گروه نرم افزاری آسمان

صفحه اصلی
کتابخانه
جلد دوم
باب ذکر مذاهبهم فی الوقف علی الحرکات اللائی فی أواخر الکلم، و معنی الرّوم و الإشمام







اشارة
-2543 اعلم أن الأصل أن یوقف علی الکلم المتحرکۀ فی حال الوصل بالسکون؛ لأن معنی الوقف علی الحرکۀ: أي تترك، کما
یقال وقفت عن کلام فلان أي ترکته، و لأن الوقف أیضا ضدّ الابتداء، فکما یخصّ الابتداء بالحرکۀ، کذلک یخصّ الوقف بالسکون،
أکثر العرب، و هو اختیار أحمد بن یحیی ثعلب، و جماعۀ من النحویین. و احتجّوا بالخبر الذي جاء عن النبی صلی اللّه «2» و ذلک لغۀ
علیه و سلم أنه کان یقف علی آخر کل آیۀ.
قال: نا سلیمان ( 1) فی م: (أذکرها). «3» -2544 حدّثنا محمد بن أحمد البغدادي [قال: نا ابن الأنباري
2) فی م: (بلغۀ). )
3) زیادة یقتضیها السیاق؛ حیث أن محمد بن أحمد بن علی لم یلق سلیمان بن یحیی الضبی؛ لأن ولادة الأول بعد وفاة الثانی. راجع )
.258 / ترجمۀ کل منهما. و انظر إیضاح الوقف و الابتداء 1
- یحیی بن سعید بن العاص، الأموي، أبو عمر، الأشدق، ثقۀ، مات فی حدود الثمانین و مائۀ.
.348 / التقریب 2
و ابن جریج اسمه عبد الملک بن عبد العزیز.
.431 / - عبد الله بن عبید الله بن أبی ملیکۀ- بالتصغیر- المدنی، تابعی، ثقۀ فقیه، مات سنۀ سبع عشرة و مائۀ. التقریب 1
302 )، و أبو داود فی سننه فی / - أم سلمۀ هی أم المؤمنین. و هذا الإسناد رجاله ثقات، و أخرج الحدیث الإمام أحمد فی المسند ( 6
232 ) کلهم من طریق / کتاب الحروف و القراءات بنحوه و الترمذي فی جامعه فی کتاب القراءات بنحوه، و الحاکم فی المستدرك ( 2
یحیی بن سعید عن ابن جریج عن ابن أبی ملیکۀ عن أم سلمۀ قال أبو عیسی الترمذي: هذا حدیث غریب، قال: و لیس إسناده بمتصل؛
لأن اللیث بن سعد روي هذا الحدیث عن ابن أبی ملیکۀ عن یعلی بن مملک عن أم سلمۀ. و حدیث اللیث أصح. ا ه.
- و قال الحاکم: هذا حدیث صحیح علی شرط الشیخین، و لم یخرجاه. ا ه و أقره الذهبی.
238 ): قال الدارقطنی، و إسناده صحیح. / - و قال المناوي فی فیض القدیر ( 5
ص: 826
صفحۀ 246 من 344
بن یحیی، قال: نا محمد بن سعدان، قال: نا یحیی بن سعید الأموي عن ابن جریج عن عبد الله بن أبی ملیکۀ عن أم سلمۀ أن النبی
صلی اللّه علیه و سلم کان إذا قرأ قطع قراءته آیۀ آیۀ، یقول: بسم اللّه الرّحمن الرّحیم ثم یقف، ثم یقول: الحمد للّه ربّ العلمین ثم
یقف، ثم یقول: الرّحمن الرّحیم، ثم ملک یوم الدّین.
یختار الإسکان فی کل «1» -2545 حدّثنا محمد بن أحمد بن علی، قال: نا محمد بن القاسم، قال: کان أبو العباس أحمد بن یحیی
القرآن للحدیث الذي جاء عن النبی صلی اللّه علیه و سلم من الوقف علی کل آیۀ.
-2546 قال أبو عمرو: و جاءت الروایۀ بعد هذا بالإشارة إلی حرکۀ أواخر الکلم عند الوقف عن أبی عمرو و الکوفیین عن عاصم و
حمزة و الکسائی.
-2547 فأما أبو عمرو فجاء ذلک عنه من طریق الأداء، فقرأت علی عبد العزیز بن جعفر المقرئ، و أشرت إلی الحرکات عند الوقف.
و قال لی: قرأت علی أبی طاهر بن أبی هاشم، و قال: قرأت کذلک علی ابن مجاهد عن أصحابه عن الیزیدي عن أبی عمرو، و
جمیعا عن قراءتهما. «3» و أبی الحسن «2» کذلک قرأت علی أبی الفتح
عن أبی عمرو أنه یقف علی فأوف [یوسف: 88 ] بإشمام الجرّ. قال ابن مجاهد: هذا یدلّ «4» -2548 و قد روي محبوب بن الحسن
علی أن أبا عمرو إذا وقف علی الحروف المرفوعۀ و المخفوضۀ فی الوصل [ 110 / و] أشمّها إعرابها.
-2549 قال أبو عمرو: و أهل الأداء مجمعون علی الأخذ بذلک فی مذهبه من طریق الیزیدي و شجاع و النصّ عنهما فی الوجهین من
الإشارة و غیرها معدوم.
الأنباري، قال: نا ( 1) ثعلب النحوي. و الروایۀ فی إیضاح الوقف و الابتداء «5» -2550 و أما عاصم فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن
387 بمثلها. /1
2) فارس بن أحمد. )
3) طاهر بن عبد المنعم بن غلبون. )
4) محمد بن الحسن بن هلال، تقدم، و قد ترجم له ابن الجزري فی غایۀ النهایۀ مرتین: مرة باسم محمد بن الحسن بن إسماعیل فی )
123 ). و أغلب الظن أنهما شخص واحد. و روایته عن أبی عمرو خارجۀ عن / 115 )، و مرة باسم محمد بن الحسن بن هلال فی ( 2 /2)
روایات جامع البیان.
.387 / 5) سقطت (ابن) من م. و الروایۀ فی إیضاح الوقف و الابتداء 1 )
ص: 827
قرأ علیهم علی بن محصن و غیره عن عمرو بن الصباح عن حفص عن «2» و سألته عن ذلک عن أصحابه الذي ،«1» أحمد ابن سهل
عاصم أنه کان یشیر إلی إعراب الحرف عند الوقف، و کذلک روي محمد بن غالب عن الأعشی أنه یقف بالإشارة إلی الإعراب عند
الرفع و الخفض و مع التنوین.
قال: نا محمد بن القاسم، قال: ،«3» -2551 و أما حمزة فحدّثنا محمد بن أحمد
نا إدریس بن عبد الکریم ح.
نا خلف، قال: نا سلیم عن حمزة أنه کان :«5» قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن محمد البراثی، قالا ،«4» -2552 و أخبرنا الفارسی
یعجبه إشمام الرفع إذا وقف علی الحروف التی توصل بالرفع مثل قول الله عزّ و جلّ: إیّاك نعبد [الفاتحۀ: 5] یشمّ الدال الرفع قال: و
کذلک و إیّاك نستعین [الفاتحۀ: 5] و ذلک الکتب [البقرة:
و ما محمّد إلّا رسول [آل عمران: 144 ] بترك التنوین و یشمّ الدال الرفع. «6» 2] و ختم اللّه [البقرة: 7] و یختصّ برحمته من یشآء
قال: سمعت الکسائی یعجبه أن ،«7» -2553 و أما الکسائی فحدّثنا محمد بن علی، قال: نا ابن الأنباري، قال: نا إدریس، قال: نا خلف
صفحۀ 247 من 344
و بعض القرّاء یسکت بغیر إشمام، و یقول: إنما الإعراب فی الوصل، :«8» یشمّ آخر الحرف و الرفع و الخفض فی الوقف، قال خلف
فإذا سکت لم أشمّ شیئا. قال خلف: و قول حمزة و الکسائی أعجب إلینا؛ لأن الذي یقرأ علی من تعلّم منه إذا قرأ علیه، فأشمّ الحرف
فی الوقف ( 1) الأشنانی، و هذا الطریق خارج عن طرق جامع البیان، و إسناده صحیح.
2) تقدم أن المؤلف یستعمل الذي بمعنی الذین. )
(385 / 3) تقدم هذا الإسناد فی الفقرة/ 2315 ، و أن هذا الطریق خارج عن طرق جامع البیان، و الروایۀ فی إیضاح الوقف و الابتداء ( 1 )
به مثلها.
4) تقدم هذا الإسناد فی الفقرة/ 2314 ، و أن هذا الطریق خارج عن جامع البیان. )
.2315 ، 5) فی ت، م: (قال). و هو خطأ؛ لأن المراد جمع إسنادي إدریس بن عبد الکریم و البراثی علی خلف. راجع الفقرتین/ 2314 )
. 385 . و الحرف فی سورة البقرة/ 105 / 6) زیادة من إیضاح الوقف و الابتداء 1 )
388 بسیاق أتم. / 7) الإسناد تقدم فی الفقرة/ 2267 . و أن هذا الطریق خارج عن جامع البیان. و الروایۀ فی إیضاح الوقف و الابتداء 1 )
.386 / 8) انظر إیضاح الوقف و الابتداء 1 )
ص: 828
.«3» و المستمع أیضا غیر المتعلّم یعلم کیف کان یصل الذي یقرؤه ،«2» معلّمه کیف قراءته لو وصل «1» علم
-2554 قال أبو عمرو: و لم یأتنا عن الحرمیین نافع و ابن کثیر و لا عن ابن عامر فی ذلک إلا ما حکاه محمد بن موسی الزینبی عن
أبی ربیعۀ عن قنبل و البزّي عن أصحابهما أنهم کانوا یقفون بغیر إشمام، و ما ذکره الحلوانی عن هشام من أنه یشمّ الإعراب فی مثل:
قال اللّه [آل عمران: 55 ] و إلی اللّه [البقرة: 210 ] و عطآء ربّک [الإسراء: 20 ] و لهو البلؤا [الصافات: 106 ] و نحوه فی کل القرآن، و ما
رواه ابن شنبوذ عن أبی نشیط عن قالون عن نافع أنه کان یقف علی شطره [البقرة: 144 ] و حوله [البقرة: 17 ] و أمامه [القیامۀ: 5] و
عظامه [القیامۀ: 3] و شبّه ذلک بإشمام الضمّ.
-2555 و اختیار عامّۀ من لقیناه، أو بلغنا عنه من أئمۀ أهل الأداء أن یوقف للجمیع بالإشارة إلی حرکات أواخر الکلم لما فیه من البیان
عن کیفیتهنّ فی حال الوصل، و هو اختیار داود بن أبی طیبۀ صاحب ورش ذکر ذلک فی کتاب الوقف و الابتداء له.
نا أبو العباس أحمد بن «5» قال: [نا أبی، قال :«4» -2556 و حدّثنا محمد بن علی، قال: نا ابن الأنباري، قال نا عبید الله بن عبد الرحمن
إبراهیم الورّاق، قال:
فی الوصل و بین ما هو ساکن فی الوصل و الوقف، فأردنا أن یجعل علی الکلمۀ «6» الاختیار إشمام الحرف الرفع فرقا بین ما تحرّك
المعربۀ فی الوصل علامۀ فی الوقف لیعرف السّامع أنه لم یخطئ إعرابها.
-2557 قال أبو عمرو: و الإشارة إلی الحرکات فی الوقف فی مذهب القرّاء ( 1) فی م: (علی) و هو خطأ لا یستقیم به السیاق.
2) فی م: (و لو وصل). و زیادة الواو خطأ یجعل السیاق مضطربا. )
3) فی م: (یقرأ). )
4) عبد الله بن عبد الرحمن بن عبید الله بن واقد، تقدم هو و أبوه. و کذا أحمد بن إبراهیم بن عثمان، و الإسناد صحیح. )
.489 /1 ،34 / 5) سقط من ت، م. و التصحیح من غایۀ النهایۀ 1 )
6) فی م: (یتحرك). )
ص: 829
إلا فی حرکات الإعراب المتنقلات و حرکات البناء اللازمات لا غیر، فالمعرب «1» تکون روما و تکون إشماما، و لا یجوز استعمالهما
من الکلام کله حرفان الاسم المتمکّن و الفعل المضارع، و ما عدا ذلک فهو مبنیّ.
صفحۀ 248 من 344
فصل فی حقیقۀ الروم
«2» -2558 فأما حقیقۀ الرّوم علی مذهب سیبویه و أصحابه، فهو إضعافک الصوت بالحرکۀ حتی یذهب بالتضعیف معظم صوتها
الإشباع، و هو یستعمل فی الحرکات الثلاث فی النصب و «4» یدرکه الأعمی بحاسّۀ سمعه، فلا یظهر لذلک «3» فیسمع لها صوتا خفیّا
و علامته خط بین یديّ الحرف. :«5» الفتح و الخفض و الکسر و الرفع و الضمّ. قال سیبویه
-2559 فأما النصب فنحو قوله: إنّ اللّه [البقرة: 20 ] و و إذ ابتلی إبراهیم [البقرة: 124 ] و إلّآ أمانیّ [البقرة: 78 ] و بی الأعدآء [الأعراف:
110 / ظ] و أن یجعل [الممتحنۀ: 7] و ما أشبهه من المعرب. ] [ 150 ] و من دونی أولیآء [الکهف: 102 ] و أن یضرب [البقرة: 26
-2560 و أما الفتح فنحو قوله: کیف [البقرة: 28 ] و أین [الأنعام: 22 ] و أیّان [الأعراف: 187 ] و ثمّ [البقرة: 28 ] و علیّ [الحجر: 41 ] و
لديّ [ق:
23 ] و فسوّئهنّ [البقرة: 29 ] و جعل [البقرة: 22 ] و و تب [المسد: 1] و أمر [البقرة: 27 ] و جآء [النساء: 43 ] و شآء [البقرة: 20 ] و ما
أشبهه فی المبنی.
[ -2561 و أما الخفض فنحو قوله: الحمد للّه [الفاتحۀ: 2] و الرّحمن الرّحیم [البقرة: 29 ] و من عاصم [یونس: 27 ] و الأمن [الأنعام: 82
و ما أشبهه من «8» [ فصلت: 12 ] و من المآء [الأعراف: 50 ] و عن سوآء [النساء: 149 ] «7» البقرة: 19 ] و سماء ] «6» و مّن السّمآء
المعرب. ( 1) فی م: (استعمالها). و الضمیر یعود إلی الإشارة.
2) فی م: (بصوتها). و زیادة الباء خطأ لا یستقیم به السیاق. )
3) فی م: (خفیفا). )
4) فی م: (کذلک). و هو خطأ. )
.169 / 5) الکتاب 4 )
6) فی م: (من شاء). و هو خطأ، لأنه لا یناسب المقام. )
7) فی م (ساء). و هو خطأ لأنه لا یناسب المقام. )
8) فی ت. م: (علی سوء) و هو خطأ لعدم وجوده فی التنزیل. )
ص: 830
-2562 و أما الکسر فنحو قوله: هؤلآء [البقرة: 31 ] و هأنتم أولآء [آل عمران: 119 ] و رجلان [المائدة: 23 ] و و امرأتان [البقرة: 282 ] و
و بالولدین [البقرة:
83 ] و و لا تتّبعآنّ [یونس: 89 ] و ما أشبهه من المبنی.
-2563 و أما الرفع فنحو قوله: الحمد [الفاتحۀ: 1] و نادي نوح [هود: 42 ] و کأنّه ولیّ [فصلت: 34 ] و إنّ هذا عدوّ [طه: 117 ] و منه
المآء [البقرة: 74 ] و الأسمآء [البقرة: 31 ] و بريء [الأنعام: 19 ] و و لا المسیء [غافر: 58 ] و نعبد [الفاتحۀ: 5] و نستعین [الفاتحۀ: 5] و
نّجعل [الکهف: 48 ] و نعلم [آل عمران: 167 ] و یحکم [الحج: 52 ] و تولج [آل عمران: 27 ] و ما یشآء [آل عمران: 40 ] و یضیء
[النور: 35 ] و ما أشبهه من المعرب.
[ -2564 و أما الضم فنحو قوله: من قبل [البقرة: 25 ] و من بعد [البقرة: 27 ] و یوسف [یوسف: 4] و یجبال [سبأ: 10 ] و حیث [البقرة: 35
و ما أشبهه من المبنی.
-2565 و أما المنصوب الذي یصحبه التنوین فی حال الوصل نحو قوله: و کان اللّه غفورا رّحیما [النساء: 96 ] و شعیبا [الأعراف: 85 ] و
صلحا [الأعراف: 73 ] و لوطا [الأنعام: 86 ] و هودا [البقرة: 111 ] و بنآء [البقرة: 22 ] و و ندآء [البقرة:
صفحۀ 249 من 344
171 ] و مّآء [البقرة: 22 ] و جزآء [المائدة: 38 ] و ما أشبهه، فإن الألف تلزمه فی الوقف عوضا عن التنوین فیقوي الصوت بالحرکۀ و
.«1» یظهر الإشباع لذلک
-2566 و أما المنصوب الذي لا یصحبه التنوین کذلک المفتوح اللذان تقدّم ذکرهما، فإنّ النحویین و القرّاء اختلفوا فی استعمال الرّوم
فیهما، و تابعه علی ذلک القرّاء و عامّۀ أهل الأداء، و الحجّۀ «3» بن محمد لا یجیز الرّوم «2» فیهما و فی ترکه، فکان أبو حاتم سهل
فإذا أرید رومه ،«5» الکسر و الضمّ لثقلهما «4» لهم أن الفتح خفیف خروج بعضه کخروج کله، فهو [لذلک لا یتبعض کما یتبعض
اشتبه الرّوم بإشباع الصوت به ( 1) فی م: (کذلک) و هو خطأ.
2) السجستانی. )
3) فی م: (و الروم). و زیادة الواو خطأ لا یستقیم به السیاق. )
4) فی م: (کذلک لا ینقض کما ینتقض). و فیه تحریف و تصحیف. )
5) فی م: (لتعلمها). و هو خطأ. )
ص: 831
لسرعۀ خروجه مع النطق، فامتنع لذلک فیه، و أجاز ذلک فی الضربین سائر النحویین غیر أبی حاتم، و الحجّۀ لهم أن الفتح و إن کان
بعض الضعف إذا أرید ذلک فیه، و إذا کان «3» النطق بلا کلفۀ، فلا بدّ من أن یضعف الصوت به «2» خروجه مع «1» خفیفا لسرعۀ
ذلک و صحّ، فلم یخرج عن الغرض فیه من إضعاف الصوت بالحرکۀ.
فصل فی حقیقۀ الإشمام
الإشمام علی مذهب من ذکرناه أولا من النحویین، فهو ضمّک شفتیک بعد السکون الخالص لأواخر الکلم «4» -2567 و أما حقیقۀ
له، و هی الحرکۀ لا «6» فقط، فیعلم الناظر أنک ترید بتلک الهیئۀ المهیأ «5» من غیر صوت خارج إلی اللفظ، و إنما هو تهیئتک للعضو
.«7» غیر
-2568 و لا یدرك معرفۀ ذلک الأعمی، و إنما یعرفه البصیر؛ لأنه لرؤیۀ العین إذ هو إیماء بالشفتین، فهو یدرکه بحاسّۀ البصر. قال
صار أقلّ بیانا من الرّوم؛ لأن النقطۀ أصغر ما تبیّن به و الخطّ أتمّ فی البیان «10» و لذلک ،«9» نقطۀ فوق الحرف «8» سیبویه: و علامته
أدرکه الأعمی و لم یدرك الإشمام. «11» منها، و لذلک
-2569 و الإشمام لا یستعمل فی الحرکات إلا فی المرفوع و المضموم لا غیر، و قد تقدّم تمثیل هذین الضربین و العلّۀ فی تخصیصه
بذلک أنه کما قلنا ضمّ الشفتین و غیر متمکّن ضمّهما و فتحهما أو ضمّهما و کسرهما فی حال واحدة، فلما لم یتمکّن فی ذلک خصّ
به من الحرکات ما یکون العلاج فیه بضمّ الشفتین. ( 1) فی م: (بشروع). و هو خطأ.
2) فی م: (من). )
3) سقطت (به) من ت. )
4) فی هامش ت (ل 111 / و): مطلب حقیقۀ الإشمام. )
5) فی م: (للعوض). و فیه قلب للحروف. )
6) فی م: (الممالۀ). و هو خطأ. و فی هامش ت ( 111 / و) و الممالۀ خ. )
7) زاد فی م: (و لا غیر). و زیادتها خطأ. )
8) زاد فی م: (و علامۀ). و لا یستقیم بها السیاق. )
.204 ،169 / 9) الکتاب 4 )
صفحۀ 250 من 344
10 ) و ( 11 ) فی م: (و کذلک) و هو خطأ. و هو من کلام الدانی. )
ص: 832
قال: نا أحمد بن نصر المقرئ قال: ،«1» -2570 و حدّثنی الحسن بن علی
یقول: إنما لم یکن الإشمام فی النصب و الجرّ عند الوقف؛ لأنه لا آلۀ للألف و الیاء یمکن فیهما ذلک کما «2» سمعت أبا بکر السراج
للمرفوع آلۀ و هی الشفتان.
و أما الذین راموا الحرکۀ، فإنه دعاهم إلی ذلک الحرص علی أن یخرجوها من حال ما لزمه :«3» -2571 قال أبو عمرو: قال سیبویه
السکون علی کل حال، و أن یعلموا أن حالها عندهم لیس بحال ما سکن علی کل حال، قال: و ذلک أراد الذین أشمّوا إلا أن هؤلاء
أشدّ توکیدا. قال: و أما الذین لم یشمّوا فقد علموا أنهم لا یقفون أبدا إلا عند حرف ساکن، فلما أسکن فی الوقف جعلوه بمنزلۀ ما
سکن علی کل حال؛ لأنه واقفه فی هذا الموضع.
111 / و] فی الرّوم و الإشمام سیبویه، فزعموا أن الرّوم هو الذي یدرك ] «4» -2572 قال أبو عمرو: و قد خالف الکوفیون و ابن کیسان
بحاسّۀ البصر فلا یعرفه الأعمی و البصیر بقرعۀ السمع، و استدلّوا علی صحۀ ذلک بأن القائل إذا قال: رمت أخذ الشیء، فإنما یخبر بأنه
قلنا إن «6» یصل إلیه. و إذا قال أشممت الشیء النار، فإنما یخبر بأنه أناله شیئا یسیرا منها، قالوا: و لذلک «5» [ [حاول تناوله و لما
الإشمام أتمّ فی البیان من الرّوم لوجودنا فیه شیئا من النطق بالحرکۀ، و عدم وجود ذلک فی الرّوم.
أفردناه بمذاهب القرّاء و النحویین فی الرّوم و الإشمام تري ذلک هناك إن شاء «7» [.....] -2573 قال أبو عمرو: و الذي ذهب إلیه
الله.
فصل فیما لا یتم و لا یرام
-2574 و اعلم أن الرّوم و الإشمام غیر جائزین فی الحرکۀ العارضۀ، سواء کانت حرکۀ همزة أو کانت للساکنین، و فی هاء التأنیث
المبدلۀ من التاء عند الوقف، و فی ( 1) الحسن بن علی بن شاکر، تقدم. و أحمد بن نصر هو الشذائی.
2) محمد بن السري البغدادي، تقدم. )
.168 / 3) انظر الکتاب 4 )
4) محمد بن أحمد بن إبراهیم بن کیسان، تقدم، )
5) فی ت. م: (حال بتأوله و بما) و فیها تحریف و تصحیف. )
6) فی م: (و کذلک). و هو خطأ. )
7) واضح أن العبارة فیها سقط جعلها غیر مفهومۀ و الله أعلم. )
ص: 833
میم الجمع إذا وصلت بواو علی الأصل، و لا نصّ عن أئمۀ القراءة فی ذلک إلا ما رواه محمد بن غالب عن الأعشی أنه کان لا یشیر
إلی الإعراب فی الهاء التی تنقلب فی الوصل تاء نحو جنّۀ [البقرة: 265 ] و غشوة [البقرة: 7] و ما أشبههما.
الشوري: 24 ] و فلینظر الإنسن [عبس: 24 ] و فمن ] «1» -2575 فأما الحرکۀ العارضۀ فنحو قوله: من یشإ اللّه [الأنعام: 39 ] و فإن یشإ اللّه
یرد اللّه [الأنعام:
125 ] و لم یکن الّذین کفروا [البینۀ: 1] و اشتروا الضّللۀ [البقرة: 16 ] و و عصوا الرّسول [النساء: 42 ] و ما أشبهه مما حرّك للساکنین، و
کذلک فلیکفر إنّآ [الکهف:
3] و و قالت أولئهم [الأعراف: 39 ] و قالت أخرئهم [الأعراف: 38 ] و ما أشبهه مما حرّکت ، 29 ] و و انحر إنّ شانئک [الکوثر: 2
صفحۀ 251 من 344
بحرکۀ الهمزة علی مذهب ورش عن نافع.
-2576 و وجه امتناع الإشارة فی ذلک أن هذه الحروف و شبهها أصلها السکون، و إنما حرّکت فی الوصل لعلّۀ تفارقها عند الوقف،
الإشارة إلیها إذ لا یشار إلی الساکن، و إنما یشار إلی متحرّك لیدلّ علی حرکۀ إعرابه أو بنائه لا غیر. «2» فلم یجز لذلک
-2577 و أما هاء التأنیث، فنحو قوله: هدي و رحمۀ [الأنعام: 154 ] و قال هذا رحمۀ [الکهف: 98 ] و و ما بکم مّن نّعمۀ [النحل: 53 ] و
کمثل جنّۀ بربوة [البقرة: 265 ] و ما أشبهه. و امتنعت الإشارة هاهنا أیضا من قبل أن السکون لهاء التأنیث لازم فی الوقف إذ لا یوجد
إلا فیه، و الساکن لا یشار إلیه لعدم وجود الحرکۀ فیه رأسا، و قد نصّ علی ترك الإشارة فی هذا الضرب عند الوقف محمد بن غالب
عن الأعشی، فقال عنه: إنه کان یشیر إلی الإعراب عند الوقف فی الرفع و الخفض و مع التنوین إلا أن یکون الوقف علی ما ینقلب فی
تاء کقوله: غشوة [البقرة: «3» الوصل
7] و جنّۀ [البقرة: 265 ] و ما أشبههما، فإنه کان لا یشمّ.
-2578 و أما میم الجمع الموصولۀ بواو، فنحو قوله: أنعمت علیهم [ 7] و غیر المغضوب علیهموا [ 7] و علیکم أنفسکم [المائدة: 105 ] و
ءأنتموا أعلم [البقرة: 140 ] و ما أشبهه و لم یجز الإشارة إلی هذا المیم من قبل أن الواو التی یوصل ( 1) فی ت. م: (إن یشأ) بدون فاء،
و لا یوجد فی التنزیل کذلک.
2) فی م: (کذلک). و هو خطأ. )
3) فی م: (الأصل). و هو من تصحیف السمع. )
ص: 834
بها لیتوصل بها إلی تلک الواو، فلما ذهبت الواو ذهبت الضمۀ بذهابها، «1» بها یلزمها الحذف فی الوقف لزیادتها، و الضمۀ قبلها جیء
فبقیت المیم ساکنۀ و الساکن کما قلنا لا یشمّ و لا یرام.
و کان یاء أو انضمّت و انضمّ ما قبلها «2» [ -2579 و قد اختلف أهل الأداء فی الإشارة إلی هاء الکنایۀ إذا انکسرت و انکسر ما قبلها [أ
کان واوا، نحو قوله: بربّه [الجن: 13 ] و بمزحزحه من العذاب [البقرة: 96 ] و فیه [البقرة: 2] و إلیه [الروم: 31 ] و علیه [البقرة: «3» أو
282 ] و یخلفه [سبأ: 39 ] و أمره [البقرة:
.[ 275 ] و عقلوه [البقرة: 75 ] و فاجتنبوه [المائدة: 90
الإشارة «4» -2580 و کان بعضهم لا یري الإشارة إلی هذه الهاء عند الوقف استثقالا لتوالی الکسرات و الضمّات، و کان آخرون یرون
إلیها کسائر المبنی اللازم من الضمیر و غیره، و ذلک أقیس.
-2581 و إنما خالفت میم الجمع فی الإشارة هاء الضمیر من حیث کانت المیم قبل أن تلحق الواو ساکنۀ، و کانت الهاء قبل أن توصل
أشیر إلی الهاء بناء علی أصل کل واحد منهما قبل الزیادة من السکون و الحرکۀ، و «6» لم یشر إلی المیم، کما «5» متحرّکۀ، و لذلک
بالله التوفیق.
مشروحۀ، و دلّلنا علی جلیها و نبّهنا علی خفیّها، و عرّفنا باختلاف القرّاء «7» -2582 قال أبو عمرو: فهذه الأصول المطّردة قد ذکرناها
عن کثیر مما لا یحتاج إلی معرفته منها لکون [ 111 / ظ] إیراده و تدوینه بلادة و جهالۀ، ( 1) فی م: «9» و الناقلین عنهم، و أضربنا «8»
(حتی). و هو خطأ.
2) زیادة یقتضیها السیاق. )
3) فی ت: (و کان) بدون همزة. و هو خطأ لا یستقیم به السیاق. )
4) فی م: (یریدون) و هو تحریف. )
5) فی م: (و کذلک). و هو خطأ. )
صفحۀ 252 من 344
6) سقطت (کما) من م، و عوض عنها (و). )
7) فی م: (ذکرها ها). و هو تحریف. )
8) فی م: (القرأة). )
9) فی م: (و ضربنا). )
ص: 835
التی یقلّ دورها، و یمتنع القیاس من أن یجري فیها «2» المفترقۀ «1» و نحن الآن بتوفیق الله و حسن معاونته مبتدئون بذکر الحروف
سورة سورة من أول القرآن إلی آخره مع بیان الاختلاف فیها، و تمییز الطرق، و تلخیص الروایات، و التعریف بال ّ ص حیح السائر
المعمول علیه، و التنبیه علی السقیم الدائر المتروك إن شاء الله تعالی، و هو حسبنا و نعم الوکیل. ( 1) فی م: (الحرف) و هو خطأ.
2) فی م: (المعرفۀ). و هو خطأ. )
ص: 836
بسم اللّه الرّحمن الرّحیم و صلّی الله علی سیّدنا محمد و علی آله و صحبه و سلّم
باب ذکر الحروف المتفرّقۀ