گروه نرم افزاری آسمان

صفحه اصلی
کتابخانه
شاهنامه فردوسی
جلد دوم

لو تابوا ،«6» و لیس کذلک، فإن آیۀ النساء فی قصۀ مخصوصۀ ،«5» الآیۀ «4» قالوا: نسخ بقوله عزّ و جلّ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ








لغفر لهم، و آیۀ براءة فی المنافقین الذین استغفر لهم الرسول صلّی «8» ( صلّی اللّه علیه و سلّم ) «7» و استغفروا و استغفر لهم الرسول
له. «9» اللّه علیه و سلّم، و هم مصرّون علی النفاق، و معلوم أن المنافق و الکافر إذا تاب و استغفر غفر
قالوا: هو منسوخ بقوله عزّ و جلّ وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّۀً ،«10» الحادي و العشرون: قوله عزّ و جلّ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِیعاً
1) فی بقیۀ النسخ: و هو التخویف. ) .«13» و ما أحسب هؤلاء فهموا کلام اللّه عزّ و جلّ ،«12» الآیۀ «11»
.265 / 122 ، و الجامع لأحکام القرآن: 5 / 2) راجع زاد المسیر: 1 )
.( 3) النساء ( 64 )
4) التوبۀ ( 80 ) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً فَلَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ .... )
172 ، و ابن البارزي ص 30 ، و الکرمی ص: / 5) قال بذلک ابن حزم الأنصاري ص 34 ، و ابن سلامۀ ص 136 ، و الفیروزآبادي: 1 )
.92
157 ، و زاد / 6) أي فی الرجل الیهودي و الرجل المسلم اللذین تحاکما إلی کعب بن الأشرف. کما رواه الطبري بسنده عن مجاهد 5 )
.583 / السیوطی نسبته إلی ابن المنذر و ابن أبی حاتم. الدر المنثور: 2
7) فی بقیۀ النسخ: النبی. )
8) فی بقیۀ النسخ: صلّی اللّه علیه و سلّم. و هی إضافۀ حسنۀ. )
9) و قد رد ابن الجوزي علی القائلین بالنسخ هنا. )
.182 ، و قال: إنه قول مرذول اه. نواسخ القرآن ص 281
10 ) النساء ( 71 ) یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَکُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِیعاً. )
.( 11 ) التوبۀ ( 122 )
صفحۀ 155 من 308
12 ) انظر: الناسخ و المنسوخ لأبی عبید ص 443 ، و للبغدادي ص 199 ، و ابن حزم ص 34 ، و ابن سلامۀ ص: 137 ، و ابن البارزي )
. 322 ، و قلائد المرجان ص 92 / 172 ، و الدر المنثور 4 / ص: 31 و بصائر ذوي التمییز: 1
13 ) فالصحیح أن الآیتین محکمتان و لا تعارض بینهما، و سیذکر المصنف معنی کل منهما، و منه یتضح أنه لا نسخ، فإن آیۀ النساء )
تأمرهم بأخذ الحیطۀ و أن ینفروا جماعات متفرقۀ أو مجتمعین تحت لواء واحد، و لا یفهم من هذا الأمر لهم بأن یخرجوا جمیعا دون
استثناء، و علی فرض أن اللفظ یقتضی
ص: 667
إلیه ثبات أي: جماعات، سریۀ «1» ( أما قوله عزّ و جلّ خُ ذُوا حِذْرَکُمْ فمعناه: احذروا عدوکم، و لا تغفلوا عنه فیتمکن منکم، (و الفرق
بعد أخري أو انفروا عسکرا واحدا.
و أما قوله عزّ و جلّ وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّۀً الآیۀ، فاختلف فیه، فقیل:
نزل فی قوم بعثهم رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم یعلّمون الناس الإسلام، فرجعوا إلیه صلّی اللّه علیه و سلّم لما نزل قوله عزّ و جلّ ما
خشیۀ أن یکونوا داخلین فیمن تخلّف عن رسول اللّه صلّی «2» کانَ لِأَهْلِ الْمَدِینَۀِ وَ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ یَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
«6» طائفۀ «5» أي فهلا نفر من کل فرقۀ ،«4» قول مجاهد «3» اللّه علیه و سلّم، فأنزل اللّه عزّ و جلّ وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّۀً هذا
إلی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم و بقی بعض فإذا نفروا کلهم، لم یبق من یعلّم، «7» لیتفقهوا فی الدین إذا رجع بعض المسلمین
فإذا رجع الذین تعلّموا من أهل البوادي إلی قومهم أخبروهم بما تعلّموا لعلّهم یحذرون مخالفۀ أمر اللّه، فلیس هذا بناسخ لقوله عزّ و
إذا «8» () جلّ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِیعاً، لأن المعنی: إذا نفرتم إلی العدو فعلی احدي الحالتین، أما مجتمعین أو سرایا متفرقین
لا یبقی منهم أحد فإذا بقی بعد النافرین قوم و نزل قرآن ،«9» غزوا و لیس معهم النبی صلّی اللّه علیه و سلّم لینفروا کلهم و ترکوه
تعلّموه. ذلک فی ظاهره، أي الأمر بأن یخرجوا کلهم فلیس فیه ما یدل علی النسخ، و لکن حسبما یقتضیه الحال، فقد یطلب منهم
النفیر جمیعا عند الحاجۀ، و قد لا یطلب منهم ذلک و آیۀ التوبۀ تتفق مع قوله فی سورة النساء فَانْفِرُوا ثُباتٍ أي عند الاکتفاء بطائفۀ
منکم، فیکون علی سبیل الفرض الکفائی. و اللّه أعلم.
1) فی الأصل: رسمت الکلمۀ هکذا (و الفرق). )
و فی بقیۀ النسخ (و انفروا) و هو الصواب.
.( 2) التوبۀ ( 120 )
3) فی بقیۀ النسخ: و هذا. )
/ 292 ، و الدر المنثور 4 / 517 ، و تفسیر القرطبی: 8 / 137 و زاد المسیر 3 / 66 ، و معالم التنزیل للبغوي: 3 / 4) انظر: تفسیر الطبري: 11 )
.324
5) فی ظ: کانت مضطربۀ هکذا: فلا نفر کل من فریقۀ. )
6) کلمۀ (طائفۀ) ساقطۀ من ظق. )
7) فی بقیۀ النسخ المعلمین. خطأ. )
8) سقط من الأصل قوله: و لم یرد بقوله: جَمِیعاً لا یبقی منکم أحد. و قال ابن عباس و قتادة: )
المعنی: ما کان المؤمنون ... الخ.
9) هکذا فی النسخ، و لعل الأصح: و یترکوه. )
ص: 668
و هذا «3» القاعدون، و یمکث الأولون عند النبی صلّی اللّه علیه و سلّم «2» ثم ینفر ،«1» فإذا رجع النافرون أخبرهم القاعدون بما أنزل
صفحۀ 156 من 308
المعنی أیضا، لا یعارض آیۀ النساء، فتکون هذه الآیۀ ناسخۀ لها.
و روي عن ابن عباس أیضا أنها نزلت فی غیر هذا المعنی، و إنما أقبلت قبائل مضر إلی المدینۀ من أجل الجدب الذي أصابهم بدعوة
النبی صلّی اللّه علیه و سلّم، تأتی القبیلۀ تزعم أن الإسلام أقدمها، و إنما أقدمها الضر، فأعلم اللّه النبی صلّی اللّه علیه و سلّم بأنهم
.«5» «4» کاذبون، و لو کان ذلک غرضهم لاکتفوا بإرسال بعضهم إلی المدینۀ لیتفقهوا و لینذروهم إذا انقلبوا إلیهم
و اختلاف الروایۀ دلیل الضعف، و المخبر عنه واحد و القصۀ واحدة، و مع ذلک فلا تعارض بین الآیتین و لا نسخ.
و قال عکرمۀ: إنما نزلت فی تکذیب المنافقین، لأنهم لما نزل قوله عزّ و جلّ ما کانَ لِأَهْلِ الْمَدِینَۀِ ... الآیۀ.
قال المنافقون:- لمن تخلّف عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم لعذر من المؤمنین- هلکتم بتخلفکم عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و
و هذا تأویل بعید عن سیاق الآیۀ، و مع ذلک فلا نسخ. و قال الحسن ،«6» سلّم فأنزل اللّه عزّ و جلّ وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّۀً
البصري هی فی الجهاد، و المعنی لیتفقه الطائفۀ النافرة بما تراه من نصره و تخبر إذا رجعت بما رأته من ذلک قومها المشرکین و
.«7» تحذّرهم أخذ اللّه و بأسه
1) فی بقیۀ النسخ: بما نزل. ) .«9» الطرق بالأقذار «8» و روي أنها نزلت فی أعراب قدموا المدینۀ فأغلوا الأسعار، و ملئوا
2) فی ظ: ثم ینفروا القاعدون. )
136 ، و الدر / 67 ، و راجع تفسیر البغوي: 3 / 3) أخرجه أبو عبید بنحوه عن ابن عباس ص 444 ، و ابن جریر الطبري: انظر تفسیره: 11 )
.295 / 322 ، و قد مال إلی هذا القرطبی. انظر تفسیره: 8 / المنثور 4
4) کلمۀ (إلیهم) غیر واضحۀ فی الأصل. )
.323 / 516 ، و الدر المنثور: 4 / 68 و راجع زاد المسیر 3 / 5) أخرجه ابن جریر بنحوه عن ابن عباس. انظر: جامع البیان: 11 )
6) انظر: المصادر السابقۀ. )
7) ذکره الطبري عن الحسن و رجحه و انتصر له. )
.137 / 70 ، و راجع معالم التنزیل: 3 / انظر جامع البیان 11
8) جاءت العبارة فی (ظ) مضطربۀ هکذا: فأعلموا الأسعار و مکر الطرق ... الخ. )
137 ). فعلی هذه المعانی و الأقوال التی ذکرت فی معنی الآیۀ یمکن أن / 9) انظر: معالم التنزیل: ( 3 )
ص: 669
و هذا کقوله عزّ و جلّ ،«3» قالوا: نسخ بآیۀ السیف ،«2» تَوَلَّی فَما أَرْسَلْناكَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً «1» الثانی و العشرون: قوله عزّ و جلّ وَ مَنْ
.«6» «5» و قد تقدم القول فیه «4» فَإِنَّما عَلَیْکَ الْبَلاغُ
.«7» الثالث و العشرون: قوله عزّ و جلّ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ
قالوا: هو منسوخ بآیۀ السیف، و إنما هو کالذي قبله لیس بمنسوخ، و إنما نزل فی المنافقین.
؟«8» فإن قلت: أ فلا یکون منسوخا بقوله عزّ و جلّ جاهِدِ الْکُفَّارَ وَ الْمُنافِقِینَ وَ اغْلُظْ عَلَیْهِمْ
قلت: قال ابن عباس: (أمروا بجهاد المنافقین باللسان و الکفار بالسیف).
و قال الضحاك: (جاهد الکفار بالسیف، و اغلظ علی المنافقین بالکلام).
یقال: إنها متعلقۀ بالجهاد و .«10» المنافقین بإقامۀ الحدود علیهم، و قیل: بإقامۀ الحجۀ علیهم «9» ( و قال الحسن و قتادة: (و اغلظ علی
.137 / أحکامه، و یمکن أن یقال: إنها کلام مبتدأ لا تعلق له بالجهاد ... انظر تفسیر الخازن: 3
1) فی د: (فمن). خطأ. )
2) النساء ( 80 ) مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّی .... )
صفحۀ 157 من 308
3) انظر: الناسخ و المنسوخ لابن حزم ص 34 ، و لابن سلامۀ ص: 138 و تفسیر القرطبی: )
.172 / 288 ، و ناسخ القرآن و منسوخه لابن البارزي ص 28 ، و بصائر ذوي التمییز: 1 /5
و قد رد ابن الجوزي القول بالنسخ فی مثل هذا و استبعده، و إنما معنی الآیۀ: فما أرسلناك علیهم رقیبا تؤاخذ بهم و لا حفیظا محاسبا
. لهم. انظر نواسخ القرآن ص 283
4) آل عمران ( 20 ) ... فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَیْکَ الْبَلاغُ. )
5) کلمۀ (فیه) ساقطۀ من ظ. )
6) راجع ص 639 من هذا الفصل. )
7) النساء ( 81 ) وَ یَقُولُونَ طاعَۀٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَیَّتَ طائِفَۀٌ مِنْهُمْ غَیْرَ الَّذِي تَقُولُ وَ اللَّهُ یَکْتُبُ ما یُبَیِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ تَوَکَّلْ )
. عَلَی اللَّهِ .. و قد تقدم شیبۀ هذه الآیۀ و هی آیۀ 63 من السورة نفسها و الکلام عنها فانظره ص 665
.( 8) التوبۀ ( 73 ) و هی بلفظها کذلک فی سورة التحریم ( 9 )
9) سقط من الأصل و ظق (و اغلظ علی) و فی ظق: و المنافقین. )
.184 ،183 / 10 ) أخرج هذه الآثار ابن جریر الطبري بأسانیده عن ابن عباس و الضحاك و الحسن و قتادة. انظر جامع البیان: 10 )
ص: 670
فإن قلت: فیکون قوله عزّ و جلّ فی النساء فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ منسوخا بهذه؟ قلت:
.«1» آیۀ النساء فی قوم منهم بأعیانهم، و قد قیل فی معنی قوله عزّ و جلّ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ لا تخبر بأسمائهم
.«2» الرابع و العشرون: قوله عزّ و جلّ فَقاتِلْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ لا تُکَلَّفُ إِلَّا نَفْسَکَ وَ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ
تثبطوا عن القتال علی ما «4» ( و لیس کما قالوا، لأن هذه الآیۀ إنما نزلت بعد الأمر بالقتال، و لکن (لما ،«3» قالوا: نسخ بآیۀ السیف
الآیات قبلها، و بیتوا غیر ما قالوا من إظهار الطاعۀ، قال له اللّه عزّ و جلّ فَقاتِلْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ، و لا تعتمد علی نصرهم، «5» ( ذکر (فی
فی أمرهم إلّا «7» یلزمک «6» فإن تخلّفوا عنک و لم یخرجوا معک فما کلّفت غیر نفسک وحدها (و حرض المؤمنون)، أي و ما
و فی هذا تحریک لهم و إلهاب. ،«8» التحریض
/ 239 ، و زاد المسیر: 3 / فکرهوا الخروج فخرج رسول و راجع الدر المنثور: 4 ،«10» بدر الصغري «9» و قیل: دعاهم إلی الخروج إلی
371 ، قال ابن کثیر:- عقیب ذکره للأقوال فی ذلک- و قد یقال: إنه لا منافاة بین هذه / 204 ، و ابن کثیر: 2 / 469 ، و تفسیر القرطبی: 8
الأقوال، لأنه تارة یؤاخذهم بهذا و تارة بهذا بحسب الأحوال، و اللّه أعلم. اه.
.(290 / 1) انظر: الجامع لأحکام القرآن: ( 5 )
.( 2) النساء: ( 84 )
. 3) حکاه ابن سلامۀ ص 139 ، و ابن البارزي ص 28 )
. و رده ابن الجوزي فی نواسخ القرآن ص 184
4) سقط من الأصل (لما). )
5) سقط من الأصل فی. )
6) (و ما) ساقط من د و ظ. )
7) فی ظ: یلزك. )
8) فی د و ظ: إلا تحریض. )
9) فی بقیۀ النسخ: فی بدر. )
صفحۀ 158 من 308
10 ) و ذلک أن أبا سفیان- بعد انتهاء معرکۀ أحد- توعد المسلمین بالقتال فی بدر من العام المقبل فوافق المسلمون علی ذلک، و )
کانت بدر الصغري فی شعبان من السنۀ الرابعۀ، حیث خرج رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم إلی بدر و أقام علیه ثمانیا ینتظر أبا سفیان،
لکن أبا سفیان خرج من مکۀ متوجها نحو بدر، ثم بدا له الرجوع، فرجع و کفی اللّه المؤمنین القتال. راجع البدایۀ و النهایۀ لابن کثیر:
.89 ،39 /4
ص: 671
واعده «2» و کان أبو سفیان ،«1» ( اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم و لم یلو علی أحد، فلم یتبعه إلّا سبعون (و لم یتبعه أحد فخرج وحده
إلّا السویق «3» ( اللقاء، فکان الأمر کما قال اللّه عزّ و جلّ، فکف بأس الذین کفروا، و رجع أبو سفیان، لأنه لم یکن مع أصحابه (زاد
.«4»
.«6» لقاء رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم «5» ( فقال لهم: هذا عام مجدب، و لم یقدم (علی
.«7» الخامس و العشرون: قوله عزّ و جلّ إِلَّا الَّذِینَ یَصِلُونَ إِلی قَوْمٍ بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ مِیثاقٌ
ثم استثنی من ذلک أهل المیثاق، و من اتصل بهم و انحاز «8» قالوا: قال اللّه عزّ و جلّ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَ اقْتُلُوهُمْ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ
قال قتادة: نبذ إلی کل عهد ( 1) هکذا ،«9» إلی جملتهم، ثم نسخ ذلک بقوله عزّ و جلّ فی براءة فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ
فی الأصل: و لم یتبعه أحد فخرج وحده. و هی عبارة غیر مستقیمۀ مع سابقتها. و فی بقیۀ النسخ: و لو لم یتبعه أحد لخرج وحده.
2) هو صخر بن حرب بن أمیۀ بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي، أبو سفیان صحابی مشهور، أسلم عام الفتح و مات سنۀ 32 ه، و )
. 127 رقم 4041 / 365 ، و انظر: الإصابۀ 5 / قیل بعدها التقریب: 1
3) سقط من الأصل کلمۀ (زاد). )
170 (سوق). / 4) و هو طعام یتخذ من الحنطۀ و الشعیر. اللسان 10 )
5) سقط من الأصل حرف (علی). )
.89 / 204 . و البدایۀ و النهایۀ: 4 /10 ،99 / 293 ، و الفخر الرازي 9 / 181 ، و القرطبی 5 / 6) راجع تفسیر الطبري 4 )
.( 7) النساء ( 90 )
.( 8) النساء ( 89 )
9) التوبۀ ( 5) و هی الآیۀ التی تسمی بآیۀ السیف. )
ذکر هذا بنحوه أبو عبید عن ابن عباس.
انظر الناسخ و المنسوخ ص 428 ، و ابن جریر الطبري عن الحسن و عکرمۀ و قتادة و ابن زید.
.200 / انظر: جامع البیان 5
و قال به ابن حزم ص 34 ، و ابن سلامۀ ص 139 ، و النحاس ص: 132 و مکی ص 230 ، و ابن الجوزي فی نواسخ القرآن ص 285 ، و
. 399 ، و الکرمی فی قلائد المرجان ص 93 / 308 ، و الثعالبی فی الجواهر الحسان 1 / 159 ، و القرطبی فی تفسیره 5 / زاد المسیر 2
و قد حکی البغدادي النسخ عن ابن عباس، ثم قال: و قال غیره الآیۀ محکمۀ، و إنما نزلت فی قوم مخصوصین و هم بنو خزیمۀ و بنو
مدلج عاقدوا حلفاء المسلمین من خزاعۀ فنهی عن قتلهم، و نزلت آیۀ السیف بعد إسلام الذین ذکرناهم اه الناسخ و المنسوخ ص
.201
ص: 672
بالقتال و القتل حتی یقولوا: لا إله إلّا اللّه، و کان رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم قد عاهد کفار مکۀ «1» عهده، ثم أمر علیه السلام
عام الحدیبیۀ عهدا بقی من مدته عند نزول براءة أربعۀ أشهر، فأمر اللّه نبیّه صلّی اللّه علیه و سلّم أن یوفی بعهدهم إلی مدتهم، و أن
صفحۀ 159 من 308
یؤخر قتال من لا عهد له إلی انسلاخ محرّم، ثم یقاتل الجمیع حتی یدخلوا فی الإسلام، لا یقبل منهم سوي ذلک، هذا کله قول قتادة
.«2»
.«3» و قال السدي: کان آخر عهد الجمیع تمام أربعۀ أشهر، و ذلک لعشر خلون من ربیع الآخر، و هذا کله کان فی موسم تسع
و قال السدي: أمر النبی صلّی اللّه علیه و سلّم بإتمام أربعۀ أشهر لمن کان بینه و بینه عهد أربعۀ أشهر فما دون ذلک، و أما من کان
أمر النبی صلّی اللّه علیه و سلّم أن یتم له عهده فی قوله عزّ و جلّ فَأَتِمُّوا إِلَیْهِمْ «5» أربعۀ أشهر فهو الذي «4» ( عهده أکثر من (ذلک
فمن نقض منهم العهد، دخل فیمن أخر إلی تمام أربعۀ أشهر. ،«6» عَهْدَهُمْ إِلی مُدَّتِهِمْ
و هو قول الضحاك، فعلی هذا لا یکون قوله إِلَّا الَّذِینَ یَصِلُونَ إِلی قَوْمٍ بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ مِیثاقٌ منسوخا، لأنه قد ،«7» و هذا اختیار الطبري
جعل له حکم المعاهدین و أدخل فی جملتهم، و قد أخّر قتالهم إلی انقضاء مدتهم.
اه. «8» و روي أن علیا- علیه السلام- کان یقول فی ندائه: و من کان بینه و بین رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم عهد فعهده إلی مدته
1) (علیه السلام) لیست فی بقیۀ النسخ. )
. 2) انظره مختصرا فی الناسخ و المنسوخ لقتادة ص 40 )
200 ، و انظر: الإیضاح / 61 ، و کان قد ذکره مختصرا فی سورة النساء: 5 / و أخرجه الطبري بتمامه عن قتادة عند تفسیر سورة براءة 10
. لمکی ص 230 ، و نواسخ القرآن لابن الجوزي ص 286
3) أخرجه الطبري بأسانیده عن السدي و محمد بن کعب القرظی و قتادة و مجاهد. جامع البیان: )
. 61 ، و انظر: الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 195 /10
4) هکذا فی الأصل: أکثر من ذلک أربعۀ أشهر. فکلمۀ (ذلک) مقحمۀ لا معنی لها هنا. )
5) فی ظ: فو الذي. خطأ. )
. 6) التوبۀ ( 4) إِلَّا الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِکِینَ ثُمَّ لَمْ یَنْقُصُوکُمْ شَیْئاً وَ لَمْ یُظاهِرُوا عَلَیْکُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا ... 6 )
. 64 و الإیضاح ص 308 / 62 و الجامع لأحکام القرآن 8 / 7) انظر: جامع البیان للطبري: 10 )
8) قال الطبري:- منتصرا لهذا- ففی الأخبار المتظاهرة عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم أنه حین بعث علیا رضی اللّه عنه ب )
(براءة) إلی أهل العهود بینه و بینهم، أمره فیما أمره أن ینادي فیهم: و من کان بینه و بین
ص: 673
لمن استقام علی «2» فأمر اللّه ،«1» و یدل علیه قوله عزّ و جلّ إِلَّا الَّذِینَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَکُمْ فَاسْتَقِیمُوا لَهُمْ
.«3» عهده و لم ینقضه بأن یتم له عهده، و أن یؤخر من نقض عهده و ظاهر علی النبی صلّی اللّه علیه و سلّم أربعۀ أشهر
قال تعالی فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَۀَ أَشْهُرٍ ففسح لمن کان له عهد و نقض قبل انتهائه، و من له أربعۀ أشهر فما دون أن یتصرفوا فی
الأرض مقبلین و مدبرین، ثم لا أمان لهم بعد ذلک.
.«4» قال مجاهد: أولها من یوم النحر إلی عشر من ربیع الآخر
و تسمی أشهر السماحۀ أیضا، لأنه سمح لهم فیها بالتصرّف. .«5» و قال الزهري: أولها شوال و آخرها آخر محرم
یدلّ علی ذلک قوله عزّ ،«7» ( عهد إنما جعل أجله خمسین لیلۀ، عشرین من ذي الحجۀ و المحرم «6» و قال ابن عباس: (من لم یکن له
و جلّ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم عهد فعهده إلی مدته. أوضح دلیل علی ما قلنا، و ذلک أن اللّه
لم یأمر نبیه صلّی اللّه علیه و سلّم بنقض عهد قوم کان عاهدهم إلی أجل، فاستقاموا علی عهده بترك نقضه، و أنه إنما أجل أربعۀ
أشهر من کان قد نقض عهده قبل التأجیل، أو من کان له عهد إلی أجل غیر محدود، فأما من کان أجل عهده محدودا، و لم یجعل
بنقضه علی نفسه سبیلا، فإن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم کان بإتمام عهده إلی غایۀ أجله مأمورا و بذلک بعث منادیه ینادي به فی
صفحۀ 160 من 308
.63 / أهل الموسم من العرب اه جامع البیان: 10
و انظر: بقیۀ الآثار التی ساقها الطبري بأسانیده عن علی رضی اللّه عنه و غیره فی هذه القضیۀ.
.( 1) التوبۀ ( 7 )
2) لفظ الجلالۀ لیست فی ظق. و فی د و ظ: فأمر من استقام. )
3) و سیأتی- إن شاء اللّه- مزید بیان لهذا فی أول سورة التوبۀ. و اللّه الموفق. )
4) قال القرطبی: و هذا قول مجاهد و ابن إسحاق و ابن زید و عمرو بن شعیب، قال: و قیل لها حرم: )
لأن اللّه حرم علی المؤمنین فیها دماء المشرکین و التعرض لهم إلا علی سبیل الخیر اه.
79 و قد سبق أن قرر هذا السخاوي أثناء کلامه علی قوله تعالی یَسْئَلُونَکَ / 72 ، و انظر: تفسیر الطبري: 10 / الجامع لأحکام القرآن؛ 8
عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِیهِ .. حیث قال هناك:
إن المراد بالأشهر فی قوله تعالی فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ... إنما هی تبدأ من یوم النحر ...
. الخ ص 613
62 و الإیضاح ص 308 ، و الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 195 ، قال ابن الجوزي: قال أبو سلیمان / 5) انظر: تفسیر الطبري: 10 )
الدمشقی: و هذا أضعف الأقوال لأنه لو کان کذلک لم یجز تأخیر أعلامهم به إلی ذي الحجۀ، إذ کان لا یلزمهم الأمر بعد الإعلام اه.
.394 / زاد المسیر: 3
6) ساقط من د. )
.72 / 7) انظر: الناسخ و المنسوخ لأبی عبید ص 425 ، و تفسیر القرطبی 8 )
ص: 674
خمسین لیلۀ. «1» الْمُشْرِکِینَ، و کان النداء بسورة (براءة) یوم عرفۀ، و به یتم
و نزلت (براءة) أول شوال، و من ذلک الیوم أجّل أربعۀ أشهر لأهل العهد. ،«2» و قیل: یوم النحر
الأربعۀ أشهر، و هو للجمیع، فمن کان له عهد: کان أجله أربعۀ أشهر من ذلک الوقت. «3» ( و قال الزهري: من أول شوال هو (أول
.«4» و من لم یکن له عهد: انسلاخ الأشهر الحرم، و ذلک أربعۀ أشهر أیضا
قیل: معناه: و لا الذین جاءکم قد ضاقت «6» أَنْ یُقاتِلُوکُمْ «5» السادس و العشرون: قوله عزّ و جلّ أَوْ جاؤُکُمْ حَصِ رَتْ صُ دُورُهُمْ
اه. «7» صدورهم عن قتالکم و عن قتال قومهم، قال الحسن، و عکرمۀ، و ابن زید: هو منسوخ بالجهاد
و أقول:- و اللّه أعلم- أن هؤلاء الذین حصرت صدورهم عن القتال: هم الذین ذکروا فی قوله عزّ و جلّ إِلَّا الَّذِینَ یَصِ لُونَ إِلی قَوْمٍ
بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ مِیثاقٌ ذکر لهم حالتان:
أ) الاتصال بالمعاهدین.
ب) أو المجیء إلی النبی صلّی اللّه علیه و سلّم، و التقدیر: إلّا الذین حصرت صدورهم، فاتصلوا بقوم بینکم و بینهم میثاق، أو
جاءوکم، یدلّ علی ذلک قراءة أبیّ بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ مِیثاقٌ ( 1) هکذا فی ت. علی إنه حال تقدیرها: و به یتم الوقت کاملا، و یجوز أن
61 علی هامش / یکون (خمسین) مفعولا ل (تم)، لأن معناه: بلغ فهو کقولهم بلغت أرضک جریبین. راجع أملا ما من به الرحمن: 3
الفتوحات الإلهیۀ، و فی بقیۀ النسخ: و به تتم خمسون لیلۀ ... علی إنه فاعل، و هذا واضح.
2) و هذا مبنی علی الخلاف فی المراد بالحج الأکبر، هل هو یوم عرفۀ أو یوم النحر. )
.74 -67 / و الراجح أنه یوم النحر. انظر: جامع البیان: 10
3) سقط لفظ (أول) من الأصل). )
صفحۀ 161 من 308
4) انظر: الإیضاح ص 308 ، و قد سبق أن هذا القول ضعیف، و إنما الصحیح أن الأربعۀ الأشهر تبدأ من أول النداء، و کان یوم النحر )
. و اللّه تعالی أعلم. و انظر: الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 195
5) إلی هنا ینتهی نص الآیۀ فی بقیۀ النسخ. )
6) النساء؛ ( 90 ) و هی جزء من الآیۀ السالفۀ الذکر. )
200 ، و راجع الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 133 ، و ابن سلامۀ ص 140 ، و الإیضاح ص 231 ، و زاد / 7) انظر: تفسیر الطبري: 5 )
.399 / 315 ، و الجواهر الحسان للثعالبی 1 / 159 ، و البحر المحیط: 3 / المسیر 2
ص: 675
و لیس فی قراءته أَوْ جاؤُکُمْ. ،«1» حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ
و قوله عزّ و جلّ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ، إنما أراد کفار مکۀ و من معهم، یدل علی ذلک قوله عزّ و جلّ أَ لا
أدخل معه بنی کعب ابن -«3» ( لأن النبی صلّی اللّه علیه و سلّم عام الحدیبیۀ- حین قاضی (المشرکون ،«2» تُقاتِلُونَ قَوْماً نَکَثُوا أَیْمانَهُمْ
مع بنی بکر ابن «4» خزاعۀ فی القضیۀ و أدخل المشرکون معهم بنی بکر ابن کنانۀ فی القضیۀ، فنقض المشرکون أیمانهم، و أغاروا
فنصره اللّه عزّ ،« و اللّه لانتصرن لهم » : کنانۀ علی بنی کعب ابن خزاعۀ قبل انقضاء مدة العهد، فغضب النبی صلّی اللّه علیه و سلّم، و قال
رسول اللّه صلّی اللّه «7» و أذهب غیظ قلوبهم، و هم القوم المؤمنون و حلفاء «6» و شفی صدره و بنی خزاعۀ ،«5» و جلّ بفتح مکّۀ
حصرت صدورهم ممن نقض «11» ( لا یعارض ما فی سورة النساء، إلّا أن یکون (الذین «10» هذا فإنه «9» فتأمل فی «8» علیه و سلّم
العهد و نکث الیمین و أعان علی خزاعۀ.
قاتِلُوا الْمُشْرِکِینَ کَافَّۀً کَما «12» و الجرأة علی الناسخ و المنسوخ خطر عظیم، و لا یعارض ما فی سورة النساء أیضا قوله عزّ و جلّ وَ
.«13» یُقاتِلُونَکُمْ کَافَّۀً
/ 552 ، و تفسیر القرطبی: 5 / الآیۀ، قالوا؛ ( 1) انظر: الکشاف للزمخشري 1 «15» «14» السابع و العشرون: قوله عزّ و جلّ سَتَجِدُونَ آخَرِینَ
316 . و هی قراءة شاذة. / 309 ، و أبی حیان: 3
.( 2) التوبۀ ( 13 )
3) هکذا فی الأصل: حین قاضی المشرکون. و فی بقیۀ النسخ: المشرکین و هو الصواب. )
4) فی ظ: و غاروا. )
5) فی ظ: و جعل یفتح مکۀ. )
6) فی بقیۀ النسخ: و شفا صدور بنی خزاعۀ. )
7) فی د: و خلفاء. )
64 ، فما بعدها. / 107 ، و تفسیر القرطبی 8 / 278 ، و الإصابۀ 7 / 8) انظر: البدایۀ و النهایۀ لابن کثیر 4 )
9) ساقطۀ من بقیۀ النسخ. )
10 ) فی د: و أنه. )
11 ) (الذین) ساقط من الأصل. )
12 ) سقطت الواو من الأصل. )
.( 13 ) التوبۀ ( 36 )
14 ) فی ت حرفت إلی (آخرون). )
15 ) النساء ( 91 ) سَتَجِدُونَ آخَرِینَ یُرِیدُونَ أَنْ یَأْمَنُوکُمْ وَ یَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ کُلَّما رُدُّوا إِلَی الْفِتْنَۀِ أُرْکِسُوا فِیها ... الآیۀ. )
صفحۀ 162 من 308
ص: 676
.«1» نسخها آیۀ السیف
.«2» * الثامن و العشرون: قوله عزّ و جلّ إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ
.«4» الآیۀ «3» ذهب قوم إلی أنها منسوخۀ بقوله عزّ و جلّ وَ مَنْ یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِیها
الفرقان ... وَ لا یَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ «6» ( عن ابن عباس- رضی اللّه عنهما- أنه قال:- فی قوله عزّ و جلّ فی (سورة «5» و روي
.«7» إِلَّا بِالْحَقِّ وَ لا یَزْنُونَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ یَلْقَ أَثاماً* یُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ یَوْمَ الْقِیامَۀِ وَ یَخْلُدْ فِیهِ مُهاناً* إِلَّا مَنْ تابَ
اه. «8» إن هذا لأهل الشرك إذا أسلموا، و لا توبۀ للقاتل متعمدا
و روي أن رجلا سأل أبا هریرة و ابن عمر و ابن عباس عن قتل العمد، فکلهم قال:
.!؟«9» هل یستطیع أن یحییه
و الصحیح أن هذا لیس من الناسخ و المنسوخ فی شیء، لأن هذا إخبار من اللّه عزّ و جلّ، و إخبار اللّه عزّ و جلّ صدق لا یدخله نسخ
و آیۀ الفرقان و آیات النساء محکمات. ( 1) قال بذلک ابن حزم ص 34 ، و ابن سلامۀ ص 140 ، و ابن الجوزي فی نواسخ القرآن «10»
. 172 ، و ابن البارزي ص 28 ، و الکرمی ص 93 / ص 187 ، و الفیروزآبادي 1
.(116 ، 2) النساء ( 48 )
.( 3) النساء ( 93 )
215 ، و الناسخ و المنسوخ / 4) انظر: الکلام علی هذه الآیۀ و ما قیل فیها فی الناسخ و المنسوخ لأبی عبید ص 545 ، و جامع البیان 5 )
249 ، و نواسخ - للنحاس ص 133 ، و ابن حزم ص 35 ، و البغدادي ص 203 ، و ابن سلامۀ ص 141 ، و الإیضاح لمکی ص 232
. 332 ، و قلائد المرجان للکرمی ص 94 / 168 ، و الجامع لأحکام القرآن 5 / القرآن لابن الجوزي ص 288 ، و زاد المسیر: 2
5) فی د و ظ: و رواه. و فی ظق: و رووا. )
6) کلمۀ (سورة) سقطت من الأصل. )
.(70 - 7) الفرقان ( 68 )
. 494 ، و الإیضاح ص 241 / 8) انظر: صحیح البخاري مع شرحه فتح الباري کتاب التفسیر، باب یُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ ... 8 )
. 626 و انظر الإیضاح ص 245 / 9) عزاه السیوطی إلی سعید بن منصور و ابن المنذر. الدر المنثور 2 )
10 ) قال مکی: و النسخ فی آیۀ الفرقان لا یحسن لأنه خبر، و الأخبار لا تنسخ بإجماع .. )
. فالآیتان محکمتان اه الإیضاح ص 233
ص: 677
و قد قال اللّه عزّ و جلّ فی سورة النساء: إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ، ثم قال عزّ و جلّ فیها: وَ مَنْ یَقْتُلْ
إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ. :«1» مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِیها، ثم قال بعد ذلک
فإن قیل: إن قلت: إن هذه أخبار، و النسخ لا یدخل الأخبار، فما تقول فی تعارضها؟.
قلت: قوله عزّ و جلّ فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِیها قد روي ابن سیرین عن أبی هریرة أن النبی صلّی اللّه علیه و سلّم قال فی الآیۀ هو جزاؤه
و قال الطبري: جزاء القاتل جهنم حقا، و لکن اللّه یغفر و یتفضّل علی من آمن به و برسوله، فلا یجازیهم بالخلود فیها، «2» إن جازاه
اه و کذلک روي عن «3» فإما أن یغفر فلا یدخلهم، و إما أن یدخلهم ثم یخرجهم بفضل رحمته، و هذا خبر عام و لا یجوز نسخه
.«4» إبراهیم التیمی و مجاهد
و قول رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم: کاف، و إنما أذکر هؤلاء لأن ذکرهم کالشهادة لصحۀ الحدیث.
صفحۀ 163 من 308
فإن قیل: فما تقول فیما تقدم ذکره عن ابن عباس؟
1) فی بقیۀ ) .«5» ( قلت: قد روي عاصم بن أبی النّجود عن ابن جبیر عن ابن عباس- رضی اللّه عنهما- أنه قال: (هو جزاؤه إن جازاه
النسخ: ثم قال بعد ذلک أیضا.
517 ، و راجع الدر المنثور: / 2) لکن رفعه اللّه إلی النبی صلّی اللّه علیه و سلّم لا یصح. انظر: تفسیر ابن کثیر 1 )
.627 /2
. قال مکی: و قد قال من اعتقد هذا: أن اللّه إذا وعد الحسنی و فی و لم یخلف، و إذا وعد بالعذاب جاز أن یعفو اه. الإیضاح ص 233
.،517 / 221 ، و الإیضاح ص 241 ، و راجع تفسیر ابن کثیر: 1 / 3) انظر: تفسیر الطبري 5 )
. 4) انظر: الإیضاح ص 233 )
. 5) أخرجه أبو عبید بنحوه عن عاصم بن أبی النجود عن ابن عباس. الناسخ و المنسوخ ص 556 ، و انظر: الإیضاح ص 233 )
قال البغدادي: قال ابن عباس: هذه الآیۀ محکمۀ، و معناها أن ذلک جزاؤه إن جازاه، و لکنه لا یجازي بالخلود فی النار إلا الکافرین
لقوله تعالی وَ هَلْ نُجازِي إِلَّا الْکَفُورَ الآیۀ 17 من سورة سبأ.
و قال غیره: إن الآیۀ منسوخۀ بقوله إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ* اه الناسخ و المنسوخ ص 203 . و قال
القرطبی: نص علی هذا أبو مجلز لاحق بن حمید و أبو صالح و غیرهما اه.
ص: 678
،«1» و روي علی بن أبی طلحۀ عن ابن عباس فی قوله عزّ و جلّ وَ مَنْ یَعْمَلْ سُوءاً أَوْ یَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ یَسْتَغْفِرِ اللَّهَ یَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِیماً
و قال: فلو کانت ذنوبه أعظم من السموات و الأرض و الجبال لجاز أن یغفرها اللّه تعالی.
و من زعم أن ید اللّه تعالی ،«3» و من زعم أن اللّه فقیر «2» قال ابن عباس: و قد دعا اللّه عزّ و جلّ إلی مغفرته من قال عُزَیْرٌ ابْنُ اللَّهِ
.«7» عزّ و جلّ أَ فَلا یَتُوبُونَ إِلَی اللَّهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَهُ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ «6» فقال «5» ( و من زعم أنه عزّ و جلّ (ثالث ثلاثۀ ،«4» مغلولۀ
و ما عَلِمْتُ لَکُمْ مِنْ إِلهٍ ،«8» قال ابن عباس: و قد دعا اللّه عزّ و جلّ إلی التوبۀ من هو أعظم جرما من هؤلاء من قال: أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلی
.«9» غَیْرِي
قال: و من أیأس العباد من التوبۀ، فقد جحد کتاب اللّه تعالی، و من تاب إلی اللّه تاب اللّه علیه.
أي نصوا علی أن ذلک جزاؤه إن جازاه و .«10» قال: و کما لا ینفع مع الشرك إحسان، کذلک نرجو أن یغفر اللّه ذنوب الموحدین
. 217 ، و نواسخ القرآن لابن الجوزي ص 295 / هو مستحق لذلک لعظیم ذنبه. و راجع تفسیر الطبري 5
.( 1) النساء ( 110 )
2) التوبۀ ( 30 ) وَ قالَتِ الْیَهُودُ عُزَیْرٌ ابْنُ اللَّهِ ... الآیۀ. )
3) أي فی قوله تعالی لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِینَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِیرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِیاءُ الآیۀ 181 آل عمران. )
4) أي فی قوله تعالی: وَ قالَتِ الْیَهُودُ یَدُ اللَّهِ مَغْلُولَۀٌ غُلَّتْ أَیْدِیهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا ... الآیۀ 64 المائدة. )
5) أي قوله تعالی حکایۀ عن النصاري لَقَدْ کَفَرَ الَّذِینَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَۀٍ ... الآیۀ 73 من سورة المائدة. )
6) فی د: فقال اللّه عزّ و جلّ. )
.( 7) المائدة ( 74 )
.( 8) النازعات ( 24 )
9) القصص ( 38 ) و کلا الآیتین تحکی قول فرعون. )
. 10 ) حکی هذه الأقوال مکی بن أبی طالب عن ابن عباس. انظر الإیضاح ص 243 )
صفحۀ 164 من 308
قال ابن کثیر: و الذي علیه الجمهور من سلف الأمۀ و خلفها أن القاتل له توبۀ فیما بینه و بین اللّه عزّ و جلّ، فإن تاب و أناب و خشع و
خضع و عمل عملا صالحا، بدل اللّه سیئاته حسنات و عوض
ص: 679
لا إله إلّا اللّه فی کفۀ، و وضعت السموات و الأرض و ما :«1» لو وضعت قول » قال ابن عباس:- مع قول النبی صلّی اللّه علیه و سلّم
.«4» « لا إله إلّا اللّه :«3» و ما فیهن فی کفۀ لرجحت قول «2» بینهن
إذ أجمع المسلمون علی صحۀ توبۀ قاتل العمد، و کیف لا تصح توبته و -«5» و هذا هو الصحیح عن ابن عباس- إن شاء اللّه تعالی
.؟«6» تصح توبۀ الکافر و توبۀ من ارتد عن الإسلام، ثم قتل المؤمنین متعمدا ثم رجع إلی الإسلام
قال عبد اللّه بن عمر- رضی اللّه عنه-: (کنا معشر أصحاب رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم لا نشک فی قاتل المؤمن و آکل مال
الیتیم و شاهد الزور و قاطع الرحم- یعنی لا نشک فی الشهادة لهم بالنار- حتی نزلت إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ
اه. «7» ( ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ*، فأمسکنا عن الشهادة لهم
القتل و الزجر، أو یکون ذلک قبل أن «9» ( أن تحییه؟ قلت: ذلک علی وجه تعظیم (أمر «8» فإن قیل: فما تقول فی قولهم: هل تستطیع
تنزل إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ* المقتول من ظلامته و أرضاه، قال اللّه تعالی وَ الَّذِینَ لا یَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إلی قوله إِلَّا مَنْ
تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً الآیۀ. و هذا خبر لا یجوز نسخه، و حمله علی المشرکین، و حمل هذه الآیۀ علی المؤمنین خلاف
.537 / الظاهر، و یحتاج حمله إلی دلیل، و اللّه أعلم .. انظر بقیۀ کلامه فی تفسیره: 1
.496 -495 / و راجع فتح الباري: 8
1) (قول) لیست فی بقیۀ النسخ. )
2) (و ما بینهن) لیست فی د و ظ. )
3) (قول) لیست فی بقیۀ النسخ. )
. 4) انظر: الإیضاح ص 244 )
53 و أخرجه الحاکم بلفظ أطول، و قال صحیح علی شرط مسلم، و / و الحدیث فی کنز العمال معزوا إلی أبی یعلی عن أبی سعید 1
.6 / وافقه الذهبی. المستدرك: 1
5) قال القرطبی: و هذا مذهب أهل السنۀ و هو الصحیح، و أن هذه الآیۀ- أي وَ مَنْ یَقْتُلْ .. مخصوصۀ و دلیل التخصیص آیات و )
.333 / أخبار .. اه الجامع لأحکام القرآن 5
. 6) انظر: الإیضاح ص 241 )
126 ، و زاد السیوطی نسبته إلی ابن أبی حاتم. / 7) أخرجه ابن جریر. جامع البیان: 5 )
. 556 ، و راجع الإیضاح ص 244 / انظر: الدر المنثور: 2
8) فی ظق: هل یستطیع. )
9) سقط من الأصل لفظ (أمر). )
ص: 680
الفرقان: «1» وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ* علی قول ابن عمر، و من زعم أن القاتل عمدا لا توبۀ له: جعل الغفران لما دون الشرك، و آیۀ
و قد قدمت أن النسخ لا یدخل الأخبار، ،«2» منسوخا. قالوا: و نزلت آیۀ الفرقان- فیما روي زید بن ثابت- قبل آیۀ النساء بستۀ أشهر
.«3» فلا نسخ فی جمیع هذه الآیات، و کلها محکمۀ
ضَ رَبْتُمْ فِی الْأَرْضِ فَلَیْسَ عَلَیْکُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُ رُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ یَفْتِنَکُمُ الَّذِینَ «4» التاسع و العشرون: قوله عزّ و جلّ وَ إِذا
صفحۀ 165 من 308
زعم قوم أنها منسوخۀ بما جاءت به السّنۀ من جواز قصر الصلاة فی السفر من غیر تقیید بالخوف، و هذا غیر صحیح، و ،«5» کَفَرُوا
.«6» صلاة الخوف باقیۀ لم تنسخ، و القصر فی السفر غیر صلاة الخوف
فما أدري «8» ... زعموا أنه منسوخ بقوله عزّ و جلّ إِلَّا الَّذِینَ تابُوا «7» الثلاثون: قوله عزّ و جلّ إِنَّ الْمُنافِقِینَ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
أي الأمرین أعجب، إدخال ( 1) فی ظق: فی آیۀ الفرقان.
.625 / 332 و الإیضاح ص 232 ، و الدر 2 / 220 و القرطبی: 5 / 2) انظر: الناسخ و المنسوخ لأبی عبید ص 549 ، و تفسیر الطبري: 5 )
334 ، و الإیضاح ص 236 . و قد رجح ابن الجوزي القول بالأحکام و قال: إنه لا وجه للقول / 3) انظر: الجامع لأحکام القرآن 5 )
. بالنسخ بحال. نواسخ القرآن 294
4) سقطت الواو من د و ظ. )
.( 5) النساء ( 101 )
.363 / 6) انظر: الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 139 ، و الإیضاح ص 250 ، و تفسیر القرطبی 5 )
و قد کثر کلام المفسرین فی المراد بالقصر فی هذه الآیۀ، و أنا أکتفی بما ذکره الإمام الطبري و نقله عنه النحاس و القرطبی، و هو
الذي اطمأنت إلیه نفسی، حیث قال: و أولی هذه الأقوال التی ذکرناها بتأویل الآیۀ، قول من قال: عنی اللّه بالقصر فیها القصر من
حدودها و ذلک ترك إتمام رکوعها و سجودها و إباحۀ أدائها کیف أمکن أداؤها مستقبل القبلۀ فیها و مستدبرها و راکبا و ماشیا، و
ذلک فی حال الشبکۀ و المسایفۀ و التحام الحرب و تزاحف الصفوف، و هی الحالۀ التی قال اللّه تبارك و تعالی فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ
رُکْباناً آیۀ 239 ، من سورة البقرة، و أذن بالصلاة المکتوبۀ فیها راکبا إیماء بالرکوع و السجود علی نحو ما روي عن ابن عباس من
تأویل ذلک. و إنما قلنا ذلک أولی التأویلات بهذه الآیۀ- و ذکرها- لدلالۀ قول اللّه تعالی فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِیمُوا الصَّلاةَ، علی أن ذلک
کذلک لأن إقامتها إتمام حدودها من الرکوع و السجود و سائر فروضها دون الزیادة فی عددها التی لم تکن واجبۀ فی حال الخوف اه
.249 / جامع البیان: 5
.( 7) النساء ( 145 )
.( 8) النساء ( 146 )
ص: 681
النسخ فی الأخبار أو جعل الاستثناء نسخا؟ فهذه ثلاثون موضعا لا تري فیها ناسخا و منسوخا متیقنا. و قد ذکر دعوي النسخ فی هذه
الآیۀ ابن حزم الأنصاري فی الناسخ و المنسوخ ص 35 ، و ابن سلامۀ ص 145 ، و ابن البارزي ص 29 ، و الفیروزآبادي فی بصائر ذوي
.173 / التمییز: 1
و سبق مرارا أن الاستثناء لیس بنسخ، و منها هذا الموضع، الذي تعجب المصنف من القول بالنسخ فیه، و مما زاد تعجبه- رحمه اللّه-
أن هذه أخبار، و الأخبار لا تدخل فی النسخ.
. و راجع نواسخ القرآن لابن الجوزي ص 296
ص: 682
سورة المائدة
.«2» عند أکثر العلماء، و قال آخرون: براءة بعدها « براءة » من آخر ما نزل من القرآن، و هی فی الإنزال بعد «1» و هی
و قال آخرون: فیها من المنسوخ عشرة مواضع: ،«5» منسوخ، لأنها متأخرة النزول «4» ( المائدة لیس (فیها «3» و ذهب جماعۀ إلی أن
1) کلمۀ (و هی) لیست فی د. ) «6» الأول: قوله عزّ و جلّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ
صفحۀ 166 من 308
. 2) انظر: الإیضاح ص 259 ، و نص ابن سلامۀ علی أن (براءة) آخر ما نزل. الناسخ و المنسوخ ص 182 )
و قد سبق أثناء الکلام عن (نثر الدرر فی ذکر الآیات و السور) من هذا الکتاب الخلاف فی هذا فانظره.
3) کلمۀ (أن) سقطت من د. )
4) (فیها) سقطت من الأصل. و لعلها أضیفت فی الحاشیۀ إلا أنها لم تظهر. )
333 . و النحاس عن أبی میسرة. الناسخ و المنسوخ - 5) أخرجه أبو عبید عن الحسن و أبی میسرة. انظر الناسخ و المنسوخ ص 332 )
. ص 141 و ابن الجوزي عن الحسن و الشعبی. انظر نواسخ القرآن ص 297
.4 / و عزاه السیوطی إلی عبد بن حمید و أبی داود و ابن المنذر عن الحسن کذلک. الدر المنثور 3
.420 / قال أبو حیان: و قول الحسن و أبی میسرة لیس فیها منسوخ قول مرجوح. اه البحر المحیط 3
6) وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ هذا الجزء من الآیۀ سقط من د و ظ. )
ص: 683
.«1» وَ لَا الْهَدْيَ وَ لَا الْقَلائِدَ وَ لَا آمِّینَ الْبَیْتَ الْحَرامَ یَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَ رِضْواناً
.«2» قال الشعبی و غیره: لم ینسخ من المائدة غیر هذه الخمسۀ، نسخها الأمر بقتال المشرکین
.«3» و قال ابن زید: هذا کله منسوخ بالأمر بقتالهم کافۀ
.«4» و قال ابن عباس و قتادة: وَ لَا آمِّینَ الْبَیْتَ الْحَرامَ یعنی: منع المشرکین من الحج، ثم نسخ ذلک بالقتل
.«5» و الشعائر: جمع شعیرة، و شعیرة: بمعنی مشعرة أي معلمۀ
و اختلف فیها فقیل: حدوده التی جعلها أعلاما لطاعته فی الحج.
نهاهم أن یحلوا ما منع المحرّم من إصابته. ( 1) الآیۀ الثانیۀ من سورة المائدة. .«6» قال ابن عباس: هی مناسک الحج
60 ، و النحاس ص 142 ، و انظر: / 2) أخرجه أبو عبید عن الشعبی. انظر: الناسخ و المنسوخ ص 332 ، و الطبري فی جامع البیان 6 )
. الإیضاح ص 257
.4 / و عزاه السیوطی إلی عبد بن حمید و أبی داود فی ناسخه و ابن المنذر عن الشعبی. الدر المنثور 3
.60 / 3) انظر: جامع البیان: 6 )
. 60 ، و الإیضاح ص 256 / 4) الناسخ و المنسوخ لقتادة ص 40 ، و النحاس ص 143 ، و تفسیر الطبري 6 )
قال الطبري:- عند تفسیر هذه الآیۀ- ثم اختلف أهل العلم فیما نسخ من هذه الآیۀ بعد إجماعهم علی أن منها منسوخا، فقال بعضهم:
نسخ جمیعها ... و قال آخرون: الذي نسخ من هذه الآیۀ قوله وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَ لَا الْهَدْيَ وَ لَا الْقَلائِدَ وَ لَا آمِّینَ الْبَیْتَ الْحَرامَ .. و قال
آخرون: لم ینسخ من ذلک شیء إلا القلائد التی کانت فی الجاهلیۀ یتقلدونها من لحا الشجر ... إلی أن قال: و أولی الأقوال فی ذلک
بالصحۀ قول من قال: نسخ اللّه من هذه الآیۀ قوله وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَ لَا الْهَدْيَ وَ لَا الْقَلائِدَ وَ لَا آمِّینَ الْبَیْتَ الْحَرامَ لإجماع الجمیع علی
أن اللّه قد أحل قتال أهل الشرك فی الأشهر الحرم و غیرها من شهور السنۀ کلها، و کذلک أجمعوا علی أن المشرك لو قلد عنقه أو
-59 / ذراعیه لحاء جمیع الحرم!! لم یکن ذلک له أمانا من القتل إذا لم یکن تقدم له عقد ذمۀ من المسلمین أو أمان اه جامع البیان 6
.5 / 61 ، و راجع تفسیر الخازن 2
128 ، و القرطبی: / 5) انظر: الناسخ و المنسوخ للبغدادي ص 208 ، و تفسیر الفخر الرازي 11 )
419 قال القرطبی: قال ابن فارس: و یقال للواحدة شعارة، و هو أحسن و الشعیرة: البدنۀ تهدي و أشعارها أن / 37 ، و أبی حیان 3 /6
یجز سنامها حتی یسیل منه الدم، فیعلم أنها هدي اه المصدر السابق.
. 54 ، و ذکره مکی فی الإیضاح ص 257 / 6) أخرجه ابن جریر فی جامع البیان: 6 )
صفحۀ 167 من 308
ص: 684
زید بن أسلم: هی ست: «1» قال
-1 الصفا و المروة. 2- و البدن. 3- و الجمار.
-4 و المشعر الحرام. 5- و عرفۀ. 6- و الرکن.
قال: و المحرّمات خمس:
-1 البلد الحرام. 2- و الکعبۀ البیت الحرام. 3- و الشهر الحرام.
.«2» -4 و المسجد الحرام. 5- و المحرم حتی یحل
الکلبی: کانت عامۀ العرب لا یعدون الصفا و المروة من الشعائر، و لا یقفون- إذا حجوا- علیهما، و کانت الخمس، لا یعدون «3» قال
.«5» بها فی الحج، فنهی اللّه المؤمنین عن ذلک «4» عرفات من الشعائر، و لا یقفون
.«7» و قیل: هی العلامات بین الحل و الحرم، نهوا أن یجازوها غیر محرمین .«6» و قال السدي: شعائر اللّه: حرمه
و قال عطاء: شعائر اللّه: حرماته، نهاهم عن ارتکاب سخطه و أمرهم باتباع طاعته.
و ذکره البغوي عن ابن .«10» فی سنامها فیعلم أنها هدي «9» و تقلّد و تطعن ،«8» و قیل: الشعائر: الهدایا، و قیل: الإشعار: أن تجلل
4. قال مکی: فمعنی الآیۀ: لا ترتکبوا ما نهیتکم عنه من صد و غیره، و هذا کله لا یجوز نسخه / عباس و مجاهد. انظر: معالم التنزیل 2
اه.
1) فی بقیۀ النسخ: و قال. )
.419 / 2) انظر: البحر المحیط: 3 )
3) فی بقیۀ النسخ: و قال. )
4) من قوله: و لا یقفون إذا حجوا إلی هنا ساقط من ظ. بانتقال النظر. )
.419 / 5) انظر البحر المحیط: 3 )
6) أخرجه الطبري عن السدي، قال: إن الذین قالوا بهذا القول وجهوا معنی قوله شَعائِرِ اللَّهِ أي معالم حرم اللّه من البلاد. )
.54 / جامع البیان: 6
.419 / 7) انظر: البحر المحیط: 3 )
119 (جلل). / 8) أي تغطی لصیانتها. راجع اللسان: 11 )
9) فی د و ظ: کلها بالیاء التحتانیۀ المثناة. )
10 ) قال الإمام الطبري:- بعد أن ذکر الأقوال التی قیلت فی معنی الشعائر- و أولی التأویلات بقوله )
ص: 685
کانت مضر تحرّم فیه القتال، فأمروا بأن یحرّموه و لا یقاتلوا فیه عدوهم. ،«1» و الشهر الحرام: قیل: هو ذو القعدة، و قیل: هو رجب
و قیل: کانوا یحلونه مرة و یحرّمونه أخري، فنهوا عن إحلاله.
و الهدي: ما أهداه المسلمون إلی البیت من بعیر أو بقرة أو شاة، حرّم اللّه عزّ و جلّ أن یمنع أن یبلغ محله.
نهی عن الهدي غیر المقلّد و عن المقلّد. ،«2» و القلائد: قیل: هی الهدایا المقلدات
و قیل: هی ما کان المشرکون یتقلّدون به، کان أحدهم إذا خرج من بیته یرید الحج تقلّد من السّمر فلا یعرض له أحد، و إذا انصرف
تقلّد من الشعر قلادة فلا یعرض له أیضا.
و قیل: إنّما نهی اللّه عزّ و جلّ أن ینزع شجر الحرم، فیتقلّد به علی عادة الجاهلیۀ.
صفحۀ 168 من 308
و قیل: کان الرجل إذا خرج من أهله حاجا أو معتمرا و لیس معه هدي، جعل فی عنقه قلادة من شعر أو وبر، فأمن بها إلی مکّۀ، و إذا
.«3» قفل من مکۀ: علّق فی عنقه من لحاء شجر مکۀ، فیأمن بها حتی یصل إلی أهله
و قوله عزّ و جلّ وَ لَا آمِّینَ الْبَیْتَ الْحَرامَ قیل: نهوا أن یعرضوا لمن أمّ البیت الحرام من المشرکین. لا تُحِلُّوا شَ عائِرَ اللَّهِ: قول عطاء ...
فکان معنی الکلام: لا تستحلوا أیها المؤمنون معالم اللّه، فیدخل فی ذلک معالم اللّه کلها فی مناسک الحج من تحریم ما حرم اللّه
إصابته فیها علی المحرم و تضییع ما نهی عن تضییعه فیها، و فیما حرم من استحلال حرمات حرمه، و غیر ذلک من حدوده و فرائضه و
حلاله و حرامه، لأن کل ذلک من معالمه و شعائره التی جعلها أمارات بین الحق و الباطل، یعلم بها حلاله و حرامه و أمره و نهیه ... اه.
.128 / 272 ، و تفسیر الفخر الرازي: 11 / 55 . و راجع زاد المسیر: 2 / جامع البیان: 6
. 55 ، و الإیضاح ص 258 / 1) انظر: تفسیر القرطبی: 6 )
قال الفخر الرازي: و أعلم أن الشهر الحرام هو الشهر الذي کانت العرب تعظم القتال فیه إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً ... الآیۀ
فقیل: هی ذو القعدة، و ذو الحجۀ، و المحرم، و رجب، فقوله وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ یجوز أن یکون إشارة إلی جمیع هذه الأشهر کما یطلق
.128 / اسم الواحد علی الجنس، و یجوز أن یکون المراد هو رجب لأنه أکمل الأشهر الأربعۀ فی هذه الصفۀ اه. مفاتیح الغیب 11
2) فی بقیۀ النسخ: المتقلدات. )
. 39 ، و راجع الناسخ و المنسوخ للبغدادي ص 208 / 57 ، و القرطبی 6 ،56 / 3) انظر: تفسیر الطبري: 6 )
ص: 686
.«1» و اختلف فی سبب نزولها:- فقیل نزلت فی الحطم البکري
قال ابن جریج: قدم علی النبی صلّی اللّه علیه و سلّم، فقال: إنی داعیۀ قومی و سیدهم، فأعرض علیّ أمرك، فقال النبی صلّی اللّه علیه
.« أدعوك إلی اللّه، أن تعبده لا تشرك به شیئا، و أن تقیم الصلاة و تؤتی الزکاة و تصوم رمضان و تحج البیت » : و سلّم
لهم ما ذکرت، فإن قبلوا قبلت معهم، و إن أدبروا کنت معهم، فقال النبی «2» فقال الحطم: فی أمرك غلظه، أرجع إلی قومی، فأذکر
لقد دخل بوجه کافر و خرج بعقبی غادر، و ما الرجل » : فلما خرج، قال النبی صلّی اللّه علیه و سلّم ،« ارجع » : صلّی اللّه علیه و سلّم
خرج إلی الحج بتجارة عظیمۀ فأراد «6» ( فلم یدرك، ثم (أنه «5» ( فانطلق به (و طلب ،«4» المسلمین «3» فمرّ علی سرح ،« بمسلم
له و یأخذوا ما معه، فأنزل اللّه عزّ و جلّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَ عائِرَ «7» أصحاب رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم أن یعرضوا
لما استاق السرح قال: «9» الآیۀ «8» اللَّهِ
قد لفها اللیل بسوّاق حطم لیس براعی إبل و لا غنم
و لا بجزار علی ظهر وضم باتوا نیاما و ابن هند لم ینم
بات یقاسیها غلام کالزّلم خدلّج الساقین خفاق القدم
. 1) قال ابن سلامۀ: و اسمه شریح بن ضبیعۀ بن شرحبیل البکري ص 147 ) «10»
2) فی ظق: و أذکر. )
478 (سرح). / 3) و السرح: المال یسام فی المرعی من الأنعام. اللسان 2 )
4) فی د: للمسلمین. )
5) (و طلب) ساقط من الأصل. )
6) (أنه) ساقطۀ من الأصل. )
7) فی د: أن یتعرضوا. )
8) أخرج نحوه ابن جریر بسنده عن ابن جریج عن عکرمۀ، و بسنده عن أسباط عن عکرمۀ، و ذکره عن ابن جریج دون إسناد. انظر: )
صفحۀ 169 من 308
419 ، و الإیضاح لمکی / 270 و البحر المحیط 3 / 59 . و انظر: أسباب النزول للواحدي ص 107 ، و زاد المسیر: 2 ،58 / جامع البیان: 6
. ص 258 ، و الناسخ و المنسوخ للبغدادي ص 207
9) سقطت الواو من الأصل. )
43 ، و فی / 271 ، و تفسیر القرطبی 6 / 58 ، مع خلاف یسیر فی بعض ألفاظها و فی زاد المسیر: 2 / 10 ) الأبیات فی تفسیر الطبري: 6 )
139 ، (حطم)، و المراد بالحطم: العنیف برعایۀ الإبل فی السّوق و الإیراد و الإصدار، قلیل الرحمۀ بالماشیۀ فلا یمکنها ،138 / اللسان 12
من المراتع الخصیبۀ و یقبضها و لا یدعها تنتشر فی المرعی.
اللسان نفس الجزء و الصفحۀ.
ص: 687
و قال و قال ابن زید: جاء ناس من المشرکین یوم الفتح .«1» و هذا القول یبطله قوله اللّه عزّ و جلّ یَبْتَغُونَ فَضْ لًا مِنْ رَبِّهِمْ وَ رِضْواناً
.«2» یقصدون البیت، فقال المسلمون: نغیر علیهم، فقال اللّه عزّ و جلّ فی ذلک: وَ لَا آمِّینَ الْبَیْتَ الْحَرامَ
.«3» ( و قال قتادة: نسخ من (المائدة) وَ لَا آمِّینَ الْبَیْتَ الْحَرامَ نسخها آیۀ القتل فی (براءة
براءة ناسخۀ لها. «5» بعد براءة عند أکثر العلماء، و هذا مانع أن یکون «4» ( و قد تقدّم أنها (نزلت
و من قال: لیس فیها منسوخ، قال: أما الشعائر: فحدود اللّه عزّ و جلّ، و أما الشهر الحرام: فذو القعدة، لا یحلّه المحرم فیتعدي فیه إلی ما
أمر باجتنابه. و الوضم: کل شیء یوضع علیه اللحم من خشب و غیره یوقی به من الأرض.
640 (وضم). / اللسان: 12
و الزّلم:- بضم الزاي و فتحها- القدح الذي لا ریش علیه، و الجمع: أزلام و هی السهام التی کان أهل الجاهلیۀ یستقسمون بها.
270 (زلم). / اللسان 12
249 (خدلج) و رجل خفاق القدم: إذا کان صدر قدمیه عریضا. / و خدلج الساقین: عظیمهما؛. اللسان: 2
82 (خفق). / و قیل: معناه: أنه خفیف علی الأرض لیس بثقیل و لا بطیء. اللسان 10
و یقصد أن الإبل قد جمعها اللیل علی سائق عنیف قوي عدیم الرفق بها لأنها حصلت له دون جهد و تعب، فإن سلمت فبها و نعمت، و
إن تلفت فلم یخسر شیئا .. إلی آخر ما قاله.
1) قال الفخر الرازي: أن اللّه تعالی أمرنا فی هذه الآیۀ أن لا نخیف من یقصد بیته من المسلمین، و حرم علینا أخذ الهدي من )
المهدین إذا کانوا مسلمین، و الدلیل علیه أول الآیۀ و آخرها، أما أول الآیۀ فهو قوله لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ، و شعائر اللّه: إنما تلیق بنسک
المسلمین و طاعتهم لا بنسک الکفار، و أما آخر الآیۀ فهو قوله یَبْتَغُونَ فَضْ لًا مِنْ رَبِّهِمْ وَ رِضْواناً، و هذا إنما یلیق بالمسلم لا بالکافر اه
.130 / من تفسیره: 11
. و علی هذا فالآیۀ محکمۀ. و راجع الإیضاح ص 259
. 42 ، و الإیضاح ص 255 / 59 ، و انظر تفسیر القرطبی: 6 / 2) أخرجه الطبري عن ابن زید. جامع البیان: 6 )
.8 / 419 ، و الدر المنثور: 3 / 3) انظر الناسخ و المنسوخ لقتادة ص 41 ، و البحر المحیط 3 )
4) (نزلت) ساقطۀ من الأصل. )
5) هکذا فی الأصل: و هذا مانع أن یکون براءة .. الخ. و فی بقیۀ النسخ: و هذا مانع من أن تکون براءة الخ. و هی الصواب. )
ص: 688
أي: و ،«1» و أما الهدي: فظاهر، و أما القلائد: فالنهی عن نزع شجر الحرم لیتقلّد به، و عن الهدي المقلّد، و التقدیر علی حذف مضاف
من اللّه، فنهی المسلمون عنهم «4» لا یبتغون فضلا ،«3» ( وَ لَا آمِّینَ الْبَیْتَ الْحَرامَ، قیل: أنها للمسلمین (لأن المشرکون ،«2» لا ذا القلائد
صفحۀ 170 من 308
،«7» علی الالتفات «6» ( فیجوز أن یکون (آمین) حالا من المخاطبین، أي لا تحلو شعائر اللّه آمین (یبتغون فضلا ،«5» لأجل ذلک
.«8» کقوله عزّ و جلّ وَ لَوْ أَنَّهُمْ، إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
.«10» قوله عزّ و جلّ وَ لا یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوکُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا :«9» الثانی
الجاهلیۀ «11» ( قال ابن زید: (نسخ بالأمر بالقتل و الجهاد). و الأکثر علی أنها محکمۀ، و إنّما نزلت ناهیۀ عن المطالبۀ ب (ذحول
.40 / لصدهم إیاهم عام الحدیبیۀ و قد (لعن النبی صلّی اللّه علیه و سلّم ( 1) انظر: تفسیر القرطبی: 6
2) فی د و ظ: و لا ذو القلائد. )
3) هکذا فی الأصل: لأن المشرکون!. و هو خطأ نحوي واضح. و فی بقیۀ النسخ: لأنّ المشرکین. )
و هی الصواب.
4) فی بقیۀ النسخ: لا یبتغون رضوان اللّه. )
. 5) انظر کلام الفخر الرازي المتقدم قریبا ص 687 )
6) سقط هذا الکلام من الأصل: الْبَیْتَ الْحَرامَ، أي لا تحلوها قاعدین عن الحج، و لا آمین البیت الحرام، و قوله: یَبْتَغُونَ فَضْلًا اه. )
7) و هو الرجوع عن أسلوب من أسالیب الکلام إلی غیره، و من فوائده: تطریۀ سمع السامع و إیقاظه للإصغاء، فإن اختلاف الأسالیب )
. أجدر بذلک من الأسلوب الواحد اه من کتاب الإکسیر فی علم التفسیر للطوفی البغدادي ص 140
.( 8) النساء ( 64 )
.538 / و انظر: الکشاف للزمخشري: 1
9) أي الموضع الثانی من المواضع التی قیل فیها إنها منسوخۀ. )
.( 10 ) المائدة ( 2 )
11 ) غیر واضحۀ فی النسخ و بالرجوع إلی کتب الناسخ و المنسوخ و غیرها فی الموضوع تبینت الکلمۀ. )
و الذحول: جمع (ذحل) بفتح الذال و سکون الحاء- و هو الثأر، یقال: طلب بذحله، أي بثأره.
.390 / 256 ، و القاموس المحیط؛: 3 / اللسان: 11
ص: 689
.«2» و هذا أولی و أحسن عند الأکثر «1» ( من قتل بذحل فی الجاهلیۀ
قال قوم: «3» الثالث: قوله عزّ و جلّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاةِ
منسوخۀ، لأنها تقتضی إیجاب الوضوء علی من قام إلی الصلاة، و إن لم یک محدثا. «4» أنها
.«5» قال عکرمۀ و ابن سیرین بإیجاب ذلک علی کل قائم إلی الصلاة و إن لم یکن محدثا
محکمۀ عند «7» و الآیۀ ،«6» و إنما معنی الآیۀ: إذا قمتم إلی الصلاة محدثین. یدل علی ذلک قوله عزّ و جلّ: وَ إِنْ کُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا
.«9» ما ذکرته «8» العلماء، و معناها
.«11» امْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ وَ أَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ «10» الرابع: قوله عزّ و جلّ: وَ
قال: قوم هو منسوخ بوجوب غسل الرجلین.
.32 /4 ،187 / و الصحیح ( 1) انظر مسند الإمام أحمد: 2 «12» قال الشعبی: نزل القرآن/ بمسح الرجلین، و جاءت السّنۀ بالغسل
2) انظر الإیضاح ص 260 ، و راجع الناسخ و المنسوخ للنحاس ص: 144 . و نواسخ القرآن ص 302 ، و قد روي الطبري النسخ عن ابن )
زید، و الأحکام عن مجاهد، قال: و أولی القولین فی ذلک بالصواب قول مجاهد إنه غیر منسوخ، لاحتماله أن تعتدوا الحق فیما
.66 / أمرتکم به، و إذا احتمل ذلک لم یجز أن یقال: هو منسوخ إلا بحجۀ یجب التسلیم لها اه جامع البیان: 6
صفحۀ 171 من 308
.( 3) المائدة: ( 6 )
4) فی بقیۀ النسخ: هی. )
5) من قوله: قال عکرمۀ و ابن سیرین إلی هنا ساقط من ظ، و یظهر أن الناسخ أضاف ذلک فی الحاشیۀ لکن لم یظهر. )
6) جزء من الآیۀ السادسۀ السالفۀ الذکر. )
7) فی بقیۀ النسخ: فالآیۀ محکمۀ. )
8) فی ظ: و معناها علی ما ذکرته. )
، 265 ، و نواسخ القرآن ص: 306 ، 114 ، و الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 147 ، و الإیضاح ص 264 -110 / 9) انظر: تفسیر الطبري: 6 )
82 ، و زاد المسیر: -80 / و تفسیر القرطبی: 6
.299 ،298 /2
10 ) فی بقیۀ النسخ (فامسحوا) و هی خطأ. )
11 ) جزء من الآیۀ السادسۀ السالفۀ الذکر. )
.29 / 12 ) أخرجه النحاس عن الشعبی ص 149 ، و عبد بن حمید عن الأعمش کما فی الدر المنثور: 3 )
و ذکره ابن العربی و القرطبی عن أنس.
.92 / 577 ، و الجامع لأحکام القرآن: 6 / انظر: أحکام القرآن: 2
ص: 690
.«1» أنها محکمۀ. قال أبو زید: المسح: خفیف الغسل، و أرید ترك الإسراف، لأن غسل الرجلین: مظنۀ ذلک
.«4» المسح هاهنا: الضرب کذلک المسح هاهنا: الغسل :«3» فی قوله عزّ و جلّ: فَطَفِقَ مَسْحاً «2» و قال أبو عبید
.«5» و قیل: المسح: التطهیر، یقال: تمسحت للصلاة، کما یقال: تطهرت لها
و الصحیح أنها محکمۀ. «6» و قیل: قراءة الخفض معناها: مسح الخفین و قراءة النصب لغسل الرجلین
.«8» «7» الخامس: قوله عزّ و جلّ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اصْفَحْ
قال قتادة: نسخها قوله عزّ و جلّ قاتِلُوا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ ( 1) سعید بن أوس بن ثابت الأنصاري أبو زید، أحد أئمۀ
77 ، و / 215 ه)، تاریخ بغداد: 9 - الأدب و اللغۀ من أهل البصرة، و وفاته بها، کان یري رأي القدریۀ، و هو من ثقات اللغویین ( 119
.92 / 291 ، و الإعلام: 3 / التقریب: 1
2) قال القرطبی: قال ابن عطیۀ: و ذهب قوم ممن یقرأ بالکسر إلی أن المسح فی الرجلین هو الغسل، ثم قال القرطبی: و هو الصحیح )
فإن لفظ المسح مشترك یطلق بمعنی المسح و یطلق بمعنی الغسل، قال الهروي:- و ساق السند إلی أبی زید الأنصاري أنه قال: المسح
فی کلام العرب یکون غسلا و یکون مسحا، و منه یقال للرجل إذا توضأ فغسل أعضاءه: تمسح، و یقال: مسح اللّه ما بک إذا غسلک و
طهرك من الذنوب، فإذا ثبت بالنقل عن العرب أن المسح یکون بمعنی الغسل فترجح قول من قال:
أن المراد بقراءة الخفض: الغسل، و بقراءة النصب التی لا احتمال فیها، و بکثرة الأحادیث الثابتۀ بالغسل، و التوعد علی من ترك غسلها
فی أخبار صحاح لا تحصی کثرة، أخرجها الأئمۀ ... اه.
.577 / 92 و راجع الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 148 . و الإیضاح ص 266 ، و أحکام القرآن لابن العربی: 2 / انظر: تفسیره؛ 6
183 . و هو کذلک فی / 3) هکذا فی النسخ، و لعل الصواب: أبو عبیدة معمر بن المثنی. و انظر: کلام أبی عبیدة فی مجاز القرآن 1 )
الإیضاح و زاد المسیر.
4) سورة ص ( 33 ) فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْناقِ. )
صفحۀ 172 من 308
.302 / 406 و زاد المسیر: 2 / 5) انظر الإیضاح ص 268 و الکشف عن وجوه القراءات السبع: 1 )
593 (مسح). / 6) انظر: اللسان: 2 )
254 و قد ذکر هذا / 406 ، و النشر: 2 / 7) قرأ نافع و ابن عامر و الکسائی و حفص بالنصب، و قرأ الباقون بالخفض انظر: الکشف 1 )
.578 / المعنی الذي أشار إلیه السخاوي علی هاتین القراءتین: ابن العربی فی أحکام القرآن: 2
8) المائدة 13 ... وَ لا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلی خائِنَۀٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِیلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اصْفَحْ ... الآیۀ. )
ص: 691
.«2» و قال ابن عباس: نسخها قوله عزّ و جلّ: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ «1» الْآخِرِ
و « براءة » بعد « المائدة » و الصحیح أنها محکمۀ، لا سیما علی قول من قال: إن ،.. «3» و قیل: بقوله عزّ و جلّ وَ إِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِیانَۀً
إنّما نزلت فی قوم من الیهود، أرادوا الغدر بالنبی صلّی اللّه علیه و سلّم، فحماه اللّه عزّ و جلّ، و أمره بالعفو و الصفح ما داموا فی
.«4» الذمۀ، و السیاق یدل علی ذلک
،«5» ... السادس: قوله عزّ و جلّ إِنَّما جَزاءُ الَّذِینَ یُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ
.( و هذا ظاهر الفساد، و قد تقدّم له نظائر. ( 1) التوبۀ ( 29 ،«6» .. قالوا: هو منسوخ بقوله عزّ و جلّ إِلَّا الَّذِینَ تابُوا
. 157 و نواسخ القرآن ص 308 / و انظر الناسخ و المنسوخ لقتادة ص 41 ، و تفسیر الطبري: 6
2) التوبۀ ( 5) و هی الآیۀ التی تسمی بآیۀ السیف. )
و قد ذکر هذا عن ابن عباس: مکی بن أبی طالب فی الإیضاح ص 269 قال: و هذا یدل علی أن (براءة) نزلت بعد (المائدة) اه و ذکره
. مسندا إلی ابن عباس: ابن الجوزي فی نواسخ القرآن ص 308
3) الأنفال ( 58 ) وَ إِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِیانَۀً فَانْبِذْ إِلَیْهِمْ عَلی سَواءٍ .... ذکر هذا مکی و ابن الجوزي و القرطبی، دون أن ینسبوه إلی )
.116 / أحد انظر: الإیضاح ص 269 ، و نواسخ القرآن ص 309 ، و الجامع لأحکام القرآن: 6
. 157 ، و الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 151 و الإیضاح ص 269 ، و نواسخ القرآن ص 309 / 4) انظر تفسیر الطبري: 6 )
5) المائدة ( 33 ) إِنَّما جَزاءُ الَّذِینَ یُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یَسْعَوْنَ فِی الْأَرْضِ فَساداً أَنْ یُقَتَّلُوا ... الآیۀ. )
.( 6) المائدة ( 34 )
180 ، و / و ممن ذکر النسخ هنا بالاستثناء ابن حزم الأنصاري ص 36 ، و ابن سلامۀ ص 150 ، و ابن البارزي ص 32 ، و الفیروزآبادي: 1
. الکرمی فی قلائد المرجان ص 98
أما النحاس و مکی فقد حکیا فیها القول بأنها ناسخۀ لما کان فعله علیه الصلاة و السلام فی أمر العرنیین من التمثیل بهم و سمل أعینهم
. ... الخ. انظر: بقیۀ کلامهما فی الناسخ و المنسوخ ص 152 ، و الإیضاح ص 270
و أما ابن الجوزي فقد قال: (هذه الآیۀ محکمۀ عند الفقهاء ... و قد ذهب بعض مفسري القرآن ممن لا فهم له أن هذه الآیۀ منسوخۀ
بالاستثناء لعدها ...) نواسخ القرآن ص 310 ، و قد تقدم مرارا أن الاستثناء لیس بنسخ.
ص: 692
قالوا: «1» السابع: قوله عزّ و جلّ فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْکُمْ بَیْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ
و قیل: هی محکمۀ، ،«3» فأوجب علیه الحکم بینهم، و نسخ التخییر «2» نسخ هذا التخییر بقوله عزّ و جلّ وَ أَنِ احْکُمْ بَیْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ
أردت الحکم فاحکم بینهم بما أنزل اللّه، و هو معطوف علی قوله: وَ إِنْ حَکَمْتَ فَاحْکُمْ بَیْنَهُمْ «5» إنما المعنی: إذا «4» و هو الصحیح
.«6» بِالْقِسْطِ
و قال ابن عباس و مجاهد و قتادة و عطاء الخراسانی و عمر بن عبد العزیز و عکرمۀ و الزهري: لیس للإمام أن یردّهم إلی حکّامهم إذا
صفحۀ 173 من 308
جاءوه، و هو أحد قولی الشافعی.
و قال عطاء بن أبی رباح و الحسن البصري و مالک و الشعبی و النخعی و أبو ثور:
.«7» الإمام مخیّر، و هو أحد قولی الشافعی
.«9» قیل: نسخ بالجهاد، و قد سبق القول علی مثله ،«8» الثامن: قوله عزّ و جلّ ما عَلَی الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ
.( 1) المائدة ( 42 ) .«12» منسوخۀ بالأمر بالمعروف و النهی عن المنکر «11» قیل: هی ،«10» التاسع: قوله عزّ و جلّ عَلَیْکُمْ أَنْفُسَکُمْ
.( 2) المائدة ( 49 )
. 3) انظر: الناسخ و المنسوخ لقتادة ص 42 و ابن حزم ص 36 ، و ابن سلامۀ ص 151 )
632 / 246 ، و الإیضاح ص 272 ، و أحکام القرآن 2 / 4) و هو اختیار الطبري و مکی و ابن العربی و ابن الجوزي. انظر: جامع البیان: 6 )
.361 / و نواسخ القرآن ص 314 ، و زاد المسیر: 2
5) فی د: إن أردت. )
. 6) الآیۀ 42 من السورة نفسها، أي أن الآیۀ 49 المدعی فیها النسخ معطوفۀ علی الآیۀ السابقۀ 42 )
.273 - 210 ، و الإیضاح لمکی ص 271 / 79 ، و الام: 4 -73 / 7) انظر: أحکام القرآن للشافعی: 2 )
185 ، فما / 75 . و تفسیر القرطبی 6 / و راجع الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 159 فما بعدها، و أحکام القرآن للکیا الهراسی الشافعی 3
.212 ،210 / بعدها، 6
.( 8) المائدة ( 99 )
9) راجع ص 639 أثناء الکلام علی الآیۀ 20 من سورة آل عمران، و هو الموضع الثانی من السورة. )
10 ) المائدة ( 105 ) یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا عَلَیْکُمْ أَنْفُسَکُمْ لا یَضُرُّکُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَیْتُمْ ... الآیۀ )
11 ) کلمۀ (هی) لیست فی د و ظ. )
12 ) قال ابن حزم: نسخ آخرها أولها، و الناسخ منها قوله تعالی: إِذَا اهْتَدَیْتُمْ و الهدي هاهنا الأمر )
ص: 693
یقبل «2» إذا أمرتم بالمعروف و نهیتم عن المنکر فلم «1» ( و الأکثر علی أنها محکمۀ، و المعنی: علیکم أنفسکم لا یضرّکم من (ظل
منکم.
و أما نحن فقد قال رسول اللّه صلّی اللّه علیه «3» ( و قال عبد اللّه بن عمر- رحمه اللّه- هذه لأقوام یأتون بعدنا، إن قالوا لم یقبل (منلم
.«4» « لیبلّغ الشاهد الغائب، فکنا نحن الشهود و أنتم الغیب » : و سلّم
و قال جبیر بن نفیر: قال لی جماعۀ من أصحاب رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم فی هذه الآیۀ:
(عساك أن تدرك ذلک الزمان، فإذا رأیت شحا مطاعا و هوي متبعا و إعجاب کل ذي رأي برأیه، فعلیک نفسک لا یضرك من
.«5» ( ضلّ إذا اهتدیت
و قال ابن مسعود: (لم یجیء تأویل هذا بعد، إن القرآن أنزل حیث أنزل فمنه و منه و منه و منه، أي فمنه آیات قد مضی تأویلهن قبل
اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم، و منه آیات قد وقع تأویلهن بعد النبی صلّی اللّه «6» أن ینزلن، و منه آیات قد وقع تأویلهن علی عهد رسول
علیه و سلّم بیسیر، و منه آیات یقع تأویلهن یوم الحساب، فما دامت قلوبکم واحدة و أهواؤکم واحدة، و لم تلبسوا شیعا، و لم یذق
الأقوال و الأهواء و لبستم شیعا، و ذاق بعضکم بأس بعض، «7» ( بعضکم بأس بعض فامروا بالمعروف و انهوا عن المنکر، (فإذا اختلف
فامرؤ و نفسه، عند ذلک جاء تأویل بالمعروف و النهی عن المنکر و لیس فی کتاب اللّه آیۀ جمعت الناسخ و المنسوخ إلا هذه الآیۀ اه
. الناسخ و المنسوخ ص 36
صفحۀ 174 من 308
.154 - و انظر: الإیضاح ص 274 ، و الناسخ و المنسوخ لأبی عبید ص 582 و هبۀ اللّه بن سلامۀ ص 152
1) هکذا فی الأصل: من ظل. خطأ من الناسخ. )
2) و الأفصح بالواو. )
3) هکذا فی الأصل رسمت الکلمۀ (منلم). و فی بقیۀ النسخ: منهم. و هو الصواب. )
95 . و زاد السیوطی نسبته إلی ابن مردویه عن ابن عمر أیضا. الدر المنثور / 4) أخرجه الطبري بنحوه عن ابن عمر. انظر جامع البیان: 7 )
.343 / 216 ، و انظر تفسیر القرطبی: 6 /3
96 . و أخرج الترمذي و أبو عبید و الطبري نحوه عن أبی أمیۀ / 5) أخرجه الطبري بلفظ أطول عن جبیر بن نفیر. جامع البیان 7 )
الشعبانی عن أبی ثعلبۀ الخشنی.
97 ، و أخرج ابن مردویه نحوه / 424 ، و الناسخ و المنسوخ لأبی عبید ص 583 ، و جامع البیان: 7 / انظر سنن الترمذي کتاب التفسیر: 8
.217 / عن معاذ بن جبل کما فی الدر المنثور 3
6) فی بقیۀ النسخ: علی عهد النبی ... الخ. )
7) هکذا فی الأصل: فإذا اختلف. و فی بقیۀ النسخ: اختلفت و هی الصواب. )
ص: 694
.«2» اه. فهی علی هذا کله محکمۀ «1» ( هذه الآیۀ
.«3» ... العاشر: قوله عزّ و جلّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا شَهادَةُ بَیْنِکُمْ
و «4» قال قوم: أجاز فی هذه الآیۀ شهادة غیر أهل الملۀ بقوله عزّ و جلّ مِنْ غَیْرِکُمْ ثم نسخه بقوله سبحانه مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ
.«8» «7» أَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْکُمْ «6» وَ «5» بقوله عزّ و جلّ
.«9» و الجمهور علی أنها محکمۀ
قال الحسن و عکرمۀ (من غیرکم) أي من غیر قبیلتکم، أي من سائر المسلمین ( 1) أخرجه أبو عبید و الطبري عن ابن مسعود. الناسخ و
.96 / المنسوخ ص 587 و جامع البیان: 7
2) و هذا هو الصحیح، فإن الآیۀ خبر، و هی تقرر أن المؤمنین متی استقر الإیمان فی قلوبهم، و اهتدوا و فعلوا ما یؤمرون به و اجتنبوا )
ما ینهون عنه و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنکر، عند ذلک لا یضرهم من حاد عن الطریق و ضل سواء السبیل، و لیسوا مؤاخذین
بما صنع أولئک المصرون علی ضلالهم.
.99 / و هذا ما رجحه الطبري: 7
. قال مکی: و أکثر الناس أنها محکمۀ .. اه الإیضاح ص 274
. و انظر: نواسخ القرآن ص 316
3) المائدة ( 106 ) یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا شَهادَةُ بَیْنِکُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ حِینَ الْوَصِیَّۀِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْکُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَیْرِکُمْ .. )
الآیۀ.
4) جزء من آیۀ: 282 من سورة البقرة .. فَإِنْ لَمْ یَکُونا رَجُلَیْنِ فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ .. الآیۀ. )
5) من قوله: مِنْ غَیْرِکُمْ إلی هنا سقط من د و ظ بانتقال النظر. )
6) فی الأصل: کتبت الآیۀ بالفاء. و هو خطأ. )
.( 7) الطلاق ( 2 )
8) و ممن حکی النسخ ابن حزم ص 36 ، و ابن سلامۀ ص 154 ، فما بعدها و النحاس ص 163 ، و مکی ص 276 ، و ابن الجوزي ص )
صفحۀ 175 من 308
180 إلا أن مکی و ابن الجوزي و النحاس ذکروا من قال بالأحکام و من قال بالنسخ. / 319 و ابن البارزي ص 32 ، و الفیروزآبادي: 1
و هو بنحو ما ذکره السخاوي.
و قد قال مکی: أکثر الناس علی أن هذا محکم غیر منسوخ اه.
المصدر السابق.
9) قال ابن الجوزي:- بعد أن حکی الأقوال فی ذلک- و القول بأحکامها أصح، لأن هذا موضع ضرورة فجاز کما یجوز فی بعض )
.446 / الأماکن شهادة نساء لا رجل معهن بالحیض و النفاس و الاستهلال اه نواسخ القرآن ص 321 ، و انظر زاد المسیر: 2
ص: 695
و یروي ذلک عن الشافعی و مالک و یدل علی ذلک قوله عزّ و جلّ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ.
.«1» و ذا لا یقال لغیر المسلمین
و أبی موسی الأشعري و ابن سیرین و مجاهد و ابن جبیر و الشعبی و ابن المسیب و «2» و عن ابن عباس و عائشۀ- رضی اللّه عنهما
النخعی و الأوزاعی و شریح: أنها محکمۀ، و معنی (من غیرکم): من أهل الکتاب، و شهادتهم جائزة فی الوصیۀ خاصۀ فی السفر عند
. 1) انظر الإیضاح ص 276 ) .«3» فقد المسلمین للضرورة
2) فی ظق: عنها. )
279 ، و الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 163 ، و تفسیر القرطبی: - 3) انظر الإیضاح ص 276 )
.349 /7
و قد رجح الطبري العموم فی هذا سواء کانا من أهل الکتاب أو من غیرهم و علی أي ملۀ کانا، لأن اللّه تعالی لم یخصص الآخرین
.107 / من أهله ملۀ دون ملۀ بعد أن لا یکونا من أهل الإسلام اه جامع البیان 7
ص: 696
سورة الأنعام
:«1» فیها ستۀ عشر موضعا
قالوا: نسخ بقوله عزّ و جلّ: لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ «2» الأول: قوله عزّ و جلّ: قُلْ إِنِّی أَخافُ إِنْ عَ َ ص یْتُ رَبِّی عَذابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ
و کیف لا یخاف اللّه من عصاه و قد قال صلّی اللّه علیه ،«5» و الخوف مشروط بالعصیان ،«4» و هذا غیر صحیح .«3» ذَنْبِکَ وَ ما تَأَخَّرَ
و سلّم:
1) اقتصر قتادة بن دعامۀ السدوسی علی ذکر موضع واحد فقط ص 42 . و النحاس علی خمسۀ مواضع ) .«6» « و اللّه إنی لأخوفکم للّه »
. 289 . و الکرمی علی اثنی عشر موضعا ص 103 - ص 174 . و مکی علی ثمانیۀ مواضع ص 281
188 أربعۀ عشر موضعا، و ذکر ابن / و ابن البارزي علی ثلاثۀ عشر موضعا ص 32 . و ذکر کل من ابن حزم ص 37 ، و الفیروزآبادي 1
سلامۀ خمسۀ عشر موضعا ص 161 . أما ابن الجوزي فقد أوصلها إلی ثمانی عشرة آیۀ، أدّعی فیها النسخ انظر: نواسخ القرآن ص
.337 -323
.( 2) الأنعام: ( 15 )
188 ، و الکرمی ص / 3) الآیۀ الثانیۀ من سورة الفتح، و ممن قال بهذا ابن حزم ص 37 ، و ابن سلامۀ ص 161 ، و الفیروزآبادي 1 )
.104
. 4) رجح ابن الجوزي أن الآیۀ محکمۀ، و أکد ذلک أنها خبر، و الأخبار لا تنسخ. نواسخ القرآن ص 323 )
صفحۀ 176 من 308
5) لفظ الجلالۀ لیس فی د و ظ. )
.116 /6 « النکاح » 6) رواه البخاري بلفظ قریب منه، کتاب )
.224 ،219 /7 « صحۀ صوم من طلع علیه الفجر و هو جنب » باب حکم التقبیل فی الصوم، و باب « الصوم » و کذلک مسلم فی کتاب
.289 /1 « باب یصح صوم من أصبح جنبا » « الصوم » و مالک فی الموطأ کتاب
ص: 697
لهؤلاء الذین لا یخافون ما فی معصیۀ اللّه من العذاب العظیم. «2» ( و إنما معنی الآیۀ: (قیل ،«1» ( (هذا موضع العصمۀ
صلّی اللّه علیه و «5» و الصحیح أنها مکملۀ، و إنما أمر ،«4» قالوا: نسخ بآیۀ السیف ،«3» الثانی: قوله عزّ و جلّ: قُلْ لَسْتُ عَلَیْکُمْ بِوَکِیلٍ
سلّم بأن یخبر عن نفسه بذلک، و النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم- داع و مبلغ و لیس بوکیل علی من أرسل إلیه، و لا بحفیظ یحفظ
أعماله.
حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ ... إلی آخر الآیۀ التی ،«6» الثالث: قوله عزّ و جلّ: وَ إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ
.«7» بعدها لَعَلَّهُمْ یَتَّقُونَ
.«9» تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ «8» قالوا: نسخ ذلک بقوله عزّ و جلّ: فَلا
خبر، أي لیس علی من «10» و عند أهل التحقیق لا نسخ فی هذا، لأن قوله عزّ و جلّ: وَ ما عَلَی الَّذِینَ یَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَیْءٍ
من ارتکبه ( 1) هکذا فی الأصل: هذا موضع العصمۀ، و فی د و ظ: هذا العصمۀ. و فی ظق: هذا مع «11» اتّقی المنکر من حساب
العصمۀ، و هی الصواب.
2) هکذا فی الأصل: قیل، و لا معنی لها. و فی بقیۀ النسخ: قل. و هو الصواب. )
.( 3) الأنعام ( 66 )
. 4) حکاه النحاس و رده ص 168 )
و حکاه کل من ابن سلامۀ ص 162 ، و ابن البارزي ص 33 و الکرمی ص 104 . و سکتوا عنه، و حکاه مکی و ضعفه ص 281 ، و
أن الصحیح الأحکام، لأنه خبر و الأخبار لا » : کذلک ابن الجوزي فی نواسخ القرآن ص 324 حیث ذکر قولین للعلماء فی الآیۀ، و قال
اه. «... تنسخ
أما القرطبی، و الخازن فقد حکیا القولین- أعنی النسخ و الأحکام و لم یرجحا أحدهما علی الآخر.
.119 / 11 . و لباب التأویل 2 / انظر: الجامع لأحکام القرآن 7
5) فی د و ظ: إنما أمر النبی صلّی اللّه علیه و سلّم. )
6) إلی هنا ینتهی نص الآیۀ فی بقیۀ النسخ. )
69 من سورة الأنعام. ، 7) الآیتان 68 )
8) فی الأصل (و لا تقعد ...) و هو خطأ فی الآیۀ الکریمۀ. و فی د و ظ فَلا تَقْعُدْ و هو أیضا خطأ. )
9) النساء ( 140 ) وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَیْکُمْ فِی الْکِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آیاتِ اللَّهِ یُکْفَرُ بِها وَ یُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ ... الآیۀ. )
.( 10 ) الأنعام ( 69 )
11 ) فی ظ: وقعت العبارة مضطربۀ. )
ص: 698
.«1» من شیء، إنما علیه أن ینهاه، و لا یقعد معه راضیا بقوله
و هذا تهدّد و وعید، و مثل هذا لا ینسخ) ،«3» قالوا: (نسخ بآیۀ السیف ،«2» الرابع: قوله عزّ و جلّ: وَ ذَرِ الَّذِینَ اتَّخَذُوا دِینَهُمْ لَعِباً وَ لَهْواً
صفحۀ 177 من 308
.«4»
و الکلام فیه کالذي قبله. ،«7» قالوا: نسخ بآیۀ السیف ،«6» اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِی خَوْضِهِمْ یَلْعَبُونَ «5» الخامس: قُلِ
.«11» ذکر النسخ فیه و الجواب عنه «10» کالذي تقدّم فی «9» و هذا ،«8» السادس: قوله عزّ و جلّ: وَ ما أَنَا عَلَیْکُمْ بِحَفِیظٍ
1) و قد رد القول بالنسخ هنا کل من ) .«13» قالوا: نسخ بآیۀ السیف. و قد تقدّم القول فی مثله ،«12» السابع: وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِکِینَ
أبی جعفر النحاس، و مکی، و ابن الجوزي، و القرطبی، و الخازن. انظر: الناسخ و المنسوخ ص 169 ، و الإیضاح ص 282 ، و نواسخ
.120 / 15 ، و لباب التأویل 2 / القرآن ص 325 ، و الجامع لأحکام القرآن 7
.( 2) الأنعام ( 70 )
.17 ،15 / 231 و القرطبی 7 / 3) الناسخ و المنسوخ لقتادة ص 42 ، و لابن حزم ص 3، و ابن سلامۀ ص 163 ، و تفسیر الطبري 7 )
4) و هذا ما اختاره النحاس، و مکی، و ابن الجوزي، انظر: الناسخ و المنسوخ ص 170 ، و الإیضاح ص 283 ، و نواسخ القرآن ص )
.327
5) فی الأصل: (قال الله ...) و هو خطأ. )
6) الأنعام ( 91 ) و نصها: وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلی بَشَرٍ مِنْ شَیْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْکِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسی نُوراً )
وَ هُديً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِیسَ تُبْدُونَها وَ تُخْفُونَ کَثِیراً وَ عُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَ لا آباؤُکُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِی خَوْضِهِمْ یَلْعَبُونَ.
7) انظر: الناسخ و المنسوخ لابن حزم ص 37 ، و ابن سلامۀ ص 163 ، و الإیضاح ص 283 ، و نواسخ القرآن ص 327 ، و تفسیر )
38 . و قد رجّح مکی، و ابن الجوزي القول بالأحکام. انظر المصدرین السابقین. / القرطبی 7
8) الأنعام ( 104 ) فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ عَمِیَ فَعَلَیْها وَ ما أَنَا عَلَیْکُمْ بِحَفِیظٍ. )
9) فی بقیۀ النسخ: و هو. )
10 ) فی د و ظ: من ذکر. )
11 ) راجع الکلام علی قوله تعالی قُلْ لَسْتُ عَلَیْکُمْ بِوَکِیلٍ الموضع الثانی من هذه السورة ص: )
.697
.( 12 ) الأنعام ( 102 )
13 ) و سیأتی أیضا فی آخر الأنعام- إن شاء اللّه- رد المصنّف علی الذین توسعوا فی الکلام علی النسخ، )
ص: 699
فیه فی «2» قالوا: نسخ بآیۀ السیف، و قد تقدّم القول ،«1» الثامن: قوله عزّ و جلّ: وَ ما جَعَلْناكَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً وَ ما أَنْتَ عَلَیْهِمْ بِوَکِیلٍ
.«3» نظائره
قالوا: لأن ،«5» قالوا: نسخت بآیۀ السیف ،«4» التاسع: قوله عزّ و جلّ: وَ لا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ
المشرکین. «6» ( اللّه عزّ و جلّ أمر بقتلهم، و القتل أغلظ و أشنع من السب، فهو داخل فی جنب القتل، و ذلک (أمر
قالوا: لتنتهنّ عن سبّ آلهتنا أو لنهجوّن ربّکم، فأمر اللّه المسلمین أن لا یسبّوا آلهتهم لئلا یسبّوا اللّه عزّ و جلّ، لأن المسلمین إذا علموا
متسببین فی سبّ اللّه عزّ و جلّ، فلیس هذا نهیا عن سب «8» ( أنهم یسبون اللّه عزّ و جلّ إذا سبّوا آلهتهم کانوا (بسبّ آلهتهم «7»
و فعل ما هو سبب له و ذریعۀ و فتحوا الباب علی مصراعیه، فجعلوا آیۀ ،«9» آلهتهم، إنما هو فی الحقیقۀ نهی عن سب اللّه عزّ و جلّ
السیف ناسخۀ لمائۀ و أربع و عشرین آیۀ، دون یقین منهم، و إنما هو الظن و عدم الفهم للآیات القرآنیۀ.
و أکثر الناس علی أنها محکمۀ، و أن المعنی: لا ینبسط إلی » : هذا و قد ذکر مکی بن أبی طالب النسخ هنا عن ابن عباس. ثم قال
المشرکین، من قولهم: أولیته عرض وجهی. و هذا المعنی لا یجوز أن ینسخ، لأنه لو نسخ لصار المعنی: انبسط إلیهم و خالطهم، و هذا
صفحۀ 178 من 308
لا یؤمر به و لا یجوز أ.
. ه. الإیضاح ص 286
و راجع الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 178 عند آخر کلامه علی سورة الأنعام.
.( 1) الأنعام ( 107 )
2) فی بقیۀ النسخ: قولنا فیه و فی نظائره. و هی الأصح. )
و إنما بعثتک إلیهم رسولا ...» : 3) و انظر: نواسخ القرآن ص 328 . و مما یؤکد أن الآیۀ محکمۀ ما ذکره الطبري فی معناها. حیث قال )
مبلغا، و لم نبعثک حافظا علیهم ما هم عاملوه، و تحصی ذلک علیهم، فان ذلک إلینا دونک، ... و لست علیهم بقیم تقوم بأرزاقهم و
أ أه. « أقواتهم، و لا بحفظهم فیما لم یجعل إلیک حفظه من أمرهم
.309 / جامع البیان 7
.( 4) الأنعام ( 108 )
،189 / 5) و ممن قال ذلک ابن حزم ص 38 ، و ابن سلامۀ ص 165 ، و ابن البارزي ص 33 ، و الفیروزآبادي فی بصائر ذوي التمییز 1 )
. و الکرمی فی قلائد المرجان ص 106
6) هکذا فی الأصل: أمر و فی بقیۀ النسخ (أن) و هو الصواب. )
7) کلمۀ (علموا) ساقطۀ من ظ. )
8) سقط من الأصل: (بسب آلهتهم). )
إلی هنا ساقط من ظ بانتقال النظر. « فلیس هذا نهیا » : 9) من قوله )
ص: 700
.«1» إلیه، و لیست آیۀ القتال من هذا فی شیء، و هذا الحکم باق و لا یجوز أن یسبّ ما یسبّ اللّه عزّ و جلّ بسببه
عکرمۀ، و عطاء، و مکحول: هی منسوخۀ بقوله «3» قال ،«2» العاشر: قوله عزّ و جلّ: وَ لا تَأْکُلُوا مِمَّا لَمْ یُذْکَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ إِنَّهُ لَفِسْقٌ
و هم لا یسمّون. ،«4» عزّ و جلّ: وَ طَعامُ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ حِلٌّ لَکُمْ
ذبائح أهل الکتاب و إن لم یذکر علیها اسم اللّه عزّ و جلّ، «5» ( و یروي عن أبی الدرداء، و عبادة بن الصامت مثل ذلک (و أجاز أکل
،«6» ( و ذهب جماعۀ إلی أن هذه الآیۀ محکمۀ، و لا یجوز لنا أن نأکل من ذبائحهم إلّا ما ذکر اسم اللّه علیه، و روي ذلک عن (علیّ
و عائشۀ، و ابن عمر- رضی اللّه عنهم-، و کذلک لو ذبح المسلم و لم یذکر اسم اللّه لم یؤکل عندهم، إذا تعمّد ذلک، و قال بجواز
الأکل جماعۀ من الأئمۀ، و تأولوا قوله عزّ و جلّ:
أي ما ذکر علیه اسم غیر اللّه عزّ و جلّ، و الآیۀ علی هذا أیضا «7» * وَ لا تَأْکُلُوا مِمَّا لَمْ یُذْکَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَیْهِ بالمیتۀ، وَ ما أُهِلَّ لِغَیْرِ اللَّهِ بِهِ
محکمۀ.
فی ذبائح أهل « المائدة » و ذهب قوم إلی أن قوله عزّ و جلّ: وَ لا تَأْکُلُوا مِمَّا لَمْ یُذْکَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَیْهِ: یراد به ما ذبح للأصنام، و آیۀ
الکتاب.
1) و الحقیقۀ أن القول بالنسخ هنا ضعیف، و أن قال به من قال ممن ) .«8» فالآیتان محکمتان فی حکمین مختلفین، و لا نسخ بینهما
سبق ذکرهم، حیث لم یذکروا مستندهم فی ذلک، و أیضا فإنه لا تعارض بین ما تحمله الآیۀ فی طیاتها من النهی عن سب آلهتهم، و
بین الأمر بقتالهم، حیث إن الآیۀ التی فی الأنعام لا یفهم منها ترك قتالهم، حتی یقال: إنها منسوخۀ بآیۀ السیف.
و لا أري هذه الآیۀ منسوخۀ، بل یکره للإنسان أن یتعرض بما یوجب ذکر معبوده بسوء، أو نبیّه- صلّی اللّه علیه و » : قال ابن الجوزي
.61 / اه نواسخ القرآن ص 329 ، و راجع تفسیر القرطبی 7 « سلّم
صفحۀ 179 من 308
.( 2) الأنعام ( 121 )
3) (قال) فی الأصل: مکررة. )
.( 4) المائدة ( 5 )
5) جاءت العبارة فی ت و د و ظ هکذا: (و أجاز أکل) و فی ظق: (و أجازوا أکل) و هی الصواب. )
6) اسم (علیّ) لیس فی الأصل. و کأن الناسخ أضافه فی الحاشیۀ، إلا أنه لم یظهر. )
.( 7) المائدة ( 3). و النحل ( 115 )
. 8) انظر: الإیضاح لناسخ القرآن و منسوخه ص 261 )
و الصواب من القول فی » :- قال الإمام الطبري- بعد أن ساق الأقوال و الأدلۀ علیها فی هذه الآیۀ
ص: 701
مالک- رحمه اللّه- أکل ما ذبح الکتابیون، و لم یذکروا علیه اسم اللّه عزّ و جلّ، و ما ذبحوه لکنائسهم، و ما ذکروا علیه «1» و کره
.«2» اسم المسیح، و لم یحرّم ذلک عملا بظاهر قوله عزّ و جلّ: وَ طَعامُ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ حِلٌّ لَکُمْ
.«4» * وَ ما أُهِلَّ لِغَیْرِ اللَّهِ بِهِ ،«3» و قد قال اللّه عزّ و جلّ: وَ ما أُهِلَّ بِهِ لِغَیْرِ اللَّهِ
و قال عطاء، و مکحول، و ربیعۀ، و عبادة بن الصامت، و یروي عن أبی الدرداء:
لأن اللّه عزّ و جلّ قد علم ذلک منهم و أباح لنا !«5» (تؤکل و إن سمّوا علیها غیر اسم اللّه تعالی، و لو سمعته یقول: باسم جرجس
و الصحیح انتفاء النسخ فی هذه ذلک عندنا، أن هذه الآیۀ محکمۀ فیما أنزلت لم ینسخ منها شیء، و أن طعام أهل ،«6» ذبائحهم
الکتاب حلال ذبائحهم ذکیۀ ... سمّوا علیها أو لم یسموا لأنهم أهل توحید و أصحاب کتب اللّه یدینون بأحکامها، یذبحون الذبائح
بأدیانهم کما ذبح المسلم بدینه، سمی اللّه علی ذبیحته أو لم یسمه ... اه.
.147 / 21 . و راجع لباب لتأویل 2 / جامع البیان 8
1) فی د و ظ: بدون واو. )
.67 / 2) انظره بنحوه فی المدونۀ للإمام مالک 2 )
و إنما کره مالک- رحمه اللّه- ما ذبح أهل الکتاب لأعیادهم و کنائسهم تورعا منه، خشیۀ أن یکون داخلا فیما أهلّ لغیر اللّه به، و لم
یحرمه لأن معنی ما أهلّ لغیر اللّه به عنده- بالنسبۀ لأهل الکتاب- إنما هو فیما ذبحوه لآلهتهم مما یتقربون به إلیها، و لا یأکلونه، فأما ما
یذبحونه و یأکلونه فهو من طعامهم، و قد قال تعالی: وَ طَعامُ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ حِلٌّ لَکُمْ، و هذه الفتوي من أظهر الأدلۀ علی فقه
الإمام مالک و دینه و ورعه- رحمه اللّه- إذ لم یسارع إلی التحریم کما یفعل بعضهم الیوم، و اکتفی بالقول بالکراهیۀ، حیث وجد
عمومین متعارضین: عموم ما أهلّ لغیر اللّه به، و عموم طعام أهل الکتاب، و قد جمع بینهما.
. انظر: الحلال و الحرام فی الإسلام ص 60
.( 3) البقرة ( 173 )
4) تقدم عزوها قریبا. )
5) جرجیس: اسم نبی من الأنبیاء- علیهم السلام-. )
.211 / 37 (جرجس)، و القاموس 2 / انظر: اللسان 6
قال إسماعیل بن سعید: سألت أحمد عما یقرب لآلهتهم یذبحه رجل مسلم، قال: » : 6) قال ابن قدامۀ )
لا بأس به، و إن ذبحها الکتابی و سمی اللّه وحده حلت أیضا، لأن شرط الحل وجد، و إن علم أنه ذکر اسم غیر اللّه علیها، أو ترك
لا یؤکل. یعنی ما ذبح لأعیادهم و کنائسهم، لأنه أهلّ لغیر اللّه به، و قال » : سمعت أبا عبد اللّه قال » : قال حنبل « التسمیۀ عمدا لم تحل
صفحۀ 180 من 308
یدعون التسمیۀ علی عمد، إنما یذبحون للمسیح، فأما ما سوي ذلک، فرویت عن أحمد الکراهۀ فیما ذبح لکنائسهم و » : فی موضع
کلوا و » : أعیادهم مطلقا، و هو قول میمون بن مهران، لأنه ذبح لغیر اللّه و روي عن أحمد إباحته، و سئل عنه العرباض بن ساریۀ، فقال
أطعمونی، و روي مثل ذلک عن أبی أمامۀ الباهلی: و أبی
ص: 702
.«2» «1» الآیات
.«3» الحادي عشر: قُلْ یا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلی مَکانَتِکُمْ
.«4» * الثانی عشر: فَذَرْهُمْ وَ ما یَفْتَرُونَ
.«5» الثالث عشر: قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ
مسلم الخولانی، و أکله أبو الدرداء، و .«6» قالوا: نسخ جمیع ذلک بآیۀ السیف، و هذا تهدید و وعید، و لیس بمنسوخ بآیۀ السیف
جبیر بن نفیر، و رخّص فیه عمرو بن الأسود، و مکحول و ضمرة بن حبیب. لقول اللّه تعالی: وَ طَعامُ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ حِلٌّ لَکُمْ، و
ما ذبحه الکتابی لعیده أو نجم أو صنم أو نبی فسماه علی ذبیحته، حرم لقوله تعالی: » : هذا من طعامهم، قال القاضی
وَ ما أُهِلَّ لِغَیْرِ اللَّهِ بِهِ*، و إن سمی اللّه وحده، حل. لقول اللّه تعالی: فَکُلُوا مِمَّا ذُکِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَیْهِ، لکنه یکره لقصده بقلبه الذبح لغیر
569 . و الذي ترجح عندي من کلام العلماء أنه إذا ذبح الکتابی، و لم نعلم منه أنه سمی غیر اسم اللّه، فذبیحته / اللّه أ. ه. المغنی 8
حلال، و أما إذا علمنا أنه یسمی عند الذبح بغیر اسم اللّه، فهو مما أهلّ به لغیر اللّه فلا تحل. و اللّه أعلم.
1) فی بقیۀ النسخ: الآیۀ. )
2) اعتمد الإمام السخاوي فی کلامه علی هذه الآیۀ علی ما کتبه النحاس فی الناسخ و المنسوخ ص 2177 . و مکی فی الإیضاح ص )
262 . فقد ابتدأ النحاس کلامه علی هذه الآیۀ بقوله: -261
و فی هذه السورة شیء قد ذکره قوم، هو عن الناسخ و المنسوخ بمعزل، و لکنا نذکره لیکون الکتاب عام الفائدة ... الخ. »
و راجع الناسخ و المنسوخ لابن حزم ص 38 ، و ابن سلامۀ ص 167 ، و البغدادي ص 214 ، و الإیضاح ص 286 ، و أحکام القرآن
.748 / 322 ، و لابن العربی 2 / للجصاص الحنفی 2
.348 / 75 فما بعدها، و الدر المنثور 3 / و نواسخ القرآن ص 329 . و تفسیر القرطبی 7
.( 3) الأنعام ( 135 )
.(137) ،( 4) الأنعام ( 112 )
.( 5) الأنعام ( 158 )
ص 38 ، و کذلک الکرمی فی قلائد « أنهما منسوخان بآیۀ السیف » : 6) ذکر ابن حزم الموضع الحادي عشر، و الثانی عشر فقط، و قال )
أنها منسوخۀ بآیۀ السیف، إلا قوله عزّ و جلّ: فَذَرْهُمْ وَ » : 108 ، و ذکر ابن سلامۀ المواضع الثلاثۀ المذکورة. و قال ، المرجان ص 106
الخلاف ص 168 ، و حکی ابن الجوزي فی هذه الآیات الثلاث القولین- أعنی القول بالنسخ و الأحکام-. و « ما یَفْتَرُونَ* فحکی فیه
صحح الأحکام فی الموضع الحادي عشر، و سکت عن الموضعین الثانی عشر، و الثالث عشر، لأنه قد سبق له أن ناقش مثلهما و رجح
الأحکام فی ذلک.
331 . و راجع ص 327 من المصدر نفسه. - انظر: نواسخ القرآن ص 329
ص: 703
الآیۀ. «1» ... الرابع عشر: قوله عزّ و جلّ: قُلْ لا أَجِدُ فِی ما أُوحِیَ إِلَیَّ
و الآیۀ محکمۀ، و حکمها باق، و ما حرمه رسول اللّه- صلّی -«2» قال قوم: هی منسوخۀ بما حرّمه رسول اللّه- صلّی اللّه علیه و سلّم
صفحۀ 181 من 308
اللّه علیه و سلّم- مضموم إلی ما حرّمته الآیۀ.
.«4» محکمۀ، و هی جواب قوم سألوا عما ذکر فیها، و الذي حرم رسول اللّه- صلّی اللّه علیه و سلّم- مضموم إلیها «3» و قال قوم: إنها
و إنما حرمه رسول اللّه- صلّی اللّه علیه و سلّم- فی ذلک ،«5» و قال سعید بن جبیر، و الشعبی: هی محکمۀ، و أکل لحوم الحمر جائز
الوقت لعلۀ و لعذر، قالا: و ذلک أنها تأکل القذر.
.«7» صلّی اللّه علیه و سلّم لم یحرّمه و إنما کرهه «6» مع ما أنه
و أقول- و اللّه أعلم-: أن الآیۀ محکمۀ، و معنی قوله عزّ و جلّ قُلْ لا أَجِ دُ فِی ما ( 1) الأنعام ( 145 ). قُلْ لا أَجِ دُ فِی ما أُوحِیَ إِلَیَّ
مُحَرَّماً عَلی طاعِمٍ یَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ یَکُونَ مَیْتَۀً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِیرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَیْرِ اللَّهِ بِهِ ... الآیۀ.
هی منسوخۀ، لأنه وجب منها- أي الآیۀ- أن لا محرّم إلا ما قبلها، فلما حرم النبی- صلّی اللّه علیه و » : قالت طائفۀ » : 2) قال النحاس )
سلّم- الحمر الأهلیۀ، و کل ذي ناب من السباع، و کل ذي مخلب من الطیر، نسخت هذه الأشیاء منها، و هذا غیر جائز، لأن الأخبار لا
657 ، و أحکام القرآن لابن العربی -653 / أ. ه من الناسخ و المنسوخ ص 175 . و راجع صحیح البخاري مع شرحه فتح الباري 9 « تنسخ
.768 -764 /2
3) فی بقیۀ النسخ: هی محکمۀ. )
و کل ما حرمه رسول اللّه- صلّی اللّه علیه و سلّم- مضموم إلیها، لأنها إذا کانت » : 4) و استحسن هذا القول النحاس و صححه. قال )
جوابا فقد أجیبوا عما سألوا عنه، و ثم محرمات لم یسألوا عنها، فهی محرّمۀ بحالها و الدلیل علی أنها جواب، أن قبلها: قُلْ آلذَّکَرَیْنِ
. أ. ه بتصرف یسیر من الناسخ و المنسوخ ص 176 « حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَیَیْنِ، و هذا مذهب الشافعی
5) فی د و ظ: جائزة. )
6) هکذا فی النسخ. و یظهر أن العبارة غیر مستقیمۀ، و لعلّ الصواب (مع أنه) بدون (ما). و اللّه أعلم. )
7) اعتمد الإمام السخاوي فی کلامه علی هذه الآیۀ علی ما کتبه مکی بن أبی طالب فی الإیضاح. فانظره بنصه أو قریب منه ص )
289 . هذا. و قد ساق النحاس الأحادیث المسندة و الآثار الواردة عن الصحابۀ و التابعین فی هذه المسألۀ، ثم قال: و هذه -288
و الذي تأوله سعید بن جبیر یخالف فیه ... ...» : الأحادیث کلها تعارض سنۀ رسول اللّه- صلّی اللّه علیه و سلّم الثابتۀ عنه ... إلی أن قال
. و مع هذا فلیس أحد له مع رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم حجۀ ... أ. ه الناسخ و المنسوخ ص 176
ص: 704
.«1» أُوحِیَ إِلَیَّ مُحَرَّماً: أي لا أجد محرما مما حرمتموه مما ذکر قبلها، إلّا ما کان من ذلک میتۀ أو دما مسفوحا
قالوا: هی منسوخۀ بقوله عزّ و جلّ: وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ ،«2» الخامس عشر: قوله عزّ و جلّ: وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْیَتِیمِ إِلَّا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ
و لیست بمنسوخۀ، و إنّما النهی أن یقرب مال الیتیم بغیر الحسنی، و المخالطۀ: داخلۀ فی قوله عزّ و جلّ: إِلَّا بِالَّتِی هِیَ ،«3» فَإِخْوانُکُمْ
.«4» أَحْسَنُ
السادس عشر: قوله عزّ و جلّ: إِنَّ الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَ کانُوا شِیَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِی شَیْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَی اللَّهِ ثُمَّ یُنَبِّئُهُمْ بِما کانُوا یَفْعَلُونَ
.«5»
69 . و عزاه ابن الجوزي إلی / 1) أخرج هذا المعنی الطبري بسنده عن طاوس. جامع البیان 8 ) .«6» قال السدي: نسختها آیۀ السیف
طاوس، و مجاهد. نواسخ القرآن ص 335 ، قال ابن حجر: ... و عن بعضهم أن آیۀ الأنعام خاصۀ ببهیمۀ الأنعام، لأنه تقدم قبلها حکایۀ
عن الجاهلیۀ، أنهم کانوا یحرمون أشیاء من الأزواج الثمانیۀ بآرائهم، فنزلت الآیۀ: قُلْ لا أَجِ دُ فِی ما أُوحِیَ إِلَیَّ مُحَرَّماً أي من
و ،« رجسا » المذکورات، إلا المیتۀ منها و الدم المسفوح، و لا یرد کون لحم الخنزیر ذکر معها، لأنها قرنت به علۀ تحریمه، و هو کونه
نقل إمام الحرمین عن الشافعی أنه یقول بخصوص السبب، إذا ورد فی مثل هذه القصۀ، لأنه لم یجعل الآیۀ حاصرة لما یحرم من
صفحۀ 182 من 308
المأکولات مع ورود صیغۀ العموم فیها، و ذلک أنها وردت فی الکفار الذین یحلون المیتۀ و الدم و لحم الخنزیر و ما أهلّ لغیر اللّه به،
و یحرمون کثیرا مما أباحه الشرع، فکان الغرض من الآیۀ إبانۀ حالهم، و أنهم یضادون الحق، فکأنه قیل: لا حرام إلا ما حللتموه مبالغۀ
.657 / فی الرد علیهم ... أ. ه فتح الباري 9
.( 2) الأنعام: ( 152 )
3) البقرة: ( 220 ). وَ یَسْئَلُونَکَ عَنِ الْیَتامی قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَیْرٌ وَ إِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُکُمْ ... الآیۀ. )
. 4) انظر: الإیضاح: ص 289 )
.( 5) الأنعام؛ ( 159 )
. 6) ذکره ابن الجوزي عن السدي. نواسخ القرآن ص 337 )
و ذکره ابن حزم، و ابن البارزي، و الفیروزآبادي، و الکرمی دون عزو، الناسخ و المنسوخ ص 38 ، و ناسخ القرآن العزیز و منسوخه
189 ، و قلائد المرجان ص 108 ، و رواه النحاس بسنده عن جویبر عن الضحاك عن ابن عباس. / ص 33 ، و بصائر ذوي التمییز 1
. الناسخ و المنسوخ ص 179
أ. ه. « أن هذا من الناسخ و المنسوخ بمعزل » : و قد سبق أن جویبر هذا ضعیف سیّئ الحفظ، و لذلک قال النحاس
ص: 705
و لیست آیۀ السیف و الأمر بالقتال معارضا لما فی هذه الآیۀ. و معنی (لست منهم فی شیء): أي من السؤال عن تفرقتهم، و معنی
تفرقۀ الدین: اختلافهم فیه. و قیل: إنّما أمرهم فی المجازاة إلی اللّه عزّ و جلّ، فعلی هذا هی محکمۀ.
.«2» أمته، أو یکفر «1» و قیل: إنّما هو خبر من اللّه عزّ و جلّ لنبیّه- صلّی اللّه علیه و سلّم- عمن یحدث فی دینه من بعده من
و لیس ذلک عن یقین منهم، و إنما یظنون إذا سمعوا أمر اللّه سبحانه ،«3» و قد جعلوا آیۀ السیف ناسخۀ لمائۀ و أربع و عشرین آیۀ
بالصبر و ترك الاستعجال ظنّوا أن ذلک منسوخا بآیۀ القتال، و إنما یکون منسوخا بآیۀ «4» ( لنبیّه- صلّی اللّه علیه و سلّم- (و للمؤمنین
القتال النهی عن القتال، و إنما کان النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم- یشکو إلی اللّه ما یلاقیه من أذي المشرکین، فیأمره بالصبر، و یعده
بالنصر، و یقص علیه أنباء الرسل، و ما صبروا علیه من الأذي فی ذات اللّه عزّ و جلّ، (و کلا نقص علیک من أنباء الرسل ما نثبت به
و لو کان ،«6» و لم ینسخ بآیۀ السیف شیء من ذلک، و لا یحل أن یقال بالظن هذا ناسخ لکذا، و لا هذا منسوخ بکذا ،«5» ( فؤادك
هذا الناسخ و المنسوخ مقطوعا به، لم یقع فیه اختلاف، کیف؟ و هذا یقول فی الآیۀ: منسوخۀ، و یقول الآخر: بل هی محکمۀ!. ( 1) فی
د و ظ: فی أمته.
و الصواب من القول فی ذلک أن یقال: » :- 2) قال الإمام الطبري- بعد أن حکی الأقوال فی هذه الآیۀ )
إن قوله: لَسْتَ مِنْهُمْ فِی شَیْءٍ إعلام من اللّه نبیه محمدا- صلّی اللّه علیه و سلّم أنه من مبتدعۀ أمته الملحدة فی دینه بريء، و من »
الأحزاب من مشرکی قومه، و من الیهود و النصاري، و لیس فی إعلامه ذلک ما یوجب أن یکون نهاه عن قتالهم، لأنه غیر محال أن
یقال فی الکلام: لست من دین الیهود و النصاري فی شیء فقاتلهم، فإنّ أمرهم إلی اللّه فی أن یتفضل علی من شاء منهم فیتوب علیه،
و یهلک من أراد إهلاکه منهم کافرا، فیقبض روحه، أو یقتله بیدك علی کفره، ثم ینبئهم بما کانوا یفعلون عند مقدمهم علیه ... و لم
یکن فی الآیۀ دلیل واضح علی أنها منسوخۀ ... أه.
.179 - 106 ، و راجع الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 178 / جامع البیان 8
. 69 ، و قلائد المرجان ص 116 / 184 ، و الإتقان 3 ، 3) انظر: الناسخ و المنسوخ لابن حزم ص 12 ، و ابن سلامۀ ص 169 )
.« الکافرون » و قد سردها ابن حزم مبتدئا بسورة البقرة و منتهیا بسورة
.« و المؤمنین » : 4) کلمۀ (و للمؤمنین) سقطت من الأصل. و فی د و ظ )
صفحۀ 183 من 308
.( 5) هود: ( 120 )
6) وقعت العبارة مضطربۀ فی ت. )
ص: 706
ثم أن رسول اللّه- صلّی اللّه علیه و سلّم- لم یکن قادرا علی القتال. فکیف ینهی عنه؟!. و کیف یقال للعاجز عن القیام: لا تقم؟!. و
یعارض الصبر فیکون ناسخا له، و «1» إنّما هذا کالفقیر یؤمر بالصبر علی الفقر، فإذا استغنی، وجبت علیه الزکاة، فوجوب الزکاة لا
النسخ إنّما هو: رفع حکم الخطاب الثابت بخطاب آت بعده، لولاه لکان ثابتا و هذا واضح.
النسخ؟. «2» فإن قیل: فما تصنع فیما یروي عن السلف- رضی اللّه عنهم- کابن عباس و غیره، فقد أطلقوا علی هذا
ما یغیر الأحوال نسخا. ( 1) فی ظ و ظق: لم یعارض. «4» یسمّون «3» قلت: لم یریدوا بالنسخ ما حدّدناه به، إنما کانوا
2) فی بقیۀ النسخ: علی ذلک. )
3) کلمۀ (کانوا) ساقطۀ من د و ظ. )
4) فی ظق: یسموا. )
ص: 707
سورة الأعراف
قالوا: فیها موضعان:
.«2» قالوا: نسخ بآیۀ السیف، و هذا خطأ ظاهر ،«1» الأول: قوله عزّ و جلّ: وَ أُمْلِی لَهُمْ
الآیۀ. «4» ... قوله عزّ و جلّ: خُذِ الْعَفْوَ :«3» الثانی
.«5» قالوا: هی من أعجب الآیات، أولها منسوخ و آخرها منسوخ و أوسطها محکم
قالوا: قوله عزّ و جلّ: خُذِ الْعَفْوَ منسوخ بالزکاة.
و قال ابن زید: منسوخ بآیۀ السیف بالأمر بالغلظۀ و القتال. اه و الصحیح أنها محکمۀ.
.( 1) الأعراف ( 183 ) .«7» مجاهد: العفو: یعنی به الزکاة، لأنها قلیل من کثیر «6» و قال
أ. ه. نواسخ القرآن « هذا قول لا یلتفت إلیه » : 2) ذکر النسخ هنا ابن سلامۀ ص 170 ، و ابن البارزي ص 34 ، و رده ابن الجوزي. و قال )
. ص 340
3) فی بقیۀ النسخ: و الثانی بالواو. )
4) الأعراف ( 199 ). خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ. )
69 ، و / 41 ، و الإتقان 3 / 308 ، و البرهان 2 / 5) انظر: الناسخ و المنسوخ لابن حزم ص 38 ، و ابن سلامۀ ص 170 ، و زاد المسیر 3 )
. قلائد المرجان ص 110
6) فی بقیۀ النسخ: قال. بدون واو. )
.346 / أ. ه. الجامع لأحکام القرآن 7 « و فیه بعد لأنه من عفا، إذ درس » : 7) قال القرطبی )
ص: 708
سالم و القاسم: هی محکمۀ، و المراد بالعفو: غیر الزکاة، و هو ما کان عن ظهر غنی، و ذلک علی الندب. «1» و قال
.«2» و قال عروة بن الزبیر و أخوه عبد اللّه: هی محکمۀ، و العفو: من أخلاق الناس
.«3» و قال ابن زید: (و أعرض عن الجاهلین) منسوخۀ بآیۀ السیف. اه و لیس کما قال
صفحۀ 184 من 308
1) أما سالم: فهو ابن عبد اللّه بن ) .«5» و هذا لا ینسخ ،«4» قال العلماء: أعرض عن مودتهم و الانبساط إلیهم فی المجالسۀ و المخالطۀ
عمر- سبقت ترجمته-. و أما القاسم: فهو ابن محمد بن أبی بکر الصدیق التمیمی، ثقۀ، فاضل، أحد الفقهاء فی المدینۀ، مات سنۀ 106
ه علی الصحیح.
.120 / التقریب 2
و هذا أولی ما قیل ما فی الآیۀ، لصحۀ اسناده، و أنه عن صحابی خبیر بنزول الآیۀ، و إذا جاء الشیء هذا المجیء لم » : 2) قال النحاس )
یسع أحدا مخالفته، و المعنی علیه: خذ العفو، أي السهل من أخلاق الناس، و لا تغلظ علیهم، و لا تعنف بهم، و کذا کانت أخلاق
. النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم-، أنه ما لقی أحدا بمکروه فی وجهه، و لا ضرب أحدا بیده ... أ. ه ص 180
.347 / 3) بل الصحیح أنها محکمۀ. انظر: الإیضاح ص 293 ، و نواسخ القرآن ص 342 ، و تفسیر القرطبی 7 )
4) لکن المعنی القریب للآیۀ، و المتبادر إلی الذهن: أي إذا أقمت علیهم الحجۀ و أمرتهم بالمعروف، فجهلوا علیک، فأعرض عنهم، )
.346 / صیانۀ له علیهم، و رفعا لقدره عن مجاوبتهم، وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً. انظر: تفسیر القرطبی 7
293 ، حول هذه الآیۀ تجد أن السخاوي اعتمد علیه مع تصرف فی بعض العبارات فقط، - 5) انظر ما کتبه مکی فی الإیضاح ص 291 )
181 . ففیهما- أیضا- کل الأقوال التی ذکرها السخاوي معزوة - 153 ، و الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 179 / و راجع تفسیر الطبري 9
إلی أصحابها.
.307 / و راجع أیضا نواسخ القرآن ص 340 ، و زاد المسیر 3
ص: 709
سورة الأنفال
مواضع: «1» ( فیها (تسع
و روي أنهم سألوها ،؟«3» نزلت فی غنائم بدر، روي أنهم سألوه عنها، لمن هی ،«2» الأول: قوله عزّ و جلّ: یَسْئَلُونَکَ عَنِ الْأَنْفالِ
.«4» رسول اللّه- صلّی اللّه علیه و سلّم
«7» لهذه الأمۀ، لم یحلّها «6» ( و النفل هاهنا: العطیۀ، سمیت بذلک لأنها تفضل من اللّه عزّ و جلّ (و عطیۀ ،«5» و الأنفال: جمع نفل
.«8» لمن کان قبلهم
1) هکذا فی الأصل و د و ظ: تسع. و فی ظق: ) .«9» و قیل: أراد بالأنفال: الزیادات التی یزیدها الإمام لمن شاء فی مصلحۀ المسلمین
تسعۀ. و هو الصواب.
2) الآیۀ الأولی من سورة الأنفال. یَسْئَلُونَکَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ ... الآیۀ. )
قال بعضهم: هی الغنائم. و قالوا: معنی الکلام: یسألک أصحابک یا محمد عن الغنائم التی غنمتها أنت و أصحابک » : 3) قال الطبري )
.168 / أ. ه. جامع البیان 9 « یوم بدر لمن هی؟ فقل: هی للّه و لرسوله
/ 175 . و زاد السیوطی نسبته إلی ابن مردویه. الدر المنثور 4 / 4) أخرجه الطبري عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جده. جامع البیان 9 )
.6
5) بفتح الفاء و النون. )
6) فی بقیۀ النسخ: و عطیۀ لهذه الأمۀ. )
7) فی د و ظ: لم یجعلها. )
670 (نفل). / 184 ، و لسان العرب 11 / 361 ، و ابن کثیر 2 / 8) انظر: تفسیر القرطبی 7 )
صفحۀ 185 من 308
. 171 . و ذکره النحاس ضمن الأقوال التی قیلت فی الآیۀ ص 183 / 9) و هذا ما رجّحه الطبري فی جامع البیان 9 )
ص: 710
.«1» و قیل: الأنفال: ما شذّ من العدو من عبد أو دابۀ، للإمام أن یعطی ذلک لمن شاء
.«2» و قال مجاهد: الأنفال: الخمس
ممن قال: الأنفال الغنیمۀ إلی أنها منسوخۀ بقوله عزّ و جلّ: «3» ( فذهب (قوم
.«4» وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ
إلی أنها محکمۀ، و الحکم فی الغنیمۀ أنها للّه و لرسوله. «5» ( و ذهب قوم (منهم
1) أخرجه ابن جریر، و النحاس عن ) .«7» أنهم أحق بما غنموه، فنزلت «6» ( و قیل: إن أولی القوة غنموا یوم بدر أکثر من غیرهم (فرأوا
169 ، و الناسخ و المنسوخ ص 184 ، و زاد السیوطی نسبته إلی عبد بن حمید، و ابن المنذر، و أبی الشیخ. کلهم / عطاء. جامع البیان 9
. 9. و عزاه مکی إلی عطاء، و الحسن. انظر: الإیضاح ص 296 / عن عطاء. الدر المنثور 4
أ. ه من .« و هذا یقتضی- أي قول عطاء بن أبی رباح- أنه فسر الأنفال بالفیء، و هو ما أخذ من الکفار من غیر قتال » : قال ابن کثیر
.283 / تفسیره 2
. 2) ذکره النحاس عن مجاهد فی روایۀ ابن نجیح عنه. الناسخ و المنسوخ ص 184 ، و انظر: الإیضاح ص 296 )
3) فی بقیۀ النسخ: فذهب قوم ممن قال ... الخ. )
4) الأنفال: ( 41 ). ... فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ ... الآیۀ. )
175 ، و رواه أبو عبید عن ابن عباس، و مجاهد. / و قد روي النسخ ابن جریر بأسانیده عن مجاهد، و عکرمۀ، و السدي جامع البیان 9
184 ، قال النحاس: / 8، و الإیضاح ص 295 ، و تفسیر ابن کثیر 2 / 466 ، و راجع الدر المنثور 4 ، انظر: الناسخ و المنسوخ ص 465
للعلماء فی هذه الآیۀ أقوال، و أکثرهم علی أنها منسوخۀ بقوله تعالی: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ ... الآیۀ. »
و قد احتج هؤلاء بأنها لما کانت من أوّل ما نزل بالمدینۀ من قبل أن یؤمر بتخمیس الغنائم، و کان الأمر فی الغنائم کلها إلی النبی-
صلّی اللّه علیه و سلّم- وجب أن تکون منسوخۀ بجعل الغنائم حیث جعلها اللّه قائلو هذا القول یقولون: الأنفال هاهنا: الغنائم ... و ممن
انتهی بتصرف یسیر «... روي عنه هذا القول ابن عباس، و هو قول مجاهد، و عکرمۀ، و الضحاك و الشعبی، و السدي، و أکثر الفقهاء
.182 ، و اختصار من الناسخ و المنسوخ ص 181
و سیأتی قریبا- إن شاء اللّه- أن الراجح خلاف هذا، و أن الآیۀ محکمۀ.
5) کلمۀ (منهم) مبتورة فی الأصل. )
6) کلمۀ (فرأوا) ساقطۀ من الأصل. )
.6 / 284 . و السیوطی فی الدر 4 / 171 ، و ابن کثیر 2 / 7) راجع الآثار فی ذلک عند الطبري 9 )
ص: 711
و قیل: کانوا ثلاث فرق، فرقۀ اتبعت العدو، و فرقۀ حازت الغنائم، و فرقۀ لزمت النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم-، و قالت کل فرقۀ: نحن
.«1» أحق بالغنیمۀ، فنزلت، أي الأنفال للّه و الرسول، أي الحکم فیها للّه و الرسول، لا لکم
.«3» بأنها محکمۀ ظاهر «2» ( و من قال: الأنفال غیر الغنیمۀ- علی ما سبق- قال: هی محکمۀ لا غیر (و القضایا
.«5» مجاهد: الأنفال: الخمس، جمع بین الآیتین، فیکون وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مفسّرة لقوله عزّ و جلّ: قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ «4» و قول
«7» ... الآیۀ، قالوا: نسخها قوله عزّ و جلّ: یا أَیُّهَا النَّبِیُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی الْقِتالِ «6» ... الثانی: قوله عزّ و جلّ: وَ مَنْ یُوَلِّهِمْ یَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ
.5 / 283 ، و الدر المنثور 4 / 360 ، و ابن کثیر 2 / الآیتین. ( 1) انظر: تفسیر القرطبی 7
صفحۀ 186 من 308
2) هکذا فی الأصل: و القضایا. و الصواب: و القضاء. )
3) و هذا هو المتبادر إلی الذهن من الآیتین، إذ لا تعارض بینهما و لا داعی للقول بالنسخ هنا، حیث إن الآیۀ الثانیۀ وَ اعْلَمُوا أَنَّما )
غَنِمْتُمْ ... جاءت مبینۀ و مفصلۀ لما أجملته الآیۀ التی فی أول السورة فقد بینت الآیۀ الأولی أن حکم الأنفال للّه و لرسوله یحکمان فیها
(و قد تولی). سبحانه الحکم فیها بقوله: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ، وَ لِذِي الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینِ وَ
ابْنِ السَّبِیلِ ... الآیۀ، و أنها توزع أخماسا، و یؤخذ منها خمس واحد للذین ذکروا فی هذه الآیۀ، و یبقی الأخماس الأربعۀ، هی حق
للغانمین تقسّم علیهم للرجل سهم، و للفرس سهمان، و لصاحبه سهم، و له علیه الصلاة و السلام أن ینفل من الغنائم ما شاء لمن یشاء
لأسباب یراها و اللّه أعلم.
. 176 ، و الناسخ و المنسوخ للبغدادي ص 121 ، و الإیضاح لمکی ص 295 / راجع تفسیر الطبري 9
قال ابن الجوزي- و هو یناقش الأقوال فی هذه الآیۀ، و دعوي النسخ فیها:- و العجب ممن یدعی أنها منسوخۀ، فإن عامۀ ما تضمنت
أن الأنفال للّه و الرسول، و المعنی: أنهما یحکمان فیها، و قد وقع الحکم فیها بما تضمنته آیۀ الخمس، و أن أرید أن الأمر بنفل
الجیش ما أراد، فهذا حکم باق، فلا یتوجه النسخ بحال، و لا یجوز أن یقال عن آیۀ إنها منسوخۀ إلّا أن یرفع حکمها، و حکم هذه ما
. رفع، فکیف یدّعی النسخ ...؟ أ ه. نواسخ القرآن ص 344
4) فی د و ظ: بدون واو. )
. 5) انظر: الإیضاح ص 296 )
6) الأنفال ( 16 ). وَ مَنْ یُوَلِّهِمْ یَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلی فِئَۀٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ .... )
.(66 ، 7) الأنفال ( 65 )
ص: 712
.«2» فی هاتین الآیتین أن یفرّوا ممن هو أکثر من هذا العدد «1» قالوا: فأطلق
.«3» و قال الحسن: لیس الفرار من الزحف من الکبائر، و الآیۀ فی أهل بدر خاصۀ
.«4» و قال ابن عباس: هی محکمۀ، و حکمها باق إلی یوم القیامۀ، و الفرار من الزحف من الکبائر
.«5» و أکثر العلماء علی ذلک، و أیضا فهی خبر، و الخبر لا ینسخ
.«6» الثالث: قوله عزّ و جلّ: وَ ما کانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما کانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ
و لیس کما ( 1) فی ظق: و أطلق. ،«9» «8» منسوخۀ بما بعدها، وَ ما لَهُمْ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ «7» قالوا: هی
203 ، و الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 184 ، و / 2) روي دعوي النسخ هنا عن عطاء بن أبی رباح، کما فی جامع البیان للطبري 9 )
38 . و راجع کلام ابن حزم الظاهري فی الجمع بین هذه الآیات فی الأحکام فی أصول / الإیضاح ص 297 ، و انظر: الدر المنثور 4
.92 ،91 / الأحکام 4
202 ، و الناسخ و المنسوخ ص 184 ، و زاد السیوطی نسبته إلی ابن أبی / 3) أخرجه الطبري، و النحاس عن الحسن. جامع البیان 9 )
شیبۀ، و عبد بن حمید، و ابن المنذر، و أبی الشیخ.
. 37 ، و راجع الإیضاح ص 297 / انظر: الدر المنثور 4
و قد ذهب قوم منهم ابن عباس، و أبو سعید الخدري و الحسن، و ابن جبیر، و قتادة، و الضحاك. إلی أنها فی أهل » : قال ابن الجوزي
. أ. ه نواسخ القرآن ص 344 « بدر خاصۀ
. 203 ، و الناسخ و المنسوخ ص 185 ، و انظر: الإیضاح ص 197 / 4) أخرجه الطبري، و النحاس. انظر: جامع البیان 9 )
/ 5) و هذا هو الصحیح، و هو الذي مال إلیه ابن جریر الطبري، و النحاس و مکی، و ابن الجوزي، و القرطبی. انظر: جامع البیان 9 )
صفحۀ 187 من 308
.382 / 203 ، و الناسخ و المنسوخ ص 185 ، و الإیضاح ص 297 ، و نواسخ القرآن ص 346 ، و الجامع لأحکام القرآن 7
و هذا أولی ما قیل فیه، و لا یجوز أن تکون منسوخۀ، لأنه خبر و وعید و لا ینسخ » :- قال النحاس- بعد أن روي الأحکام عن ابن عباس
الوعید کما لا ینسخ الوعد ... أ. ه. قال مکی:
أ. ه. انظر المصدرین السابقین. « و علیه أهل النظر و الفهم »
.( 6) الأنفال ( 33 )
7) (هی) ساقطۀ من ظ. )
8) الأنفال ( 34 ). وَ ما لَهُمْ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَ هُمْ یَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ ما کانُوا أَوْلِیاءَهُ .... )
238 ، و زاد السیوطی نسبتها / 9) دعوي النسخ هنا مرویۀ عن عکرمۀ، و الحسن. کما فی جامع البیان 9 )
ص: 713
العذاب بهم فی ذلک الوقت أنک کنت فیهم، و ما «1» ( قالوا، و السورة مدنیۀ، ذکر فیها ما فعلوه بمکۀ، فقیل: إنما منعهم من (الإنزال
أن یکون النبی صلّی اللّه علیه و سلّم بین :«3» إلّا بعد إخراج نبیّهم من بینهم، فالعذاب لا ینزل مع حالین: إحداهما «2» عذّب اللّه قوما
القوم أو یستغفرون و یتوبون، و هؤلاء ما استغفروا و لا تابوا، و لا نبیّهم بینهم، فما لهم أن لا یعذبهم اللّه؟.
و صدّهم « و هم یصدون عن المسجد الحرام » : و عبّر عن إخراج النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم- و عن ترك التوبۀ و الاستغفار بقوله
رسول اللّه- صلّی اللّه علیه و سلّم- عن المسجد الحرام و ترکهم الاستغفار:
مفهوم من قوله عزّ و جلّ: وَ هُمْ یَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ لأنهم لو آمنوا و استغفروا لما صدّوا عنه، و ما صدّوه عن المسجد الحرام،
إلّا بعد خروجه من بینهم، فکأنه قیل:
.«4» وَ ما لَهُمْ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ و لست بین ظهرانیهم، و لیسوا بمستغفرین و لا تائبین
و لیس کذلک، إنما ،«6» قالوا: هو منسوخ بآیۀ السیف ،«5» الرابع: قوله عزّ و جلّ: قُلْ لِلَّذِینَ کَفَرُوا إِنْ یَنْتَهُوا یُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ
57 ، و رواه ابن الجوزي عن ابن عباس- رضی اللّه عنهما- و رده. / أمره اللّه بدعوتهم إلی الإسلام، إلی ابن أبی حاتم. الدر المنثور 4
. نواسخ القرآن ص 346 ، و ذکره النحاس عن الحسن و رده، و کذلک مکی. انظر: الناسخ و المنسوخ ص 186 ، و الإیضاح ص 298
1) هکذا فی الأصل: من الإنزال. و فی بقیۀ النسخ: من إنزال. و هو الصواب. )
2) فی بقیۀ النسخ: و ما عذب اللّه أمۀ من الأمم ... الخ. )
3) فی د و ظ: أحدهما. )
4) قال الإمام الطبري- مؤیدا لأحکام الآیۀ و مفندا للقول بالنسخ-: و أولی هذه الأقوال عندي بالصواب، قول من قال: تأویله: و ما )
کان اللّه لیعذبهم و أنت فیهم یا محمد و بین أظهرهم مقیم، حتی أخرجک من بین أظهرهم، لأنی لا أهلک قریۀ و فیها نبیها، و ما
کان اللّه معذبهم و هم یستغفرون من ذنوبهم و کفرهم، و لکنهم لا یستغفرون من ذلک، بل هم مصرون علیه، فهم للعذاب مستحقون
و لا وجه لقول من قال: ذلک منسوخ بالآیۀ التی بعدها، لأنه خبر، و الخبر لا یجوز أن یکون فیه نسخ، و إنما ...» : إلی أن قال » ...
.238 / أ. ه. جامع البیان 9 « یکون النسخ للأمر و النهی
. و کذلک رد دعوي النسخ النحاس ص 186 ، و مکی ص 298 ، و ابن الجوزي فی نواسخ القرآن ص 346
.( 5) الأنفال ( 38 )
منسوخۀ بقوله تعالی: وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّی لا تَکُونَ فِتْنَۀٌ ...* الآیۀ 39 من سورة الأنفال، و الآیۀ 193 من سورة البقرة. » : 6) قال ابن حزم )
. 224 ، و الکرمی ص 113 / الناسخ و المنسوخ ص 39 . و کذلک قال ابن سلامۀ ص 181 ، و ابن البارزي ص 34 . و الفیروزآبادي 1
ص: 714
صفحۀ 188 من 308
.«1» و وعدهم الغفران علی ترك الکفر، و الهلاك إن عادوا إلی قتاله
.«2» و إنه یفعل بهم ما فعل بالأولین، و هم الذین قتلوا یوم بدر
قیل: نزلت فی الیهود، ثم نسخت بقوله عزّ و جلّ: قاتِلُوا ،«3» الخامس: قوله عزّ و جلّ: وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَ تَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ
و لیس هذا ،«6» «5» وَ لا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ ... إلی قوله عزّ و جلّ: ... حَتَّی یُعْطُوا الْجِزْیَۀَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ «4» الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
بنسخ، لأن إعطاء الجزیۀ میل إلی السلم.
.«8» و لا هذا أیضا، لأن هذا محمول علی من لم یکن بیننا و بینهم صلح «7» و قال قتادة: نسخها: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ
1) فی د: إلی قاله!. )
.247 / 2) راجع تفسیر الطبري 9 )
.( 3) الأنفال ( 61 )
4) إلی هنا ینتهی نص الآیۀ فی بقیۀ النسخ. )
5) التوبۀ ( 29 ). قاتِلُوا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ لا یُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ، وَ لا یَدِینُونَ دِینَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِینَ )
أُوتُوا الْکِتابَ حَتَّی یُعْطُوا الْجِزْیَۀَ ....
6) أخرجه أبو عبید عن ابن عباس، و زاد السیوطی نسبته إلی ابن المنذر و ابن أبی حاتم، و ابن مردویه، کلهم عن ابن عباس. )
34 ، و قال به ابن حزم فی الناسخ / 99 ، و رواه ابن جریر عن عکرمۀ، و الحسن. جامع البیان 10 / الناسخ و المنسوخ ص 424 ، و الدر 4
. و المنسوخ ص 39 . و حکاه مکی دون عزو. انظر الإیضاح ص 300
7) التوبۀ: ( 5). و هی الآیۀ التی تسمی بآیۀ السیف، و انظر: الناسخ و المنسوخ لقتادة ص 42 ، و للنحاس ص 188 ، و تفسیر الطبري )
39 ، و بهامشه معالم التنزیل، و انظر کذلک: الدر المنثور / 34 ، و الإیضاح ص 300 ، و قلائد المرجان ص 113 ، و تفسیر الخازن 3 /10
.40 ،39 / 99 ، و تفسیر القرطبی 8 /4
فأمّا ما قاله قتادة، و من قال مثل قوله من أن هذه الآیۀ منسوخۀ. فقول لا » :- 8) قال الطبري- مفندا لدعوي النسخ المرویۀ عن قتادة )
دلالۀ علیه من کتاب و لا سنۀ، و لا فطرة عقل، فالناسخ لا یکون إلا ما نفی حکم المنسوخ من کل وجه، فأمّا ما کان بخلاف ذلک
فغیر کائن ناسخا، و آیۀ (براءة) غیر ناف حکمها آیۀ (الأنفال)، لأن آیۀ الأنفال إنما عنی بها بنو قریظۀ، و کانوا یهودا أهل کتاب، و قد
أذن اللّه- جلّ ثناؤه- للمؤمنین بصلح أهل الکتاب، و متارکتهم الحرب، علی أخذ الجزیۀ منهم، و أما آیۀ (براءة) فإنما عنی بها
مشرکوا العرب من عبدة الأوثان الذین لا یجوز قبول الجزیۀ منهم، فلیس فی إحدي الآیتین نفی حکم الأخري، بل کل واحدة منهما
.34 / أ. ه ببعض الاختصار من جامع البیان 10 « محکمۀ فیما أنزلت فیه
ص: 715
.«2» فَلا تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَی السَّلْمِ وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ «1» : و عن ابن عباس- رضی اللّه عنهما- نسخها
أمره فی سورة (الأنفال) بالصلح إن جنحوا إلیه، و ابتدءوا بطلبه، و فی سورة (القتال) نهاه أن یکون «3» ( و قیل فی الجواب عنه: (و إنما
هو المبتدئ بالصلح.
.«5» ما فی (القتال) بناسخ لها «4» ( فالآیۀ محکمۀ، (لیس
السادس: قوله عزّ و جلّ: یا أَیُّهَا النَّبِیُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی الْقِتالِ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ مِائَۀٌ
.«6» یَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا
فأوجب اللّه عزّ و جلّ علی الواحد أن یقف لعشرة من الکفّار، قال ابن عباس:
العدد قلیل، فلمّا کثروا، نسخ ذلک بقوله عزّ و جلّ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْکُمْ ... إلی قوله سبحانه: ... وَ اللَّهُ مَعَ «7» ( و کان هذا (و
صفحۀ 189 من 308
1) و کتبت الآیۀ فی النسخ بالواو. و هو خطأ. ) .«9» «8» الصَّابِرِینَ
.( 2) سورة محمد: صلّی اللّه علیه و سلّم ( 35 )
و ذکر هذا عن ابن عباس: النحاس فی الناسخ و المنسوخ ص 188 ، و مکی فی الإیضاح ص 300 . و أخرجه أبو الشیخ عن السدي کما
.98 / فی الدر المنثور 4
3) هکذا فی الأصل: و إنما. و فی بقیۀ النسخ: إنما. و هو الصواب. )
4) هکذا فی الأصل: لیس. بدون واو. و فی بقیۀ النسخ: و لیس. و هو الصواب. )
5) انظر: الإیضاح ص 300 ، و هنا یحسن أن أنقل ما ذکره الخازن أثناء حدیثه عن هذه الآیۀ وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ .... حیث یقول: قیل: )
إن الآیۀ تتضمن الأمر بالصلح إذا کان فیه مصلحۀ ظاهرة، فإن رأي الإمام أن یصالح أعداءه من الکفار و فیه قوة فلا یجوز أن یهادنهم
سنۀ کاملۀ، و إن کانت القوة للمشرکین جاز أن یهادنهم عشر سنین، و لا تجوز الزیادة علیها اقتداء بالنبی- صلّی اللّه علیه و سلّم-.
39 . و راجع الوجیز لأبی حامد / فإنه صالح أهل مکۀ مدة عشرة سنین، ثم إنهم نقضوا العهد قبل انقضاء المدة أ. ه. من تفسیره 3
.204 / الغزالی 2
.( 6) الأنفال ( 65 )
7) سقطت الواو من الأصل، فأحدث اشکالا فی خبر کان. و فی بقیۀ النسخ: و کان هذا و العدد قلیل. )
8) الأنفال ( 66 ). الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْکُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیکُمْ ضَ عْفاً، فَإِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ مِائَۀٌ صابِرَةٌ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ أَلْفٌ یَغْلِبُوا )
أَلْفَیْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِینَ.
9) أخرجه أبو عبید فی الناسخ و المنسوخ ص 422 ، و رواه ابن جریر الطبري، و النحاس، و ابن الجوزي عن ابن عباس. جامع البیان )
39 ، و الناسخ و المنسوخ ص 189 ، نواسخ القرآن ص 351 ، و ذکره البغدادي فی الناسخ و المنسوخ ص 140 ، لکن لم یصرح /10
102 فما / الطبري و النحاس بذکر النسخ، و إنما فیهما التخفیف، و المعنی متقارب، باعتبار أن التخفیف نسخ. و راجع الدر المنثور 4
بعدها.
ص: 716
و حق الناسخ أن یرفع ،«1» و لا شک فی أن هذه منسوخۀ بهذه، و أما من قال: لیس هذا بنسخ، و إنما هو تخفیف و نقص من العدد
ذلک بمحرّم علیه: «2» حکم المنسوخ کله، و لم یرتفع، و هی باقیۀ علی حکمها، لأن من وقف لعشرة فأکثر، فهو مثاب مأجور، و لیس
فإنه عن المعرفۀ بمعزل، لأن الوقوف للعشرة کان واجبا فرضا علی الواحد، و لیس هو الآن بواجب، فقد ارتفع ذلک الحکم کله و نسخ
.«3»
.«6» له أسري حتی یثخن فی الأرض «5» کان لنبی أن تکون «4» السابع: قوله عزّ و جلّ: ما
و مکان ابن عباس من العلم یجل ،«7» و روي عن ابن عباس- رضی اللّه عنهما- أنها منسوخۀ بقوله عزّ و جلّ فَإِمَّا مَنا بَعْدُ وَ إِمَّا فِداءً
عن هذا، و هل هذا إلّا عتاب للنبی- صلّی اللّه علیه و سلّم-، لما أسر أهل بدر و لم یقتلهم و قبل منهم الفداء؟!. ( 1) فی بقیۀ النسخ: و
نقص من العدة.
2) فی بقیۀ النسخ: لیس. بدون واو. )
قال: و من .« بیان شروط الناسخ و المنسوخ » 301 . و کان مکی قد تحدث عن هذا تحت عنوان باب ، 3) انظر: الإیضاح ص 300 )
شروطه: أنه یجوز أن ینسخ الأثقل بالأخف ... أ. ه. من المصدر نفسه ص 110 . و قد اکتفی کثیر من العلماء بالقول بالنسخ دون ذکر
67 ، و الخازن فی / للأحکام، منهم ابن حزم الأنصاري ص 39 ، و ابن سلامۀ ص 177 ، و ابن البارزي ص 35 ، و السیوطی فی الاتقان 3
.266 / 324 . و حکی الزرقانی القولین، و انتصر للقول بالنسخ. مناهل العرفان 2 / 40 ، و ابن کثیر 2 / تفسیره 3
صفحۀ 190 من 308
4) فی الأصل: (و ما کان) خطأ. )
.277 / 495 ، و النشر 2 / 5) فی النسخ هکذا بالتاء. و هی قراءة أبی عمرو البصري، و قرأ باقی السبعۀ بالیاء. الکشف 1 )
.( 6) الأنفال ( 67 )
7) سورة محمد صلّی اللّه علیه و سلّم؛ ( 4). فَإِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا فَ َ ض رْبَ الرِّقابِ حَتَّی إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنا بَعْدُ وَ )
إِمَّا فِداءً حَتَّی تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ... الآیۀ.
و قد روي هذا القول النحاس بإسناده عن ابن عباس، و نسبه ابن الجوزي إلی ابن عباس، و مجاهد فی آخرین، و ذکره مکی عن ابن
عباس انظر: الناسخ و المنسوخ ص 190 ، و نواسخ القرآن ص 352 ، و الإیضاح ص 301 . و رواه أبو عبید عن السدي. انظر: الناسخ و
.« ضعیف » : المنسوخ ص 451 . قلت: و ما رواه النحاس مسندا إلی ابن عباس، فأحد رجال السند بکر بن سهل الدمیاطی. قال النسائی
صدوق، کثیر » : 346 . و بکر هذا روي عن عبد اللّه بن صالح (أبو صالح المصري)، قال ابن حجر / انظر: میزان الاعتدال للذهبی 1
.423 / التقریب 1 .« الغلط
ص: 717
الفداء، و لقتلهم وقت نزول هذه الآیۀ، و لرجع عن قبوله، و قد قال عزّ و جلّ: فَکُلُوا «1» و لو کان هذا تحریما و منعا لم یجز أن یأخذ
قیل: أراد الفداء، لأنه من جملۀ الغنائم، علی أن هذه الآیۀ قد أباحت المن و قبول الفداء بعد الإثخان، و آیۀ ،«2» مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا
.«3» القتال نزلت بعد الإثخان، فهما فی معنی واحد، و لا نسخ
.«4» الثامن: قوله عزّ و جلّ: وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یُهاجِرُوا ما لَکُمْ مِنْ وَلایَتِهِمْ مِنْ شَیْءٍ حَتَّی یُهاجِرُوا
فی تفسیر هذا. فقیل: معناه: ما لکم من میراثهم من شیء حتی یهاجروا، أي أنهم لمّا لم یهاجروا لم یتوارثوا، فلا میراث «5» و اختلف
بین المسلم المهاجر و المسلم الذي لم یهاجر، ثم نسخ ذلک بقوله عزّ و جلّ: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُ هُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی کِتابِ اللَّهِ مِنَ
.«7» أي أولی بمیراث بعض ،«6» الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُهاجِرِینَ
و قیل: کان المسلمون المهاجرون و الأنصار یتوارثون، یرث بعضهم بعضا، و قیل لبث المسلمون زمانا یتوارثون بالهجرة، و لا یرث
،«11» بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ «10» أُولُوا الْأَرْحامِ «9» عزّ و جل: وَ «8» المؤمن الذي لم یهاجر، من قریبه المهاجر شیئا، فنسخ ذلک بقوله
1) فی ظ: أن یأخذوا. )
.( 2) الأنفال ( 69 )
3) و هذا هو الصحیح، و هو ما رجحه أبو عبید، و النحاس، و مکی، و ابن الجوزي انظر: الناسخ و المنسوخ لأبی عبید ص 456 ، و )
. النحاس ص 190 ، و الإیضاح ص 302 ، و نواسخ القرآن ص 352
.( 4) الأنفال ( 72 )
5) فی بقیۀ النسخ: اهتلف. )
.( 6) الأحزاب ( 6 )
52 . و انظر: الناسخ و المنسوخ لقتادة ص 43 ، و ابن حزم ص 39 ، و النحاس ص / 7) أخرجه الطبري عن ابن عباس. جامع البیان 10 )
. 191 و الإیضاح لمکی ص 305
قال مکی: فذکر هذه الآیۀ- علی قول قتادة- فی الناسخ و المنسوخ: حسن، لأنه قرآن نسخ قرآنا، و ذکرها علی الأقوال الأخري لا یلزم
لأنها لم تنسخ قرآنا، إنما نسخت أمرا کانوا علیه أه المصدر نفسه.
8) فی بقیۀ النسخ: قوله. )
9) سقطت الواو من ظ. )
صفحۀ 191 من 308
10 ) إلی هنا ینتهی نص الآیۀ فی بقیۀ النسخ. )
.53 / 11 ) رواه الطبري بنحوه عن قتادة. جامع البیان 10 )
ص: 718
الأرحام المهاجرین بعضهم أولی «1» و الظاهر أن قوله عزّ و جلّ: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ لیس بناسخ لما ذکروه، و إنّما المعنی: أن أولی
المهاجرین: أولی من التوارث بالهجرة، و إذا اجتمع القرابۀ و الهجرة، کان «3» و القرابۀ من ،«2» ببعض، أي أن الموارثۀ من الرحم
.«4» ذلک مقدما علی مجرد الهجرة الذي کانوا یتوارثون به، و إنّما نسخها آیۀ المواریث
الولی فی اللغۀ: الناصر، لأن قوله عزّ و جلّ: وَ «7» و لیس کما قال، و لو کان ،«6» تکون الولایۀ بمعنی: النصرة «5» و اختار الطبري أن
.«8» إِنِ اسْتَنْصَرُوکُمْ فِی الدِّینِ فَعَلَیْکُمُ النَّصْرُ: یرد ذلک
و عن ابن عباس- رضی اللّه عنهما- أن النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم- لمّا آخی بین أصحابه کانوا یتوارثون بذلک ثم نسخ بالآیۀ
1) فی د: أن أولوا. خطأ نحوي واضح. ) .«9» المذکورة
2) فی بقیۀ النسخ: بالرحم. )
3) فی بقیۀ النسخ: بین المهاجرین. )
. 4) انظر الناسخ و المنسوخ للبغدادي ص 145 )
5) فی ظ: بأن تکون. )
.56 / 6) انظر نص کلام الطبري فی: جامع البیان 10 )
7) فی بقیۀ النسخ: و إن کان. )
أن الذي یستعرض آیات السورة و المواضیع التی تعالجها، یجد أن الحق مع الإمام الطبري، لأنه لا مکان للمیراث فیها، » : 8) و أقول )
لأنها بصدد الحدیث عن القتال و أسبابه و نتائجه، و الآیات فی آخر السورة تتحدث عن ولایۀ المؤمنین بعضهم لبعض، بمعنی النصرة
احتج الذاهبون إلی أن المراد من هذه الولایۀ: الإرث بأن قالوا: لا یجوز أن یکون » : و المحبۀ و المودة. و اللّه أعلم. یقول الفخر الرازي
المراد منها: الولایۀ بمعنی النصرة، و الدلیل علیه أنه تعالی عطف علیه قوله: وَ إِنِ اسْتَنْ َ ص رُوکُمْ فِی الدِّینِ فَعَلَیْکُمُ النَّصْ رُ و لا شک أن
ذلک عبارة عن الموالاة فی الدین، و المعطوف مغایر للمعطوف علیه، فوجب أن یکون المراد بالولایۀ المذکورة أمرا مغایرا لمعنی
النصرة، و هذا الاستدلال ضعیف، لأنّا حملنا تلک الولایۀ علی التعظیم و الإکرام و هو أمر مغایر للنصرة، أ لا تري أن الإنسان قد ینصر
بعض أهل الذمۀ فی بعض المهمات، و قد ینصر عبده و أمته، بمعنی: الإعانۀ، مع أنه لا یوالیه، بمعنی التعظیم و الإجلال، فسقط هذا
. 210 . و راجع نواسخ القرآن لابن الجوزي ص 355 / أ ه من تفسیره 15 « الدلیل
9) أي بالآیۀ المذکورة سابقا: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُ هُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی کِتابِ اللَّهِ ... الآیۀ. و قد روي هذا بنحوه النحاس عن ابن )
118 . کما / عباس. الناسخ و المنسوخ ص 191 . و أخرجه الطیالسی، و الطبرانی، و أبو الشیخ، و ابن مردویه. انظر: الدر المنثور 4
.114 / أخرجه- أیضا- ابن مردویه، و ابن أبی حاتم. بلفظ أطول. المصدر نفسه 4
. و ذکره مکی عن ابن عباس. انظر: الإیضاح ص 305
ص: 719
.«1» و قیل: وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یُهاجِرُوا یراد به الأعراب الذین آمنوا و لم یهاجروا، لا میراث بینهم و بین أقاربهم ممن هاجر
.«2» التاسع: قوله عزّ و جلّ: وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوکُمْ فِی الدِّینِ فَعَلَیْکُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلی قَوْمٍ بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَهُمْ مِیثاقٌ
قالوا: کان بین النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم- و بین أحیاء من العرب موادعۀ، لا یقاتلهم و لا یقاتلونه، و إن احتاج إلیهم عاونوه، و إن
.«3» احتاجوا إلیه عاونهم، فصار ذلک منسوخا بآیۀ السیف
صفحۀ 192 من 308
و الصحیح أنها فی المسلمین الذین لم یهاجروا، إما الذین بقوا بمکۀ، و إما الأعراب المسلمین، الذین لم یهاجروا، و الثانی: قول ابن
لأنهم- أعنی الفریقین- من جملۀ المسلمین، لهم ما لهم من نصر المسلم المسلم، و علیهم ما علیهم من الوفاء بعهد ،«4» عباس
و راجع الکلام علی قوله تعالی: وَ الَّذِینَ عَقَدَتْ أَیْمانُکُمْ فَآتُوهُمْ نَصِ یبَهُمْ ص: 660 . و هو الموضع الخامس .«5» المعاهدین و میثاقهم
عشر من سورة النساء.
1) أخرجه بنحوه أبو عبید عن ابن عباس. الناسخ و المنسوخ ص 475 ، و ابن الجوزي فی نواسخ القرآن ص 354 ، و هو قول عکرمۀ. )
انظر: الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 191 ، و الإیضاح ص 305 و عزاه ابن الجوزي إلی عکرمۀ، و الحسن. انظر: المصدر السابق.
2) جزء من الآیۀ السابقۀ 72 من سورة الأنفال. )
. 3) انظر: الناسخ و المنسوخ لابن سلامۀ ص 180 ، و قلائد المرجان ص 115 )
.329 / 54 ، و انظر: تفسیر ابن کثیر 2 / 4) رواه عنه ابن جریر الطبري. جامع البیان 10 )
5) و هذا استثناء، و قد سبق مرارا أن الاستثناء لیس بنسخ، و اللّه أعلم. )
ص: 720
سورة التوبۀ
فیها ثمانیۀ مواضع:
«2» قالوا: هو منسوخ بقوله عزّ و جلّ: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ حَیْثُ وَجَ دْتُمُوهُمْ ،«1» الأول: قوله عزّ و جلّ: فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَۀَ أَشْهُرٍ
و إنما قال عزّ و جلّ ذلک بعد انسلاخ الأشهر الحرم، و هذه مدة الذین نقضوا عهد رسول اللّه- صلّی اللّه علیه و سلّم-، و أما ،«3»
.«4» الذین لم ینقضوه شیئا و لم یظاهروا علیه أحدا، فقد أمرنا بأن نتم عهدهم إلی مدتهم
1) الآیۀ الثانیۀ من سورة التوبۀ. ) .«5» الثانی: قوله عزّ و جلّ: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ... إلی قوله عزّ و جلّ: کُلَّ مَرْصَدٍ
2) الآیۀ الخامسۀ من سورة التوبۀ. )
. 3) انظر: الناسخ و المنسوخ لأبی عبید ص 425 ، و ابن حزم ص 40 ، و ابن سلامۀ ص 182 ، و قلائد المرجان ص 116 )
إلی «... زعم بعض ناقلی التفسیر ممن لا یري ما ینقل، أن التأجیل منسوخ بآیۀ السیف » :- قال ابن الجوزي- مبطلا لدعوي النسخ هنا
أن قال: ... و قوله فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ. قال الحسن: یعنی الأشهر التی قیل لهم فیها فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَۀَ أَشْهُرٍ، و علی هذا
.359 - البیان فلا نسخ أصلا ... أ ه نواسخ القرآن ص 357
. 4) انظر: الإیضاح: ص 308 )
. أه الناسخ و المنسوخ ص 195 «... و هذا أحسن ما قیل فی الآیۀ » : قال النحاس
.63 ،62 / و هو ما رجحه الطبري و انتصر له. انظر: جامع البیان 10
5) تقدم عزوها قریبا، و نص الآیۀ: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ )
کُلَّ مَرْصَدٍ ... الآیۀ.
ص: 721
فَإِنْ تابُوا وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا :«2» نسخت بقوله عزّ و جلّ فی آخرها ،«1» قالوا: هذه الآیۀ التی نسخت مائۀ و أربعا و عشرین آیۀ
.«3» الزَّکاةَ فَخَلُّوا سَبِیلَهُمْ
خبط جاهل فی کتاب اللّه، إنما قال عزّ و جلّ: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ ما قال: اقتلوا المسلمین. و قال «4» و لا یقول مثل هذا ذو علم، إنما هو
الحسن، و الضحاك، و السدي، و عطاء: هی منسوخۀ من وجه آخر، و ذلک أنها اقتضت قتل المشرکین علی کل حال، فنسخت بقوله
صفحۀ 193 من 308
.«6» فلا یحل قتل أسیر صبرا ،«5» عزّ و جلّ: فَإِمَّا مَنا بَعْدُ وَ إِمَّا فِداءً
و قال قتادة، و مجاهد: بل هی ناسخۀ لقوله عزّ و جلّ: فَإِمَّا مَنا بَعْدُ وَ إِمَّا فِداءً، فلا یجوز فی أسري المشرکین إلّا القتل دون المن و
و قد ذکر بعض من لا فهم له من ناقلی التفسیر أن هذه الآیۀ- و هی آیۀ السیف- نسخت من القرآن » : 1) قال ابن الجوزي ) .«7» الفداء
مائۀ و أربعا و عشرین آیۀ ثم صار آخرها ناسخا لأولها، و هو قوله: فَإِنْ تابُوا وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّکاةَ فَخَلُّوا سَبِیلَهُمْ. و هذا سوء
. أ. ه ص 360 « فهم، لأن المعنی: اقتلوهم و أسروهم، إلا أن یتوبوا من شرکهم، و یقروا بالصلاة و الزکاة فخلّوا سبیلهم و لا تقتلوهم
قلت: و قد تقدم کلام السخاوي و رده علی من قال: أن آیۀ السیف نسخت أربعا و عشرین و مائتی آیۀ؛ و شنع علی القائلین بذلک، و
. ذلک فی آخر سورة الأنعام. ص 705
2) أي فی آخر آیۀ السیف السالفۀ الذکر. )
3) حکی دعوي النسخ هنا ابن حزم ص 40 ، و ابن سلامۀ ص 184 ، قال مکی- بعد أن حکی القول بالنسخ عن ابن حبیب الذي قال: )
أن الآیۀ منسوخۀ، مستثنی منها بقوله فَإِنْ تابُوا ...- قال:
و لا یجوز فی هذا نسخ، لأنها أحکام لأصناف من الکفار، حکم اللّه علی قوم بالقتل إذا أقاموا علی کفرهم، و حکم لقوم بأنهم إذا »
آمنوا و تابوا أن لا یعرض لهم، و أخبر بالرحمۀ و المغفرة لهم، و حکم لمن استجار بالنبی- علیه السلام- و أتاه أن یجیره و یبلغه إلی
موضع یأمن فیه، فلا استثناء فی هذا، إذ لا حرف فیه للاستثناء، و لا نسخ فیه، إنما کل آیۀ فی حکم منفرد، و فی صنف غیر الصنف
. أ. ه الإیضاح ص 311 « الآخر، فذکر النسخ فی هذا و هم، و غلط ظاهر، و علینا أن نبیّن الحق و الصواب
4) (هو): ساقط من ظ. )
. 5) سورة محمد صلّی اللّه علیه و سلّم 4 )
.73 / 6) انظر: الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 197 ، و الإیضاح ص 309 ، و نواسخ القرآن ص 359 ، و تفسیر القرطبی 8 )
و سیأتی قریبا- ان شاء اللّه- أن هذا القول مرجوح و أن الآیتین محکمتان.
7) ذکر هذا القول النحاس فی المصدر السابق ص 198 ، دون أن یعزوه لأحد، و ذکره مکی معزوا إلی قتادة، و مجاهد. الایضاح ص )
.73 / 309 . و کذلک ابن الجوزي فی نواسخ القرآن ص 360 ، و القرطبی 8
ص: 722
أما قوله عزّ و جلّ: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ، فإنه قال بعد ذلک: وَ خُذُوهُمْ، أي للمن ،«1» و قال ابن زید: الآیتان محکمتان
و الفداء، علی حسب ما یري الإمام، و قد فعل جمیع ذلک رسول اللّه- صلّی اللّه علیه و سلّم-، فقتل من الأسري یوم بدر: عقبۀ ابن
.«2» أبی معیط، و النضر بن الحارث، و منّ علی قوم و قبل الفدیۀ من قوم
.«3» الثالث: قوله عزّ و جلّ: ... إِلَّا الَّذِینَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَکُمْ فَاسْتَقِیمُوا لَهُمْ
و کیف یکون الاستثناء نسخا، و لم یدخل فی الأول فی مراد ،«5» و هذا مستثنی و لیس بناسخ لما تقدم ،«4» قالوا: نسخ بآیۀ السیف
المتکلم؟ و لو قال قائل: اضرب القوم إلّا زیدا، لم یکن زید داخلا فی المضروبین فی نیّۀ المتکلم، و قد انکشف ذلک للسامع أیضا.
قالوا: نسخ جمیع ذلک ،«6» الرابع: قوله عزّ و جلّ: وَ الَّذِینَ یَکْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّۀَ ...، إلی قوله عزّ و جلّ: ... فَذُوقُوا ما کُنْتُمْ تَکْنِزُونَ
.«7» بآیۀ الزکاة
و عن عمر بن عبد العزیز- رحمه اللّه-: أراها منسوخۀ بقوله عزّ و جلّ: خُذْ مِنْ ( 1) فی ظ: المحکمتان.
2) و هذا هو الصحیح، و علیه عامۀ الفقهاء، کما ذکره النحاس، و مکی و ابن الجوزي و القرطبی. )
انظر: المصادر السابقۀ. و سیأتی مزید بیان لهذا- ان شاء اللّه تعالی- عند قوله تعالی: فَإِمَّا مَنا بَعْدُ وَ إِمَّا فِداءً ... الآیۀ 4 من سورة محمد
. صلّی اللّه علیه و سلّم ص 836
صفحۀ 194 من 308
3) التوبۀ: ( 7). و أولها: کَیْفَ یَکُونُ لِلْمُشْرِکِینَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِینَ عاهَدْتُمْ .... )
. 4) حکی النسخ هنا ابن سلامۀ ص 185 ، و ابن الجوزي فی نواسخ القرآن ص 362 ، و ابن البارزي ص 35 )
5) و لذلک أعرض ابن حزم، و النحاس، و مکی و غیرهم من المفسرین، أعرضوا عن ذکرها فی الناسخ و المنسوخ، و إن کان ابن )
الجوزي قد حکاه فی نواسخ القرآن، إلا أن عبارته فی المصفّی بأکفّ أهل الرسوخ، و زاد المسیر تنبئ بعدم قبوله لدعوي النسخ،
.401 /3 ، انظر: المصدرین المذکورین ص 38 «... زعم بعضهم أنها منسوخۀ بآیۀ السیف » : حیث قال
35 ). ... وَ الَّذِینَ یَکْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّۀَ وَ لا یُنْفِقُونَها فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِیمٍ* یَوْمَ یُحْمی عَلَیْها فِی نارِ ، 6) التوبۀ: ( 34 )
جَهَنَّمَ فَتُکْوي بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هذا ما کَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِکُمْ فَذُوقُوا ما کُنْتُمْ تَکْنِزُونَ.
.230 / 7) قاله ابن حزم ص 40 ، و ابن سلامۀ ص 185 ، و ابن البارزي ص ( 35 )، و الکرمی ص 117 ، و الفیروزآبادي 1 )
ص: 723
.«2» و الصحیح أنها محکمۀ غیر منسوخۀ .«1» أَمْوالِهِمْ صَدَقَۀً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَکِّیهِمْ بِها
و الکنز عند العلماء: کل مال وجبت فیه الزکاة، و لم تؤد زکاته.
قال ابن عمر- رضی اللّه عنه-: (کل مال أدیت زکاته فلیس بکنز، و إن کان مدفونا، و کل مال لم تؤد زکاته فهو کنز یکوي به
.«3» ( صاحبه و إن لم یکن مدفونا
هی فیمن لم یؤد زکاته من المسلمین، و فی أهل الکتاب کلهم، لأنهم یکنزون و لا ینفقون فی » :- و عن ابن عباس- رضی اللّه عنهما
.«4» « سبیل اللّه، و إنما ینفق فی سبیل اللّه المؤمنون
قالوا: نسخ هذه ،«5» الخامس: قوله عزّ و جلّ: إِلَّا تَنْفِرُوا یُعَذِّبْکُمْ عَذاباً أَلِیماً ... إلی قوله عزّ و جلّ: ... ذلِکُمْ خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
.( 1) التوبۀ ( 103 ) .«8» و رووا ذلک عن ابن عباس ،«7» وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّۀً :«6» الآیات قوله عزّ و جلّ
179 ، و / و قد أخرج هذا ابن أبی حاتم، و أبو الشیخ عن عراك بن مالک، و عمر بن عبد العزیز- رحمهما اللّه- انظر: الدر المنثور 4
و روي عن ابن شهاب مثل قول عمر فی » رواه عنهما ابن الجوزي فی نواسخ القرآن ص 364 . و ذکره عنهما مکی ص 314 . و قال
أه. « الآیۀ، فهی محکمۀ مخصوصۀ فی الزکاة
و قد زعم بعض نقلۀ التفسیر أنه کان یجب علیهم إخراج ذلک فی أول » :- 2) قال ابن الجوزي- أثناء مناقشته للأقوال فی هذه الآیۀ )
. أ. ه نواسخ القرآن ص 364 « الإسلام، ثم نسخ بالزکاة، و فی هذا القول بعد
. 118 ، و نواسخ القرآن ص 363 / 3) أخرجه ابن جریر، و ابن الجوزي بسندیهما عن ابن عمر- رضی اللّه عنهما- جامع البیان 10 )
/ 256 ، و الدر المنثور 4 / 324 ، و الموطأ مع شرحه المسوي 1 / 271 فما بعدها، 8 / و راجع صحیح البخاري مع شرحه فتح الباري 3
.177
.125 / أ. ه، من تفسیره 8 « و هو الصحیح » :- قال القرطبی- بعد أن حکی الأقوال فی ذلک
هی خاصۀ » :- و قال: هی خاصۀ و عامۀ،- یعنی بقوله خاصۀ و عامۀ .« هم أهل الکتاب » : 4) أخرج ابن جریر بسنده إلی ابن عباس قال )
/ أ. ه جامع البیان 10 « من المسلمین فیمن لم یؤد زکاة ماله منهم، و عامۀ فی أهل الکتاب لأنهم کفار لا تقبل منهم نفقاتهم إن أنفقوا
.120
.(41 - 5) التوبۀ ( 39 )
6) من قوله: ذلِکُمْ ... إلی هنا: ساقط من ظ بانتقال النظر. )
.( 7) التوبۀ ( 122 )
8) رواه عنه النحاس بسنده إلی جویبر عن الضحاك عن ابن عباس. )
صفحۀ 195 من 308
ص: 724
و کثیر من العلماء: هی محکمۀ. ،«1» و قال الحسن، و عکرمۀ
.«2» و معنی إِلَّا تَنْفِرُوا یُعَذِّبْکُمْ: أي إذا احتیج إلیکم و استنفرتم فلم تنفروا
.«5» «4» عزّ و جلّ: عَفَا اللَّهُ عَنْکَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ... إلی قوله عزّ و جلّ: فَهُمْ فِی رَیْبِهِمْ یَتَرَدَّدُونَ «3» السادس: قوله
قال ذلک الحسن و عکرمۀ ،«7» قوله عزّ و جلّ: فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ «6» ( قالوا: نسخ هذه الآیات (الثلاثۀ
.«8»
و قیل عنه: أنه قال: الثلاث محکمات، نزلن فی المنافقین الذین استأذنوا فی القعود، و ،«9» و اختلف عن ابن عباس، فقیل عنه: مثل هذا
. التی فی النور إنّما هی فی المؤمنین یستأذنون لبعض أمورهم ثم یعودون إلیه صلّی اللّه علیه و سلّم. انظر: الناسخ و المنسوخ ص 201
. و ذکره مکی عن ابن عباس. انظر: الإیضاح ص 314
و قد سبق أن جویبر هذا سیّئ الحفظ لیس بشیء. و ممن ذکر دعوي النسخ هنا: ابن حزم ص 40 ، و ابن سلامۀ ص 186 و الکرمی ص
.118
1) هکذا قال المصنف: أن الحسن و عکرمۀ یقولان بإحکام الآیۀ، و قد تبع المصنف فی ذلک مکی ابن أبی طالب، و لکن ما رواه )
الطبري و ذکره النحاس و ابن الجوزي یخالف هذا، حیث ذکروا عنهما القول بالنسخ- و هو قول مرجوح- کما سیأتی- جامع البیان
. 135 . و الناسخ و المنسوخ ص 201 ، و نواسخ القرآن ص 365 /10
الآیتان محکمتان، لأن قوله تعالی إِلَّا تَنْفِرُوا » : 2) قال النحاس- بعد أن حکی القول بالنسخ عن الحسن و عکرمۀ- و قال غیرهما )
یُعَذِّبْکُمْ عَذاباً أَلِیماً معناه: إذا احتیج إلیکم و إذا استنفرتم، هذا مما لا ینسخ لأنه وعید و خبر، و قوله تعالی: وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا
کَافَّۀً محکم، لأنه لا بد أن یبقی بعض المؤمنون لئلا تخلوا دار الإسلام من المؤمنین فیلحقهم مکیدة، و هذا قول جماعۀ من الصحابۀ و
. التابعین أه الناسخ و المنسوخ ص 201
3) فی د و ظ: من قوله عزّ و جلّ. )
4) فی د: ترددون. )
.(45 - 5) التوبۀ: ( 43 )
6) هکذا فی الأصل: الثلاثۀ. خطأ. و فی بقیۀ النسخ: الثلاث. )
.( 7) النور: ( 62 )
143 ، و ذکره عنهما النحاس، و مکی. انظر: الناسخ و المنسوخ ص 202 ، و الإیضاح ص / 8) رواه عنهما الطبري فی جامع البیان 10 )
316 . و قال بالنسخ: قتادة فی کتابه الناسخ و المنسوخ ص 43 . و رواه عنه النحاس فی المصدر السابق.
421 ، و زاد السیوطی نسبته إلی ابن أبی حاتم، و ابن المنذر، و ابن مردویه، و ، 9) روي النسخ: أبو عبید عن ابن عباس ص 420 )
.211 / البیهقی فی سننه. الدر المنثور 4
ص: 725
.«1» قیل: کان ذلک و هم یحفرون الخندق، و هذا هو الحق و الصواب و الاستئذانان مختلفان، و لا نسخ بینهما
الآیۀ، قالوا: «2» ... السابع: قوله عزّ و جلّ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ
و هذا غیر صحیح، بل هو مؤکد للأول و ،«4» «3» هی منسوخۀ بقوله عزّ و جلّ: وَ لا تُصَلِّ عَلی أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُمْ عَلی قَبْرِهِ
إنما معنی الأول: أن استغفارك لهم غیر نافع، ففعله و ترکه سواء و لم یرد بذلک الصلاة علیهم، و لا تخییر بین الاستغفار و ترکه، و
کیف یستغفر لهم أو یصلّی علیهم، و قد قال اللّه عزّ و جلّ فی الآیۀ: ذلِکَ بِأَنَّهُمْ کَفَرُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ؟!.
صفحۀ 196 من 308
فنزلت: « لأزیدن علی السبعین » : فإن قلت: فقد روي عن النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم- أنه قال
.«6» لَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ «5» سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ
قلت: یرد هذه الروایۀ قوله عزّ و جلّ: إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً فَلَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذلِکَ بِأَنَّهُمْ کَفَرُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ، فکیف یقول صلّی
الزیادة علی السبعین الی ما لا نهایۀ له من العدد لا ینفع الکافر؟ هذا ما لا «7» و هو یعلم أن ،« لأزیدن علی السبعین » : اللّه علیه و سلّم
143 و الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 202 - حیث / 1) و هذا هو الصحیح، و علیه فطاحل العلماء. انظر: جامع البیان 10 ) .«8» یصح
ذکر النحاس الروایتین عن ابن عباس، و رجح الأحکام- و کذلک مکی ذکر القولین عن ابن عباس مرجحا القول بالأحکام. انظر:
اه نواسخ القرآن «... الإیضاح ص 316 ، و قال ابن الجوزي- بعد روایته للنسخ عن ابن عباس- فالصحیح أنه لیس للنسخ هنا مدخل
. ص 368
.( 2) التوبۀ: ( 80 )
.( 3) التوبۀ: ( 84 )
. 4) حکاه النحاس و رده ص 208 . و کذلک ص 319 )
5) إلی هنا ینتهی نص الآیۀ فی بقیۀ النسخ. )
.( 6) المنافقون: ( 6 )
و قد حکی هذا القول- أي أن آیۀ التوبۀ منسوخۀ بآیۀ المنافقین- ابن حزم ص 40 ، و ابن سلامۀ ص 187 ، و عزا هذا القول النحاس
إلی ابن عباس من طریق جویبر عن الضحاك، و جویبر ضعیف (کما سبق)، و أورده مکی عن ابن عباس- أیضا- فی الإیضاح ص
/ 319 ، و انظر: نواسخ القرآن ص 369 ، و ذکره الطبري بصیغۀ (روي) دون أن یعزوه لأحد، و دون تصریح بالنسخ. جامع البیان 10
.198
7) أن: ساقطۀ من ظ. )
قال القشیري: و لم یثبت أنه قال: (لأزیدن علی السبعین)، ثم قال القرطبی: » : 8) قال القرطبی )
ص: 726
فقال صلّی اللّه ،«3» فی قمیصه و هو رأس المنافقین؟ قلت: أرسل إلیه عند موته یطلب قمیصه «2» «1» فإن قیل: فکیف کفّن ابن أبیّ
فأسلم ألف من الخزرج لما رأوه ،«4» « إنی أؤمل أن یدخل فی الإسلام خلق کثیر، و أن قمیصی لن یغنی عنه من اللّه شیئا » : علیه و سلّم
.«5» طلب الاستشفاء بقمیص النبی صلّی اللّه علیه و سلّم
و هذا خلاف ما ثبت فی حدیث » «6» فإن قیل: أ لم یقم علی قبره و یصل علیه؟ قلت: قد روي أنه صلّی اللّه علیه و سلّم لم یصل علیه
ابن عمر: (و سأزید علی السبعین)، و فی حدیث ابن عباس: (و لو أعلم أنی إن زدت علی السبعین یغفر لهم لزدت علیها قال: فصلی
.319 / علیه- أي علی ابن أبی- رسول اللّه- صلّی اللّه علیه و سلّم- أخرجه البخاري. اه الجامع لأحکام القرآن 8
و سیأتی مزید بیان لهذا قریبا- إن شاء اللّه و إن هذا هو الصواب الذي علیه أهل العلم.
و فی نظري: أن الإمام السخاوي لم یحالفه الصواب فی رده لهذه الروایۀ التی ثبتت، و قال بها الأئمۀ و فسروها بتفسیرات تتفق و مقام
النبوة، کما سیأتی بإذن اللّه تعالی.
1) (ابن أبیّ): ساقط من د و ظ. )
و سلول جده لأمه من خزاعۀ، رأس المنافقین فی الإسلام، من أهل المدینۀ، ،« ابن سلول » 2) هو عبد اللّه بن أبی مالک المشهور ب )
کان سید الخزرج فی آخر جاهلیتهم، مواقفه السیئۀ ضد الإسلام و المسلمین: مشهورة، و أخباره معروفۀ، توفی فی السنۀ التاسعۀ من
الهجرة.
صفحۀ 197 من 308
.65 / 31 ، و الأعلام 4 / انظر: جمهرة الأنساب ص 354 ، و البدایۀ و النهایۀ 5
3) أي أرسل إلیه ابنه عبد اللّه الصحابی الجلیل، قال ابن حجر: و کأنه کان یحمل أمر أبیه علی ظاهر الإسلام، فلذلک التمس من )
النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم- أن یحضر عنده و یصلی علیه، و لا سیما و قد ورد ما یدل علی أنه فعل ذلک بعهد من أبیه، ...، ثم أورد
ابن حجر ما یؤید ذلک من الأدلۀ إلی أن قال:
و کأنّ عبد اللّه بن أبیّ، أراد بذلک دفع العار عن ولده و عشیرته بعد موته فأظهر الرغبۀ فی صلاة النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم-، و ...»
وقعت إجابته إلی سؤاله بحسب ما ظهر من حاله إلی أن کشف اللّه الغطاء عن ذلک، و هذا من أحسن الأجوبۀ فیما یتعلق بهذه القصۀ
.334 / أ. ه فتح الباري 8
4) جاء فی روایۀ الطبري بسنده عن قتادة: (... ذکر لنا أن نبی اللّه- صلّی اللّه علیه و سلّم- کلّم فی ذلک- أي فی تکفینه و الصلاة )
/ علیه- فقال: (و ما یغنی عنه قمیصی من اللّه- أو ربی- و صلاتی علیه، و أنی لأرجو أن یسلم به ألف من قومه) أ. ه جامع البیان 10
.206
5) و هناك تعلیل آخر ذکره ابن کثیر، و هو أنه إنما ألبسه قمیصه مکافأة لما کان کسی العباس قمیصا حین قدم المدینۀ، فلم یجدوا )
.32 / اه. البدایۀ و النهایۀ 5 « قمیصا یصلح له إلا قمیص عبد اللّه بن أبی
و ذکر هذا البغوي و الخازن عند تفسیر قوله تعالی: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَ عی الآیۀ 39 من سورة النجم. انظر: لباب التأویل و
.223 / بهامشه معالم التنزیل 6
. 6) انظر: الإیضاح ص 319 )
و الصحیح أنه صلی علیه، کما ثبت ذلک فی صحیح البخاري و غیره. انظر: فتح الباري
ص: 727
و إن کان صلّی علیه، فذلک لظنه أنه قد تاب حین بعث یطلب قمیصه لینال برکته، و یتّقی به عذاب اللّه عزّ و جلّ، و هذا إیمان إن
.«2» کان صادرا عن صدر سلیم «1»
فإن قلت: أ لم یجذبه عمر- رضی اللّه عنه- حرصا علی ترك الصلاة علیه؟ و قال له: أ لیس قد نهاك اللّه عزّ و جلّ؟ فقال: (إنما
.«3» خیّرنی بین الاستغفار و ترکه)، فصلّی علیه
333 ، و الدر /8 .«4» قلت: هذا بعید أن یظن النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم- أن ذلک تخییر، و قد أخبره بکفرهم، و هذا ظاهر لمن تأمله
254 . قال القرطبی: تظاهرت الروایات بأن النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم- صلی علیه، و أن الآیۀ- أي وَ لا تُصَلِّ عَلی أَحَدٍ / المنثور 4
.218 / مِنْهُمْ- نزلت بعد ذلک اه. من الجامع لأحکام القرآن 8
1) فی ظ: و إن کان. )
2) قد سبق کلام ابن حجر أن عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبی، کان یحمل أباه علی ظاهر الإسلام، عند ما طلب من النبی- صلّی اللّه علیه )
و سلّم- أن یحضر عنده و یصلی علیه، کذلک ذکر ابن حجر أن النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم- لم یأخذ بقول عمر، و صلی علی عبد
اللّه بن أبی، إجراء له علی ظاهر حکم الإسلام و استصحابا لظاهر الحکم، و لما فیه من إکرام ولده الذي تحققت صلاحیته، و مصلحۀ
الاستئلاف لقومه، و دفع المفسدة ... لا سیما و قد کان ذلک قبل نزول النهی الصریح عن الصلاة علی المنافقین ... و بهذا التقریر
.336 / یندفع الاشکال اه. و انظر: بقیۀ کلامه علی هذه القضیۀ المهمۀ فی: الفتح 8
3) کلمۀ (علیه) ساقطۀ من ظ. )
کان عمر قد فهم من » :- 4) أما لفظ التخییر فقد ورد فی صحیح البخاري، و أما معناه: فقد قال ابن حجر- و هو یشرح حدیث البخاري )
الآیۀ المذکورة: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ ... ما هو الأکثر الأغلب من لسان العرب من أن (أو) لیست للتخییر، بل للتسویۀ فی عدم الوصف المذکور،
صفحۀ 198 من 308
أي أن الاستغفار لهم و عدم الاستغفار سواء، و هو کقوله تعالی: سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ. لکن الثانیۀ- أي آیۀ
اه. «... المنافقین- أصرح، و لهذا ورد أنها نزلت بعد هذه القصۀ
أي: خیرت بین الاستغفار و عدمه، و حدیث ابن عباس (لو أعلم « إنی خیرت فاخترت » : و قد جاء فی لفظ الحدیث ...» : إلی أن قال
أنی إن زدت علی السبعین یغفر له لزدت علیها)، و حدیث ابن عمر جازم بقصۀ الزیادة، و آکد منه ما روي عبد بن حمید من طریق
قد خیّرنی ربی، فو اللّه لأزیدن علی السبعین)، » :- لما نزلت اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ. قال النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم » : قتادة. قال
و أخرجه الطبري من طریق مجاهد مثله، و الطبري أیضا و ابن أبی حاتم من طریق هشام بن عروة عن أبیه مثله، و هذه الطرق- و إن
335 . و من أراد مزیدا من معرفۀ الأحادیث و أقوال الأئمۀ فی هذه القضیۀ، / اه من الفتح 8 « کانت مراسیل- فإن بعضها یعضد بعضا
198 ، و الناسخ و المنسوخ للنحاس ص 208 ، و ابن سلامۀ ص 187 ، و الإیضاح ص 318 ، و نواسخ القرآن / فلیراجع تفسیر الطبري 10
477 ، و الجامع لأحکام القرآن / ص 368 ، و زاد المسیر 3
ص: 728
الثامن: قوله عزّ و جلّ: الْأَعْرابُ أَشَدُّ کُفْراً وَ نِفاقاً ... إلی قوله:
.«1» ... وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ
قالوا: نسخ ذلک بقوله عزّ و جلّ: وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ یَتَّخِذُ ما یُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَ صَ لَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها
الآیۀ. «2» ... قُرْبَۀٌ لَهُمْ
،253 / 333 ، و الدر المنثور 4 / 376 ، و فتح الباري 8 / 218 ، و تفسیر ابن کثیر 2 /8 .«4» عنه و لا یسمع «3» و هذا مما ینبغی أن یتصامم
495 فما بعد الصفحات المذکورة. / و تحفۀ الأحوذي شرح سنن الترمذي 8
.(98 - 1) التوبۀ ( 97 )
.( 2) التوبۀ ( 99 )
342 (صمم). فکان السخاوي یقول: إنه لا ینبغی الالتفات إلی هذا القول و / 3) الصمم: انسداد الأذن و ثقل السمع. اللسان 12 )
الاستماع إلیه لضعفه و عدم فائدته.
4) ذکر دعوي النسخ هنا ابن حزم ص 40 ، و ابن سلامۀ ص 188 ، و مکی ص 318 ، و نسبه إلی ابن حبیب و رده، و کذلک ذکر )
. دعوي النسخ ابن البارزي ص 36 ، و الکرمی ص 120
و هذا خبر لا ینسخ، و لا معنی للنسخ فیه، لأن اللّه أعلمنا أن الأعراب أصناف،- و بین ذلک ...، و أخبر أنهم أشد کفرا و » : قال مکی
نفاقا، و هو لفظ عام معناه الخصوص فی قوم بأعیانهم، دلّ علی أنه مخصوص قوله عزّ و جلّ: وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ
أه المصدر نفسه. «... الْآخِرِ الآیۀ. ف (من) للتبعیض، فلا نسخ یحسن فی هذا
ص: 729
سورة یونس (علیه السلام)
مواضع: «1» ( فیها (سبع
.«2» الأول: قوله عزّ و جلّ: إِنِّی أَخافُ إِنْ عَصَیْتُ رَبِّی عَذابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ
.«3» قالوا: نسخت بقوله عزّ و جلّ: لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَ ما تَأَخَّرَ
و لا نسخ، و هو صلّی اللّه علیه ،«4» و ما ذلک بصحیح، فإن خوفه علی المعصیۀ من عذاب اللّه- لو قدر وقوعها منه-، و حاشاه أن یزل
و سلّم یقول:- لمّا قام حتی تورمت قدماه، و قیل له:
صفحۀ 199 من 308
علی أن هذه الآیۀ نزلت فی طلبهم «6» ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَ ما تَأَخَّرَ؟- و اللّه إنی لأخوفکم للّه «5» أ تفعل هذا بنفسک و قد غفر لک
( فقال اللّه عزّ و جلّ: قُلْ ما یَکُونُ لِی أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِی إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما یُوحی إِلَیَّ إِنِّی ( 1 ،«7» منه تبدیل کلام اللّه و الإتیان بغیره
هکذا فی الأصل: سبع. و فی بقیۀ النسخ: سبعۀ. و هو الصواب.
.( 2) یونس ( 15 )
.( 3) الفتح ( 2 )
240 ، و الکرمی ص / و قد ذکر دعوي النسخ هنا: ابن حزم ص 41 ، و ابن سلامۀ ص 190 و الفیروزآبادي فی بصائر ذوي التمییز 1
.121
4) فی بقیۀ النسخ: لم یزل. )
5) فی بقیۀ النسخ: و قد غفر اللّه لک. )
. 6) تقدم الکلام عنه فی الموضع الأول من سورة الأنعام: ص 696 )
7) و هو معنی الشطر الأول من الآیۀ الآتیۀ 15 من السورة نفسها. و أول الآیۀ: وَ إِذا تُتْلی عَلَیْهِمْ آیاتُنا بَیِّناتٍ قالَ الَّذِینَ لا یَرْجُونَ لِقاءَنَا )
ائْتِ بِقُرْآنٍ غَیْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما یَکُونُ لِی أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِی .. الآیۀ.
ص: 730
.!؟«2» إِنْ عَصَیْتُ رَبِّی عَذابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ، أ فهذا ینسخ بما ذکروه «1» أَخافُ
.«4» الْمُنْتَظِرِینَ «3» الثانی: قوله عزّ و جلّ: ... لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْهِ آیَۀٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَیْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّی مَعَکُمْ مِنَ
أمطر عَلَیْنا ،«6» و لیس ذلک بصحیح، إنما نزل ذلک فی طلبهم الآیات المهلکۀ، لو لا تَأْتِینَا السَّاعَۀُ ،«5» قالوا: نسخت بآیۀ السیف
کما قال نوح- علیه السلام- لما قیل له: قَدْ جادَلْتَنا فَأَکْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما ،«8» فقیل له: قل إنی لا أَعْلَمُ الْغَیْبَ ،«7» حِجارَةً مِنَ السَّماءِ
و کذلک أمر نبینا صلّی اللّه علیه و سلّم ،«10» إِنَّما یَأْتِیکُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شاءَ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ «9» ( تَعِدُنا إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ* (قالَ
و هذا تهدید و وعید، أي فانتظروا ما طلبتم، إنی منتظر ذلک معکم، و «11» أن یقول: إِنَّمَا الْغَیْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّی مَعَکُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِینَ
1) فی ت. ) .«14» و مثل هذا لا ینسخ بآیۀ القتال ،«13» قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِیَ الْأَمْرُ بَیْنِی وَ بَیْنَکُمْ :«12» ( کما قال (له
کتبت الآیۀ خطأ (... إلیّ قل انی ...).
. 2) الجواب: لا. و انظر الکلام علی نظیر هذه الآیۀ فی الموضع الأول من سورة الأنعام ص: 696 )
.14 / و هی الآیۀ الخامسۀ عشرة، و راجع نواسخ القرآن لابن الجوزي ص 371 . و زاد المسیر 4
3) کتبت الآیۀ خطأ فی د: (من المنتظرون)!. )
4) یونس ( 20 ). و أولها: وَ یَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْهِ آیَۀٌ مِنْ رَبِّهِ .. الآیۀ. )
240 ، و / 5) قال بذلک ابن سلامۀ ص 192 ، و الکرمی ص 122 ، و ابن البارزي ص 36 . و ذکره ابن حزم ص 41 ، و الفیروزآبادي 1 )
لکن لیس فی هذه الآیۀ، بل فی آیۀ أخري شبیهۀ بها، و هی قوله تعالی: ... قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّی مَعَکُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِینَ آیۀ 102 من السورة
نفسها.
6) لعل المصنف أراد الاقتباس فحسب، و لم یرد الاستدلال بآیۀ قرآنیۀ، لأنه لا یوجد آیۀ بهذا النص، و أقرب آیۀ إلی ما ذکره )
. المصنف قوله تعالی: وَ قالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لا تَأْتِینَا السَّاعَۀُ سبأ آیۀ 3
.( 7) الأنفال ( 32 )
8) وردت آیۀ فی الأنعام: قُلْ لا أَقُولُ لَکُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَ لا أَعْلَمُ الْغَیْبَ، و لیس هناك آیۀ فی القرآن الکریم بهذا النص الذي )
أورده المصنف و لعله أراد الاقتباس أیضا. و اللّه أعلم.
صفحۀ 200 من 308
9) سقطت من النسخ. )
.33 ، 10 ) هود: 32 )
11 ) و هی الآیۀ التی نحن بصدد الحدیث عنها. )
12 ) فی بقیۀ النسخ: و کما قال له:. )
.( 13 ) الأنعام ( 58 )
14 ) و هذا هو الحق، لأنهم طلبوا شیئا و دلیلا آخر یبرهن علی صدق نبوته، فأجابهم بقوله: ان الذي )
ص: 731
«1» ... الثالث: قوله عزّ و جلّ: وَ إِنْ کَذَّبُوكَ فَقُلْ لِی عَمَلِی وَ لَکُمْ عَمَلُکُمْ
.«2» الآیۀ، قالوا: نسخت بآیۀ السیف
.«3» الرابع: قوله عزّ و جلّ: وَ إِمَّا نُرِیَنَّکَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّیَنَّکَ فَإِلَیْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِیدٌ عَلی ما یَفْعَلُونَ
.«4» الخامس: قوله عزّ و جلّ: أَ فَأَنْتَ تُکْرِهُ النَّاسَ حَتَّی یَکُونُوا مُؤْمِنِینَ
.«5» السادس: قوله عزّ و جلّ: فَمَنِ اهْتَدي فَإِنَّما یَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما یَضِلُّ عَلَیْها وَ ما أَنَا عَلَیْکُمْ بِوَکِیلٍ
.«6» السابع: قوله عزّ و جلّ: وَ اصْبِرْ حَتَّی یَحْکُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْحاکِمِینَ
تطلبونه منی شیء غیبی، لا یعلمه أحد إلّا اللّه تعالی، ثم هددهم و وعدهم بقوله: فانتظروا .«7» قالوا: نسخ جمیع ذلک بآیۀ السیف
قضاء اللّه الفاصل بیننا و بینکم، عند ما یظهر اللّه الحق و یبطل الباطل، و ینتقم من أهله و هذا لا نسخ فیه و اللّه الموفق للصواب.
.( 1) یونس ( 41 )
2) نسبۀ مکی إلی ابن زید و غیره. انظر: الایضاح ص 323 . و ذکره ابن سلامۀ دون عزو ص 192 ، و نسبه ابن الجوزي إلی أبی صالح )
عن ابن عباس و رده، و فنده من عدّة وجوه. انظر: نواسخ القرآن ص 372 ، و سیرد المصنف هذا القول عقب ذکره لبقیۀ المواضع فی
هذه السورة و التی قیل انها منسوخۀ بآیۀ السیف.
.( 3) یونس ( 46 )
.( 4) یونس ( 99 )
.( 5) یونس ( 108 )
.( 6) یونس ( 109 )
193 ، و قد نقل ابن الجوزي دعوي النسخ فی هذه المواضع- أعنی الرابع و - 7) انظر: الناسخ و المنسوخ لابن سلامۀ ص 191 )
الخامس و السادس و السابع- و عزا بعضها إلی ابن عباس، و بعضها إلی مقاتل بن سلیمان، و دحضها کلها، ورد القول بالنسخ فیها، و
374 . و أدخل ابن حزم الموضع الثالث، و السادس فقط ، نواسخ القرآن ص 373 .« إنه لم یثبت شیء عن ابن عباس فی هذا » : قال
. ضمن الآیات المدعی فیها النسخ بآیۀ السیف. انظر: الناسخ و المنسوخ ص 41
و ذکر النحاس دعوي النسخ فی الموضع السابع فقط، و عزاه إلی ابن زید انظر: الناسخ و المنسوخ ص 210 . و تابعه مکی فی الإیضاح
ص 323 إلّا أن مکی ذکر- أیضا- دعوي النسخ فی الموضع الثالث. و قد سبقت الإحالۀ إلیه.
ص: 732
1) هکذا فی الأصل: آیۀ السیف. و فی بقیۀ النسخ: بآیۀ ) .«2» السیف شیء من ذلک، و لا هی معارضه له «1» ( و لم ینسخ (آیۀ
السیف. و هو الصواب.
2) و هذا هو الصحیح، فإن کل آیۀ من الآیات المذکورة تحمل فی طیاتها معنی لا یتعارض مع آیۀ القتال، فالآیۀ فی الموضع )
صفحۀ 201 من 308
الخامس- مثلا- تفید بأن الإیمان موضعه القلب، و هذا لا یمکن الإکراه علیه، و هی أیضا خبر، و الأخبار لا تنسخ- کما سبق مرارا- و
فی الموضع السادس فیه الترغیب فی الإیمان و التحذیر من ضده، و تشویق المؤمنین إلی الثبات علی الهدي و الإیمان و تحذیرهم من
الضلال و عواقبه، و أن الضالین إنما یعود وبال ضلالهم علیهم، و هذا لا ینسخ بآیۀ السیف، و کذلک الأمر فی الموضع السابع، و هو
الأمر بالصبر علی أذي المشرکین و جهل الجاهلین، بل و فی أثناء المعرکۀ، فإنه صلّی اللّه علیه و سلّم و المؤمنین مأمورون بالصبر و
الثبات حتی یفصل اللّه بینهم و بین عدوهم، و هذا- أیضا- لا ینسخ.
. ا. ه نواسخ القرآن ص 374 « ثم أن الأمر بالصبر هاهنا مذکور إلی غایۀ، و ما بعد الغایۀ یخالف ما قبلها » : قال ابن الجوزي
ص: 733
سورة هود (علیه السلام)
:«1» ( (فیها ثلاثۀ مواضع
.«3» قالوا: نسخت بآیۀ السیف و الکلام فی ذلک کما تقدم ،«2» الأول: قوله عزّ و جلّ: إِنَّما أَنْتَ نَذِیرٌ
الآیۀ، قالوا: نسخت بقوله عزّ و جلّ: مَنْ کانَ یُرِیدُ الْعاجِلَۀَ عَجَّلْنا لَهُ «4» ... الثانی: قوله عزّ و جلّ: مَنْ کانَ یُرِیدُ الْحَیاةَ الدُّنْیا وَ زِینَتَها
.«5» فِیها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِیدُ
و ذلک باطل، لأنه خبر، و الخبر لا یدخله النسخ، و رووا ذلک عن: ابن عباس، ( 1) سقطت من الأصل، و ظق عبارة: (فیها ثلاثۀ
مواضع).
2) هود: ( 12 ). فَلَعَلَّکَ تارِكٌ بَعْضَ ما یُوحی إِلَیْکَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ یَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْهِ کَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَکٌ .... )
نسخ معناها لا لفظها بآیۀ » : 3) قلت: سبق ما یماثل هذه الآیۀ فی الموضع الثانی من سورة آل عمران ص: 639 و قد قال ابن سلامۀ هنا )
. السیف ص 194 و کذلک قال ابن البارزي ص 36
و ممن قال بأنها منسوخۀ بآیۀ السیف: الکرمی فی قلائد المرجان ص 124 . أما ابن الجوزي فقد أوردها ضمن الآیات المدعی فیها
معنی هذه الآیۀ: اقتصر علی انذارهم من غیر قتال، ثم نسخ » : قال بعض المفسرین » : النسخ فی هذه السورة، و فنّد القول بذلک قائلا
ذلک بآیۀ السیف و التحقیق أنها محکمۀ، لأن المحققین قالوا: معناها: إنما علیک أن تنذرهم بالوحی، لا أن تأتیهم بمقترحاتهم من
. ا ه نواسخ القرآن ص 375 « الآیات
4) هود ( 15 ). مَنْ کانَ یُرِیدُ الْحَیاةَ الدُّنْیا وَ زِینَتَها نُوَفِّ إِلَیْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِیها وَ هُمْ فِیها لا یُبْخَسُونَ. )
.( 5) الإسراء ( 18 )
ص: 734
.«1» و مکانه فی العلم و المعرفۀ یرد ذلک
.«3» أي لمن نرید إهلاکه :«2» و قیل فی قوله تعالی لِمَنْ نُرِیدُ
إلی آخر السورة، زعموا أنه «4» ... الثالث: قوله عزّ و جلّ: وَ قُلْ لِلَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلی مَکانَتِکُمْ إِنَّا عامِلُونَ وَ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ
1) رواه النحاس عن جویبر عن الضحاك عن ابن ) .«5» منسوخ بآیۀ السیف، و لیس کما زعموا، و قد تقدم القول فی مثل ذلک
محال أن یکون هناك » : عباس. الناسخ و المنسوخ ص 210 ، و جویبر هذا ضعیف (کما سبق)، ثم أن النحاس رد هذا القول بقوله
نسخ، لأنه خبر، و النسخ فی الأخبار محال، و لو جاز النسخ فیها ما عرف حق من باطل و لا صدق من کذب، و لبطلت المعانی، و لجاز
اه المصدر نفسه ص 210 . کما رد دعوي النسخ مکی بن أبی طالب- بعد ن !« لرجل أن یقول: لقیت فلانا، ثم یقول: نسخته. ما القیته
أورده عن الضحاك عن ابن عباس.
صفحۀ 202 من 308
. الإیضاح ص 325
.15 / و کذلک فعل القرطبی فی تفسیره 9
و أورده ابن الجوزي عن مقاتل بن سلیمان و رده. انظر: نواسخ القرآن ص 376 . و قد سبق ما یماثل هذه الآیۀ فی الموضع الثانی عشر
. من سورة آل عمران. فانظره ص: 644
2) فی ظ: لمن یرید. و کذلک فی التی بعدها. )
.20 / 59 ، و زاد المسیر 5 / 3) انظر: تفسیر الطبري 15 )
.(123 - 4) هود ( 121 )
أن هذا » : 5) و ذلک فی الموضع الحادي عشر و الثانی عشر و الثالث عشر من سورة الأنعام ص: 702 . حیث قال السخاوي هناك )
.« تهدید و وعید و لیس بمنسوخ بآیۀ السیف
. هذا و ممن قال بالنسخ هنا: ابن حزم ص 41 ، و ابن سلامۀ ص 194 ، و ابن البارزي ص 37 ، و الکرمی ص 125
.« أنه قول المحققین » : أما ابن الجوزي فقد حکی فیها القولین و رجح القول بالأحکام. و قال
. نواسخ القرآن ص 376
ص: 735
سورة یوسف (علیه السلام)
منسوخ بقوله- علیه «1» لیس فیها ناسخ و لا منسوخ. و زعم من لا معرفۀ له أن قوله عزّ و جلّ: تَوَفَّنِی مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِی بِالصَّالِحِینَ
عزّ و جلّ به عن «4» لأن هذا خبر أخبر اللّه ،«3» فهذا باطل ظاهر البطلان ،«2» ( السلام-: (لا یتمنین أحدکم الموت لضر نزل به
یوسف- علیه السلام- فکیف یصح نسخه؟.
و لأن یوسف- علیه السلام- سأل اللّه الوفاة علی الإسلام، و نحن نسأل اللّه عزّ و جلّ برحمته و بکرمه أن یقبضنا علی الإسلام، و لیس
الخلاص منه «5» قول النبی- صلّی اللّه علیه و سلّم- فی الحدیث المذکور من هذا، إنما ذلک فیمن اشتد ألمه لضر نزل به، فتمنی
.( بالموت ضجرا و کراهۀ لما ابتلی به. ( 1) یوسف ( 101
. 2) تقدم تخریجه عند ذکر تلاوة القرآن ... الخ. ص: 327 )
3) قال النحاس: رأیت بعض المتأخرین قد ذکر أن فی سورة یوسف آیۀ منسوخۀ ... و ذکرها مع ناسخها، قال: و هذا قول لا معنی له )
و لو لا أنا أردنا أن یکون کتابنا متقصیا لما ذکرناه ... ا. ه.
. الناسخ و المنسوخ ص 211
328 . و راجع الأحادیث و - و قد أطال مکی فی الرد علی الذین ذکروا دعوي النسخ فی هذا الموضع و فنده. انظر: الإیضاح ص 327
.492 / الآثار و أقوال العلماء فی تفسیر هذه الآیۀ، و الجمع بینها و بین الحدیث المذکور فی تفسیر ابن کثیر 2
4) فی ظ: أخبره اللّه. )
5) فی ظ و د: فیتمنی. )
ص: 736
سورة الرعد
منسوخ بقوله «1» لیس فیها شیء من المنسوخ و الناسخ، و زعم زاعمون أن قوله عزّ و جلّ: وَ إِنَّ رَبَّکَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلی ظُلْمِهِمْ
صفحۀ 203 من 308
غیر «5» ( و هذا خبر حق لا یدخله نسخ، و ما زال ربّنا (غافر ،«4» ظاهر البطلان «3» و هذا ،«2» * عزّ و جلّ: إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ
فله الحمد علی حلمه مع علمه، و له الحمد علی ،«6» معامل بالعقوبۀ وَ لَوْ یُؤاخِ ذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما کَسَ بُوا ما تَرَكَ عَلی ظَهْرِها مِنْ دَابَّۀٍ
عفوه مع قدرته، و قالوا فی ( 1) الرعد ( 6). و تمامها: ... وَ إِنَّ رَبَّکَ لَشَدِیدُ الْعِقابِ.
.(116 ، 2) النساء ( 48 )
3) فی بقیۀ النسخ: و ذلک. )
، 4) و ممن حکی الخلاف فی نسخ هذه الآیۀ: ابن حزم ص 42 ، علی أن الظلم فی الآیۀ: الشرك، و کذلک زعم ابن سلامۀ ص 202 )
و قال بالنسخ ابن البارزي ص 37 ، و أما الکرمی فقد حکی النسخ عن الضحاك و الأحکام عن مجاهد-، قلائد المرجان ص 126 ، و
قد توهم بعض المفسرین أن هذه الآیۀ منسوخۀ، لأنه قال: » : قد رد ابن الجوزي هذا الزعم، و هذا التوهم الفاسد بقوله
المراد بالظلم هاهنا: الشرك، ثم نسخت بقوله: إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ*، و هذا التوهم فاسد، لأن الظلم عام، و تخصیصه بالشرك
هاهنا یحتاج إلی دلیل، ثم إن کان المراد به الشرك، فلا یخلو الکلام من أمرین: أما أن یراد به التجاوز عن تعجیل عقابهم فی الدنیا،
. أو الغفران لهم إذا رجعوا عنه، و لیس فی الآیۀ ما یدل علی أنه یغفر للمشرکین إذا ماتوا علی الشرك اه نواسخ القرآن ص 377
5) هکذا فی الأصل: غافر. خطأ نحوي واضح. و فی بقیۀ النسخ: غافرا و هو الصواب. )
.( 6) فاطر ( 45 )
ص: 737
.( 1) الرعد ( 40 ) .«2» نسخ بآیۀ السیف، و لیس کما قالوا، و قد تقدم القول فیه :«1» قوله عزّ و جلّ: فَإِنَّما عَلَیْکَ الْبَلاغُ وَ عَلَیْنَا الْحِسابُ
2) و ذلک فی الموضع الثانی من سورة آل عمران ص: 639 . فقد قال هناك: و المعنی: فإنما علیک البلاغ و لیس علیک الهدایۀ، و )
کذلک صنع فی الموضع الثانی و العشرین من سورة النساء: وَ مَنْ تَوَلَّی فَما أَرْسَلْناكَ عَلَیْهِمْ حَفِیظاً. فقد أحال إلی الموضع الثانی من
. سورة آل عمران ص: 669
202 حکیا الإجماع علی نسخ هذه الآیۀ. ، و من العجیب هنا: أن ابن حزم ص 42 ، و ابن سلامۀ ص 201
و ممن حکی النسخ: ابن البارزي ص 37 ، و الکرمی ص 126 ، و قد أعرض عن ذکرها ضمن الآیات المدعی فیها النسخ کل من:
الطبري و النحاس، و مکّی، و القرطبی، و غیرهم من العلماء، و أورده ابن الجوزي عن علی بن أبی طلحۀ عن ابن عباس أنه نسخ بآیۀ
السیف و فرض الجهاد، قال:
و علی ما سبق تحقیقه فی مواضع- من أنه لیس علیک أن تأتیهم بما یقترحون من الآیات، إنما علیک » : ثم قال .« و کذلک قال قتادة »
. اه نواسخ القرآن ص 378 « أن تبلغ- تکون محکمۀ، و لا یکون بینها و بین آیۀ السیف منافات
ص: 738
سورة إبراهیم (علیه السلام)
لیس فیها من المنسوخ و الناسخ شیء، و أما قول عبد الرحمن بن زید بن أسلم: إن فیها آیۀ منسوخۀ، و هی قوله عزّ و جلّ: وَ إِنْ تَعُدُّوا
وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَۀَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ :«2» نسخها قوله عزّ و جلّ فی النحل «1» نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ کَفَّارٌ
.( 1) إبراهیم ( 34 ) .«4» فمما لا یلتفت إلیه، و لا یعرّج علیه، و لا یستحق أن یکون جوابه إلّا السکوت عنه «3» رَحِیمٌ
2) صحفت فی د إلی: (البخل). )
.( 3) النحل ( 18 )
204 و قلائد المرجان ص 127 ، و حکی ابن البارزي فیها ، 4) انظر: الناسخ و المنسوخ لابن حزم ص 42 ، و ابن سلامۀ ص 203 )
صفحۀ 204 من 308
القولین: النسخ و الأحکام، دون أن یعزو ذلک لأحد کعادته.
. انظر: ناسخ القرآن العزیز و منسوخه ص 38
و إذا أمعنا النظر فی الآیتین الکریمتین، فإننا نجد أنه لا تعارض بینهما فالآیۀ الأولی تتحدث عن المشرکین باللّه، و موقفهم من نعمه
علیهم و هو موقف الجاحدین الظالمین، فناسب أن تختم الآیۀ بقوله تعالی: ... إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ کَفَّارٌ. و الآیۀ الثانیۀ التی قیل: إنها
ناسخۀ یقرر اللّه تعالی فی أولها ما قرره فی أول الآیۀ الأولی، التی قیل: إنها منسوخۀ، و یعد بالغفران و التوبۀ من اهتدي فآمن به بعد
کفر، و شکر نعمۀ اللّه علیه بعد جحودها، فناسب أن یضیف إلی فضائل اللّه و نعمه التی دعانا إلی تأملها فی الآیۀ، فضیلۀ أخري یختم
بها الآیۀ، و هی الرحمۀ و المغفرة، هذا بالإضافۀ إلی أنهما خبران مؤکدان، و لا یسوغ النسخ فی الأخبار.
.450 ،449 / انظر: النسخ فی القرآن 1
ص: