دیارهم * والأمر تملکه النسوان والخدم إلی أن قال: ابلغ لدیک بنی العباس مالکۀ * لا یدَّعوا ملکها ملّاکها العجم
أيّ المفاخر أمست فی منازلکم * وغیرکم آمر فیها ومحتکم أنّی یزیدکم فی مفخر علم * وفی الخلاف علیکم یخفق العلم یا باعۀ
الخمر کُفّوا عن مفاخرکم * لمعشر بَیْعهم یوم الهیاج دم( 1) ویطیب لی فی المقام أن اُشیر إلی أسماء بعض من أنجبتهم مدرسۀ أهل
البیت فی حلبۀ الشعر والأدب فی القرن الرابع والخامس من اناس معدودین فی القمّۀ فعلی القارئ الکریم أن یطالع عن حیاتهم ویقرأ
دواوینهم . 1- ابن الحجاج البغدادي المتوفّی 321 صاحب القصیدة المعروفۀ: یا صاحب القبّۀ البیضاء علی النجف * من زار قبرك
واستشفی لدیک شفی 2- الشریف الرضی 357 406 الغنی عن کل تعریف وبیان . 3- الشریف المرتضی 355 436 وهو کأخیه
أشهر من أن یعرّف . 4- مهیار الدیلمی المتوفّی 448 الّذي هو فی الرعیل الأوّل من شعراء القرن
. 399 401 / 1 . الغدیر 3
( 547 )
الرابع وله غدیریات کثیرة منها: هل بعد مفترق الأظغان مجتمع * أم هل زمان بهم قد فات یرتجع هذا عرض موجز لبعض الشعراء
البارزین من الشیعۀ وفیه کفایۀ لمن أراد الاجمال وأمّا من أراد التوسّع فلیرجع إلی الکتب التالیۀ: 1- الأدب فی ظلّ التشیّع للشیخ
عبداللّه نعمۀ . 2- تأسیس الشیعۀ: للسیّد حسن الصدر. الفصل السادس . 3- الغدیر للعلّامۀ الأمینی بأجزائه الأحد عشر . 6- قدماء
الشیعۀ وعلم التفسیر:
إنّ القرآن هوالمصدر الرئیسی للمسلمین فی مجالی العقیدة والشریعۀ، وهو المعجزة الخالدة للنبی الأکرم، وقد قام المسلمون بأروع
الخدمات لهذا الکتاب الإلهی علی وجه لا تجد له مثیلا بین أصحاب الشرائع السابقۀ، حتّی أسّسوا لفهم کتابهم علوماً قد بقی فی ظلّها
القرآن مفهوماً للأجیال، کما قاموا بتفسیره وتبیین مقاصده بصور شتی، لا یسع المقام لذکرها. فأدّوا واجبهم تجاه کتاب اللّه العزیز
صفحۀ 187 من 235
شکر اللّه مساعیهم من غیر فرق بین الشیعۀ والسنّۀ . إنّ مدرسۀ الشیعۀ منذ أن ارتحل النبیّ الأکرم إلی یومنا هذا، أنتجت تفاسیراً علی
أصعدة مختلفۀ، وخدمت الذکر الحکیم بصور شتّی، فأتی بوجه موجز، لما اُلّف فی القرون الإسلامیۀ الاُولی . إنّ أئمّۀ أهل البیت بعد
الرسول الأکرم هم المفسّرون للقرآن الکریم حیث فسّروا القرآن، بالعلوم الّتی نحلهم الرسول بأقوالهم وأفعالهم وتقریراتهم الّتی لا
تشذّ عن قول الرسول وفعله وحجته، ومن الظلم الفادح أن نذکر الصحابۀ والتابعین فی عداد المفسّرین ولا نعترف بحقوق أئمّۀ أهل
( البیت إلاّ شیئاً لا یذکر. ( 548
هذا هو الدکتور محمّد حسین الذهبی، جعل علیّاً وهو الوصی وباب علم النبی فی الطبقۀ الثالثۀ من حیث نقل الروایۀ عنه، وجعل
تلمیذه ابن عباس فی الدرجۀ الاُولی( 1) ولم یذکر عن بقیۀ الأئمّۀ شیئاً مع ما نقل عنهم فی مجال التفسیر من الروایات الوافرة . ارتحل
النبیّ الأکرم وعکف المسلمون علی دراسۀ القرآن وأوّل ما فوجئوا به، هو قصور باع لفیف منهم عن فهم بعض ألفاظ القران. والقرآن
وإن نزل بلغۀ الحجاز، لکن یوجد فیه ألفاظ غیر رائجۀ فیها وربّما کانت رائجۀ بین القبائل الاُخري، وهذا النوع من الألفاظ ما سمّوه
وقد سأل ابن الأرزق رأس الخوارج ابن عباس عن شیء کثیر من غریب القرآن وأجاب عنه مستشهداً بشعر العرب « غریب القرآن »
الأقحاح وقد جمعها السیوطی فی اتقانه( 2) . وبما أنّ تفسیر غریب القرآن کان الخطوة الاُولی لتفسیره، ألّف أصحابنا فی أبان التدوین
2- غریب القرآن: . (3)( کتباً فی ذلک المضمار، نذکر قلیلا من کثیر . 1- غریب القرآن: لأبان بن تغلب بن رباح البکري (ت 141
3- غریب القرآن: لأبی روق، عطیۀ بن الحارث الهمدانی . ( لمحمّد بن السائب الکلبی من أصحاب الامام الصادق علیه السلام ( 4
الکوفی التابعی، قال ابن عقدة: کان ممّن یقول بولایۀ أهل البیت( 5) .
. 89 90 / 1 . الذهبی: التفسیر والمفسّرون 1
. 55 88 / 2 . السیوطی: الاتقان 4
. 73 برقم 6 / 3 . النجاشی: الرجال 1
. 78 برقم 6 / 4 . النجاشی: الرجال 1
( 549 ) . 78 / 5 . ابن الندیم: الفهرست 57 ، النجاشی: الرجال 1
5- غریب القرآن: للشیخ . ( -4 غریب القرآن: لعبد الرحمان بن محمّد الأزدي الکوفی، جمع فیه ما ورد فی الکتب الثلاثۀ المتقدّمۀ( 1
2) . وقد توالی التألیف حول غریب القرآن فی القرون ) ابن جعفر أحمد بن محمّد الطبري الآملی الوزیر الشیعی المتوفّی عام 313
الماضیۀ، فبلغ العشرات أخیرها لا آخرها ما ألّفه السید محمّد مهدي الخرسان فی جزأین( 3) . مجازات القرآن:
إذا کان الهدف من هذه الکتب بیان معانی مفرداته وألفاظه، هناك لون آخر من التفسیر یهدف لبیان مقاصده ومعانیه إذا کانت الآیۀ
مشتملۀ علی المجاز والکنایۀ والاستعارة. ونأتی بنماذج قلیلۀ ممّا اُلّف فی ذلک المجال بید أعلام الشیعۀ: 1 مجاز القرآن: لشیخ النحاة
2- مجاز القرآن: لمحمّد بن جعفر أبو الفتح الهمدانی. .( الفراء یحیی بن زیاد الکوفی المتوفّی عام 207 ، وقد طبع أخیراً فی جزأین ( 4
-3 مجازات القرآن: للشریف الرضی المسمّی بتلخیص البیان فی مجازات . (5)« ذکر المجاز من القرآن » قال النجاشی: له کتاب
القرآن، وهو أحسن ما اُلّف فی هذا الباب وهو مطبوع .
. 78 / 1 . النجاشی: الرجال 1
. 2 . ابن الندیم: الفهرست 58
. 50 برقم 208 / 3 . الطهرانی آغا بزرگ: الذریعۀ 16
. 50 برقم 208 / 4 . الطهرانی آغا بزرگ: الذریعۀ 16
550 ) التفسیر بصور متنوّعۀ: ) . 319 برقم 1054 / 5 . النجاشی: الرجال 2
وهناك لون آخر من التفسیر، یندفع المفسّر إلی توضیح قسم من الآیات تجمعها صلۀ خاصۀ کالمحکم والمتشابه والناسخ والمنسوخ،
صفحۀ 188 من 235
وآیات الاحکام، وقصص الأنبیاء، وأمثال القرآن، وأقسامه ،والآیات الواردة فی مغازي النبی صلی الله علیه وآله وسلم والنازلۀ فی
حق العترة الطاهرة علیهم السلام إلی غیرها من الموضوعات الّتی لا تعم جمیع آیات القرآن، بل تختص بموضوع واحد. فقد
خدمت الشیعۀ کتاب اللّه العزیز بهذه الأنواع من التفاسیر، ومن أراد أن یقف علیها فعلیه أن یرجع إلی المعاجم، وأخص بالذکر:
الذریعۀ إلی تصانیف الشیعۀ . الشیعۀ والتفسیر الموضوعی
إنّ نزول القرآن نجوماً وتوزّع الآیات الراجعۀ إلی موضوع واحد، فی سور متعدّدة، یطلب لنفسه نمطاً آخر، غیر النمط المعروف
بالتفسیر الترتیبی، فإنّ النمط الثانی، یتّجه إلی تفسیر القرآن سورة بعد سورة، وآیۀ بعد آیۀ، وأمّا النمط الأوّل فیحاول فیه المفسّر إیراد
الآیات الواردة فی موضوع خاص، فی مجال البحث، وتفسیر الجمیع جملۀ واحدة وفی محل واحد . فیستمدّ المفسّر من المعاجم
المؤلّفۀ حول القرآن، ومن غیرها فی الوقوف علی الآیات الواردة، مثلا فی خلق السماء والأرض، أو الإنسان أو أفعاله وحیاته الاُخرویۀ،
فیفسّر المجموع مرة واحدة، ویرفع ابهام آیۀ، بآیۀ اُخري، ویخرج بنتیجۀ واحدة وهذا النوع من التفسیر وإن لم یهتم به القدماء واکتفوا
منه بتفسیر بعض الموضوعات کآیات الاحکام، والناسخ والمنسوخ، إلاّ أنّ المتأخّرین منهم، بذلوا جهدهم فی طریقه، ولعلّ العلّامۀ
( المجلسی ( 1037 1110 ) أوّل من فتح ( 551
حیث یورد فی أوّل کل باب الآیات الواردة حوله ثمّ یفسّرها اجمالا، وبعد الفراغ ،« بحارالأنوار » هذا الباب علی مصراعیه فی موسوعته
منها، ینتقل إلی الأحادیث الّتی لها صلۀ بالباب . وقد قام کاتب هذه السطور بتفسیر الآیات النازلۀ حول العقائد والمعارف وخرج منه
ولقی اقبالا واسعا، أسأله سبحانه أن یوفّقنی لا تمامه . الشیعۀ والتفسیر الترتیبی: « مفاهیم القرآن » حتّی الآن سبعۀ أجزاء وانتشر باسم
قد تعرّفت علی أنّ المنهج الراسخ بین القدماء وأکثر المتأخّرین هو التفسیر الترتیبی، وقد قام فضلاء الشیعۀ من صحابۀ الامام علی
والتابعین له إلی العصر الحاضر، بهذا النمط من التفسیر إمّا بتفسیر جمیع سوره، أو بعضها والغالب علی التفاسیر المعروفۀ فی القرون
الثلاثۀ الاُولی، هو التفسیر بالأثر، ولکن انقلب النمط إلی التفسیر العلمی والتحلیلی من أواخر القرن الرابع. فأوّل من ألف من الشیعۀ
فی عشرین جزءاً( 1) ثمّ جاء بعده أخوه الشریف « حقائق التأویل » علی هذا المنهاج هو الشریف الرّضی ( 357 406 ) مؤلّف کتاب
المرتضی فسلک مسلکه فی أمالیه المعروفۀ بالدرر والغرر. ثمّ توالی التألیف علی هذا المنهاج من عصر الشیخ الأکبر الطوسی ( 385
فی عشرة أجزاء کبار، إلی عصر هذا . فقد قامت الشیعۀ فی کل قرن بتألیف عشرات التفاسیر « التبیان فی تفسیر القرآن » 460 ) مؤلّف
وفق أسالیب متنوّعۀ،
1 . وللأسف لم توجد منه نسخۀ کاملۀ فی عصرنا الحاضر إلاّ الجزء الخامس وهو یکشف عن عظمۀ هذا السفر ویدل علی جلالۀ
المؤلّف .
( 552 )
ولغات متعدّدة. لا یحصیها إلاّ المتوغّل فی المعاجم ورفوف المکتبات. ولقد فهرسنا علی وجه موجز أسماء مشاهیر المفسّرین من
الشیعۀ وأعلامهم فی 14 قرناً، وفصلنا کل قرن عن القرن الآخر واکتفینا بالمعروفین، لأنّ ذکر غیرهم عسیر ومحوج إلی تألیف حافل.
فبلغ عددهم 122 مفسّرا. ومن أراد الالمام بذلک فعلیه الرجوع إلی المقدمۀ الّتی قدّمناها لتفسیر التبیان للشیخ الطوسی ولأجل ذلک
نطوي الکلام فی المقام . 7- قدماء الشیعۀ وعلم الحدیث:
إنّ السنّۀ هو المصدر الثانی للثقافۀ الإسلامیۀ بجمیع مجالاتها ولم یکن شیء أوجب بعد کتابۀ القرآن وتدوینه وصیانته من نقص
وزیادة، من کتابۀ حدیث الرسول وتدوینه وصیانته من الدس والدجل وقد أمر به الرسول غیر مرة، روي الامام أحمد عن عمر بن
شعیب عن أبیه عن جدّه انّه قال للنبی: یا رسول اللّه أکتب کل ما أسمع منک؟ قال: نعم. قلت: فی الرضا والسخط؟ قال صلی الله علیه
وآله وسلم : نعم فانّه لا ینبغی لی أن أقول فی ذلک إلاّ حقّا( 1) . إنّ اللّه سبحانه أمر بکتابۀ الدَّین حفظاً له، واحتیاطاً علیه واشفاقاً من
دخول الریب فیه فالعلم الّذي حفظه أصعب من حفظ الدَّین أحري بأن یکتب ویحفظ من دخول الریب والشک فیه( 2) . فإذا کان
صفحۀ 189 من 235
النبی صلی الله علیه وآله وسلم لا ینطق عن الهوي وانّما ینطق عن
. 207 / 1 . مسند أحمد 2
( 553 ) . 2 . الخطیب البغدادي: تقیید العلم 70
الوحی الّذي یوحی إلیه( 1) فیجب حفظ کلمه وأفعاله وتقریره. حتّی تصدر الاُمۀ عنها ویستغنی المسلم عن المقاییس الظنّیۀ
والاستنباطات الذوقیۀ . وبالرغم من وضوح الأمر وانّه کان من واجب ووظیفۀ المسلمین الاهتمام بدراسۀ سنّۀ النبیّ صلی الله علیه وآله
وسلم وتدوینها. حالت الخلافۀ دون ذلک فأصبحت کتابۀ السنّۀ جریمۀ لا تغتفر حتّی انّ الخلیفۀ الثانی قال لأبی ذرّ وعبداللّه بن
2) . ولقد أضحی عمل الخلیفۀ سنّۀ فاتّبعه عثمان ومشی علی خطاه )«؟ ما هذا الحدیث الّذي تفشون عن محمّد » : مسعود وأبی الدرداء
معاویۀ، فأصبح ترك کتابۀ الحدیث سنّۀ إسلامیۀ وعُدّت الکتابۀ شیئاً منکراً مخالفاً لها . إنّ الرزیّۀ الکبري هی المنع عن التحدّث
بحدیث رسول اللّه صلی الله علیه وآله وسلم وکتابته وتدوینه، وفسح المجال فی نفس الوقت للرهبان والأحبار للتحدّث بما عندهم
من صحیح وباطل، ولقد أذن عمر لتمیم الداري النصرانی الّذي استسلم فی عام 9 من الهجرة أن یقص( 3) . ولمّا تسنّم عمر بن
عبدالعزیز منصب الخلافۀ، أدرك ضرورة تدوین الحدیث فکتب إلی أبی بکر بن حزم فی المدینۀ، أن یقوم بتدوین الحدیث قائلا: إنّ
العلم لا یهلک حتّی یکون سرّا( 4) . ومع ذلک فلم یقدر ابن حزم علی القیام بما أمر به الخلیفۀ. لأنّ رواسب الحظر

. 1 . اقتباس عن قوله سبحانه: (ما ضَلَّ صاحبُکُم وما غوي * وما ینطقُ عن الهوي * إنً هو إلاّ وحیٌ یُوحی) النجم / 2 4
293 برقم 29479 . وفیه: ما هذه الأحادیث الّتی قد أفشیتم عن رسول اللّه الآفاق؟ / 2 . کنز العمال 10
. 281 / 3 . کنز العمال 10
( 554 ) . 27 / 4 . صحیح البخاري 1
السابق المؤکد من قبل الخلفاء، حالت دون اُمنیته إلی أن زالت دولۀ الاُمویین وجاءت دولۀ العباسیین. فقام المسلمون بتدوین الحدیث
فی عصر أبی جعفر المنصور سنۀ 143 . وأنت تعلم أنّ الخسارة الّتی لحقت بالتراث الاسلامی من منع تدوین السنّۀ لا تجبر بتدوینه بعد
مضی قرن ونیّف، وبعد موت الصحابۀ وکثیر من التابعین الذین رأوا النور وسمعوا منه الحدیث. ولم یحدثوا ما سمعوه إلاّ سرّاً ومن
ظهر القلب إلی مثله . أضف إلی ذلک أنّ الأحبار والرهبان والمأجورین للبلاط الأموي نشروا کل کذب وافتراء بین المسلمین . اهتمام
الشیعۀ بتدوین الحدیث:
قام الامام أمیرالمؤمنین علی علیه السلام بتألیف عدة کتب فی زمان النبی، فقد أملی رسول اللّه کثیراً من الأحکام علیه وکتبها الامام
2) وقد تبعه ثلّۀ من )« أثم من تبرّأ من موالیه » 1) وباب )« کتابۀ الحدیث » واشتهر بکتاب علی وقد روي عنه البخاري فی صحیحه فی باب
الصحابۀ الذین کانوا شیعۀ الامام وإلیک أسماء من اهتمّ بتدوین الآثار وما له صلۀ بالدین وإن لم یکن حدیث الرسول . 1- قام أبو
2- قام الصحابی الکبیر سلمان الفارسی .( رافع صحابی الرسول صلی الله علیه وآله وسلم بتدوین کتاب السنن والأحکام والقضایا( 3
المتوفی سنۀ 34 بتألیف کتاب حدیث
27 کتاب العلم . / 1 . صحیح البخاري 1
. 2 . صحیح البخاري 8 کتاب الفرائص الباب 20 ص 154
( 555 ) . 3 . النجاشی: الرجال 64 برقم 1
الجاثلیق الرومی الّذي بعثه ملک الروم بعد وفاة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم قال الشیخ الطوسی: روي سلمان حدیث الجاثلیق
3- وألّف الصحابی الورع أبو ذر الغفاري المتوفّی سنۀ 32 کتاب . ( الّذي بعثه ملک الروم بعد النبی صلی الله علیه وآله وسلم ( 1
الخطبۀ یشرح فیها الاُمور بعد رسول اللّه صلی الله علیه وآله وسلم ( 2) . هذا ما یرجع إلی الصحابۀ من الشیعۀ وأمّا الشیعۀ من غیر
صفحۀ 190 من 235
الصحابۀ أعنی التابعین وتابعی التابعین منهم، فقد قام لفیف منهم بتدوین السنّۀ إلی عصر الغیبۀ الکبري، قد تکفّل بذکرهم وتآلیفهم
معاجم الرجال قدیماً وحدیثاً وإلیک عرضاً موجزاً من محدّثی الشیعۀ وموّلّفیهم فی القرن الأوّل وبدایۀ الثانی . الطبقۀ الاُولی:
-1 الأصبغ بن نباتۀ المجاشعی، کان من خاصۀ أمیرالمؤمنین علیه السلام روي عنه علیه السلام عهد الأشتر، ووصیته إلی ابنه
2- عبیداللّه بن أبی رافع، المدنی، مولی النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، کان کاتب أمیرالمؤمنین علیه السلام ، له . ( محمّد( 3
3- ربیعۀ بن سمیع، له کتاب . ( کتاب قضایا أمیرالمؤمنین علیه السلام وتسمیۀ من شهد مع أمیرالمؤمنین الجمل وصفین والنهروان( 4
فی زکاة النعم عن أمیرالمؤمنین علیه السلام ( 5).
. 1 . الطوسی: الفهرست 8
. 2 . الطوسی: الفهرست 54
. 70 برقم 4 / 3 . النجاشی: الرجال 1
. 4 . الطوسی: الفهرست 107
( 556 ) . 67 برقم 2 / 5 . النجاشی: الرجال 1
-4 سلیم بن قیس الهلالی: أبو صادق، له کتاب وهو مطبوع باسم کتاب سلیم بن قیس . 5- علی بن أبی رافع، قال النجاشی: ولابن
أبی رافع کتاب آخر، وهو علی بن أبی رافع، تابعی من خیار الشیعۀ، کانت له صحبۀ من أمیرالمؤمنین علیه السلام ، وکان کاتباً له،
6- عبیداللّه بن الحر الجعفی، الفارس، الفاتک، . ( حفظ کثیراً، وجمع کتاباً فی فنون من الفقه: الوضوء، والصلاة، وسائر الأبواب( 1
7- زید بن وهب الجهنی، له کتاب خطب أمیرالمؤمنین علیه السلام . ( الشاعر، له نسخۀ یرویها عن أمیرالمؤمنین علیه السلام ( 2
علی المنابر فی الجمع والأعیاد وغیرها( 3) . الطبقۀ الثانیۀ:
-1 الامام السجاد زین العابدین علیه السلام ، له الصحیفۀ الکاملۀ، المشتهرة بزبور آل محمّد علیهم السلام . 2- جابر بن یزید بن
3- زیاد بن المنذر، الضعیف، کان مستقیماً ثم انحرف، له أصل ، . ( الحارث الجعفی، أبو عبداللّه، المتوفّی سنۀ 128 ، له کتب ( 4

. 65 برقم 1 / 1 . النجاشی: الرجال 1
. 71 برقم 5 / 2 . النجاشی: الرجال 1
. 3 . الطوسی: الفهرست 72
( 557 ) . 313 برقم 330 / 4 . النجاشی: الرجال 1
4- لوط بن یحیی بن سعید، شیخ أصحاب الأخبار بالکوفۀ، له کتب کثیرة، أورده الشیخ فی رجاله( 2) فی . ( وله کتاب التفسیر( 1
أصحاب الحسن والصادق علیهما السلام . 5- جارود بن منذر الثقۀ، أورده الشیخ فی أصحاب الحسن والباقر والصادق علیهم
السلام ، له کتب( 3) . الطبقۀ الثالثۀ:
. ( وهم من أصحاب السجاد والباقر علیهما السلام : 1- برد الاسکاف، من أصحاب السجاد والصادقین علیهم السلام ، له کتاب( 4
-2 ثابت بن دینار، أبو حمزة الثمالی الأزدي، الثقۀ، المتوفّی سنۀ 150 روي عنهم علیهم السلام ، له کتاب، وله النوادر والزهد، وله
3- ثابت بن هرمز، الفارسی، أبو المقدم العجلی، مولاهم الکوفی، روي نسخۀ عن علی بن الحسین علیهما السلام . ( تفسیر القرآن( 5
4- بسام بن عبداللّه، الصیرفی، مولی بنی أسد، أبو عبداللّه، روي عن . ( ( 6
. 1 . الطوسی: الفهرست 72
2 . الطوسی: الرجال 279 من أصحاب الصادق علیه السلام ولاحظ تعلیقۀ المحقق .
3 . الطوسی: الرجال 112 فی أصحاب الباقر علیه السلام .
صفحۀ 191 من 235
. 284 برقم 289 / 4 . النجاشی: الرجال 1
. 289 برقم 294 / 5 . النجاشی: الرجال 1
( 558 ) . 292 برقم 296 / 6 . النجاشی: الرجال 1
. ( 5- محمّد بن قیس البجلی، له کتاب قضایا أمیرالمؤمنین علیه السلام ( 2 . ( أبی جعفر وأبی عبداللّه علیهما السلام ، له کتاب( 1
. ( 7- زکریا بن عبداللّه الفیاض، له کتاب( 4 . ( -6 حجر بن زائدة الحضرمی، روي عن الباقر والصادق علیهما السلام ، له کتاب( 3
9- الحسین بن ثور بن أبی فاختۀ سعید بن حمران، له . ( واسم أبی فاختۀ: سعید بن علاقۀ( 5 ،« أبو جهم الکوفی » -8 ثویر بن أبی فاختۀ
10 - عبدالمؤمن بن القاسم بن قیس، الأنصاري، المتوفّی سنۀ 147 ، عدّه الشیخ فی رجاله من أصحاب السجّاد . ( کتاب نوادر( 6
والصادقین علیهم السلام ، له کتاب( 7) . ولقد خ ّ صص أبو عمرو الکشّی باباً للمحدّثین المتقدّمین من الشیعۀ وجعله فی صدر
رجاله، وتبعه النجاشی فی رجاله فخصّ الطبقۀ الاُولی بباب ثمّ أورد أسماء الرواة علی حسب الأحرف الهجائیۀ . ولقد أجاد الشیخ
الطوسی فی التعرّف علی طبقات الشیعۀ بعد رسول اللّه صلی الله علیه وآله وسلم إلی عصره فذکر الأئمّۀ الاثنی عشر، وذکر
أصحاب کل إمام
. 282 برقم 286 / 1 . النجاشی: الرجال 1
. 2 . الطوسی: الفهرست 131
. 347 برقم 382 / 3 . النجاشی: الرجال 1
. 391 برقم 452 / 4 . النجاشی: الرجال 1
. 295 برقم 301 / 5 . النجاشی: الرجال 1
. 166 برقم 124 / 6 . النجاشی: الرجال 1
( 559 ) . 168 برقم 653 / 7 . النجاشی: الرجال 2
وفق الترتیب الزمنی، ثمّ ذکر باباً آخر باسم من لم یرهم ولکن روي عنهم بالواسطۀ. وأحسن کتاب ألّف فی هذا المجال هو ما ألّفه
( اُستاذنا الجلیل السید النحریر المحقق البروجردي الّذي أخرج رجال الشیعۀ فی 34 طبقۀ، من عصر الصحابۀ إلی زمانه ( 1292 1380
فهذا الکتاب یکشف عن سبق الشیعۀ فی نظم الحدیث وتدوینه، وأنّهم لم یقیموا لمنع الخلفاء وزناً ولا قیمۀ. وبذلک حفظوا نصوص
النبی الأکرم وأهل بیته وقدّموها إلی المجتمع الاسلامی، فعلی جمیع علماء المسلمین أن یتمسّ کوا بهذا الحبل الّذي هو أحد الثقلین .
هذا عرض موجز لمحدّثی الشیعۀ إلی عصر السجاد والباقر علیهما السلام وأمّا الطبقات الاُخري فیأتی الکلام فی فصل قدماء الشیعۀ
والفقه لأنّهم تجاوزوا عن التحدیث إلی درجۀ الاجتهاد . 8- قدماء الشیعۀ والفقه الاسلامی:
إنّ الفقه الشیعی هو الشجرة الطیّبۀ، الراسخۀ الجذور، المتّصلۀ الاُسس بالنبوّة، امتازت بالسعۀ والشمولیۀ، والعمق، والدقّۀ، والقدرة علی
مسایرة العصور المختلفۀ، والمستجدّات من دون أن تتخطّی عن الحدود المرسومۀ فی الکتاب والسنّۀ . إنّ الفقه الامامی یعتمد فی
الدرجۀ الاُولی علی القرآن الکریم ثمّ علی السنّۀ المحمدیۀ المنقولۀ عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم عن طریق العترة الطاهرة
علیهم السلام أو الثقات من أصحابه والتابعین لهم باحسان . وکما یعتمد الفقه الشیعی علی الکتاب والسنّۀ کذلک یتّخذ من العقل
مصدراً فی المجال الّذي له الحق فی ابداء الرأي. کأبواب الملازمات العقلیۀ أو قبح التکلیف بلا بیان أو لزوم البراءة الیقینیۀ عند
( الاشتغال الیقینی . ( 560
ولا یکتفی بذلک بل یستفید من الاجماع فی الاستنباط ولکن الاجماع المفید هو الکاشف عن وجود النص فی المسألۀ أو موافقۀ
الامام المعصوم مع المجمعین فی عصر الحضور . إنّ الشیعۀ الامامیۀ قدّمت فی ظلّ هذه الاُسس الأربعۀ فقهاً یتناسب مع المستجدّات،
جامعاً لما تحتاج إلیه الاُمّۀ ولم یقفل باب الاجتهاد، منذ رحلۀ النبی إلی یومنا هذا. بل فتح بابه طیلۀ القرون فأنتج عبر العصور فقهاءً
صفحۀ 192 من 235
عظاماً، وموسوعات کبارا. لم یشهد التاریخ لها ولهم مثیلا وإلیک عرضاً موجزاً لمشاهیر فقهائهم والایعاز إلی بعض کتبهم فی القرون
الأولی . فقهاء الشیعۀ فی القرنین الأوّلین:
تخرّجت من مدرسۀ أهل البیت وعلی أیدي أئمۀ الهدي عدة من الفقهاء العظام لا یستهان بهم فبلغوا الذروة فی الاجتهاد کزرارة بن
أعین، ومحمّد بن مسلم الطائفی، وبرید بن معاویۀ، والفضیل بن یسار، وکلّهم من أفاضل خریجی مدرسۀ أبی جعفر الباقر وولده
الصادق علیهما السلام . فأجمعت العصابۀ علی تصدیق هؤلاء وانقادت لهم فی الفقه والفقاهۀ . ویلیهم فی الفضل لفیف آخر، هم
أحداث خریجی مدرسۀ أبی عبداللّه الصادق نظراء جمیل بن دراج، وعبداللّه بن مسکان، وعبداللّه بن بکیر، وحماد بن عثمان، وحماد
بن عیسی، وأبان بن عثمان . وهناك ثلۀ اُخري یعدّون من تلامیذ مدرسۀ الامام موسی الکاظم وابنه أبی الحسن الرضا علیهما السلام
نظراء یونس بن عبدالرحمان، ومحمّد بن أبی عمیر، وعبداللّه بن المغیرة، والحسن بن محبوب، والحسین بن علی بن فضال، وفضالۀ (
( 561
ابن أیوب( 1) . أکثر هؤلاء من فقهاء أواخر القرن الثانی وأوائل القرن الثالث . هؤلاء أعلام الشیعۀ فی الفقه والحدیث فی القرنین
الأوّلین وکلّهم خریجو مدرسۀ أهل البیت علیهم السلام ولقد خلّفوا آثاراً علمیۀ باسم الأصل، والکتاب، والنوادر، والجامع،
والمسائل وعناوین اُخري. أصحاب الجوامع الفقهیۀ فی القرن الثالث:
لم تزل تنجب مدرسۀ أهل البیت علیهم السلام فی القرن الثالث فقهاءاً کباراً ألّفوا جوامع فقهیۀ. نشیر إلی بعضهم: 1- یونس بن
عبدالرحمان، ولقد وصفه ابن الندیم فی فهرسته بعلّامۀ زمانه، له جوامع الآثار والجامع الکبیر، وکتاب الشرائع. 2- صفوان بن یحیی
- البجلی، الّذي کان أوثق أهل زمانه وصنّف 30 کتابا. 3 و 4 الحسن والحسین ابنا سعید بن حماد الأهوازي، صنّفا الکتب الثلاثین. 5
أحمد بن محمّد بن خالد البرقی، المتوفّی 274 صاحب کتاب المحاسن وغیره. 6- محمّد بن أحمد بن یحیی الأشعري القمّی، صاحب
نوادر الحکمۀ المتوفّی حوالی 293 . صاحب الجامع المعروف . 7- أحمد بن محمّد أبی نصر البزنطی، المتوفّی 221 ، صاحب الجامع

1 . أبو عمرو الکشی: الرجال 206 222 466 ، وراجع رجال النجاشی فی ترجمتهم وذکر آثارهم ومنزلتهم فی الفقه .
( 562 )
المعروف . فقهاء الشیعۀ فی القرن الرابع:
هؤلاء هم فقهاء الشیعۀ فی القرن الثالث ویلیهم عدة اُخري فی القرن الرابع نذکر أسماءهم علی وجه الاجمال: 1- الحسن بن علی بن
أبی عقیل شیخ الشیعۀ وفقیهها صاحب کتاب المتمسک بحبل آل الرسول . 2- علی بن الحسین بن بابویه، المتوفّی 329 ، صاحب
کتاب الشرائع . 3- محمّد بن الحسن بن الولید القمی، جلیل القدر، شیخ القمیین وفقیههم ومتقدّمهم مات سنۀ 343 ولقد بلغ فی
الوثاقۀ والدقۀ علی حد یسکن إلیها الشیخ الصدوق فی تصحیحاته وتضعیفاته . 4- جعفر بن محمّد بن قولویه. اُستاذ الشیخ الصدوق
5- محمّد بن علی بن . مؤلّف کامل الزیارات، یقول النجاشی: إنّه من ثقات أصحابنا وأجلّائهم فی الفقه والحدیث. توفّی عام 369
الحسین الصدوق 306 381 ، مؤلّف من لا یحضره الفقیه والمقنع والهدایۀ . 6- محمّد بن أحمد بن الجنید المعروف بالاسکافی،
المتوفّی سنۀ 385 . قال النجاشی: وجه فی أصحابنا ثقۀ جلیل القدر صنّف فأکثر، ثمّ ذکر فهرس کتبه ومنها کتاب تهذیب الشیعۀ
لأحکام الشریعۀ. وکتاب الأحمدي للفقه المحمّدي . مشاهیر الفقهاء فی القرن الخامس:
( وفی القرن الخامس نبغ فقهاء کبار، احتفل الفقه الشیعی بل الاسلامی ( 563
بأسمائهم وآرائهم کالشیخ المفید 336 413 والسید المرتضی 355 436 والشیخ الکراجکی 449 والشیخ الطوسی 385 460
وسلّار الدیلمی مؤلف المراسم، وابن البراج 401 489 مؤلف المهذب، وغیرهم الذین ملأت أسماؤهم کتب التراجم والرجال، ومن
أراد الوقوف علی حیاتهم وکتبهم فعلیه بالرجوع إلی الموسوعات الرجالیۀ وأخص بالذکر کتاب الذریعۀ إلی تصانیف الشیعۀ . هذا
صفحۀ 193 من 235
عرض موجز لمشارکۀ الشیعۀ فی بناء الحضارة الإسلامیۀ علی المستوي الفقهی. وبعین اللّه انّ علماء الشیعۀ قاموا بهذه الجهود فی
ظروف قاسیۀ ورهیبۀ، وکانت الحکومات ومرتزقۀ البلاط تطاردهم وتسجنهم وتقتلهم ومع ذلک نري هذا الانتاج العلمی الهائل فی
مجال الفقه. ولو وقف علیها علماء الإسلام لا ندهشوا من سعۀ الفکر، وعمق النظر، وغزارة الانتاج . هذا هو الشیخ الطوسی الّذي ألّف
المبسوط فی الفقه المقارن فی 8 أجزاء فی زمن کانت نار الحرب مشتعلۀ علی الشیعۀ ولقد أحرقت داره، ومکتبته فی کرخ بغداد
فالتجأ سرّاً إلی النجف الأشرف تارکاً بلده الّذي عاش فیه قرابۀ نصف قرن، وأین هؤلاء من الفقهاء الذین تنعّموا بالهدوء والاستقرار،
واستقبلتهم السلطات الحاکمۀ بصدر رحب، واُجیزوا بازاء شعر أو کتیب أو رسالۀ صغیرة بالهبات والعطایا . 9- قدماء الشیعۀ وعلم
اُصول الفقه:
إنّ السنّۀ النبویۀ بعد القرآن الکریم هی المصدر للتشریع، وقد سبق أنّ الخلاقۀ بعد رحلۀ الرسول حالت دون تحدیث ما ترکه بین
( الاُمۀ، وکتابته وتدوینه. فلم تدوّن السنّۀ إلی عصر أبی جعفر المنصور إلاّ صحائف غیر منظّمۀ ولا مرتّبۀ إلی أن ( 564
1) . إنّ الحیلولۀ بین السنّۀ وتدوینها ونشرها أدّت إلی نتائج سلبیۀ عظیمۀ منها قصور ما وصل ) شرع علماء الإسلام فی التدوین سنۀ 53
إلی الفقهاء فی ذلک العصر صحیحاً من الرسول، عن تلبیۀ متطلّباتهم فی مجال الأحکام. حتّی اشتهر عن امام الحنفیۀ أنّه لم یثبت عنده
من أحادیث الرسول فی مجال التشریع إلاّ سبعۀ عشر حدیثا . نحن لا نوافق مع ما حکی عن النعمان ولکن نؤکّد علی شیء آخر، وهو
أنّ ما ورد فی مجموع الصحاح والمسانید والسنن الأعم من الصحیح والضعیف فی مجال الأحکام الشرعیۀ، لا یتجاوز 500 حدیثاً، قال
السید محمّد رشید رضا: إنّ أحادیث الأحکام الاُصول لا تتجاوز 500 حدیثاً تمدّها أربعۀ آلاف فیما أذکر( 2). ویقول أیضاً فی
تفسیره: یقولون انّ مصدر القوانین، الاُمۀ، ونحن نقول بذلک، فی غیر المنصوص فی الکتاب والسنّۀ. کما قرّره الامام الرازي
والمنصوص قلیل جدّاً( 3) . وما ذکره من قضیۀ الامداد، یوحی إلی الموقوفات عن الصحابۀ من دون أن یثبت صدورها عن النبی
صلی الله علیه وآله وسلم فهذه الموقوفات تعرب عن اجتهادات الصحابۀ فی المسألۀ. ومن المعلوم انّ قول الصحابی لا یکون حجّۀ إلاّ
إذا نسبه إلی الرسول . هذا وأنّ الحافظ ابن حجر العسقلانی المتوفّی 852 جمع کل ما ورد فی
. 1 . جلال الدین السیوطی: تاریخ الخلفاء 261
إلی 1596 لکن کثیراً منها لا یتضمّن حکماً « بلوغ المرام » 2 . الوحی المحمّدي، الطبعۀ السادسۀ 212 ، نعم أنهاه ابن حجر فی کتابه
شرعیاً وانّما هی أحادیث أخلاقیۀ وغیرها فلاحظ .
( 565 ) . 189 / 3 . المنار 5
مجال التشریع فی کتاب أسماه بلوغ المرام من أدلّۀ الأحکام( 1) وهو کتاب صغیر جدّاً . إنّ افتقاد النص فی مجال التشریع الّذي واجه
فقهاء أهل السنّۀ بعد رحلۀ الرسول، هو الّذي دعاهم إلی التفحّص عن حلول لهذه الأزمۀ حتّی تسد حاجاتهم الفقهیۀ فعکفوا علی
المقاییس الظنیۀ الّتی ما أنزل اللّه بها من سلطان کالقیاس، والاستقراء، والاستحسان، وسد الذرائع، وسنّۀ الخلفاء، أو سنّۀ الصحابۀ، أو
رأي أهل المدینۀ إلی غیر ذلک من القواعد وأسّسوا علیها فقههم عبر قرون متمادیۀ، وقد جاء ذلک نواة لتأسیس علم اُصول الفقه
بصورة مختصرة نمت ونضجت فی الأجیال . وأمّا الشیعۀ حیث إنّهم لم یفتقدوا سنّۀ الرسول بعد وفاته لوجود باب علم النبی، علی
علیه السلام والأئمۀ المعصومین بین ظهرانیهم فلم تکن هناك أیۀ حاجۀ للعمل بتلک المقاییس وبالتالی لم یکن هناك أي دافع
للاتّجاه نحو اُصول الفقه . نعم لمّا کان الإسلام دیناً عالمیاً والنبیّ صلی الله علیه وآله وسلم خاتم الأنبیاء، والاُصول والسنن مهما
کثرت لا یمکن أن تلبّی بحرفیتها حاجات المسلمین إلی یوم القیامۀ، انبري أئمّۀ أهل البیت إلی املاء ضوابط وقواعد یرجع إلیها الفقیه
عند فقدان النص أو اجماله أو تعارضه إلی غیر ذلک من الحالات الّتی یواجه بها الفقیه. وتلک الاُصول هی الّتی تشکّل أساساً لعلم
اُصول الفقه ولقد جمعها عدّة من الأعلام فی کتاب خاص أفضلها الفصول المهمّۀ فی اُصول الأئمّۀ للشیخ المحدث الحر العاملی
المتوفّی 1104 . فلو تأخّرت الشیعۀ فی تدوین مسائل اُصول الفقه فانّما لأجل ذاك الغنی الذي
صفحۀ 194 من 235
1 . بلوغ المرام من أدلۀ الأحکام، طبع مصر تحقیق محمّد حامد الفقی .
( 566 )
عرفت، ومع ذلک نري انّ لفیفاً من صحابۀ الأئمّۀ درسوا بعض مسائل اُصول الفقه نظیر: 1- هشام بن الحکم المتوفّی سنۀ 199 ، صنّف
-3 . ( 2- یونس بن عبدالرحمان، صنّف کتاب اختلاف الحدیث ومسائله. وهو مبحث تعارض الحدیثین( 2 . ( کتاب الألفاظ( 1
إسماعیل بن علی بن إسحاق بن أبی سهل بن نوبخت 237 311 . قال النجاشی: کان شیخ المتکلّمین من أصحابنا وذکر مصنّفاته
وعدّ منها کتاب الخصوص والعموم( 3) وذکره ابن الندیم فی فهرسته وعدّ من مصنّفاته کتاب ابطال القیاس. وکتاب نقض اجتهاد
4- أبو محمّد الحسن بن موسی النوبختی من علماء القرن الثالث له کتاب الخصوص والعموم والخبر . ( الرأي علی ابن الراوندي( 4
6- محمّد بن أحمد . ( 5- أبو منصور صرام النیشابوري من علماء القرن الثالث وأوائل الرابع له ابطال القیاس( 6 . ( الواحد والعمل به( 5
بن داود بن علی المتوفّی عام 368 قال النجاشی: شیخ
398 برقم 1165 وهو مردد بین کونه کتاب لغۀ أو أدب، أو کونه باحثاً عن الألفاظ الّتی یستخدمها الفقیه فی / 1 . النجاشی: الرجال 2
استنباط الأحکام لکون الأمر للوجوب والمرّة والتکرار أو الفوریۀ والتأخیر إلی غیر ذلک .
. 420 / 2 . الطوسی: الفهرست 211 برقم 810 والنجاشی 2
. 121 برقم 67 / 3 . النجاشی: الرجال 1
4 . ابن الندیم: الفهرست 265 طبع مطبعۀ الاستقامۀ القاهرة .
. 180 181 برقم 146 / 5 . النجاشی: الرجال 1
( 567 ) . 6 . الطوسی: الفهرست قسم الکنی 381 برقم 588
7- محمّد بن أحمد بن الجنید المتوفّی سنۀ 381 له کتاب کشف التمویه . ( هذه الطائفۀ وعالمها له کتاب الحدیثین المختلفین( 1
والالتباس فی ابطال القیاس( 2) . والطابع السائد علی هذه الکتب هو دراسۀ بعض المسائل الاُصولیۀ کحجّیۀ خبر الواحد، أو حل مشکلۀ
اختلاف الحدیثین أو نقد بعض الأسالیب الرائجۀ فی تلک الأجیال فی استنباط الأحکام، کالقیاس وغیره ولا یصحّ عدّها کتباً اُصولیّۀ
بالمعنی المصطلح، نعم یمکن عدّها مرحلۀ اُولی، ونواة بالنسبۀ إلی المرحلۀ الثانیۀ . وأمّا المرحلۀ الثانیۀ فقد امتازت، بالسعۀ والشمول،
بادخال کثیر من المسائل الأدبیۀ والکلامیۀ فی علم اُصول الفقه وأوّل من فتح هذا الباب علی وجه الشیعۀ بمصراعیه: معلم الاُمّۀ الشیخ
المفید ( 336 413 ) فألّف رسالۀ فی هذا المضمار وأدرجها تلمیذه العلّامۀ الکراجکی فی کتابه کنز الفوائد( 3) . وألّف بعده تلمیذه
الجلیل علم الهدي المعروف بالسید المرتضی کتابه القیم الذریعۀ إلی اُصول الشریعۀ طبع فی جزأین، وقد رأیت منهانسخۀ مخطوطۀ
فی مدینۀ قزوین جاء فیها تاریخ فراغ المؤلّف منه عام 400 . الشیخ الطوسی: ( 385 460 ) ألّف عدّة اُصول وطبع مرات، وعن طریق
هذه الکتب، انتشرت آراء الشیعۀ فی علم الاُصول . ثمّ دخلت المرحلۀ الثالثۀ فقد اُلّف فیها کتب منها:
. 305 برقم 1046 / 1 . النجاشی: الرجال 2
. 304 برقم 1048 / 2 . النجاشی: الرجال 2
( 15 30 طبع بیروت . ( 568 / 3 . کنز الفوائد 2
2- غنیۀ النزوع . -1 التقریب فی اُصول الفقه للشیخ أبی لیلی المعروف بسلّار بن عبدالعزیز الدیلمی صاحب المراسم توفّی عام 448
3- المصادر تالیف . إلی علمی الاُصول والفروع تألیف أبی المکارم حمزة بن علی بن زهرة المعروف بابن زهرة المتوفّی عام 585
الشیخ سدید الدین الحمصی المتوفّی حدود سنۀ 600 . هذه هی المراحل الثلاثۀ إلتی مرّ بها علم الاُصول، وقد تلتها مراحل اُخري إلی
أن بلغت فی القرن الرابع عشر ذروتها وقمّتها وبلغ أعلی مراحل کمالها، ویتّضح ذلک من ملاحظۀ ما اُلّف من عصر الاُستاذ الأکبر
المحقق البهبهانی ( 1118 1206 ) إلی یومنا، فقد راج التحقیق فی المسائل الاُصولیۀ من عصره إلی عصر الشیخ مرتضی الأنصاري
صفحۀ 195 من 235
1212 1281 ) وعصر تلمیذه الشیخ محمّد کاظم الخراسانی ( 1255 1329 ) ففی هذه الفترة: أي القرون الثلاثۀ، اُلّف مئات الکتب )
والرسائل فی ذاك المجال، ولا اُغالی إذا قلت: انّه لم تبلغ طائفۀ من الطوائف الإسلامیۀ تلک الدرجۀ الّتی وصلت إلیها الشیعۀ فی
علمی الفقه والاُصول من جانب کثرة الانتاج والاستیعاب ودقه النظر، شکر اللّه مساعیهم. 10 - قدماء الشیعۀ وعلم المغازي والسیر:
مغازي النبیّ الأکرم جزء من تاریخ حیاته وسیرته، والرسول قدوة واُسوة وفعله کقوله حجّۀ بلا اشکال وقد وضع بعضهم کتباً فی فقه
السیرة( 1) فکان علی المسلمین ضبط دقیقها وجلیلها، وقد قاموا بذلک لولا أنّ الخلافۀ حالت دون الاُمنیۀ. ولکن قیض اللّه سبحانه،
رجالا فی الشیعۀ فی ذلک المجال ضبطوا سیرة الرسول
1 . کزاد المعاد لابن القیم، وفقه السیرة للشیخ الغزالی المعاصر .
( 569 )
ومغازیه: 1- منهم محمّد بن إسحاق بن یسار (ت 151 ): عدّه الشیخ الطوسی فی رجاله( 1) من أصحاب الإمام الصادق. ولأجل ولائه
2) وفی مختصر الذهبی: انّه )« بأنّه امام المغازي، صدوق،یدلس ورمی بالتشیّع والقدر » لأهل بیت النبوّة وصفه ابن حجر فی التقریب
کان صدوقاً من بحور العلم، وعن تاریخ الیافعی عن شعبۀ بن الحجاج انّه قال: محمّد بن إسحاق أمیرالمؤمنین فی الحدیث، وعن
الشافعی: من اراد أن یتبحّر فی المغازي فهو عیال محمّد بن إسحاق( 3) . لمّا کان المترجم شیعیاً مجاهراً فی ولائه لأهل البیت عمد ابن
هشام (ت 212 ) بتلخیص کتابه علی أساس حذف ما لا یلائم نزعته فحذف أکثر ما له صلۀ بفضائل الامام علی وأهل بیته . فعلی
الشیعۀ الغیاري التفحّص فی مکتبات العالم وفهارسها، حتّی یعثروا علی نسخۀ الاُم، وینشروا هذا الکنز الدفین، وقد أذعن بعض
المستشرقین انّه عثر علی الأصل ونشره باسم سیرة ابن إسحاق، لکنّه جزء من السیرة لا کلّها . ومن حسن الحظ انّ سیرة ابن إسحاق
( وإن لم تکن موجودة بصورتها لکنّها موجودة بمادتها فقد بثّها الطبرسی ( 470 548 ) فی أجزاء مجمع البیان، وابن الجوزي ( 1595
فی المنتظم، وابن کثیر فی تاریخه وغیرهم، فعلی المحققین العظام، استخراج مادة السیرة عن هذه الکتب، وملخّصها المعروف بالسیرة
النبویۀ لابن هشام .
. 1 . الطوسی: الرجال 181
. 144 برقم 40 / 2 . ابن حجر: التقریب 2
( 570 ) . 79 برقم 1038 / 3 . المامقانی: تنقیح المقال 3
-2 نعم سبق ابن إسحاق، عبیداللّه بن أبی رافع من أصحاب الامام أمیرالمؤمنین، فقد عمل کتاباً أسماه تسمیۀ من شهد مع
أمیرالمؤمنین، الجمل وصفین والنهروان من الصحابۀ، ذکره الشیخ فی الفهرس( 1) لکنّه فی مغازي الوصیّ لا النبیّ . 3- کما ألّف جابر
الجعفی (ت 128 ) کتباً فی ذلک المجال: قال النجاشی: جابر عربی قدیم. ثمّ ذکر نسبه وعدّ من کتبه: کتاب الجمل وکتاب صفّین،
4- وألّف فی ذلک المجال: أبان بن عثمان . ( وکتاب نهروان، وکتاب مقتل أمیرالمؤمنین علیه السلام وکتاب مقتل الحسین( 2
الأحمر البجلی الکوفی الّذي ربّما یسکن البصرة وقد أخذ عنه أبو عبیدة معمر بن المثنّی ( 110 209 ) وأبو عبداللّه بن القاسم بن سلام
157 224 ) وأکثروا الحکایۀ عنه فی أخبار الشعراء والنسب والأیام، له کتاب حسن یجمع المبتدأ والمغازي والوفاة والردة( 3) . وقد )
- جمع فیه أخبار ابتداء أمر النبی صلی الله علیه وآله وسلم من مبعثه ومغازیه ووفاته وأخبار یوم السقیفۀ وارتداد بعض القبائل . 5
ومن مشاهیر هذا الفن من الشیعۀ أبو مخنف لوط بن یحیی الأزدي الغامدي شیخ أصحاب الأخبار بالکوفۀ، روي عن جعفر بن محمّد
6- ومن أعلامه، نصر بن . ( علیهما السلام . وصنّف کتباً: منها کتاب المغازي، کتاب السقیفۀ، کتاب الردة، کتاب فتوح الإسلام...( 4
مزاحم ( 212 ) ألّف کتباً کثیرة فی ذلک
. 1 . الطوسی: الفهرست 202
. 313 برقم 330 / 2 . النجاشی: الرجال 1
صفحۀ 196 من 235
. 80 برقم 7 / 3 . النجاشی: الرجال 1
( 571 ) . 384 برقم 1149 / 4 . النجاشی: الرجال 2
7- هشام بن محمّد بن السائب الکلبی ( 206 ) أعلم علماء النسب والسیر والآثار، ذکره النجاشی وقال: الناسب، العالم . ( المجال( 1
بالأیام، المشهور بالفضل والعلم وکان یختص بمذهبنا ثمّ ذکر کتبه( 2) . هذا عرض موجز لمن شارك المسلمین من قدماء الشیعۀ فی
بناء الحضارة الإسلامیۀ عن طریق تدوین السیرة والمغازي والمقاتل والتاریخ، وأمّا المتأخرون فسل عنهم ولا حرج، وراجع المعاجم:
کأعیان الشیعۀ للسید الأمین العاملی، والذریعۀ لشیخنا المجیز الطهرانی . 11 - قدماء الشیعۀ وعلم الرجال:
اهتمّ علماء الشیعۀ بعد عصر التابعین بعلم الرجال، نذکر المؤلّفین الأوائل: 1- عبداللّه بن جبلۀ الکنانی ( 219 ) قال النجاشی: وبیت جبلۀ
2- علی بن الحسن بن فضال کان فقیه . ( مشهور بالکوفۀ وکان واقفاً، وکان فقیهاً ثقۀ مشهوراً. له کتب، منها کتاب الرجال...( 3
أصحابنا بالکوفۀ ووجههم وثقتهم وعارفهم بالحدیث، من أصحاب الامام الهادي والعسکري له کتب منها کتاب الرجال( 4) . وهذا
المعروف بابن فضال الصغیر، وأبوه الحسن هو ابن فضال الکبیر وکلاهما فطحیان .
. 191 192 برقم 873 / 1 . النجاشی: الرجال 2
. 399 برقم 1167 / 2 . النجاشی: الرجال 2
. 13 برقم 561 / 3 . النجاشی: الرجال 2
( 572 ) . 82 برقم 674 / 4 . النجاشی: الرجال 2
معرفۀ رواة » وکتاب « المشیخۀ » -3 الحسن بن محبوب السراد ( 150 224 ) الراوي عن ستین رجلا، من أصحاب الصادق له کتاب
هو الّذي لخّصه « معرفۀ الرجال » -4 أبو عمرو الکشی البصیر بالأخبار والرجال، تلمیذ الشیخ العیاشی، وکتابه المعروف ب . (1)« الأخبار
وهو الموجود فی الاعصار الأخیرة . 5- الشیخ أبو العباس أحمد بن علی النجاشی « اختیار معرفۀ الرجال » الشیخ الطوسی وأسماه ب
372 450 ) من نقّاد هذا الفن ومن أجلّائه وأعیانه حاز قصب السبق فی میدان علم الرجال، له کتاب فهرس مصنفی الشیعۀ المعروف )
-6 والشیخ الطوسی ( 385 460 ) الغنی عن . « الامام الصادق علیه السلام » برجال النجاشی وقد طبع أخیراً محقّقاً فی مؤسستنا
التعریف عمل کتابین أحدهما الفهرست والآخر الرجال ویعدّان من اُمّهات الکتب الرجالیۀ، وتوالی التألیف فی علم الرجال وأخیه علم
الدرایۀ إلی عصرنا هذا، وقد أنهی الشیخ الطهرانی المؤلّفین من الشیعۀ فی علم الرجال فبلغ قرابۀ خمسمائۀ مؤلّف شکر اللّه مساعی
الجمیع . هذا عرض موجز من مشارکۀ علماء الشیعۀ فی بناء الحضارة الإسلامیۀ عن طریق تأسیس العلوم واکمالها وتطویرها، وأنت إذا
وقفت علی جهودهم الجبّارة فی القرون الاُولی وما بعدها إلی عصرنا الحاضر، تقف علی طائفۀ کبیرة من عمالقۀ العلم وجهابذة
الفضل، کرسوا حیاتهم الثمینۀ فی ارساء صرح الحضارة الإسلامیۀ ورفع قواعدها فأخلدوا لأنفسهم صحائف بیضاء ولصالح اُمّتهم
حضارة انسانیۀ، کل ذلک فی ظروف قاسیۀ وسلطات شدیدة الکلب، وأضغان محتدمۀ، إلاّ فی فترات
. 1 . الطوسی: الفهرست 71 ، برقم 162 ، ابن شهرآشوب: معالم العلماء 333 برقم 182 ، الطهرانی: مصفی المقال 128
( 573 )
یسیرة . 12 - قدماء الشیعۀ والعلوم العقلیۀ:
جاء الإسلام لیحرّر عقل الإنسان وتفکیره من الأغلال المتراکمۀ الموروثۀ الّتی خلقتها له الأجیال الماضیۀ وهو یخاطب العقل ویدعوه
بمختلف « العقل » إلی التأمّل والتفکیر، ویخاطب القلب والضمیر بما حوله من الأدلّۀ الناطقۀ، ویکفیک أنّ الذکر الحکیم استعمل مادة
مرتین. فبذلک نهی عن التقلید وحثّ علی التعقّل « النهی » 4 مرات و « التدبّر » 16 مرّة، و « اللب » 18 مرة و « التفکّر » صورها 47 مرة، و
ببیانات مختلفۀ . فتارة فتح عیون الإنسان إلی الکائنات لما فیها من دلائل ناطقۀ علی وجوده سبحانه وصفاته .قال سبحانه: (أأنْتُمْ أشَدُّ
خَلْقاً أمِ السَّماءُ بَناها * رَفَعَ سَمْکَها فَسَوَّاها * وأغْطَشَ لَیْلَها وَ أخْرَجَ ضُحاها * والأرْضَ بَعْدَ ذلِکَ دَحاها * أخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها
صفحۀ 197 من 235
* وَ الجِبالَ أرْساها * متاعاً لَکُمْ و لأنْعامِکُمْ)( 1) . واُخري دعاه إلی التفکیر والاستدلال المنطقی، فقال سبحانه: (أمْ خُلِقُوا مِنْ غَیْرِ شَیء
أمْ هُمُ الخالِقُونَ * أمْ خَلَقُوا السَّمواتِ والأرْضَ بَلْ لا یوقِنُونَ)( 2) . فعالج المشاکل العلمیۀ والفلسفیۀ تارة بالدعوة إلی النظر فی الکون
نظرة فاحصۀ، واُخري بالحثِّ عی التفکیر فی المعارف باسلوب منطقی وبرهانی، وبذلک أیقظ عقول المسلمین وبعثهم إلی اعمال
الحس والتعقّل وأعطی لکلّ قدره
. 1 . النازعات / 27 33
( 574 ) . 2 . الطور / 35 36
وقیمته غیر أنّ المسلمین سوي قلیل منهم تنکّبوا عن هذا الطریق، خصوصاً فی ما یرجع إلی المعارف العلیا، فصاروا بین مشبّه ومعطّل،
فالبسطاء منهم بنوا عقائدهم علی الجمود بالمفردات الواردة فی الکتاب والسنّۀ، وبذلک استغنوا عن أيّ تعقّل وتفکّر، إلی أن بلغت
جرأتهم إلی حدّ قال بعضهم فی الخالق: اعفونی عن الفرج واللحیۀ واسألونی عمّا وراء ذلک( 1)، فهؤلاء هم المجسّمۀ والمشبّهۀ ،وأمّا
غیرهم فاختاروا تعطیل العقول عن التفکّر فی اللّه سبحانه، فقالوا: اُعطینا العقل لاقامۀ العبودیۀ لا لادراك الربوبیّۀ، فمن شغل ما اُعطی
لاقامۀ العبودیۀ بادراك الربوبیۀ فاتته العبودیۀ، ولم یدرك الربوبیۀ( 2) . فالأکثریۀ الساحقۀ فی القرون الاُولی کانوا بین مشبّه ومعطّل،
غیر أنّه سبحانه شملت عنایته اُمّۀ من المسلمین رفضوا التشبیه والتعطیل، وسلکوا طریقاً ثالثاً، وقالوا بأنه یمکن للانسان التعرّف علی ما
وراء الطبیعۀ بما فیها من الجمال والکمال عن طریقین: 1- النظرة الفاحصۀ إلی عالم الوجود وجمال الطبیعۀ کما وردت فی القرآن
الکریم. 2- ترتیب الأقیسۀ المنطقیۀ للوصول إلی الحقائق العلیا، وهذا هو الخط الّذي رسمه القرآن الکریم، ومشی علی هذا الخط أئمّۀ
أهل البیت علیهم السلام من أوّلهم إلی آخرهم.تري ذلک فی کلام الامام علی علیه السلام بوضوح، فی أحادیثه وخطبه،
ورسائله وکلمه ولا یمکن لنا نقل معشار منه، ونکتفی بحدیث واحد .
105 ط دار المعرفۀ لبنان . / 1 . الشهرستانی: الملل والنحل 1
( 575 ) . 2 . علاقۀ الاثبات والتفویض نقلا عن الحجۀ فی بیان المحجۀ 33
سأله سائل: هل یقدر ربّک أن یُدخل الدنیا فی بیضۀ من غیر أن یُصغّر الدنیا أو یُکبّر البیضۀ؟ فقال: إنّ اللّه تبارك وتعالی لا ینسب
إلی العجز والّذي سألتنی لا یکون( 1). إنّ خطب الامام علیه السلام ورسائله وقصار حکمه صار هو الحجر الأساس لکلام الشیعۀ
وآرائهم فی العقائد والمعارف، ولم یقف نشاط الشیعۀ فی ذلک المجال، بل جاءت الأئمۀ بعد الامام، ففتحوا عقول شیعتهم بالدعوة
إلی التدبّر والتفکّر فی المعارف، حتّی تربّی فی مدرستهم عمالقۀ الفکر من عصر سید الساجدین إلی عصر الامام العسکري، تجد
أسماءهم وتآلیفهم وافکارهم فی المعاجم وکتب الرجال، وقد نبغ فی عصر أئمۀ أهل البیت مفکّرون بارزون افادوا الأجیال من
بعدهم، نأتی بأسماء البارزین بعد استفحال علم الکلام فی أوائل القرن الثانی . متکلّموا الشیعۀ فی القرن الثانی:
-1 زرارة بن أعین بن سُنسُن: مولی (بنی عبداللّه بن عمرو السمین بن اسعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شیبان)، أبوالحسن. شیخ
أصحابنا فی زمانه، ومتقدّمهم، وکان قارئاً، فقیهاً، متکلّماً، شاعراً، أدیباً، قد اجتمعت فیه خصال الفضل والدین، صادقاً فی ما یرویه. قال
أبو جعفر محمّد بن علی بن الحسین بن بابویه: رأیت له کتاباً فی الاستطاعۀ والجبر( 2) وقال ابن الندیم: وزرارة أکبر رجال الشیعۀ فقهاً
وحدیثا
. برقم 9 « القدرة » 1 . الصدوق: التوحید 130 باب
397 برقم 461 ، الطوسی الفهرست برقم 314 ، الکشی: الرجال برقم 62 ، الذهبی: میزان الاعتدال 2 برقم 2853 / 2 . النجاشی: الرجال 1
( 576 ) .
ومعرفۀ بالکلام والتشیّع( 1) وهو من الشخصیات البارزة للشیعۀ الّتی اجتمعت العصابۀ علی تصدیقهم، وهو غنیّ عن التعریف
و « مؤمن الطاق » کوفی، صیرفی یلقب ب ،« أبو جعفر » والتوصیف . 2- محمّد بن علی بن النعمان بن أبی طریفۀ البجلی: مولی الأحول
صفحۀ 198 من 235
وکان دکانه فی طاق المحامل، بالکوفۀ، فیرجع إلیه فی النقد فیردّ ردّاً فیخرج ...« شیطان الطاق » ویلقّبه المخالفون ب ،« صاحب الطاق »
افعل لا » أمّا منزلته فی العلم وحسن الخاطر، فاشهر وقد نسب إلیه أشیاء لم تثبت عندنا. وله کتاب .« شیطان الطاق » کما یقول، فیقال
رأیته عند أحمد بن الحسین بن عبیداللّه رحمه اللّه، کتاب حسن کبیر، وقد أدخل فیه بعض المتأخرین أحادیث تدل فیه علی « تفعل
وکتاب کلامه علی الخوارج، « الاحتجاج فی إمامۀ أمیرالمؤمنین علیه السلام » فساد، ویذکر تباین أقاویل الصحابۀ. وله کتاب
وکتاب مجالسه مع أبی حنیفۀ والمرجئۀ...( 2)فقد توفی الامام الصادق عام 148 ، وأبو حنیفۀ عام 150 ، فالرجل من متکلّمی القرن الثانی
. وقال ابن الندیم وکان متکلّماً حاذقاً وله من الکتب کتاب الامامۀ، کتاب المعرفۀ، کتاب الرد علی المعتزلۀ فی إمامۀ المفضول، کتاب
3- هشام بن الحکم: قال ابن الندیم: هو من متکلّمی الشیعۀ الإمامیۀ وبطانتهم، وممّن دعا له الصادق . ( فی أمر طلحۀ والزبیر وعائشۀ( 3
علیه السلام ، فقال: أقول لک ما قال رسول اللّه لحسان: لا تزال مؤیّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانک. وهو الّذي فتق الکلام فی

. 1 . ابن الندیم: الفهرست 323
203 برقم 887 ، الطوسی: الرجال أصحاب الکاظم برقم 18 والفهرست للطوسی برقم 594 ، الکشی: الرجال / 2 . النجاشی: الرجال 2
. برقم 77
( 577 ) . 3 . ابن الندیم: الفهرست 264 وأیضاً 258
الإمامۀ وهذّب المذهب وسهّل طریق الحجاج فیه، وکان حاذقاً بصناعۀ الکلام حاضر الجواب( 1) . یقول الشهرستانی: وهذا هشام بن
الحکم، صاحب غور فی الاُصول، لا ینبغی أن یغفل عن الزاماته علی المعتزلۀ، فانّ الرجل وراء ما یلزم به علی الخصم، ودون ما یظهره
من التشبیه، وذلک أنّه ألزم الغلاة...( 2) . وقال النجاشی: هشام بن الحکم أبو محمّد مولی کندة، وکان ینزل بنی شیبان بالکوفۀ، انتقل
- إلی بغداد سنۀ 199 ، ویقال انّ فی هذه السنۀ مات. له کتاب یرویه جماعۀ. ثم ذکر أسماء کتبه علی النحو التالی: 1- علل التحریم، 2
الفرائض، 3- الإمامۀ، 4- الدلالۀ علی حدوث الأجسام، 5- الرد علی الزنادقۀ، 6- الرد علی أصحاب الاثنین، 7- التوحید، 8- الرد علی
هشام الجوالیقی، 9- الرد علی أصحاب الطبائع، 10 - الشیخ والغلام فی التوحید، 11 - التدبیر فی الإمامۀ، 12 - المیزان، 13 - إمامۀ
- المفضول، 14 - الوصیۀ والرد علی منکریها، 15 - المیدان، 16 - اختلاف الناس فی الإمامۀ، 17 - الجبر والقدر، 18 - الحکمین، 19
الرد علی المعتزلۀ وطلحۀ والزبیر، 20 - القدر، 21 - الألفاظ، 22 - الاستطاعۀ، 23 - المعرفۀ، 24 - الثمانیۀ أبواب، 25 - علی شیطان
الطاق، 26 - الاخبار، 27 - الرد علی المعتزلۀ، 28 - الرد علی ارسطاطالیس فی التوحید، 29 - المجالس فی التوحید، 30 - المجالس فی
الإمامۀ( 3) .
. 1 . ابن الندیم: الفهرست 257
. 185 / 2 . الشهرستانی: الملل والنحل 1
( 578 ) . 397 برقم 1165 / 3 . النجاشی: الرجال 2
یقول أحمد أمین: أکبر شخصیۀ شیعیۀ فی الکلام، وکان جداً قويّ الحجۀ، ناظر المعتزلۀ وناظروه، ونقلت له فی کتب الأدب مناظرات
کثیرة متفرقۀ تدل علی حضور بدیهته وقوّة حججه . إنّ الرجال کان فی بدایۀ أمره من تلامیذ أبی الشاکر الدیصانی، صاحب النزعۀ
الالحادیۀ فی الإسلام ثمّ تبع الجهم بن صفوان، الجبري المتطرّف المقتول بترمذ عام 128 ه ، ثم لحق بالإمام الصادق علیه السلام
ودان بمذهب الإمامیۀ، وما تنقل منه من الآراء الّتی لا توافق اُصول الامامیۀ، فانّما هی راجعۀ إلی العصرین اللذین کان فیهما علی
النزعۀ الالحادیۀ أو الجهمیۀ، وأمّا بعد ما لحق بالإمام الصادق علیه السلام فقد انطبعت عقلیته بمعارف أهل البیت إلی حد کبیر،
4- قیس الماصر: أحد أعلام المتکلمین، تعلّم الکلام من علی بن الحسین . ( حتّی صادر أحد المناضلین عن عقائد الشیعۀ الامامیۀ( 1
علیه السلام روي الکلینی انّه أتی شامی إلی أبی عبداللّه الصادق لیناظر أصحابه، فقال علیه السلام لیونس بن یعقوب: اُنظر من
صفحۀ 199 من 235
تري بالباب من المتکلمین...إلی أن قال یونس: فأدخلت زرارة بن أعین وکان یحسن الکلام، وأدخلت الأحول وکان یحسن الکلام،
وأدخلت هشام بن الحکم وهو یحسن الکلام، وأدخلت قیس الماصر وکان عندي أحسنهم کلاماً وقد تعلم الکلام من علی بن
5- عیسی بن روضۀ، حاجب المنصور: کان متکلّماً، جیّد الکلام، وله .( الحسین علیهما السلام ( 2
1 . إنّ للعلامۀ الحجۀ الشیخ عبداللّه نعمۀ کتاباً فی حیاة هشام بن الحکم، فقد أغرق نزعاً فی التحقیق وأغنانا عن کل بحث وتنقیب .
( 579 ) . 171 / 2 . الکلینی الکافی 1
کتاب فی الإمامۀ. وقد وصفه أحمد بن أبی طاهر فی کتاب بغداد، وذکر أنّه رأي الکتاب. وقال بعض أصحابنا رحمهم اللّه: انّه راي
هذا الکتاب. وقرأت فی بعض الکتب: انّ المنصور لمّا کان بالحیرة، تسمّع علی عیسی بن روضۀ، وکان مولاه، وهو یتکلّم فی الإمامۀ
فاُعجب به واستجاد کلامه( 1) وبما أنّ المنصور توفّی عام 158 ، فالرجل من متکلّمی القرن الثانی . 6- الضحاك، أبو مالک
الحضرمی: کوفی، عربی، أدرك أبا عبداللّه علیه السلام وقال قوم من أصحابنا: روي عنه وقال آخرون: لم یرو عنه. وروي عن أبی
الحسن، وکان متکلّماً ثقۀ ثقۀ فی الحدیث. وله کتاب: فی التوحید، روایۀ علی بن الحسن الطاطري( 2) فالرجل من متکلّمی القرن
الثانی. وقال ابن الندیم: من متکلّمی الشیعۀ وله مع ابی علی الجبّائی مجلس فی الإمامۀ وتثبیتها بحضرة أبی محمّد القاسم بن محمّد
7- علی بن الحسن بن محمّد الطائی: المعروف ب . ( الکوفی وله من الکتب کتاب الإمامۀ، نقض الإمامۀ علی أبی علی ولم یتمّه( 3
کان فقیهاً ثقۀ فی حدیثه له کتب منها: التوحید، الامامۀ، الفطرة، المعرفۀ، الولایۀ( 4) وغیرها وعدّه ابن الندیم من متکلمی « الطاطري »
الامامیۀ وقال: ومن القدماء: الطاطري وکان شیعیاً واسمه... وتنقّل فی التشیّع وله من الکتب کتاب الإمامۀ حسن( 5)وبما أنّه من
أصحاب الإمام الکاظم فهو من متکلّمی القرن الثانی .
. 145 برقم 794 / 1 . النجاشی: الرجال 2
. 451 برقم 544 / 2 . النجاشی: الرجال 1
. 3 . ابن الندیم: الفهرست 266
. 77 برقم 665 / 4 . النجاشی: الرجال 2
( 580 ) . 5 . ابن الندیم: الفهرست 266
-8 الحسن بن علی بن یقطین بن موسی: مولی بنی هاشم، وقیل مولی بنی أسد، کان فقیهاً متکلّماً روي عن أبی الحسن والرضا
علیهما السلام ،وله کتاب مسائل أبی الحسن موسی علیه السلام ( 1) وبما أنّ أبا الحسن الأول توفّی عام 183 ، والثانی توفّی عام
203 ، فالرجل من متکلّمی القرن الثانی وأوائل الثالث، وذکره الشیخ فی رجاله فی أصحاب الرضا( 2) وهو الّذي سأل الإمام الرضا
علیه السلام بأنّه لا یقدر علی لقائه فی کل وقت فعمّن یأخذ معالم دینه؟ فأجاب الامام علیه السلام خذ عن یونس بن
9- حدید بن حکیم: أبو علی الأزدي المدائنی، ثقۀ، وجه، متکلّم، روي عن ابی عبد الله، وأبی الحسن علیهما . ( عبدالرحمان( 3
السلام له کتاب یرویه محمّد بن خالد( 4) وبما أنّه من تلامیذ الصادق والکاظم علیهما السلام فالرجل من متکلّمی الشیعۀ فی
القرن الثانی . 10 - فضال بن الحسن بن فضال: وهو من متکلّمی عصر الصادق علیه السلام وذکره الطبرسی فی احتجاجه ومناظرته
مع أبی حنیفۀ فلاحظ( 5) . وما ذکرناه نماذج من مشاهیر المتکلّمین فی عصر الصادقین والکاظم، وهناك من لم نذکرهم ولهم
مناظرات واحتجاجات احتفلت بهم الکتب التاریخیۀ والکلامیۀ کحمران بن أعین الشیبانی، وهشام بن سالم الجوالیقی، والسید
الحمیري ،والکمیت الاسدي( 6) .
. 148 برقم 9 / 1 . النجاشی: الرجال 1
. 2 . الشیخ الطوسی: الرجال برقم 7
. 421 برقم 1209 / 3 . النجاشی: الرجال 2
صفحۀ 200 من 235
. 377 برقم 383 ،وذکره الخطیب فی تاریخه ج 8 برقم 4377 / 4 . النجاشی: الرجال 1
. 313 / 5 . التستري: قاموس الرجال 4
. 134 135 / 6 . لاحظ أعیان الشیعۀ 1
581 ) متکلّموا الشیعۀ فی القرن الثالث: )
-1 الفضل بن شاذان بن الخلیل أبو محمّد الأزدي النیشابوري: کان أبوه من أصحاب یونس، وروي عن أبی جعفر الثانی وقیل الرضا
علیهما السلام وکان ثقۀ، أحد اصحابنا الفقهاء، والمتکلمین، وله جلالۀ فی هذه الطائفۀ وهو فی قدره أشهر من أن نصفه وذکر
الکنجی انّه صنّف مائۀ وثمانین کتابا . وذکره الشیخ فی رجاله فی أصحاب الإمام الهادي والعسکري، وقد توفّی عام 260 فهو من
متکلّمی القرن الثالث. وقد ذکر النجاشی فهرس کتبه نقتبس منه ما یلی: کتاب النقض علی الاسکافی فی تقویۀ الجسم، کتاب الوعید،
کتاب الرد علی أهل التعطیل، کتاب الاستطاعۀ، کتاب مسائل فی العلم، کتاب الاعراض والجواهر، کتاب العلل، کتاب الایمان، کتاب
الرد علی الثنویۀ، کتاب اثبات الرجعۀ، کتاب الرد علی الغالیۀ المحمدیۀ، کتاب تبیان اصل الضلالۀ، کتاب الرد علی محمّد بن کرام،
کتاب التوحید فی کتب اللّه، کتاب الرد علی أحمد بن الحسین، کتاب الرد علی الأصم، کتاب فی الوعد والوعید آخر، کتاب الرد
علی بیان ایمان ابن رباب (الخارجی)، کتاب الرد علی الفلاسفۀ، کتاب محنۀ الإسلام، کتاب الأربع مسائل فی الامامۀ، کتاب الرد علی
المنّانیۀ، کتاب الرد علی المرجئۀ، کتاب الرد علی القرامطۀ، کتاب الرد علی البائسۀ، کتاب اللطیف، کتاب القائم علیه السلام، کتاب
( الإمامۀ الکبیر، کتاب حذو النعل بالنعل، کتاب فضل أمیرالمؤمنین علیه السلام ، کتاب معرفۀ الهدي ( 582
والضلالۀ، کتاب التعري والحاصل، کتاب الخصال فی الإمامۀ، کتاب المعیار والموازنۀ، کتاب الرد علی الحشویۀ، کتاب الرد علی
2- حکم بن هشام بن الحکم: أبو محمّد، مولی کندة، سکن . ( الحسن البصري فی التفضیل، کتاب النسبۀ بین الجبریۀ والبتریۀ( 1
البصرة، وکان مشهوراً بالکلام، کلّم الناس، وحکی عنه مجالس کثیرة، ذکر بعض أصحابنا أنّه راي له کتاباً فی الامامۀ( 2) وقد توفّی
والده 200 أو 199 ، فهو من متکلمی أواخر القرن الثانی، وأوائل القرن الثالث . 3- داود بن أسد بن أعفر: أبو الأحوص البصري
رحمه الله شیخ جلیل، فقیه متکلّم من أصحاب الحدیث ثقۀ ثقۀ، وأبوه من شیوخ أصحاب الحدیث الثقات، له کتب منها، کتاب فی
الإمامۀ علی سائر من خالفه من الاُمم، والآخر مجرد الدلائل والبراهین( 3). وذکره الشیخ الطوسی فی الفهرست فی باب الکنی وقال:
انّه من جملۀ متکلّمی الإمامیۀ، لقیه الحسن بن موسی النوبختی، وأخذ عنه، واجتمع معه فی الحائر علی ساکنه السلام، وکان ورد
- للزیارة( 4). فبما أنّه من مشایخ الحسن بن موسی النوبختی المعاصر للجبّائی (ت 303 ) فهو من متکلّمی القرن الثالث المعاصر. 4
محمّد بن عبداللّه بن مملک الاصبهانی: أصله جرجان، وسکن اصبهان، جلیل فی أصحابنا، عظیم القدر والمنزلۀ کان معتزلیاً ورجع
علی ید عبدالرحمان بن أحمد بن جبرویه رحمه الله . له کتب منها، کتاب الجامع فی سائر أبواب الکلام کبیر، وکتاب المسائل
والجوابات فی الإمامۀ، کتاب موالید الأئمۀ
168 برقم 838 ، والطوسی: الرجال برقم 1 و 2 فی أصحاب الهادي والعسکري علیهما السلام ، والکشی: / 1 . النجاشی: الرجال 2
. الرجال برقم 416
. 328 برقم 349 / 2 . النجاشی: الرجال 1
. 364 برقم 412 / 3 . النجاشی: الرجال 1
. (1)( 583 ) علیهم السلام ، کتاب مجالسه مع أبی علی الجبّائی ( 235 303 ) . 4 . الطوسی: الفهرست 221 برقم 875
-5 ثبیت بن محمّد، أبو محمّد العسکري: صاحب أبی عیسی الوراق (محمّد بن هارون) متکلّم حاذق، من أصحابنا العسکریین، وکان
- أیضاً له اطّلاع بالحدیث والروایۀ، والفقه. له کتب، منها: 1- کتاب تولیدات بنی اُمیۀ فی الحدیث وذکر الأحادیث الموضوعۀ . 2
الکتاب الّذي یعزي إلی أبی عیسی الوراق فی نقض العثمانیۀ له . 3- کتاب الأسفار . 4- دلائل الأئمۀ علیهم السلام ( 2) . وبما أنّه
صفحۀ 201 من 235
من أصحاب أبی عیسی الوراق، وقد توفّی هو فی 247 ، فالرجل من متکلّمی القرن الثالث . 6- إسماعیل بن محمّد بن إسماعیل بن
هلال المخزومی: أبو محمّد، أحد أصحابنا، ثقۀ فیما یرویه، قدم العراق، وسمع أصحابنا منه، مثل أیوب بن نوح، والحسن بن معاویۀ،
ومحمّد بن الحسین، وعلی بن الحسن بن فضال، له کتاب التوحید، کتاب المعرفۀ، کتاب الإمامۀ . وبما أنّ الراوي عنه کعلی بن الحسن
بن فضال من أصحاب الهادي والعسکري علیهما السلام وقد توفّی الامام العسکري عام 260 ، فهو فی رتبۀ الحسن بن علی بن
فضال، الّذي هو من أصحاب الإمام الرضا علیه السلام فیکون من متکلّمی القرن الثالث( 3) .
. 297 برقم 1034 / 1 . النجاشی: الرجال 2
293 برقم 298 ، وثبیت علی وزان زبیر . / 2 . النجاشی: الرجال 1
( 584 ) . 120 برقم 66 / 3 . النجاشی: الرجال 1
-7 محمّد بن هارون: أبو عیسی الوراق: له کتاب الإمامۀ، وکتاب السقیفۀ، وکتاب الحکم علی سورة لم تکن وکتاب اختلاف الشیعۀ
والمقالات. قال ابن حجر: له تصانیف علی مذهب المعتزلۀ، وقال المسعودي له مصنّفات حسان فی الإمامۀ وغیرها وکانت وفاته سنۀ
وکان وجه أصحابنا البصریین فی ،« أبو إسحاق » ، -8 إبراهیم بن سلیمان بن أبی داحۀ المزنی: مولی آل طلحۀ بن عبیداللّه . (1)247
2) . وبما أنّ )« حدثنی إبراهیم ابن داحۀ، عن محمّد بن أبی عمیر » : الفقه والکلام والأدب والشعر. والجاحظ یحکی عنه، وقال الجاحظ
اُستاذه ابن أبی عمیر توفّی عام 217 ، والجاحظ، الراوي عنه توفّی عام 255 ، فهو من متکلّمی القرن الثالث یروي عنه الجاحظ فی البیان
9- الشکّال: قال ابن الندیم: صاحب هشام بن الحکم وخالفه فی اشیاء إلاّ فی اصل الإمامۀ وله من الکتب کتاب المعرفۀ، . ( والتبیین( 3
کتاب فی الاستطاعۀ، کتاب الامامۀ، کتاب علی من أبی وجوب الإمامۀ بالنص( 4) وبما أنّ هشاماً توفّی عام 199 ، فالرجل من متکلّمی
أوائل القرن الثالث. 10 - الحسین بن اشکیب: شیخ لنا، ثقۀ مقدم، ذکره أبو عمرو فی کتاب الرجال فی أصحاب أبی الحسن، صاحب
العسکر علیه السلام ووصفه بأنّه عالم متکلّم مؤلّف للکتب، المقیم بسمرقند وکش. له من الکتب، کتاب الرد علی من

280 برقم 1017 ، ابن حجر: لسان المیزان ج 5 برقم 1360 ، المحقق الداماد: الرواشح السماویۀ 55 ومر ذکره / 1 . النجاشی: الرجال 2
فی ترجمۀ تثبیت وما فی کلام ابن حجر من عده من المعتزلۀ، ناشئ عن الخلط بین المعتزلۀ والامامیۀ .
. 205 برقم 888 / 87 برقم 13 ، و 2 / 2 . النجاشی: الرجال 1
. 61 / 3 . البیان والتبیین 1
( 585 ) . 4 . ابن الندیم: الفهرست 264
زعم أنّ النبیّ کان علی دین قومه، والرد علی الزیدیۀ، وبما أنّه من أصحاب أبی الحسن المتوفی عام 260 ، فهو من متکلمی القرن
11 - عبدالرحمان بن أحمد بن جبرویه، أبو محمّد . ( الثالث( 1) . وعده الشیخ فی رجاله من أصحابه الامام الهادي علیه السلام ( 2
العسکري: متکلّم من أصحابنا، حسن التصنیف، جیّد الکلام، وعلی یده رجع محمّد بن عبداللّه بن مملک الاصبهانی عن مذهب
المعتزلۀ إلی القول بالإمامۀ، وقد کلّم عباد بن سلیمان، ومن کان فی طبقته، وقع إلینا من کتبه: کتاب الکامل فی الإمامۀ، کتاب
حسن( 3) . وبما أنّ محمّد بن عبداللّه معاصر للجبّائی ( 235 303 ) وله مجالس معه( 4) فالرجل من متکلّمی القرن الثالث، ولعلّه
أدرك أوائل القرن الرابع . 12 - علی بن منصور، أبو الحسن: کوفی سکن بغداد، متکلّم، من أصحاب هشام، له کتب، منها کتاب
التدبیر فی التوحید والإمامۀ( 5). وقال النجاشی فی ترجمۀ هشام بن الحکم: کتاب التدبیر فی الإمامۀ، وهو جمع علی بن منصور من
کلامه( 6) وبما أنّ هشام توفّی عام 199 ، فالرجل من متکلّمی القرن الثانی، وأوائل القرن الثالث . 13 - علی بن إسماعیل بن شعیب بن
میثم بن یحیی التمّار: أبو الحسن مولی بنی أسد، کوفی، سکن البصرة، وکان من وجوه المتکلّمین من أصحابنا،
. 146 برقم 87 / 1 . النجاشی: الرجال 1
صفحۀ 202 من 235
. 2 . الشیخ الطوسی: الرجال برقم 18
. 47 برقم 623 / 3 . النجاشی: الرجال 2
. 297 برقم 1034 / 4 . النجاشی: الرجال 2
. 71 برقم 656 / 5 . النجاشی: الرجال 2
( 586 ) . 397 برقم 1165 / 6 . النجاشی: الرجال 2
کلّم أبا الهذیل ( 135 235 ) والنظام ( 160 231 ) له مجالس وکتب منها کتاب الإمامۀ، کتاب مجالس هشام بن الحکم وکتاب
المتعۀ( 1) .وعدّه الشیخ فی رجاله من أصحاب الرضا برقم 52 فهو من متکلّمی القرن الثانی. وقال ابن الندیم: أوّل من تکلّم فی مذهب
الإمامۀ علی بن إسماعیل بن میثم التمّار، ومیثم (جده) من أجلّۀ أصحاب علی رضی الله عنه ولعلی من الکتب کتاب الإمامۀ، کتاب
الاستحقاق( 2) . متکلّموا الشیعۀ فی القرن الرابع:
-1 الحسن بن علی بن أبی عقیل: أبو محمّد العمانی الحذّاء، فقیه متکلّم ثقۀ، له کتب فی الفقه والکلام، منها کتاب المتمسّک بحبل
الرسول. قال النجاشی: وقرأت کتابه المسمّی: الکرّ والفرّ، علی شیخنا أبی عبداللّه المفید رحمهم الله وهو کتاب فی الإمامۀ، ملیح
الوضع . وذکره الشیخ فی الفهرست والرجال( 3)، وبما أنّه من مشایخ أبی القاسم جعفر ابن محمّد المتوفّی عام 368 فالرجل من أعیان
2- إسماعیل بن علی بن إسحاق بن أبی سهل بن نوبخت: کان شیخ المتکلّمین من . القرن الرابع،المعاصر للکلینی، المتوفّی عام 329
أصحابنا وغیرهم، له جلالۀ فی الدنیا والدین، یجري مجري الوزراء فی جلالۀ الکتاب، صنف کتباً کثیرة، منها کتاب الاستیفاء فی
الإمامۀ، التنبیه فی الإمامۀ. قال النجاشی: قرأته علی شیخنا أبی عبداللّه (المفید) رحمهم الله ،
. 72 برقم 659 / 1 . النجاشی: الرجال 2
. 2 . ابن الندیم: الفهرست 263
( 587 ) . 153 برقم 99 ولاحظ فهرست الشیخ رقم 204 ، ورجاله فی باب من لم یرو عنهم برقم 53 / 3 . النجاشی: الرجال 1
کتاب الجمل فی الإمامۀ، کتاب الرد علی محمّد بن الأزهر فی الإمامۀ، کتاب الرد علی الیهود، کتاب فی الصفات للرد علی أبی
العتاهیۀ ( 130 211 ) فی التوحید فی شعره، کتاب الخصوص والعموم والأسماء والأحکام، کتاب الإنسان والرد علی ابن الراوندي،
کتاب التوحیدن کتاب الارجاء، کتاب النفی والاثبات، مجالسه مع أبی علی الجبّائی ( 235 303 ) بالأهواز، کتاب فی استحالۀ رؤیۀ
القدیم، کتاب الرد علی المجبرة فی المخلوق، مجالس ثابت بن أبی قرة ( 221 288 )، کتاب النقض علی عیسی بن أبان فی الاجتهاد،
. ( نقض مسألۀ أبی عیسی الوراق فی قدم الاجسام، کتاب الإحتجاج لنبوّة النبی صلی الله علیه وآله وسلم ، کتاب حدوث العالم( 1
وقال ابن الندیم أبو سهل: إسماعیل بن علی بن نوبخت من کبار الشیعۀ وکان أبو الحسن الناشی یقول إنّه اُستاذه وکان فاضلا، عالماً،
3- الحسین بن علی بن الحسین بن موسی بن بابویه (أخو . ( متکلماً، وله مجالس بحضرة جماعۀ من المتکلمین... وذکر فهرس کتبه( 2
الصدوق) القمی أبو عبداللّه، ثقۀ روي عن أبیه اجازة، وله کتب منها: 1- کتاب التوحید ونفی التشبیه . 2- کتاب عمله للصاحب أبی
القاسم بن عباد ( 326 385 ) وقد توفّی أخوه عام 381 فهو من أعیان القرن الرابع، وهو وأخوه ولدا بدعوة صاحب الأمر علیه السلام
، ترجمه ابن حجر فی لسان المیزان( 3) .
121 برقم 67 (وهو خال الحسن بن موسی مؤلّف فرق الشیعۀ) . / 1 . النجاشی: الرجال 1
. 2 . ابن الندیم: الفهرست 265
( 588 ) . 306 برقم 1260 / 189 برقم 161 ، ابن حجر: لسان المیزان 2 / 3 . النجاشی: الرجال 1
متکلم جید الکلام، صحیح الاعتقاد، کان یقول بالوعید، له کتب، منها :« أبو الحسین السوسنجردي » -4 محمّد بن بشر الحمدونی
کتاب المقنع فی الإمامۀ، کتاب المنقذ فی الإمامۀ( 1) وقال ابن الندیم: السوسنجردي من غلمان أبی سهل النوبختی. ویکنّی أبا الحسن،
صفحۀ 203 من 235
ویعرف بالحمدونی منسوباً إلی آل حمدون، وله من الکتب کتاب الانقاذ فی الامامۀ( 2) وقال ابن حجر: کان زاهداً ورعاً متکلماً، علی
5- یحیی أبو محمّد العلوي من بنی زبارة: علوي، سید، متکلّم، فقیه، من أهل . ( مذهب الإمامیۀ وله مصنّفات فی نصرة مذهبه( 3
نیشابور. قال الشیخ الطوسی: جلیل القدر، عظیم الریاسۀ، متکلّم، حاذق، زاهد، ورع، لقیت جماعۀ ممّن لقوه وقرأوا علیه، له کتاب
ابطال القیاس، وکتاب فی التوحید( 4)، وعلی هذا فالرجل فی درجۀ شیخ مشایخ الطوسی، فهو من متکلّمی القرن الرابع . 6- محمّد بن
القاسم، أبوبکر، بغدادي: متکلم عاصر بن همام، له کتاب فی الغیبۀ، کلام( 5). وابن همام هو محمّد بن أبی بکر بن سهیل الکاتب
365 وقال أحد شیوخ الشیعۀ، ولد عام 258 / الاسکافی الّذي ترجم له النجاشی فی رجاله برقم 1033 وذکره الخطیب فی تاریخه 3
وتوفّی عام 338 وعلی هذا فالمترجم من متکلّمی أوائل القرن الرابع .
. 298 برقم 1037 / 1 . النجاشی: الرجال 2
. 93 برقم 304 / 2 . ابن حجر: لسان المیزان 5
. 3 . ابن الندیم: الفهرست 266
. 413 برقم 1192 ، وقد جاءت ترجمته أیضاً برقم 1195 ، الشیخ الطوسی: الفهرست برقم 803 / 4 . النجاشی: الرجال 2
( 589 ) . 298 برقم 1036 / 5 . النجاشی: الرجال 2
-7 محمّد بن عبدالملک بن محمّد التبان: یکنّی أبا عبداللّه، کان معتزلیاً، ثمّ أظهر الانتقال، ولم یکن ساکنا، له کتاب فی تکلیف من
8- محمّد بن عبدالرحمان بن قبۀ الرازي . (1) علم اللّه انّه یکفر، وله کتاب فی المعدوم، ومات لثلاث بقین من ذي القعدة سنۀ 419
أبو جعفر: متکلّم، عظیم القدر حسن العقیدة، قوي فی الکلام، کان قدیماً من المعتزلۀ، وتب ّ ص ر وانتقل، له کتب فی الکلام، وقد سمع
الحدیث، وأخذ عنه ابن بطۀ وذکره فی فهرسته الّذي یذکر فیه من سمع منه فقال: وسمعت من محمّد بن عبدالرحمان بن قبۀ. له کتاب
الانصاف فی الامامۀ، وکتاب المستثبت نقض کتاب أبی القاسم البلخی (ت 319 )، وکتاب الرد علی الزیدیۀ، وکتاب الرد علی ابی
علی الجبائی، المسالۀ المفردة فی الامامۀ . قال النجاشی: سمعت أبا الحسین السوسنجردي رحمه الله وکان من عیون أصحابنا
وصالحیهم المتکلّمین، وله کتاب فی الإمامۀ معروف به، وقد کان حج علی قدمیه خمسین حجۀ یقول: مضیت إلی أبی القاسم البلخی
إلی بلخ بعد زیارتی الرضا علیه السلام بطوس فسلمت علیه وکان عارفاً بی ومعی کتاب أبی جعفر بن قبۀ فی الإمامۀ المعروف
بالانصاف، فوقف علیه، ونقضه بالمسترشد فی الإمامۀ فعدت إلی الري، فدفعت الکتاب إلی ابن قبۀ فنقضه بالمستثبت فی الامامۀ،
فحملته إلی أبی القاسم فنقضه بنقض المستثبت، فعدت إلی الري فوجدت أبا جعفر قدمات رحمه الله ( 2). وقال ابن الندیم: أبو
جعفر بن محمّد بن قبۀ من متکلّمی الشیعۀ وحذّاقهم
. 333 برقم 1070 / 1 . النجاشی: الرجال 2
( 590 ) . 288 برقم 1024 / 2 . النجاشی: الرجال 2
9- علی بن . ( وله من الکتب: کتاب الانصاف فی الإمامۀ، کتاب الإمامۀ( 1) . وقال العلّامۀ: وکان حاذقاً شیخ الإمامیۀ فی عصره( 2
وصیف، أبوالحسن الناشی: ( 271 365 ) الشاعر المتکلّم، ذکر شیخنا رضی الله عنه انّ له کتاباً فی الإمامۀ( 3). قال الطوسی: وکان
شاعراً مجوداً فی أهل البیت علیهم السلام ومتکلّماً بارعاً وله کتب( 4). قال ابن خلکان: من الشعراء المحبین وله فی أهل البیت
قصائد کثیرة، وکان متکلماً بارعاً، أخذ علم الکلام عن أبی سهل إسماعیل بن علی بن نوبخت المتکلم، وکان من کبار الشیعۀ، وله
تصانیف کثیرة، وقال ابن کثیر: إنّه کان متکلّماً، بارعاً من کبار الشیعۀ( 5)، فهو من متکلمی القرن الرابع . 10 - الحسن بن موسی، ابو
محمّد النوبختی: شیخنا المبرز علی نظرائه فی زمانه قبل الثلاثمائۀ وبعدها، له علی الأوائل کتب کثیرة، منها: 1- کتاب الآراء
والدیانات، یقول النجاشی: کتاب کبیر حسن یحتوي علی علوم کثیرة قرأت هذا الکتاب علی شیخنا أبی عبداللّه (المفید) رحمه الله
-2 کتاب فرق الشیعۀ . 3- کتاب الرد علی فرق الشیعۀ ما خلا الإمامیۀ . 4- کتاب الجامع فی الإمامۀ . 5- کتاب الموضع فی حروب .
صفحۀ 204 من 235
أمیرالمؤمنین علیه السلام .
. 1 . ابن الندیم: الفهرست 262
. 2 . العلامۀ: الخلاصۀ القسم الأول 143
. 105 برقم 707 / 3 . النجاشی: الرجال 2
4 . الطوسی: الفهرست 233 طبع لیدن .
( 591 ) . 313 برقم 8549 / 5 . المامقانی: تنقیح المقال 2
- -6 کتاب التوحید الکبیر . 7- کتاب التوحید الصغیر . 8- کتاب الخصوص والعموم . 9- کتاب الأرزاق والآجال والأسعار . 10
کتاب کبیر فی الجزء . 11 - مختصر الکلام فی الجزء . 12 - کتاب الرد علی المنجّمین . 13 - کتاب الفرد علی أبی علی الجبّائی فی
ردّه علی المنجّمین . 14 - کتاب النکت علی ابن الراوندي . 15 - کتاب الرد علی من أکثر المنازلۀ . 16 - کتاب الرد علی أبی الهذیل
العلّاف فی أنّ نعیم أهل الجنۀ منقطع . 17 - کتاب الإنسان غیر هذه الجملۀ . 18 - کتاب الرد علی الواقفۀ . 19 - کتاب الرد علی أهل
المنطق . 20 - کتاب الرد علی ثابت بن قرة . 21 - الرد علی یحیی بن أصفح . 22 - جواباته لأبی جعفر بن قبۀ . 23 - جوابات اُخر لأبی
جعفر . 24 - شرح مجالسه مع أبی عبداللّه بن مملک . 25 - حجج طبیعیۀ مستخرجۀ من کتاب أرسطاطالیس فی الرد علی من زعم أنّ
( الفلک حی ناطق . 26 - کتاب فی المرایا وجهۀ الرؤیۀ فیها . ( 592
-27 کتاب فی خبر الواحد والعمل به . 28 - کتاب فی الاستطاعۀ علی مذهب هشام وکان یقول به . 29 - کتاب فی الرد علی من قال
بالرؤیۀ للباري عزّوجلّ . 30 - کتاب الاعتبار والتمییز والانتصار . 31 - کتاب النقض علی أبی الهذیل فی المعرفۀ . 32 - کتاب الرد علی
أهل التعجیز، وهو نقض کتاب أبی عیسی الوراق . 33 - کتاب الحجج فی الإمامۀ . 34 - کتاب النقض علی جعفر بن حرب ( 177
36 - کتاب التنزیه وذکر متشابه القرآن . 37 - الرد علی أصحاب . ( 236 ) فی الإمامۀ . 35 - مجالسه مع أبی القاسم البلخی (ت 319
المنزلۀ بین المنزلتین فی الوعید . 38 - الرد علی أصحاب التناسخ . 39 - الرد علی المجسّمۀ . 40 - الرد علی الغلاة . 41 - مسائله
للجبّائی فی مسائل شتّی( 1) . والرجل من أکابر متکلّمی الشیعۀ، عاصر الجبّائی (ت 303 ) والبلخی (ت 319 ) وأبو جعفر بن قبۀ المتوفّی
قبل البلخی فهو من أعیان متکلّمی الشیعۀ فی أواخر القرن الثالث، وأوائل القرن الرابع . وقال ابن الندیم: أبو محمّد الحسن بن موسی
بن اُخت أبی سهل بن نوبخت،
258 برقم 1075 وترجمۀ هبه الدین الشهرستانی فی / 179 برقم 146 ترجمه ابن حجر فی لسان المیزان 2 / 1 . النجاشی: الرجال 1
مقدمۀ فرق الشیعۀ .
( 593 )
متکلّم، فیلسوف کان یجتمع إلیه جماعۀ من النقلۀ لکتب الفلسفۀ، مثل أبی عثمان الدمشقی، وإسحاق وثابت وغیرهم وکانت المعتزلۀ
تدّعیه، والشیعۀ تدّعیه ولکنّه إلی حیّز الشیعۀ ما هو (کذا) لأنّ آل نوبخت معروفون بولایۀ علی وولده علیهم السلام فی الظاهر،
فلذلک ذکرناه فی هذا الموضع... وله مصنفات وتألیفات فی الکلام والفلسفۀ وغیرها ثمّ ذکر فهرس کتبه ولم یذکر إلاّ القلیل من
الکثیر( 1). إنّ بیت نوبخت من أرفع البیوتات الشیعیۀ خرج منه فلاسفۀ کبار، متکلّمون عظام، وقد آثرنا الاقتصار ومن أراد التفصیل
فلیرجع إلی الکتب المؤلّفۀ حول هذا البیت . هؤلاء أعلام الشیعۀ ومتکلّموهم فی القرون الأربعۀ فهم الذین ذادوا عن حیاض الإسلام
والتشیّع ببیانهم وبنانهم أتینا بأسمائهم فی المقام لیکونوا کنموذج لما لم نذکره أو لم یحتفل بذکرهم التاریخ فإنّ الإستقصاء یخرجنا
إلی تألیف منفرد . ونختم هذا الفصل بمتکلّم فحل وبارع لا یسمع الدهر بمثله إلاّ فی فترات یسیرة أعنی اُستاذ الشیعۀ وشیخ الاُمۀ
الشیخ المفید ( 336 414 ) الّذي أنطق علمه وفضله وورعه وتقاه، لسان کل موافق ومخالف وإلیک نموذج ممّا ذکره أصحاب التذکرة
وعلماء الرجال فی کتبهم علی وجه الإیجاز ونرکّز علی کلمات أهل السنّۀ ونذکر القلیل من کلمات الشیعۀ فی حقه . 1- هذا هو ابن
صفحۀ 205 من 235
الندیم (ت 388 ) معاصره ویعرّفه فی الفهرست بقوله:
ابن المعلم، أبو عبداللّه، فی عصرنا انتهت ریاسۀ متکلّمی الشیعۀ إلیه، مقدم فی صناعۀ الکلام علی مذهب أصحابه، دقیق الفطنۀ، »
ماضی الخاطرة، شاهدته
1 . ابن الندیم: الفهرست 265 266 الفن الثانی من المقالۀ الخامسۀ .
( 594 )
فرأیته بارعا...( 1) والمعروف انّه ألّف الفهرست عام 377 ، وتوفّی حوالی 388 ، وعلی ضوء هذا فالمفید انتهت إلیه ریاسۀ متکلّمی
:( الشیعۀ وله من العمر ما لا یجاوز الخمسین . 2- وقال الحافظ أحمد بن علی الخطیب البغدادي (ت 463
. ( أبو عبداللّه المعروف بابن المعلم، شیخ الرافضۀ، والمتعلم علی مذهبهم، صنّف کتباً کثیرة فی ضلالاتهم والذب عن اعتقاداتهم( 2
:( -3 وقال عبدالرحمان ابن الجوزي (ت 597
شیخ الإمامیۀ وعالمها، صنّف علی مذهبه، ومن أصحابه المرتضی، کان لابن المعلم مجلس نظر بداره، بدرب ریاح، یحضره کافۀ
:( 4- وقال أبو السعادات عبداللّه بن أسعد الیافعی (ت 768 . ( العلماء، له منزلۀ عند اُمراء الأطراف، لمیلهم إلی مذهبه( 3
وفی سنۀ ثلاث عشرة وأربعمائۀ توفّی عالم الشیعۀ وإمام الرافضۀ صاحب التصانیف الکثیرة شیخهم المعروف بالمفید، وابن المعلم
أیضاً، البارع فی الکلام والجدل والفقه، وکان یناظر أهل کل عقیدة مع الجلالۀ والعظمۀ فی الدولۀ البویهیۀ. قال ابن ابی طی: وکان
کثیر الصدقات، عظیم الخشوع، کثیر الصلاة والصوم، خشن اللباس، وقال غیره: کان عضد الدولۀ ربّما زار الشیخ المفید، وکان شیخاً
ربعۀ نحیفاً أسمر، عاش ستاً وسبعین سنۀ، وله أکثر من مائتی مصنّف، وکانت جنازته مشهورة وشیّعه ثمانون الفاً من الرافضۀ
والشیعۀ( 4) .
1 . ابن الندیم: الفهرست 266 فی فصل أخبار متکلّمی الشیعۀ .
. 331 برقم 1799 / 2 . الخطیب البغدادي: 3
. 157 / 3 . ابن الجوزي: المنتظم 15
5- ووصفه أبوالفداء الحافظ ابن کثیر الدمشقی (ت 774 ) بقوله: ( 28 طبع الهند . ( 595 / 4 . الیافعی: مرآة الجنان 3
-6 . ( شیخ الإمامیۀ الروافض، والمصنّف لهم، والمحامی عن حوزتهم، وکان یحضر ملجسه خلق کثیر من العلماء وسائر الطوائف( 1
:( وقال الذهبی (ت 748
. ( محمّد بن محمّد بن النعمان، الشیخ المفید، عالم الرافضۀ، أبو عبداللّه ابن المعلم، صاحب التصانیف البدعیۀ، وهی مائتا مصنف( 2
عالم الشیعۀ، وإمام الرافضۀ وصاحب التصانیف الکثیرة، قال ابن ابی طی فی تاریخه تاریخ الإمامۀ : هو شیخ مشایخ الطائفۀ ولسان
7- قال ابن حجر (ت . ( الإمامیۀ ورئیس الکلام والفقه والجدل، وکان یناظر أهل کل عقیدة مع الجلالۀ العظیمۀ فی الدولۀ البویهیۀ( 3
852 ) بعد نقل ما ذکره الذهبی :
وکان کثیر التعقیب والتخشّع والاکباب علی العلم، تخرج به جماعۀ، وبرع فی المقالۀ الإمامیۀ حتّی یقال: له علی کل إمام منّۀ، وکان
8- وقال ابن العماد . ( أبوه معلماً بواسط وما کان المفید ینام من اللیل إلاّ هجعۀ ثمّ یقوم یصلی أو یطالع أو یدرس أو یتلو القرآن( 4
:( الحنبلی: (ت 1089
وفیها توفّی المفید، ابن المعلم، عالم الشیعۀ، إمام الرافضۀ، وصاحب التصانیف الکثیرة، قال ابن أبی طی فی تاریخ الإمامیۀ: هو شیخ »
مشایخ الطائفۀ ولسان
. 15 / 1 . ابن کثیر: البدایۀ والنهایۀ 11
. 30 / 2 . الذهبی میزان الاعتدال 4
صفحۀ 206 من 235
. 225 / 3 . الذهبی: العبر 2
( 596 ) . 368 برقم 1196 / 4 . ابن حجر: لسان المیزان 5
1) . هذا بالنسبۀ للسنّۀ، )« الإمامیۀ، رئیس الکلام، والفقه والجدل وکان یناظر اهل کل عقیدة مع الجلاله والعظمۀ فی الدولۀ البویهیۀ
وأمّا الشیعۀ فنقتصر علی کلام تلمیذیه: الطوسی والنجاشی ونترك الباقی لمترجمی حیاته . 1- یقول الشیخ الطوسی ( 385 460 ) فی
الفهرست :
المفید یکنّی أبا عبداللّه المعروف بابن المعلم، من جملۀ متکلّمی الإمامیۀ، انتهت إلیه رئاسۀ الإمامیۀ فی وقته، وکان مقدّماً فی العلم،
وصناعۀ الکلام، وکان فقیهاً متقدماً فیه، حسن الخاطر، دقیق الفطنۀ، حاضر الجواب وله قریب من مائتی مصنف کبار وصغار وفهرست
کتبه معروف، ولد سنۀ 338 وتوفّی للیلتین خلتا من شهر رمضان سنۀ 413 ، وکان یوم وفاته یوماً لم یر أعظم منه من کثرة الناس للصلاة
:( 2- ویقول تلمیذه الآخر، النجاشی ( 372 450 . ( علیه وکثرة البکاء من المخالف والموافق( 2
شیخنا واُستاذنا رضی الله عنه فضله أشهر من أن یوصف فی الفقه والکلام والروایۀ والوثاقۀ والعلم ثمّ ذکر تصانیفه( 3) . وهذه الکلم
تعرّفنا منزلته الرفیعۀ وانّه لم یکن یومذاك للشیعۀ متکلّم أکبر منه، وکفی فی ذلک انّه تخرّج علی یدیه لفیف من متکلّمی الشیعۀ
نظیر: السید المرتضی ( 355 436 ) والشیخ الطوسی ( 385 460 ) وهما کوکبان فی سماء الکلام، وحامیان عظیمان عن حیاض التشیع،
ببیانهم وبنانهم .
199 وفیه مکان الطائفۀ: الصوفیۀ. وهو لحن . / 1 . ابن العماد الحنبلی: شذرات الذهب 3
. 2 . الشیخ الطوسی: الفهرست برقم 710
( 597 ) . 327 برقم 1068 / 3 . النجاشی: الرجال 2
ولنکتف فی سرد أسماء أئمۀ الکلام بهذا المقدار ولنترك الباقی من القرن الخامس إلی عصرنا هذا غیر أنّه یطیب لی أن اشیر إلی
بعض أساتذة الفلسفۀ منهم . مشاهیر أئمّۀ الفلسفۀ بعد القرن الرابع:
-1 إذا کان الشیخ المفید أکبر متکلّم للشیعۀ ظهر فی العراق، فإنّ الشیخ الرئیس ابن سینا ( 380 424 ) أکبر فیلسوف اسلامی شیعی
ظهر فی المشرق، وهو من الذین دفعوا عجلۀ الفکر والعلم إلی الأمام فی خطوات کثیرة وقد طار صیته شرقاً وغرباً، وکتبت عنه
دراسات ضافیۀ من المسلمین والمستشرقین ونحن فی غنی عن افاضۀ القول فی ترجمۀ حیاته، وآثاره الّتی خلّفها، والتلامیذ الذین تربّوا
فی مدرسته ولکن نشیر إلی کتابین من کتبه لأنّهما کوکبان . الف الشفاء وهو یشتمل علی المنطق، والطبیعیات والإلهیات
والریاضیات وقد طبع أخیراً فی مصر فی أجزاء، وبالامعان فیما ذکره فی مبحث النبوّة یعلم مذهبه قال: والاستخلاف بالنص أصوب فانّ
ذلک لا یؤدّي إلی التشعّب والتشاغب والاختلاف( 1). باء الاشارات وهو یشتمل علی المنطق والطبیعات والإلهیات وهو من أحسن
مؤلّفاته وفیه آراؤه النهائیۀ وقد وقع موقع العنایۀ لمن بعده، فشرحه الامام الرازي ( 543 606 ) والمحقق الطوسی ( 597 672 ) والشرح
الثانی، کان محور الدراسۀ فی الحوزات العلمیۀ . 2- نصیر الدین الطوسی: الخواجه نصیر الدین الطوسی، سلطان المحققین واُستاذ
الحکماء والمتکلمین ( 597 672 ) وهو أشهر من أن یذکر، شارك فی
564 طبع ایران . / 1 . الشفاء قسم الإلهیات 2
( 598 )
جمیع العلوم النظریۀ فاصبح اُستاذاً محقّقاً مؤسّساً أثنی علیه الموافق والمخالف . 3- الشیخ کمال الدین: الشیخ کمال الدین میثم بن
علی بن میثم البحرانی ( 636 699 ) الفیلسوف المحقّق، والحکیم المدقّق، قدوة المتکلمین، تظهر جلالۀ شأنه وسطوع برهانه من
وکلاهما مطبوعان . 4- العلّامۀ الحلّی: شیخ الشیعۀ « قواعد المرام فی الکلام » الامعان فی شرحه لنهج البلاغۀ فی أربعۀ أجزاء وله
جمال الدین المعروف بالعلّامۀ الحلّی ( 648 728 ) له الجوهر النضید فی شرح منطق التجرید، وکشف المراد فی الکلام، وکتبه فی
صفحۀ 207 من 235
المنطق والکلام والفلسفۀ تنوف علی العشرین . 5- الرازي: قطب الدین الرازي (ت 766 )، تلمیذ العلّامۀ الحلّی واُستاذ الشهید الأوّل، له
شرح المطالع فی المنطق والمحاکمات بین العلمین: الرازي ونصیر الدین الطوسی.
إلی غیر ذلک من أدمغۀ کبیرة ظهرت فی الحوزات الشیعیّۀ، کالفاضل المقداد (ت 808 ) مؤلّف نهج المسترشدین فی الکلام، والشیخ
بهاء الدین العاملی ( 953 1030 )، والسید محمّد باقر المعروف بالداماد (ت 1040 ) ،وتلمیذه المعروف بصدر المتألّهین مؤلّف الأسفار
الأربعۀ ( 971 1050 ) وغیرهم ممّن یتعسّر علینا احصاء أسمائهم فضلا عن تحریر تراجمهم . هذه لمحۀ عابرة عن مشارکۀ الشیعۀ فی
بناء الحضارة الإسلامیۀ فی مجال العلوم العقلیۀ واقتصر نا علی المشاهیر منهم إلی أواسط القرن الحادي عشر، وترکنا أسماء الکثیرین.
وسدّ بذلک « فلاسفۀ الشیعۀ » هذا وقد قام المتتبّع المتضلّع الشیخ عبداللّه نعمۀ بتألیف کتاب حول فلاسفۀ الشیعۀ ومتکلّمیهم أسماه
( بعض الفراع حیّاه اللّه وبیّاه . ومن حسن الحظ أنّ رکب التفکیر والبرهنۀ والاستدلال لم یقف، بل توالت ( 599
إلی عصرنا، فتري فی حقول الکلام والفلسفۀ شخصیات بارزة ومؤلّفات لا تحصی فی الکلام والفلسفۀ والمنطق، وقد عاش کثیر من
هؤلاء فی الظروف السیاسیۀ الصارخۀ بالدم والرعب، وقد صار ذلک سبباً فی اختفاء آثارهم وضیاعها، بل وتراکم الأساطیر حولها .
أمّا من حیث العقیدة والمذهب، فانّ الشیعۀ هم ورثۀ » : فی حق کلام الشیعۀ « آدم متز » وبذلک تقف علی قیمۀ ما ذکره المستشرق
المعتزلۀ، ولابدّ أن یکون قلّۀ اعتداد المعتزلۀ بالأخبار المأثورة ممّا لاءم أغراض الشیعۀ ولم یکن للشیعۀ فی القرن الرابع مذهب کلامی
1) . إنّ الشیعۀ منذ بکرة أبیهم، کانوا مقتفین أثر أئمتهم، ولم یکونوا ورثۀ المعتزلۀ، وانّما أخذت المعتزلۀ اُصول مذهبهم )« خاص به
عن أئمۀ أهل البیت، کما أوضحنا حاله فی الجزء الثالث من هذه الموسوعۀ، والعجب أنّ الشیعۀ کانت تناظر المعتزلۀ من عصر الامام
الصادق علیه السلام إلی عصر المفید وبعدهم حتّی أنّ الشیخ المفید وضع کتباً فی نقد المعتزلۀ، کما وضع قبلهم بعض أئمۀ
المتکلمین من الشیعۀ ردوداً علی المعتزلۀ، فکیف یکون الشیعۀ ورثۀ للمعتزلۀ، نعم وأنّ القائل خلط مسألۀ الاتّفاق فی بعض المسائل
بالتبعیۀ والاقتفاء، فالشیعۀ والمعتزلۀ تتفقان فی بعض الاُصول، لا أنّ أحدهما عیال علی الآخر . 13 - قدماء الشیعۀ والعلوم الکونیۀ:
لم یکن اتّجاه الشیعۀ مختصّاً بالعلوم العقلیۀ کالکلام والفلسفۀ والمنطق،
106 الطبعۀ الثالثۀ . / 1 . الحضارة الإسلامیۀ فی القرن الرابع الهجري، تعریب محمّد عبدالهادي أبو ریدة 1
( 600 )
بل امتدّ نشاطهم وحرکتهم الفکریۀ إلی العلوم الریاضیۀ، والکونیۀ، فتجد هذا النشاط بارزاً فی مؤلّفاتهم طیلۀ القرون، ونحن نأتی هنا
بذکر موجز عن مشاهیر علمائهم ومؤلّفاتهم فی القرون الاُولی تارکین غیرهم للمعاجم: 1- هشام بن الحکم (ت 199 ) له آراء فی
الاعراض کاللون والطعم والرائحۀ، وقد أخذ منه إبراهیم بن سیار النظام، وحاصل هذا الرأي أنّ الرائحۀ جزئیات متبخّرة من الأجسام
2- إنّ بیت بنی نوبخت بیت شیعی عریق، فقد قاموا . ( تتأثّر بها الغدد الأنفیۀ وأنّ الأطعمۀ جزئیات صغیرة تتأثّر بها الحلیمات اللسانیۀ( 1
بترجمۀ الکتب الفارسیۀ إلی العربیۀ وقد خدموا بذلک العلوم الکونیۀ . قال ابن الندیم: آل نوبخت معروفون بولایۀ علی وولده، وقال
الأفندي فی ریاض العلماء: بنو نوبخت طائفۀ من متکلّمی الإمامیۀ منهم . الف أبو الفضل بن نوبخت قال ابن الندیم: کان فی خزانۀ
الحکمۀ لهارون الرشید، وقال ابن القطفی فی تاریخ الحکماء: إنّه مذکور مشهور من أئمۀ المتکلمین وذکر فی کتب المتکلمین وکان
فی زمن هارون الرشید وولاّه القیام بخزانۀ کتب الحکمۀ، وهو من متکلّمی أواخر القرن الثانی . ب ولده إسحاق بن أبی سهل بن
. ( نوبخت من متکلمی القرن الثالث . ج یعقوب بن اسحاق بن أبی سهل بن نوبخت متقدم فی الحکمۀ والکلام والنجوم( 2
-3 أبو علی أحمد بن محمّد بن یعقوب بن مسکویه، من أعیان الشیعۀ
. 1 . عبداللّه نعمۀ: فلاسفۀ الشیعۀ 56
( 601 ) . 135 / 2 . العاملی: أعیان الشیعۀ 1
4- من أشهر علماء . ( وأعلام فلاسفتهم، صنّف فی علوم الأوائل وله تعلیقات فی المنطق ومقالات جلیلۀ فی أقسام الحکمۀ والریاضۀ( 1
صفحۀ 208 من 235
الشیعۀ واقدمهم الذین برزوا بالکیمیاء هو جابر بن حیان، فهو الّذي ظهر فی حقل الکیمیاء، وهو أوّل من أشار إلی طبقات العین قبل
یوحنا بن ماسویه (ت 243 ) وقبل حنین بن إسحاق (ت 264 ) وأوّل من أثبت امکان تحویل المعدن الخسیس إلی الذهب والفضۀ، فلم
تقف عبقریته فی الکیمیاء، عند هذا الحد بل دفعته إلی ابتکار شیء جدید فی الکیمیاء فأدخل فیها ما سمّاه بعلم المیزان، والمقصود
منه معادلۀ ما فی الأجسام والطبائع، وجعل لکل جسم من الأجسام، موازین خاصۀ( 2) وقد اُلّفت حول جابر وعبقریته کتب کثیرة، فمن
أراد فلیرجع إلیها، وقد اتّفق الکل علی أنّه تلمیذ الامام الصادق علیه السلام . 5- الشریف أبوالقاسم علی بن القاسم القصري، وهو
من علماء القرن الرابع، ذکره ابن طاووس فی فرج المهموم فی عداد منجّمی الشیعۀ( 3) . وهذه نماذج من علماء الشیعۀ فی الطبیعیات
فمن أراد « فلاسفۀ الشیعۀ » والفلکیات، وأمّا المتأخّرون، فحدّث عنهم ولا حرج، وقد أتی بقسم کبیر منهم الشیخ عبداللّه نعمۀ فی کتابه
وحصل نصیر الدین » : فلیرجع، غیر أنّا نذکر هنا المحقق الطوسی الّذي له حقّ علی الاُمّۀ جمعاء تقول فی حقّه المستشرقۀ الألمانیۀ
الطوسی علی مرصده، فکان معهداً لأبحاث لا مثیل له، وزوّده بالآلات الفلکیۀ الّتی زادت فی شهرة المعهد، ورفعت مکانته... ویحکی
أنّ
. 254 / 1 . محمّد باقر الخونساري: روضات الجنات 1
. 57 / 2 . فلاسفۀ الشیعۀ 1
( 3 . فرج المهموم . ( 602
« المحلقۀ » زائراً قصد ابن الفلکی نصیر الدین فی مرصده فی مراغه فلمّا رأي الآلات الفلکیۀ المتنوعّۀ ذهل، وقد زاد دهشۀ حین رأي
ذات الخمس حلقات والدوائر من النحاس: اولاها تمثّل خطّ الطول الّذي کان مرکّزاً فی الأسفل، وثانیتها خطّ الاستواء، وثالثتها الخطّ
الاهلیلجی، ورابعتها دائرة خطّ الأرض، وخامستها دائرة الانقلاب الصیفی والشتوي، وشاهد أیضاً دائرة السمت الّتی یمکن للمرء
بواسطتها أن یُحدّد سمت النجوم، أي الزاویۀ الناتجۀ علی خطّ اُفقیّ ثابت وخطّ اُفقی آخر صادر عن کوکب فی السماء . وتقول أیضاً:
إنّ نصیر الدین أحضر إلی مکتبۀ المعهد أربعمائۀ ألف مجلّد کانت قد سرقت من مکتبات بغداد وسوریا وبلاد بابل، وقد استدعی
. (1)« علماء ذوي شهرة طائرة من اسبانیا ودمشق وتفلیس والموصل إلی مدینۀ مراغۀ لکی یعملوا علی وضع الازیاج بأسرع وقت یمکن
ویناسب فی المقام ذکر اجمالی عمّا قدموا من الخدمۀ فی مجال الجغرافیۀ وعلم البلدان فنقول: الجغرافیۀ وتقویم البلدان:
نذکر فی المقام، رحّالتین طافا فی البلاد الإسلامیۀ وکتبا ما یرجع إلی جغرافیۀ البلدان، وقد صار کتاباهما أساساً للآخرین: 1- أحمد
بن أبی یعقوب بن واضح المعروف بالیعقوبی المتوفّی فی أواخر القرن الثالث، فهو أوّل جغرافی بین العرب، وصف الممالک معتمداً
علی ملاحظاته
1 . السیدة زیغرید هونکه: شمس العرب تسطع علی الغرب 133 والصحیح أن یسمی: شمس الإسلام...
( 603 )
الخاصۀ، ومتوخّیاً قصد ما أراد من وصف البلد وخصائصها وهو یقول عن نفسه: انّه عنی فی عنفوان شبابه، وحدّة ذهنه بعلم أخبار
البلدان ومسافۀ ما بین کل بلد وبلد، لأنّه سافر حدیث السن واتّصلت أسفاره ودام تغرّبه، وقد طاف فی بلاد المملکۀ الإسلامیۀ کلّها،
فنزل أرمینیۀ وورد خراسان وأقام بمصر والمغرب بل سافر إلی الهند، وکان متی لقی رجلا سأله عن وطنه ومصره وعن زرعه ما هو؟
وساکنیه منهم؟ عرب أو عجم؟ وعن شرب أهله ولباسهم ودیاناتهم ومقالاتهم من غیر أن یلحقه من ذلک ملال ولا فتور، وقد وصف
2- أبو الحسن علی بن الحسین المسعودي (ت . ( المملکۀ الإسلامیۀ مبتدئاً ببغداد وصفاً منظّماً مع اصابۀ جدیرة بالثقۀ والاعجاب( 1
« التاریخ فی أخبار الاُمم من العرب والعجم » وکتابه الآخر « مروج الذهب ومعادن الجوهر » 346 ) فقد ألّف فی ذلک المضمار کتابه
فقد اشتمل وراء التاریخ علی الجغرافیۀ وتقویم البلدان، وقد جرّه حُبّه للاستطاع إلی بلاد بعیدة، فکتب « التنبیه والاشراف » وکتابه الثالث
ما رآه وشاهده .
صفحۀ 209 من 235
المنتشر . « البلدان » 34 وکتاب الیعقوبی فی الجغرافیۀ هو کتاب / 1 . آدم متز: الحضارة الإسلامیۀ 2
( 605 ) ( 604 )
الفصل الثالث