گروه نرم افزاری آسمان

[مقدمات التحقیق]







[مقدمۀ المحقق]
اشارة
بسم اللّه الرّحمن الرّحیم الحمد للّه الذي أنزل القرآن علی عبده لیکون للعالمین نذیرا، و جعله قیما لا عوج فیه مستقیما، و دعا إلی
اتباعه، و السیر علی منهاجه.
.[ و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شریک له، القائل: وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَۀٌ لِلْمُؤْمِنِینَ [الإسراء: 82
خیرکم من » : و أشهد أن محمدا عبد اللّه و رسوله، و صفیه من خلقه و حبیبه، بلغ الرسالۀ و أدي الأمانۀ، و علم الأمۀ القرآن، و قال
فصلوات اللّه و سلامه علیه و علی آله و صحبه الطیبین الطاهرین، و بعد: ،« تعلم القرآن و علمه
صفحۀ 27 من 637
فالقراءات من أجل العلوم قدرا، و أعلاها شرفا و ذکرا، و أعظمها أجرا، و أسناها منقبۀ، إذ هی تتعلق بکتاب الله تعالی الذي لا یَأْتِیهِ
الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِیلٌ مِنْ حَکِیمٍ حَمِیدٍ [فصلت: 42 ]. و بعد:
لما دخل العجم فی الإسلام رأي جماعۀ من القراء أن یتجردوا للاعتناء بهذه القراءات و ضبطها، حتی یستطیع العجمی قراءة القرآن
قراءة صحیحۀ، و حتی لا تتأثر قراءة القرآن باللکنۀ العجمیۀ، و من ثم عنی المسلمون منذ مطلع القرن الثالث الهجري حتی الآن بتدوین
العلوم و جمع مسائلها و ترتیب أبوابها، و اتسعت دائرة اهتمامهم العلمی لتشمل إلی جانب العلوم الدینیۀ العلوم العقلیۀ و کان من بین
هذه العلوم:
علم القراءات:
و فی الاصطلاح: ،« قرأ » فالقراءات: جمع قراءة، و هی فی اللغۀ: مصدر سماعی ل
مذهب یذهب إلیه إمام من أئمۀ القراء مخالفا به غیره فی النطق بالقرآن الکریم مع اتفاق الروایات و الطرق عنه، سواء أ کانت هذه
المخالفۀ فی نطق الحروف أم فی نطق هیئتها.
و نستطیع أن نقول: إن الدافع وراء اهتمام المسلمین بهذا العلم و التصنیف فیه خشیۀ جماعۀ القراء من أن تتأثر قراءة القرآن باللکنۀ
الأعجمیۀ لا سیما بعد دخول الفرس فی الإسلام أفواجا، و من ثم اهتم هؤلاء بضبط القراءات القرآنیۀ و جعلوها علما کسائر العلوم.
و برز فی علم القراءات رجال کثیرون، من أشهرهم:
-1 عبد الله بن عامر بدمشق، توفی 118 ه.
-2 عبد الله بن کثیر بمکۀ، توفی: 120 ه.
-3 أبو بکر عاصم بن أبی النجود بالکوفۀ، توفی 128 ه.
ص: 4
-4 حمزة بن حبیب الزیات بالکوفۀ، توفی 156 ه.
-5 أبو عمرو بن العلاء المازنی بالبصرة، توفی: 164 ه.
-6 نافع بن أبی نعیم بالمدینۀ، توفی 167 ه و أخذ عنه أبو سعید عثمان بن سعید المصري الملقب بورش، توفی 197 ه.
-7 أبو الحسن علی بن حمزة الکسائی بالکوفۀ، توفی 189 ه.
و هؤلاء هم المعروفون بالقراء السبعۀ الذین فاقوا غیرهم فی الإتقان و الضبط، و یلیهم فی الشهرة:
-8 أبو جعفر یزید بن القعقاع المدنی، توفی 130 ه.
-9 یعقوب بن إسحاق الحضرمی، توفی 205 ه.
-10 خلف بن هشام البزار توفی 229 ه.
و قراءات ما عدا هؤلاء العشرة قراءات شاذة.
و الحق أن أول من تتبع وجوه القراءات، و تقصی أنواع الشاذ منها، و بحث أسانیدها و میز فیها الصحیح من الموضوع هارون بن
موسی القاري، توفی 179 ه. أما أول من صنف فی القراءات فهو أبو عبید القاسم بن سلام، توفی 244 ه.
و خلیق بنا أن نسجل فی هذا المقام أبرز المصنفات فی علم القراءات:
منها:
احتجاج القراء فی القراءة- للشیخ شمس الدین محمد بن السري المعروف بابن السراج النحوي المصري المتوفی سنۀ ( 316 ه) ست
عشرة و ثلاثمائۀ، و للشیخ ابن مقسم محمد ابن حسن بن یعقوب بن مقسم البغدادي النحوي المتوفی سنۀ ( 341 ه) إحدي و أربعین و
صفحۀ 28 من 637
ثلاثمائۀ و للإمام حسین بن محمد الراغب الأصفهانی.
* الاختیار فیما اعتبر من قراءات الأبرار- للشیخ جمال الدین حسین بن علی الحصنی ألفه سنۀ ( 954 ه) أربع و خمسین و تسعمائۀ.
* إرادة الطالب و إفادة الواهب- و هو فرش القصیدة المنجدة فی القراءات لسبط الخیاط عبد اللّه بن علی بن محمد المقري المتوفی
سنۀ 541 ه.
* إرشاد المبتدي و تذکرة المنتهی- فی القراءات العشر، للشیخ أبی العز محمد ابن الحسین بن بندار القلانسی الواسطی المتوفی سنۀ
إحدي و عشرین و خمسمائۀ، و لأبی الطیب عبد المنعم بن محمد بن غلبون الحلبی المتوفی سنۀ تسع و ثمانین و ثلاثمائۀ.
* الإشارة فی القراءات العشر- للشیخ أبی نصر منصور بن أحمد العراقی المتوفی سنۀ
ص: 5
465 ه، کان من مشایخ القرن الرابع.
الإفصاح و غایۀ الإشراح فی القراءات السبع- للشیخ علم الدین علی بن محمد السخاوي المقري المتوفی سنۀ ثلاث و أربعین و ستمائۀ.
* الإقناع فی القراءات السبع لأبی جعفر أحمد بن علی بن باذش النحوي المتوفی 540 ه.
* الإقناع فی القراءات الشاذة- لأبی علی حسن بن علی الأهوازي المتوفی سنۀ 466 ه، و ذکر الجعبري أنه لأبی العز.
* الإیضاح فی الوقف و الابتداء- للإمام أبی بکر محمد بن القاسم بن الأنباري المتوفی سنۀ 328 ه، قال الجعبري: و فیه إغلاق من
حیث إنه نحا نحو إضمار الکوفیین.
* إیضاح الرموز و مفتاح الکنوز- فی القراءات الأربعۀ عشر، لشمس الدین محمد ابن خلیل بن القباقبی الحلبی المتوفی سنۀ 849 ه و
له نظمه.
* الإیضاح فی القراءات- لأبی علی الحسن بن علی الأهوازي المقري المتوفی سنۀ ست و أربعین و أربعمائۀ، قیل هو الاتضاح- بالتاء-
من الافتعال.
* البدور الزاهرة فی القراءات العشر المتواترة- لسراج الدین عمر بن قاسم الأنصاري المصري الشهیر بالنشار، و هو فی مجلد ذکر فیه
أنه أورد کل مسألۀ فی محلها لتسهل مطالعته.
* البستان فی القراءات الثلاث عشرة- للشیخ سیف الدین أبی بکر عبد الله المعروف بابن الجندي المتوفی سنۀ ( 769 ه) تسع و ستین و
سبعمائۀ.
التذکار فی القراءات العشر للشیخ أبی الفتح عبد الواحد بن حسین بن شیطا البغدادي المتوفی سنۀ ( 445 ه) خمس و أربعین و أربعمائۀ
ذکر فیه روایۀ جمع نحو مائۀ طریق.
* التلخیص فی القراءات- لأبی معشر عبد الکریم بن عبد الصمد الطبرانی المتوفی 478 ه و لأبی علی حسن بن خلف القیروانی
المتوفی 514 ه.
* تلخیص العبرات فی القراءات- للشیخ أبی علی حسن بن خلف الهواري نزیل الإسکندریۀ المتوفی بها سنۀ ( 514 ه) أربع عشرة و
خمسمائۀ.
* التیسیر فی القراءات السبع- للإمام أبی عمرو عثمان بن سعید بن عثمان الدانی المتوفی سنۀ ( 444 ه) أربع و أربعین و أربعمائۀ، و هو
مختصر مشتمل علی مذاهب القراء السبعۀ بالأمصار- و ما اشتهر و انتشر من الروایات، و الطرق عند التالین، و صح و ثبت لدي الأئمۀ
المتقدمین، فذکر عن کل واحد من القراء روایتین، و علیه شرح لأبی محمد عبد الواحد بن محمد الباهلی المتوفی سنۀ ( 750 ه)
خمسین و سبعمائۀ، و شرح آخر لعمر
ص: 6
صفحۀ 29 من 637
ثم إن الإمام شمس الدین محمد بن محمد بن الجزري الشافعی المتوفی ،« البدر المنیر » ابن القاسم الأنصاري المشهور بالنشار سماه
ذکر أنه صنفه بعد ما فرغ من « تحبیر التیسیر » سنۀ ( 833 ه) ثلاث و ثلاثین و ثمانمائۀ أضاف إلیه القراءات الثلاث فی کتاب و سماه
من أصح کتب القراءات، و کان من أعظم أسباب شهرته دون باقی المختصرات نظمه الشاطبی « التیسیر » و قال: لما کان ،« الطیبۀ » نظم
فی قصیدته.
* حرز الأمانی و وجه التهانی فی القراءات السبع للسبع المثانی، و هی القصیدة المشهورة بالشاطبیۀ للشیخ أبی محمد القاسم بن فیرة
و أبیاته ألف و مائۀ و ثلاثۀ و سبعون بیتا أبدع فیه ،« التیسیر » الشاطبی الضریر المتوفی بالقاهرة سنۀ ( 590 ه) تسعین و خمسمائۀ نظم فیه
کل الإبداع فصار عمدة الفن، و له شروح کثیرة، أحسنها و أدقها شرح الشیخ برهان الدین إبراهیم بن عمر الجعبري المتوفی سنۀ ( 732
فرغ من تألیفه فی سلخ شعبان سنۀ ( 691 ه) إحدي و تسعین ،« کنز المعانی » ه) اثنتین و ثلاثین و سبعمائۀ، و هو شرح مفید مشهور سماه
و ستمائۀ و علیه تعلیقۀ لشمس الدین أحمد بن إسماعیل الکورانی مات سنۀ ( 893 ه) ثلاث و تسعین و ثمانمائۀ.
و حاشیۀ للمولی شمس الدین محمد بن حمزة الفناري المتوفی سنۀ ( 834 ه) أربع و ثلاثین و ثمانمائۀ.
و منها شرح علم الدین أبی الحسن علی بن محمد السخاوي المصري المتوفی سنۀ ( 643 ه) ثلاث و أربعین و ستمائۀ، و هو أول من
.« فتح الوصید فی شرح القصید » شرحه و سماه
إبراز المعانی من » و شرح الشیخ أبی شامۀ عبد الرحمن بن إسماعیل الدمشقی المتوفی سنۀ ( 665 ه) خمس و ستین و ستمائۀ سماه
و هو تألیف متوسط لا بأس به ثم اختصره. « حرز الأمانی
الموصلی الحنبلی المتوفی سنۀ ( 656 ه) ست و خمسین و ستمائۀ، و « شعلۀ » و شرح الشیخ أبی عبد الله محمد بن أحمد المعروف ب
.« کنز المعانی » سماه
و شرح الشیخ الإمام علاء الدین علی بن عثمان بن محمد المعروف بابن القاصح العذري البغدادي المتوفی سنۀ ( 801 ه) إحدي و
.« سراج القاري » ثمانمائۀ، سماه
و شرح الشیخ المحقق أبی عبد الله محمد بن الحسن بن محمد الفاسی المقري المتوفی سنۀ ( 672 ه) اثنتین و سبعین و ستمائۀ، و هو
و فرع منه فی صفر سنۀ ( 672 ه) اثنتین و سبعین و ستمائۀ. ،« اللآلی الفریدة » : شرح وسط سماه
ص: 7
ألفه سنۀ ( 960 ه) ستین و تسعمائۀ. « الغایۀ » و شرح الشیخ جمال الدین حسین بن علی الحصنی و هو شرح کبیر فی مجلدین سماه
و شرح الشیخ أبی العباس أحمد بن محمد القسطلانی المصري المتوفی سنۀ ( 923 ه) ثلاث و عشرین و تسعمائۀ زاد فیه زیادات
.« فتح الدانی فی شرح حرز الأمانی » الجزري مع فوائد کثیرة و سماه
و شرح أبی العباس أحمد بن علی الأندلسی المتوفی تقریبا سنۀ ( 640 ه) أربعین و ستمائۀ و شرح تقی الدین عبد الرحمن بن أحمد
الواسطی المتوفی سنۀ ( 781 ه) إحدي و ثمانین و سبعمائۀ.
الجرائدي المتوفی سنۀ ( 688 ه) ثمان و ثمانین و ستمائۀ، اقتصر فیه » و شرح الشیخ تقی الدین یعقوب بن بدران الدمشقی المعروف ب
.« علی حل مشکلاته و سماه کشف الرموز
المتوفی سنۀ ( 756 ه) ست و خمسین و سبعمائۀ، أوله: « السمین الحلبی » و شرح العلامۀ شهاب الدین أحمد بن یوسف المعروف ب
الحمد لله الذي تفضل علی العباد فی المبدأ و المعاد ... إلخ، ذکر فیه أن الحرز المذکور أحسن ما وضع فی الفن، و أحسن شروحه
شرحا الشیخین الفاسی و أبی شامۀ، غیر أن کلا منهما أهمل ما عنی به الآخر مع إهمالهما أشیاء مهمۀ، فشرحه بما یوفی المقصود، و
العقد النضید » لأبی عبد الله الفاسی و سماه « العین » علامۀ لأبی شامۀ، و « الشین » اجتهد فی بیان فک الرموز، و إعراب الأبیات، و جعل
.« فی شرح القصید
صفحۀ 30 من 637
و شرح شهاب الدین أحمد بن محمد بن جبارة المقدسی المتوفی سنۀ ( 728 ه) ثمان و عشرین، و سبعمائۀ و هو شرح کبیر حشاه
بالاحتمالات البعیدة.
و شرح محب الدین أبی عبد الله محمد بن محمود بن النجار البغدادي المتوفی سنۀ ( 643 ه) ثلاث و أربعین و ستمائۀ، و هو شرح
کبیر.
و شرح علاء الدین علی بن أحمد المتوفی سنۀ ( 706 ه) ست و سبعمائۀ.
المتوفی سنۀ ( 769 ه) تسع و ستین « ابن الجندي » و شرح شیخ مشایخ القراء بمصر أبی بکر بن أیدغدي بن عبد الله الشمسی الشهیر ب
و هو شرح حافل، قال بن الجزري: کان شرحه یتضمن إیضاح شرح الجعبري. « الجوهر النضید فی شرح القصید » و سبعمائۀ و سماه
و شرح أبی القاسم هبۀ الله بن عبد الرحیم البارزي المتوفی سنۀ ( 738 ه) ثمان و ثلاثین و سبعمائۀ.
و شرح یوسف بن أبی بکر المتوفی سنۀ ( 725 ه) خمس و عشرین و سبعمائۀ و هو فی
ص: 8
مجلدین ضخمین.
.« المفید فی شرح القصید » و شرح علم الدین قاسم بن أحمد اللورقی الأندلسی المتوفی سنۀ ( 661 ه) إحدي و ستین و ستمائۀ سماه
و شرح منتخب الدین حسین بن أبی العز بن رشید الهمدانی المتوفی سنۀ ( 643 ه) ثلاث و أربعین و ستمائۀ، و هو شرح کبیر سماه
.« الدرة الفریدة فی شرح القصیدة »
و شرح الشیخ جلال الدین عبد الرحمن بن أبی بکر السیوطی المتوفی سنۀ ( 911 ه) إحدي عشرة و تسعمائۀ.
المرادي المصري المتوفی سنۀ ( 749 ه) تسع و أربعین و سبعمائۀ. « ابن أم قاسم » و شرح الإمام بدر الدین حسن بن القاسم المعروف ب
الفریدة البارزیۀ فی حل » و شرح الشیخ أبی عبد الله المغربی محمد بن الحسن بن محمد الفاسی النحوي المتوفی سنۀ ( 656 ه) سماه
.« القصیدة الشاطبیۀ
و شرح السید عبد الله بن محمد الحسینی المتوفی سنۀ ( 776 ه) ست و سبعین و سبعمائۀ.
فیه نقول عن الجعبري، و شرح منسوب إلی ،« تبصرة المستفید » و ،« جامع الفوائد » و ،« المحصی » و ،« الوجیز » : و من شروح حرز الأمانی
مصنف مصطلح الإشارات، و علی الشاطبیۀ نکت للشیخ برهان الدین إبراهیم بن موسی الکرکی المقري الشافعی المتوفی سنۀ ( 893 ه)
ثلاث و تسعین و ثمانمائۀ.
و للشاطبیۀ مختصرات:
حوز المعانی فی » منها: مختصر جمال الدین محمد بن عبد الله بن مالک النحوي المتوفی سنۀ ( 672 ه) اثنتین و سبعین و ستمائۀ سماه
و هو مختصر فی بحره و قافیته. « اختصار حرز الأمانی
و مختصر عبد الصمد بن التبریزي المتوفی سنۀ ( 765 ه) خمس و ستین و سبعمائۀ، و هو فی خمسمائۀ و عشرین بیتا.
.« البلالیۀ » و مختصر مولانا بلال الرومی و هو قصیدة لامیۀ یقال لها
نظم در » و مختصر أمین الدین عبد الوهاب بن أحمد بن وهبان الدمشقی الحنفی المتوفی سنۀ ( 768 ه) ثمان و ستین و سبعمائۀ سماه
و هی دون الخمسمائۀ. « الجلا فی قراءة السبعۀ الملا
و للشاطبیۀ تتمات، منها:
ص: 9
نظم الإمام المقري أبی الحسن علی بن إبراهیم الکنانی القیجاطی المتوفی سنۀ ( 720 ه) عشرین و « التکملۀ المفیدة لحافظ القصیدة »
.« الوجیز » و « الکفایۀ » و « التبصرة » سبعمائۀ، و هی قصیدة محکمۀ النظم فی وزنها و رویها فی مائۀ بیت نظم فیها ما زاد علیها من
صفحۀ 31 من 637
و منها تکملۀ فی القراءات الثلاث للشیخ المقري شهاب الدین أحمد بن محمد بن سعید الیمنی الشرعبی، توفی سنۀ ( 839 ه) زادها
بین أبیات الشاطبیۀ فی مواضعها بحیث امتزجت بها فصارا کأنهما لشخص واحد.
ذکر فیه: أنه طالع ما زاد ،« الدر النضید فی زوائد القصید » و تکملۀ لمحمد بن یعقوب بن إسماعیل الأسدي المقدسی الشافعی سماها
فأوردها. « حرز الأمانی » علیه من کتب القراءات السبع فوجد أشیاء زائدة علی ما فی
طیبۀ النشر فی القراءات العشر- منظومۀ للشیخ شمس الدین محمد بن محمد الجزري، و هی ألفیۀ أتمها بالروم فی شعبان سنۀ ( 799 ه)
تسع و تسعین و سبعمائۀ، و توفی سنۀ ( 833 ه) ثلاث و ثلاثین و ثمانمائۀ.
و صنف أحمد ابنه شرحا لها، و شرحها الشیخ أبو القاسم محمد النویري المالکی المتوفی سنۀ ( 857 ه) سبع و خمسین و ثمانمائۀ، و
هو الذي نحن بصدد تحقیقه.
و شرحها الشیخ زین الدین عبد الدائم الأزهري.
* عقد اللآلی فی القراءات السبع العوالی- منظومۀ کالشاطبیۀ فی الأوزان و القافیۀ، لأبی حیان محمد بن یوسف الأندلسی المتوفی سنۀ
کثیرا. « التیسیر » 745 ه) خمس و أربعین و سبعمائۀ، لم یأت فیها برمز و زاد فیها علی )
* العنوان فی القراءة- لأبی طاهر إسماعیل بن خلف المقري الأنصاري الأندلسی المتوفی سنۀ ( 455 ه) خمس و خمسین و أربعمائۀ،
قال بن خلکان: و هو عمدة فی هذا الشأن، ذکر فیه ما اختلف فیه القراء السبعۀ بإیجاز و اختصار؛ لیقرب علی المتحفظین دون الأغمار
المبتدئین و الغلمان، إذ جعل کتابه المترجم بالاکتفاء کافیا للمنتهی و المبتدي، و بسطه بسطا لا یشکل علی ذي لب سوي، فجعل هذا
المختصر کالعنوان له و الترجمۀ، شرحه عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر المقري الجذامی المصري الرومی المتوفی سنۀ ( 649 ه)
تسع و أربعین و ستمائۀ، ذکر فیه أن شیخه أبا الجود غیاث الدین بن فارس کان کثیرا ما یعول علیه، فشرحه لذلک، و أضاف إلیه من
القراءات المشهورة و الروایات المأثورة، و علل کل قراءة و ذکر الأئمۀ و رواتهم.
* العین فی الفتح و الإمالۀ بین اللفظین- لابن القاصح أبی البقاء علی بن عثمان المقري
ص: 10
المتوفی سنۀ ( 801 ه) إحدي و ثمانمائۀ، اختصره القاضی زین الدین زکریا بن محمد الأنصاري المتوفی سنۀ ( 926 ه) ست و عشرین و
تسعمائۀ.
* غایۀ الاختصار فی القراءات العشر لأئمۀ الأمصار- لأبی العلاء حسن بن أحمد العطار الهمذانی المتوفی سنۀ ( 569 ه) تسع و ستین و
خمسمائۀ، اقتصر فیه علی الأشهر من الطرق و الروایات بشروط الأحرف السبعۀ، و جرده من الشاذة مطلقا، و قدم أبا جعفر علی الکل،
و قدم یعقوب علی الکوفیین.
* الغایۀ فی القراءات العشر لأبی بکر بن مهران أحمد بن الحسین النیسابوري الدینوري المقري المصري المتوفی سنۀ ( 381 ه) إحدي
و ثمانین و ثلاثمائۀ، شرحه أبو المعالی الفضل بن طاهر بن سهل الحلبی المتوفی سنۀ ( 548 ه).
* الغایۀ فی القراءات الإحدي عشرة- لأبی حاتم السجستانی، کذا قال أبو شامۀ.
* غایۀ الاختصار فی أصول قراءة أبی عمرو- منظومۀ فی ثلاثۀ و ستین بیتا، للقاضی أمین الدین عبد الوهاب بن أحمد بن وهبان
الدمشقی المتوفی سنۀ ( 768 ه) ثمان و ستین و سبعمائۀ.
* غایۀ المطلوب فی قراءة خلف، و أبی جعفر، و یعقوب- لابن عیاش عبد الرحمن الدمشقی المکی، نظمها الشیخ زین الدین عبد
الباسط بن أحمد المکی المتوفی سنۀ ( 853 ه) ثلاث و خمسین و ثمانمائۀ.
* غایۀ المطلوب فی قراءة یعقوب- نظم الشیخ أبی حیان محمد بن یوسف الأندلسی المتوفی سنۀ ( 745 ه) خمس و أربعین و سبعمائۀ.
* الغایۀ فی القراءة علی طریقۀ بن مهران- لأبی جعفر أحمد بن علی المقري المعروف بابن الباذش المتوفی سنۀ ( 540 ه) أربعین و
صفحۀ 32 من 637
خمسمائۀ.
* غایۀ المهرة فی الزیادة علی العشرة- منظومۀ للشیخ شمس الدین محمد بن محمد الجزري المتوفی سنۀ ( 833 ه) ثلاث و ثلاثین و
ثمانمائۀ.
القاصد فی القراءة- لأبی القاسم عبد الرحمن بن حسن الخزرجی المتوفی سنۀ ( 446 ه) ست و أربعین و أربعمائۀ.
* قراءة ابن محیصن- للشیخ الإمام أبی علی الحسن بن محمد الأهوازي المتوفی سنۀ ( 446 ه) ست و أربعین و أربعمائۀ.
* قراءة أبی عمرو- قصیدة للشیخ الإمام شهاب الدین أحمد بن وهبان أحمد ابن عبد الرحمن بن وهبان المعروف بابن أفضل الزمان،
توفی بمکۀ سنۀ ( 585 ه)،
ص: 11
النکت » شرحها الشیخ الإمام شمس الدین محمد بن سعید بن طاهر البجائی، و شرحها محمد ابن علی المعروف بالمغربی، و سماه
.« الفریدة
القراءة الثلاثۀ فی الأئمۀ الثلاثۀ- قصیدة طویلۀ لمحمد العمري العدوي نظمها فی بحر الحرز للشاطبی و قافیته علی أنها تتمۀ، ثم شرحها
و أتم الشرح فی ذي الحجۀ سنۀ ( 920 ه) عشرین و تسعمائۀ.
* قراءة الحسن البصري، و یعقوب- للأهوازي أیضا.
* القراءات السبع لابن مجاهد و هو أبو بکر أحمد بن محمد بن العباس بن مجاهد، و کتاب السبع، لأبی بکر محمد بن الحسن
الموصلی المعروف بالنقاش.
و أول ما صنف من الکتب المعتبرة: کتاب القراءات، لأبی عبید القاسم بن سلام المتوفی سنۀ ( 224 ه) أربع و عشرین و مائتین، و
جعلهم خمسۀ و عشرین قارئا مع السبعۀ.
ثم أحمد بن جبیر بن محمد الکوفی نزیل أنطاکیۀ المتوفی سنۀ ( 258 ه) ثمان و خمسین و مائتین، جمع کتابا فی القراءات الخمس من
کل مصر واحد.
و القاضی إسماعیل بن إسحاق المالکی صاحب قالون المتوفی سنۀ ( 282 ه) اثنتین و ثمانین و مائتین، ألف کتابا فی القراءات جمع فیه
قراءات عشرین إماما، منهم السبعۀ.
فیه نیف و عشرون قراءة، و توفی سنۀ ( 310 ه) عشر و ثلاثمائۀ، ،« الجامع » ثم أبو جعفر محمد بن جریر الطبري، جمع کتابا حافلا سماه
و بعده أبو بکر محمد بن أحمد الداجونی جمع کتابا فی القراءات، و أدخل معهم أبا جعفر، أحد العشرة، و توفی سنۀ ( 324 ه) أربع و
عشرین و ثلاثمائۀ ثم ابن مجاهد.
و صنف الأئمۀ المتقدمون فی إعراب حروف القرآن و شاذه و معانیه و أسندوها حرفا حرفا إلی الصحابۀ و التابعین: کعباس بن
الفضل، و ابن سعدان، و أبی الربیع الزهرانی، و یحیی ابن آدم، و نصر بن علی الجهضمی، و أبی هشام الرفاعی، و ابن مجاهد و
غیرهم.
* القراءات الشاذة- نظمها شمس الدین محمد بن محمد بن الجزري المتوفی سنۀ ( 833 ه) ثلاث و ثلاثین و ثمانمائۀ کالشاطبیۀ، و
أتمه فی رمضان سنۀ ( 797 ه) سبع و تسعین و سبعمائۀ.
* القصیدة الطاهریۀ، فی القراءات العشر علی روي الشاطبیۀ، للشیخ الإمام العامل طاهر بن عربشاه الأصبهانی المتوفی سنۀ ( 786 ه)
ست و ثمانین و سبعمائۀ.
* القطر المصري فی قراءة أبی عمرو بن العلاء البصري- للشیخ عمر بن قاسم ابن محمد بن علی النشار.
ص: 12
صفحۀ 33 من 637
* الکافی فی القراءات السبع- لأبی محمد إسماعیل بن أحمد السرخسی الهروي المتوفی سنۀ ( 414 ه) أربع عشرة و أربعمائۀ، قال ابن
الصلاح: رأیته و هو فی عدة مجلدات، و هو کتاب ممتع یشتمل علی علم کثیر فی مجلدات.
و لأبی عبد الله محمد بن شریح بن أحمد الرعینی الإشبیلی المتوفی سنۀ ( 476 ه) ست و سبعین و أربعمائۀ.
* الکامل فی القراءات الخمسین- لأبی القاسم یوسف بن علی بن عبادة الهذلی المغربی المتوفی سنۀ ( 465 ه) خمس و ستین و
أربعمائۀ، و هو مشتمل علی خمسین قراءة، قال: لقیت ثلاثمائۀ و خمسۀ و خمسین إماما من أرباب الاختیارات الذین بلغوا رتبتها، أي
السبعۀ، و العشرة فذکر فیه العشرة ثم الخمسین، فإنه رجل سافر من المغرب إلی المشرق و طاف البلاد، و قرأ بغزنۀ و غیرها حتی انتهی
و جمع فیه خمسین قراءة عن الأئمۀ من ألف و أربعمائۀ و تسعۀ و خمسین روایۀ و طریقا. « الکامل » إلی ما وراء النهر، و لقب کتابه
* کتاب القراءات- لأبی الحسن علی بن عمر الدار قطنی المتوفی سنۀ ( 385 ه) خمس و ثمانین و ثلاثمائۀ، جمع الأصول فی أبواب
عقدها أول الکتاب، و صار القراء بعده یسلکون طریقته فی التألیف.
و لأبی حاتم سهل بن محمد السجستانی المتوفی سنۀ ( 248 ه) ثمان و أربعین و مائتین و لأبی العباس أحمد بن یحیی ثعلب.
و لابن خالویه حسین بن عبد الله النحوي المتوفی سنۀ ( 370 ه) سبعین و ثلاثمائۀ.
للفضل بن العباس الأنصاري، و لأبی عبید القاسم بن سلام، و لأبی معاذ الفضل بن خالد ،« کتاب القراءة » : و من کتب القراءات
النحوي، و لمحمد بن یحیی القطیعی.
* کشف الأسرار عن قراءة الأئمۀ الأخیار- لأبی العباس أحمد بن إسماعیل الکورانی المتوفی سنۀ ( 893 ه) ثلاث و تسعین و ثمانمائۀ،
و هو شرح علی نظم الجزري، و هو نظم فی غایۀ الإشکال یشتمل علی قراءة ابن محیصن، و الأعمش، و الحسن البصري و هو زیادة
علی العشر فرغ منه فی ربیع الأول سنۀ ( 89 ه) تسعین و ثمانمائۀ، و أبیاته أربعۀ و خمسون.
* الکشف عن أحکام الهمزة فی الوقف لهشام و حمزة للشیخ جمال الدین حسین بن علی الحصنی ألفه فی الروم سنۀ ( 963 ه) ثلاث
و ستین و تسعمائۀ.
* الکشف فی نکت المعانی و الإعراب، و علل القراءات المرویۀ عن الأئمۀ السبعۀ- مجلد للشیخ نور الدین أبی الحسن علی بن
الحسین بن علی الباقولی المعروف بالجامع النحوي المتوفی سنۀ ( 543 ه) ثلاث و أربعین و خمسمائۀ.
ص: 13
* الکفایۀ فی القراءة- للامام البغوي، و فی الست لسبط الخیاط أبی محمد عبد الله بن علی البغدادي المتوفی سنۀ ( 541 ه) إحدي و
للشیخ أبی محمد عبد الله بن عبد المؤمن بن الوجیه « تحفۀ البررة فی القراءات العشرة » أربعین و خمسمائۀ، و فی العشر نظم اسمه
الواسطی المتوفی سنۀ ( 740 ه) أربعین و سبعمائۀ علی وزن الشاطبیۀ و رویها.
* کفایۀ القاري- للشیخ برهان الدین إبراهیم بن عمر البقاعی المتوفی سنۀ ( 885 ه) خمس و ثمانین و ثمانمائۀ فی روایۀ أبی عمرو.
* الکفایۀ المحررة فی نظم القراءات العشرة- لتقی الدین حسین بن علی الحصنی جمع فیه الشاطبیۀ، و الدرة، و خالف الشاطبی فی
و فرغ فی ذي الحجۀ سنۀ ( 959 ه) « تحفۀ البررة » بعض المواضع، ثم التمس منه بعض الطلاب أن یجعله نثرا لسهولۀ الأخذ فنثره و سماه
تسع و خمسین و تسعمائۀ.
* الکنز فی القراءات العشر- لأبی محمد عبد الله بن عبد المؤمن بن الوجیه الواسطی المتوفی سنۀ ( 740 ه) أربعین و سبعمائۀ، جمع فیه
بین الإرشاد للقلانسی، و التیسیر للدانی، و زاده فوائد.
الکنز فی وقف حمزة و هشام علی الهمزة، للشیخ أبی العباس أحمد بن محمد القسطلانی المصري المتوفی سنۀ ( 923 ه) ثلاث و
عشرین و تسعمائۀ.
* اللامیۀ فی القراءات- نظم أبی حیان محمد بن یوسف بن علی الأندلسی النحوي المتوفی سنۀ ( 745 ه) خمس و أربعین و سبعمائۀ
صفحۀ 34 من 637
عارض بها الشاطبیۀ و حذف رموزها فأبرز الأسماء فی النظم.
* لذات السمع فی القراءات السبع- لأبی جعفر أحمد بن الحسن المالقی النحوي المتوفی سنۀ ( 728 ه) ثمان و عشرین و سبعمائۀ.
* لطائف الإشارات فی فنون القراءات- للشیخ الإمام أبی العباس أحمد بن محمد بن أبی بکر القسطلانی المتوفی سنۀ ( 923 ه) ثلاث
و عشرین و تسعمائۀ و هو کتاب عظیم النفع لا یغادر صغیرة و لا کبیرة فی فنون القرآن إلا أحصاها.
* اللطائف فی جمع همز المصاحف- لابن مقسم محمد بن الحسن النحوي المتوفی سنۀ ( 355 ه) خمس و خمسین و ثلاثمائۀ.
* المبسوط فی القراءات السبع و المضبوط- فارسی للشریف محمد بن محمود بن محمد بن أحمد السمرقندي سبط الإمام ناصر
الدین جعله علی ثلاثۀ کتب، الأول: فی أصول القراءات، الثانی: فی تشجیرها المسمی کتاب التسخیر علی طرائق التشجیر،
ص: 14
الثالث: فی أصول القراءات مجدولا.
* المبهج فی القراءات الثمان، و قراءة الأعمش، و ابن محیصن و اختیار خلف، و الیزیدي- للشیخ أبی محمد عبد الله بن علی بن
أحمد المعروف بسبط الخیاط البغدادي المتوفی سنۀ ( 541 ه) إحدي و أربعین و خمسمائۀ.
* المبهرة فی القراءات العشرة- للشیخ أبی المکارم أحمد بن دلۀ المتوفی سنۀ ( 653 ه) ثلاث و خمسین و ستمائۀ، و له نظم أیضا فی
القراءات العشرة المسمی بالجمهرة و هو من بحر الرجز.
* المجتبی فی القراءة- لأبی القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسین الطرطوسی توفی سنۀ ( 40 ه) أربعین و أربعمائۀ.
* المحتسب فی إعراب الشواذ- لأبی الفتح عثمان بن جنی النحوي المتوفی سنۀ ( 392 ه) اثنتین و تسعین و ثلاثمائۀ.
.« التیسیر » * المحتوي فی القراءات الشواذ- لأبی عمرو الدانی المذکور فی
* المرشد فی الوقف و الابتداء- للإمام الحافظ العمانی المتوفی فی حدود سنۀ ( 400 ه).
* المستنیر فی القراءات العشر البواهر- لأبی طاهر بن سوار أحمد بن علی المقري البغدادي المتوفی سنۀ ( 499 ه) تسع و تسعین و
أربعمائۀ، جمع الروایات المذکورة فیه عن الأئمۀ قال: و قد صنف أشیاخنا کتبا فی اختلاف القراءات العشر عاریۀ عن الآثار و السنن
مما تدعو الحاجۀ إلیها، و أحببت أن أجمع کتابا أذکر فیه ما قرأت به علی شیوخی الذین أدرکتهم من القراءات تلاوة دون ما سمعته،
و أذکر فیه نبذة من السنن و الآثار، و فضائل القرآن، و الحث علی حفظه، و الإقراء، و تعلم العربیۀ التی بها یتوصل إلی البحث علی
المعانی الدقیقۀ، و کل حرف قرأ به أحد الأئمۀ العشرة علی ما أداه إلی خلفنا سلفهم المتصلۀ أسانید قراءاتهم برسول الله صلی اللّه علیه
و سلم.
* المصباح الزاهر فی القراءات العشر البواهر- لأبی الکرم مبارك بن الحسن الشهرزوري المتوفی سنۀ ( 550 ه) خمسین و خمسمائۀ
ببغداد.
* مصباح الواقف علی رسوم المصاحف- لجمال الدین أحمد بن محمد الواسطی المتوفی سنۀ ( 653 ه).
* المفید فی القراءات العشر- لأبی نصر أحمد بن مسرور البغدادي المتوفی سنۀ ( 442 ه) اثنتین و أربعین و أربعمائۀ، و فی الثمانی
لأبی عبد الله محمد بن إبراهیم الحضرمی الیمنی المتوفی فی حدود سنۀ ( 560 ه) ستین و خمسمائۀ، و هو کتاب مفید کاسمه اختصر
ص: 15
للطبري و زاده فوائد. « التلخیص » فیه کتاب
* المنتهی فی القراءات العشر- لأبی الفضل محمد بن جعفر الخزاعی المتوفی سنۀ ( 408 ه) ثمانیۀ و أربعمائۀ، جمع فیه ما لم یجمع
قبله.
* منشأ القراءات فی القراءات الثمانی- لفارس بن أحمد الحمصی المتوفی سنۀ ( 401 ه) إحدي و أربعمائۀ.
صفحۀ 35 من 637
* منظومۀ فی قراءة یعقوب- لمحمد بن محمد بن عرفۀ الورغمی التونسی المالکی المتوفی سنۀ ( 823 ه) ثلاث و ثمانمائۀ.
* منهاج التوقیف فی القراءة- للشیخ علم الدین علی بن محمد بن عبد الصمد السخاوي الکبیر.
* الموجز فی القراءات- لأبی محمد مکی بن أبی طالب القیسی المقري توفی سنۀ ( 437 ه)، و للأهوازي و هو أبو منصور سعید بن
أحمد بن عمرو الجزیري.
* الموجز فی الوقف و الابتداء- للإمام أبی عبد الله محمد السجاوندي، ذکره الجعبري.
.« الشواذ » * الموضح فی العشر- لابن رضوان، ذکره الجعبري فی
* الموضح فی الفتح و الإمالۀ- لأبی عمرو عثمان بن سعید الدانی المقري المتوفی سنۀ ( 444 ه) أربع و أربعین و أربعمائۀ.
* الموضح فی القراءات العشر- لأبی منصور محمد بن عبد الملک بن خیرون البغدادي الدباس المتوفی سنۀ ( 539 ه) تسع و ثلاثین و
خمسمائۀ، و للإمام أبی عبد الله نصر بن علی بن محمد الشیرازي أتمه سنۀ ( 562 ه).
* المهذب فی القراءات العشرة- لأبی منصور الإمام الزاهد محمد بن أحمد بن علی الخیاط البغدادي المتوفی سنۀ ( 499 ه) تسع و
تسعین و أربعمائۀ.
* النجوم الزاهرة فی السبعۀ المتواترة- لأبی عبد الله محمد بن سلیمان المقدسی الحکري الشافعی المتوفی سنۀ ( 871 ه) إحدي و
ثمانین و سبعمائۀ، فرغ من تألیفه سنۀ ( 756 ه) ست و خمسین و سبعمائۀ.
،« التقریب » * النشر فی القراءات العشر- للشیخ شمس الدین أبی الخیر محمد بن محمد الجزري المتوفی سنۀ ( 833 ه) اختصره و سماه
و هو الجامع لجمیع طرق العشرة لم یسبق إلی مثله، و اختصره أیضا القاضی أبو الفضل محمد بن محمد بن الشحنۀ الحلبی المتوفی
سنۀ ( 833 ه) ثلاث و ثلاثین و ثمانمائۀ، و اختصره الشیخ مصطفی بن عبد الرحمن
ص: 16
الإزمیري المتوفی سنۀ ( 1155 ه) خمس و خمسین و مائۀ و ألف فی نحو النصف.
* نظم القراءات الثلاث الزائدة علی السبع- للشیخ شهاب الدین أحمد بن حسین الرملی المقدسی المتوفی سنۀ ( 844 ه) أربع و أربعین
و ثمانمائۀ، و له نظم القراءات الزائدة علی العشرة.
* نهج الدماثۀ فی نظم القراءات الثلاثۀ- للشیخ الإمام برهان الدین إبراهیم بن عمر الجعبري المتوفی سنۀ ( 732 ه) اثنتین و ثلاثین و
و أراد ضم الثلاثۀ إلیه لیکمل العشرة إذ هی « حرز الأمانی » سبعمائۀ قال: إنی نظمت القراءات الثلاث فی نهج عجیب لمن حفظ کتاب
و لما کان مکملا للحرز نظمته علی بحره و رویه، ثم ،« النزهۀ » عند حذاق القراء داخلۀ فی الأحرف السبعۀ کما برهنت علیه فی کتابی
.« خلاصۀ الأبحاث فی شرح نهج القراءات الثلاث » شرحه و سماه
* الموجز فی الوقف و الابتداء- للإمام أبی عبد الله محمد السجاوندي، ذکره الجعبري.
* الوجیز فی القراءات الثمانیۀ- لأبی علی الحسن بن علی بن إبراهیم الأهوازي نزیل دمشق المتوفی سنۀ ( 446 ه) ست و أربعین و
أربعمائۀ.
* ورقات المهرة فی تتمۀ قراءات الأئمۀ العشرة- لشهاب الدین أحمد بن محمد بن محمد المعروف بابن العیاش القاري المتوفی سنۀ
628 ه). )
* الهادي إلی معرفۀ المقاطع و المبادي- فی رسم المصحف، و هو کتاب کبیر مجلدات فی فضائل القرآن و وقوفه للشیخ أبی العلاء
الحسن بن أحمد بن حسن بن العطار الهمذانی المتوفی سنۀ ( 569 ه) تسع و ستین و خمسمائۀ، و هو فی وقوف القرآن.
* الهادي فی القراءات السبع- لأبی عبد الله محمد بن سفیان القیروانی المکی المتوفی فی صفر سنۀ ( 415 ه) خمس عشرة و أربعمائۀ.
* الهدایۀ فی القراءة- لأبی العباس أحمد بن عمار المهدوي المتوفی بعد سنۀ ( 430 ه) ثلاثین و أربعمائۀ.
صفحۀ 36 من 637
لأبی محمد مکی بن أبی طالب القیسی المتوفی سنۀ ( 437 ه) سبع و ثلاثین و أربعمائۀ. -« کلا » * الهدایۀ فی الوقف علی
* هدایۀ المهرة فی ذکر الأئمۀ العشرة المشتهرة- لشمس الدین محمد بن محمد الجزري الشافعی المتوفی سنۀ ( 733 ه) و غیر ذلک
من إسهامات علماء الأمۀ الإسلامیۀ فی حفاظها علی دستورها و هو القرآن الکریم تصدیقا لقوله تعالی: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَ إِنَّا لَهُ
.[ لَحافِظُونَ [الحجر: 9
ص: 17
ترجمۀ الإمام النویري صاحب الکتاب
هو محمد بن محمد بن محمد بن علی بن محمد بن إبراهیم بن عبد الخالق، المحب أبو القاسم بن الفاضل، الشمس النویري،
.«1» المیمونی، القاهري، المالکی، یعرف بأبی القاسم النویري
و نویرة: قریۀ من صعید مصر الأدنی و هی تتبع محافظۀ بنی سویف.
ولد- کما بخط والده- فی رجب سنۀ إحدي و ثمانمائۀ بالمیمون، قریۀ أقرب من النویرة إلی مصر.
و قدم القاهرة فحفظ القرآن، و مختصر ابن الحاجب، و ألفیۀ ابن مالک و الشاطبیتین، و عرضها علی حفید ابن مرزوق التلمسانی، و
محمد بن محمد بن محمد بن یفتح الله، و الولی العراقی، و العز بن جماعۀ، و أجازوه.
و تلا بالعشر علی غیر واحد أجلهم ابن الجزري، لقیه بمکۀ فی رجب سنۀ ثمان و عشرین حین مجاورتهما، و أجاز له هو و الزین بن
عیاش و غیرهما، و من شیوخه فیها أیضا الزراتیتی.
و لازم البساطی فی الفقه و غیره من العلوم العقلیۀ، و أذن له فی الإفتاء و التدریس، و أخذ العربیۀ و الفقه أیضا عن الشهاب الصنهاجی،
و الفقه فقط عن الجمال الأقفهسی، و حضر عند الزین عبادة مجلسا واحدا، و العربیۀ و غیرها عن الشمس الشطنوفی، و أخذ عن
الهروي فی قدمته الثانیۀ.
و قرأ علی شیخ الإسلام ابن حجر العسقلانی شرحه للنخبۀ و أذن له فی إفادتها، و کذا أخذ عنه فی شرح الألفیۀ، و قرأ علیه الموطأ و
غیره. و علی الزین الزرکشی صحیح مسلم، و علی البدر حسین البوصیري فی الدار قطنی، و لم یکثر من ذلک.
و ناب فی القضاء عن شیخه البساطی ثم ترك، و لم یزل یدأب فی التحصیل حتی برع فی الفقه، و الأصلین، و النحو، و الصرف، و
العروض، مع زیادات و شرحها فی نحو عشرین کراسا، و له أیضا مقدمۀ فی النحو لطیفۀ الحجم، و منظومۀ سماها: الغیاث فی القراءات
الثلاث الزائدة علی السبعۀ، و هی لأبی جعفر و یعقوب و خلف و شرحها، و نظم النزهۀ لابن الهائم فی أرجوزة نحو مائتی بیت و
شرحها فی کراریس، و عمل قصیدة دون ثلاثین بیتا فی علم الفلک و شرحها، و له شرح طیبۀ النشر فی القراءات العشر لشیخه ابن
الجزري فی مجلدین و هو الذي نحن بصدده، و القول الجاذ لمن قرأ بالشاذ، و کراسۀ تکلم فیها علی
______________________________
.(48 / 76 )، الإعلام ( 7 / 246 )، الکتبخانه ( 4 / 1) تنظر ترجمته فی: الضوء اللامع ( 9 )
ص: 18
قوله تعالی: إِنَّما یَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ [التوبۀ: 18 ]، و أخري فیها أجوبۀ عن إشکالات معقولیۀ و نحوها، و أخري من نظمه فیها أشیاء فقهیۀ
و غیرها و غیر ذلک.
و حج مرارا و جاور فی بعضها، و أقام بغزة و القدس و دمشق و غیرها من البلاد، و انتفع به فی غالب هذه النواحی، مع أنه لو استقر
بموطن واحد کان أبلغ فی الانتفاع به و کذا انتفعوا به فی الفتاوي.
و کان إماما عالما علامۀ متفننا فصیحا مفوها بحاثا ذکیّا، آمرا بالمعروف ناهیا عن المنکر، صحیح العقیدة شهما مترفعا علی بنی الدنیا
صفحۀ 37 من 637
و نحوهم، مغلظا لهم فی القول، متواضعا مع الطلبۀ و الفقراء، و ربما یفرط فی ذلک و فی الانبساط معهم کبیرهم و صغیرهم، عالی
الهمۀ باذلا جاهه مع من یقصده فی مهمۀ، ذا کرم بالمال و الإطعام، یتکسب بالتجارة بنفسه و بغیره مستغنیا بذلک عن وظائف الفقهاء؛
و لذا قیل: إنه عرض علیه قضاء المقدس فامتنع، بل قیل:
و حکی لی البدر السعدي :« الضوء اللامع » إنه طلب لقضاء مصر فأبی، و لکن قیل أیضا إنه ولی قضاء الشام فلم یتم، قال السخاوي فی
قاضی الحنابلۀ أنه بینما هو عنده فی درسه إذ حضر إلیه الشرف الأنصاري بمربعۀ بمرتب العینی فی الجوالی بعد موته، و هو فی کل
یوم دینار، فردها و قال: إن جقمق یروم یستعبدنی فی موافقته بهذا المرتب، أو کما قال.
و ابتنی بالخانقاه السریاقوسیۀ مدرسۀ و وقف علیها ما کان فی حوزته من أملاك و جعل فائضها لأولاده.
و کان ابن حجر شیخ الإسلام العسقلانی کثیر الإجلال و التبجیل له معتمدا علیه فی مذهبه.
قال السخاوي: سمعت العز قاضی الحنابلۀ یقول: إنه لم یخلف بعده فی مجموعه مثله، و قد اجتمعت به مرارا بالقاهرة و مکۀ و سمعت
من فوائده و علقت من نظمه أشیاء و من ذلک قوله:
و أفضل خلق الله بعد نبیناعتیق ففاروق فعثمان مع علی
و سعد سعید و ابن عوف و طلحۀعبیدة منهم و الزبیر فتم لی کذا قال: عبیدة، و إنما هو أبو عبیدة.
و کانت فیه حدة مفرطۀ و استحالۀ فی أحواله و طرقه.
مات بمکۀ فی ضحی یوم الاثنین رابع جمادي الأولی سنۀ سبع و خمسین، و صلی علیه بعد العصر عند باب الکعبۀ، و نودي علیه من
أعلی قبۀ زمزم و دفن بالمعلاة بمقبرة بنی النویري، و کانت جنازته حافلۀ، رحمه الله و إیانا.
ص: 19
وصف النسخ
نسخ الکتاب کالآتی:
النسخۀ الأولی: تقع فی أربعمائۀ و أربع و ستین ورقۀ، و تبلغ مسطرة کل ورقۀ ثلاثۀ و عشرین سطرا، نسخها الشیخ عبد الله العجلونی
القلینی الشافعی- رحمه الله تعالی- و قد اعتنی فیها رحمه اللّه بالدقۀ التامۀ و الخط الجمیل، فجاءت من أدق النسخ و أجملها خطّا. و
و کان الفراغ » : یرجع زمن نسخها إلی عام ألف و مائۀ و عشرة من الهجرة، کما أشار إلی ذلک ناسخها- رحمه الله- فقال فی خاتمتها
.« من هذه النسخۀ الشریفۀ صبیحۀ الأحد تاسع شهر المحرم سنۀ 1110 ه
.« د» و هذه النسخۀ محفوظۀ تحت رقم ( 179 قراءات) بدار الکتب المصریۀ، و قد رمزنا لها بالرمز
النسخۀ الثانیۀ: تقع فی مائتین و أربع و عشرین ورقۀ، و تبلغ مسطرة کل ورقۀ ثلاثۀ و ثلاثین سطرا، و هی من أقدم النسخ، حیث یرجع
زمن نسخها إلی سنۀ ثمانمائۀ و أربع و ثلاثین من الهجرة، أي: أنها قد نسخت فی حیاة النویري نفسه- رحمه الله تعالی- و قد ظهرت
علیها آثار القدم من أکل الأرضۀ و خلافه. و هی نسخۀ کثیرة التعلیقات و الحواشی.
.« ز» و هذه النسخۀ محفوظۀ تحت رقم ( 26610 قراءات) بمکتبۀ الأزهر الشریف، و قد رمزنا لها بالرمز
النسخۀ الثالثۀ: تقع فی ثلاثمائۀ و خمسین ورقۀ، و یبلغ عدد مسطرتها ثلاثۀ و عشرین سطرا، و یرجع زمن نسخها إلی عام ألف و مائتین
و خمسۀ و تسعین من الهجرة، و ناسخها یدعی مصطفی العشماوي، و قد نسخها- رحمه الله- بخط جمیل، و هی نسخۀ کثیرة التعلیقات
کسابقتها.
.« ص» و هذه النسخۀ محفوظۀ تحت رقم ( 32838 قراءات) بمکتبۀ الأزهر الشریف، و قد رمزنا لها بالرمز
النسخۀ الرابعۀ: تقع فی ثلاثمائۀ و ست و ثلاثین ورقۀ، و یبلغ عدد مسطرتها خمسۀ و عشرین سطرا، و یرجع زمن نسخها إلی عام ألف
صفحۀ 38 من 637
و مائتین و ست و أربعین من الهجرة، و ناسخها یدعی محمد بن محمد بن إبراهیم الشافعی.
.« م» و هی محفوظۀ تحت رقم ( 16194 قراءات) بمکتبۀ الأزهر الشریف، و قد رمزنا لها بالرمز
النسخۀ الخامسۀ: المحفوظۀ بدار الکتب المصریۀ تحت رقم ( 222 قراءات طلعت)،
ص: 20
مسطرة کل صفحۀ ثلاثۀ و ثلاثین سطرا.
النسخۀ السادسۀ: جامعۀ الإمام محمد بن سعود الإسلامیۀ بالریاض، منها نسخۀ بدار الکتب المصریۀ ( 53064 ) مسطرة کل صفحۀ ثلاثۀ
و ثلاثین سطرا.
و بجوار هذه النسخ الخطیۀ قد اعتمدنا أیضا علی نسخۀ مطبوعۀ، بمجمع البحوث الإسلامیۀ بالأزهر الشریف تحت إشراف لجنۀ إحیاء
التراث الإسلامی، و قد قام المشرفون علی إخراجها بجهد مشکور و اعتنوا بها عنایۀ کبیرة، فجزاهم الله أحسن الجزاء، و بالرغم من
ذلک وقع فی هذه النسخۀ الکثیر من التصحیفات و التحریفات، التی أضفت علی النص فی کثیر من الأحیان غیر قلیل من الغموض، و
غیر ذلک من الهنات التی عملنا علی تلافیها فی تحقیقنا لهذا السفر الجلیل.
منهج التحقیق علی النحو التالی:
- إثبات فروق النسخ و إثبات ما کان صوابا فی النص و قد أغفلت کثیرا الفروق التی لا فائدة منها.
- ضبط النص و سد ما فیه من خلل.
- تخریج الأحادیث النبویۀ.
- تخریج الآثار و عزوها إلی مظانها.
- توثیق الأقوال و النقول الواردة فی الکتاب.
- تراجم الأعلام الواردة فی الکتاب مع توثیق الترجمۀ بمصدرین أو ثلاثۀ.
- عمل فهارس للکتاب.
ص: 27
بسم اللّه الرّحمن الرّحیم
مقدمۀ [المؤلف]
اشارة
.«1» « اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، و أنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا »
و أنعم علینا بتلاوته، و نسأله ،«2» الحمد للّه الذي شرح صدورنا لطیبۀ نشر کتابه، و حفظنا بحفظ أمانیه عن الأوهام فی مشکل خطابه
و نشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شریک له، شهادة من اعتمد علیه و التجأ .«4» أن یظلنا بظل جنابه و یؤهلنا للوصول إلی دار ثوابه «3»
اللّه و سلم علیه و علی آله و «7» فصلی «6» « إنّ القرآن یشفع یوم القیامۀ فی أصحابه » : به، و نشهد أن محمدا عبده و رسوله القائل «5»
صحابته، الذین حازوا قصب السبق فی تجویده و إتقانه و أحکامه و أسبابه، و رضی اللّه تعالی عن أئمۀ القرآن و متقنیه و طلابه،
عن خبایا زوایا أبوابه، و رتله کما أنزل، و سار من الغیر أدري به، «9» العشرة الذین جرّد کل منهم نفسه للفحص «8» [ خصوصا [القراء
لیلهم فی جمع حروفه «11» اللّه المشایخ الذین أسهروا «10» و رحم
______________________________
صفحۀ 39 من 637
1) ورد هذا عن أنس بن مالک مرفوعا- أخرجه ابن حبان ( 2427 - موارد) و ابن السنی فی عمل الیوم و اللیلۀ ( 353 ) و ذکره )
216 ) و قال: رواه ابن حبان و البیهقی و الحاکم و الدیلمی و / السخاوي فی المقاصد الحسنۀ ( 176 ) و العجلونی فی کشف الخفا ( 1
و أنت تجعل الحزن إذا شئت » ابن السنی و العدنی عن أنس رفعه و کذا رواه القعنبی عن حماد بن سلمۀ لکنه لم یذکر أنسا و لفظه
و لا یؤثر فی وصله و کذا رواه الضیاء فی المختارة و صححه غیره. « سهلا
2) فی ز: کلامه. )
3) فی م: و أسأله. )
4) فی ز، م، ص: إلی داره و أبوابه. )
5) فی ز: فالتجأ. )
/ 804 ) و أحمد ( 5 / 553 ) کتاب صلاة المسافرین باب فضل قراءة القرآن ( 252 / 6) فی د، ص: لأصحابه. و الحدیث أخرجه مسلم ( 1 )
395 ) من طریق أبی / 7544 ) و البیهقی فی السنن الکبري ( 2 ،7543 ،7542) (139 -138 / 254 ) و الطبرانی فی الکبیر ( 8 ،257 ،249
سلام قال حدثنی أبو أمامۀ الباهلی قال سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم یقول:
فذکره مطولا. «... اقرءوا القرآن فإنه یأتی یوم القیامۀ شفیعا لأصحابه »
8118 ) من ) (350 -349 / 251 ) و الطبرانی فی الکبیر ( 8 / 5991 ) و أحمد ( 5 ) (366 -365 / و أخرجه عبد الرزاق فی المصنف ( 3
طریق أبی سلمۀ بن عبد الرحمن عن أبی أمامۀ قال قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم:
فذکره مطولا. «... تعلموا القرآن فإنه شافع یوم القیامۀ »
97 ) من طریق الضحاك بن نبراس عن یحیی بن أبی کثیر عن أبی سلمۀ عن أبی هریرة مرفوعا: / و أخرجه ابن عدي فی الکامل ( 4
فذکره قلت: ذکر ابن عدي هذا الحدیث فی ترجمۀ الضحاك بن نبراس و نقل عن «... تعلموا القرآن فإنه یشفع لأصحابه یوم القیامۀ »
یحیی بن معین قوله: لیس بشیء، و عن النسائی متروك الحدیث و لم یتکلم عن إسناده.
7) فی م، ص، د: صلی. )
8) سقط فی م. )
9) فی د: لیفحص. )
10 ) فی ز: رحم. )
11 ) فی ص: سهروا. )
ص: 28
و جمع بیننا و بینهم فی علیین فی دار إحسانه مع أحبابه، و کذلک من نظر فی ،«1» و روایاته و طرقه و أوجهه و مفرداته و ترکیباته
هذا الکتاب و دعا لمؤلفه بحسن الخاتمۀ و الرضا به.
فیقول العبد الفقیر، المعترف بالعجز و التقصیر، الملتجئ إلی جناب ربه السامع للنجوي، المنکسر خاطره لقلۀ العمل و «2» : أما بعد
«6» [ و المالکی مذهبا: [إنه ،«5» العقیلی نسبا و النویري شهرة «4» [ محمد ابن محمد [بن محمد ،«3» التقوي، الراجی عفو ربه الممجد
سنۀ ثمان و عشرین و ثمانمائۀ منّ الله تعالی علیّ بالرحلۀ إلی مکۀ المشرفۀ- «8» [ الفرد ] «7» لما کان یوم الاثنین ثامن عشر شهر رجب
الزمان و فاکهۀ الأوان، و ملحق الأصاغر بالأکابر، و «11» هناك بإمام «10» فاجتمعت ،«9» زادها الله تشریفا و تکریما- و المجاورة بها
محمد «14» [ الحبر الصالح، و الخلّ الناصح [الأستاذ «13» [ وقته، و متقن عصره، [و «12» المسوّي بین الأسافل و أرباب المنابر، حافظ
:«16» علیه جزءا من القرآن بمقتضی کتبه الثلاثۀ «15» بن محمد بن محمد الجزري، أطال الله فی مدته، و أسکنه بحبوحۀ جنته، فقرأت
و أجازنی بما بقی منه. ،« الطیبۀ » و « التقریب » و « النشر » «17» [ [و هی
صفحۀ 40 من 637
الحدثان- لزیارة سید ولد «18» ثم بعد ذلک رحلت إلی المدینۀ المحروسۀ- صرف الله عنها نوائب الزمان، و حرسها من طوارق
السلام. «19» [ عدنان، علیه أفضل الصلاة [و أکمل
خلیل الله «21» [ إذ ذاك علی السفر، قاصدا [زیارة «20» فلما قضیت منها الوطر عزمت
______________________________
1) فی م: و مرکباته. )
2) فی ز، ص: و بعد. )
3) فی م: المجید. )
4) سقط فی ص. )
5) فی ص: النویري شهرة، العقیلی نسبا. )
6) زیادة من م. )
7) فی د: و هو الثامن عشر من شهر رجب. )
8) زیادة من ص. )
9) زاد فی ص: و فی هذا الیوم أو قریبا من هذا الشهر سنۀ إحدي و ثمانمائۀ کان مولدي بالمیمونۀ، و فی د: و فی هذا الیوم أو قریب )
منه فی هذا الشهر من سنۀ إحدي و ثمانمائۀ کان مولدي بالمیمونۀ.
10 ) فی م: اجتمعت، و فی ص: و اجتمعت. )
11 ) فی د: بمقرئ. )
12 ) فی م: و أحفظ. )
13 ) سقط فی م، ص، د. )
14 ) زیادة من م. )
15 ) فی د: و قرأت. )
16 ) فی م: الثلاث. )
17 ) زیادة من ص، د. )
18 ) فی ص: من طرائق. )
19 ) زیادة من ص، د. )
20 ) فی د: و عزمت. )
21 ) زیادة من ص. )
ص: 29
من البقاع؛ لما اشتهر من برکتها و ذاع، فاجتمع بی هناك جماعۀ من «2» المعظم، و ما حوله «1» [ المکرم، و بیت المقدس [المشرف
الجد و التحصیل، و جدوا جد اللبیب «6» فشمروا إذ ذاك عن ساق :«5» قصب السباق «4» قد حازوا من علم القراءات ،«3» الحذاق
سترا، فالتمسوا منی أن «9» [ عن بعضها [لی «8» [ من الزمان شطرا، إلی الفحص عن دقائقه، فکشف الله [لهم «7» النبیل، فصرفت معهم
المذکور؛ لأنهم «12» [ شمس الدین [ابن] [الجزري «11» للإمام العلامۀ « طیبۀ النشر فی القراءات العشر » کتاب «10» [ أشرح [لهم
ترکت هی و سبیلها لم یقدروا علی تحصیلها، و اجتمعوا علیّ من «15» و إن ،«14» قرءوا و علی فهمها ما اجترءوا «13» [ بمقتضاها [قد
هذا الفن و «17» الأطماع، جامعا لفروع «16» کل فج، و ادّعوا أنه تعیّن کالحج، فالتفتّ إلیه فوجدته بکرا لا یستطاع، و لا یتعلق بذیله
صفحۀ 41 من 637
الإطناب إلی نهایۀ الإیجاز، لائحا علیه مخایل السحر و دلائل الإعجاز، «18» قواعده، حاویا لنکت مسائله و فوائده، مائلا عن غایۀ
.«21» [ من الألغاز [و هو ما قیل «20» من شدة الإیجاز کاد یعد «19» بحیث إنه
بعد الموت، و جدّ فیما «23» منه عقد من الدّرّ فأجبتهم بأن العاقل من عمل لما «22» ففی کلّ لفظ منه روض من المنی و فی کلّ سطر
وجه الله قد صارت «26» یسیر، و الأعمال لغیر «25» [ عن هذا المطلب قصیر، و الاشتغال به [غیر «24» ینفعه عند الله قبل الفوت، فالزمان
«28» و الصدور من داء الحسد غیر مصونۀ، و بأن هذا خطب ،«27» مسنونۀ
______________________________
1) سقط فی م. )
2) فی م: و ما حواه. )
3) فی م: فاجتمعت بمدینۀ غزة، و فی ص، د: فاجتمعت فی مدینۀ غزة بجماعۀ. )
4) فی م: فی القراءة، و فی ص، د: من علم القراءة. )
5) فی م: السبق. )
6) فی م: ساعد. )
7) فی د: عنهم. )
8) زیادة من ص، د. )
9) زیادة من م. )
10 ) سقط فی د. )
11 ) فی ص: الإمام العالم. )
12 ) سقط فی ص. )
13 ) زیادة من م. )
14 ) فی م: أجبروا. )
15 ) فی م: و إذا. )
16 ) فی م: بذکره، و فی د: بذیل. )
17 ) فی ز: لأصول. )
18 ) فی د: عیبۀ. )
19 ) فی م: أنها. )
20 ) فی م: کانت تعد. )
21 ) فی د، ز، ص: شعر. )
22 ) فی د: شطر، و فی م: نظم. )
23 ) فی د: إلی ما. )
24 ) فی ز، ص، د: و الزمان. )
25 ) سقط فی م. )
26 ) فی ز: بغیر. )
27 ) فی ز، د: مشوبۀ، فی ع: مشئونۀ. )
صفحۀ 42 من 637
28 ) فی م: الخطب. )
ص: 30
عنه ما هو أمثال الجبال، و بأن البضاعۀ قلیلۀ، «2» علی هذا المنوال، و لا أزال «1» عسیر علیّ، و أمر عظیم لديّ؛ لأنی لم أسبق بمن نسج
دیاره و «4» و موارده، و خلت «3» و الأذهان کلیلۀ، و بأن هذا الزمان قد عطّلت فیه مشاهد هذا العلم و معاهده، و سدّت مصادره
زوایا الخمول، یتلهفون من «6» شموس الفضل علی الأفول، و استوطن الأفاضل «5» مراسمه، و عفت أطلاله و معالمه؛ حتی أشرفت
اندراس أطلال العلوم و القضایا، و یتأسفون من انعکاس أحوال الأذکیاء و الأفاضل، فأعرضوا عن هذا الکلام صفحا، و تکاثروا و
لها مجلسا أفردتها فیه النظر، و رمیت بنفسی فی هذا الخطر، فإذا هی غریبۀ فی منزعها النبیل، بدیعۀ إذا «8» علی لحّا، فأخلیت «7» ألحوا
فذلّت أيّ إذلال، «9» تأملها أولو التحصیل، ثم رمتها فما امتنعت، و کلفتها وضع القناع فوضعت، فتتبعتها لزوال الإشکال، و رضتها
فککت عنه قیود الرمز فصار طلیقا لحینه، «12» [ المعانی فی [یدیها «11» [ لدیها أظهرته فبرز بعد کمونه، و أسیر [من «10» فربّ خبیء
بأثره، و لم أشارك «15» فأستدل «14» رفیق، لم یمش قبلی أحد علیه «13» [ مع کونی غریبا فی هذا الطریق، فریدا لیس لی فیه [من
بذکر أو غیره «20» و أشتغل «19» علی حال فأترك هذا النداء «18» خبره، و ربما کان ترد «17» الشروع عارفا أسأل منه عن «16» وقت
القناع، فأرجع مرغوم الأنف و المؤمن رجّ اع، و لو لا تطاول أعناق «22» لکشف «21» [ مما وضح فیه الهدي، فألهم الرجوع [إلیه
«26» فإن کان ما وضعته ،«25» یوما بأخباره، و لا ساعدتهم علی إشهاره «24» منهم التعطف علیه لما تفوهت «23» الإخوان إلیه و طلبه
«28» [ خطأ فمن فهمی [الفاتر «27» صوابا فمن فضل ربی الناصر، و إن کان
______________________________
1) فی د: بناسج. )
2) فی ص: و لا زال. )
3) فی م، د: و هدمت مصادره، و فی ص: و سدت مصائده. )
4) فی ص: و جلت. )
5) فی ز: أشفقت. )
6) فی ز، ص، د: الفاضل. )
7) فی د، ص، م: و لحوا. )
8) فی د: فأطلت. )
9) فی د: و روضتها. )
10 ) فی م: جنی، فی ص: خفی. )
11 ) سقط فی د. )
12 ) سقط فی ص. )
13 ) سقط فی ص. )
14 ) فی ص: أحد قبلی علیه، و فی ز، م: قبلی أحد. )
15 ) فی ز: أستدل. )
16 ) فی م: قبل. )
17 ) فی د: علی. )
18 ) فی م، ص: یرد. )
صفحۀ 43 من 637
19 ) فی م، ص: أبدأ. )
20 ) فی د: أو أشتغل. )
21 ) سقط فی د. )
22 ) فی م: کشف. )
23 ) فی د: و طلبته. )
24 ) فی د: توهمته. )
25 ) فی د: اشتهاره. )
26 ) فی د: فإن کل ما کان وضعته، و فی ز: فإن کان ما وضعت. )
27 ) فی ص، د: و ما کان. )
28 ) سقط فی د. )
ص: 31
فقد انقرض العلم و جاء التحریف، و لکن أوجب هذا موت «2» الزمان قد راجت فیه بضاعۀ هذا التصنیف «1» [ القاصر، و إن کان [هذا
.«3» « من تعلّم علما و کتمه من النّاس ألجمه الله بلجام من نار » : العلماء الأخیار و قوله صلی اللّه علیه و سلم
ما یعاب أن ینظر بعین الرضا «5» [ و رأي [فیه «4» [ و سؤالی لکل من وقف [علیه
______________________________
1) سقط فی ز. )
2) فی م: التألیف. )
345 ) کتاب العلم باب کراهیۀ منع العلم / 508 ) و الطیالسی ( 2534 ) و أبو داود ( 2 ،499 ،353 ،344 ،305 ،263 / 3) أخرجه أحمد ( 2 )
240 ) فی المقدمۀ باب من سئل عن / 387 ) کتاب العلم باب ما جاء فی کتمان العلم ( 2649 ) و ابن ماجۀ ( 1 / 3658 ) و الترمذي ( 4 )
/ 3553 ) و الحاکم ( 1 ،2346 ، 452 ) و فی الأوسط ( 2311 ،315 ، علم فکتمه ( 261 ) و ابن حبان ( 95 ) و الطبرانی فی الصغیر ( 160
102 ) من طریق عطاء بن أبی / 5) و ابن الجوزي فی العلل ( 1 ،4 / 268 ) و ابن عبد البر فی التمهید ( 1 / 101 ) و الخطیب فی تاریخه ( 2
.« من سئل عن علم علمه ثم کتمه ألجم یوم القیامۀ بلجام من نار » رباح عن أبی هریرة قال: قال رسول الله صلی اللّه علیه و سلم
من » : و أخرجه ابن ماجۀ ( 264 ) من طریق یوسف بن إبراهیم عن أنس بن مالک قال سمعت رسول الله صلی اللّه علیه و سلم یقول
117 ) و قال: / و ذکره البوصیري فی الزوائد ( 1 « سئل عن علم فکتمه ألجم یوم القیامۀ بلجام من نار
هذا إسناد ضعیف فیه یوسف بن إبراهیم قال ابن حبان: روي عن أنس ما لیس من حدیثه لا تحل الروایۀ عنه، و قال البخاري: صاحب
غرائب. انتهی.
101 ) من ثلاث طرق ضعفها جمیعا. / و أخرجه ابن الجوزي فی العلل المتناهیۀ ( 1
99 ) من طریق / 39 ) و ابن الجوزي فی العلل المتناهیۀ ( 1 -38 / 102 ) و الخطیب فی تاریخه ( 5 / و أخرجه ابن حبان ( 96 ) و الحاکم ( 1
عبد الله بن وهب عن عبد الله بن عیاش عن أبیه عن أبی عبد الرحمن الحبلی عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلی اللّه علیه و سلم
.« من کتم علما ألجمه الله بلجام من نار یوم القیامۀ » : قال
قال الحاکم: هذا إسناد صحیح من حدیث المصریین علی شرط الشیخین و لیس له علۀ. و وافقه الذهبی علی تصحیحه.
قلت: و لا یلتفت إلی قول ابن الجوزي: أن فی إسناده عبد الله بن وهب الفسوي قال ابن حبان دجال یضع الحدیث لأن عبد الله بن
وهب المذکور فی هذا الإسناد و هو القرشی و لیس الفسوي کما قال، و القرشی ثقۀ حافظ، و الحدیث صحیح علی شرط الشیخین
صفحۀ 44 من 637
کما مر.
100 ) من طریق محمد ابن داب عن صفوان بن سلیم عن عبد -99 / و أخرجه ابن ماجۀ ( 265 ) و ابن الجوزي فی العلل المتناهیۀ ( 1
من کتم علما مما ینفع الله به فی أمر الناس، أمر الدین ألجمه » : الرحمن بن أبی سعید الخدري قال قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم
.« الله یوم القیامۀ بلجام من النار
118 ) و قال: هذا إسناد ضعیف فیه محمد بن داب کذبه أبو زرعۀ و غیره و نسب إلی وضع / و ذکره البوصیري فی الزوائد ( 1
الحدیث.
و الحدیث له طریق آخر عند ابن الجوزي و لکن فی إسناده یحیی بن العلاء قال أحمد عنه: کذاب یضع الحدیث.
و فی الباب عن غیر ما ذکرت: عبد الله بن مسعود و ابن عباس و ابن عمر و جابر و عمرو بن عبسۀ و طلق بن علی.
.(107 -96 / انظرها جمیعا فی العلل المتناهیۀ لابن الجوزي ( 1
4) سقط فی د. )
5) زیادة من ص، د. )
ص: 32
الهفوات، أو «3» مصنف من «2» من خطأ أصلحه، فقلما یخلو «1» و الصواب، قاصدا للجزاء و الثواب، فما کان من نقص کمّله، أو
ینجو مؤلف من العثرات، [و کان ابتدائی فی هذا التعلیق فی سنۀ ثلاثین و ثمانمائۀ، و الفراغ فی شهر ربیع الأول سنۀ اثنتین و ثلاثین]
.«4»
:«5» و هذه مقدمۀ ذکرها مهم قبل الخوض فی النظم، و هی مرتبۀ علی عشرة فصول
الفصل الأول: فی ذکر شیء من أحوال الناظم- أثابه الله تعالی- و مولده و وفاته.
الفصل الثانی: فیما یتعلق بطالب العلم فی نفسه و مع شیخه.
و المقرئ و القارئ. «6» الفصل الثالث: فی حد القراءات
و ما یجب علیه. «7» الفصل الرابع: فی شرط المقرئ
.«8» الفصل الخامس: فیما ینبغی للمقرئ أن یفعله
الفصل السادس: فی قدر ما یسمع و ما ینتهی إلیه سماعه.
الفصل السابع: فیما یقرأ به المقرئ من قراءة و إجازة.
الفصل الثامن: فی الإقراء و القراءة فی الطریق.
الأجرة علی الإقراء و قبول هدیۀ القارئ. «9» [ الفصل التاسع: فی حکم [أخذ
من عروض و إعراب و غیرهما. «10» الفصل العاشر: فی أمور تتعلق بالقصیدة
______________________________
1) فی ز، ص، م: و. )
2) فی د، ز، ص: یخلص. )
3) فی م، د: عن. )
4) زیادة من ص. )
5) فی ص: قواعد و فصول. )
6) فی م: القراءة. )
صفحۀ 45 من 637
7) فی م: فی شروط القارئ. )
8) فی م: أن یقوله. )
9) زیادة من ز. )
10 ) فی ز، م، ص: بالقصد. )
ص: 33
الفصل الأول فی ذکر شیء من أحوال الناظم
العلامۀ أبو الخیر محمد شمس الدین بن محمد بن محمد بن محمد بن علی «5» [ العامل ] «4» [ العالم ] «3» [ الفاضل ] «2» [ هو [الشیخ «1»
الموصل- الشافعی الدمشقی، ولد بها سنۀ «8» بالقرب من «7» إلی جزیرة ابن عمر ببلاد دیار بکر «6» بن یوسف بن الجزري- نسبۀ
إحدي و خمسین و سبعمائۀ.
سمع الحدیث من [الشیخ الصالح العلامۀ: صلاح الدین محمد بن إبراهیم بن عبد الله المقدسی الحنبلی، و من الشیخ أبی حفص عمر
و غیرهم. «10» [ و من المحب ابن عبد الله، کل عن الفخر بن البخاري ،«9» بن مزید بن أمیلۀ المراغی
فأتقنها و بهر فیها [حتی برع فیها و مهر، وفاق غالب أهل عصره، و تفقه علی الشیخ عماد «11» [ و اعتنی [بعلوم القراءات و الحدیث
و قدم القاهرة مرارا ،«12» [ الدین بن کثیر، و هو أول من أذن له فی الفنون و التدریس. و ولی مشیخۀ الصالحیۀ ببیت المقدس مدة
______________________________
1) فی د: المصنف و فی ص: الناظم المصنف أثابه الله تعالی، و فی م: الناظم و مولده. )
2) زیادة من ص. )
3) زیادة من م. )
4) سقط فی م. )
5) سقط فی ص. )
6) فی ز: نسبته. )
7) فی م: بدیار بکر، و فی ص: بالعراق ببلاد بکر. )
8) فی ز: قرب، و فی م: تقرب من. )
9) قال ابن الجزري: هو عمر بن الحسن بن مزید بن أمیلۀ بن جمعۀ أبو حفص المراغی الأصل الحلبی المحتد الدمشقی المزي المولد )
رحلۀ زمانه فی علو الإسناد، ولد فیما کان یخبرنا به فی شعبان سنۀ ثمانین و ستمائۀ ثم وجدنا حضوره فی صفر منها فعلمنا أنه قبل سنۀ
ثمانین بیقین، قرأت علیه کثیرا من کتب القراءات بإجازته من شیخیه ابن البخاري و الفاروثی من ذلک کتاب الإرشاد و کتاب الکفایۀ
لأبی العز القلانسی بإجازته منهما و کذلک کتاب الغایۀ لابن مهران و قرأت علیه کتاب السبعۀ لابن مجاهد عن ابن البخاري عن
الکندي و کتاب المصباح لأبی الکرم عن ابن البخاري عن شیوخه عن المؤلف سماعا و تلاوة و أخبرنا أنه قرأ الفاتحۀ علی الفاروثی
فقرأناها علیه، و کان خیرا دینا ثقۀ صالحا انفرد بأکثر مسموعاته و توفی فی یوم الاثنین ثامن ربیع الآخر سنۀ ثمان و سبعین و سبعمائۀ
.(590 / و دفن بالمزة ظاهر دمشق. ینظر غایۀ النهایۀ فی طبقات القراء ( 1
690 ه) - 10 ) فی ز: أصحاب الفخر. و هو أبو الحسن علی بن أحمد بن عبد الواحد المقدسی فخر الدین و یعرف بابن البخاري ( 596 )
714 ) و / 1696 ) و هدیۀ العارفین ( 1 ، کان فقیها. من آثاره أسنی المقاصد و أعذب الموارد فی تراجم شیوخه. ینظر کشف الظنون ( 90
.(19 / معجم المؤلفین ( 7
صفحۀ 46 من 637
11 ) فی ز: بالقراءات، و فی د: و اشتغل بعلوم القرآن و الحدیث. )
12 ) زیادة من ص، د، و فی م: حتی برع فی ذلک و مهر وفاق غالب أهل عصره. و هو إسماعیل بن کثیر ابن ضوء بن کثیر بن ذرع )
القرشی البصروي الدمشقی. ولد سنۀ إحدي و سبعمائۀ صاهر الحافظ أبا الحجاج المزي توفی سنۀ أربع و ستین و سبعمائۀ ینظر قاضی
.(638) (85 / شهبۀ ( 3
ص: 34
له ذلک. «4» فقیل: فلم یتم «3» [ و عین لقضاء الشافعیۀ [بدمشق ،«2» بها و بنی بدمشق دارا للقرآن «1» و سمع من المسندین
إلی بلاد «5» ثم ارتحل إلی بلاد الروم سنۀ سبع و تسعین و استمر بها إلی أن طرق تمرلنک تلک البلاد سنۀ أربع و ثمانمائۀ، فانتقل
.«7» أهل تلک الناحیۀ فی الحدیث و القرآن «6» [ فارس و تولی بها قضاء شیراز و غیرها، و انتفع [به
ثم حج سنۀ ثمان [و عشرین و ثمانمائۀ] أیضا ،«9» القاهرة سنۀ سبع و عشرین، و حج منها «8» [ و حج سنۀ ثلاث و عشرین، [ثم قدم
ثم رجع إلی القاهرة فی ،«10» [ بعد أن حدّث بالقاهرة، و هو ممتّع بسمعه و بصره و عقله ینظم الشعر [و یرد علی کل ذي خطأ خطأه
الآخر منها. «12» إلی شیراز فی ربیع «11» أول سنۀ تسع، ثم سافر
.«14» و ابن عساکر و ابن أبی عمر «13» و سمع أیضا الحدیث من الإسنوي
و ،«18» فی القراءات العشر «17» ثلاثتها ،« الطیبۀ » و « التقریب » و « النشر » :«16» کثیرة منها فی علم القراءات «15» [ و له مصنفات [بدیعۀ
زاد فیه القراءات الثلاثۀ علیه و میزه بالحمرة فیه بقوله: قلت، فی « التحبیر علی التیسیر » و] « فی القراءات الثلاث «19» [ الدرة [المضیۀ »
التمهید فی علم » و « الوقف و الابتداء » أول کل لفظۀ فیها فلان و فی آخرها، و الله أعلم. و له
______________________________
1) فی م: المحدثین. )
2) فی م: للقراءة. )
3) سقط فی ز. )
4) فی ص: فقیل فلم یتم له بذلک، و قیل مکث قاضیها یومین، و فی د: قاضیا. )
5) فی ز، م: و انتقل. )
6) سقط فی م، ز. )
7) فی م: فی القرآن و الحدیث. )
8) فی م: و قدم. )
9) فی د: فیها. )
10 ) فی ز: و یبحث. )
11 ) فی ص، ز: و سافر. )
12 ) فی ز، ص، د: لربیع. )
13 ) هو عبد الرحیم بن الحسن بن علی بن عمر الإمام جمال الدین أبو محمد القرشی الأموي الإسنوي المصري ولد بإسنا فی رجب )
سنۀ أربع و سبعمائۀ، أخذ الفقه عن الزنکلونی و السنباطی و السبکی و غیرهم و أخذ النحو عن أبی حیان و قرأ علیه التسهیل و تصدي
للأشغال و التصنیف، و صار أحد مشایخ القاهرة المشار إلیهم، و قال ابن الملقن: شیخ الشافعیۀ، و مفتیهم، و مصنفهم، و مدرسهم، ذو
الفنون: الأصول و الفقه و العربیۀ و غیر ذلک. توفی فجأة فی جمادي الآخرة سنۀ اثنتین و سبعین و سبعمائۀ. ینظر طبقات الشافعیۀ لابن
.(224 / 354 ) و شذرات الذهب ( 6 / 98 ) و الدرر الکامنۀ ( 2 / قاضی شهبۀ ( 3
صفحۀ 47 من 637
14 ) فی م: و ابن أبی عمرو، و فی د: و ابن أبی عمرة. )
15 ) سقط فی ز. )
16 ) فی د، ز: القرآن. )
17 ) فی م: ثلاثها. )
18 ) فی م، د: العشرة. )
19 ) زیادة من ز. )
ص: 35
و مقدمۀ ،« منجد المقرئین » أسماء رجال القراءات، و کتاب «3» [ کتاب [فی «2» [ و له ] ،«1» [ و کتاب فی مخارج الحروف « التجوید
«5» [ و له أیضا [فی حدیث النبی صلی اللّه علیه و سلم ،«4» [ منظومۀ فی التجوید [و له کتاب فی علم الرسم، و کتاب فی طبقات القراء
«8» [ و له أیضا ] ،« فی الأحادیث الأولیۀ «7» الأولویۀ » و ،« علی مسند أحمد «6» المسند الأحمد » و ،« عدة الحصن » و ،« الحصن الحصین »
و له أیضا تکملۀ علی تاریخ الشیخ عماد الدین بن کثیر و هو من حین وفاته إلی قبیل ] ،« أسنی المطالب فی مناقب علی بن أبی طالب »
بقدر « المختار » و له کتاب فی فقه الشافعی رحمه الله تعالی سماه ب « الکاشف فی أسماء الرجال الکتب الستۀ » الثمانمائۀ، و کتاب
ذکر فیه المفتی به عندهم، و له ثلاث موالد ما بین نثر و نظم ألفها بمکۀ، و له کتاب فی الطب علی حروف المعجم و ،« وجیز الغزالی »
و له فی النظم قصائد کثیرة، [منها قصیدة «9» [ له فی أسماء شیوخه معجمات، و له فی غالب العلوم مؤلفات مثل التصوف و غیره
خمسمائۀ بیت علی بحر الرجز فی اصطلاح الحدیث کافیۀ للطالب، و مقدمۀ منظومۀ فی النحو نافعۀ و قصیدة رائیۀ یمتدح بها النبی
أولها: «10» [ صلی اللّه علیه و سلم
:«11» لطیبۀ بتّ طول اللّیل أسريلعلّ بها یکون فکاك أسري و من أبیات هذه القصیدة
إلهی سوّد الوجه الخطایاو بیّضت السّنون سواد شعري
:«13» [ بعضهم یمدحه و یشیر إلی مصنفاته الثلاثۀ الأول ] «12» و ما بعد النّقا إلا المصلّیو ما بعد المصلّی غیر قبري و أنشد
______________________________
1) زیادة من ص، د، و فی ز: و الوقف و الابتداء. )
2) زیادة من م. )
3) زیادة من ص، د. )
4) سقط فی ز. )
5) سقط فی ز. )
6) فی ص: و جنۀ الحصن الحصین، و مسند أحمد، و فی م: و السند لأحمد. )
7) فی د: و الأولیۀ. )
8) زیادة من ص، د. )
9) سقط فی ز. )
10 ) سقط فی ز و فیها: قصیدة نبویۀ. )
11 ) فی م، د: و منها. )
12 ) و فی م، ص، د: و منها ما أنشده عند ما قرئ علیه الحدیث المسلسل بالأولیۀ مضمنا له: )
تجنب الظلم عن کل الخلائق فیکل الأمور فیا ویل الذي ظلما
صفحۀ 48 من 637
و ارحم بقلبک خلق الله و ارعهموفإنما رحم الرحمن من رحما و من شعره رحمه الله ما أنشده عند ما ختم علیه شمائل النبی صلی اللّه
علیه و سلم للترمذي قوله:
أخلاي إن شط الحبیب ذریعۀو عز تلاقیه و ناءت مطالبه
و فاتکمو أن تبصروه بعینکمفما فاتکم بالسمع یغنی شمائله و من نظمه رحمه الله فی مدینۀ النبی صلی اللّه علیه و سلم:
ص: 36 أیا شمس علم بالقراءات أشرقتو حقّک قد منّ الإله علی مصر
و هی طیّبۀ النّشر [و توفی- رحمه الله تعالی- بشیراز فی شهر ربیع الأول سنۀ «2» عبیرا و أضحت «1» و ها هی بالتّقریب منک تضوّعت
ثلاث و ثلاثین و ثمانمائۀ أحسن الله عاقبته.
و اعلم أنی لم أضع هذه الترجمۀ إلا بعد موته رحمه الله، و بعد أن کان هذا التعلیق فی حیاته، رحمه الله و أسکنه بحبوحۀ جنته، و ختم
.«3» [ لنا أجمعین بخیر
______________________________مدینۀ خیر الخلق تحلو لناظريو لا تعذلونی إن فنیت بها عشقا
و قد قیل فی زرق العیون شآمۀو عندي أن الیمن فی عینها الزرقا و من نظمه رحمه الله فیما یتعلق بمکۀ:
أخلاي إن رمتم زیارة مکۀو وافیتموا من بعد حج بعمرة
فعوجوا علی جعرانۀ و اسألن لیو أوفوا بعهدي لا تکونوا کالتی و لما قدم مصر امتدحه شعراؤها و کذلک فی کثیر من البلاد التی
کان رحمه الله تعالی یحل بها.
زیادة من ز.
جاء العباس فجلس علی الباب و هو یتضوع من رسول الله صلی اللّه علیه و سلم » 1) تضوّع الریح الطیبۀ، أي نفحتها، و فی الحدیث )
رائحۀ لم یجد مثلها. و تضوع الریح: تفرقها و انتشارها و سطوعها؛ قال الشاعر:
إذا التفتت نحوي تضوع ریحهانسیم الصبا جاءت بریا القرنفل و ضاع المسک و تضوع و تضیع أي تحرك فانتشرت رائحته؛ قال عبد
الله بن نمیر الثقفی:
تضوع مسکا بطن نعمان أن مشتبه زینب فی نسوة عطرات و یروي: خفرات.
و من العرب من یستعمل التضوع فی الرائحۀ المصنّۀ. و حکی ابن الأعرابی: تضوع النتن؛ و أنشد:
یتضوعن لو تضمخن بالمسکصماحا کأنه ریح مرق و الصماح: الریح المنتن، المرق: صوف العجاف و المرضی، و قال الأزهري: هو
.(2620 / الإهاب الذي عطن فأنتن. ینظر لسان العرب ( 4
2) فی م، د: فأضحت. )
3) سقط فی ز. )
ص: 37
«1» [ الفصل الثانی [فیما یتعلق بطالب العلم فی نفسه و مع شیخه
اشارة
الطالب بما یستفید «3» الوقار و التأدب و التعظیم، فقد قالوا: بقدر إجلال الطالب العالم ینتفع «2» ینبغی لطالب العلم أن یلزم مع شیخه
.«4» من علمه
.«7» الاستعلاء «6» فی علم فبالسکینۀ و الوقار و ترك «5» و إن ناظره
صفحۀ 49 من 637
من لم یر :«9» و قد قالت الصوفیۀ ،«8» و ینبغی أن یعتقد أهلیته و رجحانه، فهو أقرب إلی انتفاعه به، و رسوخ ما یسمعه منه فی ذهنه
به. «10» خطأ شیخه خیرا من صواب نفسه لم ینتفع
تصدق بشیء، و قال: اللهم استر عیب معلّمی عنی، و لا تذهب برکۀ علمه منی. «11» [ و قد کان بعضهم إذا ذهب إلی [شیخه
-«13» رحمه الله تعالی-: کنت أتصفح الورقۀ بین یدي مالک -«12» و قال الشافعی
______________________________
1) سقط فی ز. )
2) فی ز: شیوخه. )
3) فی م: یستفید من علمه أي ینتفع. )
4) فی م: من ذلک. )
5) أي ناقشه فی مسألۀ ما، و لیس المقصود بها البحث و المناظرة. )
6) فی ص، د: الاتضاع. )
7) فلا ینبغی لطالب العلم أن یتکبر علی المعلم بوجه من الوجوه بل یتملق له و یتواضع بمخالفته للنفس و الهوي فی ذلک. )
8) و لذا فلیکن المتعلم لمعلمه أي بین یدیه کالریشۀ الملقاة فی الفلاة تقلبها الریاح کیف شاءت أو کأرض میتۀ جدبۀ نالت مطرا )
غزیرا فشربته بجمیع أجزائها و عروقها و انقادت بالکلیۀ لقبوله و هذا یستدعی فراغ ذهنه عما یخالفه.
9) فی ص، د: السادة الصوفیۀ. )
316 ): و لیدع رأیه و إن کان صوابا فإن خطأ مرشده علی الفرض و التقدیر أنفع له من / 10 ) قال الغزالی فی الإحیاء و شرحه ( 1 )
صوابه فی نفسه بحسب الظاهر.
11 ) سقط فی د. )
12 ) هو محمد بن إدریس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبید بن عبد یزید المطلبی، أبو عبد الله، الشافعی الإمام العلم، )
عن: مالک و إبراهیم بن سعد و ابن عیینۀ و محمد بن علی ابن شافع و خلق، و عنه: أبو بکر الحمیدي و أحمد بن حنبل و البویطی و
أبو ثور و حرملۀ و طائفۀ، حفظ القرآن و هو ابن سبع سنین، و الموطأ و هو ابن عشر سنین، قال الربیع: کان الشافعی یختم القرآن ستین
مرة فی صلاة رمضان، و قال ابن مهدي: کان الشافعی شابا ملهما. و قال أحمد: ستۀ أدعو لهم سحرا أحدهم الشافعی. و قال: إن
الشافعی للناس کالشمس للعالم. و قال أبو عبید: ما رأیت أعقل من الشافعی.
و قال قتیبۀ: الشافعی إمام ولد سنۀ خمسین و مائۀ و توفی فی آخر یوم من رجب سنۀ أربع و مائتین، رضی الله عنه.
.(5 / 378 )، و سیر أعلام النبلاء ( 10 -377 / 25 )، و الخلاصۀ ( 2 / ینظر: تهذیب التهذیب ( 9
13 ) هو مالک بن أنس بن مالک بن أبی عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحی، أبو عبد الله المدنی، أحد )
ص: 38
.«1» رحمه الله تعالی- تصفحا رقیقا؛ هیبۀ له لئلا یسمع وقعها
الشافعی ینظر إلی هیبۀ له. «3» [ و الله ما اجترأت أن أشرب الماء و [الإمام :«2» و قال الربیع
خاصۀ، و یخصه بالتحیۀ، و أن یجلس «5» رضی الله عنه-: من حق المتعلم أن یسلم علی المعلم -«4» و عن الإمام علی بن أبی طالب
و لا یسارر ،«7» عنده أحدا «6» أمامه، و لا یشیرنّ عنده بیده، و لا یغمزنّ بعینه غیره، و لا یقولن له: قال فلان خلاف قولک، و لا یغتابن
«9» [ و لا یأخذ بثوبه، و لا یلح علیه إذا کسل، و لا یشبع من [طول ،«8» [ فی [مجلسه
______________________________
صفحۀ 50 من 637
أعلام الإسلام، و إمام دار الهجرة.
عن نافع و المقبري و نعیم بن عبد الله و ابن المنکدر و محمد بن یحیی بن حبان و إسحاق ابن عبد الله بن أبی طلحۀ و أیوب و زید بن
أسلم و خلق. و عنه من شیوخه: الزهري و یحیی الأنصاري.
قال الشافعی: مالک حجۀ الله تعالی علی خلقه. قال ابن مهدي: ما رأیت أحدا أتم عقلا و لا أشد تقوي من مالک. و قال ابن المدینی:
له نحو ألف حدیث قال البخاري: أصح الأسانید: مالک عن نافع عن ابن عمر. ولد مالک سنۀ ثلاث و تسعین، و حمل به ثلاث سنین.
و توفی سنۀ تسع و سبعین و مائۀ، و دفن بالبقیع.
.(48 / 11 )، و سیر أعلام النبلاء ( 8 / 5)، و الجرح و التعدیل ( 1 / ینظر: تهذیب التهذیب ( 10
1) فی ص: رفعها. )
2) هو الربیع بن سلیمان بن عبد الجبار بن کامل المرادي، مولاهم أبو محمد المصري المؤذن. صاحب الشافعی و خادمه، و راویۀ )
کتبه الجدیدة. قال الشیخ أبو إسحاق: و هو الذي یروي کتب الشافعی، قال الشافعی: الربیع راویتی. قال الذهبی: کان الربیع أعرف من
المزنی بالحدیث، و کان المزنی أعرف بالفقه منه بکثیر، حتی کأن هذا لا یعرف إلا الحدیث و هذا لا یعرف إلا الفقه. ولد سنۀ ثلاث
أو أربع و سبعین و مائۀ، و توفی فی شوال سنۀ سبعۀ و مائتین، و قد قال الشافعی فیه: إنه أحفظ أصحابی. ینظر طبقات الشافعیۀ لابن
.(159 / 52 ) و شذرات الذهب ( 2 / 65 ) و وفیات الأعیان ( 2 / قاضی شهبۀ ( 1
3) سقط فی: د. )
4) هو علی بن أبی طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، الهاشمی، أبو الحسن، ابن عم النبی صلی اللّه علیه و سلم و ختنه )
علی بنته، أمیر المؤمنین، یکنی أبا تراب، و أمه فاطمۀ بنت أسد بن هاشم، و هی أول هاشمیۀ ولدت هاشمیّا. له خمسمائۀ حدیث و
ستۀ و ثمانون حدیثا، اتفق البخاري و مسلم علی عشرین، و انفرد البخاري بتسعۀ، و مسلم بخمسۀ عشر، شهد بدرا و المشاهد کلها.
روي عنه أولاده الحسن و الحسین و محمد و فاطمۀ و عمر و ابن عباس و الأحنف و أمم. قال أبو جعفر: کان شدید الأدمۀ ربعۀ إلی
و ،« أنت منی بمنزلۀ هارون من موسی » : القصر، و هو أول من أسلم من الصبیان؛ جمعا بین الأقوال. قال له النبی صلی اللّه علیه و سلم
فضائله کثیرة. استشهد لیلۀ الجمعۀ لإحدي عشرة لیلۀ بقیت أو خلت من رمضان سنۀ أربعین، و هو حینئذ أفضل من علی وجه الأرض.
.(133 / 565 )، و تاریخ بغداد ( 1 ) (334 / ینظر: تهذیب التهذیب ( 7
5) فی د: العالم. )
6) فی م: و لا یغتاب. )
7) أي فی مجلسه سواء کان الخطاب له، أو لغیره ممن فی مجلسه لا تصریحا و لا تعریضا. )
8) سقط فی م. )
9) سقط فی م. )
ص: 39
صحبته.
فاستند إلی الحائط و سأله عن حدیث، فلم ،«2» رحمه الله تعالی- فأتاه بعض أولاد المهدي -«1» و قال بعضهم: کنت عند شریک
و لکن العلم أجلّ عند الله أن ،«5» [ ذلک، فقال: أ تستخف بأولاد الخلفاء؟ قال: [لا «4» إلینا، ثم عاد، فعاد بمثل «3» یلتفت إلیه و أقبل
فجثا علی رکبتیه، فقال شریک: هکذا یطلب العلم. .«6» أضعه
رضا نفسه، و لا یفشی له سرّا، و أن یرد غیبته إذا سمعها، فإن عجز «7» قالوا: من آداب المتعلم أن یتحري رضا المعلّم و إن خالف
أفضلهم و أسنّهم، و أن یدخل کامل الهیئۀ، فارغ القلب «8» فارق ذلک المجلس، و ألا یدخل علیه بغیر إذن، و إن دخل جماعۀ قدموا
صفحۀ 51 من 637
شارب و ظفر، و إزالۀ کریه رائحۀ، و یسلم علی الحاضرین کلهم بصوت یسمعهم «9» من الشواغل، متطهرا متنظفا بسواك و قصّ
.«10» إسماعا محققا، و یخص الشیخ بزیادة إکرام، و کذلک یسلم إذا انصرف، ففی الحدیث الأمر بذلک
______________________________
1) هو شریک بن عبد الله بن أبی شریک النخعی أبو عبد الله الکوفی قاضیها و قاضی الأهواز عن زیاد ابن علاقۀ و زبید و سلمۀ بن )
کهیل و سماك و خلق. و عنه هشیم و عباد بن العوام و ابن المبارك، و علی ابن حجر و لوین و أمم قال أحمد: هو فی أبی إسحاق
أثبت من زهیر. و قال ابن معین: ثقۀ یغلط.
و قال العجلی: ثقۀ. قال یعقوب بن سفیان: ثقۀ سیئ الحفظ. قال الخطیب: حدث عنه أبان بن تغلب و عباد الرواجنی و بین وفاتیهما
/ أکثر من مائۀ سنۀ. قال أحمد: مات سنۀ سبع و سبعین و مائۀ. له فی الجامع فرد حدیث. ینظر خلاصۀ تذهیب تهذیب الکمال ( 1
.(448
2) هو محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علی العباسی، أبو عبد الله، المهدي بالله: من خلفاء الدولۀ العباسیۀ فی العراق. )
ولد بإیذج من کور الأهواز و ولی بعد وفاة أبیه و بعهد منه سنۀ 158 ه و أقام فی الخلافۀ عشر سنین و شهرا، و مات فی ما سبذان سنۀ
169 ه، صریعا عن دابته فی الصید، و قیل مسموما. کان محمود العهد و السیرة، محببا إلی الرعیۀ، حسن الخلق و الخلق، جوادا، یقال:
إنه أجاز شاعرا بخمسین ألف دینار؟ و کان یجلس للمظالم و یقول: أدخلوا علی القضاة فلو لم یکن ردي للمظالم إلا حیاء منهم
لکفی. و هو أول من مشی بین یدیه بالسیوف المصلتۀ و القسی و النشاب و العمد، و أول من لعب بالصوالجۀ فی الإسلام. و هو الذي
225 ) و دول / 221 ) و فوات الوفیات ( 2 / بنی جامع الرصافۀ، و تربته بها، و انمحی أثر الجامع و التربۀ بعد ذلک. ینظر الأعلام ( 6
.(86 / الإسلام للذهبی ( 1
3) فی د: فأقبل. )
4) فی م، د: مثل. )
5) سقط فی ص. )
6) فی م: أضیعه. )
7) فی د: یخالف. )
8) فی م: قدم. )
9) فی م: و قصر. )
و أشار- « و لا التفات إلی من أنکره » : 10 ) قد أشار النووي فی مقدمۀ المجموع إلی أن هناك من ینکر الأمر بذلک، إلا أنه قال )
.(67 / رحمه الله- إلی أنه قد أوضح هذه المسألۀ فی کتاب الأذکار. ینظر: المجموع ( 1
ص: 40
و التخطی، أو یعلم «2» به المجلس، إلا أن یصرح له الشیخ و الحاضرون بالتقدم «1» و لا یتخطی رقاب الناس، و یجلس حیث انتهی
أحدا من مجلسه، فإن آثره غیره بمجلسه لم یأخذه إلا أن یکون فی ذلک مصلحۀ للحاضرین؛ بأن «3» من حالهم إیثار ذلک، و لا یقیم
و لا یجلس وسط الحلقۀ إلا لضرورة، و لا بین صاحبین إلا برضاهما، و ،«5» و یذاکره فینتفع الحاضرون بذلک «4» [ یقرب [من الشیخ
علی القرب من الشیخ لیفهم کلامه فهما کاملا بلا مشقۀ، و هذا بشرط ألا یرتفع فی «6» إذا فسح له قعد و ضم نفسه، و یحرص
و احترام لمجلسه. «7» المجلس علی أفضل منه، و یتأدب مع رفیقه و حاضري المجلس؛ فإن التأدب معهم تأدب مع الشیخ
یجثو علی رکبتیه کالمتشهد، غیر أنه لا یضع یدیه علی فخذیه، و لیحذر من «8» و یقعد قعدة المتعلمین لا قعدة المعلّمین؛ و ذلک بأن
و لا یرفع صوته ،«9» رواه أبو داود فی سننه « إنّها قعدة المغضوب علیهم » : جعل یده الیسري خلف ظهره معتمدا علیها؛ ففی الحدیث
صفحۀ 52 من 637
«12» حدّث النّاس ما رمقوك » : فقد جاء «11» الشیخ مصغیا له «10» رفعا بلیغا، و لا یکثر الکلام، و لا یلتفت بلا حاجۀ، بل یقبل علی
أو نحوه. « بأبصارهم
من حال الشیخ إیثار ذلک لیستدل به علی فضیلۀ المتعلم، و لا یقرأ عند «13» و لا یسبقه إلی شرح مسألۀ أو جواب سؤال، إلا إن علم
اشتغال قلب الشیخ، و لا یسأله عن شیء فی غیر موضعه، إلا إن علم من حاله أنه لا یکرهه، و لا یلح فی السؤال إلحاحا مضجرا، و إذا
أن یصادف خروج «14» مشی معه کان عن یمین الشیخ، و لا یسأله فی الطریق، و إذا وصل الشیخ إلی منزله فلا یقف قبالۀ بابه؛ کراهۀ
سؤاله «15» من یکره الشیخ اطلاعه علیه، و لیغتنم
______________________________
1) فی م: ینتهی. )
2) فی م: بالتقدیم. )
3) فی ز: یقم. )
4) سقط من م. )
5) فی م: بها. )
6) فی ص، د، ز: یحترص. )
7) فی د، ز، ص: للشیخ. )
8) فی م، ز: و ذلک أن. )
679 ) کتاب الأدب باب فی الجلسۀ المکروهۀ ( 4848 ) و ابن حبان ( 1956 - موارد) و / 388 ) و أبو داود ( 2 / 9) أخرجه أحمد ( 4 )
269 ) من طریق ابن جریج عن إبراهیم بن میسرة عن عمرو بن الشرید عن / 7243 ) و الحاکم ( 4 ،7242) (378 / الطبرانی فی الکبیر ( 7
أبیه الشرید بن سوید قال: مر بی رسول الله صلی اللّه علیه و سلم و أنا جالس هکذا و قد وضعت یدي الیسري خلف ظهري و اتکأت
و قال الحاکم: هذا حدیث صحیح الإسناد و لم یخرجاه. « أ تقعد قعدة المغضوب علیهم » : علی ألیۀ یدي فقال
و وافقه الذهبی.
10 ) فی د: إلی. )
11 ) فی م: إلیه. )
12 ) فی د، ز، ص: ما رموك. )
13 ) زاد فی د: أن. )
14 ) فی م: کرهۀ. )
15 ) فی د: و یغتنم. )
ص: 41
نفسه و فراغه، و یلطف فی سؤاله، و یحسن خطابه، و لا یستحی من السؤال عما أشکل علیه، بل یستوضحه أکمل «2» طیب «1» عند
استیضاح، فقد قیل: من رق وجهه عند السؤال، ظهر نقصه عند اجتماع الرجال.
.« بین الحیاء و الأنفۀ «4» منزلۀ الجهل » :«3» و عن الخلیل بن أحمد
و ینبغی له إذا سمع الشیخ یقول مسألۀ أو یحکی حکایۀ، و هو یحفظها، أن یصغی إلیها إصغاء من لا یحفظها، إلا إذا علم من الشیخ
بأن المتعلم حافظ. «5» إشارة
قال الشافعی- رحمه الله تعالی- فی رسالته: «6» و ینبغی أن یکون حریصا علی التعلم مواظبا علیه فی جمیع أوقاته لیلا و نهارا، و قد
صفحۀ 53 من 637
علی کل عارض، و إخلاص النیۀ لله تعالی، و الرغبۀ إلی «7» حق علی طلبۀ العلم بلوغ نهایۀ جهدهم فی الاستکثار من العلم، و الصبر
.«8» « لا یستطاع العلم براحۀ الجسم » : الله تعالی فی العون علیه. و فی صحیح مسلم
______________________________
41 الفصل الثانی[فیما یتعلق بطالب العلم فی نفسه و مع شیخه] ..... 1) فی م، ص، د: عن. شرح طیبۀ النشر فی القراءات(النویري) ج 1 )
ص : 37
2) فی م: تطییب. )
3) صاحب العربیۀ، و منشئ علم العروض، أبو عبد الرحمن، الخلیل بن أحمد الفراهیدي، البصري، أحد الأعلام. ولد سنۀ مائۀ. )
حدث عن: أیوب السختیانی، و عاصم الأحول، و العوام بن حوشب، و غالب القطان.
أخذ عنه سیبویه النحو، و النضر بن شمیل، و هارون بن موسی النحوي، و وهب ابن جریر، و الأصمعی، و آخرون.
و کان رأسا فی لسان العرب، دینا، و رعا، قانعا، متواضعا، کبیر الشأن، یقال: إنه دعا الله أن یرزقه علما لا یسبق إلیه، ففتح له بالعروض،
و له کتاب: العین، فی اللغۀ.
وثقه ابن حبان. و قیل: کان متقشفا متعبدا. مات سنۀ بضع و ستین و مائۀ، و قیل: بقی إلی سنۀ سبعین و مائۀ. ینظر: سیر أعلام النبلاء
.(50 / 77 )، و الکامل لابن الأثیر ( 6 -72 / 51 )، و معجم الأدباء ( 11 - 431 )، و طبقات النحویین للزبیدي ( 47 -429 /7)
4) فی م: الجاهل. )
5) فی د، ز، م: إیثاره. )
6) فی ص، د: فقد. )
7) فی د: و نصبر. )
8) ذکر النووي جل هذه الآداب فی مقدمته للمجموع و زاد علیها: أنه ینبغی لطالب العلم أن یکون حریصا علی التعلم، مواظبا علیه )
فی جمیع أوقاته لیلا و نهارا، حضرا أو سفرا، و لا یذهب من أوقاته شیئا فی غیر العلم، إلا بقدر الضرورة؛ لأکل و نوم قدرا لا بد منه، و
نحوهما کاستراحۀ یسیرة لإزالۀ الملل، و شبه ذلک من الضروریات، و لیس بعاقل من أمکنه درجۀ ورثۀ الأنبیاء ثم فوتها، و قد قال
الشافعی- رحمه الله- فی رسالته: حق علی طلبۀ العلم بلوغ غایۀ جهدهم فی الاستکثار من علمه، و الصبر علی کل عارض دون طلبه، و
إخلاص النیۀ لله- تعالی- فی إدراك علمه نصا و استنباطا، و الرغبۀ إلی الله تعالی فی العون علیه. و فی صحیح مسلم عن یحیی بن أبی
کثیر، قال: لا یستطاع العلم براحۀ الجسم. ذکره فی أوائل مواقیت الصلاة.
و من آدابه: الحلم و الأناة، و أن یکون همته عالیۀ، فلا یرضی بالیسیر مع إمکان الکثیر، و ألا یسوف فی اشتغاله، و لا یؤخر تحصیل
فائدة و إن قلت إذا تمکن منها، و إن أمن حصولها بعد ساعۀ؛ لأن للتأخیر آفات، و لأنه فی الزمن الثانی یحصل غیرها، و عن الربیع
قال: لم أر الشافعی آکلا بنهار، و لا نائما بلیل، لاهتمامه بالتصنیف.
ص: 42
______________________________
و لا یحمل نفسه ما لا تطیق مخافۀ الملل، و هذا یختلف باختلاف الناس.
و إذا جاء مجلس الشیخ فلم یجده انتظره و لا یفوت درسه إلا أن یخاف کراهۀ الشیخ لذلک، بأن یعلم من حاله الإقراء فی وقت بعینه
فلا یشق علیه بطلب القراءة فی غیره. قال الخطیب: و إذا وجده نائما لا یستأذن علیه، بل یصبر حتی یستیقظ أو ینصرف و الاختیار
الصبر، کما کان ابن عباس و السلف یفعلون.
و إذا بحث المختصرات، انتقل إلی بحث أکبر منها مع المطالعۀ المتقنۀ، و العنایۀ الدائمۀ المحکمۀ، و تعلیق ما یراه من النفائس و
صفحۀ 54 من 637
الغرائب و حل المشکلات مما یراه فی المطالعۀ أو یسمعه من الشیخ. و لا یحتقرن فائدة یراها أو یسمعها فی أي فن کانت؛ بل یبادر
إلی کتابتها ثم یواظب علی مطالعۀ ما کتبه، و لیلازم حلقۀ الشیخ، و لیعتن بکل الدروس، و یعلق علیها ما أمکن، فإن عجز اعتنی
بالأهم، و لا یؤثر بنوبته، فإن الإیثار بالقرب مکروه، فإن رأي الشیخ المصلحۀ فی ذلک فی وقت فأشار به امتثل أمره.
و ینبغی أن یرشد رفقته و غیرهم من الطلبۀ إلی مواطن الاشتغال و الفائدة، و یذکر لهم ما استفاده علی جهۀ النصیحۀ و المذاکرة،
بإرشادهم یبارك له فی علمه، و یستنیر قلبه، و تتأکد المسائل معه، مع جزیل ثواب الله- عز و جل- و متی بخل بذلک کان بضده، فلا
یثبت معه، و إن ثبت لم یثمر، و لا یحسد أحدا و لا یحتقره، و لا یعجب بفهمه.
إنّ فی » : و ینبغی أن یطهر قلبه من الأدناس لیصلح بقبول العلم و حفظه و استثماره، ففی الصحیحین عن رسول الله صلی اللّه علیه و سلم
.« الجسد مضغۀ إذا صلحت صلح الجسد کلّه، و إذا فسدت فسد الجسد کلّه، ألا و هی القلب
و قالوا: تطبیب القلب للعلم کتطبیب الأرض للزراعۀ و ینبغی أن یقطع العلائق الشاغلۀ عن کمال الاجتهاد فی التحصیل، و یرضی
بالیسیر من القوت، و یصبر علی ضیق العیش.
قال الشافعی- رحمه الله تعالی-: لا یطلب أحد هذا العلم بالملک و عز النفس فیفلح، و لکن من طلبه بذل النفس، و ضیق العیش، و
خدمۀ العلماء أفلح. و قال- أیضا-: لا یدرك العلم إلا بالصبر علی الذل. و قال- أیضا-: لا یصلح طلب العلم إلا لمفلس، فقیل: و لا
الغنی المکفی؟ فقال: و لا الغنی المکفی.
و قال مالک بن أنس- رحمه الله-: لا یبلغ أحد من هذا العلم ما یرید حتی یضر به الفقر، و یؤثره علی کل شیء.
و قال أبو حنیفۀ- رحمه الله-: یستعان علی الفقه بجمع الهمم، و یستعان علی حذف العلائق بأخذ الیسیر عند الحاجۀ و لا یزید.
و قال إبراهیم الآجري: من طلب العلم بالفاقۀ ورث الفهم. و قال الخطیب البغدادي فی کتابه:
الجامع لآداب الراوي و السامع: یستحب للطالب أن یکون عزبا ما أمکنه؛ لئلا یقطعه الاشتغال بحقوق الزوجۀ، و الاهتمام بالمعیشۀ، عن
و هو الذي لا أهل له و لا ولد. و عن إبراهیم بن أدهم- ،« خیرکم بعد المائتین خفیف الحاذ » : إکمال طلب العلم، و احتج بحدیث
رحمه الله-:
من تعود أفخاذ النساء لم یفلح، یعنی: اشتغل بهن. و هذا فی غالب الناس لا الخواص. و عن سفیان الثوري: إذا تزوج الفقیه فقد رکب
البحر، فإن ولد له فقد کسر به. و قال سفیان لرجل:
تزوجت؟ فقال: لا، قال: ما تدري ما أنت فیه من العافیۀ. و عن بشر الحافی- رحمه الله-:
.« من لم یحتج إلی النساء فلیتق الله و لا یألف أفخاذهن »
قلت: هذا کله موافق لمذهبنا، فإن مذهبنا أن من لم یحتج إلی النکاح استحب له ترکه، و کذا إن
ص: 43
فائدة
أجود أوقات الحفظ الأسحار، ثم نصف النهار، ثم الغداة، و حفظ اللیل أنفع من حفظ النهار، و وقت :«1» : قال الخطیب البغدادي
و لیس الحفظ بمحمود بحضرة النبات و الخضرة ،«2» الجوع أنفع من وقت الشبع، و أجود أماکن الحفظ کل موضع بعد عن الملهیات
و الأنهار و قوارع الطرق؛ لأنها تمنع خلو القلب.
التی «6» و یتأول لأفعاله ،«5» ذلک عن ملازمته و اعتقاد کماله «4» شیخه و سوء خلقه، و لا یصده «3» و ینبغی أن یصبر علی حدة
صحیحۀ. «7» [ ظاهرها الفساد تأویلات [حسنۀ
یصبر [علی] [جفاء «12» من لم » : علیه، و قد قالوا «11» الذنب له، و المعتب «10» و أظهر «9» بالاعتذار «8» و إذا جفاه الشیخ ابتدأ هو
صفحۀ 55 من 637
.« علیه آل أمره إلی عز الآخرة و الدنیا «15» [ و من [صبر ،«14» و ذل التعلیم، بقی عمره فی عمایۀ الجهل «13» [ شیخه
.« ذللت طالبا فعززت مطلوبا » :- رضی الله تعالی عنه -«16» و عن أنس
______________________________
احتاج و عجز عن مؤنته، و فی الصحیحین عن أسامۀ بن زید- رضی الله عنهما- عن النبی صلی اللّه علیه و سلم قال:
و فی صحیح مسلم عن أبی سعید الخدري- رضی الله عنه- عن النبی صلی اللّه « ما ترکت بعدي فتنۀ هی أضرّ علی الرّجال من النّساء »
إنّ الدّنیا حلوة خضرة، و إنّ اللّه مستخلفکم فیها فینظر کیف تعملون، فاتّقوا الدّنیا، و اتّقوا النّساء، فإنّ أوّل فتنۀ بنی » : علیه و سلم قال
.« إسرائیل کانت فی النّساء
و ینبغی له أن یتواضع للعلم و المعلم، فبتواضعه یناله، و قد أمرنا بالتواضع مطلقا، فهنا أولی، و قد قالوا: العلم حرب للمتعالی، کالسیل
حرب للمکان العالی، و ینقاد لمعلمه، و یشاوره فی أموره، و یأتمر بأمره، کما ینقاد المریض لطبیب حاذق ناصح، و هذا أولی لتفاوت
مرتبتهما، قالوا: و لا یأخذ العلم إلا ممن کملت أهلیته، و ظهرت دیانته، و تحققت معرفته، و اشتهرت صیانته و سیادته؛ فقد قال ابن
.(70 :65 / ینظر المجموع ( 1 .« هذا العلم دین فانظروا عمن تأخذون دینکم » : سیرین، و مالک، و خلائق من السلف
1) هو أحمد بن علی بن ثابت البغدادي أبو بکر المعروف بالخطیب: أحد الحفاظ المؤرخین المقدمین. )
بصیغۀ التصغیر- منتصف الطریق بین الکوفۀ و مکۀ، و منشأة و وفاته ببغداد. رحل إلی مکۀ و سمع بالبصرة و -« غزیۀ » مولده فی
.(905) (172 / الدینور و الکوفۀ و غیرها. ینظر الأعلام ( 1
2) فی ز: المنهیات. )
3) فی ز، ص، م: جفوة. )
4) فی د: و لا یمنعه. )
5) فی ص: کلامه. )
6) فی د: أفعاله. )
7) سقط فی ز. )
8) فی د: ابتدأه. )
9) فی د: بالأعذار. )
10 ) فی د: و إظهار. )
11 ) فی م، ص: و العیب. )
12 ) فی ص: من لا. )
13 ) زیادة من م. )
14 ) فی د، ص: الجهالۀ. )
15 ) بیاض فی ص. )
16 ) فی م: أبی ذر. و أنس هو أنس بن مالک بن النضر بن ضمضم بن زید بن حرام الأنصاري النجاري، خدم النبی صلی اللّه علیه و )
سلم عشر سنین. و ذکر ابن سعد أنه شهد بدرا، له ألف و مائتا حدیث و ستۀ و ثمانون حدیثا. و روي عن طائفۀ من الصحابۀ. و عنه
بنوه موسی و النضر و أبو بکر و الحسن البصري و ثابت
ص: 44
[و ما أحسن قول القائل:
صفحۀ 56 من 637
إنّ المعلّم و الطّبیب، کلاهمالا ینصحان إذا هما لم یکرما
و ینبغی أن یغتنم التحصیل فی وقت الفراغ و الشباب و قوة البدن «1» [ فاصبر لدائک إن جهلت طبیبهو اصبر لجهلک إن جفوت معلّما
رضی الله تعالی عنه-: -«2» [ و نباهۀ الخاطر و قلۀ الشواغل قبل عوارض البطالۀ و ارتفاع المنزلۀ؛ فقد روي عن عمر [بن الخطاب
.« تفقهوا قبل أن تسوّدوا »
.« إلی التفقه «3» [ تفقه قبل أن ترأس، فإذا رأست فلا سبیل [لک » :- و قال الشافعی- رضی الله تعالی عنه
فإن عجز اعتنی بالأهم، و ینبغی أن یرشد رفقته ،«5» کل ما سمعه، ثم یواظب [علی] حلقۀ الشیخ، و یعتنی بکل الدروس «4» و لیکتب
و ،«6» و غیرهم إلی مواطن الاشتغال و الفائدة، و یذکر لهم ما استفاده علی جهۀ النصیحۀ و المذاکرة، و بإرشادهم یبارك له فی علمه
مع جزیل ثواب الله تعالی، و من فعل ضد ذلک کان بضده. «7» [ تتأکد المسائل [معه
.«8» فإذا تکاملت أهلیته و اشتهرت فضیلته اشتغل بالتصنیف، و جد فی الجمع و التألیف، و الله الموفق
و تعجیزا فلا یستحقّ «10» مرض خفیف و نحوه مما یمکن معه الجمع بینهما، و لا یسأل تعنتا «9» و ینبغی ألا یترك وظیفته لعروض
أو غیره و لا یشتغل بنسخ کتاب أصلا، فإن آفاته ضیاع الأوقات فی «12» أن یح ّ ص ل الکتاب بشراء «11» جوابا، و من أهم أحواله
صناعۀ أجنبیۀ
______________________________
البنانی و سلیمان التیمی و خلق لا یحصون. مات سنۀ تسعین أو بعدها و قد جاوز المائۀ، و هو آخر من مات بالبصرة من الصحابۀ رضی
.(105 / الله عنهم. ینظر الخلاصۀ ( 1
1) زیادة من ص. )
2) زیادة من ص، د و هو عمر بن الخطاب بن نفیل بن عبد العزي العدوي أبو حفص المدنی، أحد فقهاء الصحابۀ، ثانی الخلفاء )
الراشدین، و أحد العشرة المشهود لهم بالجنۀ، و أول من سمی أمیر المؤمنین شهد بدرا، و المشاهد إلا تبوك. و ولی أمر الأمۀ بعد
إن الله جعل الحق علی لسان عمر » : أبی بکر رضی الله عنهما. و فتح فی أیامه عدة أمصار. أسلم بعد أربعین رجلا. عن ابن عمر مرفوعا
و لما دفن قال ابن مسعود: ذهب الیوم بتسعۀ أعشار العلم. استشهد فی آخر سنۀ ثلاث و عشرین، و دفن فی أول سنۀ أربع و ،« و قلبه
.(268 / عشرین، و هو ابن ثلاث و ستین، و صلی علیه صهیب، و دفن فی الحجرة النبویۀ، و مناقبه جمۀ. ینظر الخلاصۀ ( 2
3) زیادة من د. )
4) فی د: و یکتب. )
5) فی م، ز: الدرس. )
6) فی م: یبارك له فی عمله. )
7) سقطت فی ز. )
8) فی ز: أعلم. )
9) فی ص: بعروض. )
10 ) فی ص: عنتا. )
11 ) فی د، م، ز: حاله. )
12 ) فی ز: نثرا، و فی م: نشرا. )
ص: 45
أود لو قطعت ید الطالب إذا » : قال بعض أهل الفضل «2» أکثر من رکونها لتحصیله، و قد «1» عن تحصیل العلم، و رکون النفس لها
صفحۀ 57 من 637
إذا دعاه إلی ذلک قلۀ ما بیده من الدنیا. «3» و کذا ،« نسخ، فأما شیء یسیر فلا بأس به
السلف و الخلف ذمّا کثیرا. «5» ذمه «4» و ینبغی ألا یمنع عاریۀ کتاب لأهله؛ فقد
:«8» و هو حبسها عن أصحابها، و عن الفضیل «7» « إیاك و غلول الکتب » :«6» قال الزهري
.« فیحبسه عنه «10» الحکماء أن یأخذ سماع رجل و کتابه «9» لیس من أهل الورع و لا من أفعال »
.«12» أعرنی کتابک فقال: إنی أکره ذلک؛ فقال: أما علمت أن المکارم موصولۀ بالمکاره؟ فأعاره :«11» و قال رجل لأبی العتاهیۀ
______________________________
1) فی ص: لهذا. )
2) فی م، ز: به. )
3) فی م: و کذلک. )
4) فی د، ص: و قد. )
5) فی م: قال. )
6) فی د: الزبیري. و الزهري هو محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب. من بنی زهرة، من قریش. )
تابعی من کبار الحفاظ و الفقهاء. مدنی سکن الشام. هو أول من دون الأحادیث النبویۀ. و دون معها فقه الصحابۀ. قال أبو داود: جمیع
حدیث الزهري مائتان و ألفا حدیث. أخذ عن بعض الصحابۀ.
102 )، و الوفیات / 451 )، و تذکرة الحفاظ ( 1 -445 / و أخذ عنه مالک بن أنس و طبقته. توفی سنۀ 124 ه. ینظر تهذیب التهذیب ( 9
.(317 / 451 )، و الأعلام للزرکلی ( 7 /1)
.(373 / 7) أخرجه الخطیب فی الجامع ( 1 )
8) هو الفضیل بن عیاض بن مسعود التمیمی الیربوعی، أبو علی، شیخ الحرم المکی، من أکابر العباد الصلحاء کان ثقۀ فی الحدیث، )
/ أخذ عنه خلق منهم: الإمام الشافعی. ولد فی سمرقند و نشأ بأبیورد و دخل الکوفۀ و أصله منها ثم سکن و توفی بها. ینظر الأعلام ( 5
.(153
9) فی ز: فعال. )
10 ) فی م: أو کتابه. )
11 ) فی م: من أصحاب أبی العتاهیۀ. و هو إسماعیل بن القاسم بن سوید العینی، العنزي- من قبیلۀ عنزة- بالولاء، أبو إسحاق الشهیر )
بأبی العتاهیۀ: شاعر مکثر، سریع الخاطر، فی شعره إبداع. کان ینظم المائۀ و المائۀ و الخمسین بیتا فی الیوم، حتی لم یکن للإحاطۀ
بجمیع شعره من سبیل. و هو یعد من مقدمی المولدین، من طبقۀ بشار و أبی نواس و أمثالهما. جمع الإمام یوسف بن عبد الله بن عبد
البر النمري القرطبی ما وجد من زهدیاته و شعره فی الحکمۀ و العظۀ، و ما جري مجري الأمثال، فی مجلد، منه مخطوطۀ حدیثۀ فی دار
الأنوار الزاهیۀ فی » الکتب بمصر، اطلع علیها أحد الآباء الیسوعیین فنسخها و رتبها علی الحروف و شرح بعض مفرداتها، و سماها
بقرب الکوفۀ، و نشأ « عین التمر » و کان یجید القول فی الزهد و المدیح و أکثر أنواع الشعر فی عصره. ولد فی « دیوان أبی العتاهیۀ- ط
ثم اتصل بالخلفاء و علت مکانته عندهم. و هجر الشعر « الجرار » فی الکوفۀ، و سکن بغداد. و کان فی بدء أمره یبیع الجرار فقیل له
مدة، فبلغ ذلک المهدي العباسی، فسجنه ثم أحضره إلیه و هدده بالقتل أو یقول الشعر! فعاد إلی نظمه، فأطلقه. و أخباره کثیرة. توفی
.(71 / 250 ) و وفیات الأعیان ( 1 / 1) و تاریخ بغداد ( 6 / 321 ) و الأغانی ( 4 / فی بغداد سنۀ 211 ه. ینظر الأعلام ( 1
71 ): و قد جاء فی ذم الإبطاء برد الکتب المستعارة عن السلف أشیاء کثیرة / 12 ) قال النووي فی المجموع ( 1 )
ص: 46
صفحۀ 58 من 637
من «2» الطریق لا یستغنی عن تذکرها؛ لتکون معینۀ علی تحصیل المرام و الخروج إلی النور «1» فهذه نبذة من الآداب لمن اشتغل بهذا
.«3» الظلام، و الله تعالی هو المنان ذو الجود و الإکرام
______________________________
- نثرا و نظما، و رویناها فی کتاب الخطیب: الجامع لأخلاق الراوي و السامع منها عن الزهري: إیاك و غلول الکتب؛ و هو حبسها عن
أصحابها، و عن الفضیل: لیس من أفعال أهل الورع و لا من أفعال الحکماء أن یأخذ سماع رجل و کتابه، فیحبسه عنه، و من فعل
ذلک فقد ظلم نفسه. و قال الخطیب:
و بسبب حبسها امتنع غیر واحد من إعارتها، ثم روي فی ذلک جملا عن السلف، و أنشد فیه أشیاء کثیرة.
و المختار استحباب الإعارة لمن لا ضرر علیه فی ذلک؛ لأنه إعانۀ علی العلم مع ما فی مطلق العاریۀ من الفضل، و روینا عن وکیع:
أول برکۀ الحدیث إعارة الکتب. و عن سفیان الثوري: من بخل بالعلم ابتلی بإحدي ثلاث: أن ینساه، أو یموت و لا ینتفع به، أو تذهب
کتبه.
1) فی م، ص: بهذه. )
2) فی م: و الدخول فی النور. )
3) اقتصر المصنف رحمه الله تعالی فی هذا الفصل علی بیان ما یتعلق بطالب العلم من آداب. و إکمالا للفائدة نذکر فیما یلی ما یتعلق )
بالمعلم نفسه من آداب، و قد عقد النووي فی مقدمۀ المجموع بابا خاصّا بذلک جاء فیه ما نصه: هذا الباب واسع جدّا، و قد جمعت
فیه نفائس کثیرة لا یحتمل هذا الکتاب عشرها، فأذکر فیه- إن شاء اللّه تعالی- نبذا منه، فمن آدابه: أدبه فی نفسه، و ذلک فی أمور:
منها أن یقصد بتعلیمه وجه اللّه تعالی، و لا یقصد توصلا إلی غرض دنیوي: کتحصیل مال، أو جاه، أو شهرة، أو سمعۀ، أو تمیز عن
الأنداد، أو تکثر بالمشتغلین علیه، أو المختلفین إلیه، أو نحو ذلک، و لا یشین علمه و تعلیمه بشیء من الطمع فی رفق یحصل له من
مشتغل علیه من خدمۀ، أو مال، أو نحوهما، و إن قل، و لو کان علی صورة الهدیۀ التی لو لا اشتغاله علیه لما أهداها إلیه.
و قد صح عن الشافعی- رحمه اللّه تعالی- أنه قال: وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم علی ألا ینسب إلی حرف منه و قال- رحمه اللّه
تعالی-: ما ناظرت أحدا قط علی الغلبۀ، وددت إذا ناظرت أحدا أن یظهر الحق علی یدیه و قال: ما کلمت أحدا قط إلا وددت أن
یوفق، و یسدد، و یعان، و یکون علیه رعایۀ من اللّه و حفظ. و عن أبی یوسف- رحمه اللّه تعالی- قال: یا قوم أریدوا بعلمکم اللّه فإنی
لم أجلس مجلسا قط أنوي فیه أن أتواضع إلا لم أقم حتی أعلوهم، و لم أجلس مجلسا قط أنوي فیه أن أعلوهم إلا لم أقم حتی
أفتضح.
و منها: أن یتخلق بالمحاسن التی ورد الشرع بها، و حث علیها، و الخلال الحمیدة، و الشیم المرضیۀ التی أرشد إلیها من التزهد فی
الدنیا، و التقلل منها، و عدم المبالاة بفواتها، و السخاء، و الجود، و مکارم الأخلاق، و طلاقۀ الوجه من غیر خروج إلی حد الخلاعۀ، و
الحلم، و الصبر، و التنزه عن دنیء الاکتساب، و ملازمۀ الورع، و الخشوع، و السکینۀ، و الوقار، و التواضع، و الخضوع، و اجتناب
الضحک و الإکثار من المزاح، و ملازمۀ الآداب الشرعیۀ الظاهرة و الخفیۀ:
کالتنظیف بإزالۀ الأوساخ، و تنظیف الإبط، و إزالۀ الروائح الکریهۀ، و اجتناب الروائح المکروهۀ، و تسریح اللحیۀ.
و منها: الحذر من الحسد، و الریاء، و الإعجاب، و احتقار الناس و إن کانوا دونه بدرجات، و هذه أدواء و أمراض یبتلی بها کثیرون من
أصحاب الأنفس الخسیسات، و طریقه فی نفی الحسد أن یعلم أن حکمۀ اللّه- تعالی- اقتضت جعل هذا الفضل فی هذا الإنسان؛ فلا
یعترض، و لا یکره ما اقتضته
ص: 47
______________________________
صفحۀ 59 من 637
الحکمۀ بذم اللّه [إیاه] احترازا من المعاصی. و طریقه فی نفی الریاء: أن یعلم أن الخلق لا ینفعونه و لا یضرونه حقیقۀ؛ فلا یتشاغل
بمراعاتهم فیتعب نفسه، و یضر دینه، و یحبط عمله، و یرتکب ما یجلب سخط اللّه، و یفوت رضاه. و طریقه فی نفی الإعجاب: أن یعلم
أن العلم فضل من اللّه- تعالی- و منۀ عاریۀ فإن للّه- تعالی- ما أخذ، و له ما أعطی، و کل شیء عنده بأجل مسمی، فینبغی ألا یعجب
بشیء لم یخترعه، و لیس مالکا له، و لا علی یقین من دوامه. و طریقه فی نفی الاحتقار: التأدب بما أدبنا اللّه تعالی، قال اللّه تعالی فَلا
تُزَکُّوا أَنْفُسَ کُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقی [النجم: 32 ]. و قال تعالی: إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاکُمْ [الحجرات: 13 ]، فربما کان هذا الذي یراه
إنّ أحدکم یعمل » : دونه أتقی للّه- تعالی- و أطهر قلبا، و أخلص نیۀ، و أزکی عملا، ثم إنه لا یعلم ما ذا یختم له به، ففی الصحیح
الحدیث، نسأل اللّه العافیۀ من کل داء. «... بعمل أهل الجنّۀ
و منها: استعماله أحادیث التسبیح، و التهلیل، و نحوهما من الأذکار و الدعوات و سائر الآداب الشرعیات.
و منها: دوام مراقبته للّه تعالی فی علانیته و سره، محافظا علی قراءة القرآن، و نوافل الصلوات، و الصوم، و غیرها؛ معولا علی اللّه-
تعالی- فی کل أمره معتمدا علیه، مفوضا فی کل الأحوال أمره إلیه.
و منها- و هو من أهمها-: ألا یذل العلم، و لا یذهب به إلی مکان ینتسب إلی من یتعلمه منه، و إن کان المتعلم کبیر القدر، بل یصون
العلم عن ذلک کما صانه السلف، و أخبارهم فی هذا کثیرة مشهورة مع الخلفاء و غیرهم. فإن دعت إلیه ضرورة أو اقتضت مصلحۀ
راجحۀ علی مفسدة ابتذاله- رجونا أنه لا بأس به ما دامت الحالۀ هذه، و علی هذا یحمل ما جاء عن بعض السلف فی هذا.
و منها: أنه إذا فعل فعلا صحیحا جائزا فی نفس الأمر، و لکن ظاهره أنه حرام أو مکروه، أو مخل بالمروءة، و نحو ذلک، فینبغی له أن
یخبر أصحابه، و من یراه یفعل ذلک بحقیقۀ ذلک الفعل؛ لینتفعوا؛ و لئلا یأثموا بظنهم الباطل؛ و لئلا ینفروا عنه، و یمتنع الانتفاع
.« إنها صفیۀ » : بعلمه، و من هذا الحدیث الصحیح
و من آدابه فی درسه و اشتغاله أنه ینبغی ألا یزال مجتهدا فی الاشتغال بالعلم قراءة و إقراء، و مطالعۀ و تعلیقا، و مباحثۀ و مذاکرة و
تصنیفا، و لا یستنکف من التعلم ممن هو دونه فی سن أو نسب أو شهرة أو دین، أو فی علم آخر، بل یحرص علی الفائدة ممن کانت
عنده، و إن کان دونه فی جمیع هذا، و لا یستحی من السؤال عما لم یعلم.
فقد روینا عن عمر و ابنه- رضی الله عنهما- قالا: من رق وجهه رق علمه. و عن مجاهد لا یتعلم العلم مستح و لا مستکبر. و فی
الصحیح عن عائشۀ- رضی الله عنها- قالت: نعم النساء نساء الأنصار، لم یمنعهن الحیاء أن یتفقهن فی الدین. و قال سعید بن جبیر: لا
یزال الرجل عالما ما تعلم، فإذا ترك العلم و ظن أنه قد استغنی و اکتفی بما عنده فهو أجهل ما یکون.
و ینبغی ألا یمنعه ارتفاع منصبه و شهرته من استفادة ما لا یعرفه، فقد کان کثیرون من السلف یستفیدون من تلامذتهم ما لیس عندهم،
و قد ثبت فی الصحیح روایۀ جماعۀ من الصحابۀ عن التابعین، و روي جماعات من التابعین عن تابعی التابعین، و هذا عمرو بن شعیب
لیس تابعیا، و روي عنه أکثر من سبعین من التابعین. و ثبت فی الصحیحین أنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم: قرأ لَمْ یَکُنِ الَّذِینَ
فاستنبط العلماء من هذا فوائد، منها: بیان .« أمرنی اللّه أن أقرأ علیک » : کَفَرُوا [البینۀ: 1]، علی أبی بن کعب- رضی الله عنه- و قال
التواضع، و أن الفاضل لا یمتنع من القراءة
ص: 48
______________________________
علی المفضول، و ینبغی أن تکون ملازمۀ الاشتغال بالعلم هی مطلوبه و رأس ماله فلا یشتغل بغیره، فإن اضطر إلی غیره فی وقت، فعل
ذلک الغیر بعد تحصیل وظیفته من العلم. و ینبغی أن یعتنی بالتصنیف إذا تأهل له، فبه یطلع علی حقائق العلم و دقائقه، و یثبت معه؛
لأنه یضطره إلی کثرة التفتیش و المطالعۀ، و التحقیق و المراجعۀ، و الاطلاع علی مختلف کلام الأئمۀ، و متفقه و واضحه من مشکله، و
صحیحه من ضعیفه، و جزله من رکیکه، و ما لا اعتراض علیه من غیره، و به یتصف المحقق بصفۀ المجتهد.
صفحۀ 60 من 637
و لیحذر کل الحذر أن یشرع فی تصنیف ما لم یتأهل له، فإن ذلک یضره فی دینه و علمه و عرضه، و لیحذر أیضا من إخراج تصنیفه
من یده إلا بعد تهذیبه، و ترداد نظره فیه و تکریره، و لیحرص علی إیضاح العبارة و إیجازها، فلا یوضح إیضاحا ینتهی إلی الرکاکۀ، و
لا یوجز إیجازا یفضی إلی المحق و الاستغلاق، و ینبغی أن یکون اعتناؤه من التصنیف بما لم یسبق إلیه أکثر.
و المراد بهذا ألا یکون هناك مصنف یغنی عن مصنفه فی جمیع أسالیبه، فإن أغنی عن بعضها فلیصنف من جنسه ما یزید زیادات
یحتفل بها، مع ضم ما فاته من الأسالیب. و لیکن تصنیفه فیما یعم الانتفاع به، و یکثر الاحتیاج إلیه، و لیعتن بعلم المذهب، فإنه من
أعظم الأنواع نفعا، و به یتسلط المتمکن علی المعظم من باقی العلوم.
و من آدابه و آداب تعلیمه: اعلم أن التعلیم هو الأصل الذي به قوام الدین، و به یؤمن امّحاق العلم، فهو من أهم أمور الدین، و أعظم
العبادات، و آکد فروض الکفایات.
قال الله- تعالی-: وَ إِذْ أَخَ ذَ اللَّهُ مِیثاقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ لَتُبَیِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَکْتُمُونَهُ [آل عمران: 187 ]، و قال- تعالی-: إِنَّ الَّذِینَ
و ،« لیبلّغ الشّاهد منکم الغائب » : یَکْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا ... الآیۀ [البقرة: 159 ]. و فی الصحیح من طرق: أن النبی صلی اللّه علیه و سلم قال
الأحادیث بمعناه کثیرة، و الإجماع منعقد علیه.
و یجب علی المعلم أن یقصد بتعلیمه وجه الله تعالی لما سبق، و ألا یجعله وسیلۀ إلی غرض دنیوي، فیستحضر المعلم فی ذهنه کون
التعلیم آکد العبادات؛ لکون ذلک حاثا له علی تصحیح النیۀ، و محرضا له علی صیانته من مکدراته و من مکروهاته؛ مخافۀ فوات هذا
الفضل العظیم، و الخیر الجسیم.
قالوا: و ینبغی ألا یمتنع من تعلیم أحد لکونه غیر صحیح النیۀ، فإنه یرجی له حسن النیۀ، و ربما عسر فی کثیر من المبتدئین بالاشتغال
تصحیح النیۀ لضعف نفوسهم، و قلۀ أنسهم بموجبات تصحیحها، فالامتناع من تعلیمهم یؤدي إلی تفویت کثیر من العلم مع أنه یرجی
ببرکۀ العلم تصحیحها إذا أنس بالعلم.
و قد قالوا: طلبنا العلم لغیر الله فأبی أن یکون إلا لله، معناه: کانت عاقبته أن صار لله، و ینبغی أن یؤدب المتعلم علی التدریج بالآداب
السنیۀ، و الشیم المرضیۀ، و ریاضۀ نفسه بالآداب و الدقائق الخفیۀ، و یعوده الصیانۀ فی جمیع أموره الکامنۀ و الجلیۀ.
فأول ذلک: أن یحرضه بأقواله و أحواله المتکررات علی الإخلاص و الصدق و حسن النیات، و مراقبۀ الله- تعالی- فی جمیع
اللحظات، و أن یکون دائما علی ذلک حتی الممات، و یعرفه أن بذلک تنفتح علیه أبواب المعارف، و ینشرح صدره و تنفجر من قلبه
ینابیع الحکم و اللطائف، و یبارك له فی حاله و علمه، و یوفق للإصابۀ فی قوله و فعله و حکمه، و یزهده فی الدنیا، و یصرفه عن
التعلق بها، و الرکون إلیها، و الاغترار بها، و یذکره أنها فانیۀ، و الآخرة آتیۀ باقیۀ، و التأهب للباقی، و الإعراض عن الفانی هو طریق
الحازمین، و دأب عباد الله الصالحین.
ص: 49
______________________________
و ینبغی أن یرغبه فی العلم و یذکره بفضائله و فضائل العلماء، و أنهم ورثۀ الأنبیاء، صلوات الله و سلامه علیهم، و لا رتبۀ فی الوجوه
أعلی من هذه.
و ینبغی أن یحنو علیه و یعتنی بمصالحه کاعتنائه بمصالح نفسه و ولده، و یجریه مجري ولده فی الشفقۀ علیه، و الاهتمام بمصالحه، و
الصبر علی جفائه و سوء أدبه، و یعذره فی سوء أدب، و جفوة تعرض منه فی بعض الأحیان، فإن الإنسان معرض للنقائص.
لا یؤمن أحدکم حتّی یحبّ » : و ینبغی أن یحب له ما یحب لنفسه من الخیر، و یکره له ما یکرهه لنفسه من الشر؛ ففی الصحیحین
و عن ابن عباس- رضی الله عنهما- قال: أکرم الناس علی، جلیسی الذي یتخطی الناس، حتی یجلس إلی، لو .« لأخیه ما یحبّ لنفسه
استطعت ألا یقع الذباب علی وجهه لفعلت و فی روایۀ: إن الذباب یقع علیه فیؤذینی.
صفحۀ 61 من 637
و ینبغی أن یکون سمحا یبذل ما حصله من العلم سهلا بإلقائه إلی مبتغیه، متلطفا فی إفادته طالبیه، مع رفق و نصیحۀ و إرشاد إلی
المهمات، و تحریض علی حفظ ما یبذله لهم من الفوائد النفیسات، و لا یدخر عنهم من أنواع العلم شیئا یحتاجون إلیه إذا کان الطالب
أهلا لذلک، و لا یلقی إلیه شیئا لم یتأهل له؛ لئلا یفسد علیه حاله، فلو سأله المتعلم عن ذلک لم یجبه، و یعرفه أن ذلک یضره و لا
ینفعه، و أنه لم یمنعه ذلک شحا، بل شفقۀ و لطفا.
و ینبغی ألا یتعظم علی المتعلمین، بل یلین لهم و یتواضع، فقد أمر بالتواضع لآحاد الناس، قال الله- تعالی-: وَ اخْفِضْ جَناحَکَ
إنّ اللّه أوحی إلی أن » لِلْمُؤْمِنِینَ [الحجر: 88 ]، و عن عیاض بن حمار- رضی الله عنه- قال: قال رسول الله صلی اللّه علیه و سلم
ما نقصت صدقۀ من مال، و ما زاد » : رواه مسلم، و عن أبی هریرة- رضی الله عنه- أن رسول الله صلی اللّه علیه و سلم قال .« تواضعوا
رواه مسلم. فهذا فی التواضع لمطلق الناس، فکیف بهؤلاء الذین هم کأولاده .« اللّه عبدا بعفو إلّا عزّا، و ما تواضع أحد للّه إلّا رفعه اللّه
مع ما هم علیه من الملازمۀ لطلب العلم، و مع ما لهم علیه من حق الصحبۀ، و ترددهم إلیه، و اعتمادهم علیه؟ و فی الحدیث عن النبی
و عن الفضیل ابن عیاض- رحمه الله-: إن الله- عز و جل- یحب العالم .« لینوا لمن تعلمون و لمن تتعلّمون منه » صلی اللّه علیه و سلم
المتواضع، و یبغض العالم الجبار، و من تواضع لله- تعالی- ورثه الحکمۀ.
و ینبغی أن یکون حریصا علی تعلیمهم، مهتما به مؤثرا له علی حوائج نفسه و مصالحه ما لم تکن ضرورة، و یرحب بهم عند إقبالهم
إلیه، لحدیث أبی سعید السابق، و یظهر لهم البشر و طلاقۀ الوجه، و یحسن إلیهم بعلمه و ماله و جاهه بحسب التیسیر، و لا یخاطب
کان رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم یکنّی » :- الفاضل منهم باسمه بل بکنیته و نحوها؛ ففی الحدیث عن عائشۀ- رضی الله عنها
.« أصحابه إکراما لهم و تسنیۀ لأمورهم
و ینبغی أن یتفقدهم، و یسأل عمن غاب منهم.
و ینبغی أن یکون باذلا وسعه فی تفهیمهم، و تقریب الفائدة إلی أذهانهم، حریصا علی هدایتهم، و یفهم کل واحد بحسب فهمه و
حفظه فلا یعطیه ما لا یحتمله، و لا یقصر به عما یحتمله بلا مشقۀ، و یخاطب کل واحد علی قدر درجته، و بحسب فهمه و همته،
فیکتفی بالإشارة لمن یفهمها فهما محققا، و یوضح العبارة لغیره، و یکررها لمن لا یحفظها إلا بتکرار، و یذکر الأحکام موضحۀ
بالأمثلۀ من غیر دلیل لمن لا یحفظ له الدلیل، فإن جهل دلیل بعضها ذکره له، و یذکر الدلائل لمحتملها، و یذکر: هذا ما یبنی، علی
هذه المسألۀ و ما یشبهها، و حکمه حکمها و ما یقاربها، و هو مخالف لها، و یذکر الفرق بینهما، و یذکر ما یرد علیها و جوابه إن
أمکنه. و یبین الدلیل الضعیف؛ لئلا یغتر به فیقول: استدلوا بکذا، و هو ضعیف لکذا، و یبین الدلیل المعتمد لیعتمد،
ص: 50
______________________________
و یبین له ما یتعلق بها من الأصول و الأمثال و الأشعار و اللغات، و ینبههم علی غلط من غلط فیها من المصنفین، فیقول مثلا: هذا هو
الصواب، و أما ما ذکره فلان فغلط أو فضعیف، قاصدا النصیحۀ؛ لئلا یغتر به، لا لتنقص للمصنف ...
و یبین له جملا من أسماء المشهورین من الصحابۀ- رضی الله عن جمیعهم- فمن بعدهم من العلماء الأخیار، و أنسابهم و کناهم، و
أعصارهم، و طرف حکایاتهم و نوادرهم، و ضبط المشکل من أنسابهم و صفاتهم، و تمییز المشتبه من ذلک، و جملا من الألفاظ
اللغویۀ و العرفیۀ المتکررة، ضابطا لمشکلها و خفی معانیها، فیقول: هی مفتوحۀ، أو مضمومۀ، أو مکسورة، مخففۀ أو مشددة مهموزة
أو لا، عربیۀ، أو عجمیۀ، أو معربۀ، و هی التی أصلها عجمی و تکلمت بها العرب، مصروفۀ أو غیرها، مشتقۀ أم لا، مشترکۀ أم لا،
مترادفۀ أم لا، و أن المهموز و المشدد یخففان أم لا، و أن فیها لغۀ أخري أم لا.
و یبین ما ینضبط من قواعد التصریف، کقولنا: ما کان علی فعل بفتح الفاء و کسر العین فمضارعه: یفعل- بفتح العین- إلا أحرفا جاء
وتر و وبق و ورم و » فیهن الفتح و الکسر من الصحیح و المعتل، فالصحیح دون عشرة أحرف، کنعم و بئس و حسب، و المعتل: ك
صفحۀ 62 من 637
و غیرهن. ،« وري الزند
و أن ما کان من الأسماء و الأفعال علی فعل- بکسر العین- جاز فیه أیضا إسکانها مع فتح الفاء و کسرها، فإن کان الثانی أو الثالث
حرف حلق جاز فیه وجه رابع فعل بکسر الفاء و العین.
و إذا وقعت مسألۀ غریبۀ لطیفۀ، أو مما یسأل عنها فی المعایاة، نبهه علیها، و عرفه حالها فی کل ذلک، و یکون تعلیمه إیاهم کل ذلک
تدریجا شیئا فشیئا، لتجتمع لهم مع طول الزمان جمل کثیرات.
و ینبغی أن یحرضهم علی الاشتغال فی کل وقت، و یطالبهم فی أوقات بإعادة محفوظاتهم، و یسألهم عما ذکره لهم من المهمات،
فمن وجده حافظا مراعیا له أکرمه و أثنی علیه، و أشاع ذلک، ما لم یخف فساد حاله بإعجاب و نحوه، و من وجده مقصرا عنفه إلا أن
یخاف تنفیره، و یعیده له حتی یحفظه حفظا راسخا، و ینصفهم فی البحث فیعترف بفائدة یقولها بعضهم و إن کان صغیرا، و لا یحسد
أحدا منهم لکثرة تحصیله، فالحسد حرام للأجانب، و هنا أشد، فإنه بمنزلۀ الوالد، و فضیلته یعود إلی معلمه منها نصیب وافر، فإنه
مربیه، و له فی تعلیمه و تخریجه فی الآخرة الثواب الجزیل، و فی الدنیا الدعاء المستمر و الثناء الجمیل.
و ینبغی أن یقدم فی تعلیمهم إذا ازدحموا الأسبق فالأسبق؛ لا یقدمه فی أکثر من درس إلا برضا الباقین، و إذا ذکر لهم درسا تحري
تفهیمهم بأیسر الطرق، و یذکره مترسلا مبینا واضحا، و یکرر ما یشکل من معانیه و ألفاظه، إلا إذا وثق بأن جمیع الحاضرین یفهمون
بدون ذلک، و إذا لم یصل البیان إلا بالتصریح بعبارة یستحی فی العادة من ذکرها فلیذکرها بصریح اسمها، و لا یمنعه الحیاء و مراعاة
الآداب من ذلک، فإن إیضاحها أهم من ذلک. و إنما تستحب الکنایۀ فی مثل هذا إذا علم بها المقصود علما جلیا، و علی هذا
التفصیل یحمل ما ورد فی الأحادیث من التصریح فی وقت، و الکنایۀ فی وقت، و یؤخر ما ینبغی تأخیره، و یقدم ما ینبغی تقدیمه، و
یقف فی موضع الوقف، و یصل فی موضع الوصل.
و إذا وصل موضع الدرس صلی رکعتین، فإن کان مسجدا تأکد الحث علی الصلاة، و یقعد مستقبلا القبلۀ علی طهارة، متربعا إن شاء،
و إن شاء محتبیا، و غیر ذلک، و یجلس بوقار، و ثیابه نظیفۀ بیض، و لا یعتنی بفاخر الثیاب، و لا یقتصر علی خلق ینسب صاحبه إلی
قلۀ المروءة، و یحسن خلقه مع جلسائه، و یوقر فاضلهم بعلم أو سن أو شرف أو صلاح و نحو ذلک، و یتلطف
ص: 51
______________________________
بالباقین، و یرفع مجلس الفضلاء، و یکرمهم بالقیام لهم علی سبیل الاحترام، و قد ینکر القیام من لا تحقیق عنده، و قد جمعت جزءا فیه
الترخیص فیه و دلائله، و الجواب عما یوهم کراهته.
و ینبغی أن یصون یدیه عن العبث، و عینیه عن تفریق النظر بلا حاجۀ، و یلتفت إلی الحاضرین التفاتا قصدا بحسب الحاجۀ للخطاب، و
یجلس فی موضع یبرز فیه وجهه لکلهم، و یقدم علی الدرس تلاوة ما تیسر من القرآن، ثم یبسمل، و یحمد الله تعالی، و یصلی و یسلم
علی النبی صلی اللّه علیه و سلم و علی آله ثم یدعو للعلماء الماضین و مشایخه، و والدیه، و الحاضرین، و سائر المسلمین، و یقول:
حسبنا الله و نعم الوکیل، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلی العظیم، اللهم إنی أعوذ بک من أن أضلّ أو أضلّ أو أزلّ أو أزلّ أو أظلم أو
أظلم أو أجهل أو یجهل علی ...
و لا یذکر الدرس و به ما یزعجه کمرض، أو جوع، أو مدافعۀ الحدث، أو شدة فرح و غم و لا یطول مجلسه تطویلا یملهم أو یمنعهم
فهم بعض الدرس أو ضبطه؛ لأن المقصود إفادتهم و ضبطهم، فإذا صاروا إلی هذه الحالۀ فاته المقصود.
و لیکن مجلسه واسعا و لا یرفع صوته زیادة علی الحاجۀ، و لا یخفضه خفضا یمنع بعضهم کمال فهمه، و یصون مجلسه من اللغط، و
الحاضرین عن سوء الأدب فی المباحثۀ، و إذا ظهر من أحدهم شیء من مبادئ ذلک تلطف فی دفعه قبل انتشاره، و یذکرهم أن
اجتماعنا ینبغی أن یکون لله تعالی، فلا یلیق بنا المنافسۀ و المشاحنۀ، بل شأننا الرفق و الصفاء، و استفادة بعضنا من بعض، و اجتماع
صفحۀ 63 من 637
قلوبنا علی ظهور الحق، و حصول الفائدة.
و إذا سأل سائل عن أعجوبۀ فلا یسخرون منه، و إذا سئل عن شیء لا یعرفه، أو عرض فی الدرس ما لا یعرفه، فلیقل: لا أعرفه أو لا
أتحققه، و لا یستنکف عن ذلک، فمن علم العالم أن یقول فیما لا یعلم: لا أعلم، أو الله أعلم، فقد قال ابن مسعود- رضی الله عنه-:
یأیها الناس، من علم شیئا فلیقل به، و من لم یعلم فلیقل: الله أعلم، فإن من العلم أن یقول لما لا یعلم: الله أعلم، قال الله تعالی لنبیه صلی
اللّه علیه و سلم: قُلْ ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَکَلِّفِینَ [ص:
86 ]، رواه البخاري، و قال عمر بن الخطاب- رضی الله عنه-: نهینا عن التکلف. رواه البخاري و قالوا: ینبغی للعالم أن یورث أصحابه لا
أدري. معناه: یکثر منها، و لیعلم أن معتقد المحققین أن قول العالم: لا أدري لا یضع منزلته، بل هو دلیل علی عظم محله، و تقواه، و
کمال معرفته؛ لأن المتمکن لا یضره عدم معرفته مسائل معدودة، بل یستدل بقوله: لا أدري علی تقواه، و أنه لا یجازف فی فتواه، و
إنما یمتنع من: لا أدري من قل علمه، و قصرت معرفته، و ضعفت تقواه؛ لأنه یخاف لقصوره أن یسقط من أعین الحاضرین، و هو
جهالۀ منه، فإنه بإقدامه علی الجواب فیما لا یعلمه یبوء بالإثم العظیم، و لا یرفعه ذلک عما عرف له من القصور، بل یستدل به علی
قصوره؛ لأنا إذا رأینا المحققین یقولون فی کثیر من الأوقات: لا أدري، و هذا القاصر لا یقولها أبدا علمنا أنهم یتورعون لعلمهم و
تقواهم، و أنه یجازف لجهله، و قلۀ دینه، فوقع فیما فر منه، و اتصف بما احترز منه، لفساد نیته و سوء طویته، و فی الصحیح عن رسول
.« المتشبّع بما لم یعط کلابس ثوبی زور » : الله صلی اللّه علیه و سلم
فصل: و ینبغی للمعلم أن یطرح علی أصحابه ما یراه من مستفاد المسائل، و یختبر بذلک أفهامهم و یظهر فضل الفاضل، و یثنی علیه
بذلک، ترغیبا له و للباقین فی الاشتغال و الفکر فی العلم، و لیتدربوا بذلک و یعتادوه، و لا یعنف من غلط منهم فی کل ذلک إلا أن
یري تعنیفه مصلحۀ له، و إذا فرغ من تعلیمهم أو إلقاء درس علیهم أمرهم بإعادته، لیرسخ حفظهم له، فإن أشکل علیهم منه شیء ما،
عاودوا الشیخ فی إیضاحه.
فصل: و من أهم ما یؤمر به ألا یتأذي ممن یقرأ علیه إذا قرأ علی غیره، و هذه مصیبۀ یبتلی بها
ص: 52
______________________________
جهلۀ المعلمین لغباوتهم، و فساد نیتهم، و هو من الدلائل الصریحۀ علی عدم إرادتهم بالتعلیم وجه الله تعالی الکریم، و قد قدمنا عن
علی- رضی الله عنه- الإغلاظ فی ذلک، و التأکید فی التحذیر منه. و هذا إذا کان المعلم الآخر أهلا، فإن کان فاسقا أو مبتدعا أو
.(54 / کثیر الغلط و نحو ذلک، فلیحذر من الاغترار به. و بالله التوفیق. ینظر: المجموع ( 1
ص: 53
و المقرئ و القارئ «1» الفصل الثالث فی حد القراءات
.«2» القراءات: علم بکیفیۀ أداء کلمات القرآن و اختلافها معزوّا لناقله
مسلسلا. «4» مشافهۀ، فلو حفظ کتابا امتنع إقراؤه بما فیه إن لم یشافهه ممن یسوقه «3» و المقرئ: من علم بها أداء و رواها
و القارئ المبتدئ: من أفرد إلی ثلاث روایات، و المنتهی: من نقل أکثرها.
______________________________
1) فی ص، د: فالقراءات. )
2) و إیضاح ذلک: أنه علم یبحث فیه عن صور و نظم کلام الله تعالی من حیث وجوه الاختلاف المتواترة و مبادیه مقدمات تواتریۀ، )
و له أیضا استمداد من العلوم العربیۀ.
صفحۀ 64 من 637
و الغرض منه تحصیل ملکۀ ضبط الاختلافات المتواترة.
و فائدته صون کلام الله تعالی عن تطرق التحریف و التغییر و قد یبحث أیضا عن صور نظم الکلام من حیث الاختلافات غیر المتواترة
الواصلۀ إلی حد الشهرة.
و مبادیه مقدمات مشهورة أو مرویۀ عن الآحاد الموثوق بهم. ذکره صاحب مفتاح السعادة و مثله فی مدینۀ العلوم. ینظر أبجد العلوم
.(428 /2)
3) فی د: و روایۀ. )
4) فی ز: سوقه، و فی د: من شوفه، و فی ص: من شوقه. )
ص: 54
المقرئ و ما یجب علیه «1» الفصل الرابع فی شرط
مسلما مکلفا، ثقۀ مأمونا ضابطا، خالیا من أسباب الفسق و مسقطات المروءة، أما إذا «4» [ عاقلا [حرّا «3» [ أن یکون [عالما «2» و شرطه
کان مستورا فهو ظاهر العدالۀ و لم تعرف عدالته الباطنۀ فیحتمل أنه یضره کالشهادة. قال المصنف: و الظاهر أنه لا یضره؛ لأن العدالۀ
الطلبۀ و العوام. «6» [ معرفتها علی غیر الحکام، ففی اشتراطها حرج علی [غیر «5» الباطنۀ تعتبر
رحمه الله تعالی-: -«8» و علامۀ المخلص ما قاله ذو النون المصري ،«7» و یجب علیه أن یخلص النیۀ لله تعالی فی کل عمل یقربه إلیه
ثواب الأعمال فی الآخرة. «10» یستوي عنده المدح و الذم من العامۀ، و نسیان رؤیۀ الأعمال فی الأعمال، و اقتضاء «9» أن
و لیحذر کل الحذر من الریاء و الحسد و الحقد و احتقار غیره و إن کان دونه، و العجب، و قلّ من یسلم منها، فقد روي عن الکسائی
فأعجبتنی قراءتی، «11» أنه قال: صلیت بالرشید
______________________________
1) فی م، د: شروط. )
2) فی م، ز: شرطه. )
3) زیادة من ص. )
4) سقط فی د. )
5) فی م، ص، د: تعسر. و العدل من الناس: هو المرضی قوله و حکمه، و رجل عدل: بین العدل، و العدالۀ وصف بالمصدر معناه: ذو )
عدل.
و العدل یطلق علی الواحد و الاثنین و الجمع، یجوز أن یطابق فی التثنیۀ و الجمع فیقال: عدلان، و عدول، و فی المؤنثۀ: عدلۀ.
و العدالۀ: صفۀ توجب مراعاتها الاحتراز عما یخل بالمروءة عادة فی الظاهر.
و العدل فی اصطلاح الفقهاء: من تکون حسناته غالبۀ علی سیئاته. و هو ذو المروءة غیر المتهم.
6) سقط فی م. )
7) فی د: إلی الله تعالی، و فی م، ص: إلی الله. )
8) هو ثوبان بن إبراهیم الإخمیمی المصري، أبو الفیاض، أو أبو الفیض: أحد الزهاد العباد المشهورین، من أهل مصر. نوبی الأصل )
من الموالی. کانت له فصاحۀ و حکمۀ و شعر. و هو أول من تکلم بمصر فی ترتیب الأحوال و مقامات أهل الولایۀ فأنکر علیه عبد الله
بن عبد الحکم. و اتهمه المتوکل العباسی بالزندقۀ، فاستحضره إلیه و سمع کلامه، ثم أطلقه، فعاد إلی مصر. و توفی بجیزتها سنۀ 245
.(393 / 331 ) و تاریخ بغداد ( 8 / 101 ) و میزان الاعتدال ( 1 / 102 ) و وفیات الأعیان ( 1 / ه. ینظر الأعلام ( 2
صفحۀ 65 من 637
9) فی م: أنه. )
10 ) فی د: و اقتضائه. )
11 ) هو هارون الرشید بن محمد المهدي بن المنصور العباسی، أبو جعفر: خامس خلفاء الدولۀ العباسیۀ فی العراق، و أشهرهم. ولد )
بالري، لما کان أبوه أمیرا علیها و علی خراسان. و نشأ فی دار الخلافۀ ببغداد. و ولاه أبوه غزو الروم فی القسطنطینیۀ، فصالحته الملکۀ
إیرینی و افتدت منه مملکتها بسبعین
ص: 55
قال: فو الله ما « لعلهم یرجعین » :«2» أقول: لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ [الروم: 41 ] فقلت «1» [ فغلطت فی آیۀ ما أخطأ فیها صبی قط، [أردت أن
لما سلمت قال: یا کسائی أي لغۀ هذه؟ قلت: یا أمیر المؤمنین: قد یعثر الجواد قال: أمّا «3» اجترأ هارون أن یقول لی أخطأت، و لکنه
فنعم.
رحمه الله تعالی-: و لیحذر من کراهۀ قراءة أصحابه علی غیره ممن ینتفع به، و هذه -«4» و من هذا ما قاله الشیخ محیی الدین النواوي
بها بعض المعلمین الجاهلین، و هی دلالۀ بینۀ من صاحبها علی سوء نیته و فساد طویته، بل هی حجۀ قاطعۀ علی عدم «5» مصیبۀ یبتلی
الطاعۀ و قد حصلت. «6» إرادته وجه الله تعالی، و إلا لماکره ذلک و قال لنفسه: أنا أردت
الزیادة، حتی «9» أن یعلم من الفقه ما یصلح به أمر دینه، و تندب «8» للاشتغال فی القراءة «7» [ و یجب علیه قبل أن ینصب [نفسه
فی وقوع أشیاء من أمر دینهم. «10» یرشد جماعته
.«12» ما یدفع به شبهۀ طاعن فی قراءة «11» [ و یعلم من الأصول [قدر
______________________________
ألف دینار تبعث بها إلی خزانۀ الخلیفۀ فی کل عام. و بویع بالخلافۀ بعد وفاة أخیه الهادي سنۀ 170 ه فقام بأعبائها، و ازدهرت الدولۀ
نماذج منه، و له « الدیارات » فی أیامه. و کان الرشید عالما بالأدب و أخبار العرب و الحدیث و الفقه، فصیحا، له شعر أورد صاحب
محاضرات مع علماء عصره، شجاعا کثیر الغزوات، یلقب بجبار بنی العباس، حازما کریما متواضعا، یحج سنۀ و یغزو سنۀ، لم یر خلیفۀ
أجود منه، و لم یجتمع علی باب خلیفۀ ما اجتمع علی بابه من العلماء و الشعراء و الکتاب و الندماء. و کان یطوف أکثر اللیالی متنکرا.
قال ابن دحیۀ: و فی أیامه کملت الخلافۀ بکرمه و عدله و تواضعه و زیارته العلماء فی دیارهم.
و هو أول خلیفۀ لعب بالکرة و الصولجان. له وقائع کثیرة مع ملوك الروم، و لم تزل جزیتهم تحمل إلیه من القسطنطینیۀ طول حیاته. و
هو صاحب وقعۀ البرامکۀ، و هم من أصل فارسی، و کانوا قد استولوا علی شئون الدولۀ، فقلق من تحکمهم، فأوقع بهم فی لیلۀ واحدة.
62 ) و البدایۀ و / من قري طوس، و بها قبره. ینظر الأعلام ( 8 « سناباذ » و أخباره کثیرة جدّا. ولایته 23 سنۀ و شهران و أیام. توفی فی
.(58 - 213 ) و الذهب المسبوك للمقریزي ( 47 / النهایۀ ( 10
1) سقط فی د. )
2) فی م: قلت. )
3) فی ص: و لکن. )
4) هو یحیی بن شرف بن مري بن حسن، النووي (أو النواوي) أبو زکریا، محیی الدین. من أهل نوي من قري حوران جنوبی دمشق. )
علامۀ فی الفقه الشافعی و الحدیث و اللغۀ، تعلم فی دمشق، و أقام بها زمنا.
ینظر طبقات .« المنهاج شرح صحیح مسلم بن الحجاج » و ،« روضۀ الطالبین » لم یکمله، و « المجموع شرح المهذب » : من تصانیفه
.(278 / 185 )، و النجوم الزاهرة ( 7 / 165 )، و الأعلام للزرکلی ( 9 / الشافعیۀ للسبکی ( 5
5) فی د: ابتلی. )
صفحۀ 66 من 637
6) فی م: إنا أردنا. )
7) سقطت فی ص. )
8) فی د: بالقراءة. )
9) فی م: و ینبغی. )
10 ) فی م: جماعۀ. )
11 ) سقطت فی د. )
12 ) فی م: قراءته. )
ص: 56
و من النحو و الصرف طرفا لتوجیه ما یحتاج إلیه، بل هما أهم ما یحتاج إلیه المقرئ، و إلا فخطؤه أکثر من إصابته، و ما أحسن قول
فیه: «1» الإمام الحصري
معشرو باعهم فی النّحو أقصر من شبر «2» لقد یدّعی علم القراءات
طرفا صالحا. «4» و یعلم من التفسیر و اللغۀ «3» فإن قیل ما إعراب هذا و وجههرأیت طویل الباع یقصر عن فتر
و یلزمه حفظ کتاب یشتمل علی القراءة «6» المجتهدین فلا یلزم المقرئ، خلافا للجعبري «5» و أما معرفۀ الناسخ و المنسوخ فمن لوازم
تلاوته «9» و إن قرأ بکتاب و هو غیر حافظ فلا بد أن یکون ذاکرا کیفیۀ ،«8» الوهم و الغلط فی الأشیاء «7» التی یقرأ بها، و إلا داخله
به حال تلقیه من شیخه، فإن شک فلیسأل رفیقه أو غیره ممن قرأ بذلک الکتاب حتی یتحقق، و إلا فلینبه علی ذلک فی الإجازة، فأما
عند غیره، فحینئذ إن کان القارئ «11» من نسی أو ترك فلا یقرأ علیه إلا لضرورة، مثل أن ینفرد بسند عال أو طریق لا یوجد «10»
______________________________
1) هو علی بن عبد الغنی أبو الحسن الفهري القیروانی الحصري أستاذ ماهر أدیب حاذق صاحب القصیدة الرائیۀ فی قراءة نافع. قرأ )
علی عبد العزیز بن محمد صاحب ابن سفیان و علی أبی علی بن حمدون الجلولی و الشیخ أبی بکر القصري تلا علیه السبع تسعین
ختمۀ، قرأ علیه أبو داود سلیمان بن یحیی المعافري و روي عنه أبو القاسم بن الصواف قصیدته و أقرأ الناس بسبتۀ و غیرها، توفی
بطنجۀ سنۀ ثمان و ستین و أربعمائۀ، قال ابن خلکان و هو ابن خالۀ أبی إسحاق إبراهیم الحصري صاحب زهر الآداب و من نظمه
القصیدة المشهورة:
یا لیل الصب متی غدهأ قیام الساعۀ موعده
.(550 / رقد السمار فأرّقهأسف للبین یردده ینظر: غایۀ النهایۀ ( 1
2) فی م، ص: القراءة. )
3) فی م: طوال. )
4) فی ص، د: من اللغۀ و التفسیر. )
5) فی م: علوم. )
6) هو إبراهیم بن عمر بن إبراهیم بن خلیل بن أبی العباس العلامۀ الأستاذ أبو محمد الربعی الجعبري السلفی بفتحتین نسبۀ إلی طریقۀ )
السلف محقق حاذق ثقۀ کبیر، شرح الشاطبیۀ و الرائیۀ و ألف التصانیف فی أنواع العلوم، ولد سنۀ أربعین و ستمائۀ أو قبلها تقریبا
بربض قلعۀ جعبر، و قرأ للسبعۀ علی أبی الحسن علی الوجوهی صاحب الفخر الموصلی و للعشرة علی المنتجب حسین بن حسن
التکریتی صاحب ابن کدي بکتاب در الأفکار و من ثم لم تقع له بالتلاوة عن کل من العشر إلا روایۀ واحدة، و روي القراءات
بالإجازة عن الشریف الداعی و روي الشاطبیۀ بالإجازة عن عبد الله ابن إبراهیم بن محمود الجزري، و استوطن بلد الخلیل علیه أفضل
صفحۀ 67 من 637
.(21 / الصلاة و السلام حتی توفی فی ثالث عشر من شهر رمضان سنۀ اثنتین و ثلاثین و سبعمائۀ. ینظر: غایۀ النهایۀ ( 1
7) فی ص: دخله. )
8) فی ص، م، ز: أشیاء. )
9) فی د: لکیفیۀ. )
10 ) فی ص: و أما. )
11 ) فی م: لا توجد. )
ص: 57
علیه ذاکرا عالما بما یقرأ علیه جاز الأخذ عنه و إلا حرم.
غایۀ الإیضاح حیث قال: لا تغتر بکل مقرئ؛ «1» و لیحذر الإقراء بما یحسن رأیا أو وجها أو لغۀ دون روایۀ، و لقد أوضح ابن مجاهد
و لا تنقل ،«3» عنه القراءة «2» إذ الناس طبقات، فمنهم من حفظ الآیۀ و الآیتین و السورة و السورتین و لا علم له غیر ذلک، فلا تؤخذ
فلا یؤخذ عنه؛ لأنه ،«6» [ العرب [و نحوها «5» عنه الروایۀ، و منهم من حفظ الروایات و لم یعلم معانیها و لا استنباطها من لغات «4»
عنه الروایۀ، و منهم من فهم التلاوة و علم الروایۀ و أخذ «7» ربما یصحف، و منهم من علم العربیۀ و لا یتبع المشایخ و الأثر فلا تنقل
عنه الروایۀ و یقصد للقراءة، و لیس الشرط أن یجتمع فیه جمیع العلوم؛ إذ الشریعۀ واسعۀ «8» حظّا من الدرایۀ من النحو و اللغۀ فتؤخذ
.«9» [ و العمر قصیر. انتهی [مختصرا
و یتأکد فی حقه تحصیل طرف صالح من أحوال الرجال و الأسانید، و هو من أهم ما یحتاج إلیه، و قد وهم کثیر لذلک فأسقطوا
رجالا و سمّوا آخرین بغیر أسمائهم و صحفوا أسماء رجال.
الحمیدة: من التقلل من الدنیا و الزهد فیها، و عدم المبالاة بها و بأهلها، و السخاء و «10» و یتأکد أیضا ألا یخلی نفسه من الخلال
الصبر و الحلم و مکارم الأخلاق، و طلاقۀ الوجه، لکن لا یخرج إلی حد الخلاعۀ، و ملازمۀ الورع و السکینۀ و التواضع.
______________________________
1) هو أحمد بن موسی بن العباس بن مجاهد التمیمی الحافظ الأستاذ أبو بکر بن مجاهد البغدادي شیخ الصنعۀ و أول من سبع السبعۀ، )
ولد سنۀ خمس و أربعین و مائتین بسوق العطش ببغداد، قرأ علی عبد الرحمن بن عبدوس عشرین ختمۀ و علی قنبل المکی و عبد الله
بن کثیر المؤدب صاحب أبی أیوب الخیاط صاحب الیزیدي، و روي الحروف سماعا عن إسحاق بن أحمد الخزاعی و محمد ابن عبد
الرحیم الأصفهانی و محمد بن إسحاق أبی ربیعۀ و محمد بن یحیی الکسائی الصغیر و أحمد ابن یحیی بن ثعلب و موسی بن إسحاق
الأنصاري و أحمد بن فرح و محمد بن الفرج الحرانی. و بعد صیته و اشتهر أمره، وفاق نظراءه مع الدین و الحفظ و الخیر و لا أعلم
أحدا من شیوخ القراءات أکثر تلامیذ منه و لا بلغنا ازدحام الطلبۀ علی أحد کازدحامهم علیه حکی ابن الأخرم أنه وصل إلی بغداد
فرأي فی حلقۀ ابن مجاهد نحوا من ثلاثمائۀ مصدر، و قال علی بن عمر المقرئ: کان ابن مجاهد له فی حلقته أربعۀ و ثمانون خلیفۀ
یأخذون علی الناس، توفی یوم الأربعاء وقت الظهر فی العشرین من شعبان سنۀ أربع و عشرین و ثلاثمائۀ رحمه الله تعالی. ینظر: غایۀ
.(142 ،140 ،139 / النهایۀ ( 1
2) فی ز: فلا یؤخذ. )
3) فی ص: القراءة عنه. )
4) فی ز: و لا ینقل. )
5) فی م: لغۀ. )
6) سقط فی م. )
صفحۀ 68 من 637
7) فی ز: فلا ینقل. )
8) فی م، ز: فیؤخذ. )
9) زیادة من د، و سقط فی م. )
10 ) فی م، د: الخصال. )
ص: 58
الفصل الخامس فیما ینبغی للمقرئ أن یفعله
و ترك الملابس المکروهۀ و غیر ذلک مما لا «2» « إنّ الله جمیل یحبّ الجمال » : الزي دائما لقوله علیه السلام «1» ینبغی له تحسین
یلیق به.
«4» أو وجاهۀ أو ثناء عند الناس أو صرف «3» و ینبغی له ألا یقصد بذلک توصلا إلی غرض من أغراض الدنیا: من مال أو رئاسۀ
وجوههم إلیه، أو نحو ذلک.
القبلۀ علی طهارة کاملۀ، و أن یکون جاثیا علی رکبتیه، و أن یصون عینیه حال الإقراء عن تفریق «5» و ینبغی إذا جلس أن یستقبل
مما مضی علیه «7» [ من غیر حاجۀ، و یدیه عن العبث، إلا أن یشیر للقارئ إلی المد، و الوصل، و الوقف [و غیر ذلک «6» نظرهما
السلف.
رضی الله عنه- أن النبی صلی اللّه علیه -«8» و أن یوسع مجلسه لیتمکن جلساؤه فیه؛ کما روي أبو داود من حدیث أبی سعید الخدري
.«9» « خیر المجالس أوسعها » : و سلم قال
______________________________
1) فی ص: یحسن. )
(457 / 451 ) و أبو داود ( 2 ،416 ،412 / 91 ) و أحمد ( 1 / 93 ) کتاب الإیمان باب تحریم الکبر و بیانه ( 147 / 2) أخرجه مسلم ( 1 )
1999 ) و ابن ، 534 ) کتاب البر و الصلۀ باب ما جاء فی الکبر ( 1998 -533 / کتاب اللباس باب ما جاء فی الکبر ( 4091 ) و الترمذي ( 3
5289 ) و ابن خزیمۀ فی التوحید ( 384 ) و أبو ، 85 ) فی المقدمۀ باب فی الإیمان ( 59 ) و فی ( 4173 ) و أبو یعلی ( 5066 -84 / ماجۀ ( 1
10001 ) و ، 5466 ) و الطبرانی فی الکبیر ( 10000 ، 5552 ) و ابن حبان ( 244 ، 31 ) و الطحاوي فی شرح المشکل ( 5551 / عوانۀ ( 1
181 ) و البیهقی فی الآداب ( 591 ) من طریق إبراهیم النخعی عن علقمۀ عن ابن مسعود عن النبی صلی اللّه علیه و سلم قال: / الحاکم ( 4
لا یدخل الجنۀ من کان فی قلبه مثقال ذرة من کبر قال رجل: إن الرجل یحب أن یکون ثوبه حسنا و نعله حسنۀ قال: إن الله جمیل »
399 ) من طریق یحیی ابن جعدة عن ابن مسعود قال قال رسول الله / و أخرجه أحمد ( 1 .« یحب الجمال، الکبر بطر الحق و غمط الناس
لا یدخل النار من کان فی قلبه مثقال حبۀ من إیمان و لا یدخل الجنۀ من کان فی قلبۀ مثقال حبۀ من کبر ... إن » : صلی اللّه علیه و سلم
.« الله جمیل یحب الجمال و لکن الکبر من سفه الحق و ازدري الناس
3) فی د: و رئاسۀ. )
4) فی م: و صرف. )
5) فی ص، د: أن یکون مستقبل. )
6) فی ص: نظیرهما. )
7) فی ز، ص، د: و غیره. )
8) هو سعد بن مالک بن سنان- بنونین- ابن عبد بن ثعلبۀ بن عبید بن خدرة- بضم المعجمۀ- الخدري، أبو سعید، بایع تحت )
صفحۀ 69 من 637
الشجرة، و شهد ما بعد أحد، و کان من علماء الصحابۀ، له ألف و مائۀ حدیث و سبعون حدیثا، اتفقا علی ثلاثۀ و أربعین، و انفرد
البخاري بستۀ و عشرین، و مسلم باثنین و خمسین و عنه طارق بن شهاب، و ابن المسیب، و الشعبی، و نافع و خلق، قال الواقدي: مات
سنۀ أربع و سبعین.
.(78 / 479 )، الإصابۀ ( 3 / 2397 )، تهذیب التهذیب ( 3 ) (371 / ینظر: الخلاصۀ ( 1
673 ) کتاب الأدب باب فی سعۀ المجالس / 9) أخرجه البخاري فی الأدب المفرد ( 1136 ) و أبو داود ( 2 )
ص: 59
و أن یقدم الأول فالأول، فإن أسقط الأول حقه لغیره قدمه، هذا ما علیه الناس.
و عاصم یبدآن بأهل المعایش؛ لئلا «2» و کان السلمی ،«1» و روي أن حمزة کان یقدم الفقهاء، فأول من یقرأ علیه سفیان الثوري
بالمسجد لا یسبق «6» ذلک إلا فی حق جماعۀ یجتمعون للصلاة «5» و الظاهر أنهما ما کانا یفعلان ،«4» عن معایشهم «3» یحتبسوا
بعضهم بعضا، و إلا فالحق للسابق لا للشیخ.
أو غیر ذلک. «7» و أن یسوي بین الطلبۀ بحسبهم، إلا أن یکون أحدهم مسافرا أو یتفرس فیه النجابۀ
______________________________
.( 4820 ) عن أبی سعید الخدري و صححه العلامۀ الألبانی فی الصحیحۀ ( 832 )
1) هو سفیان بن سعید بن مسروق بن حبیب بن رافع بن عبد الله بن موهب بن منقذ بن نصر بن الحکم بن الحارث بن مالک بن )
ملکان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخۀ و قیل: هو من ثور همدان قیل:
.(396 / روي عنه عشرون ألفا. توفی بالبصرة سنۀ إحدي و ستین و مائۀ. ینظر الخلاصۀ ( 1
2) هو عبد الله بن حبیب بن ربیعۀ أبو عبد الرحمن السلمی الضریر مقرئ الکوفۀ، ولد فی حیاة النبی صلی اللّه علیه و سلم و لأبیه )
صحبۀ إلیه انتهت القراءة تجویدا و ضبطا، أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان و علی بن أبی طالب و عبد الله بن مسعود و زید بن
ثابت و أبی بن کعب رضی الله عنهم، أخذ القراءة عنه عرضا عاصم و عطاء بن السائب و أبو إسحاق السبیعی و یحیی بن وثاب و عبد
الله بن عیسی بن أبی لیلی و محمد بن أبی أیوب و أبو عون محمد بن عبید الله الثقفی و عامر الشعبی و إسماعیل بن أبی خالد و
الحسن و الحسین رضی الله عنهما، و قال السبیعی کان أبو عبد الرحمن یقرئ الناس فی المسجد الأعظم أربعین سنۀ، و روي حماد بن
زید و غیره عن عطاء بن السائب أن أبا عبد الرحمن السلمی قال أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم کانوا إذا تعلموا عشر آیات لم
یجاوزوهن إلی العشر الأخر حتی یعلموا ما فیهن فکنا نتعلم القرآن و العمل به و إنه سیرث القرآن بعدنا قوم یشربونه شرب الماء لا
یجاوز تراقیهم بل لا یجاوز هاهنا و وضع یده علی حلقه. و لا زال یقرئ الناس من زمن عثمان إلی أن توفی سنۀ أربع و سبعین و قیل
سنۀ ثلاث و سبعین قال أبو عبد الله الحافظ و أما قول ابن قانع مات سنۀ خمس و مائۀ فغلط فاحش، و قول حجاج عن شعبۀ إن أبا عبد
الرحمن لم یسمع من عثمان لیس بشیء فإنه ثبت لقیه لعثمان و کان ثقۀ کبیر القدر و حدیثه مخرج فی الکتب الستۀ. ینظر غایۀ النهایۀ
.(414 ،413 /1)
3) فی ص: یحبسوا. )
4) فی ص: معاشهم. )
5) فی ص: کانا لا یفعلان. )
6) فی ص: لصلاة. )
7) فی ص: النجاة. )
ص: 60
صفحۀ 70 من 637
الفصل السادس فی قدر ما یسمع و ما ینتهی إلیه سماعه
و عشرا «1» الأصل أن هذا طاعۀ، فالطلبۀ فیه بحسب وسعهم، و أما ما روي عن السلف أنهم کانوا یقرءون ثلاثا ثلاثا و خمسا خمسا
علی النبی صلی اللّه علیه و سلم من أول النساء إلی قوله «2» عشرا لا یزیدون علی ذلک، فهذه حالۀ التلقین، و بلغت قراءة ابن مسعود
فی خمسین یوما. «3» [ تعالی: وَ جِئْنا بِکَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً [النساء: 41 ] و سمع نافع لورش القرآن [کله
لما رحل إلیه بمصر «8» الصائغ «7» [ علی الشیخ تقی الدین [بن «6» القرآن کله جمیعا -« الکنز » مؤلّف -«5» الشیخ نجم الدین «4» و قرأ
سبعۀ عشر یوما. «9»
______________________________
1) فی م: أو. )
2) هو عبد الله بن مسعود بن غافل بمعجمۀ ثم فاء مکسورة بعد الألف ابن حبیب بن شمخ بفتح المعجمۀ الأولی و سکون المیم ابن )
مخزوم بن صاهلۀ بن کاهل بن الحارث بن تمیم بن سعد بن هذیل الهذلی أبو عبد الرحمن الکوفی، أحد السابقین الأولین و صاحب
النعلین، شهد بدرا و المشاهد، و روي ثمانمائۀ حدیث و ثمانیۀ و أربعین حدیثا، تلقن من النبی صلی اللّه علیه و سلم سبعین سورة، قال
علقمۀ: کان یشبه النبی صلی اللّه علیه و سلم فی هدیه و دله و سمته. قال أبو نعیم: مات بالمدینۀ سنۀ اثنتین و ثلاثین عن بضع و ستین
سنۀ.
.(99 / ینظر الخلاصۀ ( 2
3) زیادة من ص، د. )
4) فی ص: و قیده. )
5) هو عبد الله بن عبد المؤمن بن الوجیه هبۀ الله نجم الدین أبو محمد الواسطی الأستاذ العارف المحقق الثقۀ المشهور کان شیخ )
العراق فی زمانه، ولد سنۀ إحدي و سبعین و ستمائۀ، و قرأ بالکثیر علی الشیوخ فبواسط علی أحمد و محمد ابنی غزال بن مظفر و
أحمد بن محمد بن أحمد بن المحروق و إلی آخر الأنفال علی علی بن عبد الکریم خریم ثم قدم دمشق و بادر إلی إدراك التقی
الصائغ بمصر فقرأ علیه ختمۀ بمضمن عدة کتب فی سبعۀ عشر یوما، و طاف البلاد علی طریق التجارة. و ألف کتاب الکنز فی
القراءات العشر جمع فیه للسبعۀ بین الشاطبیۀ و الإرشاد ثم نظمه فی کتاب سماه الکفایۀ علی طریق الشاطبیۀ و کان قد نظم قبل ذلک
کتاب الإرشاد و سماه روضۀ الأزهار و له غیر ذلک من نظم و نثر، و کان دینا خیرا صالحا ضابطا اعتنی بهذا الشأن أتم عنایۀ و قرأ بما
لم یقرأ به غیره فی زمانه فلو قرئ علیه بما قرأ أو علی صاحبه الشیخ علی الدیوانی الواسطی لاتصلت أکثر الکتب المنقطعۀ و لکن
قصور الهمم أوجب العدم فلا قوة إلا بالله، توفی رحمه الله تعالی ببغداد فی العشرین من شوال أو ذي القعدة سنۀ أربعین و سبعمائۀ.
.(430 ،429 / ینظر غایۀ النهایۀ ( 1
6) فی ز: جمعا. )
7) سقط فی م. )
8) هو محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن علی بن سالم بن مکی الشیخ تقی الدین أبو عبد الله الصائغ المصري الشافعی مسند عصره )
و رحلۀ وقته و شیخ زمانه و إمام أوانه، ولد ثامن عشر جمادي الأولی سنۀ ست و ثلاثین و ستمائۀ، و قرأ علی الشیخ کمال الدین
إبراهیم بن أحمد بن إسماعیل بن فارس جمعا بالقراءات الاثنتی عشرة ختمتین الأولی فی جماعۀ و الأخري بمفرده و کان مع ذلک
حسن الصوت طیب القراءة، و حکایته فی قراءته فی صلاة الفجر وَ تَفَقَّدَ الطَّیْرَ فَقالَ ما لِیَ لا أَرَي الْهُدْهُدَ [النمل: 27 ] مشهورة. توفی
ثامن عشر صفر سنۀ خمس و عشرین و سبعمائۀ بمصر رحمه الله. ینظر
صفحۀ 71 من 637
ص: 61
من أول النحل لیلۀ الجمعۀ، و ختم لیلۀ «2» الجزري علی الشیخ شمس الدین بن الصائغ «1» [ و قرأ شیخنا الشیخ شمس الدین [بن
.« العنوان » و « التیسیر » و « الشاطبیۀ » ب «3» الخمیس فی ذلک الأسبوع- جمعا للقراء السبع
قال: و آخر مجلس ابتدأت فیه من أول الواقعۀ، و لم أزل حتی ختمت.
أیام. «5» [ من حلب فختم لابن کثیر فی خمسۀ أیام، و للکسائی فی [سبعۀ «4» قال: و قدم رجل
ختمۀ «7» علی الشیخ أبی العباس بن نحلۀ «6» و قرأ الشیخ شهاب الدین بن الطحان
______________________________
.(67 ،65 / غایۀ النهایۀ ( 2
فی ص، د: لمصر.
1) سقط فی د. )
2) هو محمد بن عبد الرحمن بن علی بن أبی الحسن الإمام العلامۀ شمس الدین بن الصائغ الحنفی، قرأ القراءات إفرادا و جمعا )
للسبعۀ و العشرة علی الشیخ تقی الدین محمد بن أحمد الصائغ بعد أن کان یقرؤها علی الشیخ محمد المصري ثم العربیۀ علی الشیخ
أبی حیان و أخذ المعانی و البیان عن الشیخ علاء الدین القونوي و القاضی جلال الدین القزوینی و أخذ الفقه عن القاضی برهان
الدین إبراهیم ابن عبد الحق و مهر فی العلوم و دقق و تقدم فی الأدب و بالجملۀ لم یکن فی زمنه حنفی أجمع للعلوم منه و لا أحسن
ذهنا و تدقیقا و فهما و تقریرا و أدبا. توفی فی ثالث عشر شعبان سنۀ ست و سبعین و سبعمائۀ و لم یخلف بعده مثله و درس فی عدة
.(164 ،163 / أماکن و ولی إفتاء دار العدل ثم قضاء العسکر. ینظر غایۀ النهایۀ ( 2
3) فی م: السبعۀ. )
4) فی ص، د، م: و قدم علی رجل. )
5) زیادة من د. )
6) هو أحمد بن إبراهیم بن سالم بن داود بن محمد المنبجی بن الطحان و کان الطحان الذي نسب إلیه زوج أمه فإن أباه کان إسکافا )
و مات و هو صغیر فرباه زوج أمه فنسب إلیه ولد أحمد هذا فی محرم سنۀ ثلاثۀ و سبعمائۀ و سمع البرزالی و ابن السلعوس و غیرهما و
أخذ القراءات عن الذهبی و غیره و کان حسن الصوت بالقرآن و کان الناس یقصدونه لسماع صوته بالتنکزیۀ و کان إمامها و توفی
بدمشق فی صفر و من نظمه:
طالب الدنیا کظاملم یجد إلا أجاجا
.(273 / فإذا أمعن فیهزاده وردا و هاجا ینظر: شذرات الذهب فی أخبار من ذهب ( 6
7) هو أحمد بن محمد بن یحیی بن نحلۀ بحاء مهملۀ المعروف بسبط السلعوس أبو العباس النابلسی ثم الدمشقی أستاذ ماهر ورع )
صالح، ولد سنۀ سبع و ثمانین و ستمائۀ، و قرأ بدمشق علی ابن بضحان و محمد بن أحمد بن ظاهر البالسی ثم رحل إلی القاهرة و قرأ
بها علی أبی حیان لعاصم ثم علی الصائغ بمضمن کتب ثم قرأ القراءات علی الجعبري بالخلیل و علی ابن جبارة بالقدس ثم العشر علی
ابن مؤمن، فقدم دمشق و کتب و حصل و قرأ بالجامع الأموي احتسابا قرأ علیه محمد بن أحمد ابن اللبان و أحمد بن إبراهیم بن
الطحان و النصیر محمد بن محمد بن إبراهیم الجزري و انتفع به خلق کثیرون و هو أحد الاثنین اللذین أجازهما ابن بضحان بإقراء
.(133 / القراءات، مات فی رجب سنۀ اثنتین و ثلاثین و سبعمائۀ بدمشق و شیعه خلق رحمه الله. ینظر غایۀ النهایۀ ( 1
ص: 62
و لکن قل: هل ،«1» لأبی عمرو من روایتیه فی یوم واحد، و لما ختم قال للشیخ: هل رأیت أحدا یقرأ هذه القراءة؟ فقال: لا تقل هکذا
صفحۀ 72 من 637
رأیت شیخا یسمع هذا السماع؟
دخل إلی الجامع بالإسکندریۀ، فوجد شخصا ینظر إلی أبواب «3» فی هذا الباب أن الشیخ مکین الدین الأسمر «2» و أعظم ما سمعت
ابن «5» [ إلی جهته لیسلم علیه، ففعل ذلک، و إذا به [الشیخ «4» الجامع، فوقع فی نفس المکین أنه رجل صالح و أنه یعزم علی الرواح
:«7» و لم یکن لأحدهما معرفۀ بالآخر و لا رؤیۀ، فلما سلم علیه قال للمکین :«6» وثیق
القراءات فابتدأ علیه المکین فی تلک «9» الغرب إلا بسببک؛ لأقرئک «8» [ أنت عبد الله بن منصور؟ قال: نعم، قال: ما جئت من [بلاد
اللیلۀ القرآن من أوله جمعا للسبع، و عند طلوع الشمس إذا به یقول: مِنَ الْجِنَّۀِ وَ النَّاسِ [الناس: 6] فختم علیه القرآن للسبع فی لیلۀ
.«10» واحدة
______________________________
1) فی ص: کذا. )
2) فی ص: ما سمع. )
3) هو عبد الله بن منصور بن علی بن منصور أبو محمد بن أبی علی بن أبی الحسن بن أبی منصور اللخمی الإسکندري المالکی )
الشاذلی المعروف بالمکین الأسمر أستاذ محقق، کان مقرئ الإسکندریۀ بل الدیار المصریۀ فی زمانه ثقۀ صالح زاهد، قرأ القراءات
الکثیرة علی أبی القاسم الصفراوي و إبراهیم بن وثیق، قرأ علیه محمد بن محمد بن السراج الکاتب و محمد بن عبد النصیر ابن الشواء،
.(460 / ولد سنۀ إحدي عشرة و ستمائۀ و مات فی غرة ذي القعدة سنۀ اثنتین و تسعین و ستمائۀ بالإسکندریۀ. ینظر غایۀ النهایۀ ( 1
4) فی د: إلی الرواح، و فی ص: علی السیر. )
5) زیادة من م. )
6) هو إبراهیم بن محمد بن عبد الرحمن بن وثیق الإمام أبو القاسم الأندلسی الإشبیلی إمام مشهور مجود محقق، قرأ علی حبیب بن )
محمد سبط شریح و عبد الرحمن بن محمد بن عمرو اللخمی و أحمد ابن مقدام الرعینی و أبی الحسن خالص و قرأ أیضا علی أحمد
بن أبی هارون التمیمی و نجبۀ بن یحیی و أحمد بن منذر و قاسم بن محمد و عبد الرحمن بن عبد الله بن حفظ الله و أبی الحسن
محمد ابن محمد بن زرقون أصحاب شریح و غیره، ولد سنۀ سبع و ستین و خمسمائۀ بإشبیلیۀ و توفی بالإسکندریۀ فی یوم الاثنین رابع
.(25 ،24 / ربیع الآخر سنۀ أربع و خمسین و ستمائۀ و دفن بین المیناوین علی سیف البحر. ینظر غایۀ النهایۀ ( 1
7) فی م: المکین. )
8) زیادة من ص. )
9) فی م: إلا بسبیل أن أقرئک. )
10 ) فی م: فی اللیلۀ الواحدة. )
ص: 63
به «1» الفصل السابع فیما یقرئ
ما اتفق علیه، «4» أو سمع؛ فإن قرأ نفس الحروف المختلف فیها خاصۀ، أو سمعها، أو ترك «3» إلا بما قرأ «2» لا یجوز له أن یقرئ
جاز إقراؤه القرآن بها اتفاقا بالشرط.
تقدم. «5» و هو أن یکون ذاکرا ... إلی آخره کما
یقول: قرأت بها القرآن کله. «6» لکن لا یجوز له أن
و أجاز ابن مجاهد و غیره أن یقول المقرئ: قرأت بروایۀ فلان القرآن، من غیر تأکید، إذا کان قرأ بعض القرآن. و هو قول لا یعول
صفحۀ 73 من 637
علیه؛ لأنه تدلیس فاحش یلزم منه مفاسد کثیرة.
علی أنواع الإجازة؟ «8» أن یقرئ بما أجیز له «7» [ و هل یجوز [له
بذلک علی غیر ذلک الشیخ، أو سمعه، ثم أراد أن یعلی سنده بذلک الشیخ أو «10» الجعبري مطلقا، و الظاهر أنه إن تلا «9» جوزه
«12» [ و غیره عن ابن البخاري و غیره متابعۀ « التجرید » لأنه جعلها متابعۀ. [و قد فعل ذلک أبو حیان ب ؛«11» یکثر طرقه- جاز و حسن
عن «14» عن الشیخ کمال الدین الضریر « المستنیر » الصائغ ب «13» [ و کذا فعل الشیخ تقی الدین [بن
______________________________
1) فی م: یقرأ. )
2) فی م: یقرأ. )
3) فی م: قراءة. )
4) فی م، د: و ترك. )
5) فی م: لما. )
6) فی د: أنه. )
7) زیادة من م، ص. )
8) فی ص: به. )
9) فی م: جوز. )
10 ) فی م: امتلی. )
11 ) فی م: و جنس. )
سقط من م. « و غیره متابعۀ » : إلی قوله ،« و قد فعل » : 12 ) من قوله )
و أبو حیان هو محمد بن یوسف بن علی بن یوسف بن حیان، أبو حیان، الغرناطی الأندلسی.
مفسر، محدث، أدیب، مؤرخ، نحوي، لغوي. أخذ القراءات عن أبی جعفر بن الطباع، و العربیۀ عن أبی الحسن الأبذي و ابن الصائغ و
غیرهما.
و سمع الحدیث بالأندلس و إفریقیۀ و الإسکندریۀ و القاهرة و الحجاز من نحو أربعمائۀ و خمسین شیخا، و تولی تدریس التفسیر
بالمنصوریۀ، و الإقراء بجماع الأقمر.
و ،« عقد اللآلی فی القراءات السبع العوالی » فی غریب القرآن، و ،« تحفۀ الأریب » فی تفسیر القرآن، و « البحر المحیط » : من تصانیفه
.(26 / 130 ) و الأعلام ( 8 / 145 ) و معجم المؤلفین ( 12 / ینظر شذرات الذهب ( 6 .« الإعلان بأرکان الإسلام »
13 ) سقط فی م. )
14 ) هو علی بن شجاع بن سالم بن علی بن موسی بن حسان بن طوق بن سند بن علی بن الفضل ابن علی ابن عبد الرحمن بن علی )
بن موسی بن عیسی بن موسی بن محمد بن علی بن عبد الله ابن عباس ابن عبد المطلب بن هاشم کمال الدین أبو الحسن بن أبی
الفوارس الهاشمی العباسی
ص: 64
و تبعه الجعبري و غیره، و فی النفس منه شیء، و لا بد مع ذلک من اشتراط ،«2» و قد قرأ بالإجازة أبو معشر الطبري ،«1» السّلفی
الأهلیۀ.
______________________________
صفحۀ 74 من 637
الضریر المصري الشافعی صهر الشاطبی الإمام الکبیر النقال الکامل شیخ الإقراء بالدیار المصریۀ، ولد فی شعبان سنۀ اثنتین و سبعین و
خمسمائۀ، و قرأ القراءات السبع سوي روایۀ أبی الحارث فی تسع عشرة ختمۀ علی الشاطبی ثم قرأ علیه بالجمع للسبعۀ، و کان أحد
الأئمۀ المشارکین فی فنون من العلم حسن الأخلاق تام المروءة کثیر التواضع ملیح التودد وافر المحاسن انتهت إلیه رئاسۀ الإقراء و
ازدحم علیه القراء، و کان من الأئمۀ الصالحین و عباد الله العاملین. مات فی سابع الحجۀ سنۀ إحدي و ستین و ستمائۀ رحمه الله. ینظر
.(546 -544 / غایۀ النهایۀ ( 1
1) فی ص: العقلی. و الصواب السلفی و هو أحمد بن محمد بن سلفۀ (بکسر السین و فتح اللام) الأصبهانی، صدر الدین، أبو طاهر )
السلفی: حافظ مکثر، من أهل أصبهان. رحل فی طلب الحدیث، و کتب تعالیق و أمالی کثیرة، و بنی له الأمیر العادل وزیر الظافر
معجم » و « معجم شیوخ بغداد- خ » و « معجم مشیخۀ أصبهان » العبیدي مدرسۀ فی الإسکندریۀ، سنۀ 546 ه، فأقام إلی أن توفی فیها. له
و له الفضائل الباهرة فی مصر و القاهرة- خ) فی الخزانۀ « أخبار و تراجم أندلسیۀ » نشرت منه نسخۀ کثیرة النقص باسم « السفر- خ
المختار من المخطوطات العربیۀ فی الأستانۀ، ص 50 و فی خزانۀ الرباط ( 1046 د) » الحمیدیۀ بالآستانۀ، الرقم ( 363 تاریخ) کما فی
فی سیرته. ینظر « الحافظ السلفی أشهر علماء الزمان- ط » رسالۀ فی ترجمته. و للمعاصر محمد محمود زیتون، الإسکندري، کتاب
.(31 / 215 ) و وفیات الأعیان ( 1 / الأعلام ( 1
2) هو عبد الکریم بن عبد الصمد بن محمد بن علی بن محمد أبو معشر الطبري القطان الشافعی شیخ أهل مکۀ إمام عارف محقق )
أستاذ کامل ثقۀ صالح. ألف کتاب التلخیص فی القراءات الثمانی و کتاب سوق العروس فیه ألف و خمسمائۀ روایۀ و طریق و کتاب
الدرر فی التفسیر و کتاب الرشاد فی شرح القراءات الشاذة و کتاب عنوان المسائل و کتاب طبقات القراء و کتاب العدد و کتابا فی
اللغۀ و روي کتاب تفسیر النقاش عن شیخه الزیدي و تفسیر الثعلبی عن مؤلفه، توفی بمکۀ سنۀ ثمان و سبعین و أربعمائۀ. ینظر غایۀ
.(401 / النهایۀ ( 1
ص: 65
الفصل الثامن فی الإقراء و القراءة فی الطریق
قال الإمام مالک- رحمه الله تعالی-: ما أعلم القراءة تکون فی الطریق.
أنه أذن فیها. «1» و روي عن عمر بن عبد العزیز
صاحبها، «2» و قال الشیخ محیی الدین النووي- رحمه الله تعالی-: و أما القراءة فی الطریق فالمختار: أنها جائزة غیر مکروهۀ إذا لم یلته
.«5» من الغلط «4» عنها کرهت، کما کره النبی صلی اللّه علیه و سلم القراءة للناعس مخافۀ «3» فإن التهی
نکون ماشیین، و تارة یکون راکبا و أنا ماش. «6» قال شیخنا: و قرأت علی ابن الصائغ فی الطریق غیر مرة، تارة
أنهم کانوا یستبشرون بیوم یخرج فیه لجنازة. «7» و أخبرنی غیر واحد
کثیرا ما کان یأخذنی فی خدمته، فکنت أقرأ علیه :«8» قال القاضی محب الدین الحلبی
______________________________
1) هو عمر بن عبد العزیز بن مروان بن الحکم. قرشی من بنی أمیۀ. الخلیفۀ الصالح. ربما قیل له خامس الخلفاء الراشدین لعدله و )
حزمه. معدود من کبار التابعین. ولد و نشأ بالمدینۀ. و ولی إمارتها للولید. ثم استوزره سلیمان بن عبد الملک و ولی الخلافۀ بعهد من
الخلیفۀ » لابن الجوزي، و « سیرة عمر بن عبد العزیز » 209 )، و / سلیمان سنۀ 99 ه فبسط العدل، و سکّن الفتن. ینظر: الأعلام للزرکلی ( 5
لعبد العزیز سید الأهل. « الزاهد
2) فی م: ینته. )
صفحۀ 75 من 637
3) فی م: نهی. )
4) فی ص: کراهۀ مخافۀ. )
543 ) کتاب صلاة المسافرین باب أمر من نعس فی صلاته أو استعجم علیه / 5) ورد معناه فی حدیث عن أبی هریرة أخرجه مسلم ( 1 )
/ 419 ) کتاب الصلاة باب النعاس فی الصلاة ( 1311 ) و النسائی فی الکبري ( 5 / 318 ) و أبو داود ( 1 / 787 ) و أحمد ( 2 / القرآن ( 223
20 ) کتاب فضائل القرآن باب من استعجم القرآن علی لسانه من طریق معمر عن همام بن منبه عن أبی هریرة قال: قال رسول الله صلی
اللّه علیه و سلم:
.« إذا قام أحدکم من اللیل فاستعجم القرآن علی لسانه فلم یدر ما یقول فلیضطجع »
496 ) کتاب إقامۀ الصلاة و السنۀ فیها باب ما جاء فی المصلی إذا نعس ( 1372 ) من طریق أبی بکر بن یحیی / و أخرجه ابن ماجۀ ( 2
بن النضر عن أبیه عن أبی هریرة ... فذکره بنفس اللفظ السابق.
6) فی م: فتارة. )
7) فی ص: واحد منهم. )
8) هو أبو الطیب بن غلبون عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون الحلبی المقرئ الشافعی صاحب الکتب فی القراءات قرأ علی جماعۀ )
کثیرة و روي الحدیث و کان ثقۀ محققا بعید الصیت توفی بمصر فی جمادي الأولی و له ثمانون سنۀ و أخذ عنه خلق کثیر قال
قرأ علی إبراهیم ابن عبد الرزاق و قرأ علیه ولده و بکر بن أبی طالب و أبو عمر الطلمنکی و کان :« حسن المحاضرة » السیوطی فی
حافظا للقراءة ضابطا ذا عفاف و نسک و فضل و حسن تصنیف ولد فی رجب سنۀ تسع و ثلاثین و مات بمصر فی جمادي الأولی.
.(131 / انتهی. ینظر: شذرات الذهب ( 3
ص: 66
فی الطریق.
کنا نقرأ علی أبی عبد الرحمن السلمی و هو یمشی. :«1» قال عطاء بن السائب
کان لمن هو خیر «3» و قد عاب علینا قوم الإقراء فی الطریق. و لنا فی أبی عبد الرحمن السلمی أسوة حسنۀ، و قد :«2» قال السخاوي
منه قدوة.
______________________________
1) عطاء بن السائب الثقفی أبو محمد الکوفی، أحد الأئمۀ. روي عن أنس، و ابن أبی أوفی و عمرو ابن حریث. و عن ذر المرهبی و )
خلق. و روي عنه شعبۀ و السفیانان و الحمادان، و یحیی القطان. قال ابن مهدي: کان یختم کل لیلۀ. و اختلط عطاء، فسمع منه شعبۀ فی
الاختلاط حدیثین، و جریر ابن عبد الحمید، و عبد الواحد بن زید و أبو عوانۀ، و هشیم، و خالد بن عبد الله. قال ابن سعد مات سنۀ
.(230 / ست و ثلاثین و مائۀ. ینظر: الخلاصۀ ( 2
2) هو علی بن محمد بن عبد الصمد، أبو الحسن، السخاوي، الشافعی. عالم بالقراءات و الأصول و اللغۀ و التفسیر، أصله من سخا )
فی « الکوکب الوقاد » و ،« هدایۀ المرتاب » و ،« جمال القراء و کمال الإقراء » : بمصر سکن دمشق، و توفی فیها سنۀ 643 ه. من تصانیفه
.(593 / 209 )، و کشف الظنون ( 1 / 154 )، و معجم المؤلفین ( 7 / فی الحدیث. ینظر: الأعلام ( 5 « الجواهر المکللۀ » أصول الدین، و
3) فی م: و لقد. )
ص: 67
الفصل التاسع فی حکم الأجرة علی الإقراء و قبول هدیۀ القارئ
صفحۀ 76 من 637
.«2» « اقرءوا القرآن و لا تأکلوا به » : و الزهري و جماعۀ؛ لقوله علیه السلام «1» أما الأجرة: فمنعها أبو حنیفۀ
لا یقدر علی تسلیمه؛ فلا یصح. «4» [ من قبل المتعلم [فیکون ملتزما بما «3» و لأن حصول العلم متوقف علی معنی
استحسن الإیجار علی تعلیم القرآن الیوم؛ لأنه قد ظهر التوانی فی الأمور الدینیۀ، و فی الامتناع «5» و بعض المشایخ :« الهدایۀ » قال فی
إذا لم یشترط. «9» و الشعبی «8» و ابن سیرین «7» الحسن «6» من ذلک تضییع حفظ القرآن، فأجازها
______________________________
1) هو النعمان بن ثابت بن کاوس بن هرمز. ینتسب إلی تیم بالولاء. الفقیه المجتهد المحقق الإمام، أحد أئمۀ المذاهب الأربعۀ، قیل: )
رأیت رجلا لو » أصله من أبناء فارس، ولد و نشأ بالکوفۀ. کان یبیع الخز و یطلب العلم، ثم انقطع للدرس و الإفتاء. قال فیه الإمام مالک
« مسند » له .« الناس فی الفقه عیال علی أبی حنیفۀ » : و عن الإمام الشافعی أنه قال ،« کلمته فی هذه الساریۀ أن یجعلها ذهبا لقام بحجته
ینظر: الأعلام للزرکلی .« العالم و المتعلم » فی الاعتقاد، و رسالۀ « الفقه الأکبر » فی الفقه، و تنسب إلیه رسالۀ « المخارج » فی الحدیث، و
-323 / 171 )، و تاریخ بغداد ( 13 - لمحمد أبی زهرة، و الانتقاء لابن عبد البر ( 122 « أبو حنیفۀ » 26 )، و / 4)، و الجواهر المضیۀ ( 1 /9)
.(433
اقرءوا القرآن و لا تأکلوا به و لا تستکثروا به و لا تغلوا فیه و » : 8823 ) عن أبی هریرة بلفظ ) (344 / 2) أخرجه الطبرانی فی الأوسط ( 8 )
171 ) و قال: رواه الطبرانی فی الأوسط عن شیخه المقدام بن / الحدیث و ذکره الهیثمی فی المجمع ( 7 «... لا تجفوا عنه تعلموا القرآن
اقرءوا القرآن و لا » : 444 ) و لفظه ،428 / داود و هو ضعیف و له شاهد من حدیث عبد الرحمن بن شبل الأنصاري. أخرجه أحمد ( 3
171 ): رواه أحمد و البزار ،170 / الحدیث. و قال الهیثمی فی المجمع ( 7 «... تغلوا فیه و لا تجفوا عنه و لا تأکلوا به و لا تستکثروا به
بنحوه و رجال أحمد ثقات.
3) فی م: معین. )
4) سقط فی ز، م. )
5) فی ص: الأشیاخ. )
6) فی د: و أجازوها. )
7) هو الحسن بن یسار البصري، أبو سعید. تابعی، کان أبوه یسار من سبی میسان، و مولی لبعض الأنصار. ولد بالمدینۀ و کانت أمه )
ترضع لأم سلمۀ. رأي بعض الصحابۀ، و سمع من قلیل منهم.
کان شجاعا، جمیلا، ناسکا، فصیحا، عالما، شهد له أنس بن مالک و غیره. و کان إمام أهل البصرة. کان أولا کاتبا للربیع بن سلیمان
والی خراسان، ولی القضاء بالبصرة أیام عمر ابن عبد العزیز. ثم استعفی. نقل عنه أنه قال بقول القدریۀ، و ینقل أنه رجع عن ذلک، و
لإحسان عباس. « الحسن البصري » 242 )، و / 271 )، و الأعلام للزرکلی ( 2 -263 / قال: الخیر و الشر بقدر. ینظر: تهذیب التهذیب ( 2
8) هو محمد بن سیرین الأنصاري مولاهم أبو بکر البصري إمام وقته. روي عن مولاه أنس و زید بن ثابت و عمران بن حصین و أبی )
هریرة و عائشۀ و طائفۀ من کبار التابعین. و روي عنه الشعبی و ثابت، و قتادة و أیوب و مالک بن دینار و سلیمان التیمی و خالد
الحذاء و الأوزاعی و خلق کثیر قال أحمد: لم یسمع من ابن عباس. و قال خالد الحذاء: کل شیء یقول نبئت عن ابن عباس إنما سمعه
من عکرمۀ أیام
ص: 68
من القرآن «2» [ علی کل [جزء «1» و أجازها مالک مطلقا سواء اشترط المعلم قدرا فی کل شهر، أو جمعۀ، أو یوم، أو غیرها، أو شرط
شیئا من ذلک و دخل علی الجهالۀ من الجانبین، هذا هو المعول علیه. «3» کذا، أو لم یشترط
.« لا یجوز إلا مشاهرة و نحوها » : من المالکیۀ «4» و قال ابن الجلاب
صفحۀ 77 من 637
و مذهب مالک: أنه لا یقضی للمعلم بهدیۀ الأعیاد و الجمع.
و لیس فیها شیء معلوم، :«6» إذا جري بها العرف، أو لا؟ قولان، الصحیح: نعم. قال سحنون -«5» و هل یقضی بالحذقۀ- و هی الصرافۀ
و هی علی قدر حال الأب.
______________________________
المختار قال ابن سعد: کان ثقۀ مأمونا عالیا رفیعا فقیها إماما کثیر العلم. و قال أبو عوانۀ: رأیت ابن سیرین فی السوق فما رآه أحد إلا
ذکر الله تعالی و قال بکر المزنی: و الله ما أدرکنا من هو أورع منه و روي أنه اشتري بیتا، فأشرف فیه علی ثمانین ألف دینار، فعرض
فی قلبه منه شیء فترکه. و قال جریر بن حازم: سمعت محمدا یقول رأیت الرجل الأسود ثم قال: أستغفر الله ما أرانا إلا قد اغتبناه. و
روي أنه کان یصوم یوما و یفطر یوما قال حمّاد بن زید: مات سنۀ عشر و مائۀ. ینظر:
.(413 -412 / الخلاصۀ ( 2
هو عامر بن شراحیل الشعبی. أصله من حمیر. منسوب إلی الشعب (شعب همدان) ولد و نشأ بالکوفۀ. و هو راویۀ فقیه، من کبار
التابعین. اشتهر بحفظه. کان ضئیل الجسم. أخذ عنه أبو حنیفۀ و غیره. و هو ثقۀ عند أهل الحدیث. اتصل بعبد الملک بن مروان. فکان
ندیمه و سمیره.
أرسله سفیرا فی سفارة إلی ملک الروم. خرج مع ابن الأشعث فلما قدر علیه الحجاج عفا عنه فی قصۀ مشهورة. ینظر: تذکرة الحفاظ
.(69 / 49 )، و تهذیب التهذیب ( 5 / 244 )، و البدایۀ و النهایۀ ( 9 / 19 )، و الوفیات ( 1 / 80 )، و الأعلام للزرکلی ( 4 -74 /1)
1) فی م: أو اشترط. )
2) سقط فی ص. )
3) فی د: یشرط. )
4) فی م: ابن الجلال، و هو عبید الله بن الحسن بن الجلاب، أبو القاسم، فقیه، أصولی حافظ، تفقه بأبی بکر الأبهري و غیره، و تفقه به )
القاضی عبد الوهاب و غیره من الأئمۀ، و کان أفقه المالکیۀ فی زمانه بعد الأبهري و ما خلف ببغداد فی المذهب مثله، و سماه بعض
ینظر: شجرة النور الزکیۀ (ص 92 )، و .« کتاب التفریع فی المذهب » و ،« کتاب مسائل الخلاف » : العلماء بالقاضی عیاض. من تصانیفه
.(154 / 93 )، و النجوم الزاهرة ( 4 / 10 )، و شذرات الذهب ( 3 / 383 )، و العبر ( 3 / سیر أعلام النبلاء ( 16
5) فی ز، ص، د: إلا صرافۀ. )
6) هو عبد السلام بن سعید بن حبیب، أبو سعید، التنوخی القیروانی. و سحنون لقبه. من العرب صلیبۀ. أصله شامی من حمص. فقیه )
مالکی، شیخ عصره و عالم وقته. کان ثقۀ حافظا للعلم، رحل فی طلب العلم و هو ابن ثمانیۀ عشر عاما أو تسعۀ عشر. و لم یلاق مالکا
و إنما أخذ عن أئمۀ أصحابه کابن القاسم و أشهب. و الرواة عنه نحو 700 ، انتهت إلیه الرئاسۀ فی العلم، و کان علیه المعول فی
المشکلات و إلیه الرحلۀ. راوده محمد بن الأغلب حولا کاملا علی القضاء، ثم قبل منه علی شرط ألا یرتزق له شیئا علی القضاء، و أن
ینفذ الحقوق علی وجهها فی الأمیر و أهل بیته. و کانت ولایته سنۀ 234 ه، و مات و هو یتولی القضاء سنۀ 240 ه. من مصنفاته:
جمع فیها فقه مالک. « المدونۀ »
.(131 / ینظر: شجرة النور الزکیۀ ص ( 69 )، و الدیباج ص ( 160 )، و مرآة الجنان ( 2
ص: 69
فی الثّلثین. «1» قالوا: و إذا بلغ الصبی ثلاثۀ أرباع القرآن لم یکن لأبیه إخراجه، و وجبت الختمۀ، و توقف
هل یقضی علی القارئ بإعطاء شیء إذا قرأ روایۀ؟ و لم أر فیها عند المالکیۀ نصّا. «2» : فرع
.«4» أن حکمها حکم الحذقۀ «3» و الظاهر
صفحۀ 78 من 637
و مذهب الشافعی جواز أخذ الأجرة إذا شارطه و استأجره إجارة صحیحۀ.
و لو استأجره لتعلیم قرآن عیّن السورة و الآیات، و لا یکفی أحدهما علی الأصح. :« مختصر الروضۀ » فی «5» قال الأصفونی
.«6» [ و فی التقدیر بالمدة وجهان، [أصحهما: یکفی
و الأصح: أنه لا یجب تعیین قراءة نافع أو غیره، و أنه لو کان یتعلم و ینسی یرجع فی وجوب إعادته إلی العرف، و یشترط کون
المتعلم مسلما أو یرجی إسلامه. انتهی.
جماعۀ من السلف و الخلف، تورعا و خوفا من أن یکون بسبب القراءة. «7» و أما قبول الهدیۀ فامتنع منه
و قال النووي- رحمه الله-: و لا یشین المقرئ طمع فی رفق یحصل له من بعض من یقرأ علیه، سواء کان الرفق مالا أو خدمۀ، و إن
لما أهداها إلیه. «8» [ قل، و لو کان علی صورة الهدیۀ التی لو لا قراءته [علیه
______________________________
1) فی د، ز، ص: و وقف. )
2) زاد فی د: انظر. )
3) فی ص: و العلم. )
4) فی ص: الحذاقۀ. )
5) هو عبد الرحمن بن یوسف بن إبراهیم بن علی، العلامۀ، نجم الدین، أبو القاسم، و یقال أبو محمد الأصفونی، ولد سنۀ سبع و )
سبعین و ستمائۀ، قال الإسنوي: برع فی الفقه و غیره و کان صالحا سلیم الصدر یتبرك به من یراه من أهل السنۀ و البدعۀ. اختصر
.(30 -29 / الروضۀ. توفی بمنی فی ثانی عید الأضحی سنۀ خمسین و سبعمائۀ. ینظر: طبقات الشافعیۀ ( 3
6) زیادة من ص، د. )
7) فی م: منها. )
8) سقط فی م. )
ص: 70
من عروض و إعراب و غیرها «1» الفصل العاشر فی أمور تتعلق بالقصیدة
و وزنه: مستفعلن، ست مرات، من أول أعاریضه و هو التام. ،«2» اعلم أن هذه القصیدة من الرجز
.«4» و هو الذي لم یتغیر وتده ،«3» و له ضربان: تام
و مقطوع: و هو ما حذف آخر و تده و سکن ما قبله.
و هما واقعان فی القصیدة، إلا أن بعض الأبیات یقع عروضه مقطوعا، کقوله:
و امنع یؤاخذ و بعادا الاولی ... ... ....
و م ل ر أ « ، ] 8 » و ن ب ا ط ع م « 7 » ی ف ۀ ی ف ل أ ن ب ا کل ا م « 6 » و ا ر ی ث ک ا م ع ق و « 5 [ » [و ا م ت م ل ع ه ل ا ه ج و ______________________________
1) فی ص: بالقصید. )
2) هو أحد بحور الشعر الستۀ عشر التی ذکرها العروضیون و مفتاح هذا البحر أو ضابطه- کما نص علیه بعضهم- هو: )
فی أبحر الأرجاز بحر یسهلمستفعلن مستفعلن مستفعل
3) زاد فی ز: ناقص. )
صفحۀ 79 من 637
و هذا الذي یسمیه العروضیون المقرون؛ « فعو و علن » 4) الأوتاد فی الشعر علی ضربین: أحدهما حرفان متحرکان و الثالث ساکن نحو )
من مفعولات و هو الذي یسمیه « لات » لأن الحرکۀ قد قرنت الحرفین، و الآخر ثلاثۀ أحرف متحرك ثم ساکن ثم متحرك، و ذلک
.(4757 / العروضیون المفروق؛ لأن الحرف قد فرق بین المتحرکین. ینظر: لسان العرب ( 6
و قد بنی العروضیون تقطیع الشعر علی الأوتاد و الأسباب، و قد ذکرنا المراد بالأوتاد، و أما الأسباب، فهی جمع سبب، و هو حرف
متحرك و حرف ساکن، و هو علی ضربین: سببان مقرونان، و سببان مفروقان؛ فالمقرونان ما توالت فیه ثلاث حرکات بعدها ساکن،
قد ،« علتن » قد قرنت السببین، و کذلک حرکۀ اللام من ،« متفا » فحرکۀ التاء من ،« مفاعلتن » من « علتن » و ،« متفاعلن » من « متفا » نحو
قرنت السببین أیضا، و المفروقان هما اللذان یقوم کل واحد منها بنفسه، أي یکون حرف متحرك و حرف ساکن، و یتلوه حرف
.(1911 / ینظر: لسان العرب ( 3 .« مفاعیلن » من « عیلن » و نحو ،« مستفعلن » من « مستف » متحرك، نحو
5) سقط فی د. )
6) فی ص: ما یقع. )
7) هو محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالک العلامۀ جمال الدین أبو عبد الله الطائی الجیّانی الشافعی النحوي نزیل دمشق، إمام )
النحاة و حافظ اللغۀ. قال الذهبی: ولد سنۀ ستمائۀ، أو إحدي و ستمائۀ، و سمع بدمشق من السخاوي و الحسن بن الصباح و جماعۀ، و
کان إماما فی القراءات و عللها. و أما اللغۀ فکان إلیه المنتهی فی الإکثار من نقل غریبها. و أما النحو و التصریف فکان فیهما بحرا لا
.(134 -130 / یجاري، و حبرا لا یباري. توفی ابن مالک ثانی عشر شعبان سنۀ اثنتین و سبعین و ستمائۀ. ینظر بغیۀ الوعاة ( 1
8) هو یحیی بن معط بن عبد النور أبو الحسین زین الدین الزواوي المغربی الحنفی النحوي کان إماما )
ص: 71
رحمه الله- فی شرحه -«1» من العروضیین من ذکر ذلک مع کثرة الفحص عنه إلا فی کلام الشیخ العلامۀ بدر الدین الدمامینی
للخزرجیۀ؛ فإنه قال: استدرك بعضهم للرجز عروضا مقطوعا ذات ضرب مقطوع، و أنشد علی ذلک:
فینقل « مستفعلن » الخبن: و هو حذف سین ،«3» و یدخل فی هذا البحر من الزحاف «2» [ لأطرقنّ حصنهم صباحاو أبرکنّ مبرك النّعامۀ
إلی مستعلن. «4» إلی متفعلن، و الطی: و هو حذف فائه، فإنه ینقل
إلی: فعلتن. «5» و الخبل: و هو اجتماع الخبن و الطی، فینتقل
هذا الضرب المقطوع فیدخله الخبن خاصۀ. «6» و عروض هذا البحر و ضربه یدخلهما من الزحاف ما یدخل الحشو، إلا
حتی حوت «7» [ و اعلم أن المصنف- أثابه الله تعالی- بالغ فی اختصار هذه القصیدة [جدّا
______________________________
مبرزا فی العربیۀ، شاعرا محسنا، قرأ علی الجزولی، و سمع من ابن عساکر، و أقرأ النحو بدمشق مدة ثم بمصر، و تصدر بالجامع العتیق،
و حمل الناس عنه. و صنف الألفیۀ فی النحو، الفصول له. ولد سنۀ أربع و ستین و خمسمائۀ، و مات فی سلخ ذي القعدة سنۀ ثمان و
عشرین و ستمائۀ. و له: العقود و القوانین فی النحو، و کتاب حواش علی أصول ابن السراج فی النحو، و کتاب شرح الجمل فی النحو،
و کتاب شرح أبیات سیبویه نظم، و کتاب دیوان خطب. و له قصیدة فی القراءات السبع، و نظم کتاب الصحاح للجوهري فی اللغۀ، و
.(344 / لم یکمل، و نظم کتاب الجمهرة لابن درید فی اللغۀ، و نظم کتابا فی العروض، و له کتاب المثلث. ینظر: بغیۀ الوعاة ( 2
1) هو محمد بن أبی بکر بن عمر بن أبی بکر بن محمد بن سلیمان بن جعفر القرشی المخزومی الإسکندرانی بدر الدین المعروف )
بابن الدّمامینی المالکی النحوي الأدیب. ولد بالإسکندریۀ سنۀ ثلاث و ستین و سبعمائۀ، و تفقه و عانی الآداب، ففاق فی النحو و
النظم و النثر و الخط و معرفۀ الشروط، و شارك فی الفقه و غیره، و ناب فی الحکم، و درّس بعدة مدارس، و تقدم و مهر، و اشتهر
ذکره، و تصدر بالجامع الأزهر لإقراء النحو، ثم رجع إلی الإسکندریۀ، و استمر یقرئ بها، و یحکم و یتکسب بالتجارة ثم قدم القاهرة،
صفحۀ 80 من 637
و عین للقضاء فلم یتفق له. و له من التصانیف: تحفۀ الغریب فی حاشیۀ مغنی اللبیب، و شرح البخاري، و شرح التسهیل، و شرح
.(67 -66 / الخزرجیۀ، و جواهر البحور فی العروض، و الفواکه البدریۀ، من نظمه، و مقاطع الشرب، و نزول الغیث. ینظر: بغیۀ الوعاة ( 1
2) بدل ما بین المعقوفین فی ز: و غیرهما. )
1818 ) أنه سمی / 3) الزحاف: هو نوع من التغییر فی تفعیلات البحور الشعریۀ بحذف حرکۀ أو تسکینها، و ذکر فی لسان العرب ( 3 )
بذلک لثقله، و أنه تخص به الأسباب دون الأوتاد إلا القطع فإنه یکون فی أوتاد الأعاریض و الضروب، و ذلک أنه سقط ما بین
الحرفین حرف فزحف أحدهما إلی الآخر.
.(1818 / ینظر: لسان العرب ( 3
4) فی م، ص، د: فینقل. )
5) فی م، ص، د: فینقل. )
6) فی م: إلی. و عروض البحر الشعري: هی آخر تفعیلۀ فی الشطر الأول من البیت، و ضربه هو آخر تفعیلۀ من الشطر الثانی، أما )
حشوه فهو ما سوي العروض و الضرب من التفعیلات.
7) سقط فی ز، م. )
ص: 72
حجمها عشر قراءات من طرق کثیرة، و مخارج الحروف، و نبذة من التجوید، و من الوقف و الابتداء، و غیر ذلک مما «1» علی صغر
هو مذکور فیها، فلذلک دعته الضرورة إلی ارتکاب أشیاء مخالفۀ للأصل، تارة من جهۀ العروض، [و تارة من جهۀ العربیۀ، و تارة من
.«3» لکن کلها وقعت لغیره من فصحاء العرب ،«2» [ جهۀ القافیۀ
______________________________
1) فی ز، س: قلۀ. )
2) العبارة التی بین المعقوفین وردت فی د، مع تقدیم و تأخیر. )
3) اعلم أنه یجوز فی الشعر و ما أشبهه من الکلام المسجوع ما لا یجوز فی الکلام غیر المسجوع، من رد فرع إلی أصل، أو تشبیه غیر )
جائز بجائز، اضطر إلی ذلک أو لم یضطر إلیه؛ لأنه موضع قد ألفت فیه الضرائر.
و أنواعها منحصرة فی الزیادة، و النقص، و التقدیم، و التأخیر، و البدل:
فالزیادة تنحصر فی زیادة حرف، نحو تنوین الاسم غیر المنصرف، إذا لم یکن آخره ألفا، رد إلی أصله من الانصراف؛ نحو قوله
تعالی: قَوارِیرَا قَوارِیرَا مِنْ فِضَّۀٍ قَدَّرُوها تَقْدِیراً [الإنسان:
16 ] فی قراءة من صرف الأول منهما، و نحو قول أمیۀ بن أبی الصلت: ،15
فأتاها أحیمر کأخی السهم بعضب فقال: کونی عقیرا فإن کان آخره ألفا، نحو: حبلی، لم یصرف.
و زیادة حرکۀ، نحو تحریک العین الساکنۀ اتباعا لما قبلها، و تشبیها بتحریکها إذا نقلت إلیها الحرکۀ مما بعدها، فی الوقف، نحو
قولک: قام عمرو، و من ذلک قوله:
إذا تحرك نوح قامتا معهضربا ألیما بسبت یلعج الجلدا یرید: الجلد.
نحو قوله: ؛« لما » بعد کاف التشبیه؛ تشبیها لها بزیادتها بعد « أن » و زیادة کلمۀ؛ نحو: زیادة
و یوما توافینا بوجه مقسمکأن ظبیۀ تعطو إلی وارق السلم أي: کظبیۀ و النقص منحصر فی نقص حرف؛ نحو حذف صلۀ هاء الضمیر
فی الوصل؛ إجراء له مجري الوقف، و من ذلک قوله:
أو معبر الظهر ینبی عن ولیتهما حج ربه فی الدنیا و لا اعتمرا و الأحسن إذا حذفت الصلۀ، أن تسکن الهاء، حتی تکون قد أجریت
صفحۀ 81 من 637
الوصل مجري الوقف إجراء کاملا؛ نحو قوله:
و أشرب الماء ما بی نحوه عطشإلا لأن عیونه سیل وادیها و نقص حرکۀ، نحو حذف حرکۀ الباء من: أشرب، فی قوله:
بمنزلۀ عضد، فکما تسکن الضاد من: « ربغ » فالیوم أشرب غیر مستحقبإثما من الله و لا واغل تشبیها للمنفصل بالمتصل؛ أ لا تري أن
عضد؛ فکذلک سکنت الباء.
و نقص کلمۀ؛ نحو حذف المضاف و إقامۀ المضاف إلیه مقامه، و لیس فی الکلام ما یدل علیه؛ نحو قوله:
عشیۀ فر الحارثیون، بعد ماقضی نحبه فی ملتقی القوم هوبر
ص: 73
.«1» أما الأول فکثیرا ما یستعمل الزحافات المتقدمۀ
منه، فالحرکۀ؛ کقوله فی الإدغام: «4» أو أکثر «3» فکثیرا ما یحذف من اللفظ شیئا، إما حرکۀ أو حرفا «2» و أما الثانی
کثیر فی کلامهم؛ کقوله: «8» و هذا ،«7» [ و هو کثیر فی کلامه ] ،«6» سکنت الکاف «5» حجّتک بذل قثم فلذا
«9» ... ... ... و قد بدا هنک من المئزر
______________________________
یرید: ابن هوبر.
و التقدیم و التأخیر منحصر فی تقدیم حرف علی حرف، نحو: شواعی، فی شوائع.
و فی تقدیم بعض الکلام علی بعض، و إن کان لا یجوز ذلک فی الکلام؛ تشبیها بما یجوز ذلک فیه، نحو قوله:
لها مقلتا أدماء طل خمیلۀمن الوحش ما تنفک ترعی عرارها التقدیر: لها مقلتا أدماء من الوحش ما تنفک ترعی خمیلۀ طل عرارها.
و البدل: منحصر فی إبدال حرف من حرف، نحو إبدال الیاء من الباء فی: أرانب، جمع أرنب؛ تشبیها لها بالحروف التی یجوز ذلک
فیها.
و فی إبدال حرکۀ من حرکۀ، نحو إبدال الکسرة التی قبل یاء المتکلم فی غیر النداء؛ تشبیها بالنداء، نحو قوله:
أطوف ما أطوف ثم آويإلی أما و یروینی النقیع یرید: إلی أمی.
و إبدال کلمۀ من کلمۀ، نحو قوله:
و ذات هدم عار نواشرهاتصمت بالماء تولبا جدعا فأوقع التولب، و هو ولد الحمار علی الطفل؛ تشبیها له به.
.( ینظر: المقرب ص ( 556
1) فی د: الزحاف المتقدم. )
2) فی د: و أما القافیۀ. )
3) فی ص: إما حرفا أو حرکۀ. )
4) فی ص: أو أکبر. )
5) فی م: فلذلک. )
6) فی د: فسکن الکاف، و فی ص: فأسکنت الکاف. )
7) ما بین المعقوفین سقط فی ص، د. )
8) فی م: و هکذا، و فی ص: و هو. )
9) عجز بیت و صدره: )
رحت و فی رجلیک عقالۀ... ... ... و هو ثلث أبیات للأقیشر الأسدي قال صاحب الأغانی و غیره: سکر الأقیشر یوما فسقط، فبدت
صفحۀ 82 من 637
عورته و امرأته تنظر إلیه، فضحکت منه و أقبلت علیه تلومه و تقول له: أما تستحی یا شیخ من أن تبلغ بنفسک هذه الحالۀ! فرفع رأسه
إلیها و أنشأ یقول:
تقول: یا شیخ أما تستحیمن شربک الخمر علی المکبر
فی الإضافۀ للضرورة، و لیس بلغۀ. « هن » فقلت: لو باکرت مشمولۀصهبا کلون الفرس الأشقر و استشهد به علی أن تسکین
ص: 74
و قوله:
«1» ... ... ... فالیوم أشرب غیر مستحقب
______________________________
و أورده سیبویه فی باب الإشباع فی الجر و الرفع و غیر الإشباع قال: و قد یجوز أن یسکنوا الحرف المجرور و المرفوع فی الشعر،
شبهوا ذلک بکسر فخذ حیث حذفوا فقالوا فخذ، و بضمۀ عضد حیث حذفوا فقالوا: عضد؛ لأن الرفعۀ ضمۀ و الجرة کسرة. ثم أنشد
هذا البیت.
و مثله فی الضرورة قول جریر:
سیروا بنی العم فالأهواز منزلکمو نهر تیري و لا تعرفکم العرب و من أبیات الکتاب أیضا:
و أما اعتراض أبی العباس المبرد هنا علی الکتاب فإنما :« فی المحتسب » فالیوم أشرب غیر مستحقبإثما من الله و لا واغل قال ابن جنی
هو علی العرب لا علی صاحب الکتاب؛ لأنه حکاه کما سمعه، و لا یمکن فی الوزن أیضا غیره. و قول أبی العباس: إنما الروایۀ: فالیوم
فاشرب، فکأنه قال لسیبویه: کذبت علی العرب و لم تسمع ما حکیته عنهم. و إذا بلغ الأمر هذا الحد من السرف، فقد سقطت کلفۀ
القول معه. و کذلک إنکاره علیه أیضا قوله الشاعر:
... ... ...و قد بدا هنک من المئزر فقال: إنما الروایۀ:
... ... ...و قد بدا ذاك من المئزر انتهی. و قال بعض من کتب علی شواهد سیبویه: مر سکران بسکۀ بنی فزارة، فجلس یریق الماء، و
مرّ به نسوة فقالت امرأة منهن: هذا نشوان قلیل الحیاء، أما تستحی یا شیخ من شربک الخمر؟ فقال ذلک. و قال ابن الشجري فی
مر الفرزدق بامرأة و هو سکران یتواقع، فسخرت منه، فقال هذه الأبیات. انتهی، و الصواب الأول. :« أمالیه »
391 )، و المقاصد النحویۀ / 174 )، و شرح أبیات سیبویه ( 2 / 351 )، و الدرر ( 1 /8 ،485 ،484 / ینظر: دیوانه ص 43 ، و خزانۀ الأدب ( 4
31 )، و تخلیص الشواهد ص ( 63 )، و /2 ،65 / 106 )، و بلا نسبۀ فی الأشباه و النظائر ( 1 / 516 )، و للفرزدق فی الشعر و الشعراء ( 1 /4)
203 )، و لسان العرب (وأل)، / 48 )، و الکتاب ( 4 / 317 )، و رصف المبانی ص ( 327 )، و شرح المفصل ( 1 ،95 /3 ،74 / الخصائص ( 1
.(54 / (هنا)، و همع الهوامع ( 1
:« مساوي الخمر » 1) صدر البیت من قصیدة لامرئ القیس. قال عبد الرحمن السعدي فی کتاب )
غزا امرؤ القیس بنی أسد ثائرا بأبیه، و قد جمع جموعا من حمیر و غیرهم من ذؤبان العرب و صعالیکها، و هرب بنو أسد من بین یدیه
حتی أنضوا الإبل و حسروا الخیل، و لحقهم فظفر بهم، و قتل بهم مقتلۀ عظیمۀ، و أبار حلمۀ بن أسد، و مثل فی عمرو و کاهل ابنی
أسد.
و ذکر الکلبی عن شیوخ کندة أنه جعل یسمل أعینهم، و یحمی الدروع فیلبسهم إیاها.
و روي أبو سعید السکري مثل ذلک، و أنه ذبحهم علی الجبل، و مزج الماء بدمائهم إلی أن بلغ الحضیض، و أصاب قوما من جذام
کانوا فی بنی أسد. و استشهد به علی أنه یقدر فی الضرورة رفع الحرف الصحیح، کما فی أشرب فإن الباء حرف صحیح و قد حذف
الضمۀ منه للضرورة.
صفحۀ 83 من 637
قال سیبویه: و قد یسکن بعضهم فی الشعر و یشم، و ذلک قول امرئ القیس:
فالیوم أشرب غیر مستحقب ...... ... ... البیت. ا ه.
ص: 75
______________________________
و وقع فی نسخ الکامل للمبرد:
فالیوم أسقی غیر مستحقب فلا شاهد فیه علی هذا. و رواه أبو زید فی نوادره کروایۀ المبرد: (فالیوم فاشرب) قال أبو الحسن الأخفش
فیما کتبه علی نوادره: الروایۀ الجیدة (فالیوم فاشرب) و (الیوم أسقی). و أما روایۀ من روي (فالیوم أشرب) فلا یجوز عندنا إلا علی
ضرورة قبیحۀ، و إن کان جماعۀ من رؤساء النحویین قد أجازوا. ا ه.
و هو فی هذا تابع للمبرد.
و أورده ابن عصفور (فی کتاب الضرائر) مع أبیات مثله و قال:
و من الضرورة حذف علامتی الإعراب: الضمۀ و الکسرة، من الحرف الصحیح تخفیفا، إجراء للوصل مجري الوقف، أو تشبیها للضمۀ
بالضمۀ من عضد و للکسرة من فخذ و إبل، نحو قول امرئ القیس فی إحدي الروایتین:
فالیوم أشرب غیر مستحقب إلی أن قال: و أنکر المبرد و الزجاج التسکین فی جمیع ذلک؛ لما فیه من إذهاب حرکۀ الإعراب، و هی
فالیوم فاشرب. و الصحیح أن ذلک جائز سماعا و قیاسا. :« فالیوم أشرب » لمعنی، و رویا موضع
أما القیاس فإن النحویین اتفقوا علی جواز ذهاب حرکۀ الإعراب للإدغام، لا یخالف فی ذلک أحد منهم. و قد قرأت القراء: ما لَکَ لا
تَأْمَنَّا [یوسف: 11 ] بالإدغام، و خط فی المصحف بنون واحدة فلم ینکر ذلک أحد من النحویین. فکما جاز ذهابها للإدغام فکذلک
ینبغی ألا ینکر ذهابها للتخفیف.
و أما السماع فثبوت التخفیف فی الأبیات التی تقدمت، و روایتهما بعض تلک الأبیات علی خلاف التخفیف لا یقدح فی روایۀ
غیرهما. و أیضا فإن ابن محارب قرأ: وَ بُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ [البقرة:
228 ] بإسکان التاء. و کذلک قرأ الحسن: وَ ما یَعِدُهُمُ الشَّیْطانُ [النساء: 120 ] بإسکان الدال.
و قرأ أیضا مسلمۀ و محارب: وَ إِذْ یَعِدُکُمُ [الأنفال: 7] بإسکان الدال. و کأن الذي حسن مجیء هذا التخفیف فی حال السعۀ شدة
اتصال الضمیر بما قبله من حیث کان غیر مستقل بنفسه، فصار التخفیف لذلک کأنه قد وقع فی کلمۀ واحدة. و التخفیف الواقع فی
الکلمۀ نحو عضد فی عضد سائغ فی حال السعۀ، لأنه لغۀ لقبائل ربیعۀ، بخلاف ما شبه به من المنفصل، فإنه لا یجوز إلا فی الشعر.
فإن کانت الضمۀ و الکسرة اللتان فی آخر الکلمۀ علامتی بناء اتفق النحویون علی جواز حذفهما فی الشعر تخفیفا. انتهی.
و ما نقله عن الزجاج مذکور فی تفسیره عند قوله تعالی: فَتُوبُوا إِلی بارِئِکُمْ من سورة البقرة [ 54 ] قال: و الاختیار ما روي عن أبی عمرو
أنه قرأ: إِلی بارِئِکُمْ بإسکان الهمزة. و هذا رواه سیبویه باختلاس الکسر، و أحسب أن الروایۀ الصحیحۀ ما روي سیبویه فإنه أضبط لما
روي عن أبی عمرو. و الإعراب أشبه بالروایۀ عن أبی عمرو، و لأن حذف الکسر فی مثل هذا و حذف الضم إنما یأتی باضطرار من
الشعر. و أنشد سیبویه و زعم أنه مما یجوز فی الشعر خاصۀ:
إذا اعوججن قلت صاحب قوم بإسکان الباء. و أنشد أیضا:
فالیوم أشرب غیر مستحقب فالکلام الصحیح أن یقول: یا صاحب أقبل، أو یا صاحب أقبل، و لا وجه للإسکان. و کذلک:
الیوم أشرب یا هذا. و روي غیر سیبویه هذه الأبیات علی الاستقامۀ، و ما ینبغی أن یجوز فی الکلام و الشعر.
ص: 76
و قوله:
صفحۀ 84 من 637
و الحرف أنواع، منها واو العطف؛ کقوله: «1» ... ... ...... فلا تعرفکم العرب
صفاتها جهر و رخو مستفلمنفتح مصمتۀ و الضّدّ قل و قوله:
و صاد ضاد طاء ظاء مطبقۀ و قوله:
جوازه، قالوا: «5» و ابن عصفور «4» اختار ابن مالک و الفارسی «3» مسألۀ خلاف «2» کهمز الحمد أعوذ اهدنا و هی
______________________________
رووا هذا البیت علی ضربین:
فالیوم أسقی غیر مستحقب و رووا:
إذا اعوججن قلت صاح قوم و لم یکن سیبویه لیروي إلا ما سمع، إلا أن الذي سمعه هؤلاء هو الثابت فی اللغۀ. و قد ذکر سیبویه أن
القیاس غیر الذي روي. اه.
322 )، و الأصمعیات ص ( 130 )، و جمهرة اللغۀ ص ( 962 )، و ، 354 )، و إصلاح المنطق ص ( 245 -350 / ینظر: خزانۀ الأدب: ( 8
175 )، و رصف المبانی (ص 327 )، و شرح / 355 )، و الدرر ( 1 ،354 ،350 /8 ،106 / حماسۀ البحتري ص ( 36 )، و خزانۀ الأدب ( 4
1176 )، و شرح شذور الذهب ص ( 276 )، و شرح شواهد الإیضاح ، 88 )، و شرح دیوان الحماسۀ للمرزوقی (ص 612 / التصریح ( 1
204 )، و لسان العرب (حقب)، (دلک)، (و غل)، و / 122 )، و الکتاب ( 4 / 48 )، و الشعر و الشعراء ( 1 / ص ( 256 )، و شرح المفصل ( 1
،484 /4 ،463 /3 ،152 / 66 )، و الاشتقاق ص ( 337 )، و خزانۀ الأدب ( 1 / 110 )، و بلا نسبۀ فی الأشباه و النظائر ( 1 ،15 / المحتسب ( 1
.(54 / 205 )، و همع الهوامع ( 1 / 96 )، و المقرب ( 2 /3 ،340 ،317 /2) (74 / 339 )، و الخصائص ( 1 /8
1) جزء من عجز بیت و تمام البیت: )
253 )، و جمهرة اللغۀ ص ( 962 )، و / سیروا بنی العم بالأهواز منزلکمو نهر تیري ... ... و هو لجریر فی دیوانه ص ( 441 )، و الأغانی ( 3
(319 / 74 )، و سمط اللآلی ص ( 527 )، و لسان العرب (شتت)، (عبد)، و معجم البلدان ( 5 / 484 )، و الخصائص ( 1 / خزانۀ الأدب ( 4
حیث سکن الفاء للضرورة « تعرفکم » : 317 ). و الشاهد فیه قوله / (نهر تیري)، و المعرب ص ( 38 )، و بلا نسبۀ فی الخصائص ( 2
و لا شاهد فی هذه الروایۀ. ،« فلم تعرفکم » الشعریۀ، و یروي
2) فی ز: و هذه. )
76 الفصل العاشر فی أمور تتعلق بالقصیدة من عروض و إعراب و 3) فی د: اختلاف. شرح طیبۀ النشر فی القراءات(النویري) ج 1 )
غیرها ..... ص : 70
4) هو إمام النحو، أبو علی، الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسی الفسوي، صاحب التصانیف. )
حدث بجزء من حدیث إسحاق بن راهویه، سمعه من علی بن الحسین بن معدان، تفرد به.
و عنه: عبید الله الأزهري، و أبو القاسم التنوخی، و أبو محمد الجوهري، و جماعۀ.
ص: 77
الشاعر: «2» أي: و من، و کقول «1» « تصدّق رجل من دیناره، من درهمه، من صاع برّه » : لقوله صلی اللّه علیه و سلم
من آخر کلمۀ ممدودة، و هو المعبر عنه «5» و منها حذف الهمز «4» فی فؤاد الکریم «3» کیف أصبحت کیف أمسیت ممّایزرع الودّ
بقصر الممدود؛ کقوله:
:«6» و الرّا یدانیه لظهر أدخل و قوله
و قوله: «7» و الطّاء و الدّال و تا منه و من
اطراف الثّنایا المشرفۀ و هذا جائز مطلقا؛ لضرورة الشعر عند الجمهور؛ کقوله: «8» فالفا مع
صفحۀ 85 من 637
«10» من صنعا و إن طال السّفر «9» لا بدّ
______________________________
قدم بغداد شابّا، و تخرج بالزجاج و بمبرمان، و أبی بکر السراج، و سکن طرابلس مدة ثم حلب، و اتصل بسیف الدولۀ. و تخرج به
أئمۀ.
و من تلامذته: أبو الفتح بن جنی، و علی بن عیسی الربعی.
و مصنفاته کثیرة نافعۀ. و کان فیه اعتزال. عاش تسعا و ثمانین سنۀ.
مات ببغداد فی ربیع الأول سنۀ سبع و سبعین و ثلاثمائۀ.
و له کتاب (الحجۀ) فی علل القراءات، و کتابا (الإیضاح) و (التکملۀ)، و أشیاء.
.(379 -376 / 207 )، و الوافی بالوفیات ( 11 -206 / 380 )، و غایۀ النهایۀ ( 1 ،379 / ینظر سیر أعلام النبلاء ( 16
.(182 / ینظر: تفسیر الفخر الرازي: ( 4
706 ) کتاب الزکاة باب الحث علی -704 / 1) فی م: من متاع. و الحدیث هو طرف من حدیث جریر بن عبد الله أخرجه مسلم ( 2 )
199 ) فی / 75 ) کتاب الزکاة باب التحریض علی الصدقۀ، و ابن ماجۀ ( 1 / 359 ) و النسائی ( 5 ،357 / 1017 ) و أحمد ( 4 / الصدقۀ ( 69
.( 407 ) کتاب العلم باب ما جاء فیمن دعا إلی هدي ( 2675 / المقدمۀ باب من سن سنۀ حسنۀ أو سیئۀ ( 203 ) و الترمذي ( 4
2) فی ص: کقول. )
3) فی د: زرع الود. )
225 )، و / 155 )، و دیوان المعانی ( 2 / 280 )، و الدرر ( 6 /2) (290 / 134 )، و الخصائص ( 1 / 4) البیت بلا نسبۀ فی الأشباه و النظائر ( 8 )
.(140 / 431 )، و شرح عمدة الحافظ ص ( 641 )، و همع الهوامع ( 2 / رصف المبانی ص ( 414 )، و شرح الأشمونی ( 2
حیث حذف واو العطف بدون معطوفها، و التقدیر: کیف أصبحت و کیف أمسیت، « کیف أصبحت کیف أمسیت » : و الشاهد فیه قوله
و هذا جائز عند بعض النحاة، و غیر جائز عند بعضهم الآخر.
5) فی ص: الهمزة. )
6) فی ص: و کقوله. )
7) سقط فی م. )
8) فی م: من. )
9) فی ص: و لا بد. )
ص: 78
« أفعل » لأن مؤنث ؛«4» « أنبیاء » و « حمراء » قصر «3» فی الصحیح، فلا یجوز «2» لا یجوز إلا إذا کان له بعد القصر نظیر :«1» و قال الفراء
یؤدي قصره إلی وزن لا یکون علیه الجمع. « أنبیاء » لم یأت إلا ممدودا، و
.«6» فی الشطر المتقدم، و هو کالذي قبله « أطراف » «5» و منها حذفه من أولها؛ کحذف همزة القطع، کهمزة
فی قوله: «7» فی الشطر المتقدم، و من الجیم « طاء » و « صاد » و منها حذف التنوین؛ کحذفه من
أسفل و الوسط فجیم الشّین یا... ... ...
عن أبی عمرو: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «10» أبی هارون «9» عاصم، و الکسائی: عُزَیْرٌ ابْنُ اللَّهِ [التوبۀ: 30 ] و روایۀ «8» [ و هو جائز کقراءة [غیر
2]، و قول الشاعر: ، اللَّهُ [الإخلاص: 1
العقیلۀ العذراء و الزائد علی الحرف؛ کقوله: «12» الشّیخ عن بنیه و تبديعن خدام «11» تذهل
صفحۀ 86 من 637
و الکلّ أولاها و ثانی العنکبا أي: العنکبوت.
______________________________
293 )، و / 657 )، و شرح التصریح ( 2 / 219 )، و شرح الأشمونی ( 3 / 296 )، و الدرر ( 6 / الرجز بلا نسبۀ فی أوضح المسالک ( 4
.(156 / 11 )، و همع الهوامع ( 2 / المقاصد النحویۀ ( 4
حیث قصره الشاعر حین اضطر لإقامۀ الوزن، و أصله: صنعاء. « صنعا » : و الشاهد فیه قوله
1) هو یحیی بن زیاد بن عبد الله بن مروان الدیلمی، أبو زکریا المعروف بالفراء. کان أعلم الکوفیین بالنحو بعد الکسائی، أخذ عنه و )
علیه اعتمد، و أخذ عن یونس ابن حبیب من البصریین. مات بطریق مکۀ سنۀ سبع و مائتین، عن سبع و ستین سنۀ. انظر مراتب النحویین
.(333 / 176 ) و بغیۀ الوعاة ( 2 / 86 ، و الفهرست 104 ، و طبقات النحویین و اللغویین 131 ، و نزهۀ الألباء 65 ، و وفیات الأعیان ( 6
2) فی د: مثال. )
3) فی ص، د: فلا یجیز. )
4) فی م: همزة أنبیا. )
5) فی م: کهمز، و فی ص: کحذف همزة. )
6) فی د: و قراءة ورش و غیره. )
7) فی م: فیما تقدم. )
8) زیادة من د، ز. )
9) فی د: و کروایۀ. )
10 ) فی م: أبی هریرة. و هو خطأ و الصواب ما أثبتناه و هو هارون بن موسی أبو عبد الله الأعور العتکی البصري الأزدي مولاهم )
علامۀ صدوق نبیل له قراءة معروفۀ، روي القراءة عن عاصم الجحدري و عاصم بن أبی النجود و عبد الله بن کثیر و ابن محیصن و
.(348 / حمید بن قیس، و روي عن ثابت و أنس ابن سیرین و شعیب بن الحبحاب. مات هارون قبل المائتین. ینظر: غایۀ النهایۀ ( 2
11 ) فی أ: تنهل. )
/11 ،287 / 69 )، و خزانۀ الأدب ( 7 / 12 ) فی ص، د: جذام. و البیت لعبید الله بن قیس الرقیات فی دیوانه ص ( 96 )، و الأغانی ( 5 )
/ 377 )، و سر صناعۀ الإعراب ص ( 535 )، و شرح المفصل ( 9
ص: 79
و قوله:
و لیتلطّف و علی الله و لا الض أي: و لا الضّالّین.
:«1» و هو جائز فی الشعر؛ کقوله
فأبانا أي: ذمّ المنازل، و الله أعلم. «2» ذمّ المنا بمتالع
و سناد ،«7» حرکۀ ما قبل الرويّ المقید «6» [ التوجیه، و التوجیه: [هو «5» سناد «4» [ فکثیرا ما یقع له فی [القافیۀ :«3» و أما الثالث
الناظم: «9» کقول ؛«8» [ التوجیه: اختلاف تلک الحرکۀ؛ بأن تکون قبل الروي المقید فتحۀ [مع ضمۀ أو کسرة
... قالوا وهم ثم قال:
نعم و قوله: «10» ... ... ... قل
و همز وصل من کآلله أذن... ... ...
ثم قال:
صفحۀ 87 من 637
... ... ... و اقصرن ... ...
و قوله:
و بعض خصّ مدّ «11» [ .. .. و من یمدّقصّر [سوآت
______________________________
231 )، و لمحمد بن الجهم بن هارون فی معجم الشعراء ص ( 450 )، و بلا نسبۀ فی / 37 )، و لسان العرب (شعا)، و المنصف ( 2
.( الإنصاف ص ( 661 )، و تذکرة النحاة ص ( 444 )، و لسان العرب (خدم)، و مجالس ثعلب ص ( 150
أراد: و تبدي العقیلۀ العذراء لها عن خدام- و الخدام: الخلخال- أي ترفع المرأة الکریمۀ ثوبها للهرب فیبدو خلخالها. و الجملۀ التی
موضعها رفع بالعطف علی جملۀ تذهل الواقعۀ نعتا لغارة، و العائد إلی الموصوف من الجملۀ المعطوفۀ محذوف، « تبدي العقیلۀ » هی
تقدیره: و تبدي العقیلۀ العذراء لها عن خدام، أي لأجلها.
1) فی م: و منه. )
2) فی م: بمسالع. )
3) فی د: و أما القافیۀ. )
4) سقط فی د. )
5) فی م: إسناد. )
6) زیادة من م. )
7) ورد فی د عبارة: و الروي هو الحرف الذي تنسب إلیه القصیدة. )
8) ما بین المعقوفین سقط فی م. )
9) فی م: و هو کقول. )
10 ) فی ص: و قل. )
11 ) سقط فی د، و جاء مکانها: ثم قال. )
ص: 80
و اختلف فی سناد التوجیه؛ فقال الخلیل: تجوز الضمۀ مع الکسرة، و تمنع الفتحۀ مع أحدهما.
إلی أي جهۀ شاء من الحرکات. «4» بالتوجیه؛ لأن الشاعر له أن یوجهه «3» و لذا سمی ؛«2» لیس بعیب :«1» و قال الأخفش
و هو الصحیح. ،«7» [ و غیرهما ] «6» و ابن الحاجب «5» و هذا اختیار ابن القطاع
.«8» [ و قیل: یمنع مطلقا. و الله تعالی أعلم. [و هذا أو ان الشروع فی المقصود
______________________________
1) هو عبد الحمید بن عبد المجید، أبو الخطاب الأخفش الأکبر، أحد الأخافشۀ الثلاثۀ المشهورین. کان إماما فی العربیۀ قدیما، لقی )
الأعراب و أخذ عنهم، و أخذ عن أبی عمرو بن العلاء و طبقته، و أخذ عن سیبویه، و الکسائی، و یونس، و أبی عبیدة. و کان دینا
.(157 / ورعا ثقۀ. انظر مراتب النحویین ( 23 )، و طبقات النحویین ( 40 )، و نزهۀ الألباء ( 28 )، و إنباء الرواة ( 2
2) فی د: عیب لکثرته فی أشعار العرب. )
3) فی د: و سمی. )
4) فی ص: یوجه. )
5) علی بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن الحسین بن أحمد بن محمد بن زیادة الله بن محمد ابن الأغلب السعدي بن إبراهیم بن )
صفحۀ 88 من 637
الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجۀ بن عبد الله بن عباد ابن محارم بن سعد بن حزام بن سعد بن مالک بن سعد بن زید مناة بن تمیم
بن مر بن أد بن طابخۀ ابن إلیاس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان السعدي المعروف بابن القطاع الصقلی.
قال یاقوت: کان إمام وقته بمصر فی علم العربیۀ، و فنون الأدب. صنف: الأفعال، أبنیۀ الأسماء، حواشی الصحاح، تاریخ صقلیۀ، الدرة
الخطیرة فی شعراء الجزیرة، و غیر ذلک.
ولد فی العاشر من صفر سنۀ ثلاث و ثلاثین و أربعمائۀ، و مات فی صفر سنۀ خمس عشرة- و قیل أربع عشرة- و خمسمائۀ. ینظر: بغیۀ
.(154 -153 / الوعاة ( 2
6) هو عثمان بن عمر أبی بکر بن یونس المعروف بابن الحاجب- أبو عمرو، جمال الدین- کردي الأصل. ولد فی إسنا. و نشأ فی )
القاهرة. و درس بدمشق و تخرج به بعض المالکیۀ. ثم رجع إلی مصر فاستوطنها. کان من کبار العلماء بالعربیۀ، و فقیها من فقهاء
و ،« مختصر الفقه » : المالکیۀ، بارعا فی العلوم الأصولیۀ، متقنا لمذهب مالک بن أنس. و کان ثقۀ حجۀ متواضعا عفیفا. من تصانیفه
فی فقه المالکیۀ. ینظر: الدیباج المذهب ص « جامع الأمهات » فی أصول الفقه، و « منتهی السول و الأمل فی علمی الأصول و الجدل »
.(265 / 189 )، و معجم المؤلفین ( 6 )
7) زیادة من د. )
8) زیادة من د. )
ص: 81
شرح القصیدة