گروه نرم افزاری آسمان

صفحه اصلی
کتابخانه
شاهنامه فردوسی
جلد دوم
ذکر الشواذ






.«2» شذوذا، اذا انفرد عن القوم و اعتزل عن جماعتهم «1» الشاذ: مأخوذ من قولهم: شذ الرجل یشذ و یشذ
و کفی بهذه التسمیۀ تنبیها علی انفراد الشاذ و خروجه عما علیه الجمهور و الذي لم یزل علیه الأئمۀ الکبار القدوة فی جمیع الأمصار
صفحۀ 79 من 308
من الفقهاء و المحدثین و أئمۀ العربیۀ: توقیر القرآن و اجتناب الشاذ، و اتباع القراءة المشهورة، و لزوم الطرق المعروفۀ فی الصلاة و
1) کلمۀ (و یشذ) ساقطۀ من ظ. ) .«3» غیرها
.(476 / 494 ) (شذذ) و المعجم الوسیط ( 1 / 2) انظر: لسان العرب ( 3 )
.( انظر المرشد الوجیز (ص 179 «... قال شیخنا أبو الحسن رحمه/ اللّه » : 3) نقل هذا الکلام بلفظه عن السخاوي تلمیذه أبو شامۀ، قائلا )
أجمع الأصولیون و الفقهاء و غیرهم أن الشاذ لیس بقرآن، لعدم صدق حد القرآن علیه أو شرطه و هو التواتر، صرح » : قال القسطلانی
و الجمهور علی تحریم القراءة بالشواذ، و أنه ان « جمال القراء » بذلک الغزالی و ابن الحاجب و القاضی عضد الدین و السخاوي فی
قرأ بها غیر معتقد أنه قرآن، و لا یوهم أحدا ذلک بل لما فیه من الأحکام الشرعیۀ عند من یحتج بها، أو الأحکام الأدبیۀ، فلا کلام فی
جواز قراءتها.
و علی هذا یحمل کل من قرأ بها من المتقدمین، و کذلک یجوز تدوینها فی الکتب و التکلم علی ما فیها، فإن قرأها معتقدا قرآنیته أو
اه. «... موهما ذلک حرم علیه
(72 / ثم ذکر کلام النووي و ابن عبد البر و ابن الحاجب و غیرهم، و الذي یدل علی تحریم القراءة بالشواذ. انظر لطائف الإشارات ( 1
.( فما بعدها و راجع غیث النفع (ص 18
و سیأتی کلام السخاوي علی هذا و أنه لا یجوز القراءة بشیء من هذه الشواذ، و أنه قد ظهر فی زمانه قوم یطالعون کتب الشواذ و
یقرءون بما فیها، و ربما صحفوا ذلک فیزداد الأمر ظلمۀ و عمی.
ص: 567
لا یکون إماما فی العلم من أخذ بالشاذ من العلم، و لا یکون إماما فی العلم من روي عن کل أحد، و لا یکون » :«1» قال ابن مهدي
.«2» « إماما فی العلم من روي کل ما سمع
.« الفقیه کل الفقیه من فقه فی القرآن و عرف مکیدة الشیطان » :«3» و قال الحارث بن یعقوب
عن عائشۀ رضی اللّه «7» حدّثنی عن أبیک «6» ان نافعا » :«5» قلت لیحیی بن عبد اللّه بن أبی ملیکۀ :«4» و قال خلاد بن یزید الباهلی
1) عبد الرحمن بن مهدي تقدم. ) .«10» ( و تقول: إنما هو ولق الکذب «9» «8» ( عنها (إنها کانت تقرأ (إذ تلقونه
5)، و نقله عن السخاوي تلمیذه أبو شامۀ فی کتابه المرشد الوجیز (ص / 2) ذکر هذا عن ابن مهدي ابن الجوزي فی صفۀ الصفوة ( 4 )
.(179
93 ) و / 145 ) و الجرح و التعدیل ( 3 / 3) الحارث بن یعقوب الأنصاري مولاهم المصري، ثقۀ عابد، مات سنۀ 130 ه. التقریب ( 1 )
.(199 / الکاشف للذهبی ( 1
4) خلاد بن یزید الباهلی أبو الهیثم البصري المعروف بالأرقط، صدوق جلیل، توفی سنۀ 220 ه. )
.(230 / 275 ) و التقریب ( 1 / 657 ) و غایۀ النهایۀ ( 1 / میزان الاعتدال ( 1
5) یحیی بن عبد اللّه بن أبی ملیکۀ- بالتصغیر- القرشی التمیمی لین الحدیث، من أفاضل أهل مکۀ مات سنۀ 173 ه. انظر: التقریب )
.(390 / 352 ) و مشاهیر علماء الأمصار (ص 148 )، و المیزان ( 4 /2)
6) نافع بن عمر بن عبد اللّه بن جمیل الجمحی الحافظ المکی، روي عن ابن أبی ملیکۀ و غیره و عنه عبد الرحمن بن مهدي و غیره )
231 ) و فیه توفی سنۀ / 197 ) و تذکرة الحفاظ ( 1 / 409 ) و الکاشف ( 3 / 296 ) و التهذیب ( 10 / ثقۀ ثبت مات سنۀ 169 ه. التقریب ( 2
179 ه.
7) عبد اللّه بن عبید اللّه بن عبد اللّه أبی ملیکۀ، التمیمی المدنی، أدرك ثلاثین من أصحاب النبی صلّی اللّه علیه و سلّم، ثقۀ فقیه، )
.(430 / 431 ). و انظر: تاریخ الثقات (ص 268 ) و غایۀ النهایۀ ( 1 / مات سنۀ 117 ه. التقریب ( 1
صفحۀ 80 من 308
8) أي بفتح التاء و کسر اللام و ضم القاف، و هی قراءة لیست سبعیۀ و لا عشریۀ، قال القرطبی: )
و معنی هذه القراءة، من قول العرب: ولق الرجل یلق ولقا إذا کذب و استمر علیه، و قراءة الجمهور بحرف التاء الواحدة و إظهار الذال »
.(204 / اه تفسیر القرطبی ( 12 «... دون إدغام و هو من التلقی
اه و ذکرها انظر: مختصر «... ففی هذا الحرف عشر قراءات » : 482 )، قال ابن خالویه / 438 ) و فتح الباري ( 8 / و انظر تفسیر أبی حیان ( 6
.( فی شواذ القرآن من کتاب البدیع لابن خالویه (ص 100
9) النور ( 15 ) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِکُمْ وَ تَقُولُونَ بِأَفْواهِکُمْ ما لَیْسَ لَکُمْ بِهِ عِلْمٌ. )
10 ) و فی کتاب المغازي بلفظ: / 10 ) رواه البخاري بسنده إلی عائشۀ رضی اللّه عنها کتاب التفسیر ( 6 )
ص: 568
فقال یحیی: ما یضرك ألا تکون سمعته من عائشۀ، نافع ثقۀ علی أبی و أبی ثقۀ علی عائشۀ، و ما یسرنی إنی قرأتها هکذا، و لی کذا
کذا.
.«2» ؟ و لم و أنت تزعم أنها قد قالت :«1» قلت
.«3» قال: لأنه غیر قراءة الناس
،«5» عنقه، نجیء به عن الأمۀ عن الأمۀ «4» و نحن لو وجدنا رجلا یقرأ بما لیس بین اللوحین، ما کان بیننا و بینه إلّا التوبۀ، أو تضرب
ما ذا «6» عن النبی صلّی اللّه علیه و سلّم عن جبریل عن اللّه عزّ و جلّ، و تقولون أنتم: حدّثنا فلان الأعرج عن فلان الأعمی، ما أدري
إنّما هو- و اللّه- ضرب العنق أو التوبۀ اه. «7» أن ابن مسعود یقرأ غیر ما فی اللوحتین
یعنی القراءة المعزوة إلی عائشۀ- فقال: کانت تقرأ (إذ تلقونه بألسنتکم) و تقول الولق: -«9» ذکر ذلک لأبی عمرو :«8» و قال هارون
الکذب.
.(439 / اه فتح الباري ( 7 « و کانت أعلم من غیرها بذلک لأنه نزل فیها » : قال ابن أبی ملیکۀ
1) القائل: خلاد الباهلی. )
2) فی المرشد الوجیز نقلا عن المؤلف: قد قرأت. )
مذهبنا أن القراءة الشاذة لا یحتج بها، و لا یکون لها حکم الخبر عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم، لأن ناقلها لم » : 3) قال النووي )
ینقلها إلا علی أنها قرآن، و القرآن لا یثبت إلا بالتواتر بالإجماع، و إذا لم یثبت قرآنا لا یثبت خبرا، و المسألۀ مقررة فی أصول الفقه
131 ) و قد أشار ابن تیمیۀ- رحمه اللّه- إلی الخلاف بین العلماء بالاحتجاج بما لم یتواتر من / اه شرح النووي علی مسلم ( 5 «...
القراءات التی صحت عن بعض الصحابۀ، مع کونها لیست فی مصحف عثمان- رضی اللّه عنه- فإنها تضمنت عملا و علما، و هی خبر
/ اه. انظر الفتاوي ( 20 « واحد صحیح، فاحتجوا بها فی إثبات العمل، و لم یثبتوها قرآنا، لأنها من الأمور العلمیۀ التی لا تثبت إلا بیقین
.(260
4) فی د و ظ: و تضرب عنقه. )
5) فی ت: کتب الناسخ الکلمتین ثم وضع خطأ علی إحداهما ظنا منه أنها مکررة و لیس کذلک، بل المقصود أن الأمۀ تروي عن )
الأمۀ ... الخ.
6) فی د و ظ: و ما أدري. )
7) هکذا العبارة فی النسخ و هی مضطربۀ- کما تري- و قد وجدتها بنقل أبی شامۀ عن شیخه السخاوي: )
اه « حدثنا فلان الأعرج عن فلان الأعمی أن ابن مسعود یقرأ ما بین اللوحین، ما أدري ما ذا؟! إنما هو- و اللّه- ضرب العنق أو التوبۀ »
.( المرشد الوجیز (ص 180
صفحۀ 81 من 308
و لعل کلمۀ (غیر) سقطت، و هی موجودة فی نص السخاوي و بها یتم المعنی، و اللّه أعلم.
8) هو هارون بن موسی أبو عبد اللّه الأعور العتکی البصري الأزدي مولاهم علامۀ صدوق، نبیل له قراءة معروفۀ، و کان من القراء، )
.(313 / 348 ) و التقریب ( 2 / مات قبل المائتین تقریبا. انظر غایۀ النهایۀ ( 2
9) أبو عمرو بن العلاء بن عمار العریان- و اسمه زبان علی الأصح- و قیل غیر ذلک، المازنی النحوي )
ص: 569
.«2» و لکنا لا نأخذ به «1» قد سمعت هذا قبل أن تولد
؟«4» سمعت رجلا یقول لأبی عمرو: و کیف تقرأ لا یُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ* وَ لا یُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ :«3» و قال محمد بن صالح
.؟«7» عَذابَهُ أَحَدٌ «6» عَذابَهُ أَحَدٌ، فقال له الرجل: کیف، و قد جاء عن النبی صلّی اللّه علیه و سلّم لا یُعَذِّبُ «5» قال: لا یُعَذِّبُ
فقال له أبو عمرو: لو سمعت الرجل الذي قال: سمعت النبی صلّی اللّه علیه و سلّم ما أخذته عنه!.
.«8» و تدري لم ذاك؟ لأنی أتهم الواحد الشاذ إذا کان علی خلاف ما جاءت به العامۀ اه
و إنما القارئ، ثقۀ، من علماء العربیۀ و أحد القراء السبعۀ «9» و قراءة الفتح ثابتۀ- أیضا- بالتواتر، و قد یتواتر الخبر عند قوم دون قوم
154 ه) و قیل غیر ذلک. - المشهورین ( 68
454 ) و مشاهیر علماء الأمصار (ص 153 ) و فیه توفی سنۀ 146 / 288 ) و التقریب ( 2 / 100 ) و غایۀ النهایۀ ( 1 / معرفۀ القراء الکبار ( 11
ه.
1) فی د و ظ: قبل أن یولد. بالیاء التحتانیۀ. )
.( 2) انظر المرشد الوجیز (ص 180 )
3) لم أستطع الجزم بالمراد بهذا الشخص حیث أن هناك الکثیر ممن یسمی بهذا الاسم. )
26 فَیَوْمَئِذٍ لا یُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ .... ، 4) الفجر: 25 )
5) أي بکسر الذال المشددة و الثاء المثلثۀ المکسورة، و بها قرأ السبعۀ غیر الکسائی، فإنه قرأ بفتح الذال و الثاء علی ما لم یسم فاعله. )
373 ) و التبصرة (ص 556 )، کلاهما لمکی بن أبی طالب. / انظر الکشف عن وجوه القراءات ( 2
6) أي بفتح الذال، و هی قراء الکسائی کما سبق. )
7) قال السیوطی: أخرج سعید بن منصور و عبد بن حمید و ابن مردویه و ابن جریر و البغوي و الحاکم و صححه و أبو نعیم عن أبی )
قلابۀ عمن اقرأه النبی صلّی اللّه علیه و سلّم.
أن النبی صلّی اللّه علیه و سلّم أقرأه، و فی لفظ أقرأ إیاه فَیَوْمَئِذٍ لا یُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ. وَ لا یُوثِقُ وَثاقَهُ » و فی روایۀ مالک بن الحویرث
عقب إیراده لهذا الحدیث- هذا حدیث صحیح علی شرط -» : 513 ) قال الحاکم / اه. الدر المنثور ( 8 « أَحَ دٌ منصوبۀ الذال و الثاء
/ اه و أقره الذهبی. انظر المستدرك کتاب التفسیر ( 2 « الشیخین، و الصحابی الذي لم یسمه أبو قلابۀ قد سماه غیره مالک بن الحویرث
.(255
.( 8) انظر: المرشد الوجیز (ص 181 )
و لا یقدح فی تواتر القراءات السبع إذا استندت من طریق الآحاد، کما لو قلت: أخبرنی فلان » : 9) قال القسطلانی نقلا عن السخاوي )
عن فلان أنه رأي مدینۀ سمرقند، و قد علم وجودها بطریق
ص: 570
.«1» أنکرها أبو عمرو: لأنها لم تبلغه علی وجه التواتر
رحمه اللّه- قال: أول من تتبع بالبصرة وجوه القرآن و ألفها، و تتبع الشاذ منها فبحث عن إسناده: -«2» و عن أبی حاتم السجستانی
صفحۀ 82 من 308
هارون ابن موسی الأعور، و کان من العتیک مولی، و کان من القراء، فکره الناس ذلک، و قالوا: قد أساء حین ألفها، و ذلک أن
إنّما یأخذها قرون و أمۀ عن أفواه أمۀ، و لا یلتفت منها إلی ما جاء من وراء وراء. «3» القراءة
و کان الأصمعی «5» کنت أشتهی أن یضرب لمکان تألیفه الحروف :«4» و قال الأصمعی: عن هارون المذکور- کان ثقۀ مأمونا، و قال
لا یذکر أحدا بسوء إلا من عرفه ببدعۀ.
قلت: و إذا کان القرآن هو المتواتر، فالشاذ لیس بقرآن لأنه لم یتواتر فإن قیل: لعلّه قد کان مشهورا متواترا، ثم ترك حتی صار شاذا.
قلت: هذا کالمستحیل بما تحققناه من أحوال هذه الأمۀ و أتباعها لما جاء عن نبیها صلّی اللّه علیه و سلّم، و حرصها علی امتثال أوامره.
و أمرهم باتباع القرآن و الحرص علیه، و ح ّ ض هم علی تعلّمه و تعلیمه، و .«6» « بلغوا عنی و لو آیۀ » : و قد قال لهم صلّی اللّه علیه و سلّم
وعدهم علی ذلک الثواب الجزیل و المقام الجلیل، فکیف استجازوا ترکه، و هجروا القراءة به حتی صار شاذا بتضییعهم إیاه و
انحرافهم عنه؟
فإن قیل منعوا من القراءة به و حرقت مصاحفه.
قلت: هذا من المحال، و لیس فی قدرة أحد من البشر أن یرفع ما أطبقت علیه الأمۀ التواتر لم یقدح ذلک فیما سبق من العلم بها،
.(78 / اه لطائف الإشارات ( 1 «... فقراءة السبع کلها متواترة و قد اتفق علی أن المکتوب فی المصاحف متواتر الکلمات و الحروف
.(57 / 1) و قد روي أن أبا عمرو رجع إلی قراءة النبی صلّی اللّه علیه و سلّم. انظر: تفسیر القرطبی ( 20 )
2) هو سهل بن محمد بن عثمان بن یزید أبو حاتم السجستانی، إمام البصرة فی النحو و القراءة و اللغۀ و العروض، له مصنفات فی )
.(320 / 219 ) و غایۀ النهایۀ ( 1 / القراءات، توفی سنۀ 255 ه. الفهرست لابن الندیم (ص 86 ) و معرفۀ القراء الکبار ( 1
3) فی د: أن القراء. )
4) فی بقیۀ النسخ: قال. )
انظر المرشد الوجیز (ص 181 ) و « جمال القراء » 5) کلام أبی حاتم السجستانی و الأصمعی ذکره أبو شامۀ تلمیذ السخاوي نقلا عن )
.(348 / راجع غایۀ النهایۀ ( 2
145 )، و الترمذي فی أبواب العلم باب ما جاء فی الحدیث عن بنی إسرائیل / 6) رواه البخاري کتاب الأنبیاء باب ذکر بنی إسرائیل ( 4 )
.(431 /7)
ص: 571
و لو ترکوه فی الملأ «1» و أجمعت علیه الکافۀ، و أن یختم علی أفواههم فلا تنطق به، و لا أن یمحوه من صدورهم بعد وعیه و حفظه
لم یترکوه فی الخلوة، و لکان ذلک کالحامل لهم علی إذاعته و الجد فی حراسته کی لا یذهب من هذه الأمۀ کتابها و أصل دینها.
أثره لم یستطع ذلک، «2» و لو أراد بعض ولاة الأمر فی زماننا هذا أن ینزع القرآن- و العیاذ باللّه- من أیدي الأمۀ أو شیئا منه، و یعفی
فکیف یجوز ذلک فی زمن الصحابۀ و التابعین؟ و هم هم و نحن نحن، علی أنه قد روي أن عثمان- رضی اللّه عنه- قد قال لهم بعد
.«3» « اقرءوا کیف شئتم، إنّما فعلت ذلک لئلا تختلفوا » :- ذلک- لما أنکروا علیه تحریق المصاحف و أمرهم بالقراءة بما کتب
فإن قیل: فقد قال الطبري: إن عثمان- رضی اللّه عنه- إنما کتب ما کتب من القرآن علی حرف واحد من الأحرف السبعۀ التی نزل بها
القرآن.
.«4» « إن هذا القرآن أنزل علی سبعۀ احرف » : قال: و لیس اختلاف القراء الآن هو الذي أراد النبی صلّی اللّه علیه و سلّم بقوله
و اختلاف القراء عن هذا بمعزل، قال: لأن ما اختلف فیه القراء لا یخرج عن خط المصحف الذي کتب علی حرف واحد، قال: و الستۀ
.«5» الأحرف قد سقطت، و ذهب العمل بها بالإجماع علی خط المصحف المکتوب علی حرف واحد اه
فالجواب: ان هذا الذي ادعاه من ان عثمان- رضی اللّه عنه إنّما کتب حرفا واحدا ( 1) فی د و ظ: بعد وعید حفظه.
صفحۀ 83 من 308
72 ) (عفا). / اه. انظر: اللسان ( 15 « عفت الریاح الآثار، إذا درستها و محتها » : 2) أي یمحوه و یطمسه، مأخوذ من قولهم )
3) رواه ابن أبی داود بنحوه ضمن حدیث طویل، ذکر فیه أنه لما نزل أهل مصر الجحفۀ یعاتبون عثمان و ینقمون علیه بعض الأمور )
التی فعلها، و من ضمنها أنه محا کتاب اللّه عز و جل، فکان هذا من جوابه علیهم. انظر کتاب المصاحف باب اطلاق عثمان رضی اللّه
.(46 ، عنه القراءة علی غیر مصحفه (ص 45
و أقول: إنه لا یفهم من کلام عثمان- رضی اللّه عنه- هذا أنه أباح لهم القراءة بالشاذ، و إنما یفهم منه أنه جوز لهم القراءة بما هو
ثابت و صحیح، فإذا ما رجعوا إلی الثابت الصحیح فإنهم بالطبع سیرجعون إلی المصحف الإمام الذي کتبه علی ملأ من کبار الصحابۀ،
فلعلهم أنکروا علیه صنیعه دون النظر فی معرفۀ السبب و دون الرجوع إلی دستوره فیما کتبه رضی اللّه عنه.
4) سبق تخریجه أثناء الحدیث عن ذکر الأحرف السبعۀ. )
.(28 / 5) راجع مقدمۀ تفسیر الطبري ( 1 )
ص: 572
من الأحرف السبعۀ التی أنزلها اللّه عزّ و جلّ: لا یوافق علیه و لا یسلّم له، و ما کان عثمان- رضی اللّه عنه- یستجیز ذلک و لا یستحل
.«1» ما حرّم اللّه عزّ و جلّ من هجر کتابه و أبطاله و ترکه
و أن یدعی مدع شیئا لیس مما أنزل اللّه، فیجعله من کتاب اللّه عزّ و جلّ، أو یري أن تغییر لفظ القرآن «2» و إنما قصد سد باب القالۀ
بغیره مما هو بمعناه لا بأس به، فلما کتب هذه المصاحف و أمر بالقراءة بما فیها لم یمکن أحدا من أولئک أن یفعل ما کان یفعل، «3»
و الذي فعل ذلک مخطئ، لأن عمر- رضی اللّه عنه- أنکر علی هشام بن حکیم لفظا لم یسمعه عمر من رسول اللّه صلّی اللّه علیه و
و عمر- رضی اللّه عنه- یعلم أن ذلک جائز فی العربیۀ و الدلیل علی أنه جائز فی العربیۀ أن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم «4» سلّم
فلولا أن تغییر القرآن لا یجوز لما أنکر عمر- رضی اللّه عنه- ما أنکر، فأراد عثمان- رضی اللّه عنه- أن یجمع « هکذا أنزلت » : قال
1) قال الطبري: ) .«5» القرآن کله بجمیع وجوهه السبعۀ التی أنزل علیها، سدا لباب الدعوي، وردا لرأي من یري تبدیل حرف منه بغیره
فإن قال بعض من ضعفت معرفته: و کیف جاز لهم ترك قراءة أقرأهم إیاها رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم و أمرهم » - ما ملخصه
بقراءتها؟
قیل: إن أمره إیاهم بذلک لم یکن أمر إیجاب و فرض، و إنما کان أمر إباحۀ و رخصۀ، لأن القراءة بها لو کانت فرضا علیهم لوجب
أن یکون العلم بکل حرف من تلک الأحرف السبعۀ واجبا عند من یقوم بنقله الحجۀ، و فی ترکهم نقل ذلک کذلک أوضح الدلیل
علی أنهم کانوا فی القراءة بها مخیرین، فإذا کان ذلک کذلک لم یکن القوم بترکهم نقل جمیع القراءات السبع تارکین ما وجب
.(28 / اه باختصار. انظر مقدمۀ جامع البیان ( 1 «... علیهم نقله
و أقول: أن هناك فرقا بین القول بأن المصاحف العثمانیۀ کانت مشتملۀ و متضمنۀ للأحرف السبعۀ، و لم یوجب علینا الشارع الإحاطۀ
بجمیعها، و إنما هی للتیسیر و التسهیل، فکل یأخذ منها ما تیسر له فهذا کلام لا غبار علیه، فرق بین هذا و بین کون عثمان- رضی اللّه
عنه- إنما کتب المصاحف علی حرف واحد و ترك ما سواها خشیۀ الفرقۀ و الاختلاف، فهذا هو الذي رفضه السخاوي ورد علی
الطبري القول به، و قد أصاب رحمه اللّه فی ذلک.
و الإمام الطبري لم یحالفه الصواب فی رأیه هذا، و لکل جواد کبوة و اللّه أعلم.
2) جمع قائل، فالقول فی الخیر و الشر، و القال و القیل فی الشر و یقال: کثر القیل و القال، فحکایۀ أقوال الناس و البحث عما لا )
573 ) (قول) التقاطا. / یجدي علیه خیرا و لا یعنیه أمره، من هذا القبیل، و القالۀ: القول الفاحش فی الناس اه اللسان ( 11
3) فی بقیۀ النسخ: لفظ الکتاب العزیز. )
4) و قد تقدم ذکر حدیث عمر مع هشام بن حکیم أثناء الکلام علی الأحرف السبعۀ. )
صفحۀ 84 من 308
5) و أیضا فإن کثیرا من الصحابۀ- رضوان اللّه علیهم- قد تلقوا بعض تلک القراءات و انطلقوا دعاة إلی )
ص: 573
التی کتبها الصدیق- رضی اللّه عنه- و کانت بالأحرف السبعۀ، و استظهر مع ذلک بما کتب بین «1» ( أ لا تري أنه أحضر (المصحف
إرادة أن لا یبقی لقائل قول و لا لمدع دعوي. «2» یدي رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم من الرقاع و الأکتاف و اللخاف
و فی بعضها «3» و أما قوله: إنه إنما کتب حرفا واحدا من تلک الأحرف السبعۀ: فغیر صحیح، فقد کتب فی بعض المصاحف و أوصی
فی موضع بغیر واو، و فی «5» و فی بعضها قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ* و کتب سارِعُوا إِلی مَغْفِرَةٍ «4» وَ وَصَّی و کتب فی بعضها وَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ
فی سورة التوبۀ، و فی «7» و فی غیرهما یَرْتَدَّ* بدال واحدة و تَجْرِي تَحْتَهَا «6» مصحف وَ سارِعُوا و کتب فی المدنی و الشامی یَرْتَدِدْ
بعض المصاحف مِنْ تَحْتِهَا* اللّه عز و جل و مجاهدیه فی سبیله و أخذوا یعلمون الناس ما تلقوه من رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم
ثم أنه نسخ ما نسخ فی العرضۀ الأخیرة، و لم تثبت بعض تلک الأحرف التی نزلت للتیسیر و التسهیل، فکان کل یقرأ علی حسب ما
تلقاه و علمه، و بذلک حدثت الفتنۀ، و کانت السبب الداعی لعثمان- رضی اللّه عنه- أن یکتب تلک المصاحف مشتملۀ علی ما استقر
فی العرضۀ الأخیرة، و أن یبعث بها إلی الأمصار، و أمر المسلمین الالتزام بها دون سواها، و أرسل مع کل مصحف إماما یقرئ الناس،
و بهذا یکون قد قضی علی تلک الفتنۀ قبل أن یستفحل شرها.
1) هکذا فی الأصل: المصحف، و فی بقیۀ النسخ: الصحف، و هو الصواب. )
2) تقدم شرح هذه الألفاظ أثناء الکلام علی الأحرف السبعۀ. )
3) البقرة ( 132 ) وَ وَصَّی بِها إِبْراهِیمُ بَنِیهِ وَ یَعْقُوبُ ... و قد قرأ نافع و ابن عامر بهمزة مخففا، و شدد الباقون من غیر همز، الکشف عن )
.(222 / 265 )، و النشر ( 2 / وجوه القراءات السبع لمکی بن أبی طالب ( 1
4) البقرة ( 116 ) وَ قالُوا اتَّخَ ذَ اللَّهُ وَلَداً ... قرأ ابن عامر بغیر واو، و کذلک هی فی مصاحف أهل الشام، و قرأ الباقون (و قالوا) بالواو. )
.(220 / 260 ) و النشر ( 2 / الکشف عن وجوه القراءات السبع ( 1
5) آل عمران ( 133 ) وَ سارِعُوا إِلی مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّکُمْ قرأ نافع و ابن عامر بغیر واو، و کذلک هی فی مصاحف أهل المدینۀ و أهل )
.(242 / 356 ) و النشر ( 2 / الشام و قرأ الباقون بالواو، الکشف عن وجوه القراءات السبع ( 1
6) المائدة ( 54 ) یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللَّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ ... قرأ نافع و ابن عامر (یرتدد) )
بدالین، الثانیۀ ساکنۀ و کذلک هی فی مصاحف أهل المدینۀ و الشام، و قرأ الباقون بدال واحدة مفتوحۀ مشددة و کذلک هی فی
.(255 / 412 ) و النشر ( 2 / مصاحف أهل الکوفۀ و البصرة و مکۀ الکشف عن وجوه القراءات ( 1
7) التوبۀ ( 100 ) ... وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ ... قرأ ابن کثیر بزیادة (من) و کذلک هی فی مصحف أهل مکۀ و قرأ )
.(280 / 505 ) و النشر ( 2 / الباقون بغیر (من) و کذلک هی فی بقیۀ المصاحف. الکشف ( 1
ص: 574
نحو «2» فی آل عمران فی المصحف الشامی، و فی غیره وَ الزُّبُرِ وَ الْکِتابِ إلی غیر ذلک من المواضع «1» وَ بِالزُّبُرِ وَ بِالْکِتابِ
و کُلا إلی غیر ذلک مما ترکت ذکره «6» و فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِیُّ* و کل وعد اللّه «5» و فإن اللّه الغنی «4» * و شُرَکاؤُهُمْ «3» * شُرَکائِهِمْ
.«7» خشیۀ الإطالۀ
و قد ذکرت أن الأمۀ لا ترضی لأحد من خلق اللّه بترك کتاب اللّه و ما ثبت عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم، و أن أحدا لا یقدر
علی أن ینتزع من أیدیها ما اشتهر بینها و تداولته النقلۀ، و استمرت علی تلاوته الألسنۀ حتی یصیر نسیا منسیا، لا یعرفه إلّا الشاذ منهم
بعد أن کان یعرفه الکبیر و الصغیر، و الذکر و الأنثی، هذا من المحال فی مجري العادة.
و الذي لا یشک فیه أن عثمان- رحمه اللّه- کتب جمیع القرآن بجمیع وجوهه، و لم یغادر منه شیئا، و لو ترك شیئا منه لم یوافق علیه،
صفحۀ 85 من 308
1) آل عمران ( 184 ) ... جاؤُ بِالْبَیِّناتِ وَ الزُّبُرِ وَ الْکِتابِ الْمُنِیرِ قرأ ) .«8» و قد جاء بعده علی- علیه السلام- و لم یزد علی ما کتبه حرفا
ابن عامر (و بالزبر) بالباء بعد الواو، و قرأ هشام (و بالکتاب) کذلک و هو کذلک فی مصاحف أهل الشام، و قرأهما الباقون بغیر الباء.
.(245 / 370 ) و النشر ( 2 / الکشف ( 1
فلو لم یکن ذلک » : 2) قال ابن الجزري:- بعد أن ذکر بعض الأمثلۀ علی ما کان ثابتا فی بعض المصاحف دون البعض الآخر- قال )
.(11 / اه النشر ( 1 « کذلک فی شیء من المصاحف العثمانیۀ لکانت القراءة بذلک شاذة لمخالفتها الرسم المجمع علیه
3) الأنعام ( 137 ) وَ کَذلِکَ زَیَّنَ لِکَثِیرٍ مِنَ الْمُشْرِکِینَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَکاؤُهُمْ ... قرأ ابن عامر (زین) بضم الزاي علی ما لم یسم فاعلۀ، )
(قتل) بالرفع علی أنه مفعول لم یسم فاعله، (أولادهم) بالنصب، اعمل فیه القتل، (شرکائهم) بالخفض علی إضافۀ القتل إلیهم لأنهم
الفاعلون، فأضاف الفعل إلی فاعله ... و قرأ الباقون بفتح الزاي علی ما یسمی فاعله و نصبوا (قتل) ب (زین) و خفضوا (الأولاد) لإضافۀ
.(263 / 454 ) و النشر ( 2 ،453 / (قتل) إلیهم، أضافوه إلی المفعول، و رفعوا الشرکاء. انظر: الکشف لمکی بن أبی طالب ( 1
4) سقطت الواو من ظق و کتبت الآیۀ خطأ فی الأصل. )
5) الحدید ( 24 ) قرأ المدنیان و ابن عامر بغیر (هو) و کذلک هو فی مصاحف المدینۀ و أهل الشام، و قرأ الباقون بزیادة (هو) و )
.(384 / کذلک هو فی مصاحفهم. انظر: النشر فی القراءات العشر ( 2
.(384 / 307 ) و النشر ( 2 / 6) الحدید ( 10 ) وَ کُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنی قرأ ابن عامر بالرفع، و قرأ الباقون بالنصب. الکشف ( 2 )
7) راجع فضائل القرآن لأبی عبید (ص 294 ) فما بعدها، و کتاب المصاحف لابن أبی داود باب اختلاف مصاحف الأمصار التی )
نسخت من الإمام (ص 49 ) و کتاب الانتصار لنقل القرآن للباقلانی (ص 389 ) فما بعدها، و المرشد الوجیز (ص 138 ) فقد أوردوا
کثیرا من الأمثلۀ علی ذلک.
387 ) و المرشد الوجیر (ص 143 ) و النشر ، 8) راجع الانتصار لنقل القرآن لأبی بکر الباقلانی (ص 359 )
ص: 575
.(33 -31 / فی عصرنا هذا فی القراءات العشر ( 1 «2» و قد نبغ نابغ :«1» قال عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبی هاشم
تحت عنوان دستور عثمان فی کتابۀ المصاحف- ما ملخصه: و مما تواضع علیه هؤلاء الصحابۀ أنهم کانوا لا -» : قال الشیخ الزرقانی
یکتبون فی هذه المصاحف إلا ما تحققوا أنه قرآن و علموا أنه قد استقر فی العرضۀ الأخیرة، و ما أیقنوا صحته عن النبی صلّی اللّه علیه
و سلّم مما لم ینسخ، و ترکوا ما سوي ذلک، و کتبوا مصاحف متعددة، لأن عثمان قصد إرسال ما وقع الإجماع علیه إلی أقطار بلاد
المسلمین المتعددة أیضا، و کتبوها متفاوتۀ من إثبات و حذف و غیر ذلک، لأنه- رضی اللّه عنه- قصد اشتمالها علی الأحرف السبعۀ،
و جعلوها خالیۀ من النقط و الشکل تحقیقا لهذا الاحتمال أما الکلمات التی لا تدل علی أکثر من قراءة عند خلوها من النقط و الشکل
مع أنها واردة بقراءة أخري أیضا، فإنهم کانوا یرسمونها فی بعض المصاحف برسم یدل علی قراءة، و فی بعض آخر برسم آخر یدل
علی القراءة الثانیۀ ...
إلی أن قال: و الذي دعا الصحابۀ إلی انتهاج هذه الخطۀ فی رسم المصاحف و کتابتها أنهم تلقوا القرآن عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه
و سلّم بجمیع وجوه قراءاته و بکافۀ حروفه التی نزل علیها، فکانت هذه الطریقۀ أدنی إلی الإحاطۀ بالقرآن علی وجوهه کلها حتی لا
یقال: إنهم أسقطوا شیئا من قراءاته، أو منعوا أحدا من القراءة بأي حرف شاء، علی حین أنها کلها منقولۀ نقلا متواترا عن النبی صلّی
.(259 -257 / اه مناهل العرفان ( 1 «... اللّه علیه و سلّم
1) البزار أبو طاهر، من أهل بغداد، قرأ علی أبی بکر بن مجاهد و غیره، و کان بارعا فی الإلقاء و الإقراء، توفی سنۀ 349 ه و له سبعون )
475 ) و هدیۀ العارفین / 312 ) و غایۀ النهایۀ ( 1 / 7) و الفهرست لابن الندیم (ص 48 ) و معرفۀ القراء الکبار ( 1 / سنۀ. تاریخ بغداد ( 11
.(633 /1)
صفحۀ 86 من 308
2) هو أبو بکر محمد بن الحسن بن یعقوب بن مقسم البغدادي المقرئ النحوي العطار، أحد القراء بمدینۀ السلام، کان عالما باللغۀ و )
206 ) و فیه: مولده سنۀ 265 و وفاته سنۀ 354 ه. و الفهرست لابن الندیم (ص 49 ) و معرفۀ / الشعر، توفی سنۀ 362 ه. تاریخ بغداد ( 2
.(123 / 306 ) و غایۀ النهایۀ ( 2 / القراء ( 1
قال الخطیب البغدادي:- عند ترجمته لابن مقسم هذا- و قد ذکر حاله أبو طاهر بن أبی هاشم المقرئ- صاحب أبی بکر ابن مجاهد-
فی کتابه الذي سماه (البیان) فقال فیما أخبرنا أبو الحسن علی بن أحمد بن عمر المقرئ، قال: أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن
محمد بن أبی هاشم، قال:
و قد نبغ نابغ ... الخ ما ذکره السخاوي عن ابن أبی هاشم. و مما ذکره الخطیب البغدادي عن ابن مقسم قوله: کان من أحفظ الناس
و له أیضا فی القراءات و علوم « کتاب الأنوار » لنحو الکوفیین و أعرفهم بالقراءات، و له فی التفسیر و معانی القرآن کتاب جلیل سماه
القرآن تصانیف عدة، و مما طعن علیه أنه عمد إلی حروف من القرآن فخالف الإجماع فیها، فقرأها و أقرأها علی وجوه ذکر انها
تجوز فی اللغۀ العربیۀ، و شاع ذلک عنه عند أهل العلم، فأنکروا علیه، و ارتفع الأمر إلی السلطان، فأحضره و استتابه بحضرة الفقهاء و
القراء، فأذعن بالتوبۀ، و کتب محضر توبته و أثبت جماعۀ من حضر ذلک المجلس خطوطهم فیه بالشهادة علیه و قیل: إنه لم ینزع عن
/ 124 ) و معرفۀ القراء الکبار ( 2 / 207 ) و راجع غایۀ النهایۀ ( 2 / اه. تاریخ بغداد ( 2 « تلک الحروف، و کان یقرأ بها إلی حین وفاته
.(308
ص: 576
جائزة فی الصلاة و فی غیرها، «2» فقراءته به «1» فزعم أن کل من صح عنده وجه فی العربیۀ بحرف من القرآن یوافق خط المصحف
فابتدع بدعۀ ضلّ بها عن قصد السبیل، و تورط فی منزلۀ عظمت بها جنایته علی الإسلام و أهله، و حاول إلحاق کتاب اللّه عزّ و جلّ
طریقا إلی مغالطۀ أهل -«3» من الباطل ما لا یأتیه الباطل من بین یدیه و لا من خلفه، إذ جعل لأهل الإلحاد فی دین اللّه- بسیئ رأیه
الحق بتخیّر القراءات من جهۀ البحث و الاستخراج بالآراء دون الاعتصام و التمسک بالأثر المفترض علی أهل الاسلام قبوله، و الأخذ
و أحضره السلطان لیؤدبه، «5» رحمه اللّه- استتابه عن بدعته -«4» به کابرا عن کابر، و خالفا عن سالف، و کان أبو بکر بن مجاهد
فاستوهب من السلطان تأدیبه عند توبته و إظهاره الإقلاع عن بدعته، ثم عاد إلی ما کان علیه، و استغوي من أصاغر المسلمین و أهل
لأن اللّه عزّ و «6» الغفلۀ و الغباوة جماعۀ ظنا منه أن ذلک یکون للناس دینا، و أن یجعلوه فیما ابتدعه إماما، و لن تعدو ضلالته مجلسه
و أبو «7» جلّ قد أعلمنا أنه حافظ کتابه من لفظ الزائفین و شبهات الملحدین بقوله عزّ و جلّ: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ
قال ابن الجزري: و ظن أبو شامۀ بعد نقله هذا عن «8» طاهر عبد الواحد هذا إمام من أئمۀ القرآن، و هو صاحب ابن مجاهد، و فی هذه
.(124 / اه غایۀ النهایۀ ( 2 « أبی طاهر فی کتابه المرشد الوجیز أنه ابن شنبوذ
قلت: و ما ذکرته عن الخطیب صریح بأنه لیس ابن شنبوذ و إنما هو ابن مقسم، و لکن یظهر من کلام أبی شامۀ و غیره أیضا أن ابن
شنبوذ صارت له قضیۀ شبیهۀ بقضیۀ ابن مقسم، إلا أن ابن شنبوذ فاء إلی رشده و رجع إلی الحق و أعلن توبته و لم یذکر عنه أنه رجع
إلی بدعته تلک، و اللّه أعلم.
و هذا القسم مردود، و هو ما وافق العربیۀ و الرسم و لم ینقل البتۀ، فهذا رده أحق و منعه أشد، و مرتکبه مرتکب » : 1) قال ابن الجزري )
لعظیم من الکبائر. و قد ذکر جواز ذلک عن أبی بکر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي إلی أن قال: و من ثم امتنعت القراءة
.(17 / اه النسر ( 1 « بالقیاس المطلق، و هو الذي لیس له أصل فی القراءة یرجع إلیه، و لا رکن وثیق فی الأداء یعتمد علیه
2) (به) ساقطۀ من د و ظ. )
3) فی د و ظ: یسیء قراءته. )
4) أحمد بن موسی بن العباس المقرئ الأستاذ، مصنف کتاب (القراءات السبعۀ) کان واسع العلم، وفاق سائر نظائره من أهل صناعته )
صفحۀ 87 من 308
.(139 / 269 ) و غایۀ النهایۀ ( 1 / 324 ه). معرفۀ القراء ( 1 -245)
.(3 / 5) انظر: تاریخ الأدب العربی ( 4 )
6) فی ظق: مجالسه. )
.( 7) الحجر ( 9 )
8) فی ظ: و فی هذا. )
ص: 577
.«1» الشواذ قطعۀ کبیرة من هذا الوجه الذي ذکره
فقلت له: إن أبا عمرو یقرأ یقض الحق و قال: القضاء مع الفصل، فقال نافع: وي! یا «2» قال الأصمعی: سمعت نافعا یقرأ یَقُصُّ الْحَقَّ
العراق، تقیسون فی القرآن؟!. «3» أهل
الأخري، و معنی قول «5» ( القراءة (لهذا و لم یرد رد القراءة «4» قلت: معنی قول أبی عمرو: القضاء مع الفصل: أي إنی اخترت هذه
نافع: یقیسون فی القرآن: لم یرد به أن قراءتهم أخذوها بالقیاس، و إنّما یرید أنهم اختاروا ذلک لذلک، و القراءتان ثابتتان عندهما،
.«8» بالروایۀ «7» تأخذوا القراءة علی قیاس العربیۀ، إنا أخذنا «6» ( قال ابن أبی هاشم: قال یرید إیاکم (أن
کان کذا و کذا؟ فرفع کمه و ضربنی به و «10» قلت لسلیم:- فی حرف من القرآن- من أي وجه :«9» و قال بعض أصحاب سلیم
غضب، و قال: اتّق اللّه لا تأخذن فی ( 1) راجع ما ذکره الخطیب حول شبهۀ ابن مقسم التی تذرع بها، و هی شبهۀ واهیۀ. تاریخ بغداد
.(208 /2)
2) أي قوله تعالی: ... إِنِ الْحُکْمُ إِلَّا لِلَّهِ یَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَ خَیْرُ الْفاصِلِینَ الأنعام ( 57 ). قرأ نافع و ابن کثیر و عاصم بالصاد مضمومۀ غیر )
معجمۀ من القصص، و قرأ الباقون بالضاد المعجمۀ المکسورة من القضاء، و دل علی ذلک أن بعده (خیر الفاصلین) و الفصل لا یکون
.( 258 ) و الإتحاف (ص 209 / 434 ) و انظر: النشر فی القراءات العشر ( 2 / اه ملخصا من الکشف ( 1 « إلا عن قضاء
3) فی ظق: یا هل. )
4) فی د: أخبرت هذه، و فی ظ: أخبرت بهذه، و هما عبارتان مضطربتان. )
5) سقط هذا الکلام من الأصل: (لهذا و لم یرد رد القراءة) اه. )
6) سقطت (أن) من الأصل ظق. )
7) فی بقیۀ النسخ أنا أخذناها بالروایۀ. )
و أئمۀ القراء لا تعمل فی شیء من حروف القرآن علی الأفشی فی اللغۀ و الأقیس فی » : 8) قال ابن الجزري نقلا عن أبی عمرو الدانی )
العربیۀ، بل علی الأثبت فی الأثر و الأصح فی النقل، و الروایۀ إذا ثبتت عنهم لم یردها قیاس عربیۀ، و لا فشو لغۀ، لأن القراءة سنۀ متبعۀ
اه. « یلزم قبولها و المصیر إلیها
.(10 / النشر ( 1
9) هو سلیم بن عیسی بن سلیم أبو عیسی، و یقال: أبو محمد الحنفی مولاهم الکوفی المقرئ صاحب حمزة الزیات و أخص تلامذته، )
و أحذقهم فی القراءة، ولد سنۀ 130 ه و قیل 119 ه و توفی سنۀ 188 ه.
.(131 / 215 ) و المیزان ( 2 / 138 ) و انظر الجرح و التعدیل ( 4 / معرفۀ القراء الکبار ( 1
10 ) فی د: حرفت الکلمۀ إلی (وجد). )
ص: 578
شیء من هذا، إنّما نقرأ القرآن علی الثقات من الرجال الذین قرءوا علی الثقات.
صفحۀ 88 من 308
لأنه أراد عظمه، و لکنی قرأت علی «3» برفع الکاف «2» رحمه اللّه- لو قرأت علی قیاس العربیۀ لقرأت کُبره -:«1» و قال الکسائی
الأثر.
عاصم فی القراءة، و قال: سألته عنها حرفا حرفا، فحدّثنی بها، ثم قال: «5» بحروف «4» و قال یحیی بن آدم: ثنا أبو بکر بن عیاش
أقرأنیها عاصم کما حدثتک بها حرفا حرفا، تعلمتها منه تعلما اختلف إلیه نحوا من ثلاث سنین کل غداة فی البرد و الأمطار، حتی
أستحی من أهل مسجد بنی کاهل فی الصیف و الشتاء، و أعملت نفسی فیها سنۀ بعد سنۀ، فلمّا قرأت علیه، قال لی: احمد اللّه، فإنّک
قد جئت و ما تحسن شیئا، قال: تعلمت القراءة من عاصم کما یتعلّم الغلام فی الکتّاب، ما أحسن غیر ( 1) هو الإمام علی بن حمزة
الکسائی أبو الحسن الأسدي مولاهم الکوفی المقرئ أحد القراء السبعۀ المشهورین، و أحد الأعلام فی النحو و القرآن، ولد فی حدود
سنۀ 120 ه و توفی سنۀ 189 ه علی الصحیح.
.(404 / 403 ) و طبقات المفسرین للداودي ( 1 / 535 ) و تاریخ بغداد ( 11 / 128 ) و انظر غایۀ النهایۀ ( 1 -120 / معرفۀ القراء ( 1
.( 2) أي قوله تعالی: وَ الَّذِي تَوَلَّی کِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِیمٌ النور آیۀ ( 11 )
قال ابن الجزري: قرأ یعقوب بضم الکاف، و هی قراءة أبی رجاء و حمید بن قیس و سفیان الثوري و یزید بن قطیب و عمرة بنت عبد
الرحمن و قرأ الباقون بکسرها، و هما مصدران لکبر الشیء، أي عظم، لکن المستعمل فی السن الضم، أي تولی أعظمه.
331 ) و انظر إتحاف فضلاء البشر (ص 323 ). فقراءة ضم / اه النشر فی القراءات العشر ( 2 « بالضم معظمه و بالکسر البداءة » : و قیل
الکاف تعتبر قراءة عشریۀ نسبت إلی یعقوب الحضرمی أحد القراء الثلاثۀ المتممین للعشرة.
فقول الکسائی: و لکنی قرأت علی الأثر، لعله یقصد الأثر الذي بلغه فی ذلک، و قد سبق أنه قد یبلغ هذا ما لا یبلغ ذاك، و اللّه أعلم.
3) قال القراء: و هو وجه جید فی النحو، لأن العرب تقول: فلان تولی عظم- بضم فسکون- کذا و کذا، یریدون أکثره اه. معانی )
.(247 / القرآن ( 2
4) قال الذهبی: اختلف فی اسمه علی عشرة أقوال، أصحها قولان، أن اسمه کنیته، و الثانی شعبۀ، فهو أبو بکر بن عیاش بن سالم )
الأسدي الکوفی الإمام، أحد الأعلام قرأ القرآن ثلاث مرات علی عاصم و کان سیدا إماما حجۀ کثیر العلم و العمل، منقطع القرین،
.(138 -134 / ولد سنۀ 95 ه و توفی سنۀ 193 ه. کما ورخه یحیی بن آدم و أحمد بن حنبل. معرفۀ القراء الکبار ( 1
5) فی د و ظ: بحرف. )
ص: 579
السلمی، و کان ( 53 / أ) أبو عبد الرحمن قد «2» ( و قال أبو بکر بن عیاش: قال عاصم: ما أقرأنی أحد حرفا إلّا أبو (عبد اللّه «1» قراءته
.«3» - قرأ علی علی بن أبی طالب- رضی اللّه عنه
فإن قیل: فهل فی هذه الشواذ شیء تجوز القراءة به؟
قلت: لا تجوز القراءة بشیء منها:
أ- لخروجها عن إجماع المسلمین.
ب- و عن الوجه الذي ثبت به القرآن، و هو التواتر، و إن کان موافقا، للعربیۀ و خط المصحف، لأنه جاء من طریق الآحاد، و إن کانت
نقلته ثقات، فتلک الطریق لا یثبت بها القرآن.
أیضا مردود، لا تجوز القراءة به و لا تقبل، و إن وافق العربیۀ و «5» ( من لا یعتد بنقله، و لا یوثق بخبره، (فهذه «4» ج- و منها من نقله
138 ) و فی موضع آخر قال:- ،،137 / نحو ( 1) ذکر هذا بنحوه مختصرا الذهبی عند ترجمته لأبی بکر بن عیاش ( 1 «6» خط المصحف
عند ترجمته لیحیی بن آدم- قال جماعۀ: حدثنا أبو هشام الرفاعی، حدثنا یحیی بن آدم، قال: سألت أبا بکر عن حروف عاصم التی فی
.(168 / اه. المصدر نفسه ( 1 « هذه الکراسۀ أربعین سنۀ، فحدثنی بها کلها، و قرأها علیّ حرفا حرفا
صفحۀ 89 من 308
2) هکذا فی الأصل: أبو عبد اللّه. و قد تکرر هذا الخطأ من قبل و فی بقیۀ النسخ: أبو عبد الرحمن. )
و هو الصواب.
3) ذکر هذا الخبر الذهبی، و قال عقبۀ: و کنت أرجع من عنده فأعرض علی زر، و کان قد قرأ علی عبد اللّه رضی اللّه عنه، فقلت )
لعاصم: لقد استقوثقت. رواها یحیی بن آدم عنه اه.
.(91 / معرفۀ القراء ( 1
4) فی بقیۀ النسخ: ما نقله. )
5) هکذا فی الأصل، و فی بقیۀ النسخ: فهذا. و هو الصواب. )
6) و فی هذا یقول مکی بن أبی طالب: ما ملخصه: فإن سأل سائل فقال: فما الذي یقبل من القرآن الآن فیقرأ به، و ما الذي لا یقبل و )
لا یقرأ به و ما الذي یقبل و لا یقرأ به؟ فالجواب أن جمیع ما روي فی القرآن علی ثلاثۀ أقسام:
أ- قسم یقرأ به الیوم، و ذلک ما اجتمع فیه الشروط الثلاثۀ؛ نقله عن الثقات، و أن یکون له وجه فی العربیۀ التی نزل بها سائغا و أن
یکون موافقا لخط المصحف ...
ب- و القسم الثانی: ما صح نقله عن الآحاد و صح وجهه فی العربیۀ و خالف لفظه خط المصحف، فهذا یقبل و لا یقرأ به، لأنه لم
یؤخذ بإجماع، فلا تجوز القراءة به و لا یکفر من جحده.
ج- و القسم الثالث: هو ما نقله غیر ثقۀ، أو نقله ثقۀ و لا وجه له فی العربیۀ، فهذا لا یقبل ...
52 ). و قد ، قال: و لکل صنف من هذه الأقسام تمثیل ترکنا ذکره اختصارا اه. الإبانۀ (ص 51
ص: 580
.«3» «2» یوم الدین بالنصب «1» ملک
.«4» و لقد نبع فی هذا الزمان قوم یطالعون کتب الشواذ، و یقرءون بما فیها، و ربما صحفوا ذلک، فیزداد الأمر ظلمۀ و عمی
قال: سألت معاذ بن «7» عن عبد الرحمن بن غنم «6» راجعۀ إلی ما روي عبادة بن نسیّ «5» فإن قیل: فقراءة الکسائی هل تستطیع ربّک
.(14 / جبل عن قول الحواریین هَلْ نقل هذا عن مکی: ابن الجزري و مثل لکل قسم فانظر ذلک فی النشر فی القراءات العشر ( 1
1) فی بقیۀ النسخ: مالِکِ یَوْمِ الدِّینِ. )
.« جمال القراء » 2) نقل هذا التساؤل و الجواب عنه الشیخ أبو شامۀ عن شیخه السخاوي و عزاه إلی )
و قرأ علی بن أبی طالب ملک یوم الدین بنصب اللام و الکاف و » : 182 ) قال مکی بن أبی طالب ، انظر: المرشد الوجیز (ص 181
اه الإبانۀ (ص 121 ). و هی إحدي القراءات الکثیرة الشاذة التی أوردها مکی و غیره فی هذا اللفظ « نصب یوم، جعله فعلا ماضیا
(مالک) سوي القراءتین المشهورتین المتواترتین (مالک) بالألف لعاصم و الکسائی و (ملک) بدون ألف للباقین من السبعۀ.
انظر تلک القراءات الشاذة التی وردت فی لفظ (مالک) فی مختصر من شواذ القرآن لابن خالویه (ص 1) و أحکام القرآن للقرطبی
.(20 / 139 ) و البحر المحیط ( 1 /1)
3) فی المطبوع حصل هنا خلط بالتقدیم و التأخیر ما یقرب من عشرین سطرا، مما أفسد المعنی، فبعد کلمۀ (بالنصب) جاءت عبارة: و )
(فتبینوا) و (فتثبتوا) و جملۀ ذلک سبعۀ أوجه ... و بعد ذکر الوجه الخامس، عاد إلی الکلام: و لقد نبع فی هذا الزمان ... و ذکره إلی
آخره، ثم عاد إلی ذکر الوجهین السادس و السابع!! و لعل هذا وقع أثناء الطبع.
4) انظر: المرشد الوجیز لأبی شامۀ (ص 182 ). و قد تقدم فی أول هذا الفصل نبذة من کلام الأئمۀ فی المنع من القراءات بالشاذ. )
5) المائدة ( 112 ) إِذْ قالَ الْحَوارِیُّونَ یا عِیسَ ی ابْنَ مَرْیَمَ هَلْ یَسْتَطِیعُ رَبُّکَ أَنْ یُنَزِّلَ عَلَیْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ ... و قد قرأها الکسائی بالتاء )
و نصب (ربک) و قرأ الباقون بالیاء و رفع (ربک) و حجۀ من قرأ بالتاء أنه أجراه علی مخاطبۀ الحواریین لعیسی، و فیه معنی التعظیم
صفحۀ 90 من 308
للرب جل ذکره علی أن یستفهم عیسی عن استطاعته، إذ هو تعالی مستطیع لذلک، فإنما معناه هل تستطیع سؤال ربک فی إنزال مائدة
علینا، أي هل تفعل لنا ذلک؟
و حجۀ من قرأ بالیاء أنه علی معنی: هل یفعل ربک ذلک؟ لأنهم لم یشکوا فی استطاعۀ الباري علی ذلک، لأنهم کانوا مؤمنین، فإنما
364 ) و / 422 ) و راجع تفسیر القرطبی ( 6 / اه الکشف ( 1 « هل یستطیع فلان أن یأتی؟ و قد علمت أنه مستطیع » : هو کقولک للرجل
.(199 / المهذب ( 1
6) بضم النون و فتح المهملۀ الخفیفۀ الکندي، أبو عمر الشامی، ثقۀ فاضل، مات سنۀ 118 ه. )
.( 395 ) و تاریخ الثقات (ص 247 ) و مشاهیر علماء الأمصار (ص 180 / التقریب ( 1
(494 / 7) بفتح المعجمۀ و سکون النون- الأشعري مختلف فی صحبته، و ذکره العجلی فی کبار التابعین، مات سنۀ 98 ه. التقریب ( 1 )
.( و تاریخ الثقات (ص 297
ص: 581
.«1» « أقرأنی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم هل تستطیع ربّک مرارا بالتاء و النصب » : تستطیع ربک أو یَسْتَطِیعُ رَبُّکَ؟ فقال
و هو مشهود علی کذبه، و رداءة مذهبه، قلنا: لیس هذا الحدیث هو أصل القراءة، و لا «2» و هذا حدیث یرویه محمد بن سعید الشامی
هی راجعۀ إلیه، و القراءة ثابتۀ مقطوع بصحتها، و إذا علم ذلک من غیر هذا الحدیث، فلا یقدح ذلک فیه.
و من الشاذ ما هو لحن فلا یقبل لخروجه عن الشهرة و العربیۀ، و کیف لا یخرج عن الشهرة و هو لحن؟
و قد قال النبی صلّی اللّه علیه و سلّم لأبیّ:- و هو یقرئ رجلا- (قوم لسانه، ثم علمه، فإنک مأجور، الذي أنزله لم یلحن فیه، و لا الذي
.«4» ( عربی «3» نزل به، و لا الذي نزل به، و لا الذي نزل علیه، و أنه قرآن
فإن قیل: فأین السبعۀ الأحرف التی أخبر رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم أن القرآن أنزل علیها فی قراءتکم هذه المشهورة؟.
و یقض ( 1) رواه الحاکم فی المستدرك کتاب التفسیر، و قال: «6» ( و ینشرکم و (نحو «5» قلت: هی متفرقۀ فی القرآن نحو یُسَ یِّرُکُمْ
238 ) و رواه الترمذي و ضعفه، و لیس فیه محمد بن سعید الشامی. أبواب / هذا حدیث صحیح الإسناد و لم یخرجاه و وافقه الذهبی ( 2
.(250 / القراءات ( 8
و نسبه السیوطی إلی الحاکم و الطبرانی و ابن مردویه عن عبد الرحمن ابن غنم، قال: سألت معاذ بن جبل ... و ذکره. انظر الدر المنثور
.(231 /3)
.(164 / 2) الأسدي المصلوب، کذبوه، و قتله المنصور علی الزندقۀ و صلبه. التقریب ( 2 )
قال الذهبی: روي عن الزهري و عبادة بن نسی، و قد غیروا اسمه علی وجوه سترا له، و تدلیسا لضعفه، ثم ذکر تلک الأسماء. انظر
.(561 / میزان الاعتدال ( 3
3) فی د و ظ: لقرآن عربی. )
4) لم أعثر علیه. )
5) یونس ( 22 ) هُوَ الَّذِي یُسَ یِّرُکُمْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ .... قرأ ابن عامر بالنون الساکنۀ بعد الیاء و بالشین قبل الراء (ینشرکم) من النشور، و )
.(282 / 516 ) و النشر ( 2 / قرأ الباقون بالیاء و السین من التسییر و المشی انظر الکشف ( 1
6) هنا کلمۀ ساقطۀ من الأصل و هی (و نحو). )
ص: 582
و جملۀ ذلک سبعۀ أوجه: «4» و فَتَبَیَّنُوا* و فتثبتوا «3» و نحو لَنُبَوِّئَنَّهُمْ* و لنثوینهم «2» و تَحْتَهَا و من تحتها «1» و یَقُصُّ
بکل واحدة فی موضع أخري نحو ما ذکرته. «6» کلمتان تقرأ :«5» ( (الأول
صفحۀ 91 من 308
و فإن «7» و الثانی: أن تزاد کلمۀ فی أحد الوجهین و تترك فی الوجه الآخر. نحو تَحْتَهَا و من تحتها و نحو فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ
اللّه الغنی الحمید.
و فیما کسبت. «8» و الثالث: زیادة حرف و نقصانه نحو بما کَسَبَتْ
و یَقُولُ ( 1) تقدمت قریبا فی هذا الفصل. «9» و الرابع: مجیء حرف فی موضع حرف نحو نقول
.(280 / 2) تقدمت أیضا قریبا. و انظر النشر فی القراءات العشر ( 1 )
3) العنکبوت ( 58 ) وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّۀِ غُرَفاً قرأ حمزة و الکسائی (لنثوینهم) بالثاء المثلثۀ الساکنۀ بعد )
النون و إبدال الهمزة (یاء) من الثواء و هو الإقامۀ فی الجنۀ. و قرأ الباقون بالباء الموحدة و الهمزة من التبوء، و هو المنزل. انظر: الکشف
.(344 / 181 ) و النشر ( 2 /2)
4) النساء ( 94 ) و الحجرات ( 6) و نص آیۀ النساء یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا ضَ رَبْتُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَتَبَیَّنُوا ... قرأ حمزة و الکسائی (فتثبتوا) )
فی الموضعین من التثبت. و قرأ الباقون بالیاء من التبیین.
.(251 / 394 )، و النشر ( 2 / الکشف ( 1
5) هنا کلمۀ ساقطۀ من الأصل و هی: (الأول). )
6) فی د و ظ: یقرأ. )
7) الحدید ( 24 ) قرأ نافع و ابن عامر بغیر (هو) و کذلک ثبت إسقاطها فی مصاحف المدینۀ و الشام، و قرأ الباقون بزیادة (هو) و )
.(384 / 312 ) و النشر ( 2 / کذلک هو فی مصاحف أهل الکوفۀ و البصرة و مکۀ. انظر: الکشف ( 2
8) الشوري ( 30 ) وَ ما أَصابَکُمْ مِنْ مُصِیبَۀٍ فَبِما کَسَبَتْ أَیْدِیکُمْ ... قرأ نافع و ابن عامر بغیر فاء و کذلک هی فی مصاحف أهل المدینۀ )
و الشام و تکون (ما) فی قوله (و ما أصابکم) بمعنی (الذي) فی موضع رفع بالابتداء، فیکون قوله (بما کسبت) خبر الابتداء، فلا یحتاج
إلی (فاء).
و قرأ الباقون (فبما) بالفاء، و کذلک هی فی جمیع المصاحف، إلا مصاحف أهل الشام و المدینۀ، و تکون (ما) فی قوله (و ما
أصابکم) للشرط، و الفاء جواب الشرط.
.(367 / 251 ) و النشر فی القراءات العشر ( 2 / انظر: الکشف لمکی بن أبی طالب ( 2
9) العنکبوت ( 55 ) یَوْمَ یَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَ یَقُولُ ذُوقُوا .... قرأ نافع و الکوفیون بالیاء علی الأخبار عن )
اللّه تعالی أو عن الموکّل بعذابهم لهم، و قرأ الباقون بالنون علی الإخبار من اللّه عن نفسه، لأن کل شیء لا یکون إلا بأمره. الکشف
.(343 / 180 ) و انظر النشر ( 2 /2)
ص: 583
.«2» و تَبْلُوا «1» و تتلوا
.«5» و نحو وَ لْیَحْکُمْ أَهْلُ الْإِنْجِیلِ «4» حرکات، اما بحرکات أخر أو بسکون، نحو فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ کَلِماتٍ «3» الخامس: تغییر
و میْت و نحو ذلک. «7» و تسّاقط علیک و بَلَدٍ مَیِّتٍ «6» و السادس: التشدید و التخفیف نحو تُساقِطْ عَلَیْکِ
کقوله عز و جل: وَ قاتَلُوا ( 1) یونس ( 30 ) هُنالِکَ تَبْلُوا کُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ .... قرأ حمزة و الکسائی «8» السابع: التقدیم و التأخیر
(تتلو) بتاءین، من التلاوة، و قرأ الباقون (تبلو) بالباء من الابتلاء و هو الاختبار، أي هناك تختبر کل نفس ما أسلفت لها من عمل.
.(383 / 517 )، و انظر النشر ( 2 / الکشف ( 1
2) فی ظ: (و نتلوا). )
3) فی ظ: تغیر. )
صفحۀ 92 من 308
4) البقرة ( 37 ) قرأ ابن کثیر بنصب (آدم) و رفع (کلمات) أي أن الکلمات استنقذت آدم بتوفیق اللّه له لقوله إیاها و للدعاء بها، فتاب )
اللّه علیه، و قرأ الباقون برفع (آدم) و نصب (الکلمات) و التاء مکسورة فی حال النصب، أي أن آدم هو الذي تلقی الکلمات، لأنه هو
.(211 / 237 ) و انظر: النشر ( 2 / الذي قبلها و دعا بها و عمل بها فتاب اللّه علیه .... الکشف لمکی ابن أبی طالب ( 1
5) المائدة: 47 وَ لْیَحْکُمْ أَهْلُ الْإِنْجِیلِ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ ... قرأ حمزة بکسر اللام علی أنه جعلها لام کی فنصب الفعل بها، و قرأ الباقون )
.(354 / 411 ) و انظر النشر ( 2 ،410 / باسکانهما علی أنهم جعلوها لام الأمر. الکشف ( 1
6) مریم ( 25 ) وَ هُزِّي إِلَیْکِ بِجِ ذْعِ النَّخْلَۀِ تُساقِطْ عَلَیْکِ رُطَباً جَنِیا. قرأ حفص بضم التاء و کسر القاف مخففۀ، و فتحهما الباقون، و )
کلهم شدد السین إلا حمزة و حفصا.
فمن قرأ بضم التاء جعله مستقبل (ساقطت) فعداه إلی الرطب فنصبه به، و الفاعل النخلۀ، تضمر فی (تساقط) أي تساقط النخلۀ رطبا جنیا
علیک، و من فتح التاء و خفف السین: أراد (تتساقط)، فحذف إحدي التاءین، و یکون الفعل مسندا إلی النخلۀ أیضا و یکون نصب
.(88 ،87 / (رطب) علی الحال، و حجۀ من شدد أنه أدغم التاء الثانیۀ فی السین اه ملخصا من الکشف لمکی بن أبی طالب ( 2
7) أي قوله تعالی: وَ اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّیاحَ فَتُثِیرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلی بَلَدٍ مَیِّتٍ ... الآیۀ ( 9) من سورة فاطر. و ما شاکله. قرأ نافع و )
.(225 ،224 / 339 ) و النشر ( 2 / حفص و حمزة و الکسائی بتشدید الیاء، و الباقون بالتخفیف انظر: غیث النفع (ص 329 ) و الکشف ( 1
قائلا: و أخبرنا شیخنا « المرشد الوجیز » 8) نقل هذا الرأي فی معنی الأحرف السبعۀ عن السخاوي: تلمیذه أبو شامۀ المقدسی فی کتابه )
قال: فإن قیل: فأین السبعۀ التی أخبر رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم أن القرآن أنزل « جمال القراء » أبو الحسن رحمه اللّه فی کتابه
.( علیها .. و ذکرها. المرشد الوجیز (ص 123
و قد تقدم أن عقد السخاوي عنوانا (ذکر السبعۀ الأحرف) و ذکر هناك حدیث عمر بن الخطاب مع
ص: 584
و قتلوا و قاتلوا. «1» وَ قُتِلُوا
علی سبعۀ أوجه، و کذلک قوله عز و جل- فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِیَ نَفَقاً فِی الْأَرْضِ «3» یقرأ «2» و قوله عز و جل ثُمَّ انْظُرْ أَنَّی یُؤْفَکُونَ
.«4» 53 / ب) أَوْ سُلَّماً فِی السَّماءِ فَتَأْتِیَهُمْ بِآیَۀٍ )
هشام بن حکیم رضی اللّه عنهما، و لم یذکر غیر ذلک. .«7» نظائره «6» و کذلک «5» و قوله عز و جل فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا
و قد ذکرت هناك بعض ما قاله العلماء حول الأحرف السبعۀ بقدر ما یقتضیه المقام، و قد تعرض لهذا الموضوع کثیر من مؤلفی
کتب التفسیر و القراءات و علوم القرآن.
1) آل عمران ( 195 ) ... فَالَّذِینَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ أُوذُوا فِی سَبِیلِی وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا ... الآیۀ. قرأ الکسائی و حمزة بتقدیم )
المفعول علی الفاعل، علی أن الواو لا تعطی ترتیبا، فسواء التقدیم و التأخیر، أو یحمل علی التوزیع أي منهم من قتل و منهم من قاتل،
246 ) و إتحاف فضلاء / 373 ) و النشر ( 2 / و قرأ الباقون ببناء الأول للفاعل و الثانی للمفعول، لأن القتال قبل القتل. انظر: الکشف ( 1
.( البشر (ص 184
2) المائدة ( 75 ) ... انْظُرْ کَیْفَ نُبَیِّنُ لَهُمُ الْآیاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّی یُؤْفَکُونَ. )
3) فی د و ظ: تقرأ. )
.( 4) الأنعام ( 35 )
.( 5) الأنعام ( 43 )
6) فی د و ظ: و لذلک نظائر، و کذلک فی المرشد الوجیز. )
7) قال أبو شامۀ: عقب ذکره لکلام شیخه هذا- قلت: یعنی فی مجموع هذه الکلم من هذه الآیات سبعۀ أوجه لا فی کل کلمۀ منها، و )
صفحۀ 93 من 308
.( قد یأتی فی غیرها أکثر من سبعۀ أوجه بوجوه کثیرة، إذا نظر إلی مجموع الکلم دون آحادها ... اه المرشد الوجیز (ص 126
ص: 585
«1» الطود الراسخ